الفصل السادس

21 2 0
                                    

الاختيار، دائما نوضع في حيرة الاختيار، الاختيار بين التضحية والاستسلام للآخرين ‏ووهب حياتنا لهم ‏وبين أنفسنا..ودائما ما تشعر بالخذلان عند اختيارهم عندما لا تجد مقابلا لذلك لم ترد أي شيء سوى بقائهم..بقائهم معك بجانبك فقط لأنك تحبهم لا لي شيء آخر ولكن مع الوقت يحدث عكس ما تتمناه ..يفكر الجميع بأنانية..يفكرون بأنفسهم فقط لا يهتمون بما فعلت انت لهم بل من الممكن ان ينكروا ذلك ويظنون ان ذلك واجبك تجاههم،لانك عودتهم على ذلك ..دائما كنت موجودا معهم..لم يشعروا بغيابك سابقًا لذلك عندما يريدون الابتعاد اتركهم، اتركهم ليذهبوا اجعلهم يتحملون نتيجة اختيارهم هذا وعندما يرجعون اليك لترى هل ستتقبلهم مرة ثانية ام ماذا؟
يحيي محق، مرام اختارت الابتعاد..اختارت طريقها لتتحمل نتيجة اختيارها هذا ولافكر انا بنفسي ولو لمرة واحدة..استيقظت في اليوم التالي وانا مطمئن وهادئ عن الايام السابقة كثيرًا..قررت ان اترك مرام لطريقها والا اشغل بالي كثيرا بها يكفي انها طمئنتني عليها وانها بخير ولاعود انا لحياتي ولعملي مرة اخرى..بدلت ملابسي واديت فرضي وتناولت فطوري وقمت بمهاتفة يحيي
-يحيي كيف حالك
-انا بخير وانت
-بخير
-صوتك جيد عن الايام السابقة
تنهدت قائلا:
-نعم، لقد اقتنعت بحديثك هي اختارت طريقها ويكفي انني اطمئننت انها بخير لا يجب ان اوقف حياتي كما تقول
-انت متأكد؟
-نعم
-حسنًا، هذا كلام جيد جدا، ماذا ستفعل اليوم
-سأذهب للعمل لدي الكثير من العمل لم انجزه الايام السابقة
-حسنًا وانا ايضا اليوم لدي الكثير من الاعمال
-اعلم انني السيب في تأخرك عن عملك انا حقًا اسف
-لا تقل هذا..كل شيء سينجز سريعًا..سلام الان سأحدثك مساءً
-حسنا
***
خرجت لهم باكواب من العصير الذي اعددته سريعا وبعض المخبوزات وقمت بالجلوس معهم وابتدوا هم بالسؤال عني وعن احوالي
مايسة:كيف حالك مرام؟ ارجوا الا نكون ثقال عليكي نحن فقط اردنا ان نتعرف عليكي
-لا لا تقولي ذلك لقد احببتكم كثيرا وانا ايضا اريد ان اتعرف عليكم كثيرا
سارة:حتى اذا لم تريدي ذلك سأتعرف عليكي بالاجبار
مايسة:سازة دائما هكذا تمزح لا تقصد شيء
-انا احببتها كثيرا انا اعلم انها تمزح لا توجد مشكلة
سارة:ارايتي يا امي! اخيرا سأجد من ينصفني
قلت ضاحكة: من الواضح انك تشعرين بالاضطهاد دائمًا
سارة:نعم دائمًا خالد ومازن يسخفون علي دائمًا
مايسة:خالد هو ابني الكبير ومازن ابن اختي ويمكن ان تقولي اني والدته فانا من ارضعته عندما توفيت والدته رحمة الله عليها
-الله يرحمها
مايسة:وانتِ يا مرام كم عمرك؟ واين عائلتك؟
انزعجت من هذ السؤال وقلت مضطررة
-انا لدي ٢٧ عامًا لدي اخ يعيش بالقاهرة
مايسة:ولماذا اتيت الي هنا؟
قلت لكم سابقًا الناس فضوليون بالفترة يحبون ان يعرفوا كل شيء عن غيرهم حتى وان لم يكن يفيدهم هذا بشيء..لاحظت سارة انزعاجي من هذا السؤال فقالت:
انا اكبرك بعامين..اخيرًا وجدت من يصغرني هنا
ضحكت قائلة:حسنًا ستكونين انتِ اختي الكبيرة هنا
سارة:هذا شرف لي
مايسة:ماذا تعملين؟
مرام:انا مهندسة معمارية
سارة:جميل جدًا..اين تعملين؟ لربما نذهب الي عمنا سويًا
مرام:لقد انتقلت مؤخرا لذلك مازلت ابحث عن العمل
سارة:يمكنني ان اجعل خالد ومازن يبحثوا لكي عن عمل في الشركة التي يعملون بها
مايسة: نعم اذا اردت ذلك يمكننا ان نجعلهم بمحاولة لكي للعمل معهم
مرام:لا اريد ان اثقل عليكم
مايسة:لا تقولي هذا بالطبع لا توجد مشكلة اجلبي لنا ملفك الخاص وسأجعلهم يرون اذا كان هناك وظيفة مناسبة لكي ام ماذا
مرام: حسنًا سأجلبه شكرا لكم كثيرًا
ذهبت واعطيتهم الملف ولم يمر الكثير من الوقت حتى ذهبوا الي منزلهم وذهبت انا لاخلد الي النوم
***
ذهبت سارة ومايسة من عند مرام ووجدوا كل من خالد ومازن قد خلدوا الي النوم فذهبت مايسة ايضًا الي غرفتها لتنام اما سارة فقد اخذت حاسوبها وبدأت تفكر فيما ستكتبه عن قضية "اسر الشرقاوي" لمساعدة اخيها وابن خالتها مازن وبدأت بالكتابة..
"من هو اسر الشرقاوي؟
اسر الشرقاوي هو شاب قتل وهو في عامه الثمانية والعشرون من عمره في ظروف غامضة فقد وجدت جثته في منزله وبعد تحريات كثيرة اغلقت القضية ضد مجهول في فترة قصيرة جدًا..تقرير الطب الشرعي افاد بوفاته اثر رصاصة جاءت من خلفه من على بعد متريين،طلب شقيقه اعادة قتح القضية مرة اخرى ولكن قبل بالرفض، ترى ما القصة وراء مقتل اسر الشرقاوي؟ ما الحقيقة الخفية حول مقتله؟"
قامت سارة بحفظ ما كتبت حتى تعرضه على مازن في الغد لترى اذا اراد ان يزيد او ينقص من شيء قبل ان تقوم بنشره
***
في المساء عند ادهم كان قد انتهى من عمله بعد يوم عمل شاق لكثرة الاعمال التي تكاثرت عليه في الايام السابقة.. انتهى ادهم من عمله وقام بالتوجه الي عيادة يحيي، كان يحيي قد انتهى من عمله وكان يقوم بإلمام اغراضه للمغادرة وفوجىء بمجىء ادهم اليه
-ادهم:لم تخبرني بمجيئك
-تريدني ان اذهب؟
-لا لم اقصد ذلك
-حتى اذا اردت لا يهمني رايك
-سخيف،كيف حالك اليوم؟
-انا بخير، انهيت هملي وفكرت ان  اتي اليك لنتحدث قليلا
-حسنًا..لنتحدث
صمت ادهم ولم يجب لبعض الوقت فقطع يحيي الصمت ساخرًا:
-ما هذا الحديث الرائع!
نظر له ادهم مبتسمًا لعدة ثواني ثم تحدث متنهدًا قائلاً:
-انت كنت على حق
-على حق في ماذا؟ لا افهم مقصدك
-على حق بشأن مرام..هي من اختارت طريقها لتتحمل نتيجته ولاعش انا حياتي
-ادهم..انت بخير؟
-ماذا؟ لماذا انت مندهش الان ؟ الم تكن تقنعني بذلك؟ ما المشكلة؟
-ليس هناك مشكلة ولكنني متعجب لقد غيرت رأيك في يوم!
-لقد فكرت كثيرًا بحديثك و وجدت انك على حق
-حسنًا هذا جيد..جيد جدًا
-اليوم كان يوم عمل شاق حدًا سأذهب الان
-لكنك اتيت الان لم تجلس طويلا
-اردت فقط ان اخبرك بقراري واذهب
-لقد اخبرتني صباحّا..وكان من الممكن ان تحدثني على الهاتف
-اردت ان ارى ردة فعلك لم اكن لاعرفها من الهاتف ..سأذهب الان لانني حقًا مرهق واحتاج الي النوم بشدة..اراك غدًا
خرج ادهم من العيادة وترك يحيى مندهشًا بمكانه. ‏

ميتانوياحيث تعيش القصص. اكتشف الآن