عيون القلب|| The Heart Eyes

أمل-قطعة من النعيم

لا تقلل ابداً من الأشياء الصغيرة فالأمل يأتي على متنها أحياناً..حتى كلمة أمل صغيرة بما يكفي لكنها من أجمل المعاني وأعمقها

........

هرع بيكهيون إلى الغرفة التي يتواجد فيها اخوه الأصغر متناسياً كل قراراته التي اتّخذها قبل دقائق من تلقيه خبر إصابته، اقتحم المكان فجأة ليجد البروفيسور تشوي و ماكس يحاولان تهدئة ذلك الصبي المذعور، التفت ماكس نحو بيكهيون ليقول راجياً

لا تقلق بيكهيون حالته ليست خطيرة انا والبروفيسور سنهتم به وسنبذل مابوسعنا لعلاجه

أنهى جملته ثم وجّه حديثه ليوتا محاولاً طمئنته وإسكاته بذات الوقت

توقف عن التذمر يا فتى نحن أطباء أيضاً مثل شقيقك كما أن من سيعالجك هو البروفيسور تشوي الذي علَّم كلانا

تسائل يوتا بصوت جهور مقاطعاً ماكس

ولماذا لا يستطيع أخي اجراء الجراحة لي بدلاً منك؟ هو الأفضل بينكم ويفوقكم ذكاء

أجابه البروفيسور ببرود يناوب بصره بينه وبين بيكهيون الذي يقف ويشاهد بصمت

لذلك على أخيك الذكي تولي العملية الأكثر صعوبة وأهمية منك في الوقت الرّاهن، إن أردت العيش كالقراصنة طوال حياتك أسمعني صوتك مجدداً

شدد على نهاية كلامه مشكلاً قبضة بيده اليمنى كتحذير له التفت عنه ليأمر الطاقم للاستعداد لإجراء العملية فالوقت ليس لصالح أيٍّ منهم، خرج بيكهيون من غرفة العمليات بصمت بعدما أقنعه ماكس وكذلك كلام البروفيسور

حقيقةً هو لم يغير رأيه بخصوص ما قرره سابقاً لكنه لم يستطع التحكم بانفعالاته فبالنهاية الأطباء يصبحون أضعف الأشخاص عندما يتعلق الأمر بمن يخصهم هم يصبحون أكثر هشاشة حتى من أولياء المرضى الذين يقفون على أعصابهم بغرف الإنتظار لأنهم على علمٍ بالمخاطر والعقبات التي تواجه الطبيب أثناء الجراحة لكن بيكهيون الآن مطمئنُّ ويثق بمعلمهِ أكثر ممّا يثق بنفسه لذا سيترك شقيقه تحت أيدي أمينة ويكمل دراسة مخطط مريضته الأولى والأزلية، يجب أن ينقذها لينقذ نفسه أيضاً

...........

في إحدى المشافي المتواضعة في كولومبيا هنالكَ زهرةٌ من شدَّة ذبولها باتت رهينةً بين قيود الأجهزة الطبية و مخالب الظلام تتخبَّطُ في سريرها، لقد لانَ عودها ومات الأمل فيها، كما لو أنها محتجزة داخل أصيصٍ مليء بالمياه وكلُّ من حولها يحاولون سقايتها بكلمات مبتذلة ووعودٍ وآمال شبه محتملة هم لا يدركون بأنها تختنق، لقد ملَّت المواساة تريد فقط كلاماً حقيقياً لا أن تغرق ببحر آمالٍ وهمية حتى تموت فهي ليست سمكة