في منزل عائلة المهدي استيقظ الجميع وقاموا بتناول طعامهم وذهب كل منهم الي عمله بعد اتفاق كل من مازن و سارة على مقابلة ليتحدثوا فيها عما يشغل عقل مازن دون معرفة خالد لانهم يعلمون انه سيبدي اعتراضا شديدا على ذلك..
مر الوقت دون حدوث اي شيء جديد حتى ميعاد مقابلة مازن و سارة في الشركة توجه مازن الي مكتب خالد ليخبره بأنه سينصرف مبكرا
-سأذهب الان
-الي اين؟
-لدي امر هام سأذهب لانجازه
-اي امر هذا؟
-سأخبرك لاحقا
خرج مازن من المكتب ثم عاد مسرعا قائلا
-سأكون قريبا من عمل سارة لا تذهب اليها سأمر عليها انا
-حسنا
توجه مازن الي الخارج مسرعا كي لا يتأخر على سارة و لطريقه للوصول للحقيقة
* * *
وصل يحيي الي القسم وقام بالصعود الي مكتب ادهم وجد يحيي ادهم في حالة يرثى لها اذ انه امامه العديد من الورق المدون به ارقام زملائه في المدن الاخرى وبعض المستشفيات وهو يهاتف احدى الاشخاص على الهاتف للوصول اليها، انتهى ادهم من المكالمة والقى الهاتف على المكتب وقام باحتضان رأسه بين ذراعيه واخذ يبكي .. اقترب يحيى من صديقه ووقف بجانبه وظل يربت عليه ويحاول تهدئته
-ادهم اهدئ قليلا ارجوك ..هذا ليس حل صدقني يجب ان تتماسك اكثر من ذلك
-لست قادرا..لست قادرا لقد تعبت لم اعد قادر على اي شيء
-اعلم ذلك ولكنني ايضا متاكد انها ازمة وستمر ولكي تمر يجب ان تفق وتركز
-ماذا تريدني ان افعل؟
-اريدك ان تفق،مرام ليست صغيرة مرام فتاة كبيرة لديها ٢٧ عاما تقدر ان تعتني بنفسها جيدا..مرام مريضة نعم اعلم ذلك ولكن هذا لا يجعلها لا تقدر على الاعتماد على نفسها..مرام اختارت ان تبتعد لفترة صغيرة, كبيرة لا يهم المهم انها اختارت ذلك..لذلك علينا ان نتركها..نتركها تتحمل نتيجة اختيارها ذلك لن نوقف حياتنا عليها يا ادهم..افهم ذلك ارجوك
-انت تريدني ان اعش حياتي بصورةً طبيعية دون البحث عنها؟ كيف؟
-لم اقل ذلك..انا قلت لا توقف حياتك على هذا فقط عش حياتك بشكل طبيعي اعمل لا تترك عملك ومع ذلك ابحث عنها ولكن لا تهب حياتك في التفكير والبحث عنها فقط لا تنس انها من اختارت ذلك من الممكن عندما تعود تكون افضل يا ادهم صدقني.
ظل ادهم صامتا لا يعرف بماذا عليه ان يجيب فهو مشتت فيما عليه ان يفعله ان يستمع لنصائح يحيى ويقلل من روعه و قلقه ام يستمر فيما يفعله..قطع تفكيره صوت يحيى قائلا:-انا اعلم انك مشتت الان ولا تعرف ماذا عليك ان تفعل ولن تقرر شيئا الان..قم معي سنذهب الي مقهى لنرتاح فيه قليلا هيا قم
اقنع يحيى ادهم بالخروج معه بعد جدال طويل حتى خرج ادهم معه متضررا
***
بعد العديد من البحث عن سكن مناسب وجدت منزل جيد المساحة والثمن بالنسبة لي، تحدثت من صاحب المنزل وابلغته بانني سانتقل اليها في الغد..والان وقد وجدت سكن مناسب علي ان اجد عملا مناسبا لاعرف كيف ادبر اموالي، احاول ان اشغل عقلي عن التفكير بادهم ويحيى،لقد اشتقت لهم كثيرا احيانا افكر في مهاتفتهم والاطمئنان عليهم ولكني لا اقدر.. على الاقل ليس الان. وصلت الي الفندق وصعدت الي غرقتي قمت بالمام اغراضي سريعا ثم جلست على الفراش وتفحصت مواقع التواصل الاجتماعي بعدما كنت اغلقتها منذما جئت الي هنا،وجدت رسائل كثيرة جدا من ادهم ويحيى والتي توضح سوء حالة ادهم بشكل كبير..شعرت بالذنب اتجاهه ولكني لا اقدر على فعل شيء لهم الان.. ظللت افكر كثيرا حتى قررت ان ابعث له رسالة اخبره انني بخير وانني اسفة على كل شيء قمت بارسال الرسالة ثم قمت بمسح جميع حساباتي على مواقع التواصل وخلدت الي النوم
****
في احدى المقاهي كان يجلس كل من مازن و سارة يتناقشون في قضية "اسر الشرقاوي"
مازن:-اخبريني كيف يمكنك ان تفتحي القضية مرة اخرى؟
-لقد قلت لك سابقا يمكنني ان اكتب عما حدث وكيف عرفنا عن مقتله وتقرير الطب الشرعي الذي ذكر سبب الوفاة ذلك سيلفت انتباه الناس وسيجعلهم مضطررين لفتح ملف القضية ثانيا
-انت واثقة ان الجريدة ستقوم بنشر المقال؟
-لا اعلم ولكن من الممكن ان اكتبه على حسابي الخاص بمواقع التواصل وستنتشر القضية..انا لست صحفية صغيرة انا لدي شهرة في مجالي
-لم اقل شيئا عليكي اعلم انك ذات شهرة عالية لا داعي للغرور
-اترى؟ اخيرا اعترفت باقي خالد الان
-سأجعله يعترف لا تقلقي ولكن لنرجع الي موضوعنا الان
-حسنا،اكمل
-اذا فعلتي ذلك هل سيقع ضررا عليك؟
-لا افهم..من اي جهة تقصد
-شخصيا..اقصد هل من الممكن ان يقوم احد بأيذائك؟
-لا اظن ذلك ولكن لنفترض دعها لله
-انا لا اريد ان يحدث لك شيء بسببي اذا كان يوجد اي احتمال صغير لحدوث اي شيء لنلغي كل ذلك وسأجد انا طريقة اخرى
-لا تقلق لن يحدث شيء ثم انني سأجعلك معي في كل شيء فلا تقلق
-حسنا
-حسنا هيا نذهب لكي لا يقلق خالد
-سأحاسب ونذهب
****
عند ادهم ويحيى كانوا قد تناولوا طعامهم وتوجهوا الي منزل ادهم..
وجد ادهم هاتفه يشير بوجود رسالة فتحها و وجدها من مرام صرخ ادهم بيحيى قائلا:-مرام،مرام يا يحيى ارسلت لي رسالة مرام
-افتحها بسرعة لنرى ماذا كتبت لك
-حسنا
فتح ادهم الرسالة وبدا يقراها
"ادهم..اعتذر منك على كل شيء اعتذر لك على كل ما حدث بسببي اعلم انك حزين وغاضب مني كثيرا ولكنني ارجوك ان تسامحني..لم اقصد ان اؤذيك بابتعادي،انا ابتعدت لاجد نفسي لاجد هاويتي المحطمة لاسترجاع نفسي اتمنى ان تفهم ذلك ولا تبحث عني واعدك انني عندما اتخطى كل ذلك سأعود..سأعود وانا بخير وانا مرام اختك واعلم انني سأجدك كما انت تنتظرني..ارجوك لا تحزن مني..واشكر لي يحيى على كل شيء اعلم انه معك ولن يتركك،اخبره انني اشكره على مساعدتي ودعمي دائما وعلى وقوفه بجانبك واطلب منه الا يبتعد عنك ابدا واخبره انني ساشتاق الي مداعبته الدائمة لي..انا اسفة..حقا اسفة..احبكم كثيرا"
