الفصل الثالث

38 4 0
                                    

محمد بحزن : مدرك قد ايه انتى مصدومة من اللى قولته بس انا كان لازم اقولك عشان انتى عديتى ال ٢٠ سنة ومحتاج موافقتك على العملية والكيماويات ومفيش حد يقدر يدينا التصريح غيرك عشان نبدأ.
نور والدموع تنهمر من عينيها ومازالت تحاول الحفاظ على قوتها : ولو رفضت ؟
محمد: مينفعش ترفضي انتى كده بتموتى نفسك بإيديكى ...الكانسر ف مرحلة خطر ولو معرفناش نلحقه دلوقتي هيبقى مشكلة بعدين!
نور : ايه هموت ؟ عادى تعددت الأسباب والموت واحد ..
محمد: مش خايفه من الموت ؟
نور: مش خايفه لو ربنا راضي عنى وهو اللى مقدر ده ف أنا مش خايفة .
محمد: اللى بتعمليه ف نفسك ده أسمه انتحار !
نور: الله قدر هذا والله كفيل به ... وإذا مرضتم فهو يشفين .
محمد : أنتى بتعملى كده ليه ؟
نور : بعمل كده عشان عندى مخاوف أكبر من الكانسر والموت!
محمد: هى المخاوف دى اللى وصلتك لكده ؟
نور: وليه متقولش دى ذنوب وربنا ابتلانى بالمرض ده عشان اخلص ذنوبى !
محمد: مين اللى وصلك للحالة دى يانور ! مين اللى بيأذيكى كده .
نور: انت ليه متأكد كده أن فى حد زعلنى ماهو يمكن يكون ليه أسباب تانى .
محمد: التحاليل بتثبت أنها بسبب زعل .
نور تمسك بحقيبتها وتقف : عن اذن حضرتك أنا همشي .
ألتفتت وكانت على وشك ان تفتح الباب ولكن شعرت بدوار وشئ يسيل من أنفها ، أمسكت منديلها ومسحته ونظرت ل محمد بصدمة
نور: ايه ده ...
لم تكمل جملتها حتى هوت أرضاً ، فقام محمد مسرعاً ونادى على الممرضات ووضعها على السرير ، وأعطها حقنة(.......)
لتستيقظ رويداً رويداً.
نور بتألم : ااه ... ايه اللى حصل تانى .
محمد بخوف: نزفتى دم وفقدتى الوعى واديتك حقنة .... مش هينفع كده يانور لازم تعملى اللى قولتلك عليه وإلا بعد كده لو نزفتى تانى محدش هيلحقك لا قدر الله وهتبقى كارثة .
نور تقف من مكانها : حتى لو فكرت قرارى مش هيتغير وعن إذن حضرتك أنا همشي عشان اكيد قلقانين عليا ف البيت.
محمد: استنى لما تبقى كويسة طيب.
نور: أنا كويسة الحمدلله.
محمد: هوصلك عشان اتطمن عليكى طيب.
نور: أظن حضرتك أن مش كل المرضى اللى بتيجى عندك هنا بتوصلهم ! عن اذنك .
Back~
نور تمسح دموعها: بس هو ده كل اللى حصل.
نرمين تحتضن نور وتبكى : كنت عارفه أن فيكى حاجه...كل ده يانور استحملتى كل ده !
نور: استحمل اى حاجه عشان اشوف مروان فرحان.
نرمين: ميستاهلش ... اللى بتموتى كل يوم بسببه ده ميستاهلش .
نور بدموع: بس بحبه يانرمين ... عشان بحبه لازم استحمل.
نرمين : لا مش هتستحملى وهتروحى تضربيه بالقلم وتقوليله فوق أنا بحبك ومش هسمح بالجوازة دى تحصل .
نور بإبتسامة مكسورة : مروان مش هيبقى مبسوط معايا مبسوط معاها هى ...
نرمين: وانتى فين ف الموضوع انتى بتموتى وهو عايش دور روميو.
نور: أنا هبقى مبسوطة طول ماهو مبسوط ومش مهم أموت فى سبيل سعادته .
نرمين: انتى اتجننتى انتى وهو ...لازم عمو وطنط يعرفوا الموضوع ده.
نور مسرعة: لا بالله عليكى ... أنا مش عاوزاهم يعرفوا الموضوع ده أبدا ...دى ماما وبابا لو عرفوا ممكن يروحوا فيها وانا مش هسمح بده أبدا .. بالله عليكى ميعرفوش.
نرمين بعصبية : ماهو أنا مش هسيبك تعملى ف نفسك كده واسكت.
نور : لو بتحبينى فعلا وعاوزانى ابقى مبسوطة متتكلميش معايا ف الموضوع ده تانى ومحدش يعرف ...كأننا مكناش نعرف زى قبل كده عادى .
نرمين بحزن: طيب وانتى ناوية تعلى ايه كده!
نور بهدوء: هدعى ..هدعى كتير  ، أنتى متعرفيش أن الدعاء يصارع الأقدار ؟
وأن هناك دعاءً من قوته، وكثرة إلحاح صاحبه، وتوسله لله عزّ وجلّ، يغلبُ أقداراً قد تنزَّلت وشارفت على الوقوع !
وأن هناك من يتقنون الدعاء بكثرة، حتى تتنادى لدموعهم ملائكة السماء .
ثقى بأن الدعاء يعيد ترتيب المشهد حوالينا ، ويحوله إلى جمالٍ بقدرة الله ،
وبعدين هتعايش معاه وهاخد عليه زى ماانا أخدت على الألم ... ويا أنا أخلص عليه ، ياهو يخلص عليا ... والحمدلله على كل حال.
$فتحت مذكراتها وكتبت ..
أنا يا رفاق أخشى الموت كثيرًا.. ولست من هؤلاء المدعين الذين يرددون في فخر بطولي.. نحن لا نهاب الموت.. كيف لا أهاب الموت وأنا غير مستعد لمواجهة خالقي.. إن من لا يخشى الموت هو أحمق أو واهن الإيمان.
- أحمد خالد توفيق

هدية قلبيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن