الفصل الثالث

25 2 0
                                    

اوصل كل من مازن وخالد سارة الي عملها وانطلقوا الي الشركة التي يعملون بها، كانوا يتحدثون عن العمل طوال الطريق حتى قطع مازن الحديث قائلا: تعتقد اني سأصل؟
-الي ماذا؟
-انت تعلم ما اقصده
-مازن! حرام عليك الم تخرج هذا الموضوع من راسك؟
-اخرجه من رأسي! ماذا تقول هل جننت؟ الذي تتحدث عنه هذا هو اخي..اخي الذي قُتِل ليس شخصا غريبا كيف اخرجه من رأسي!
-اخاك الذي كان يكن لك مشاعر الكره والحقد!
-لا لم يكن يكرهني يمكن ان تقول انه كان يكن لي بعض مشاعر الغيرة ولكن لم يكرهني اذا كان ما تقوله صحيح فلماذا دعاني الي عرسه وحزن عندما علم اني لن احضر
-دعاك لأن ذلك كان واجبا عليه ولكي لا يتساءل الناس ومن الاكيد انه كان يخبئ شيء وقام بالتمثيل عليك بانه حزين
-لا من المؤكد ان كل ما تقوله هذا هراء
-لماذا لا تريد ان تصدقني
-اصدقك؟ على ماذا؟ على هذا الهراء الذي تلفظ به؟ كفى يا خالد كفى وهيا بنا لقد وصلنا
-حسنا يا مازن ولكن تذكر جيدا انني اخبرتك
ترجل كل منهم من السيارة وتوجهوا الي الشركة
***
وصل يحيي الي منزل ادهم وقام بالصعود اليه فتح ادهم له الباب قائلا:-هل علمت عنها شيئا؟
-لا لا جديد للاسف مازلت احاول
-انا لا افهم اين ستكون قد ذهبت؟ يالله لقد تعبت من تفكيرها الذي دائما يجلب لنا المصائب
- ان شاء الله خير سنجدها لا تقلق اهدئ انت فقط
***
هل الهروب من الواقع هو الحل؟ هل الذهاب وترك كل شيء خلفي سيجعلني اقدر على استرجاع نفسي وذاتي؟ ترى ما المجهول الذي ينتظرني؟ هل سيساعدني على استرجاع نفسي ام سيؤلمني ثانيًا؟
وصل القطار الي الاسكندرية وقمت بالتوجه الي احدى الفنادق وحجزت غرفة ليومين حتى اجد عملا وسكنًا مناسبا لي..
صعدت الي الغرفة وقمت بإلقاء كل شيء على الارض وجلست على الفراش.. احاول ان ابعد عقلي عن التفكير في حال ادهم ويحيي الان اعلم انهم قلقون بشأني وان ادهم سيجهد نفسه في الوصول الي وانه سيمرض بسببي ولكن هذا سيحدث لفترة وسيعتاد على ذلك بالتأكيد سيعتاد يحيي بجانبه وسيقدر على مساعدته ولن يخذله..اما انا فانا من سيشتاق اليهم كثيرا سأشتاق لمشاكستهم وسؤالهم علي..لماذا افعل ذلك بنفسي لماذا لا اقدر على الرجوع مرة اخرى؟ اعلم ان ما مررت به صعب ويصعب نسيانه ولكنهم جميعا حاولوا معي لماذا لا يأتي ذلك بنتيجة معي لقد تعبت ويأست..يا الله اصلح لي امري وساعدني على تخطي هذه المرحلة يا الله
***
مر اليوم هادئ عند البعض ومشحون عند البعض الاخر فيوجد من يفكر في استرجاع الحق ومن يفكر في اختفاء احد الاعزاء ومن يفكر في المجهول..
في منزل المهدي لم يذق مازن طعم النوم وظل يفكر في اخيه وما حدث له وظل يتساءل كيف حدث ذلك ولماذا حتى.
هداه عقله ليذهب ليصلي ليهدأ قليلا.
خرج مازن من غرفته وقابل سارة بالخارج
-لماذا انتِ مستيقظة حتى الان؟
-ليس لدي رغبة بالنوم وانت؟
-لا اعرف ان اوقف تفكيري
-بماذا تفكر
-افكر بأسر
-امازلت تحاول ان تعرف كيف حدث ذلك ومن فعلها؟
-نعم بالطبع
-يمكنني مساعدتك
-كيف؟
-الست صحفية؟ يمكنني ان اكتب عن القضية وانشرها لتلفت انتباه الناس فتجعل الحكومة تفتحها مرة اخرى من ضغط الناس
-هذا يمكن؟
-بالطبع ما رايك؟
-لا اعلم.. هذا الموضوع يحتاج الي الكثير من التفكير يجب ان نجلس لنتحدث عن ابعاده سأذهب لاصلي ثم نتحدث
-اجعل هذا الحديث غدا لانني لدي عمل مبكر.
-حسنا سأحاول ان اتخلص من خالد غدا واتي اليك بعد العمل
-حسنا
***
قرر يحيي ان يبيت مع صديقه كي لا يتركه بهذه الحالة التي وصل اليها لم يذق كل منهم طعم النوم بسهولة من كثرة التفكير
كان ادهم بحالة سيئة وكان يحيي يحاول تهدئته طوال الوقت حتى خلد كل منهم الي النوم وفي صباح اليوم التالي استيقظ يحيي ولم يجد ادهم بالمنزل فقام بمهاتفته
-ادعم، اين انت ؟ انت واختك علي؟ًرفقا بي يا اخي اين انت؟
-انا بالمكتب احاول ان اصل لشيء
-وجدت شيء؟
-لا لم اجد شيئا ارسلت الي كل الفنادق والمستشفيات ولا يوجد شيء في اي مكان
-ياالله..خير ان شاء الله
-يارب
-متى ستأتي؟ام اتي اليك انا؟
-اذهب الي عيادتك يا يحيي..يكفي ما تسببناه لك من عطلة
-ماذا تقول ايها الاحمق سآتي اليك
اغلق يحيي الخط دون ان يستمع لرد ادهم
***
متى ستنتهي حالة التشتت التي اعيش بها دائمًا؟ متى سأشعر بالراحة ؟متى سأذهب الي ادهم ويحيي وانا واثقة انني لن اكون عبئا عليهم وانني قد تعافيت ونسيت كل ما حدث لي؟ متى؟ هل ستظل كلمة متى معلقة هكذا دون اجابة ام ماذا سيحدث؟
استيقظت مبكرا وقمت بالاغتسال واداء فريضتي ثم قمت بتغير ملابسي للنزول والبحث عن عمل وسكن جديد لبداية رحلة جديدة
ترى ما الذي ينتظرني..لا اعلم ولكن كل ما اعلمه انني اتمنى من الله ان يمهلني الصبر وان يساعدني على ما انا مقبلة عليه.

ميتانوياحيث تعيش القصص. اكتشف الآن