تِـ١٨؛هاتِـف.

4.4K 296 112
                                    



قِراءة مُمتعة🙏🏻.





[بعدَ شهرَين، السّبت، ٩:٣٠ مساءً]




"لقَد وصلنا يا سيّدتي"
قال السّائِق حينما توقّف أمامَ مبناً راقِي مُضيء في نهايَة الشارعِ الهادئ، لتنزِل السيّدة لُو من سيّارتها بكامِل حِلّتها وتخطُوا بثقةٍ داخِل المَطعم الإيطالي الكبِير

المطعمُ المُخمليّ هذا كان أحدَ مُفضلاتها دوماً، يعرفُها المَالك كزبُونته الدائمة فيه ومرحّبٌ بها دوماً هنا

تتقدّم من غَير تردّد نحو إحدى الطاولَات وتجلِس

"أهلاً بكِ آنسَة لُو، تبدِين أكثَر جمالاً عن السّابق"
تحدّث شرِيكها على الطَاولة والشّخص الذي قامَ بدعوتهَا لعشاءٍ بسيط وبعض الشراب برفقتهِ لهذا المسَاء

"أهلاً وسهلاً بكَ أُوه سيهُون، لم أكُن أعرف أنّك دبِقٌ لهذا الحدّ، شُكراً على دعوتِك لي في 'مطعَمي المُفضل' "
قالت مُبتسمة وأبصَارها تتفحّصُه من الأعلَى للأسفل، أنِيقٌ كعادتِه

"إنهُ لمِن دواعِ سرُوري أن نتشاركَ طاولة الطعَام والحدِيث معاً، آملُ أن هدَايايّ قد وصلَت إليكِ بسلام؟ لقَد إخترتُها بعناية فائِقة لتُناسب حُسنك آنسة لُو"
ضحِكت لكونِه لا يتوقّف عن مديحهَا وهِي حتماً تلِينُ للإطراء كمَا صبيّها وحسب

"لقَد نَالت إعجَابي بالفعل، أكادُ لا أُصدق بأنّك بنَيت ذاتك في هذِه الفترة القصِيرة، تِلك الهدايا لوحدها هيَ ثروَة، أنتَ حقاً شيءٌ ما"
ضحِك سيهُون بخفّةٍ رافعاً ساقاً فوق الأُخرى أسفل الطاولة

"لا أكادُ أصدّق كذلك، ولكنني أُحاول بجدّ حتى أكُون مناسباً لمعايِيرك، آنسَة لُو"
تعلَم بالفِعل مايقصده، لذلك هي فقَط إكتفَت بالإبتسامِ بخفة وإنزالِ أبصارها حينما تقدّم منهما نادلٌ لأخذِ طلباتهما

ظلّا يتحدّثان في بعضِ الأمُور الغير مُهمة أثناء تناولِ الطعام حتى إنتهائِه، يحصُلان على كُوب قهوةٍ في النهاية

"لقَد أتيتُ وأنا أملِك ما أُخبرك به في الواقِع"
نظَر لها سيهُون بنوعٍ من الإستغراب من تعابِير وجهها التي تُظهر بعضاً من الحُزن يتبعُها تنهّد

"لقد أردتُ أن أعتذِر لك على تصرّفاتي السابقة..أنا حقاً آسفة، أعلمُ بأنك لستَ شخصاً سيئاً على الإطلاق ولكِن كما قُلت للوهان أنا سأقُول لك، لقَد فعلتُ ذلك لأنني كثيرة الخوفِ والقلق على إبني، أنا أُريد حمايته، لذَلك أنا شدِيدة الإنفعالِ فيما يخُصّه، كما أنني سريعةُ الغضَب ولكِن وبالرغمِ من كل ما فعلته أنت لا زِلت لطيفاً كفاية لتسأَل عن أحوَالي دوماً وتُرسل الهدايا وتدعُوني للعشاء، وأنا اعتقدتُ بأنّك حقاً تكرهُني بسَبب أفعالي الغبيّة، لذلك أنا آسفة وأتمنّى أن تقبَل خالص إعتذاراتي"
تنهّدت ونظَرت إليه تجدُه يبتسمُ نحوها بهدُوء، يجعلُ كلماتها تتبعثَر في الأرجاء بسبب تلك الإبتسامة المُبهمة

The Little Prince.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن