الحلقة التاسعة

5K 223 16
                                    

باقى حلقتين اكمل ؟؟

استيقظت نشوة باكرا كالعادة فأعدت الفطور ثم توجهت لإيقاظ صابر الذى بدأ يتأفف ويرفض مغادرة الفراش : امهلينى بعض الوقت نشوتى أشعر بالنعاس .
تجذب الوسادة من أسفل رأسه وهى تقول: كفاك كسلا زوجى الحبيب لديك أعمال كثيرة عليك اتمامها اليوم .
يعتدل فيجذب الوسادة من بين يديها لتسقط فوقه هى والوسادة ليحملها بذراع واحد وهو يلتف سريعا لتصبح أسفله بالفراش .لم تملك وقتا حتى لدفعه فشهقت بقوة وهى تقول: أصبحت ماكرا صابر ...هيا دعنى انهض لقد اعددت الفطور
يزيد ثقل جسده ليشل حركتها وهو يبتسم قائلا : ألست ماكرا ؟؟ لم تظنين انى سأقبل بحديثك لابد أن اتفاوض أولا
بدأت نبرة صوتها تخبت وهو تتوه فى نظرات عينيه : وماذا يريد حبيبى الماكر فى الصباح ؟
اقترب يدغدغ رقبتها بشعيرات ذقنه وهو يتمتم : اشتاق يا نشوتى ل نشوتى التى لم اعرف مذاقها إلا معك .
رفعت ذراعيها تزيده قربا وهو يرتوى من نبع دلالها الذى يفقده صوابه وهى ترتوى من نبع حنانه الذى يمنحها القوة لتحيا .
كان يغادر المرحاض ليجدها تتحرك بسرعة كبيرة ترتدى ملابسها وتلملم اشياءها ليقول بشفقة : مهلا نشوتى ستسقطين .
ضيقت عينيها وهى تقول له: حسنا انت تسببت بهذه الفوضى يا سيد ماكر واخرتنى عن عملى للمرة الأولى بحياتى .
اقترب بسرعة ليرفعها عن الأرض لترفس بقدميها بالهواء معترضة بدلال : صابر دعنى .
اجاب صابر بصوت اجش: يمكننى احتجازك بهذه الغرفة طيلة اليوم فلا تتذمرى .
ربتت على كتفيه بكفيها كالاطفال: حسنا حبيبى اعلم ما يمكنك فعله ،رجاءا دعنى اذهب للعمل
انزلها برفق وهو يقول: يمكنك ترك هذا العمل نهائيا نشوتى .
اسرعت ترتدى حذائها وهى تقول: سأفعل حبيبى لكن دع لى اختيار التوقيت
هرولت تجاهه وقد جلس بطرف الفراش قبلته سريعا وهى تقول: لا تنس تناول الفطور.
وغادرت مسرعة بحماس إلى عملها تتبعها عينيه ويحيطها قلبه .
********************
فى مكان آخر بشقة مفروشة بحى راق
تنبعث رائحة الدخان السيئة من احد الغرف التى استقر بها سعيد وفاتن منذ مساء أمس
تتمدد فاتن على الفراش شبه عارية ويجلس هو بطرف الفراش بنفس الوضع ليشعل سيجارة جديدة ويقدمها لها فتتناولها منه وتبدأ في تدخينها بشراهة كسابقتها تماما .ليشعل سيجارة هو أيضا ويسرع يتمدد بالقرب منها.
يتلمس أنحاء متفرقة من جسدها دون أدنى اعتراض منها بينما يتساءل : متى سيعود زوجك؟
تجيب فاتن بلا اكتراث : بعد ثلاثة أيام
يقترب لينفث الدخان بوجهها وهو يقول: لنقضى الليلة معا ، سأعرض عليك فيلما سيفقدك عقلك .
ابتسمت وهى تقبل عليه بلهفة : حقا سعيد !!!! أحضرت لى فيلما جديدا ؟؟
ابتسم بخبث وهو يقترب منها فمنذ علم بشغفها لهذه الأفلام وهو يحكم سيطرته عليها يوما بعد يوم فقال : حقا حبيبتى .لكن ابقى معى الليلة .سنحتفل بإنتقامنا من صابر ونشوة .
اعتدلت جالسة بقلق: ستنفذ اليوم ؟؟
مد ذراعه يعيدها للاستلقاء : سأنفذ عصر اليوم بعد عودتها من عملها ،سأبعده عن الحى ثم اقتص منها ،سأتلذذ برؤيتها تتعذب وهى غير قادرة على طلب النجدة أو الاستغاثة
ابتسمت بتشفى ثم قالت : وانا سأدفع لك كما اتفقنا مسبقاً.
ينظر لها بشهوة : ولكنى لا اريد المال .اريدك ان تظلى رفيقتى .ساعوضك عن إهمال زوجك الأخرق .
نطق حروفه الأخيرة وقد اختلطت انفاسهما ،حاولت أن تبعده بكفيها ليسرع فيشغل التلفاز بجهاز التحكم لتتعلق عينيها بالشاشة وتستسلم لرغبته بكل حواسها وتنساق معه لبراثن الخطيئة التى اسقطت صابر بينها يوما ،ليأتى سعيد بعد ذلك وينهشها بها .
*******************
عادت من عملها تخطو نحو منزلها بصرامتها المعهودة ألقت نظرة على الورشة أثناء مرورها لتتذكر أنه اخبرها بالأمس سيتوجه اليوم للقاء شخص ما سيشترى منه سيارة خربة كمشروع جديد يتشارك فيه مع سالم وسما ،اذا لن تراه أثناء عودتها ،ولن يلحق بها بعد قليل متعللا بالجوع الشديد ليقضى معها بعض الوقت.زفرت بضيق وهى تكمل طريقها للمنزل .
ياله من يوم ممل بدون مشاغبة صابر .
وصلت المنزل لتجد كل شيء مرتب ،قد رفع الطعام وغسل أطباق الفطور بل ورتب الحجرة ايضا ،تبتسم بسعادة وتبدأ بخلع ملابسها وتعليقها بعناية ،ثم تتجه نحو المطبخ فتعد لنفسها كوبا من عصير الليمون الذى تعشقه ،تحمل الكوب وتغادر المطبخ ترتشف منه رشفة ليدق الباب فتضعه جانبا وتتوجه ترتدى إسدالها ثم تفتح الباب.
فتحت الباب ونظرت يمينا ويسارا لكن لا أحد،تعجبت لحظة قبل أن تعيد إغلاقه وتعود إلى حيث تركت كوبها فتبدأ فى إرتشافه ببطء وتلذذ.
شعرت بإرتخاء بدنى لكن لم تبالى توجهت للمطبخ لتضع الكوب بالحوض لكنه سقط لتجثو على ركبتيها تنظر لكفيها المرتعشين بأعين مذعورة من فقدانها السيطرة على جسدها لتشعر بالمزيد من الارتخاء فتسقط أرضا تتقلب عينيها فى المكان بفزع وهى لا تدرى ما يحدث لها بعد حتى رأته قادما بخطوات ثابتة بطيئة .
******************
كان صابر يعلم أن موعده هذا سيحرمه من رؤيتها أثناء العودة من عملها ،وسيحرمه من تلك اللحظات التى يشاغبها فيها أثناء تحضيرها غداءه يوميا ،لكن لا حيلة فقد أصر صاحب السيارة على هذا الموعد ،لذا فقد حاول صابر قدر استطاعته أن يصل للعنوان سريعا ليعود سريعا.
ووصل بالفعل ليبدأ يتوجس خيفة من كل هذا ،فالمكان بأحد التجمعات السكنية الجديدة،ليقف مدهوشا فهذه البناية تحت التجهيز،لابد أنه أخطأ العنوان يخرج الورقة ويتأكد من الوصف يتوجه لأحد العاملين ويسأله فيؤكد له أنه العنوان، يسأل عن صاحب البناية لعله من تحدث معه ،فتأتيه مفاجأة أخرى فهذه البناية ملكية مشتركة لعدة أشخاص ليس منهم من حدثه عبر الهاتف.
يخرج هاتفه ليتصل به فيجد هاتفه خارج التغطية،هز رأسه بعدم فهم ثم لعن بداخله هذا الصفيق الذى أوقعه فى هذه الورطة ،استقل السيارة التى استأجرها لسرعة الحركة وقفل عائدا إلى حارته لا يعلم ما ينتظره هناك
*******************
علت أنفاسها وهى تراه مقبلا عليها بخطوات بطيئة ،اتكأ على ركبته وهو ينظر لها بتشفى ويبتسم ابتسامة هازئة: ماذا هناك؟؟هل ظننت انى سأترك حقى الذى اهدرته انت ومعشوقك أيتها العاهرة؟ الآن تأكدت ظنونى ...كان يريدك لنفسه.لكن سعيد لا يتخلى عما يريد بتلك السهولة.
تحاول نشوة أن تتحدث ،ان تصرخ،لكن لا فائدة تنزل دموعها بصمت وهى تنظر له مرتعبة مما هى مقبلة عليه. يعتدل وافقا ويبتعد خطوات عنها وهو يقول: لقد انتظرت هنا لساعتين كاملتين
إلتفت إليها وقال بخبث: لا تقلقى لقد احسنت إبعاده لن يعود فى الوقت الحالى.
اتسعت ابتسامته وهو يقول: لن يعود حتى انتهى منك.
زاد خوفها لكن خطواته تبتعد وهو يكمل حديثه: لا أنكر مساعدتك فلولا كوب الليمون لاضطررت للانتظار مدة أطول ،احسن مساعدى طرق الباب بمجرد أن ورده اتصالى ،كنت سأعاقبه بشدة لو فوت على هذه الفرصة ،وانا اريد ان اتمتع برؤيتك تحترقين فى جحيمى .
بدأ يخرج من خلف المقاعد جالونين ثم يفرغ محتواياتهما على الابواب والنوافذ والأثاث حتى الجدران ،علا تنفسها ليصل صوته إليه فيقول بقسوة: هذا كل ما تملكين اسمعينى عذابك عبر ضعفك .
اقترب منها مجددا وعلى وجهه علامات الرضا ليقول: منذ تنازلت عن ذاك البلاغ الذي قدمته ضدى منذ أعوام شعرت حينها انك انتصرت على..من انت ليكون لك حق الصفح عنى؟؟؟انا اكرهك نشوة واتمنى أن احرقك ألاف المرات لكن للاسف لن استطيع ذلك ...أما معشوقك الغبى سأتركه يحيا ليتعذب بالفقد والحرمان...فأنا لن اسلبه زوجته فقط بل سلبته ايضا فاتن .
كانت عينيها معلقتين به ترجوانه بصمت ليكمل قائلا: نعم فاتن التى أحبته أصبحت لى ايضا ...لن يجد من يواسيه فى مصابه ...وانا سأحكم سيطرتى عليها لاذيقه المزيد من الذل.
ابتعد عنها مجددا لينثر ما تبقى من سائل فى ارض المنزل ثم اشعل عودا من الثقاب وألقاه بعيدا ووقف يتابع ارتعابها وارتجاف جسدها والنيران تقترب منها شيئا فشيئا حتى بدأت النيران تصل إليها تغمض عينيها بألم شديد دون أن تتمكن حتى من الصراخ ألما .
نظر لها بتشفى واتجه إلى نافذة المرحاض حيث دخل أول مرة ليتسلق خارجا إلى أعلى المنزل ومنه لمنزل آخر حتى لاذ بالفرار.
******************
وصل سالم لمنزله للتو فقابلته سما ببشاشة وهى تقول: سأحضر الطعام على الفور ..بدل ملابسك حتى انتهى .
ينظر لها وعلى وجهه علامات الإجهاد ليقول: لا حبيبتي اريد ان احصل على قسط من الراحة قبل عودة صابر سيكون على معاونته .
تنظر له بإشفاق فضغوط الحياة تهلكه وتقول بحنان وهى تقترب منه: حسنا حبيبى اعلم ان عملك مع صابر هو مجهودا مضاعفا
قاطعها سالم فورا وقد خلع قميصه وانحنى يخلع حذاءه بحزم: لكن ما نجنيه منه يستحق هذا المجهود سما سنحتاج هذا المال لحياتنا حبيبتى ما جنيناه من مكسب فى المرة الأولى يعادل ما أجنيه من عملى فيما يقارب العام ...
اعتدل جالسا وتنهد ليقول : علينا التحمل قليلا لنصنع مستقبلا افضل ..
اتسعت ابتسامتها وهى تقترب منه لتعلو طرقات فزعة فيسرع سالم للباب ليجد حودة الذى يصرخ بمجرد رؤيته: منزل الاسطى صابر يحترق
يعدو سالم كما هو للشارع يتبعه حودة بينما أسرعت سما ترتدى عباءة سوداء وتلحق به اتسعت عينا سالم من اين اتت كل هذه النيران فجأة؟؟
لقد عاد للتو منذ دقائق فقط!!!!
بدأ الناس يتجمهرون حول النيران المشتعلة ويحاول البعض الإقتراب من الأبواب أو النوافذ لتقابلهم النيران فيتراجعون بينما يمسك حودة ذراع سالم برجاء : السيدة نشوة بالداخل عادت منذ فترة
صرخ به سالم : لما لم تخبرنى ايها الأحمق؟؟
ويسرع نحو الباب يدفعه بقدمه لكن قدمه العارية احترقت ليسقط ارضا فيسرع شابين بحمله للخلف وهو يصيح: اتركونى زوجة اخى بالداخل ..دعونى..نشووووة
صرخت سما وهى تنظر لقدمه المحترق بينما احكم الشابين سيطرتهما عليه واحدهما يقول : لو كانت بالداخل لاستغاثت سالم منذ اندلعت النيران ..
ينظر له سالم بفزع يتمنى صدق حديثه لكن قلبه غير مطمئن فيقول برجاء: دعونا نتأكد
يصل شخص ما يحمل اسطوانة اطفاء ويتجه للباب فى محاولة للسيطرة على النيران فى الوقت الذى يصل فيه صابر الذى ترجل عن السيارة يبحث عنها فى الوجوه وهو يرى ألسنه النيران المتصاعدة فيجد سالم الذى سقط أرضا غير قادر على الوقوف وجثت سما تتفقد قدمه الذى احترق فيقترب منه سريعا.
شعر سالم ببعض الراحة حين رأى صابر ليسرع قائلا : صابر لست واثق إن كانت بالداخل
لتتخذ خطوات صابر تجاه المنزل وهو ينطلق للداخل والنيران تستعر صدره أشد لهيبا من النيران التى تأكل منزله .
تمكن أحدهم من السيطرة على الالسنه المتصاعدة عبر الباب ليعدو صابر للداخل تتلمسه ألسنه النيران لكنه لا يعبأ يبحث عنها بعينين ترجوان ألا تجداها داخل هذا الجحيم ،تبدأ رؤيته تتشوش وتدمع عينيه من كثافة الأدخنة وشدة السخونة وقد وصل لمنتصف الردهة لتتسع عينيه فزعا وهو يراها بأرضية المطبخ فاقدة وعيها وقد بدأت النيران في إلتهامها بالفعل.
يهرول نحوها وقد تحولت دموع عينيه إلى مزيج من الألم والغضب ،يصل لها ليخلع سترته ويبدأ فى إطفاء النيران التى تتأكل أطراف حبيبته وهو يردد بفزع: نشوة ...نشوة اجيبينى لا تفعلى بى هذا .
يحمل رأسها عن الأرض ويحاول افاقتها فيضرب وجنتها برفق: نشوة افتحى عينيك حبيبتى ،انظرى لى مرة واحدة
لا يجد اى إستجابة فيضمها لصدره ويحملها ليهرب بها من هذا الجحيم المستعر

براثن الخطيئة بقلم قسمة الشبينىحيث تعيش القصص. اكتشف الآن