التفاعل محبط جدا 🥺
رغم أنه لم ينم معظم الليل إلا أنه توجه لعمله ذلك اليوم،عمل بكد طول الصباح حتى أذن لصلاة الظهر فلاحظ سالم يهرول بإتجاه المسجد ليلحق به فورا .
بعد الصلاة طلب منه أن يصحبه للمنزل إذ أنه يريده فى أمر هام وبالفعل توجها لمنزل سالم ليجدا سما تقابلهما بحفاوة وبعد الترحيب والمباركة جلس صابر يتحدث بإهتمام.
انحنى بجذعه العلوى تجاه سالم وقال بجدية: جئتك بعرض سيحدث فارقا فى مستقبلنا سويا
ظهر الاهتمام على وجه سالم وهو يقول: هات ما عندك صابر ،والله لم يأتينى منك إلا الخير
ابتسم صابر لثقة صديقه : لاحظت مهارتك فى أعمال السمكرة يوم اصلحت سيارة ..
وابتبع ريقه بألم لم يشعر به سواه ليلفظ اسمها بغلظة: فاتن
شعر سالم بضيفه فأسرع يصرف عقله عن التفكير فيها قائلا: ومال أعمال السمكرة بمستقبلى صابر؟
اسرع صابر يجيب بجدية: يمكننا شراء سيارة خربة ،قد تكون مدمرة اثر حادث.تلك السيارات تباع بأثمان زهيدة...ستعمل عليها بإحترافيتك فى السمكرة وسأعمل على إصلاحها ونتقاسم المصروفات ثم نبيعها بسوق السيارات المستعملة
اعتدل فجأة وهو يضرب على ساقه بقوة : سنجنى ربحا جيدا من كل عملية
ابتسم سالم وهو يقول: ومن اين أتى بمال لمشاركتك صابر؟؟انفقت كل ما لدى
كانت سما تجلس بصمت بينما قال صابر بتلقائية: مال هدايا الزفاف
اتسعت عينا سالم وهو يتمتم برفض قاطع: لا..لا هذا مال سما .
بينما أسرعت سما بلا تردد: وانا موافقة ..انا أثق في رؤيتك صابر
لتخلع عن يدها سوارها الذهبى الوحيد وتضعه فوق الطاولة: وهذا ايضا يمكنكما أن تبدءا بأقرب وقت
ضرب صابر على ساقه مرة أخرى بحماس: احسنت سما ..سأبحث عن سيارة فورا
ليقاطع سالم تدفق افكارهما وهو يقول: مهلا انا لا أقبل أن أضع يدى على مال زوجتى
تعلم سما تفكيره جيدا وكذلك صابر هو لن يغير موقفه فقالت مسرعة : ومن اخبرك اني امنحك مالى؟ ستنميه لأجلى سنتشارك ثلاثتنا
ونظرت ل صابر وهى تقول: أليس كذلك اخى صابر؟؟
اومأ برأسه موافقا : اكيد سما
لاحت علامات الرضا على وجه سالم ولم يحتج إقناعه بعدها الكثير من الوقت .
حاول سالم إبقاء صابر للغداء لكنه رفض بشدة وتعلل بموعد هام وغادر عائدا لعمله وإنما هو في الواقع غادر فى انتظارها .
وصل لورشته ولم يطل انتظاره سرعان ما عادت بنفس الموعد ،بنفس الجدية وبنفس الطلة التى تشعره بالراحة والسكينة وكأن رؤيتها هى الدواء الشافي لروحه المتألمة،هذة البريئة الصارمة الملتزمة هى من يحتاج إليها بشدة لتعينه على هجر تلك الخطيئة التى أوقعته فيها نفسه قبل فاتن،فهو لم يتمسك بالسيطرة على غريزته التى لعبت فاتن على اوتارها ببراعة .
لقد كان ينتوى خطبتها سابقا لكنه كان يؤجل الأمر أما الآن فقد بات وجودها بحياته ضرورة ملحة، انتظر نصف ساعة ثم تبعها للمنزل ووقف بالباب بزى عمله الذى لوثه الشحم لكنه لا يخجل منه بالعكس تماما هو يفخر بهذا الشحم الذى صنع منه رجلا .
عدة طرقات وعاد خطوة للخلف حتى فتح الباب إنها احدى التوأمتين لكن أيهما لا يعرف تحديدا ويظن أن لا أحد يمكنه التحديد ابتسمت دنيا له بسعادة وقالت: مرحبا اخى صابر ..تفضل
لم يتحرك انشا قبل أن يسأل: هل الخالة هنا ؟؟
اومأت برأسها وهى تنادى : امى تعالى ..
اقبلت الام أو الخالة حكمت مسرعة لتنظر ل صابر وهى ترحب به : مرحبا بنى .لم تقف بالخارج
نظرت لابنتها بلوم وقالت: اهكذا علمتك دنيا؟؟؟يقف الضيوف بالباب!!
اسرع صابر قبل الفتاة قائلا: لقد طلبت مني الدخول وفضلت انتظارك خالة.
ابتسمت وهو تتقدمه للداخل حيث غرفة بسيطة معدة لاستقبال الضيوف جلس صابر وجلست حكمت بينما أسرعت دنيا لتحضر الضيافة .
جلس صابر صامتا لفترة كم تمنى أن يكون معه من يتحدث عنه هذه اللحظة لكنها إرادة الله منذ توفت والدته بعد ولادته بأيام نبذه والده وعده نذير شؤم ولولا خاله الذى رعاه فترة من الزمن لكان الأن بين المجرمين بالشوارع،لكن زوجة خاله كان لها رأى اخر فظلت تقسو عليه رغم عمله گمساعد ميكانيكي منذ السادسة من عمره،إلا أنها لم تتحمله ببيتها وحين بلغ العاشرة أصبح غير مرحب به كليا .
ومنذ كان بالعاشرة وهو يقطن هذا الحى عاش لعام كامل ينام بالورشة حيث يعمل ثم كان يوم سعده حين تمكن من الحصول على غرفة تحوى فراشا وكان المرحاض مشتركا وبعد عدة أعوام افتتح ورشته الخاصة وأصبح له مسكنا ايضا ،لقد أنجز الكثير بحياته والفضل يعود لهذا الشحم الذى يلطخ ملابسه .
لذا لم يتأنق اليوم بل جاء بما يشرفه ويعلو بهامته ،زى عمله ليس له أهل سواه ،إما تقبل بهما معا أو ترفضهما معا وسيكون حينها قد انخدع للمرة الثانية،طال صمته لتتساءل حكمت: خيرا بنى . إنها زيارتك الأولى لنا رغم أننا لا ننسى فضلك
نظر لها وقد قطب جبينه بتساؤل : أى فضل خالة؟؟عم تتحدثين؟؟
تبتسم حكمت وهى تقول: لولا تصديك لذلك الشقى المدعو سعيد ما نجت منه نشوة ،إن نسيت فلن ننسى نحن .
ابتسم صابر : لقد كان أمره هينا .ارجو منك استدعاء الآنسة نشوة ،اريد أن أتحدث أمامها
توجست حكمت خيفة لكنها رضخت لرغبته وبعد أن جلست نشوة أمامه بقلب مضطرب فقدت دقاته عقلها فأفقدت نشوة بعض تركيزها و بدأ صابر يعيد عليهما كل ما دار بعقله فى لحظات صمته لتتسع ابتسامة حكمت وهى تدرك أنه جاء خاطبا لابنتها ،بينما تظل نشوة تنظر له بلا فهم حتى أنهى قصته ليقول: واليوم جئتك نشوة اعرض عليك الزواج منى ،هكذا انا بهذا الشحم وهذا السخم ستتألم يداك من نزعه عن ملابسى لكنى سأرتقى به ليصير أنظف فإما تقبلينا معا أو ترفضينا معا.
ظلت نشوة تحملق فيه بأعين متسعة دون أن تتفوه بكلمة واحدة وكأنها لم تدرك نهاية حديثه حتى دقق النظر لها متعمدا وهو يقول: انهيت حديثى ..ما ردك؟؟
لتهب واقفة وتعدو للداخل وكأن شياطين الأرض تطاردها،بينما وقف هو أيضا مندهشا من فعلتها وهو ينظر ل حكمت ببلاهة ليتمتم : هل أخطأت خالة ؟
وقفت بهدوء تربت على كتفه بفخر : لم تخطئ بنى .اجلس سأعود إليك.
وخرجت من الغرفة وهى تنادى : دنيا،دينا اعدا الغداء سينضم إلينا صابر
اراد ان يعترض لكنها غادرت بالفعل
***********************
دخلت حكمت إلى غرفة بناتها بينما انصرفت دنيا ودينا لإعداد الغداء لتتمكن من الانفراد ب نشوة التى قالت بخجل : مرحبا امى
جلست بجوارها بهدوء وهى تقول: انا لن اخبرك مميزات شخص گ صابر فأنا اثق بعقلك ،انا اخبرك اني افتخر به ورغم ذلك ادعم قرارك مهما كان
ابتسمت نشوة براحة بينما قالت حكمت : هيا لنتناول الغداء وستحصلين على كل الوقت الذي تحتاجينه لاتخاذ القرار
تمنت نشوة أن تخبرها بموافقتها فورا لكن منعها الحياء ،صابر هو حلمها الوحيد الذي تخجل من ذكره حتى بين أحاديث قلبها الثائر فقد كانت واثقة من استحالة تحققه،لذا وضعته بخانة الأخ فهى تريده بحياتها بأى مكان .
تذكرت تجهمه ليلة العرس وهو يقول لها بجدية : انا لست اخاك
ظنته لا يريدها بحياته بأى مكان،لقد تسرعت ، كانت مخطئة لقد افسح لها مكانا لم تصل إليه حتى فى أحلامها.
خرجت نشوة وتناولوا الغداء بين مزاح الفتاتين وحديث حكمت الودود ،ورغم بساطة الطعام إلا أن صابر اكل بشهية كبيرة لدرجة أنه شعر بالخجل فهذه زيارته الأولى لهم ويجلس ببساطة يأكل بشهية كبيرة رغم أنه لم يحصل على جواب لطلبه بعد،لكن يشعر بالراحة.
انتهى الطعام واستأذن صابر لتخبره حكمت أنها ستعلمه بالقرار النهائي خلال أيام ،وكم زاد ذلك من شعوره بالراحة فهو على الأقل لم يرفض بعد.
******************
عاد للورشة بقلب سعيد لكن سرعان ما انقبض قلبه وهو يرى سيارتها تصطف أمام ورشته ،اقبل بخطى غاضبة يضرب الأرض بقدميه ليصبح بصوته الاجش : حوده
ليقبل الفتى مسرعا بينما تنهض فاتن عن مقعدها الذى اتخذته داخل الورشة بأريحية لتقترب منه بخطوات متمايلة لينظر هو للفتى غاضبا ويقول: منذ متى يسمح للنساء بالجلوس في الورش حوده ؟؟ألا تملك ذرة من النخوة؟؟
ابتسمت بسعادة وهى تظنه يغار عليها من مساعده واسرعت تقول: انا من أصر على البقاء صابر..كنت اود إلقاء التحية
توجه نحو إحدى القطع المعدنية الضخمة لينحنى يحملها بشئ من المشقة لكن أبرزت عضلات جسده الصلبة ليدخل فيضعها داخل الورشة بحرص شديد لتلحق به للداخل.
أسرعت تقترب منه لتقول بهمس : اشتقت إليك صابر
انتفض للخلف وهو يقول بصرامة: رجاء سيدتى عليك المغادرة فهنا خطورة عليك
اتسعت ابتسامتها مجددا وهى تستدير بدلال يظهر مفاتن جسدها بشكل مفرط وهى تقول: حسنا لكن انتظرنى
واسرعت خطاها لتتوجه لمنزل والدتها تراقبه من شرفة غرفتها القديمة التي طالما كرهتها
مر اليوم وتجاوزت الساعة العاشرة مساءً حتى أن عفاف خلدت للنوم ظنا منها أن فاتن مغادرة للتو ،بينما انتظرت الأخيرة لهذا الوقت لتتاكد من خلو الشارع من المارة لتتوجه لمنزل صابر .
كان يعلم أنها الطارقة لكن عليه تحديد العلاقة لن يسمح بهذه الخطيئة مرة أخرى.
فتح الباب لتسرع للداخل وتغلقه بقوة ،نظر لها صابر بأعين مظلمة ووجه بارد ،اسرعت تقترب منه لتحاول ضمه ابتعد مسرعا وهو ينفض يديها بعيدا عنه وكأنها مصابة بوباء خطير.ويقول بصوت اجش وبهجة محذرة: يكفى لا تمسينى حتى
تعجبت من بروده لتتساءل: ألم تشتاق إلى حبيبى ؟
ارتد خطوات للخلف وهو يقول: لست حبيبك،ولن اكون
ارتعد قلبها بينما تمسكت بالقوة وهى تقول: لست حبيبى ؟؟؟وما حدث بيننا ليلة العرس؟؟
يوليها ظهره وهو يقول: ما حدث كان خطيئة ارجو أن يغفرها الله لى .
بدأ ضعفها يظهر فى صوتها : لكنى احبك صابر ..احبك واريدك..
توجه نحو الباب ليفتحه وهو يقول: ارجو ألا تكررى الزيارة
نظرت له بدهشة..لقد رفضها !!ويطردها ايضا!!ماذا حدث له؟؟؟
توقعت بعض المقاومة مثلما حدث مسبقا ..لكنه سيستسلم فى النهاية
لكن هذه المرة هو الذى لم يمهلها لتقاوم وتتمسك برغبتها بل جذب ذراعها بقوة يدفعها خارجا ويقول محذرا: توبى إلى الله...لقد وقعنا في الخطيئة... وعلينا التوبة والاستغفار.اذهبى إلى زوجك واحسنى إليه لعلك تكفرين عن ذنبك .
واغلق الباب دونها ليتنفس براحة .فها هو ذا لم يضعف أمامها ،لم تسيطر عليه وتسيره لإرضاء رغباتها
لتغادر فاتن تبتعد عن الحى القديم بمنازله التى أصابها العجز كأصحابها فباتت بأشكال مهترئة وقد تآكل معظمها بفعل الزمن ويحتاج لإعادة البناء لكن بمجرد خروجها منه ،خرج قلبها من صدرها وكأنه أصبح عجوزا ايضا لا يقوى على الرحيل ، اختنق صدرها وبات تنفسها عسيرا .
فالليلة لفظها صابر وطردها من منزله لكنها لن تستسلم .
أنت تقرأ
براثن الخطيئة بقلم قسمة الشبينى
Romanceالنوڤيلا سبق نشرها وحذفت ، لذا هذه النسخة إعادة نشر