الحب هو نشوة راحة الروح لكن نشوة تختفى فى تلك اللحظة لتحل محلها فاتن
فاتن هى رغبة الجسد التي تتملك منه بجنون وتفقده السيطرة لتسيطر عليه فاتن بلا امل فى النجاة من براثنها ،تملكت منه بسهولة ،فسرعان ما خارت قواه وتهدمت حصون مقاومته أمام هجومها الكاسح كل ما فيها يشعله رغبة عطرها الفواح الذى ملء المنزل لحظة دخولها ،جمالها الأخاذ ،هيئتها بتلك الملابس هذا البنطال شديد الضيق وهذه السترة التى تكاد تصل لخصرها وتترك السحاب مفتوحا لمزيد من الهلاك ،لمساتها الساخنة ،قبلاتها المحمومة ،كل ما فيها يدعوه للاستسلام فلم يطل الوقت قبل أن يبادلها ، تتحول ملامح وجهها للراحة لاستسلامه السريع .
ينهض عن المقعد متشبثا بها وهى متشبثة به بذراعيها وساقيها دون أن تتبتعد عن نبع الحياة الذى يتفجر من شفتيه ،يضمها له بقوة ويتجه نحو الأريكة القريبة وقد اشتعل جسده كاملا وغاب عقله نهائيا وشعرت فاتن أنها على وشك الارتواء من عشقها له وهى عازمة على عدم مفارقته تلك الليلة مطلقا.
وبينما هو غارق في متعته المحرمة وينحى كل تعقل جانبا ليطفئ لهيب رغبته فيبدأ فى نزع ملابسها يتوقف كل شيء فى لحظة واحدة،وينتفض مبتعدا عنها لتعتدل جالسة وهى تلهث وتنظر له بفزع يعود خطوات للخلف وهو يعتصر عينيه ألما فقد علا صوت ايقظه وانقذه.
ألا زلت على علاقة بها ؟؟
سؤال أجابه منذ ساعات بثقة مطلقة وها هو يعود للسقوط بين شقى الرحا ؛ غريزته وإغراءها .
صوتها الذى صاحب هذا التساؤل كان أقوى من صوت رغبته ، أقوى من صورة فاتن المهلكة .
وكان صوتها ذا كافيا تماما لإفاقته ، هو لا يريد الندم مجددا ، لا يريد الألم مجددا ، لا يريد تلك المتعة التى تغذى بدنه لتقضى على رجولته وعليه .
جاءه صوتها مجددا لإنقاذه من بين براثن تلك اللعينة التى ينجرف فى تيار فتنتها برغبته وقد كادت تمزقه للمرة الثانية بسبب رغبته اللعينة التى تسرع بالاستجابة لفتنتها وسطوة جمالها .
تحدثت فاتن اخيرا :صابر حبيبى انا..
ليقاطعها صابر وهو ينتفض غضبا من نفسه: انا لست حبيبك ،ولست لك،توقفى عن ملاحقتى ،كدت أفقد سيطرتى للمرة الثانية لتمزقينى ببراثن خطيئتك اللعينة .
هرولت تجاهه فى محاولة لاستعادة السيطرة عليه وهى تقول برجاء: ليست خطيئة صابر انا احبك ... اعشقك...اتنفسك كالهواء.
ابتعد عنها وهو يزيح يديها عنه قائلا: بل خطيئة انت امرأة متزوجة،اسلمت نفسك لشيطان رغباتك ليتحكم بك وتريدينى قربانا لتلك الرغبات
احتدت نظراته بشدة وهو يقول: غادرى الآن ولا تعودى مجددا فأنت لك زوج وانا سيكون لى زوجة عما قريب..
اتسعت عيناها بفزع : زوجة !!!!! انت ستتزوج غيرى صابر ؟
تحولت ملامحه للسخرية : وهل أنت زوجتى لأتزوج غيرك ؟ انت زوجة رجل آخر فاتن اتذكرين ؟ افيقى من ثمالتك وارحلى عن بيتى وعنى لقد نجوت من شيطانى ومنك .
ولم يضطر صابر إلقائها خارجا مرة أخرى فقد غادرت من تلقاء نفسها بعد أن أنهى حديثه دون أن تحاول اغواءه مرة أخرى،غادرت بصمت اقلقه لكن راحته لمغادرتها طغت على قلقه ليستغفر ربه ويدعوه أن ينصره على شيطان نفسه ،ثم توجه فورا للمرحاض اغتسل وتوضأ وتوجه للمسجد شاكرا لله على عدم السقوط بين براثن الخطيئة مرة أخرى.
*******************
استيقظت نشوة صباحا لتتوجه لعملها وهى تشعر براحة نفسية كبيرة فقد هدأ قلبها واستكان لتشعر أمها براحتها من ابتسامتها وإشراق وجهها وهى تتحرك بخفة تعد الفطور .
اتسعت ابتسامة حكمت وهى تراها ترسل شعرها الغجرى للمرة الأولى تشعر أن ابنتها شعرت اخيرا بإنوثتها وجمالها ،تضع نشوة الاطباق وهى تبتسم لأمها التى قالت : أظنك اتخذت قرارا بشأن صابر !!!
شعرت نشوة بالدماء الحارة تتدفق فى عروقها لمجرد ذكر اسمه لتتعجب كيف فكرت للحظة واحدة أن تتخلى عنه وهو يسرى بعروقها ليزداد اشراق وجهها وهى تقول: أجل امى اتخذت قرارا وسأعلنه بوجود صابر اليوم عصرا .
تلوح حكمت بيدها وهى تقول: حسنا لقد علمت قرارك من اشراق وجهك أخبريه ل صابر فحسب .
تشعر بالخجل وتهرول للداخل .
فى خلال نصف ساعة كانت تتجه لعملها بحزمها وصرامتها المعهودين بينما أبكر صابر بلهفة عله يستشف قرارها من وجهها أثناء مغادرتها لتمر من أمامه فيتابعها بلهفة لترفع عينيها له للحظة واحدة قبل أن تخفضهما خجلا وهى تبتسم.
للمرة الأولى يراها تبتسم ،للمرة الاولى تنظر إليه ( هو يعتقد ذلك) ،نظرة واحدة ولحظة واحدة كانت كافية لتغير دفة اليوم إلى أفضل حال لتتسع ابتسامته وهو يتابعها بلهفة قلبه قبل عينيه.قلبه الذى ظن يوما أنه لن يخفق بهذه القوة ،لتأتى هى بنظرة واحدة تثير جنونه وثورته لينتفض طالبا الرحمة .ومايلبث أن يهجره ساعيا خلفها.
********************
كان يومه جيدا بل رائعا ،انهى العمل على سيارة ارسلها له الطبيب يزيد الصفتى وهى لطبيب ايضا جاءه بها اليوم فقط ، ليسعد صاحبها كثيرا وهو يجربها فقد احضرها منذ ساعات ،اثنى على صابر وعلى سرعته وإتقانه .
قابل صاحب السيارة الخربة وكانت صفقة جيدة أيضا إذ كان صاحبها يرغب بالتخلص منها بأى شكل،فهى تذكره بحادث أليم ،لذا فقد باعها له بسعر مناسب تماما لامكانياته المادية .
استأجر عربة انقاذ وحملها لورشته وكان حريصا على التواجد بالورشة قبل موعد عودتها من العمل وبالفعل كان بإنتظارها فى الوقت المحدد ،لكنه لم يقوى على الصبر لأكثر من عشر دقائق قبل أن يلحق بها للمنزل وقلبه يرفرف بسعادة وامل.
*********************
جلس أمام الخالة حكمت التى تبتسم له ليزيد شعوره بالراحة والاطمئنان وسرعان ما دخلت نشوة بتلك الابتسامة الساحرة ،وقف صابر فور دخولها مرحبا بها ليعم الصمت بعد جلوسهما و حكمت تنقل بصرها بينهما بسعادة فترى خجل ابنتها من ناحية وتوتر صابر من ناحية أخرى والذى لم يعد يطيق صبرا ليتساءل: حسنا ماذا قررت ؟؟
قالت نشوة بخجل: اوافق على الزواج منك.
تهللت اساريره وهو يقول: حقا !!!!
تحول بصره ل حكمت فورا وهو يقول برجاء: لنعقد القران إذا خالة .
ارتبكت حكمت لطلبه السريع فقد ظنت أنها ستحظى ببعض الوقت للاستعداد بينما أسرعت نشوة تقول وهى قد خططت لكل شيء مسبقاً: لنعقده بنهاية الأسبوع امى .
نظرت لها حكمت بتعجب : لم التسرع .امهلونى لاستعد .
ابتسمت نشوة وهى تقول: اگتفى بما لدى امى ..فسأنتقل لمنزل صابر بعد العقد مباشرة.
كاد قلبه يتوقف عن الخفقان وهو ينظر لها بسعادة تكاد تفقده عقله لولا تواجد الخالة لجن جنونه وجذبها لصدره إلا أنه تلعثم قليلا وهو يتذكر حال منزله ويقول بخجل: احممم المنزل اثاثه مهترئ قليلا يحتاج للتغيير
لم يشعرها قوله بأى حرج فقالت بود : سنغيره لاحقا ..حين تملك المال الكافى لذلك.
لتقاطعها حكمت بحزم: ماذا تقولان؟؟انت تحتاجين للمزيد من الأغراض بعد
ليسرع صابر قائلا: سنشترى كل ما نحتاج إليه لاحقا خالة انا اكتفى بها ..هى فقط
تضرب حكمت كفيها ببعضهما بحيرة وهى تردد: لا ارى سببا لهذا التعجل .
رفعت نشوة وجهها وهى تنظر لامها قائلة : لقد عاش صابر وحيدا بما يكفى ،آن الاوان ليحظى ببعض الدعم .
ثم نظرت ل صابر وهى تقول: سنتواجد بالمنزل بدءا من الغد لتنظيفه وإعداده .
اسرع صابر يخرج مفاتيحه بأصابعه مرتعشة وينزع أحدهم يقدمه للخالة حكمت ويقول بسعادة : هذا مفتاح منزل ابنتك خالة ..تصرفى فيه كما تشائين سيكون من الغد بأمرتك
تناولت حكمت المفتاح لتأتى التوأمين اللتين كانتا تتلصصان لتعلو اصوات الزغاريد الثنائية التى قامتا بإطلاقها تعبيرا عن سعادتهما لسعادة شقيقتيهما الكبرى لتتخلى حكمت عن كل القلق وتشاركهما بعد لحظة وتنهال التبريكات على صابر ونشوة .
دقائق معدودة وطرق الباب لتأتى بعض الجارات يستعلمن عن الخبر السعيد ليشاركن فى الإحتفال ،يحاول صابر أن يغادر فتستوقفه حكمت وتصر على تقديم الشراب للجميع فتهرول الفتاتان للخارج نحو محل البقالة ليأتين بشراب الورد الذى يقدم عادة فى الأفراح الشعبية المصرية وهما تدعوان كل من تقابلان بالطريق لمشاركتهن بالاحتفال بخطبة نشوة ل صابر .
عادتا ليهمس صابر فى اذن حكمت طالبا استدعاء عفاف فهى صاحبة افضال عليه كما أنها تقرب لامه الغالية فترسل حكمت في طلبها لتأتى مسرعة ويسرع صابر يهاتف سالم الذى كان بالمنزل فى غضون دقائق بصحبة سما التى اصرت على الوفاء بنذرها وخدمة الحضور.
وبعد اجتماع مجموعة من رجال الحى تمت قراءة الفاتحة.. ولازال صابر يرتدى زى عمله الملوث بالشحم ينظر ل نشوة بحرج ليجدها ترفع رأسها وتنظر له بفخر .
*******************
حين عادت عفاف من الإحتفال المفاجئ أسرعت تهاتف فاتن لتزف لها الخبر السعيد
كانت تتمدد بإسترخاء فوق فراشها الوثير تمسك بهاتفها تتابع بشغف أحد تلك المقاطع المحرمة لتتأفف لاتصال والدتها الذى سيحرمها من المتابعة لكنها آثرت أن تجيب الاتصال فأجابت بضجر لترتفع أنفاسها غضبا وهى تستمع إلى امها التى ترقص السعادة بنبرة صوتها .لتسرع بإنهاء المكالمة .
أنهت المكالمة وهى تصرخ بغضب لقد فعلها صابر ...ظنته يهددها فقط لتمتنع عن زيارته ..لكنه سيتزوج بالفعل ومن !! !!! نشوة !!!!!
ايستبدلها هى ب نشوة ؟؟
ضحكت بهستريا حسنا صابر لنر من سيكون الفائز !!
سأعرف كيف اعيدك الى دون أن أتخلى عن هذه الحياة المترفة التى يقدمها لى رفعت
نهضت عن الفراش لتنظر لنفسها بالمرآة فترضى غرورها وهى تتمتم: حسنا صابر سأدعك تتزوجها لتعرف الفارق الشاسع بين ما اقدمه لك وما ستحصل عليه معها ،ثم انتزعها من بين ذراعيك لتعود راكضا تختبأ بين ذراعيا
********************
توجه صابر تلك الليلة لشراء محبس يقدمه ل نشوة اختار لها محبسا مميزا فهو يراها مميزة وقدمه لها فى اليوم التالى مع مبلغ مالي لتجهيز فستان زفاف.
حاولت الاعتراض على الزفاف فلا داعى لاحتفال كبير يكلفهما مبلغا ماليا هما فى حاجة إليه إلا أن صابر أصر على ذلك وايدته حكمت فى قراره،لتنصاع لهما نشوة بعد طول نقاش سعد به صابر كثيرا لم يكن يتخيل أن فتاة فى عشرينات عمرها قد تفكر بهذه العقلية ،لتصر نشوة على نيل المزيد من حبه وتقديره الذى بدأ يتحول لشغف لا يستطيع مقاومته .
******************
عاد سالم لعمله بالمصنع وبدأ العمل مع صابر على السيارة المحطمة بينما سما تدعمه بحب وسعادة ،جمع صابر ملابسه وافرغ جزء بخزينة الملابس ل زوجته الغالية التى تذهب لعملها صباحا وتعمل على إعداد منزله في المساء فخلال ايام قليلة ستنتقل ليصبح منزلها ايضا.
*******************
زارت فاتن الحى مرتين خلال الأسبوع وحاول صابر تجاهلها قدر الاستطاعة،بينما كانت هى تقتفى أثر هذا الشقى الذى لقنه صابر درسا منذ سنوات ليختفى بعدها عن المنطقة كلها،بعد أن أنقذته نشوة من الإلقاء فى غياهب السجون حين تنازلت عن المحضر بعد أيام تحت ضغط بضعة أشخاص من أهل الحى مع تعهدهم بعدم تعرضه لها مطلقاولم تكن نشوة تعلم أن عفوها عنه هو أكبر خطأ ارتكبته بحياتها وستندم عليه لاحقا.فقد صار كل من صابر ونشوة هدفا مشتركا لفاتن ولذلك المدعو سعيد ،لذا عملت على البحث عنه لم تدخر مالا حتى وصلت إليه،فسيكون خير معين لها للانتقام منهما والتخلص من نشوة فى أقرب فرصة
أنت تقرأ
براثن الخطيئة بقلم قسمة الشبينى
Romanceالنوڤيلا سبق نشرها وحذفت ، لذا هذه النسخة إعادة نشر