2-إِنـْهُ إسـمُكِ

205 32 84
                                    

فتحـت عَيـناي بقوة وانتـصبـت بجسـدي موجهـة نظري على المكـان الذي انا بـه!

سرير أرضـي  بـين رفـوف الكتـب فـي زاويـة ما
أدرت بصـري لأرى طفـلة صغيـرة تبـدو بعـمر  بَيـن الـتسـعة أشهـر والسبـعَ،  تضحك وهي ترفـع بيـديها
هل هي تنـتظر مني ان احمـلها؟

لا اعلم مالذي يحدث بالضبـط.. كُـنت اشعـر بأننـي ضائـعة

اقتـربت من الطفـلة وكم كانت ابـتسامتـها بريئـة
أردت بـتأملها طويلاً
حينمـا شعرت بيـدها الصغيـرة تمـسك بملابـسي اخذت يدها الدافـئة بين قبـضة يدي الباردة

وضعـت يداً خلف رقبـتها و رأسها وأخرى خلف ظهـرها لأحمـلها

حملتـها وأسنـدت رأسهـا على كتفـي لتدفـن وجههـا في رقبـتي
شعـرت بدغدغة في داخـل قلبـي  بشكـل مضاعف
ليس كما خصلات شعرها القصيرة تُدغدغنـي

وكم احببـت الشعـور بها بيـن يدي
أشعـر بالراحة معهـا
هل هذا هو شعور الام حيـن تمـسك بطفـلها لأول مرة؟
لم شعـرت بأننـي ارغب بأمساكهـا بيـن يدي للأبـد

بدأت ألاعبـها بيـن يدي و احملـها وأرفعـها وأدغدغها
لم أشعـر بالوقـت معها حقاً
حتـى سمعـت صوت نابـع من معدتها الصغيرة

هل صغيرتـي الان جائعـة؟

تلفـتُ على ما حولي لعلـي اجد شيئا يمكنـها شُـربه

بحـثت مطولاً عثـرت على كل شيء ما عدا الحليـب و الرضـاعة
عثرت على ملابس كبيرة جدا ومتوسطة وصغيرة جدا و على حفاظات للطفلة وعلى مناشف وعلى قارورات للـماء و حتى على شوكولا و بطاطا مقرمـشة وسكيـن وملاعق....

حمـلت الصغيـرة بين يدي وقررت الخروج من هذا المُكـان حتى ابحـث عن رضاعـة
هي لا يمكـنها ان تبقـى كل هذه المدة دون طعـام فتحت الباب الاول  الذي رأيتـه
هل هذه مكتبـة ام منزل؟

لا اعلم كيف مشيت ومن أين دخلت وكيف خرجت و رأيـت النعـيم أمـامي !
شعرت بشعور دافـئ حالما رأيت عُلبـة الحليـب والـرضاعة  و طعام  اطفـال واشيـاء لطيـفة أخرى

لمـا اشعـر بالحنـية الشديدة لهذه الطفلـة وأنا حقاً لا اعرف أسمهـا لكننـي احببـتها

وضعت الصغيـرة على الارض بين ثلاث وسادات حتى لا تميل وتسقط
وأخذت احاول البحث عن طريقة لتسـخين الميـاة بشكل دافئ لها

وضعـت قدر صغيـر  على مدفئ الطعام وسكبـت فيه بعض الماء ليـسخن ،
اخذت الرضـاعـة لأغسـلها بشكل جيد و وضعـت بهـا الحليـب المجفف حين تأكدت بأن الماء قد بدأ بالغليـان

zero o'clock | 00:00:00حيث تعيش القصص. اكتشف الآن