(2) - نِيَا

212 22 67
                                    


[  لن أقول خذِ بيدي فأنا كلي رهنٌ لكِ...]

____________________________________


بعد مرور يومين...

الساعة تقارب أن تدق الحادية عشر مساءً و هو لا يزال يجوب أروقة المدينة التي بدت أجمل في خضم سكون الليل...

كان قد تخلف عن الذهاب للأكادمية منذ يوم إستلامه للعمل  كون أنه لم يتسلم أي عمل تقنياً ، بالإضافة الى أنها نصيحة لوكاس - ذو السلطة العليا - .

غيَّر وجهته يخطُّ السير نحو محطة الحافلات عندنا أحس بالبرودة من حوله تزداد... مقررا ترك إكمال جولته الصغيرة لوقتٍ ثانٍ.

تهللت أساريره عندما لمح سيارة أجرة متوقفة بمنعطف الشارع الذي هو به.

فأخذ يهرول في خطواته لا يريد تضييع لحظات راحة زائدة في الطريق إلى شقته.

فتح الباب الأيسر للسيارة ليرتمي بها بكل معنى الكلمة قبل أن يُحدِّث السائق.

" عفوا هل تتوجه إلى..."

" شكراً لك يمكنك الإنطلاق. "

أدار رأسه بسرعة حالما إختلط صوته بثانٍ أنثوي ، ليخترق مجال نظره كتلة الشعر البني ذو الخصلات الباهتة.

إنعقد حاجبيه في تفكير و عينيه تلتقي بتلك اللازوردية، لتعتلي إبتسامة ذكرى شفتيه و هو ينبس.

" آنسة جونز ! أهلا مرة ثانية. "

" مرحبا! "

أجابته  و نبرة محملة بالإستغراب و الدهشة تملكت صوتها و هي ترى الوضع الذي هما به، و الذي كما يبدو أنه لم يفطن له بعد... إلا أن توسع بؤبؤ عينيه و إنفراج شفتيه  بعد لحظات أنبأها أنه فعل.

" أوه هل كنت بالسيارة مسبقا؟ أعتذر لم أركِ أنا آسف...".

تأسف يعتذر منها ليستدير مغادراً السيارة كاملة، إلا أن يدها التي شدت على ذراع سترته و صوتها المنعبث من خلفه حالا دون ذلك.

" إنتظر ما من داعٍ  للمغادرة ، على أي حال محطتي قريبة يمكننا مشاركة السيارة... ثم إن الوقت متأخر لن تجد مواصلات. "

" أنت متأكدة؟"

" نعم بالطبع لا تقلق"

أكدت له بإبتسامة بسيطة قبل أن توجه حديثها للسائق الذي كان يلتزم الصمت طوال فترة النقاش و تطلب منه الإنطلاق.

فُتُور وَتِـيـن. حيث تعيش القصص. اكتشف الآن