(4) - ليلةُ المِيلاد

162 17 168
                                    


[ إن السعادة ينبوع يتفجر من القلب لا غيث يهطل من السماء.]

___________________________________
______________

" كوب قهوة سوداء قليلة السكر و كأس ماء من فضلك."

" فوراً آنستي."

إبتسمت للنادل الذي سجّل طلبها بعد أن وضع لها الماء بتحفظها المعتاد لتجلس على أحد الكراسي المصطفة أمام منضدة تقديم الطلبات.

كانت قد إستيقظت هذا الصباح على صوت شجار الخالة إيلي مع بائع الحليب لتجد أن الساعة تشير إلى السابعة إلا عشرة دقائق صباحا.

ما يعتبر في توقيتها متأخراً جداً على فتاةٍ إعتادت النهوض على السادسة صباحاً.

إلا أنها تعذرت لنفسها بكونها متعبة من أحداث الأمس بالإضافة إلى أنه يوم عطلتها الأسبوعي.

أخرجت قرص دواءٍ أحمر اللون  من حقيبتها لتبتلعه مع جرعات ماءٍ متتالية قبل أن تسمع صوتًا قربها  جعلها ترفع حاجبيها  في إستغراب.

" لو سمحت ثلاثة أكواب نسكافيه حجم كبير مع صحن مخبوزات محشوة ."

" دكتورة سميث؟"

همست مع نفسها و هي تتطلع للفتاة ذات القد الممشوق تقف على بعد خطواتٍ منها.

لكن لم تلبث أن إكتشفت أن همسها قد خرج عالياً، عندما أدارت الشابة المعنية رأسها ناحيتها مع عقدةٍ بين حاجبيها لم تدم طويلاً .

" هيلين ! مالذي تفعلينه هنا بهذا الوقت؟ لقد مر وقت منذ آخر مرة لنا. "

" منذ شهرين أعتقد ! كانت آخر معاينة قمت  بها "

أجابتها ذات الشعر البني و هي تبتسم لها بإتساع أظهر عمق غمازتها بوضوحٍ  فيما تخطو نحوها...

" بالمناسبة أنا أقطن بأوَّلِ  الحي لذا تعودت القدوم إلى هذا المقهى... لكن لم يسبق لي رؤيتك هنا! "

أكملت و هي تستفهم منها في هدوء.

" نعم صحيح، أنا هنا برفقة... "

" هيلين كيف حالك يا فتاة ؟ هل أصبحتِ أحسن؟"

قطع حديثهما صوتٌ لاهثٌ إنطلق بصخب من ورائهما لتلتفتا له سوية.

إرتفع حاجبا زرقاء الحدقتين  في دهشة و هي ترى مديرها في العمل يتخذ جانب الفتاة الشقراء، التي عبّرت عن إستغرابها من سؤاله.

فُتُور وَتِـيـن. حيث تعيش القصص. اكتشف الآن