اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.
................
Juana Pov
علمتني المواقفُ أنّ حياتي مجردُ رسمة بدون ألوان، كلّما حاولتَ تلوينها لا أجدُ بحوزتي سوى لونٌ واحد، أيقنتُ حينها بأن الحياة وزّعت ألوانها الزاهية على الجميع وما كان نصيبي منها سوى الأسوَد
لذا قررتُ الاستسلام لنصيبي وقسمتي علَّ الأيام تمحي سواد بعضها ولربما يأتي صاحب الحظ و يلوِّن عليّ حياتي، من قال لا!! لقد أتى الكثير بالفعل وجميعهم محظوظين لكن ما أملُ الظّمآن من الصّحراء سوى الظّمأ
وما جماليّةُ الألوان جميعها لو امتزجت بالأسود؟ ستبقى معتمة كئيبة لا رونق فيها يبهج القلب ولا بريق ينيرُ حلكتهُ
معلمي الذي رسمتُ على أثره السّند والأمل لحاضري ومستقبلي كان هو الحجر الذي هدّمَ سقف توقعاتي فوق رأسي، و بموقفٍ يتيمٍ أمحى كلّ شيء أصبح صفحة بلا لون بالنسبة لي، لا أعلمُ إن كان عليّ إعطاءه فرصة أخرى يملأ فيها تلك الصفحة
كذلك بيون بيكهيون او أقول الطبيب الملاك! هو أيضاً كسرني بعد ان جبّرني أزهرت صحرائي بوجوده وبغيابه غدت قاحلة، لستُ أضع اللوم عليه لا ذنب له بالنهاية كما لا ذنب للمعلم دونغ أيضاً جميعنا وقعنا ضحيّة بين أيادي القدر فالمواقف علّمتني أيضاً أن الإنسان لا يمكنه رسم قدره بنفسه ولا تلوينه على حسب رغبته فالرّسام لا تعجبه اللوحة من المحاولة الأولى سيدعكها و يلوكها بين يديه و يرميها أرضاً وقد يموت و يفنى ولا تعجبه أيّة لوحة سيأتي متذوِّقون كثُر من بعده يفتشون بين آلاف اللوحات الباهتة المرمية آرضاً بعضهم يجد نفسه فيها يرى شؤمهُ وذنوبه و خطاياه فيها وبعضهم يكتشف النقص الذي عجزَ الرّسام عن إكماله في تلك اللوحة لينتشلها كلُّ منهم ليكمل مهمّة الرسام على طريقته
قد لا يفهم البعض ما أقول سوى الذين أصابهم ذات مصابي او مرّ عليهم ذات الموقف الذي مررتُ به
