(8) - تهشّم جِدار التستّـر.

113 15 45
                                    

قراءة ممتعة 💜.

__________________

[ ﺿﺎﺋﻊ ﺃﻧﺎ ﻭ ﻛﻴﺎﻧﻲ ﺍﻟﻤﺘﺒﻌﺜﺮ ﺑﻴﻦ ﺃﻧﻔﺎﻕ ﺭﻭﺣﻚ ﺍﻟﻤﺘﺼﺪﻋﺔ... ]

__________________

كحّل السهاد جفونه تلك الليلة و قد عاداه النوم ...

ظلّ يتقلب بين أفرشة سريره يراقب السُوَيعات تمر بملل قبل أن ينتفض قائماً يتجه نحو الشرفة المطلة على المدينة.

شرّع دفتَيْ باب الأخيرة ليستند إلى السياج الحديدي بيديه، يملؤ صدره ببعضٍ من هواءِ المكان الذي تخلل شعره الذهبي  فيما  هو حبيس أفكاره.

لازال آخر ما سمعه من شقيقته يطن برأسه كنحلةٍ حبيسة...

" جِدياً يا فتاة هذا ليس حال، ماذا لو لم أكن موجودة؟ أكنتِ ستموتين فقط كي لا يعلم ؟...

هيلين صحتك لا مزاح بها و أنت تعلمين..."


يفك كلماتها حرفاً حرفاً و حروفها نقطةً نقطة، ليقودها عقله إلى نتيجة حتمية في آخر مطاف تحقيقه ذاك بعد أن ربط الخيوط ببعضها البعض...

الكيس الممتلئ بعلب الأقراص الذي زعمت أنه مؤونة علبة الاسعافات... إنهيارها بالأكاديمية يوم وجدها لوكاس و الذي أرجعته لفوبيا الظلام.... الأقراص التي لاحظ أنها تأخذها يومياً بإنتظام... طردها المجهول الذي وصله بالخطأ آنفاً.... و آخِرُ السلسة إنتكاستها هذه الليلة.

.... أكنت ستموتين فقط لأنني لست موجودة...

عاد عقله يُصدِح تلك الجملة في أفكاره.

ستموتين؟

موت؟

و هيلين!

أيعود ليفقدها بعد حرمان كل تلك السنوات؟

أيحتمل هو هذا؟ لا، لا يحتمل طبعاً و كيف يفعل ..

لكن لماذا لم تخبره!

أليست هذه إشارةً جيدة بدورها؟

هي لن تخفي عنه شيئاً مهماً كهذا و كل ما سبق مجرد صدفٍ لا أكثر.

" نعم عدة صدف بتوقيت خاطئٍ فقط."

تمتم يعيد نفسها للفراش و ينام قسراً، على فكرته التي أخمدت نيران أفكاره.

لكن أتخمد النار بعد رشِّها بالبنزين!

_______________

فُتُور وَتِـيـن. حيث تعيش القصص. اكتشف الآن