«الفَصل الأول»

47 13 3
                                    

____↓

|• كل قاع مخبئ به أسرار إن اكتشفته تصبح منه وإن لم تظل في القمة، ولكن من منا لا يغلبه الفضول…~•|

~~~~~~~~'

جود

12:00Am

أعتدت علي الذهاب يومياً إلي المرسي الذي كان يبعد عن بيتي بضعة أمتار فقط كان يطل علي البحر و كان البحر هو مصدر إلهامي الأول و الوحيد الذي  كلما كانت تضيق بي الحياة وكلما اشتدت الصعاب يكون بجانبي لا شك بأنه كان مصدر الآلامي الأول وهو سبب تعاستي الآن ولكن ،

„ من كل نقطه ضعف يوجد مصدر قوة لنسترجع منه قوتنا مرة أخرى آلتي استهلكت في نسيان الآلام الماضي “ .


فرغم كل الآلام التي مررت بها و رغم مرور عشرة سنوات علي الحادثه ، لم استطع نسيانها بل لم استطع نسيانهم و كيف أنسي وفي ذلك اليوم أُخذ جزء مني فقدت جزء من روحي هناك .

فهي لم تكن مجرد حادثه كانت مصدر ألآلامي دائماً وأبدا سلبت مني كل شئ .

وكيف لي أن أنسي صرخاتهم أنسي إنقلاب لون البحر من الازرق المعتاد إلي الأحمر كيف لي أن أنسي نظرة الوداع ، الإحتضان الأخير  ، النهاية التي كانت الشئ الوحيد الواضح ، الحقيقة التي لا مفر منها مصدر الوثوق الاخير الذي لم أتخيل أبدا أنني سأثق به يوماً ما .

~~~~~~

كانت جود في المرسي تتأمل كتاباتها وتسترجع ماضيها مثلما تفعل كل يوم ناظرة إلي البحر الذي بإعتقادها يحاول توصيل رسالة هامة ولكن لا تستطيع فهمها وبعد أنتهائها من إسترجاع ذكريات الماضي وإحتساء رشفة أخري من كوب الآلام الذي لا ينتهي عادت إلي منزلها ، فتحت الباب وكالعادة تأتي مايا إليها مسرعة وبنبرة صوت غير مهمتمة كثيراً  تقول ؛

هل عدتي “ ؟

تتجمد نظرتها ثم تنظر إليها بطرف عينيها فقط ثم تغلق الباب و تذهب إلي غرفتها ، و تبدأ بالتحدث مع نفسها وهي تبدل ثيابها ،

- السؤال المعتاد ،  الذي لم يفارقني أبدا   ،  ولكن الذي لا استطيع فهمه او حتي تبريره لماذا لا تمل ؟

كل يوم أعود فيه من المرسي وعند سماع صوت الباب يفتح يكون أول سؤال يخطر ببالها لدرجة أنني حفظته أكثر من أسمي حتي ، فهي لم تعتاد علي مناداتي بإسمي لا أعلم لماذا ولكنها دائماً وأبدا تحادثني بنبرة الغائب كأن أسمي لايعني لها أي شئ أو بلاصح كأن ليس لي وجود ابداً .

لطالما كانت تحبني كثيراً وتحب أسمي كثيراً وتعشق مناداتي به ولكن منذ الحادثه كل شئ تغير أو بلاصح العالم انقلب رأس علي عقل لأنه لم يعد شئ مثلما كان عليه ، علي من أكذب حتي أنا لم أعد مثلما كنت حتي وإنني أتسائل أحيانا .

القــْاعحيث تعيش القصص. اكتشف الآن