السابع & حادثة غيرت حياتي& صابرين شعبان

5K 282 67
                                    

الفصل السابع

قبضتها الممسكة في كتفه بكل قوة تعلمه كم هى تتألم.. تبا لذلك كان عليه أن يصر عليها أن تظل مع والدتها.. تبا لأنانيته كونه لا يريد أن يبتعد عنها و كان يمتثل لرفضها خاضعا لها بكل سرور . خرج صوتها متعبا واهنا و هى تنبه لسرعته
" آمر خفف من سرعتك لا نريد أن يقع معنا حادث "
قال بغضب خرج منه غصباً " أنا الأن في طريقي للجنون من فعلتكِ حلم. كيف لم تبلغيني أنك تتألمين منذ الصباح "
ردت و قد بدأت تبكي غير قادرة على تحمل هذا الألم " أخبرتك ظننته سيزول و أنه ليس المخاض أمامي أسبوع كامل للموعد "
رد عليها بعصبية " بالله عليكِ لا تذكريني بغبائي الأن .. هذا خطئي ليتني أجبرتك على الذهاب لوالدتك و البقاء هناك "
لم تجيبه حلم لتوفر عليه التوتر و الغضب بسبب تصرفها فهى من كانت ترفض أن تتركه و تظل مع والدتها و تعلم أنه كان يقبل كونه لا يريد أن يبتعد عنها. وضعت رأسها على كتفه و هى تغمض عيناها بقوة و تكتم تنفسها لا تريد الصراخ و الإعلان عن وجعها حتى لا توتره أكثر و هو يقود بهذا الجنون .. وضع راحته على رأسها و قال ببؤس " أنا أسف حبيبتي سامحيني لأنانيتي كان يجب أن أجعلك أمنه مع والدتك في هذا الوقت و لكني كعادتي غبي أحمق عنيد و أعرضك للخطر.. "
هزت رأسها نافية " لا حبيبي ليس لك ذنب في ذلك أنا من رفضت الذهاب "
عاد ليقبض على المقود بقوة قائلاً بعنف " حسنا لا تكتمي ألمك مراعاة لشعوري و تتحملين مزيدا من الضغط أصرخي أبكي سبيني أنا أقبل كل ما يبدر منكِ "
ضحكت حلم بخفة رغم ألمها و همهمت بخفوت " حسنا سأفعل و لكني لا أتألم لهذا الحد "
زفر آمر بحرارة " أستغفر الله العظيم و أتوب إليه "
جاءت موجة ألم قوية جعلتها تصرخ ألما بقوة حتى ظن أنه لن يستمع بأذنه هذه مرة أخرى و أصابعها كادت تحطم عظمة كتفه من شدة ضغطها من أين جاءت بكل هذه القوة . ضغط على مكابح السيارة بقوة يزيد من سرعتها و صرخاتها تتوالى بألم " أسف حبيبتي سامحيني يا إلهي يا لي من غبي أحمق "
كان جسده ينتفض من الخوف عليها و هى تمسك بكتفه بقوة عندما شعرت بسائل دافئ يتسرب من بين ساقيها فعلمت أن لا وقت لتصل للمشفي لتضع طفلتها فما تبقى أمامها غير دقائق لتصل و هم يحتاجون لأطول من ذلك ليصلوا .. " توقف آمر "
صرخت به بقوة " حبيبتي تحملي كدنا نصل "
قالها بذعر و هو يمسك بيدها على كتفه.. صرخت به بغضب
" قلت توقف أيها الأحمق الأن "
صرخ بها بغضب " هل جننتِ أتوقف أين "
ردت و هى تكاد تبكي ألما و لكنها تتمالك نفسها بشق الأنفس فهو لا يحتاج أن يرتعب أكثر مما هو عليه الأن و هو ينظر لدموعها " توقف جانباً آمر الأن "
فعل و ما كان يريد أن يفعلها و لكنه لم يريد أن يجهدها أكثر ربما تريد أن تستريح من حركة السيارة قليلا " أهبط "
قالتها أمرة لتخرج صرخة أخرى و هى تؤكد بعنف " أهبــــــــــــط الأن "
هبط آمر بوجه شاحب و أنحنى ينظر إليها من باب السيارة" ماذا تريدين أن أفعل " سأل بقلق
. قالت بأمر " أخرج من السيارة في الخلف هناك حقيبة قد أعددتها مسبقا بها شرشف و ملابس للطفل.. أخرج الشرشف و ضعه على الأرض بجانب السيارة "
كان عيناه متسعة بقوة لا يفهم ماذا تقول فصرخت به " أسرع أيها الأحمق الطفل قادم "
شحب وجه بشدة حتى خشيت أن يفقد وعيه و تجد نفسها وحدها في هذا.. و لكنه تحرك كالآلة و أخرج الشرشف و وضعه بجانب السيارة كما قالت.. قالت و هى تفتح بابها " تعالى لتساعدني "
تحرك بعدم تصديق ماذا يحدث مع زوجته لا يفهم هل ستهبط هنا في هذا الوقت الصعب بدلا من الذهاب للمشفى .. أخرجها من السيارة و توجه بها لمكان الشرشف.. " أجلسني آمر تحرك و آفق من صدمتك أنا أحتاجك "
قال بصوت مختنق " أنا لا أفهم شيء حلم لم توقفتي هنا "
قالت ساخرة رغم الألم " أنا ألد يا سيد أحمق و لن أصل للمشفى هل تريد أن نفقد صغيرتنا "
هز رأسه بعنف رافضا و هو يتخيل ما يمكن أن يحدث " لا بالطبع حبيبتي "
ساعدها على الجلوس أستندت على السيارة قائلة " أجلب الوسائد من صندوق السيارة ستجد ثلاثة منها "
لا يفهم متى وضعت كل هذا.. و كأنها كانت تعلم.. وضع الوسائد خلف ظهرها فقالت بأمر. " بل أجعلني أستلقي عليها قليلاً "
فعل بصمت و جسده كله ينتفض و لكنه ليس الوقت المناسب لتطمئنه.. " الأن سأخبرك بما تفعله لتساعدني لتأتي طفلتنا بسلام"
زاغت عيناه " ماذا تقولين أنا سأفعل ذلك كيف "
أجاب صرختها و هى تقول " فقط أفعل ما أقوله لك فهى أتية الأن "
رد بذعر " حسنا حسنا فقط أهدئي "
كانت ملابسها مبللة فلم يعلم إذا كان ماء أو دماء قالت و هى ترفع جانب عبائتها بوهن عن ساقيها " عندما ترى رأس الطفل فقط عليك أن تساعدني ليخرج بخير أحتاج إليك لتفعل ذلك أتفقنا "
ساعدها لرفع عبائتها و قال بصوت مرتجف من الخوف بائس
" أريدك بخير فقط "
ردت بقوة " سنكون لا تخف فقط كن بجانبي "
تنفست بقوة و هى تعتدل لتكون في وضع يسمح لطفلتها بالخروج و رؤيته لقدومها.. " ماذا أفعل حلم "
كان سؤاله مختنق كأختناق صدره من الخوف عليها..
لم تكن في حالة تسمح لها بالثرثرة و هى تأخذ أنفاسها برفق منتظرة موجة الطلق القادمة لتدفع بطفلتها للحياة.. صرخت بقوة و هى تدفع قائلة " أخبرني عندما تراها "
أمسك بيدها بقوة و رعب خوفا من أن يفقدها بدأت دموعه تهطل و هى تصرخ بألم قال بلهفة " ها هى ظهرت حبيبتي "
قالت أمرة بقوة " تحسس عنقها لترى إذا كان الحبل السري ملتف عليها أم لا و لكن برفق "
كان شاحب شحوب الموتى و هو ينفذ أمرها عاد بيد ملطخة بالدماء ترتعش كصوته و هو ينفي " لا ليس على عنقها شيء "
ابتسمت بألم تهون عنه .. " ألم تساعد بقرة لتلد من قبل آمرى ما بك مصدوم هكذا و كأنك أول مرة ترى أنثي تلد البقرة أنثي أيضاً حبيبي "
رد بصوت مختنق " هذا ليس وقت مناسب للمزاح و دماءك على يدي أنا أموت رعبا "
ردت بصرخة قوية و موجة الألم تعود " لا ليس مناسب "
أضافت بحزم " أدفع برأس الصغيرة للأسفل برفق حتى تخرج كتفيها هيا أفعـــــــــل "
أنهت عبارتها صارخة و هى تعاود الدفع مما جعله ينتفض بيأس و هو يشعر بالعجز و الخوف شعور لم يشعر به من قبل..و كأن ألم خسارة سيرين يعود من جديد و هو يعلم أن حياة حلم و ابنته مسؤولة منه الأن كما كانت حياة سيرين و لكنه ترك سيرين تواجه مصيرها وحدها فهل سيفعل ذلك مجدداً و يخسر حلم و ابنته يريد أن يصرخ بقوة شاعرا بالظلم كونه مازال يعاني بسبب خذلانه لسيرين يريد أن يقول أنه عوقب لهذا آلاف المرات و بشتى الطرق.. لا لن يفعل لن يترك حلم تضيع من يده الأن بسبب تخاذله .. قست ملامحه و تحولت للجدية وفعل كما قالت و دفع برأس الصغيرة للأسفل لتظهر كتفيها مع دفعتها قال بحزم " ماذا أفعل بعد ذلك حبيبتي "
قالت و هى تعاود الدفع مرة أخرى " تلقفها بين يديك فقط برفق"
و فعل و هو ينظر إليها صغيرة ملطخة بالدماء بخصلات ملتصقة برأسها بعيون مغمضة .. تهالكت حلم بتعب و هى تستمع لصوت الصغيرة الخافت دليل على أنها تتنفس.. وضعها أمر بين ذراعي والدتها قائلاً بذهول
" لقد جاءت حلم أبيها حقاً "
ضمتها حلم بحنان و على شفتيها ابتسامة مرهقة " أتت صغيرتنا آمري "
نزع قميصه و أحطاها به و هو يقول بحنان " ماذا الأن "
قالت براحة " عليك قص الحبل السري الأن و لكن بعد قليل فقط أصبر فلتأخذ أنفاسك فأنت شاحب للغاية "
جلس على ركبته أمامها ينظر إليهم بعدم تصديق إن كلتاهم بخير. كان بكاء الصغيرة الناعم كالموسيقى في أذنه قال بحنان " أنها جائعة "
ابتسمت حلم و أمسكت بيد صغيرتها تقبلها بحنان.. و هى تمتمت برقة و صوت هادئ " جائعة حبيبة ماما تريدين طعاما الأن يبدو أنك شرهة مثل عمك لؤي "
ضحك آمر بخفة و مال على رأس زوجته يقبلها بقوة.. أرضعتها حلم تحت نظرات آمر الفرحة و تمتمات الشكر لله على سلامتهم تخرج من فمه بحمد.. بعد قليل قالت له بأمر " في الحقيبة ستجد مشبكين صغيرين لقد جلبتهما إحتياطيا لذلك و مقص صغير معقم ستجده في علبته فلتجلبهما الأن "
سألها باهتمام " ماذا سنفعل بهما "
قالت حلم تجيبه رغم أن كل ما تريده هو الاستسلام للنوم
"سنقص الحبل السري و نربطه و ستساعدني للتخلص من المشيمة لنذهب للمشفى بعد ذلك"
سألها بخوف " ماذا أفعل؟؟ "
ابتسمت بوهن " لا تخف سأخبرك ماذا ستفعل "
أخفى وجهه براحتيه و تمتم بعنف " يا إلهي أنا سبب ذلك ليتني "
قاطعته حلم بحزم " كف عن التذمر آمر أكاد أغفو و أتركك وحدك في هذا "
رد بذعر " لا أرجوكِ لا أعرف كيف أتصرف بدونك دوما كنت أشعر بالعجز بدونك حلم فلا تتركيني الأن مع الصغيرة وحدي "
قالت بتعب و هى تربت على وجنته " حسنا لا تخف أنا معك دوماً و أبداً .. فلتجلب المقص و ذلك المشبك "
فعل كما طلبت فعادت تكشف صغيرتها و تركت مسافة منها ثم وضعت المشبك و فعلت ذلك من الجانب الاخر الموصول بها و ضعت الأخر قالت لآمر و هى تشير إليه أين يقص الحبل السري. بين العقدتين " هنا حبيبي "
قال أمر برعب " لا أخشى أن تتألم.. لا لن أفعل "
ضحكت حلم بخفة " لن تشعر بالألم لا تخف "
فعل بيد مرتجفة فبكت الصغيرة مما جعله يذعر بشدة قائلاً
" يا إلهي لقد تألمت ألمتها بالفعل "
قالت حلم تهدئه " لا هى فقط تبكي ليس له علاقة بذلك صدقني"
أخذت من يده المقص و وضعته في علبته و قالت بعد أن عادت لتدثرها جيدا بقميصه " أحضر لي تلك القبعة و البطانية الصغيرة من الحقيبة لأدفئها أخشى أن لا تستطيع الحصول على قميصك الأن فلا أريدها أن تبرد "
جلب لها طلبهاو ساعدها في تدثر الصغيرة و هو يجيبها بصدق " أنا أعطيكم حياتي حلمي و ليس قميصي "
رفعت راحتها تلمس وجنته برقة " أحبك آمري "
قبل رأسها بحنان و سألها " ماذا الأن لا أريد تركك هكذا على قارعة الطريق كثيراً "
قالت و هى تضع الصغيرة بجانبها " ستفعل شيء صغير فقط "
شعر بالقلق من هذا الشيء الصغير فملامحها مرهقة و تتحدث بتعب " ماذا أخبريني و استريحي أنتِ "
قالت باسمة " للأسف على الشق الأكبر من ذلك أيضاً "
سألها بتوتر " ماذا أفعل "
قالت بحزم " فقط ساعدني لأتخلص من المشيمة سأعاود الدفع و عندما تراها أخبرني "
"كيف أعرف أنها هى حلم" سألها بخوف أن لا يستطيع مساعدتها
قالت تهدئه " ستعرف آمر هى من الدماء ستعرفها يا إلهي ألم تحضر ولادة بقرة أو مهرة لديك "
" أنا ليس لدي عقل الأن و لا حتى ذاكرة صدقيني و لكن أخبريني كيف و أنتِ تنزفين بالفعل فكيف أعرف " سألها بذعر فكادت أن تضربه على رأسه ليكف عن خوفه لا تعلم كيف يرتعب هكذا و هو من واجهة رصاصات القاتلين بشجاعة ليحمي بيسان بل كان يتلقاها و يظل صامدا دون أن ترتعد فرائصه لثانية ما به الأن هستيري هكذا كالطفل الصغير التائه من أمه..
" أهدأ و فقط أنظر و ستعرف "
دفعت بجسدها قليلا و باعدت بين ساقيها و راحتها تمسك بباب السيارة و أخذت تدفع من جديد و كأنها تلد مرة أخرى كان يخرج منها الكثير من الدماء مما جعل دموعه تعاود الهطول بخوف أمسك بيدها فوجدها تترك جانب السيارة و تضمه هو بقوة ليحتويها على صدره و هى تكرر فعلتها و صرخاتها المكتومة في صدره تعلمه كم تعاني. كانت تلهث بقوة و هى تخبره " أنظر هل تخلصت منها "
نظر بوجه شاحب ليجد كتلة صغيرة من الدماء بين دماء كثيرة تحيط بساقيها متصله بالحبل السري الذي كان يربط بينهما.. "أجل حبيبتي فعلتِ"
تهالكت على الوسائد قائلة بوهن " حسنا تبقى شيء صغير فقط "
كاد يموت من الخوف حقاً فهو لم يرى كل هذا في ولادة محمود و كم عانت ليجد أنه سيظلمها لو طالبها بطفل أخر. " أسف حبيبتي سامحيني "
أمسكت براحته و وضعتها على أسفل بطنها قائلة بوهن " مسد هنا برفق لأتخلص من الدماء الباقية و كف عن الحماقة و الاعتذار "
فعل برفق لتستمر الدماء في الخروج و دموعه تهطل بصمت كانت تتألم حقاً و لم تعد تريد البقاء واعية.. " يكفي آمري "
ضمها بقوة و قال ببؤس " لن أطلب منك طفل أخر أعدك بذلك "
قالت بتعب " كف عن الحماقة أنا أحبك كثيراً "
قال بصوت مختنق " و أنا أيضاً يا حبيبة القلب أحبك كثيراً "
تنفست بهدوء فخشى أن تغفو قبل أن تخبره ماذا يفعل.فسألها بجدية " ماذا الأن "
قالت بتعب " يكفيك ما فعلته أخشى أن تفقد وعيك إذا فعلت المزيد خذني للمشفى و سنكون بخير "
حملها للسيارة و أجلسها بملابسها الملطخة بوجهها المرهق و عاد ليحمل طفلته إليها.. وضعها بين ذراعيها و قام بوضع الشرشف في صندوق السيارة و صعد للسيارة بجانبها قائلاً " استريحي الأن "
ابتسمت بوهن و تمسكت بطفلتها خشية أن تغفو و تسقط من بين ذراعيها لذا ظلت واعية حتى وصلا للمشفى و طلب آمر المساعدة وقتها فقط استسلمت ما أن أخذت الصغيرة من بين ذراعيها ..

حادثة غيرت حيـــــــــــــاتيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن