السابع عشر & حادثة غيرت حياتي & صابرين شعبان

3.9K 227 42
                                    

الفصل  السابع عشر

" لا شرح راجي دينك و ستأخذه كامل وظيفتك و يمكنك الاحتفاظ بها زواجنا يمكنك إنهائه طلقني راجي  "
صمت قليلاً مفكراً أن مؤكد الأمر له علاقة بذلك  الرجل الذي تحدثت معه اليوم  .. " هل تظنين أني سأقول  آمين  و أنفذ مثلاً "
تكتفت " و لم لا.  العمل لديك  و من أجل  الدين  .  الزواج  و مقلب و ورطة  من والدي و والديك  و فعلنا فقط لتهدئ الأمور "
" لذلك  عندما وجدت  أحدهم  يسدد الدين  على الفور تريدين ترك  الوظيفة و لكني أخبرك  بشديد الأسف  أنك  لو تخلصت  مني كدائن فلن تتخلصي  مني  كزوج فأنتِ زوجتي و إن تزوجنا بمقلب أو غصب كما تقولين. لذا فكري  قليلاً و أنظري  لموضع قدمك  دليلة  و أنتِ تتحديني  "
قال بيأس " أنا لا أتحداك  أنا أخبرك  أني وجدت الحل لكل مشاكلنا خاصة الزواج و لكنك  تفهم بشكل خاطئ و تتعامل كما لو كنت تحبني  و لا تريد تركي  "
" ربما " قال بغموض 
عقدت حاجبيها  بحدة  هل يقول ربما على ماذا عن أي جزء من حديثها  يقصد بجوابه ربما " ربما ماذا؟!   "
" أحبك  " قال  بلامبالاة 
ضحكت.  ضحكت حقاً بعيدا  عن طريقته  في قولها  الأمر حقاً  مضحك  .  راجي  مديرها  المادي المتعفن  الذي استأجرها  ليهرب  من فتاة  أخرى  و الذي تثق أنه لا يعاني من اللباقة و الصدق  في الحديث إذا أراد يقولها كما لو كانت مزحة  ..  لوى شفتيه بسخرية  " لا تصدقين؟!  "
" سأستعير  نفس كلمتك  التي قلتها منذ قليل  .  تمزح  "
هز كتفيه  بلامبالاة  " براحتك  تصدقي أو لا لن نتجادل المهم  ردي لحديثك هذا هو الرفض  للطلاق أما الدين  فلا بأس فأنا أريد  مالي بالفعل  و لن أهتم  من أين  أحضرته  و لا أظن  أنك  أحضرته  بطريقة غير مشروعة  لذا "
مد يده  إليها  و بسط  راحته  قائلاً " أعطيني إياه  دليلة  سأحب جداً  أن أخذ نقودي كاملة  دون  تأخير  "
نظرت إليه  باشمئزاز " كنت أعلم  أنك  مادي متعفن  و لا يهمك  أي شيء  غير مالك  القذر  و لكن لتحلم أن أظل  زوجتك  بعد أن أسدد الدين  "
قال ببرود  " و متى ستسددينه  "
ردت بقرف  " في أقرب  وقت  "
دخلت غرفتها  قائلة   " لا توقظني في الغد فقد انتهي  عملي معك "
رد بحرارة  أزعجتها  " بالتأكيد  حبي سأفعل ذلك حين أمسك بمالي في يدي قبلها أنتِ مازالت موظفة لدي لأجل مسمى  "
أغلقت  الباب بعنف بوجهه  فشعر بالغضب و هو يقبض  قبضته  بقوة  و يتساءل من الغبي الذي كان يتحدث معها اليوم  و أفسد عليه حياته  بكل جوانبها  ... يجب أن يعلم  .  و الأن  ..

*************"*※
كان يجلس بصمت شارد  أمام  جده  قال صقر بحزن  " لا أعلم زاد منذ عدنا و أنا أراك  لست على طبيعتك  بني  ماذا يحدث  معك  "
تنفس زاد بحرارة  و فرك وجهه  بقوة  " أنا أريد  العودة  للخارج  جدي ظننت أني سأتحمل  البقاء هنا و لكني لم أستطيع  كل شيء  هنا يذكرني  بالماضي  و هذا شعور قاسي  لم أعد أتحمله  "
سأله  صقر " هل ذهبت  لرؤيته  "
هز رأسه  بعنف  " لا.  هل تظن  أني أقدر " قال بمرارة 
أومأ  صقر برأسه  متفهما  " يمكنك  السفر بني لتدير  العمل هناك  إذا أردت  و لكن هل تظن  أنه  من العدل  أن تترك  والدك هكذا و أنت كبيره "
" هناك  سديم  و معتصم  " 
ابتسم  صقر " الأب  يحتاج لجميع أولاده  بجانبه  و لا ينظر لأحد منهم  على أنه تعويض عن الأخر  "
" ظننت أني سأتحمل  و أتخطى الماضي و لكني لم أفعل "
قال ببؤس  و قلة حيلة  .  قال صقر بحزم  " ستتخطاه  و أنت بجانب عائلتك  بني  لا و أنت  بعيد ثم لا تنس خطيبتك  هل تظن  أنها  ستقبل  العيش  في الخارج  "
" لن أجبرها  على شيء  "
نظر إليه  صقر بدهشة هو جاد  و فكر بكل شيء  بالفعل و أتخذ القرار   " ألم  تعد تحبها  لتتمسك  بها  و لو قليلاً "
قال زاد بمرارة  " لم أعد أعرف  نفسي  و ما أريده  "
هدئه صقر  " أصبر  بني  أعطي نفسك  بعض الوقت  هنا ربما تحسنت  الأمور "
لم يجيبه  زاد  و هو يفكر  في ذلك  الوقت  بكل ما مر به من ألم  و قسوة  ..

************※
تناولت  كوب الحليب  لتحتسيه  بعد أن فرغت  من تناول  الفطور نظر إليها  راجي بسخرية " أرى أنك  تحتاجين  لكل طاقتك  بالعمل اليوم  لم يا ترى هل يعذبك  مديرك  لهذا الحد "
رمقته  ببرود  و مطت شفتيها  " سخيف  "
ضحك  بخفة  و ترك  قدح  القهوة  بجانبه  "  لا تقلقي سأوصيه  عليكِ "
رمقته  باستخفاف  " أهتم  بشئونك  و لا تشغل عقلك  بي كلها أيام  و كل منا يذهب لحال سبيله  "
هو لن يخبرها  أنه  علم من أين  أتت بهذه الثقة في حديثها و أن صديقه الذي حضرا خطبته بالأمس  أخبره بكل شيء عن هذا الشهاب و كيف أنه عائد من سفر عامين ليرث  عمه الذي لم يكن له أولاد  و يقرر بدء عمله الخاص  بما ورثه و جمعه من عمله  هذا العمل الذي يظن أنه سيترك له دلال تشاركه به علم الأن من أين لها بالثقة بالحديث و لكن لتحلم لن يسمح لها بالابتعاد أو تركه ليس مستعد لذلك الأن و ليس لديه طاقة لسماع توبيخ والديه لفشل زواجه السريع..  " طريقنا واحد دليلة  فلا تكابري  "
نهضت لتمسك  بحقيبتها  قائلة  " بعد أذنك  تأخرت  على العمل  لدي مدير  غليظ  و يرى  نفسه السيد المطاع  و يتعامل مع موظفيه  كالعبيد  لديه  "
" أنا أعرفه  جيداً و ما فعل هذا يوماً  و لكن ربما أنتِ هى المتحاملة عليه  "
قال هذا  بضيق  و هو يشعر بالظلم  فهو ليس كما تدعي  تقول هذا  فقط لكي تبرر لنفسها و تضايقه  .. " ربما لا يهم  كلها أيام  و يذهب للجحيم  " قالت ببرود  سألها بحدة " ماذا  ستقتلينه  "
ضحكت بمرح  " ربما  .  إلى  اللقاء  عزيزي  "
خرجت من المنزل  فنهض بدوره  و أمسك بمفاتيح  سيارته  ليذهب خلفها  .. لن يسمح  لها بالغياب عن ناظره  حتى يعلم  ما تخططه..

*************※
" لقد شبعت بابا يكفي هذا "
قالت بيسان ذلك  و هى تبعد فمها عن الملعقة التي يمدها والدها إليها  " بيسان  هل لك  أن تأكلين و تتقي شري بعد فعلتك  هذه  "
"أسفة بابا  لم أكن أقصد ذلك و لم أكن أريد أن أسبب لك  القلق  "
تنهد آمر بحزن  " ليس قلق فقط بيسان  لقد رعبتني "
سالت  دموعها  بحزن  " أسفة لهذا ربما لم أكن واعية  للمكان و فكرت أني مازالت بالمزرعة  و أنك  ستأتي كما تعودت  تعيدني للمنزل  "
وضع الطعام بجانبه على الكمود  و شدها لصدره يضمها بحنان 
" أسف أني لم أتي لغرفتك  لأطمئن  عليكِ "
" بل أنا الأسفة  لتجولي في منزل  غريب  لم يكن  يصح  أن أفعل  هذا "
قالت حلم التي دخلت للتو " بل أنا الأسفة  أني لم أتأكد  أنك  بغرفتك  قبل الخلود  للنوم  "
ضحكت بثينة التي دخلت خلف حلم لتطمئن  عنها قائلة  " بل أنا الأسفة كوني وضعت تلك  الأرجوحة  بالخارج  و المنزل  كبير  و يمكنها أن تكون  في مكان دافئ  "
ابتسمت  بيسان  بخجل  " و لكن مكانها  لطيف  أنا هى المخطئة لعدم ارتداء شيء  ثقيل  "
دخل صقر بدوره  " أرى  أن صغيرتنا بخير  الأن  .  حمدا لله على سلامتك  "
قالت تجيبه بخجل " أسفة كوني  ضيفة ثقيلة  مزعجة "
ردت بثينة " بل أنتِ ضيفتنا المميزة  لا تقولي هذا.  هيا تعافي دعاء تنتظر عودتك  و جاءت  سديم ابنة عمك رأفت  تريد التعرف  عليكِ أيضاً "
قال  آمر و هو يضمها  بحنان  " ستتعرف عليها بالتأكيد  قبل عودتنا للمزرعة  ألا  تريدين المجيء معنا  للمزرعة  بسبوسة عدة أيام  "
ضمت  والدها  بقوة و هى تبكي فرحا   " أجل بابا  سأتي عدة أيام  لحين  أشفى  و لكن لأخبر  جدتي صفية  و جدو محمد  "
" بالطبع  سنخبرهم  "  قالت حلم هذا بحماسة 
قال صقر " هيا الجميع للخارج  لنترك  بيسان  تستريح  اليوم  لتلتقي  بالعائلة  على العشاء لتتعرف على جميع العائلة  قبل عودتها  مع والدها  طالما لا يريد  البقاء  معنا  بعض الوقت  "
رد آمر " مرة أخرى  عمي أعدك  أن أظل  أكثر  و لكن ليس الأن  "
قالت حلم  باسمة " أذهب  لتجلس مع عمي صقر  آمر أنا سأظل  مع بسبوسة  "
قبل آمر رأسها  بحنان و قال لها برقة  " استريحي يا حبيبة أبيك  "
خرج  الجميع  من الغرفة  ليمسك يد  حلم  يرفعها لفمه و هو يقبلها  بحب ليخرج  .  تقدمت من بيسان  قائلة  بحرارة  " و الأن  بسبوستي أخبريني  متى نهاتف تيتا صفية لنخبرها  أنك  أتية  معنا لفترة  "

****************※
رمقته بغضب  و نزعت الأوراق  بحدة  و تخرج  رمقها  بمكر قائلاً
"هل هناك  ما يزعجك  دليلة  "
صرخت  بغضب " أنت  "
سأل ببراءة " ماذا فعلت لك  لتنزعجي "
قالت رافعة أصبعها  في وجهه  بتحذير   " لو لمستني مرة أخرى  أعدك  لن تلاقى مني الخير  تعرفني مجنونة  و لا أتورع  عن فعل  شيء  " ذلك  الوغد يظن  نفسه في المترو و يلمس يدها  متعمدا كلما مدت له بعض الأوراق  . 
ضحك بخفة " كل هذا للمس يدك  بالخطأ  لقد فعلت أكثر من هذا من قبل "
قالت بنزق  " و ما كانت نتيجة فعلتك  شج  رأسك  و كدت تلاقي الرفيق  الأعلى  فأحذر هذه المرة  "
هو للأن غاضب من ذلك  الوغد الذي ظهر بحياتهم  و يظن  أنه  سيأتي و يأخذ زوجته  و سكرتيرته  ببساطة و يرحل  واعدا  بتسديد دينها له  و لكن ليحلم بذلك  لن يسمح  له  بذلك  أبداً  ..
" دليلة   لنكف عن لعب الأطفال  هذا.  ما رأيك  أن أدعوكِ للعشاء اليوم  بالخارج   كصديقين  و لا شيء  زائد فأنا أشعر بالملل حقاً و أريد بعض الصحبة  و من أفضل  منك  صحبة "
" حسنا بعيدا عن دعوته  غير المنطقية و أكيد أكيد هناك  نوايا  أخرى  حولها  و لكن لم لا لتذهب لتعرف  ما يدور في هذا العقل  الملتوي  من ناحيتها  .  مدت هاتفها  له ليبتسم  بمرح  و هو يطلب رقمه  ليفعل ككل مرة و يطلب  رقم هاتفه  و بعد أن  أعطاها  هاتفها  قالت  بسخرية  " يا له من زوج  ديمقراطي  متحرر "
ضحك  راجي  بقوة  و راقبها  باستمتاع و هو يضع راحته على وجنته  " أنتِ زوجة ظريفة دليلة  سيكون  محظوظ  ذلك الذي سينال قلبك  "
مطت شفتيها  ببرود  " أعلم ذلك و لكن ليس أنت بالتأكيد   "
قال بشغب " سنرى   "
أمسكت بالأوراق  و خرجت من الغرفة تبعتها  عيناه  بمكر و اللعبة تأخذ منحنى أخر أكثر متعة  ..

*********※
جالسة خلف مكتبها  تمسك  بهاتفها  و هى تقول  بتوتر " أسفة شهاب أعطني بعض الوقت لأستطيع ترك  العمل  هنا  "
أنصتت  قليلاً لتقول  باسمة " لا أستطيع  اليوم  فلدي موعد ربما يوماً أخر  "
لم تنتبه لذلك  المتكئ على باب غرفة مكتبه  ينصت  للحديث  و هو يتميز  غيظ و هو يفهم  فحوى حديثها  هل تظن  أنه  سيسمح  لها بالخروج  مع رجل أخر و هى زوجته  .  و كيف  تقبل  هى أن تفعل ذلك  ..  " دليلة  " نادها بلطف 
رفعت  رأسها  تنظر إليه  بارتباك  ليبتسم  بظفر  و هو يراها  تشعر بالذنب  "  حسنا سأتحدث معك  فيما  بعد "
أنهت  المكالمة و نظرت لراجي  تجيب  "  نعم سيد راجي هل هناك شيء هام تريده   "
" مع من كنتِ تتحدثين  ؟!  "
ردت بلامبالاة " أنه شهاب كان زميل لي بالجامعة يريد أن نلتقي  للحديث  فأخبره  أنه لدي موعد ربما وقت أخر نلتقي  "
يا لوقاحتها و تخبره  أيضاً " عزيزتي ألم تنسين  شيء  هام و أنتِ تؤجلين  موعدك  معه بدلا  من الرفض  "
فكرت بتصنع و أدعت  الحيرة " مثل ماذا سيدي  "
رد بغيظ " زوجك  مثلا  هل هناك  سيدة محترمة تخرج  مع رجل غريب  و زوجها  موجود  ماذا تظنينه دلو ماء   "
ابتسمت  بخبث " و لكن أنا أخرج  معك فما الفرق  بينكم  أنت  مديري  و زوجي يسمح بذلك  لذا علمت أنه رجل متفتح  و متحرر لن يمانع  ذهابي مع شهاب أيضاً  "
ضغط  على أسنانه  حتى سمعت صريرها  لتكتم  ضحكتها  لا تريد أن تظهر له أنها  منتبهة لغضبه  من الأمر..  " رجاء لا تفكري بفعلها  دون  الرجوع  إليه  هذه  نصيحة من فاعل خير  دليلة  "
كانت نبرته  تحذيرية و يشوبها  بعض التهديد   و لكنها  بالطبع  لا تهتم  بذلك  فزواجهم  لا شيء لأي منهم  و لكنها أجابت  " بالطبع  سنخبره  بذلك  أنا لا أفعل  شيء  خاطئ  لأختبئ "
مط شفتيه  ببرود  " شاطرة  و الأن  عودي للعمل فالدين  لم يسدد بعد "
رمقته  باشمئزاز  " لدي ضمير  على غير  ظنك بي أنا لا ألعب  اثناء  العمل لأضيع  وقتي  "
" بالطبع  لديكِ " قال بسخرية  و هو يعود لمكتبه و يغلق  الباب بهدوء مستفز.. 

**************※
قال راجي برجاء " ليكون  دعوة  يومين  فقط هذه المرة الوحيدة التي  أطلب  منك  فعل شيء  لي  "
عاد لينصت  لوالده  قليلاً  ليقول  براحة " شكراً  لك  أبي سأكون  ممتن  لذلك  "
أغلق  الهاتف و عاد لطلب رقم  أخر  و هو يقول  " مرحبا  عمي  ما أخباركم  "

************※
كانت ترتدي  ثوبها  استعداد للذهاب  معه للعشاء رغم غضبها  منه  و لكنها  لم ترفض حتى لا يشعر بالسعادة كونه ضايقها  و أثار  حنقها  لن تعطيه  الفرصة ليتسلى على حسابها  ..  وضعت  قدمها  في الحذاء بكعبه العالي  و أمسكت بحقيبتها  لتخرج  باحثة عنه  وجدته  يجلس في انتظارها  على الاريكة يشاهد  التلفاز  " جاهزة "
نهض ينظر إليها  بهدوء  متفحصا  " رائعة  " رغما عنها ارتبكت  و شعرت بالحرارة  تغذو وجنتيها  " و أنت أيضاً " قالت هذا بهدوء مصطنع  .  قال و هو يمد لها راحته  " هل نذهب  "
نظرت  ليده  المدودة  بشك  هل يظن  أنه  موعد حقاً و أنهم  اثنان  بينهم   توافق  " لا داعي  لتلك  الرسميات  ليست بيننا  "
قالت متجاهلة يده  الممدودة  .  هز كتفيه بلامبالاة " حسنا  كما تريدين  تفضلي  أمامي  "
أشار للباب  لتخرج  أمامه  تسبقه للمصعد ليهبطا  و فتح  لها باب السيارة  بأدب  لتدخل.  جلست بجانبه  و تحرك  بالسيارة  وسط  صمتهم  لتتعجب هل خرج  معها ليسمعها صمته  ..  " كيف حال باهي هل تحادثينه  "
أومأت  موافقة " نعم أتحدث معه و مع شادي هما بخير  ستنتهي  مدة عقابهم  الأسبوع  المقبل  و سيعودون  للمنزل  "
" أعلم  ذلك تحدثت مع آمر "
" جيد أنك  تهتم  " قالت  بسخرية.
" على غير  ظنك  أنا بالفعل  أهتم  " قال بضيق 
أكملا  الباقي من الطريق  بصمت  ليصلا  للمطعم الكبير  بأضوائه الهادئة  مقاعده و  طاولاته  الفاخرة  و المغطاة  بمفارش باهظة مطرزة  ناصعة البياض  دليل على نظافة المكان  ..  جلس معها على طاولة  متطرفة  قادهم  لها النادل  بعد أن علم بحجزهم  تطلعت دلال  للمكان حولها  قائلة  " أنه هادئ و لطيف  "
" علمت أنه  سيروق لك  " قال هذا باسما بلطف
رفعت حاجبيها  بتعجب " و من أين  تعلم  "
" أنتِ زوجتي  " قال
ضحكت  " ظريف  راجي  تقولها  و كأنك  تعلم  عن طريقها  خبايا  نفسي  "
" لا.  و لكن أحب  أن أعلم لم لا نتعرف بشكل لائق دليلة   "
فتحت قائمة الطعام  أمامها  تدعي الانشغال  بها  متجاهلة جوابه فهما لا داعي  ليتعرفا  ففي القريب  سيفترقون  " أحب تناول  الدجاج  المطهو مع الصلصة و المتبلات الحارة  "
قال بشغب " عرفت أنك  تحبين  الدجاج  الحار  هذا جيد نحن في طريقنا  للتفاهم  "
وضعت  القائمة جانباً و قالت بحزم " راجي  أخبرني  بما يدور في عقلك  حولي حتى لا يحدث لبس بيننا  "
" لا يدور شيء  في عقلي  أنا  فقط أريد  أن نتعرف بشكل  لائق  كما قلت  "
ردت بضيق  " لا داعي لذلك  إذا كنا سنفترق  "
" من قال  هذا "
كانت ستجن  و تصرخ  على رأسه  أنهم  متفقين  من البداية  على النهاية  فلم الادعاء  بوجود ما لن يكون  .. و لكن سمعت صوت  فرح  يقول  " و أخيرا  رأيتكم  معا "
التفتت دلال لتجد والده و زوجته  يقفان  خلفها  " أهلا  أبي كيف حالكم  "
رد والده  " بخير  راجي جيد أني  رأيتكم  هنا  فمنذ زواجكم  لم يكلف  أي منكم  خاطره  و يأتي  لزيارتنا  "
قالت دلال  " تفضل بالجلوس  عمي  "
جلس والده  و زوجته  و الأخيرة  تقول  " كيف حال والديك  عزيزتي  لنا وقت لم نرهم  أيضاً لما لا تأتون  جميعاً في الغد فنحن نقيم  حفل صغير  بمناسبة  عيد زواجنا  العشرون  "
قالت دلال  باسمة "  عيد سعيد عليكم  "
قال والد راجي بحزم  " ستقولين  هذا بالغد عند مجيئكم  للعشاء اتفقنا  "
قال راجي  بحرارة  " بالطبع  سنأتي  "
نهض مع زوجته  قائلاً " و الأن لنترككم  على راحتكم  فسنقابل  أصدقاء هنا  "
ذهب كلاهم  بعد أن أكدت زوجة والده  على مجيئهم  ..  قال راجي  بحرارة  بعد ذهابهم  " أخبريني دليلة  كيف قضيت  جامعتك "
و كانت تعلم أنه  يريد الوصول  لمكانة شهاب لديها  بعد أن علم أنه  كان معها بالجامعة  و لكنها  بالتأكيد  لن تريحه  .  قالت بخبث
" لتخبرني  أولاً  كيف حال هديل صديقتك  اللطيفة  "

***************※
كانت تتقلب  بالفراش  بقلق  و النوم  يجافيها  فبعد ذهاب والديه بالمطعم  تحدثا  كثيراً  و قال كل منهم  عم يحب و يكره  و تجاهل راجي  جواب سؤالها  عن هديل  تماماً  كما تجاهلت  جوابه  عن  وقت الجامعة  لتجد أن كل منهم يذكر كل ما يحب و يكره  دون  سؤال  الأخر لتخبره  عن الإفلام  التي تحب أن تشاهدها  و يقابله  جوابه على نفس  إعلانها  و تضمن  ذلك  طعامها  المفضل و الأماكن  التي  تحبها..  تنهدت بحرارة  و هى تتقلب  على الفراش  لقد استمتعت  اليوم  بالعشاء على غير توقعها  و توقع  غلاظته  .  لم يبق والديه كثيراً  و ألقيا  التحية قبل ذهابهم  مدعين  أن أصدقائهم  لم يأتوا  لذا سيعودون  للمنزل  تعجبت من دعوتهم  إذا لم يروهم  اليوم  لم يكونوا  ليهاتفوهم  و يدعونهم  .  ستصدق  أنهم  كانوا  سيفعلون  لو لم يروهم  لقد أخبرهم  والد راجي أنه  سيدعو والديها بنفسه  عند عودته  لذا ها هو عشاء أخر معه في الغد تخشى أن  تعتاد على ذلك  و قد قضت وقت طيب  اليوم  .  لمست  وجنتها  بحيرة  فهذه وحدها  لغز تلك  القبلة الرقيقة على وجنتها  و هو يخبرها  بأنه استمتع  بالعشاء ملقيا  التحية  يتبعها بقبلة  رقيقة على وجنتها  قبل أن يذهب لغرفته و يتركها  بحيرتها  .  هل هذه حقيقته  أم هناك  لعبة  يريد  أن يوقعها بها بلطفه الزائف  .  و لكنه ليس زائف كليا  .  تنهدت بحرارة.  يكفي تفكير  دليلة  لتغفي فلديك  عمل  في الصباح..  حاولت النوم  فلم تستطع لتنهض و تعد كوب حليب  دافئ  لعله  يساعدها على النوم  ..

*************※
وجدته يجلس على المقعد الطويل  بالمطبخ و أمامه  كوب  من الكاكاو  بالحليب  يحتسي  منه  بتروي  .  " مازالت  مستيقظ؟!  "
رد " و أنتِ أيضاً "
تحججت " الطعام  ثقيل  على معدتي  يمنعني النوم  براحة قلت  أعد شيء  لأشربه  "
قال بمكر "  فورا للهضم  أفضل  "
ردت ببرود  " لا أحبه يشعرني بالقرف  أفضل  كوب  حليب  يساعد لاسترخي  أفضل  "
قال بلطف " أجلسي  و سأعده  لكِ " يا للطفه  منذ متى؟! فكرت 
نهض من مقعده ليخرج  علبة الحليب  و يضع منها في  أبريق  الشاي  فقالت بملل " لا يغلى الحليب  في هذا " الرجال عديمي النفع
قال بلامبالاة  " هذا أفضل  يمتص الحرارة بسرعة  "
" لكن تنظيفه من الحليب  صعب  بعد أن يجف به "
رد بلامبالاة  " أتركينا  من ذلك  نحن بالأن  و معدتك  المتعبة  "
" ولكن  أنا من سينظفه فيما بعد "
ضحك  بخفة " يا إلهي  لا تفكري  في القادم  نحن بالأن  دليلة  "
" أسمع لنكون  متفقين  لا تفعل شيء  خطأ  و تتجاهل  المترتب  عليه  فقط لأنه ليس من اختصاصك  هذا المنزل  ليس منزلي وحدي إذا فعلت خطأ عليك  اصلاحه  لذا هذا الأبريق  أنت  من سينظفه  فيما بعد  "
صرخت  بغضب " أنظر  الأن  فار الحليب  و أتسخ  الموقد  "
صب الحليب  في الكوب  و وضع  به السكر ليعطيه  لها  قائلاً " سأنظف كلاهم  لا تقلقي  لقد فهمت  هذه القاعدة دليلة  من أخطأ  عليه  إصلاح  الخطأ  "
امسكت  الكوب  لتخرج  من المطبخ  قائلة  " شكراً  على الحليب  استمتع  بالتنظيف  و أنا استمتع  باحتسائه  "
راقب انصرافها  باسما  بمرح  لعلمه أنها  قالت جملتها  الأخيرة  لتضايقه  .. دليلة  كم أنتِ ممتعة.
💖💖
ألن نلتقي
ألن تعرفي
ألن تكوني دوماً هنا بجانبي
ألا تريدين أن تكوني لي موطني
ألا تأملين أن يكون لك بقربي مسكن
هل قربي منك يمثل أي فارق
ألن تفكري
ألن تقرري يوماً أن تكوني جنتي
ألن تعرفي
أن قلبي ربما بات بك معلق
أخبرك سراً لن أخبره لك يوماً لو تعرفي
بت لي بإرادتي
أنتِ لي بخاطري
لن أتنازل عن بهجتي
خططي ودبري وفكري وقرري
ولكن كل هذا و أنتِ هنا بعالمي
صدقاً صدقاً  أنتِ  هنا بعالمي
لن ترحلي
لن تهجري
لن تبرحي جانبي
فأنتِ لي وسأتركك وحدك كي تدركي

خاطرة نونا  محمد 🌺🥀🥀🥀

**************※
كان يراقب  انصرافهم  من خلف ستار نافذة غرفته   وجد جده يتطلع على نافذته ور غم أنه  لم يتبين  ملامحه إلا  أنه شعر و كأنه  ينظر إليه  بعتاب  لعدم  مجيئه لتوديع أقارب  جده  .  راها  من مكانه  تتعلق  بعنق  جده  و هى تقبله  على وجنته  لتنتقل لضم  جدته  بثينة ثم والدته  و زوجة عمه  دعاء سديم  حتى أنه  وجد معتصم  يمسك  براحتها  يهزها  بمزاح  كعادته و صوت الضحكات تصله ليعلم أنه يقول كلمات مازحة كعادته. تنفس براحة هى بخير  هى بخير  هذا ما فكر به  و هو يراهم  يرحلون  و الجميع يشير إليهم  مودعاً

************※*************※************

حادثة غيرت حيـــــــــــــاتيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن