الفصل الثامن"الأخير"

5.3K 168 14
                                    


      الفصل الثامن

"انها ليست بالبيت، ليست بالبيت..
ظل يرددها لنفسه و كأنه يرد بها الجنون الذي على وشك أن يصاب به، يدفع عنه ذلك الهلع
"اين اختفت؟؟ يفتش عنها هنا وهناك، يبحث عن اثر ربما تركته له...
"وهج...
صرخة تفجرت بها و لها أوتار حنجرته
يهز رأسه رافضا يتساءل
"هل ضاعت منه الى الأبد؟؟!!هل تركت بيته بإرادتها ؟!
ليصد ذلك الخاطر
"وهج لا تتركه بإرادتها ابدا، دائما هي بجانبه، دائما تزود عنه
بعفوية تهلكه ...
كور قبضتيه بوجع و قلة حيلة يهمس
"وهج، اين انت ؟؟
ثلاثة ايام، يبحث عنها ،لا يعرف اين ، لكنه يبحث يسأل القاصي و الداني ، حتى انه تحت وطأة خوفه ،داس على كرامته ،و دحر غضبه ،و ذهب الى بيت عمها، قاصدا أن يتوسله، ان يدله إن كان يعرف عنها شيء، او يعلم لها مكان، لكنه عاد خالي الوفاض، كذلك المسكن الذي زاره ليعلم أنهم انتقلوا منه ، لا يعلم احد الى اين، يناجي عقله ان يمده بأي خيط ، أي صلة قرابة قريبة او بعيدة، فيرد مناجاته خائبة فهو لم يعلم لها اهل سواه ،ولا له أهل سواها.
ليصفعه عقله بتساؤل
"لما كل هذا؟ ألم تكن تنأى بنفسك عنها؟!!الم تكن تتوسل إليك الحديث فتقطر عليها بكلمات تنضح بالنفور؟!! ألم تكن ترجوك نظرة شاكرة، حانية، حتى مشفقة، أي نظرة تعلمها انك تراها، انها فى مرمى محيطك، يتسع لها فلك ،فكنت تضن عليها بها ،تحيد عنها كأنها اثم مستباح، كانت تدور حولك، تغزل لك بأناملها كل عالمك، يحمل كل ما يخصك بصماتها، فقط تتضرع اليك ان تعترف لها بفضل، ان تحمل لها معروف، فكان مرد سعيها، انها مغوية، ابنة ساقطة، مالك انت الأن و ابنة الساقطة، دعها لمصير اختارته، لطريق سلكته راضية...
ليجيب بنحيب بعد طول صمت
"ابدا...لا أترك ما هو لي، انا فقط كنت أجبن من الاعتراف باحتياجي لها، بخوفي من فقدانها، لقد اتخمتني بما تفعل دون انتظار المقابل حتى لم يعد هناك معنى للعطاء، لقد اعتدت على كونها دائما تمنح، لم تعطيني الفرصة للبذل، أو ..
كادت أسنانه المنغرسة في شفتيه أن تدميهما و هو يهمس
"وهج.. اين انت ؟؟
ليبرق خاطر أخير ربما هي فقط حبل النجاة، شهاب ضرب ظلام تخبطه ..جدها.. لتشتعل عيناه بشر
"هل يمكن أنه استغل غيابه ،و اختطفها، لكن لا اثار لمقاومة، او اكراه كل شيء في مكانه يوحي بهدوء مغيظ ، فقط بعض امتعتها المنزلية، اغراضها الشخصية، و اكثر ما يثير حنقه و يربك خواطره هو ذاك الدب السخيف الكبير  الذي ابتاعه لها، في تلك النزهة المشئومة، أي خاطف ابله سيحمل دب وردي مجاملة لضحيته!!!
●●●●●●●●●●●●●●●●●●●●
"انا اتفهمك جدي، لقد وافقت على مرافقتك إلى هنا، لا لأعلم قدري عند نور، و لا ليثبت لي أنه يستحقني، نور هو نفسي يا جدي، لقد حاربته هو، من أجل أن أبقى معه ، من أجل أن يظل زوجي، من أجل أن يصبح لي..
لم يرفع العجوز عيناه المهزومة من على البساط،كأنما تدور معركة على نسيجه،  فقط يستمع ليقرر، يستمع ليعلم معدن هذا الرجل الذي آوى حفيدته لسنوات دون مقابل ، في حين تخلى هو عنها، و لولا مرضه و يقينه أنه لم يتبقى له سوى اليسير، ليزيح عبء تلك الأمانة التي خانها عن كاهله ، بعد أن أظهرت له الأيام حقيقة فساد حفيد،و خنوع أبنه ، و عض قلبه القلق أنه ربما قد ظلم تلك اليتيمة المسكينة، حين صدق ما رماه بها …
استمرت دون توقف حالمة كلما ارتسمت صورته بمخيلتها، اللطيف الأسمر، كلما تذوق فمها حروف إسمه
"حين عدت إليه تلك الليلة ..هل تعلم ما فعل ؟؟
لم تلمح أي استجابة من جدها الجامد الوجه، مرتجف الأوصال
التقطها بساط الذكرى محلقا بها لتلك الليلة، التي ما تذكرتها إلا بخير و راحة
"أنا عدت نور ..
ملطخة بالوحل، ملوثة بالدماء، ترتجف بردا و قد فرت بقميصها القطني، تهتز بما يجول في خاطرها كقطرة مطر تتقاذفها الرياح و العواصف
"ماذا بك ؟؟؟ ما الذي حدث لك ؟؟
سقطت و قد هدها كل ما مرت به دون جواب، و قد علمت أنها و أخيرا يمكنها أن تترك كل شيء خلفها و تنام..
استيقظت لتجد نفسها نظيفة الجسد والثياب، تتلفت حوالها تنساب السكينة بين خلاياه دون أن تعي حتى أين هي ..
لتحط عيناها أخيرا على مصدر راحتها، نائما على مقعد بجوارها، جسده النحيل يسند رأسه المتململ دون راحة على جانب واحد من رقبته ..
"نور ….
هب واقفا حتى أنه تأوه من صدمة عضلات جسده المتوترة من الأساس
"ماذا حدث ؟؟؟ هل استيقظت؟؟ هل أنت بخير ؟؟
ابتسمت براحة و اطمئنان
"أنا بألف خير، شكرا لك على ما فعلت "
تنفس بضيق وعدم راحة
"لقد أجبرت على ذلك ، لم يمكنني وضعك بالفراش و كل ذلك الوحل يكسو قدماك و يداك، لقد اخبرت أمي بعودتك، و بأنها كانت نائمة و لم تريدي إزعاجها..لو رأت هيئتك لتوقف قلبها..
"بعيد الشر عنها "
شهقت بها فزعة دون تصنع، ترنو إليه متسائلة بوجل
"هل ستسمح لي بالبقاء ؟؟
ليفتح ذراعيه و يهز رأسه بقلة حيلة
"و هل أمامي حل أخر ؟؟
إتجه إلى الباب ليغادرها ، تتمهل خطواته ، مستديرا إليها كأنما هو مسير
"فقط أعلمي….. أنا تركتك لعمك كأمانة، فأنت رحمه و عصبه، و لو كنت أعلم أن هذه نتيجة فعلتي، لألقمت نفسي الجمر متحملا بقاءك في بيتي،عوضا عن تسلميك إليه، أنا أسف "
…..لم يسألني عما حدث فقط ظن أنهم يسيئون معاملتي، أو أنني لم أتقبل العيش بينهم ، حتى وجده ذلك المشئوم، و بث كل سمومه و أدلة إدانتي، حينها أيضا لم يسألني، فقط نظراته التي أحفظها أخبرتني، و نفوره زاد يقيني..
رفعت نظرها إلى جدها تتساقط ذكرياتها، التي تبدو لسواها حزينة، مع دموع عيناها
"لقد تجنب مواجهتي لأنه لن يقو على عقابي، حتى حين تزوج أراد أن يجنبني غيرتها، أن لا يجعلني ندا لها فتعمل على هزيمتي، و اخبرها أني شقيقته من أبيه، نور الذي رفض التحاقي بالجامعة الوحيدة في بلدتنا، لأن حفيدك بقي له عام بها، و ما زال يلوك سيرتي و عرضي،نور الذي أصر على أن أتم الثانوية،بعد ضياع عامين إحداهما بسبب مخططات أمي، و أخرى بسبب جبني عن مواجهة الجميع بفضل حفيدك، هذا نور يا جدي، نور الذي لولا دموع عيناك، و توسلاتك أنك بحاجة لتعلم قدري كي تطمئن عظامك في قبرك؛ ما غادرته أبداا"
لم يرفع نظره و كأنه ثبت هناك، تجهل ما يدور في روعه
يغمغم
"سنرى، سنرى …
●●●●●●●●●●●●●●●●●●●●●●●
يدق بقبضتيه على تلك البوابة الحديدية، هذا هو الخيط الأخير و لن يفلته ابدا، سمع صياح من يأمره بالتوقف ، و الصبر فإن العالم لن يفنى ان انتظر عدة دقائق
لينشق الباب عن رجل ضخم الجثة، كث الشارب
"من أنت؟؟ ومن تريد؟؟
"اريد الحاج عثمان ...
بلامبالاة وجدها مستفزة تحضه على العراك
"الحج لا يستقبل احد بعد العاشرة، فهو ينام باكرا ، فعرس حفيدته بالغد، و قد ارهقه الإعداد له ..
طار صوابه، و تقافزت الشياطين حوله تحرضه على القتل ،ليزيح الرجل بكلتا يديه، و يشق طريقه، و قد علم أنه ءما قاتل ءو مقتول
يضع إصبعه على جرس الباب، يشق هتافه باسمها صدره
،مصطدمة بتلك العينان الساخرتان الساخطتان
"الم تعلمك امك الأدب؟؟كيف تطرق أبواب الناس في هذا الوقت، كقاطعي الطرق ،تصيح كالمجانين ، ماذا تريد؟
صرخ و قد فقد ما كان يتشبث به من عقل ،يجذبه من ياقته
"أريد زوجتي التي اختطفتها من بيتي، أقسم أن أقتلك، و أتلذذ بتمزيق اشلائك، إن كنت اجبرتها على شيء، أو أصابها منك اذى..
ازاح يده ببرود و قوة لا تتناسب مع عمره
"تمالك نفسك، أنت لا تتحدث مع مجرم أو صاحب سوابق، أنا جدها لي فيها أضعاف ما لك
صرخ كمن مسه جان
"لا أحد له في وهج شيء، هي زوجتي أنا ، أنا من حميتها حين لاك حفيدك سيرتها و سمعتها ، انا من آويتها حين أمنت على بهتانه و تركتها لكلاب الشارع ينهشون عرضها، أنا من رضيت لها أن تحمل أسمي حتى على الورق كما رميتها في وجهي ،أنا من كنت اسهر بجوارها الليال في إختباراتها و معاناة الثانوية، أنا من كنت اهون عليها بعد مرضها  ..
أنا فقط ،نعم ظلمتها ،صدقت فيها الإفك، لكن ابدا لم أتخلى عنها ولن أتخلى عنها...
ارتج عليه، وقد صعق من صدق حديثه، و أثقله وطأة ذنبه ،فارتجف فمه، يشد صلبه بقوة اوهنها سوء فعلته
"غدا سيقام عرسها، ان كنت تريدها كما تقول، اذهب و تهيأ
و عد في السابعة، و سأعقد لك عليها، وإن كان ما حضك على ما فعلت معها نبذنا لها، و شفقتك عليها فهي الأن معززة مصونة في بيت جدها...
ارتبك تتسابق انفاسه يتساءل في ذهول
"ماذا...
مثبتا نظراته يرسخ ما نطق به
"كما سمعت سأعقد لك عليها غدا في السابعة ، حفيدتي ستخرج غدا عروس من بيت جدها ،ان اردت ان تكون انت عريسها فكن في الموعد .....
يطالعه بتوسل متضرعا
"أريد رؤيتها الأن ، فقط ليطمئن قلبي عليها..
زم شفتيه بصرامة
"يمكنك الاطمئنان عليها غدا كما تشاء …
●●●●●●●●●●●●●●●●●●●●
و كان هناك في السابعة، كان كما يليق بها، متلهف، يلهث من فرط سعادته و شوقه،يقاتل الوقت كي تقع عيناه عليها؛ ليرتوي من كحيلة العينان، ليطمئن أن تلك السوداوتان الباهتتان ما زالا لا يتوهجان إلا لرؤيته،،فهو نورهما، و وهج بريقهما، عاد كرجل نال أمنيته، قبض على حلمه بعد أن داعب مخيلته كثيرا..
انيقا مهندما، يحمل باقة صغيرة من الفل، لا يعلم لما وقع اختياره عليه، فقط يعلم أنه حين طالبه البائع بأختيار ما يفضل، خفق قلبه لمرأى البتلات البيضاء الصغيرة،منمنمة كشفتيها، هشة كجسدها، بيضاء ككل ما تحمله له و منه، عطرها الخافت الهاديء يرغمك على الاعتراف بوجودها، يحوطك و يدللك، كما فعلت هي معه، حتى و ان ذبل و اختفى بقى أثره يؤرق قلبك و عقلك كما فعل غيابها..
عانقها بنظراته ليتحطم فؤاده، لهيئتها الكسيرة، كانت جميلة مزينة كقطعة حلوى رقيقة ذهبية ، غلفت بثوب زفاف ابيض حريري، يبدو أن جدها لم يبخل و لم يقطر عليها في شيء،بل و ها هو قابع بجوارها كأسد عجوز يحمي عرينه فقط بهيبته، يحوطها نساء عائلتها ملتهيات بعضهن بالفرح، والغناء، و بعضهن بشفقة لتلك اليتيمة المنبوذة، و آخرون بنميمة شامتة يطالعون رجفة شفتيها التي تحاربها بالضغط عليهما..
تتوسله في نفسها
" لا تخذلني، أرجوك لا تخذلني،،
فقط لمرة واحدة تمسك بي،، لمرة واحدة إجعل لي قيمة، و ارفع من شأني أمام من نبذوني و تبرأوا من نسبي،، أرجوك..
وقع نظر جدها عليه فأسدلت مسوح الرضا بل و لدهشته الامتنان….
تجمد لا يعلم ما عليه فعله..
حثها الصمت على رفع أعين متسائلة عن السبب
لتتوهج كحيلتيها ببريق نورهما، فتتوهج قسمات الصامت التائه فيها تتقدم إليه
"لقد أتيت…
"وهل شككت في ذلك!!!
"لقد أتيت…
" و هل أقوى على فراقك!!!
"لقد أتيت…
"وهل يطاوعني قلبي على خذلانك!!!
أخيرا تنفست براحة، تهتف لنفسها بظفر و اطمئنان منتصر
تندس بين ذراعيه تلقي بكل شيء تحت أقدام ما تشعر به
"أنت هنا..
يحاذر حتي لا يسقط ما يحمل، يضم رقتها بيده الحرة، يملىء صدره بعطر راحتها، و تدغدغ قلبه زفراتها المطمئنة، يهمس بحنان، يضم كل ما يحوطها
"و أنت هنا…
تنحنح جدها زاجر ..
"هيا، الرجال ينتظرونك بالحديقة الخلفية، والمأذون يتململ منذ دقائق متعجلا…
فكت عقال ذراعها من حول رقبته بخجل، يبتلع ريقه، ليشير بعينيه بإرتباك، إلى صندوقي القطيفة السوداء بيده
"ماذا أفعل بهذا ؟؟؟
نظر جدها برضا إلى حجم ما يحمل، و مقدار ما يحتويه
"بعد العقد، يمكنك أن تزين عروسك بشبكتها كما تشاء"
يرتجف قلبه فتهتز نبراته، يردد خلف الشيخ الوقور الطلة
لتركض أنفاسه لاهثة، يكرر بحماس و سعادة من نال أجر صبره، من ركض في صحراء يتلفت يمينا و يسار بحثا عن ما يروي عطشه، غافلا عن الواحة أمامه حتى سقط بين أحضان مائها
"و أنا قبلت زواج موكلتك، على الصداق المسمى بيننا، لنفسي و بنفسي ..
ما إن وقع الشاهدان حتى نهض جدها، جبل يلملم ركامه لينتصب من جديد، فاقدا شموخه، لكنه جبل، يضم قبضته بيسراه، و قبضتها بيمناه
"ليعلم الحاضر الغائب، أن حفيدتي بريئة طاهرة، بأني ظلمتها، بأني لم اتبين حين جاءني الفاسق بنبأها، وقد نفيته و أبيه بعيدا عن مرآها و مسمعها، و اليوم قد سلمت أمانتي لمن رعاها و حفظها، و أني قد تنازلت عن ثلث تروتي لها و لزوجها بالتساوي بينهما…
تعالت الهمهمات بين الرجال، ليخرصها بقايا صوت جهوري
"تكفيرا عن ذنبي، و تقصيري في حق أمانة ولدي "
…………..
الألم اللذيذ؟!!! كلمتان مرا على سمعها، ولم تجد لهما صدى، استنكرهما عقلها و روحها اللذان لم يتذوقا سوى الألم، لكن الأن و هي تجلس منذ ما يزيد عن الساعة، تتأوه عظام ظهرها، و تتوجع عظام ساقها، و هو جالس بين ذراعيها و رأسه على صدرها، كطفل التجىء أخيرا إلى صدر أمه، تئن روحها بلذة و تطرب روحها بالسعادة…
و هو يسرها و يشكو إليها وحدته في غيابها، خوفه من الظلام بدونها، تحول فراشه الخالي منها لوحش يفترس روحه، و يعبث بكل ذكرى بينهما، هلعه من كونها قد تخلت عنه أخيرا، و نفضت يدها من كل ما يخصه.
تمتم بين طيات عطرها
"لقد خفت وهج، لقد ألمني قلبي، ليس فقط لخشيتي على مصيرك، بل ظل قلبي يعايرني، بأني قد هنت عليك، لا كذب بيننا و لا خجل ..
بعيننان تتوهجان بصدق، تطالب بتفهم
"لقد أعتدت على الأخذ منك، التزود من عطاءك، حبك و تفهمك كانا حدي سلاحي، في مواجهة نفسي و ماضي، أن ألقيت أنت كل ذلك وراء ظهرك، و سحقت مشاعرك تمرين فوقها لما أخترت، ما مصيري أنا؟!!
مرغ وجهه بين أحضانها، يحاصر مخاوفه
"لقد دعوت كما لم أدعو من قبل، أن يكون حبك لي، أقوى مما طمحت إليه، أن يكون حبك لي، أعمق من جرحي لك، أن يمنحني القدر فقط فرصة واحدة، لأعوض عنك، لأضمد جراحك، لتبرأ جراحي بك و معك، لكن كان قلبي الحاقد على أفعالي كان يغيظني، يزيد كمدي و يكوي جراحي
"لقد هنت عليها، لقد تركتك "
مسدت خصلاته بشفتيها
"نعم تركتك، لكن أبدا لم تهن علي…
تجذب كلمات لم تكد تجبر شروخ حروفها
"ألا يحق لي التدلل و لو قليلا نور؟!!!! آلا يحق لي الشعور كوني مرغوبة؟!! أن هناك من يخشى فقدي؟؟ من يبحث عني؟؟ من يبذل الغالي والرخيص في سبيل رضاي و الحصول علي، و يثبت للشامتين و المتربصين أني أغلى ما يملك و أني استحق ..
استقام بجسدها يحتويها، يرفع وجهها المنحني يضم قسماته
" ومن يستحق إن لم تستحق أنت؟؟ و من يبذل في سبيله العمر سواك ؟
"ضعي هذا في رأسك جيدا، أنا أحبك، أنا نسيت ماضي من أجلك، عفوت عن كل ما يبعدني عنك، في سبيل الحصول عليك، سامحت نفسي، و وأدت حقدي،من أجلك …
ينتفض قلبها في مضجعه مما يهمس لها به، أن تظن الأمر شيء، و أن تسمعه و تصدقه شيء أخر
و هي تصدقه، تلك الهمسات الدافئة المرتعشة، تلك اللمسات الحميمية المتملكة، تلك القبلات المشتاقة المتوترة
"أنا أحبك "

وهج نور "كاملة"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن