قضى صابر الليالي التالية في حجرة جانبية بعد أن أعلنت الخالة حكمت غلق حجرة النوم الرئيسية والاحتفاظ بالمفتاح ،حتى ملابس صابر التى اشتراها لزواجه قامت هى بوضعها بالخزينة ،لتنقضى تلك الليالي طويلة عليه حتى أصبح أجمل صباح بعمره حتى الآن.
يوم الزفاف
استيقظ صابر قرب الظهيرة فهو لم ينم إلا بعد صلاة الفجر ليبدأ يستعد لزفافه ،سرعان ما أتاه سالم ليصحبه للحلاق الذى قضى صابر بمحله مايزيد عن الساعتين فقط لحلاقة شعره وتهذيب ذقنه ليغادر متأففا متعجلا فالعقد بعد صلاة العصر بالمسجد وقد تأخر الوقت .
عاد مسرعا للمنزل ليتحمم ويبدل ملابسه بأخرى ويتوجه للمسجد فيجد سالم قد أتى بالمأذون بالفعل ويبدأ أهل الحى بالتجمع لمشاركة صابر فرحته فطالما شارك الجميع بالجهد والمال .بعد صلاة العصر بدأت إجراءات عقد القران لتنتهى بسرعة ويتلقى كل من صابر ونشوة التهنئة والتبريكات من الجميع، ليسرعا مغادرين هو إلى منزله ليعيد تبديل ملابسه وينظم تلك الفوضى التى أحدثها منذ الصباح.وهى لمنزلها حيث تنتظرها من ستعمل على تزينها .
قرب المغرب اتت دنيا ودينا تصحبهما العديد من الفتيات لإيصال عشاء العرس إلى منزل العروس ليلتزم صابر غرفته ويدع لهن حرية التحرك بالمنزل وسرعان ما طرقت دنيا باب غرفته أذن لها بالدخول لتدلف تحمل طبقا ملفوفا بعناية تقدمة له بإبتسامة واسعة : تفضل اخي صابر تخبرك امى أن عليك تناول هذا أما الطعام على الطاولة ستتشاركانه بعد الإحتفال.
يتناول صابر الطبق منها بإمتنان وهو يقول: اتعلمين !! لقد نسيت تناول الطعام اليوم ،شكرا لك دينا .
لتنظر له بغضب طفولى: انا دنيا .
يضحك صابر لبراءتها : وكيف اميز بينكما انتما نسختين متطابقتين؟
تسرع دينا للداخل فتقف بجوار شقيقتها وتقول: دقق النظر اخى صابر وتأكد لا يوجد نسختين متطابقتين مطلقا تتشابهان فقط .
قطب جبينه وهو يدقق النظر لوجهيهما ثم أشار لها : من انت؟
ابتسمت قائلة : انا دنيا
ليضحك وهو يصفق بكفيه قائلا بحماس : دنيا لها عينين بلون العسل ودينا لها عينين بنيتين هذا فرق واضح
تعالت ضحكات الفتاتان وهما تقولان بنفس الوقت : احسنت اخي صابر.
وتهمان بالمغادرة قبل أن تلتفتا نحوه بتحذير منقول: لا تنس تناول الطعام.
وتهرولان للخارج حيث بقية الفتيات ليبدان فى الغناء والتصفيق وتعلو الزغاريد ،يظللن قليلابالخارج قبل أن ينصرفن ليسرع صابر لذلك الطبق وهو يشكر الخالة حكمت التى تذكرته بينما نسى هو شخصيا نفسه.
بعد صلاة العشاء بدأ الاحتفال ليجلس صابر بجوار نشوة اخيرا تتراقص السعادة بعينيه وهو على وشك أن يحظى بها للأبد ،ستصحبه لمنزله،ستكون له نعم السند والعون .
يتأمل ملامحها كل فترة بسعادة واضحة للجميع ليبدأ الحدث الاعظم لهذه الليلة حين تصل فاتن ،تخلت فاتن عن حجابها تقريبا لتكتفى بوشاح يغطى نصف رأسها،وترتدى فستانا شديد الضيق يجسد جسدها بوقاحة.
سرعان ما بدأت بالرقص ليمتعض وجه صابر قرفا ،ويسرع بالتمسك بكف نشوة التى تبتسم له فيزول بعض التجهم عن وجهه وسرعان ما يشير ل سالم ويطلب منه إنهاء الاحتفال.
رغم رغبة حكمت فى إطالة الحفل إلا أن رقص فاتن اثار حفيظتها لتوافق على إنهاء الإحتفال بينما شعرت عفاف بالحرج الشديد من تصرفات ابنتها الطائشة التى ظنتها تعقلت ونضجت بعد الزواج لكن يبدو أن لا امل فى تعقلها.
صحب الحضور صابر ونشوة للمنزل سيرا ليتوقف الجميع أمام المنزل لفترة وحين تقترب فاتن ينظر لها صابر بتحدى ويسرع بحمل نشوة والتوجه للداخل قبل أن تصل إليه.
وضعها أرضا برفق بعد أن أغلق الباب ليقول بلهفة : مبارك زواجنا نشوة.
لم ترفع عينيها عن الأرض وبالكاد وصله همسها: بارك الله فيك صابر .
وقبل أن يتفوه بكلمة أخرى أسرعت من أمامه وهى تقول: سأتوضأ لنصلى
*******************
عادت فاتن بصحبه أمها بناء على طلبها وما أن أغلقت الباب حتى صاحت بغضب: هل فقدت عقلك فاتن؟ما هذا الذى ترتديه؟
تنظر لها فاتن بتهكم : هذا سعره ألفى جنية امى .ولكنك لن تفهمى ذلك!!!!
تجذبها من ذراعها بقوة : لا أسألك عن سعره .أسألك عن وقاحته .ماذا يغطى من جسدك؟لاشئ مطلقا انت تتجولين شبه عارية كالعاهرات.
تصرخ فاتن بحدة : امى ..كفى عن أفكارك الرجعية تلك
لتشعر امها بالصدمة : هل الحشمة أصبحت رجعية فى حياتك الجديدة؟
نظرت لها فاتن شزرا فقالت : اسمعى بنيتى إذا اردت ان تأتى لهذا الحى مرة أخرى فعليك بإتباع زى أهله وإلا فمن الأفضل لك ألا تأتى لأنى لن استقبلك مجددا بملابس كهذه .
تتهكم فاتن مرة أخرى: هل اطرد من الجنة الآن؟؟حسنا امى احتفظى بهذا الحى بكل ما فيه وانا لن آتى إلى هنا مجددا
وغادرت صافقة الباب بقوة لتنتفض عفاف ثم تهبط دموعها بحزن على ابنتها التى تصر على الخطأ وتبرر اخطاءها دائما .
*******************
انتهيا من تناول الطعام الذى إلتهمه صابر بشهية كبيرة، ليبدءا فى رفع الأطباق تحاول نشوة الاعتراض: استرح صابر انا سأحملها .
يتناول طبقا اخر يضعه فوق ما يحمل وهو يقول: اعتدت خدمة نفسى عليك أن تتقبلى مساعدتى .
تبتسم وهى تتبعه للداخل : اردت راحتك .لكنك تهوى المشقة
ضحك صابر وهو يقول بشكل صدمها نوعا ما: راحتى فى مشاركتك كل شئ
لم تجد ما تجيب به لتضع ما بيدها وتحاول التهرب منه قائلة :سابدل ملابسى
أنت تقرأ
براثن الخطيئة بقلم قسمة الشبينى
Romanceالنوڤيلا سبق نشرها وحذفت ، لذا هذه النسخة إعادة نشر