قبل الأخيرة

5.1K 231 10
                                    

هرول إليها صابر وقد زادت دموعه انهمارا تعبر عن ألمه لأجلها حملها وعاد خطوة للخلف بعيدا عن الألسنة التى احرقت قدميها وذراعها بلا رحمة وهو لا يفكر في هذه اللحظة سوى فى الخروج بها من هذا الجحيم لتأتيه المساندة الفورية من ذلك الشخص حامل الاسطوانة وقد عاد بعد أن حصل على أخرى ليصنع طريقا وسط الألسنة المتطايرة ويصيح : هيا صابر اسرع .
يحملها صابر بين ذراعيه ويزيدها ضما بصدره ويعدو خارجا يتبعه هذا الرجل الذى ينفث محتويات اسطوانته هنا وهناك على أمل التحكم فى الحريق وسرعان ما جاء الدعم متمثلا فى بضعة أشخاص وقد اقتدوا به فمنهم من احضر اسطوانة سيارة ومنهم من احضر اسطوانة ورشته .
خرج صابر حاملا نشوة بين ذراعيه ليعود فورا للسيارة وهو يصرخ بالشابين بجوار سالم : هيا احملاه للسيارة .
ينفذ الشابين أمره والندم يتآكل قلبيهما فلولا عودته للاقت هذ المسكينة حتفها احتراقا لكن العجب يسيطر على الجميع كيف يحترق المنزل وهى بالداخل دون أن تستغيث!!!!!
وضعها بالمقعد المجاور ليستقر سالم بالمقعد الخلفى بصحبة سما وينطلق صابر بالسيارة دون أن يفكر للحظة واحدة فى المنزل الذى يحترق ،كل ما يخيفه هذه اللحظة هو خسارتها هى .
يمسك هاتفه ويسرع بطلب أحد الارقام وكله ثقة أن صاحبه لن يخذله
*****************
لم تغادر فاتن تلك الشقة بعد أن غادر سعيد بل ظلت تنتظره حتى تشفى غليلها من صابر حين يزف لها سعيد نبأ احتراق نشوة ،حينها فقط ستنعم بالسكينة ف صابر سيظل لها للأبد.
طال انتظارها .. ساعات مزقتها تمزيقا قبل أن يصل سعيد وهو يبتسم بتشفى فقد انتهى انتقامه من نشوة وصابر والان يأتى دورك أيتها الحسناء.
اسرعت إليه بلهفة فور دخوله تتساءل : اخبرنى سعيد !!! ماذا حدث؟؟ هل ماتت!!؟؟
نظر لها بخبث وهو يتخطاها للداخل ليسترخى فوق أحد المقاعد ثم يقول ببطء: رأيتها بعينى وقد نالت النيران من ثوبها لعلها قد تفحمت نهائيا الآن.
ابتسمت بتشفى ليقاطع سعادتها وهو يقول: هل ستتفذين ما طلبته إذا؟؟؟
نظرت له وهى تعقد حاجبيها بعدم فهم ليقول : ستصبحين رفيقتى فاتن !!!
تنهدت وهى تهز رأسها بأسف مصطنع: للأسف سعيد لا استطيع لكن سأعوضك بالمال ...كل المال الذى تريد سيكون لك ..
علت ضحكته لتنظر له بتعجب حتى هدأ ليقول : كنت اعلم ..حاولت استغلالى لتحصلى على صابر ؟؟
أشارت له بكبر: كان هذا اتفاقنا سعيد
نهض فورا ليقترب منها وقد تبدلت نظرته ليقول بغضب: كان اتفاقنا أن انتقم من صابر وجزء من هذا الانتقام هو انتزاعك منه انت أيضاً.
عادت للخلف وقد بدأ الخوف يتسلل لقلبها ، تتسارع خطواته فيقبض على ذراعها ويجذبها للداخل بينما تحاول استجدائه : ارجوك سعيد. ستحصل على ما تريد لكن دعنى اذهب .
نظر لها بحدة وهو يقول بصوت احسن التحكم في انفعالاته : لا تخافى حبيبتى لا يمكننى ايذاؤك .
دفعها للفراش وهو يقترب منها قائلا : اتذكرين ذلك الفيلم الذى حدثتك عنه صباحاً
هزت رأسها دون أن تتحدث ليقول بخبث : ستتمتعين برؤيته فورا...لا اطيق صبرا حتى يأتى المساء
ابتعد عنها بهدوء وهو يتوجه للتلفاز وما هى إلا لحظات حتى اتسعت عينا فاتن وهى تنظر للشاشة وهو يعرض عليها ما قام بتصويره لها من مقاطع .ليعود هو للاقتراب منها بينما ينزع ملابسه ويقول بصوت أشبه بفحيح الافاعى : ماذا !!!! هل صدمت ايتها الفاتنة !!؟ اظننت سعيد أخرقا غافلا ليمنحك صابر بهذه السهولة ؟
امسك وجهها بكفه بقسوة وهو يرغمها للنظر إليه : منذ هذه اللحظة انت ملك لى .. لن تعاودى الاتصال بذلك الصابر مجددا سأنتزع منه الجميع.
حاولت أن تبحث عن صوتها بلا امل بينما جلس خلفها ينزع عنها ملابسها بهدوء وهو يقول محذرا : لا تفكرى فى الهرب من براثنى فإنها قاتلة
اقترب برأسه يقبل كتفيها بقسوة تاركا اثر شفتيه ليقترب من اذنها هامسا : ستحصلين على كل ما تحتاجين من متعة ..انت حقا فاتنة ويسعدنى أن اروى ظمأك للرجولة ،لكن منذ هذه اللحظة لن تتحرك قدمك خطوة واحدة دون إذن منى .
جذب وجهها يجبرها للنظر للخلف وهو يقول: هل تفهمين فاتنتى ؟؟؟
رمشت بعينيها عدة مرات وهى لم تفق من صدمتها بعد .
ابتسم بتشفى وجذبها لتستلقى بالفراش و لم يسعفها عقلها بطريقة للتخلص من هذه الورطة التى أوقعت نفسها فيها ،لتستلم لمصيرها بين يديه وهى تشعر بالقهر ، لم يترك لها منفذا واحدا للهروب وحكم عليها بقضاء حياتها بين براثن الخطيئة التى سيجبرها عليها ...اختارت طريق الخطيئة فأرغمها على السير فيه حسب قواعده ولن تحصل على ما باعت نفسها للشيطان من أجله.
***************
كان الطبيب يزيد الصفتى بمشفاه الخاص يتابع حالة المرضى حين وصله اتصال صابر ليجيبه برحابة وود : مرحبا صابر ....
ليقاطعه صابر بفزع : ادركنى اشتعل المنزل واحترقت زوجتى .
يقطب يزيد جبينه لهذا الخبر المشؤم ويسرع قائلا : اسرع بإحضارها سأنتظرك بالشفى
أملاه العنوان ليسرع صابر بالسيارة بإتجاهه وهو ينظر لها بفزع ويخشى لمسها حتى وجهها أصابته النيران بينما تقول سما بمواساة : ستكون بخير اخى صابر اطمئن..
ينظر لها عبر المرآة يرجو تأكيد حديثها لكنها لم تفعل.
يصل للمشفى فيسرع بحملها بينما يستند سالم إلى سما غير قادر على وضع قدمه أرضا ويتجه الجميع للداخل
بمجرد أن دلف من الباب وجد يزيد يقف بإنتظاره ومعه فراش مدولب وممرضتان ليشير إليه بسرعة: هنا صابر اسرع بنى .
يهرول بإتجاهه ويضعها فوق الفراش لتبدأ الممرضتان بدفعه بينما يتفحصها يزيد بسرعة ليقول براحة : هى على قيد الحياة لا تقلق
ثم ينظر ل سالم ويقول بإشفاق : تفضل معى انت ايضا
ليأخذ صابر موقع سما يساعد صديقه للوصول لحجرة الفحص
كان امر سالم هينا ولم يأخذ فحصه والاعتناء بقدمه اكثر من عشر دقائق ليغادر غرفة الكشف مصرا على تفقد نشوة ليجد صابر يجلس أمام غرفة أخرى يضع رأسه بين كفيه وتقف سما أمامه لتسرع لزوجها فتساعده حتى وصل بجواره ليتساءل: ألم يخرج الطبيب بعد ؟؟؟
هز صابر رأسه نفيا بينما بدأ عقله يصفو ليتساءل: كيف حدث هذا!!! كيف احترق المنزل وهى بالداخل ولما لم تسرع بالفرار؟؟؟
تنهد سالم ليقول: انا اتعجب ايضا إنها لم تستغث حتى !!!! وقد مررت بالمنزل فى أثناء عودتى وما هي إلا دقائق حتى كانت النيران تسيطر على كل شيء.
نظر له صابر بوجه متجهم وأعين شاردة : اتعلم أنى لم أقابل صاحب السيارة !!! العنوان وهمى وهاتفه خارج التغطية .
نظرا له بتعجب بينما قاطعهم خروج الطبيب يزيد بصحبة ذلك الطبيب الشاب الذي استدعاه خصيصا والذي قال : الحروق بقدميها من الدرجة الأولى لكن يمكن علاجها دون أن تترك أثرا إذا احسنتم العناية بها أما ذراعها فأمره أهون بكثير لن يترك أى أثر
اسرع صابر يتساءل : وماذا عن وجهها أيها الطبيب ؟؟
ينظر له الطبيب قائلا: إصابة وجهها سطحية من شدة الحرارة ستتحسن فى الغد ولن تشكل اى مشكلة
يعاود صابر التساؤل بإلحاح: هل أفاقت ؟! ايمكننى رؤيتها ؟؟
يضع يزيد كفه على ذراع صابر وهو يقول: نحتاج للحديث أولا صابر
ينظر له صابر بأعين راجية ليتساءل بإشفاق: هل كانت زوجتك تتعاطى ايه عقاقير ؟؟
يهز رأسه نفيا ولسانه مؤكدا : لا .لا تتعاطى شيئا .ماذا هناك؟؟؟؟ اخبرانى الحقيقة.
يتبادل الطبيبان النظرات ثم يقول يزيد : كانت فاقدة للوعي حقا لكن قبل ذلك كانت تحت تأثير عقار ما لم نحدده بعد ...سنجرى اختبارا معمليا للتأكد
يسرع سالم قائلا: هذا يفسر عدم استغاثتها .
ينظر له الجميع بينما يقول الطبيب : هى لن تتجاوب معك الآن يمكنك طمأنتها فقط لكن لا تتحدث إليها فهى لن تجيبك
هز رأسه وهو يغالب دموعه ويتقدم من الغرفة ليوقفه رنين هاتفه الذى يدق للمرة العشرون منذ وصل للمشفى وهو لا يجيبه .فكل ما يخشاه أن تكون حكمت المتصلة وهو لا يدرى بما يجيبها، ليرفع الهاتف اخيرا ويتنهد قبل أن يجيب.
*******************
وصلت سيارة الإطفاء للحى تتبعها سيارة الشرطة ليبتعد الجميع ،يتقدم رجال الاطفاء للداخل بخراطيم المياة ولم يكن صعبا عليهم إخماد النيران فى دقائق لم تتعد العشر بينما يقف الضابط بالخارج يسأل الأشخاص المتجمهرين : متى اندلع هذا الحريق ؟؟
يقترب حودة منه ليقول: لا ندرى سيدى لقد فوجئت بالنيران تسيطر على كل شئ فأسرعت استغيث بالاسطى سالم
نظر له الضابط متفرسا بملامحه ليقول وهو ينظر للجميع: ايكم سالم ؟؟
اسرع أحد الشباب مجيبا : احترقت قدمه وصحبه صابر للمشفى مع زوجته
دقق الضابط النظر إليه ليكمل بثقة: زوجته كانت بالداخل واصيبت بحروق خطيرة
هنا وصلت حكمت تصحبها ابنتيها وهى تتساءل بفزع : ابنتى ؟؟ اين ابنتي ؟؟ اين نشوة ؟؟
تتلقاها الأعين المشفقة بلا إجابة ليتجه الضابط إليها متسائلا : هل انت والدة الضحية؟؟
تنظر له بفزع بينما تصرخ الفتاتان
***************
رفع صابر هاتفه وتنهد ليحاول السيطرة على صوته قبل أن يجيب : السلام عليكم
ليأتيه صوت حكمت التى تكاد تهلك فزعا وهى تتساءل ببكاء مزق قلبه : اين ابنتي صابر ؟؟ ماذا حدث ل نشوة ؟
اسرع صابر يحاول أن يطمئنها قائلا: هى بخير خالة اقسم لك .
يستجديه صوتها لمزيد من الاطمئنان: لم لا تجيبنى اذا ؟؟ اين انتم ؟؟
بدا الأسف بصوته : كنت انتظر أن اطمئن عليها نحن بالمشفى وأكد الطبيب أن إصابتها غير بالغة نحن بمشفى ...
وسرعان ما أنهى المكالمة ليتجه إلى حيث ترقد زوجته المذعورة .
***************
أنهت حكمت المكالمة وهى تعيد الهاتف للضابط وتخبره بإسم المشفى فى الوقت الذى وصلت به سيارة أخرى تقل مندوب المعمل الجنائي لتفقد آثار الحريق للتأكد من أسبابه تبادل معه الضابط الحديث لدقائق كانت حكمت وابنتيها فيها قد استقلين سيارة أحد شباب الحى وانطلق بهن إلى المشفى فورا
أمر الضابط أحد الجنود بملازمة المكان وسرعان ما وصل المزيد من السيارات ليطوق المكان ويعج برجال المباحث الجنائية.
****************
دخل صابر للغرفة لتتعلق بن عيناها الفزعتين ليسرع نحوها يمسك يدها السليمة قائلا بحنان : لا تخشى شيئا حبيبتى انا هنا .
زادت دموعها انهمارا وهى تحاول أن تتحدث ليقترب مسرعا يربت عليها بحنان: لا تحاولى التحدث ستكونين بخير ..اقسم لك..سأحسن الاعتناء بك حبيبتى لا تخشى سوءا .
اغمضت عينيها بألم شديد،ألم نفسى وجسدى لا يحتمل وهى لا تزال غير قادرة على النطق مرت دقائق قبل أن يدخل الطبيب وهو يقول: تعرفنا على العقار سأحقنها بالمضاد فورا .لكن دماءها متشبعة به ..لقد تناولت جرعة مضاعفة.
نظر لها بإشفاق لم تتهمها عيناه بأى شكل بينما بدأت تهدأ حين تأكدت انها ستتمكن قريبا من العودة لطبيعتها وستخبر الجميع عن هذا المجرم الذي أقدم على تلك الفعلة ،تتوجس خيفة فقد من رد فعل صابر وتخشى من تهوره لكن ما يريحها قليلا أن لا أحد يعلم مكان سعيد.
دقائق ووصلت حكمت وابنتيها للمشفى لتتسارع خطواتهن نحو سالم وسما التى تسرع للقائهن وهى تحاول بث الطمأنينة لقلوبهن الملتاعة : حمدا لله خالة لقد طمأننا الطبيب
تنظر لها حكمت بلهفة : اين ابنتي. سما ؟؟؟
أشارت سما للغرفة : بالداخل خالة وصابر معها غادر الطبيب منذ دقائق
تتجه للغرفة قبل أن تتوقف فجأة وتنظر ل سالم : عذرا بنى كيف حالك؟؟
يبتسم سالم لها : انا بخير خالة تفقدى نشوة تحتاج لوجودكن جميعا
ليسرعن ثلاثتهن للداخل لتصبن بالصدمة من آثار الحروق بوجهها بينما اختفت حروق قدميها وذراعها اسفل رباط مخصص للحروق لفها الطبيب به خوفاً على حالتها النفسية.
بدأت الفتاتان فى البكاء لتنهرهما حكمت : لا تبكيا هى بخير وهذا يكفينا لنحمد الله
تقترب من الفراش حيث يجلس صابر ممسكا ذراعها السليمة وقد بدأت تستعيد قدرتها على التحدث لتجهش بالبكاء ،تقترب امها اكثر تخشى لمسها حتى لا تؤلمها بينما تقول نشوة : لقد خفت كثيرا ،كدت اموت فزعا
يضغط صابر على كفها بحنان وهو يقول: اخبرينى نشوة كيف حدث هذا؟؟
تقول نشوة من بين شهقاتها : لن اخبرك حتى تتصل بالشرطة.
زاد اضطرابه وهو يحاول السيطرة على ثبات صوته : إذا هناك من قام بهذا متعمدا ؟؟
هزت رأسها إيجابيا ليتساءل مجددا: من نشوة؟؟؟ اخبرينى
لتهز رأسها نفيا وهى تشهق من شدة بكاءها لتسرع حكمت تربت على صدرها بحنان وتقول له برجاء : رفقا صابر .. بنى إنها مرتعبة متألمة .
يهز رأسه موافقا وهو يحاول ترك ذراعها لتتشبث به برجاء: لا تتركنى صابر ..أنا خائفة
يقفن بجوارها ويخشين لمسها حتى لا يزيد ألمها بينما يجلس صابر مذعنا أمام نظرات الخوف بعينيها .
****************
توجه الضابط فور وصوله للطبيب متسائلا عن حالة الضحية ليخبره الطبيب أنه يمكنه التحدث إليها ثم يخبره بذلك العقار الذى تعاطته قبل الحادث مباشرة ليشل حركتها فيتساءل الضابط : اتقصد انها كانت تنوى قتل نفسها بتلك الطريقة البشعة ؟؟
يهز الطبيب رأسه نفيا ويقول: لا اظن ذلك بل اعتقد ان احدهم حاول قتلها ببشاعة وهمجية
يتجه الضابط إلى غرفتها وما أن دخل حتى شعر بالراحة على ملامح نشوة فإقترب قائلا : سلامتك سيدتى ..ايمكننى التحدث إليك قليلا؟؟
تتخلى نشوة عن كف صابر وهى تقول برجاء: ارجوك صابر انتظر خارجا
نظر لها صابر لتتهرب بعينيها منه بينما قال الضابط بحزم : رجاءا انتظر بالخارج
تحرك صابر مرغما لينظر الضابط لحكمت وابنتيها : وانتن أيضاً
غادر الجميع ليلتفت لها الضابط: يمكنك التحدث بأريحية ،لكن اعلمى انى سأسجل كل اقوالك
تهز رأسها وهى تقول: وانا سأخبرك بكل شئ
وتبدأ تقص عليه ما حدث وهو يسجل بأوراقه ويسألها وتجيب بثبات ليغادر الغرفة بعد فترة ليبدأ رحلة البحث عن سعيد
****************
حين غادر صابر الغرفة لم يطق صبرا أن يقف منتظرا فتوجه إلى حسابات المشفى يحاول دفع المال ليرفض الموظف بإصرار ويخبره أن يزيد قد أعطى أوامره بعدم تقاضى أى مبالغ من صابر ليتوجه إليه صابر فورا.
حاول صابر إثناء يزيد ودفع المال ليصر الأخير على موقفه وهو يتمنى لها الشفاء فهو لا ينسى شهامة صابر مع ابنته سابقا وقد رفض وقتها تقاضى أجره الذى كان غيره سيرفعه للضعف لنجدته بتوقيت كهذا كما أخبرته ابنته أنه تبعها للمنزل وقد آن الأوان لرد هذا المعروف فزاد إصراره على عدم تقاضى أيه أموال من صابر ،لكن مدة الحديث كانت كافية لإلهاء صابر حتى غادر الضابط ليخبره يزيد أن نشوة ستنقل لغرفة أخرى حيث ستظل تحت المراقبة والعناية ليومين حتى يتماثل وجهها للشفاء وتستقر حالة باقى الحروق بينما يمكن ل سالم المغادرة فورا .
عاد صابر لغرفة نشوة تلحقه الممرضات فيخبره سالم أن الضابط غادر منذ قليل ،فيخبره صابر أن بإمكانه العودة للمنزل ويطلب من سما حسن الاعتناء به،لكن سالم يرفض المغادرة قبل أن يطمئن على نشوة بنفسه ،دفعت الممرضات بالفراش المدولب للغرفة ليدخل إليها وكأن شيئا لم يكن يحملها برفق بينما تطعنه تأوهاتها فيزداد رفقا وهو يضعها فوق الفراش المدولب ويسير بجواره حتى يصل للغرفة حيث سترقد فيحملها مرة أخرى للفراش .
*****************
لم يطل بقاء سالم بالمشفى وصحبته سما للمنزل برفقة دنيا ودينا ليحضران ملابس لشقيقتيهما وبعض الأغراض الأخرى .
استخراج الضابط إذنا من النيابة بضبط واحضار المدعو سعيد بينما قام وكيل النيابة بتعجل تقرير المعمل الجنائي الذى أرسل تقريرا مبدئيا بأن الحريق اشتعل بفعل فاعل وهناك اثار لمادة جارى التحقق منها .
مر اليوم مؤلما أصر صابر فى نهايته على عودة حكمت وابنتيها للمنزل بصحبة بعض الجيران الذين أتوا لتفقد نشوة ورؤيتها بينما كانت الأخيرة تلتزم الصمت التام حين يتساءل أحدهم عن سبب اندلاع الحريق لتزداد مخاوف صابر مما تخفيه لكنه لن يضغط عليها وهى بهذه الحالة يكفيه وجودها ويكفيها ما كان ،لن يحملها المزيد فقد تحملت ما لا يطيقه أحد .
بدل ملابسها لتستسلم للنوم تحت تأثير الأدوية التي تتناولها للتخفيف من آلامها بينما ظل ساهرا لفترة قبل أن يستسلم للنوم ايضا متكوما فوق تلك الأريكة بغرفتها لعل الغد يكشف عما أخفاه اليوم .

براثن الخطيئة بقلم قسمة الشبينىحيث تعيش القصص. اكتشف الآن