&نور تنزل من السيارة وتذهب اتجاه المنزل وهو يذهب خلفها , كانت على وشك الدخول ولكن استوقفها محمد &
محمد بدهشة: نور!
نور : دكتور محمد!
مروان بعصبية : نعععععم انتوا تعرفوا بعض منين؟
محمد: نور كانت ...
قاطعته نور : كنت قابلته قبل كده ف الكلية واتعرفنا وكده .
' محمد ينظر لها متسألاً '
مروان : أنا كنت معاكى دايما اتعرفتى عليه امتى .
نور : الفترة الأخيرة مكنتش معايا يامروان !...
ثم نظرت إلى محمد: هتفضل واقفين على الباب كده مش هتقولى تعالى نشرب قهوة سوا ؟
محمد : بس كده اتفضلى ده انا هعمل كوباية قهوة متنسهاش طول عمرك .
مروان : لا هى جاية تعبانه ومحتاجة ترتاح.
نور: لا هشرب قهوة من ايد دكتور محمد.
مروان يحدث نفسه : وانت هتسيبها تروح تشرب قهوة معاه كده ! والله مايحصل مش هسيبكم لوحدكم أبدا.
"فذهب خلفهم مسرعاً وأمسك بيد نور ..
نور : اه فى ايه يامروان.
مروان: ماما عايزة تشوفك هى وبابا ايه نستيهم.؟
نور : لا طبعاً مقدرش انساهم ... طيب يادكتور محمد تعالى اشوفهم وبعدين نطلع نشرب قهوة.
* دخلت نور والقت التحية على الجميع وجلست بجانب منى *
سهير : بنتك حلوة اوى يامنى .
نور: شكرا ياطنط ربنا يخليكي
سهير: وانتى بقى بتدرسي ايه!
نور: أنا ف كلية تجارة انجلش مع مريم ياطنط.
سهير: وانتى مرتبطة على كده ؟
نور: لا ياطنط موضوع الارتباط ده رفضاه أصلا، اللى بيحب حد بجد بيدخل من الباب إنما شغل الحرامية اللى بتدخل من الشباك ده رفضاه تماماً....
اصلى مبعترفش بالحب اللى ورا الشاشة ده، مينفعش نفسد المشاعر الجميلة النقية بإسم الحب !. الحُب عمره مايتمثل في شوية كلمات يمكن أن يتلاعبَ بيها بمنتهى السهولة، أَوصورة ممكن تدخل فيها بَعضُ الألوان.
كل ده بيدخل في بند الانبهار حتى وإن ادعى صاحبه الحب!
الحبُ بابه معروف أما اللى بيدخلوا عَبر الشاشات يلهون
وَيلعبون - فولله إن الحب بريءُّ منهم-!، الحبُ العفيف له مبادئه الخاصة، يرى صاحبهُ الله في كل فِعلةٍ، يفكرُ ألف مرة
ولا يعصي الله أبدًا، وَمن لا يعصي الله في حبيبه يكافئه الله حتمًا باللقاء في حلاله!
الحب هو مُعادلةٌ صعبةٌ غَير مُتزنة لحد ما يستقيمَ كلا منهما لِتصبحَ المُعادلة متزنة وكما قال الرافعي -رحمة الله عليه-
"قلبي يُحب إنما أخلاقه فيه ودينه"
وقاله الله سبحانه وتعالى:
" وأتوا البيوت من أبوابها"
لو حد فيكم وقع فى الحب ميقولش لحد خالص ، كأنه سرٌ خَطيرٌ وعظيمٌ، نبوح بيه فى الوقت المناسب فيهدأ القلب بعد رِحلة طويلةٍ من الفوضاوية والتوهان والخوف وَيخرجُ من قوقعته لِيهدأ ويسكن بعد تعبٍ طويلٍ وَصبرٍ جميلٍ ، عشان تبدأ كل معاني الحب الجميلة بينهم بعد بارك الله لكما -ألا فليبارك الله لهما-، ف لازم أشد على قلبى وألجمه إلى أن يأذن الله.
محمد بإعجاب: ايه القمر ده.
* الجميع ينظر له *
محمد: اقصد ايه التفكير القمر ده.
سهير : وانتى بقى ناوية تتخطبى ولا تتجوزى امتى.
مروان بضيق: نور مش هتتجوز دلوقتي ياطنط لسه صغيرة قدامها كلية وشغل وحاجات كتير وانا لا يمكن اسمح بأى حاجة تشغلها عن دراستها دلوقتي.
منى تهمس لها : مروان ماله.
نور : مش عارفه بقى بيتصرف تصرفات غريبة من ساعة ماعرف انى اعرف دكتور محمد.
منى : وانتى تعرفى محمد منين ؟
نور: هاا...ايه ياماما اخو صحبتى مش هعرفه ازاى يعنى.
منى: طيب... بس تعرفي ممكن تكون تصرفات مروان دى غيرة !
نور: هيغير أزاى ياماما هو بيحبنى ؟ لا ...يبقى هيغير عليا ليه .
منى : اسكتى أنا عارفة أنا بقولك ايه.... المهم دلوقتي اطلعى ارتاحى شوية عشان انتى جاية تعبانه .
نور : حاضر ياماما.
منى : استنى محمد يطلع يوريكى اوضتك.
مروان: لا أنا هطلع.
مريم: لا تعالى أنا عاوزاك.
مروان: استنى هطلعها الأول.
مريم تسحبه بعيدا: تعالى بس.
مروان: نعم ..افندم يامريم.
مريم: مالك متغير ليه من ساعة ما نور جت ؟
مروان : مش متغير ولا حاجة.
مريم: فى ايه بينك وبينها.
مروان بضيق: انتى اتجننتى؟ أزاى تتكلمى كده ...دى اختى وانا اللى مربيها يعتبر ولازم أخاف عليها ف لو هتفكر التفكير ده مش هيحصل كويس.
مريم: خلاص انا اسفة بس انت عارف انى بغير عليك.
مروان: مش غيرة دى مش غيرة ...ده هبل ، وانا مش هتكلم ف الكلام ده..عن اذنك أنا طالع أنام.
* فى الغرفة نور تحكى ل نرمين كل ماحدث فى الهاتف*
نور : وتصرفاته فجأة اتغيرت أول ماشوفت دكتور محمد.
نرمين: دكتور مين؟
نور: اللى حكيتلك عنه ده .
نرمين: اوعى يكون قال هو يعرفك منين.
نور: لا أنا لحقته قبل مايقول وقولت انى اعرفه من الجامعة.
نرمين: خلينى اتخيل رد فعل مروان اتضايق صح.
نور: هو اتضايق اه بس مش عارفه ليه! استغربت أوى.
نرمين: عشان انتى غبية والله غبية ...دى واضحة اوى .
نور: هى ايه اللى واضحة؟
نرمين : مروان بيغير عليكى ياغبية.
نور: ماما بردو قالت كده بس ازاى وهو مش بيحبنى اصلا ؟
نرمين: الغيرة دى هتثبتلك بقى بيحبك ولا لا.
نور: قصدك ايه!
نرمين: قصدى الخطوة الجاية نخليه يغير ونشوف إذا كان بيحبك ولا لا.
نور: أعمل إيه طيب.
نرمين: قربى من محمد.
نور: مستحيل انتى بتهزرى ! مستحيل العب بمشاعر حد وأقرب منه عشان اخلى مروان يغير لا أنا عمرى مااعمل كده.
نرمين: هو أنا بقولك خليه يحبك؟
نور: حتى ولو مش هعمل كده.
نرمين: خلاص انتى حره خليه يروح يتجوز غيرك وانتى موتى بقى.
نور بحزن: افضل عندى من انى اكسر قلب حد واموته هو لما يعرف انى مبحبهوش ...أنا مش هسقى حد من نفس كأس الوجع اللى شربته عشان أنا أدرى بمراره.
* باب الغرفة يدق*
نرمين: طيب والعمل ايه؟
نور: خير ان شاء الله... يلا أنا هقفل أنا عشان الباب بيخبط ..مع السلامه.
* نور تفتح الباب وتجد مروان *
نور : مروان ! بتعمل ايه هنا الساعة 12... فى حاجة حصلت.؟
مروان بحزن: مفيش حاجة حصلت لحد ...غيرى أنا.
نور : ليه يامروان ؟ مالك فيك ايه.
* سمعت مريم أصوات غير واضحة فى الطرقات ، ف فتحت باب غرفتها بعض الشيء ورأت مروان ونور*
مروان يمسك يد نور ويقول بحزن: متغيرة من ناحيتى ليه يانور ؟ مبتتكلميش معايا زى الأول، بتهربى ليه .
نور تنظر إلى يديها ثم له : مبهربش بس مش من حقى انى أتكلم معاك أو اهزر زى الاول
مروان: من حقك ..من حقك كل حاجه.
* مريم تغلق الباب وتقول : أنا قلبى كان حاسس ، شغل الرقة ده عشان تاخدى مروان ! ماشي بس مش هسمحلك انك تنجحى فيه ياست نور... وانا هوريكى*
نور تسحب يديها : من حقى أزاى وانت خاطب !
مروان: لو معترضة عرفينى .
نور بحزن: اعترض على ايه انت اخترت خلاص وأحنا ف بيت الناس عشان الباشا يخطب يفيد بأيه الاعتراض ولا الموافقة ؟
مروان: لو معترضة على مريم ممكن اشوف واحدة تانى على ذوقك.
نور بضيق: هو قميص كل يوم تغيره ؟ انت هتستهبل ده قلبها والقلوب مش لعبة ، وحرام تلعب ببنات الناس.
مروان: أنا ميهمنيش حد غيرك الدنيا كلها تغور بس انتى متبعديش ،بحس انى تايه من غيرك بحس الدنيا كلها وحشة وضلمة !
نور: أنا موجودة وهفضل دايما الشمس اللى هتنور عتمتك، وتونس وحدتك ، وه دفي كل حاجة محيطة بيك وبتدور جواك .. وهتلاقيني دايما ف اى مكان واى وقت احتاجتى فيه ، أنا مببعدش عنك أبدا... حتى لو انت رافض وجودى...عن أذنك.
*أغلقت نور الباب فى وجهه ودخلت وأمسكت بقلمها ومذكراتها وكتبت...
أنت تقرأ
هدية قلبي
Romanceخُلقتْ التضحية من أجل الحبُ ، وخلق الحب من أجل أن نضحى بأنفسنا لكى يعيش ... لذلك ف الذي يستحق أن يسكن قلبك هو الذي يُشعرنا أن الحياة لا زالت جميلة مهما كانت قاسية، هو الذي يُشعرنا بالأمان مهما بلغت مخاوفنا، هو الذي يستثنينا حتى لو بأبسط الأشياء.... ...