الفصل الأول

8.2K 201 14
                                    

السلام عليكم أحلى الرائعات و اغلى القارئات
لقاء طال انتظاره مني قبل ما يكون منكم
سعيدة بتواصلي معاكم بكلماتي و افكاري
و اتمنى السعادة تكون متبادلة
🌞🌞🌞
مقدمة للأسف لابد منها 🙈
وهج نور النوفيلا قصيرة، و ده شيء ممكن يضايق بعضكم بس هتبقى مشبعة جدا..
وهج نور حالة نفسية عشتها بسبب جناح مهيض، و اضطريت افرغها في نوع مختلف عني و طلعت وهج نور، كان ممكن ما نزلها بس حبيت اشاركها معاكم لاعتقادي أنها تستاهل على الرغم من قلة وريقاتها..♥♥
🌞🌞🌞🌞🌞🌞🌞🌞
"أمي"
صراخ مزق سكنات السكون حوله
"أمي ارجوك ،لا تتركيني ،أمي "
ملتاع ،متلجلج ،تكسرت أمواج دموعه على سمار صفحة وجهه ،تشققت حنجرته من صرخاته الساخطة ،الغاضبة .
كيف تتركه ،و ترحل ألم تعلم أن برحيلها قد اجتثت أصوله ،بقي وحيدا ،ورقة ذابلة صفراء لفظها فرعها فسقطت تدوسها الأقدام ،لمن سيعود من عمله ليحكي تفاصيل يومه ،من سيوبخه لإسرافه المزعوم ان ابتاع قطعة ثياب دون جدال مع البائع ، من سيمرر يومه ان داس بحذائه على قطع سجادها الغالية .
"أمي، لقد سلبت روحي معك ،لقد امتصصت الحياة من جسدي برحيلك ،من سأقبل يديها لتربت على قلبي بدعائها ،من سأبتاع لها فاكهة الموسم ،و حين تذوق حلاوتها ،تدعو لي أن يذيقني الله حلاوة ثمار الجنة ،من سأشاكس ،و أعاند ،من يشعرني بعدك ،اني مازالت ذلك الصغير الذي يستحق الدلال ،و أن كتفي مازال غضا مهما نضجت على تحمل مشاق الحياة..
" أااااه يا امي ،أااااااااااااه"
شهقة باكية غضة انتشلته من رثاء نفسه ،ملتفتا لتلك الصغيرة الملتاعة ،خصلات شعرها الاسود و قد التصقت بوجهها الملطخ بالدموع ،قبضتها الصغيرة المرتجفة التي تكتم بها ما يهرب من حنجرتها من حشرجة تحاول ابتلاعها .
كانت ترتجف كأنها على وشك السقوط صريعة ، تطالعه بخوف يسكن نظراتها، و قد اتخذها مأوى دائم خاصة في حضرته ،كانت تخشاه و كان هذا يريحه ،دائما هي متوارية في وجوده ،صامته أن اجتمعت معه ،تعلم أنه يبغضها و يكره وجودها تحت سقف بيته التي اغتصبت فيه لنفسها مكانا ...
كم من المرات اسمعها عامدا ،حين كان يعاتب والدته و يعلم انها مختبئة تستمع بصمت كعادتها
"سامحك الله امي ،لقد ابتلينا انت بتلك البلوة ،جريرة طيبة قلبك ،و الله لولا خشيتي من غضبك علي ،لأعدتها الى الشارع التي جاءت منه ،فلا تلد الكلاب الا جراء...
فيتلون وجه أمه بغضب يرتعد له قلبه
"أقسم ان قلبي سيغضب عليك ،ماذا فعلت لك المسكينة لكل هذا ..لم اعهدك بهذا الحقد و الظلم ،و لا احب أن تكون هكذا ...
تلك يتيمة ،فقدت والديها ، انت لا تعلم ما مرت به ،هي ابنتي ،التي لم ألدها....
يقهره غيظه و غضبه منها و من نفسه
"و هل تأمني لها ،ستعض اليد التي امتدت لها ،فقط اصبري حتى تنمو انيابها ،فالأصل الدنيء لا يخرج الا فرع اكثر حقارة ..
يرى خيالها مبتعدا ،فتخبو نيران كراهيته قليلا و قد وجدت متنفس لها.
يطيل النظر إليها فيزيد ارتعاشها ،و ينتفض الخوف بداخل عينيها يتوسله رحمة .
يكز على اسنانه، يجمع قبضتيه كأنه يخنق غضبه
"اذهبي الى غرفتك الأن ،دعيني لا ارى وجهك ،فيكفي ما انا فيه "
تهز رأسها بهيستريا ،تجر جسدها النحيل جرا الى غرفتها .
ليركع بجوار جسد امه الساكن
"لقد كبلتني بوصيتك امي ،سامحيني إن لم اقم بها ،هذا ما لا أطيق "
🍃🍃🍃🍃🍃🍃🍃🍃🍃
أيام تتساقط يتوارى فيها الحزن مع مواراة الجسد التراب ،يتزايد فيها السخط ،يتعارك فيها الواجب ،مع البغض و الاحتقار .
تقضم اظافرها بخوف و قد سمعت قفل الباب ،لقد عاد من عمله .
تضغط بيدها على معدتها ،تخرس ذلك الالم الملازم لحضوره .
"وهج"
هلعت تنتفض من مكانها ،تتأكد من طول جلبابها و مدى ستره
حتى لا يرميها بما تكره .
تزحف خطواتها إليه مجبرة
"نعم ،هل تحتاج لشيء؟؟!!
يرميها بنظرة تغني عن الحديث
"انا أحتاج لشيء منك!!!!...
برقت عيناه ببريق خطر
"سؤال واحد ،و ستصدقينني في إجابته ،لأن كذبك سيعني تعريضك لما تكرهي حتى اتأكد بنفسي "
ارتعشت شفتيها
"اقسم اني سأجيبك بصدق "
ثبت نظراته الى عينيها
"هل مازالت عذراء؟؟؟ "
🍃🍃🍃🍃🍃🍃🍃🍃🍃
أول خطواتها الى استقلالها المفترض ، يجب أن تكون سعيدة ،أن تبتهج لما حققت مجموع عالي اهلها ان تختار الكلية التي تريد ،رفضت تلك الجامعات التي تعلم أن تكاليف الدراسة بها عالية ،
وضعت رغبات لكليات حاولت ان تؤهلها لسوق العمل ،و لا تزيد العبء المالي على نور ...
ابتسمت ،إبتسامة حزينة منكسرة ،تلتوي ألماً مصاحبة لرنين اسمه في عقلها و روحها ..
ستحاول اليوم أيضا أن تتحدث إليه ،و قد وجدت ذريعة مناسبة ،
حيرتها في تحديد مجال دراستها .
قامت بطقوس يومها المعتادة حين تشير عقارب الساعة الى العاشرة و النصف، وضعت ما طهته في الصباح على الموقد ،تتجه إلى الثلاجة تخرج خضار السلطة التي لا يستغني أبدا عنها بجانب الطعام . تبدأ في تقطيعها شرائح كبيرة كما يفضلها دون إضافة شي، فقط القليل من الملح ،تتجه الى غرفتها بعد ان غسلت يديها و وجهها ،ترتدي جلباب ساتر ،فقد وضع القوانين بحزم ،و لا يتهاون إن تخطتها ،و هي اصلا لم تفكر حتى في خيالها ان تتخطاها ،لا تظهر امام عينيه الا بملابس ساترة يمكنها فقط الاستغناء عن الحجاب ، لا محادثات الا لسبب محدد و حجة مقنعة ،وإن انتفت الحجة فمكانها في غرفتها ،لا تخرج إلا لحاجتها .
هو يلملم أطباق عشاءه ،و يصنع قهوته ،و يأوي إلى غرفته ،تاركا لها الشقة الخالية تفعل بها ما تشاء ،دون أن تزعجه .
هكذا منذ سنتان ،بعد وفاة والدتهما هما غريبان في بيت واحد.
عند الحادية عشر بالضبط ، سمعت مفتاحه يدور في القفل ،فخفت الى المطبخ ،تنسق الاطباق ، وتضعها بهدوء على المائدة ،حتى ينتهي من تغيير ملابسه .
ارتدت خطوتان الى الوراء بخوف لم تستطع التغلب عليه ،تضع يدها دون قصد على مقدمة معدتها ،حين جلس يتناول طعامه .
لتجلي حنجرتها هامسة
"اذا سمحت لي ،أريد التحدث معك "
لم يواليها حتى و لو نظرة عابرة
"بعد أن انتهي من إعداد قهوتي "
انسحبت الى غرفتها ،ترتب حديثها ، ما تقوله و ما هو زائد عن الحاجة .
حين سمعت رنين فنجان القهوة على صحنه ،هرعت اليه تحمد الله ان وهبها تلك الفرصة التي ،ستجعلها تتحدث معه ،و تملي عينيها من قسماته الحبيبة .
أشار إليها بالجلوس ،في حين انشغل بجواله بيد ،و فنجان قهوته باليد الاخرى أمراً اياها
"تحدثي "
ابتسمت خلسة، براحه لانشغاله ،فهكذا يمكن لعينيها احتضان وجهه ،و التمتع بتمريرها على تلك الخصلات البنية ،تتخيل أنها أناملها تمر عليها .
"لقد ظهرت نتائج الثانوية كما تعلم ،و لقد حصلت على درجات عالية بفضلك بعد فضل الله ، و قد فتح باب التنسيق للجامعات ،و انا حائرة لا أعلم ...
قاطعها بنبرة ثلجية، لا ضمير يردعه و لا واعظ يحميها
فقد قام بما عليه نحوها
"و من قال انك ستذهبين الي الجامعة ؟؟؟!!
ابتلعت حروفها و قد انحسرت الدماء عن وجهها
"هل ...هل تعني انني ...!!!؟؟
ضرب فنجانه على الصحن بقوة أجفلتها هاتفا
"بالضبط لا جامعات ،انا تركتك فقط تتمي الثانوية ،لان هذه كانت رغبة أمي ، هل هناك شيء اخر "
هزت رأسها بانكسار يماثل انكسار روحها بالنفي ،لتنهض ببطء متجهة الى غرفتها .
حين جمدتها كلماته
"سأتزوج بعد العيد الصغير ،لقد اتفقت على كل شيء و ستأتي العروس لرؤية بيتها نهاية الأسبوع ،جهزي كل شيء "
عضت شفتيها تواليه ظهرها المرتجف تحارب انجراف دموعها
"و هل تعلم اني ....
"تعلم ما يعلمه الجميع ،و قد وافقت على وجودك بالمنزل "
همست بخزي
"شكرا لك و لها ،و مبارك زواجك "
زافرا بضيق مغمغما، غافلا بقصد أو بدون عن ظهرها النحيل الذي زاد إنحناءه إنحناء
"لم اعد اطيق هذا الامر ...سامحك الله يا أمي و غفر لك "
تنتحب بصمت ،نحيب يزلزل أركان جسدك ،و يشقق حنايا روحك دون صوت ،لن يشفق عليها و لن يواسيها حتى لو سمعها ،فلما تذل نفسها اكثر ..
"يا رب ،انا لا استطيع ان ارى غيري بجواره ،انا صبرت على كل هذا لأنه بجانبي ،انا فقط بحياته ،في اخر الليل يغلق علينا باب واحد تحت سقف بيت واحد ،أااااه يا أمي لو تعلمي "
🍃🍃🍃🍃🍃🍃🍃
بيضاء مغناج ،ليست رائعة الجمال ،لكن يبدو من نظراته التي تحوطها و تدور معها مع دورانها بالشقة
إنه يراها كذلك، تدور ببطء مغيظ ، بجوارها رجل يسبقه كرش بارز، ويعلو جسده رأس أصلع يتلاعب عليه الضوء،كأنه يغيظها كمدا، اغلب الظن انه والدها ..
لم تلق لها بالا،تتجاهل خيالها الأسمر المتواري عنها،و قد انزرعت في احدى زوايا المنزل صامته ،تخشى حتى ان يرف جفناها ..
كان المنزل فسيح ،في احدى ارقي اماكن البلدة ،فنور و عائلته لا يشكون ابدا من فقر ،صحيح لم تعد الامور كما كانت ،منذ جثمت والدتها على حياتهم ،تمتص خيراتهم كالقراد .
لكن ظل المنزل على رقيه ،محتفظا بأصالة ما يحتوي ،وقد قامت بدورها في الحفاظ عليه بقدر ما تستطيع ، تعلم ان ما يحتويه اخر ما يملكه حاميها و رجلها من امه ..
رفعت نظرها إليه حين تردد ذلك الخاطر في نفسها ،تضم قسماته بعينيها شعر قصير مجعد ،دائما يجعله غاية في القصر ،عينان بالغتي الحنان بذلك البريق الدافئ للونهما العسلي خلف تلك العدسات الزجاجية الانيقة ،انف ليس مستقيم لكنه حاد بما يكفي ليعلمك عن كبرياء صاحبه ،و فم رائع التقسيم طالما تساءلت في احلام يقظتها ،كيف يمكن لرجل ان يكون ثغره بهذا الجمال لم يكن مكتنز لكنه ليس بالرفيع فقط مرسوم بدفء يعد من تملكه بالكثير ...
تتوارى عن الأنظار حين تقترب الأخرى من مكان وجودها ،كلما اقتربت من غرفة تأخرت هي الى أخرى .
و أخيرا أنهت جولتها لتجلس بأناقة على اريكة الصالون ،بجانبها والدها الصامت لا تخلو نظراته التقييمية لكل ما يقع عليه بصره، أخرج منديلا يمحو به العرق الذي تراكم على صلعته بجشع يوازي لعابه الذي سال لما رأى..
هرعت الى المطبخ تعد العصير المثلج فحرارة الجو خانقة ،على الرغم من عمل المبردات الهوائية ،رتبت قطع الحلوى ،و العصائر ،على احدى صواني التقديم الأثيرة لدى والدتهما رحمها الله، تعلم أن ذلك ما كانت ستقوم به ، و نور كما هي أمانته، هو أيضا أمانتها و سترعاها حتى و لو كلفها هذا سحق كرامتها و كبرياءها .
كانت تترنح تحت ثقل ما تحمل ،لكن تخطو بثبات ،تدعو الله ان يتم الأمر ،و لا تخجله أمام ضيوفه.
لم يهب لمساعدتها يعلم أن مد يد العون لها، سيربكها بل و يخفيها و سينقلب الأمر رأسا على عقب، راقب حركاتها
تضع ما تحمل بجهد ،تقدم لكل منهما حصته ،بتأدب مبالغ فيه ،دون أن ترفع عينيها ،في حين كانت الأخرى تلتهمها بعينيها الحادتان ،تتأمل جسدها النحيل ،حجابها الوردي الذي يغطي خصلاتها ،و فستانها القماشي الطويل بلونه الأسود الذي يواري عنها جسدها بالكامل ،سمرتها الباهتة ،دليل علي ضعف صحتها ،و سوء تغذيتها ،عينيها الخاملة التي رفعتها لثانيه واحد ثم نحتها لأسفل ،تنسحب بهدوء دون ان تنطق بحرف .
"هل انت الخادمة هنا ؟
تصلب جسدها ،لذلك السؤال الذي تعلم صاحبته زيف ادعاءه، لتجيب دون ان تستدير اليها
"يمكنك قول هذا ،بعد اذنك "
🌞🌞🌞🌞🌞🌞🌞🌞
أرائكم و نقدكم دافعي للمزيد فلا تحرموني ذاك الدعم

وهج نور "كاملة"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن