(7) - قبُــول.

94 15 13
                                    


قراءة ممتعة 💜.

______________________

[ بعضُ الأحْلامِ نسِجتْ لتبقَى أحلاماً، فمُخاضُها العاقِر ليسَ سِوى صراعاً مع الحَقِيقَة.]
______________________

أخيراً شاع بجسدها الدفء...

أحست بالحرارة تدب في أوصالها بعد ليلة من برد لندن... تقلبت في السرير بين الأغطية الحريرية و منامتها القطنية تحتوي جسدها بحنان، دعكت قدميها ببعضهما تحت الأغطية و إبتسمت بسعادة...

سعادة أبت  توقع مستقلبها  أو تفسير خفقات قلبها التي أصابها الجنون...

فتحت عينيها و الصباح لم يُسفِر عن نفسه بعد،  الشمس لا تزال محجوبة خلف كثب السحاب الكثيفة و قطرات ندى البكور تنزلق على زجاج نافذة شرفتها...

كانت ساعة حائط غرفتها تشير إلى السادسة و عشرين دقيقة عندما إنتهت من إرتداء ملابسها بعد حمامها الصباحي، قبل أن تحتل كرسي التسريحة لإتمام مظهرها بلمحة تبرج خفيفة تناسب يومها.

" صباح الخير خالة ايلي."

ألقت تحيتها بحرارة حالما نزلت من شقتها لتجد السيدة على أهبة إستخدام المصعد.

" أهلا صغيرتي، صباحك سكر مثلك."

كانت قد مرت فترة منذ آخر مرةٍ إلتقت فيها إيليسون أو زارتها ببيتها، إلا أنها تعذرت بجدول عملها المزدحم و هي تتلقى تأنيبها الذي لا يخلو من نبرتها الحانية.

خطّت خطاها كعادتها اليومية للمطعم آخر الشارع لتجد شريكتها تلوّح لها تلفت إنتباهها حالما دخلت.

جلست مقابل الشقراء بعد أن أخذت طلبها المعتاد لتستقبلها الثانية بحرارةٍ و عفويةٍ معهودة منها فضحت نقاء روحها.

" هل أخذت دواءك؟ "

سألت نِيا و هي تلمح العلبة بيد هيلين التي أومأت لها بالايجاب.

تنحنحت تلعب بخصلات شعرها الأمامية في حركةٍ غزاها التلبك، مما جعل الثانية تستنتج توترها ممّا ستقوله.

" جونز إسمعيني جيداً و إياك أن تقاطعيني."

تحدثت نِيا بجدية مفرطة جعلت الثانية تهز رأسها بالإيجاب دون كلمة.

" بما أنك ترفضين الخضوع لعملية تبرع..."

" أنا لا أرفض العملية نِيا، أنا أرفض جعل حياة شخص ثانٍ قرباناً لخاصتي، أساساً من العاقل الذي يتبرع بقلبه! ...
هذا قلب و ليس كلية يوجد منها إثنتان."

فُتُور وَتِـيـن. حيث تعيش القصص. اكتشف الآن