الفصل الثامن

6.9K 96 4
                                    

الثامن اكليل
الفصل الثامن
قبل اسبوع
تحرك رعود ليقف قرب عمه اعلى جرف جبلي بعد ان قادا السيارة لمسافة طويلة
"ما الذي نفعله هنا "سال رعود
"اولا انا اريد ان اتحدث اليك "
"ما هو ثانيا قال رعود بسرعة
"تعلم التصرف بأدب يا ولد "قال مرعد "انا لم انهي حديثي بعد ام لانك تعلم مسار الحديث فانت تريد ان تقطعه"
تنهد رعود ناظرا الى السماء "لقد توقعت انك اكثر شخص سيدعمني "
"لدعمك بماذا رعود "
"انت جربت العشق يا عمي ولا تنكر انا أراه في كل رفة عين لك اعذرني انا لا أحدثك الان كابنك او كابن اخيه انا أحدثك كصديق كما اعتدت ان تعاملنا اعذرني ان وجدت كلامي وقحا لكنك تحب الطبيبة وهي تفعل بالمثل رغم كل الاختلافات والعقبات بينكم  وطريقة زواجكما الغير اعتيادية الا انكما أحببتما بعضكما ..."احبها  ! فكر مرعد ان كانت مشاعر الحماية ورغبته بتحطيم اي كان الذي تجرا على ذكرها بسوء تلك النار التي اشتعلت داخله عندما راها تقف مع الطبيب ومدير المشفى ذلك اليوم الرغبة المجنونة التي تحتويه بمجرد رؤيتها حبا فهو لا يحبها انما يعشقها متذكرًا لها عندما قالت احبك جاعلة كل خلية في جسده تنبض لهفة اليها تنهد مبتسما
"انتظر قليلا انا افهمك لكن بالنسبة لوضعك انت ليس الاختلاف هي العقبة الوحيدة بينكما انها مريضة ويجب ان تعالج ثم انت تريد ان تتزوجها مقدرا قبولها كانه تحصيل حاصل هي حتى لا تعرفك "
"انا انوي التعرف عليها "
"تأدب يا ولد هل جننت ما الذي تعنيه بان تتعرف اليها "
"اعني ان أزورها في المشفى ..."
"باي صفة "قال مرعد محتدا
"كنت سأطلب من سم اعني الطبيبة ان اذهب .."تراجع في كلماته عندما رأى غضب مرعد
"هل هذه عاداتنا التي تربيت عليها رعود هل أصبحنا نستبيح ان تكشف علينا نساء الآخرين "
"لكن يا عمي ان قصدي شريف "
"وان لم يحدث هذا القصد الشريف لأي سبب هل ستتحمل هذا الوزر "
تنهد رعود بيأس "لما لا يحدث سأتقدم منها واطلبها للزواج "
"وموافقتها تحصيل حاصل قال مرعد ساخرا ما الذي يجعلك واثقا من انها ستوافق اسمعني جيدا  يا رعود الفتاة كما سبق ان قلت لك مريضة وبحاجة للرعاية   أمنعك من الاقتراب منها دون اذن سما أصبحت المسؤولة عنها وعن حالتها وهي حاليا في المدينة ان حدث وتمكنت من رؤيتها يجب ان يكون بوجودها اياك ان تسول لك نفسك ان تكون وحدك معها "
لا يمكنه الاعتراض على كلمات عمه فهو معه حق لكن على الاقل علم ان سما مسؤولة عنها اي ان هناك همزة وصل بينهما
"انت تلهيني حتى لا سالك عما تخطط بشان ما حدث مؤخرا "
" لقد اخذت بعض التدابير لا تقلق "
نظر رعود لعمه لكنه عرف انه لن يحصل منه على اي كلمة إضافية بخصوص الموضوع فصمت
***********
تفاجات برسالة مرعد على هاتفها يطمئن على حالها وعلى سير العمل مما جعلها تطلبه
"هل انت بخير ؟!"سالته ما ان شعرت بانه اجاب
"وعليك السلام وصباح الخير لك ايضا "أتاها رده هادئا كعادته "كيف يسير العمل "
"بخير قالت بنبرة متشككة
"ما بك سما "
"استغرب سؤالك "
"ما الغريب عادة لا اسال لاني معك أراك كل يوم اما الان فانت بعيدة وأردت ان اطمئن عليك "
"انا بخير ..ترددت لا ينقصني سوى ان اراك "
"وانا اشتاق لرؤيتك ايضا"قال مطمئنا انه لم يصل شيء الى مسمعها "انتبهي لنفسك "
"حسنا سافعل وانت ايضا "
"هل ستذهبي الى المشفى ؟"
"لا اظن قالت بتردد لماذا "
"جيد لا تذهبي ...لاني لا اريدك ان تتحدثي الى ذلك الطبيب "
"لماذا؟"
"لانني أغار "
كتمت بسمة "ولما تغار ؟ ليس بيننا سوى حديث عادي عن المرضى "
"اعلم ومع ذلك آغار لانني لا احب ان ينظر لك اي رجل ولانك اجمل طبيبة في العالم إليست اسبابا كافية "
هل يتغزل بها فكرت تبعد الهاتف عن اذنها وتنظر له  تتاكد من ان المتصل هو مرعد
"حسنا !"قالت سما
"حسنا ماذا يا طبيبة قال مرعد شاعرة بصوته المبتسم حسنا يحق لي ان أغار ام حسنا انك لن تتحدثي للطبيب ؟"
"الاثنان "قالت تبتسم هي الاخرى
"جيد اراك على خير قال مودعا لها
اغلقت الهاتف تبتسم ببلاهة وهي تنظر الى السقف قبل ان تنهض لتتجه الى الحمام توقفت قليلا تعقد حاجبيها الماكر خدعها بالكلام المعسول ليحصل منها على الموافقة بان لا تحدث الطبيب ضربت راسها غبية هتفت لنفسها لا تنفك تقع ضحية تصرفاته وكلماته الرقيقة
أنهى اتصاله يشعر بالراحة نسبيا يبدو ان ام السعد نجحت بما أوكله لها فقد طلب منها بان تحذر كل من ينطق بتلك الكلمات ان الشيخ مرعد سيقعده للحق وان تتتبع مصدرها وهو يعلم ان ام السعد لن تخذله وقريبا ستأتيه بالرد  فهي تدخل كل بيوت القرية وتعرف الجميع فكر متنقلا بين الحرس في جولة استكشافية لثغور المنطقة
وكان رد ام السعد مفجعا اكثر مما تصور كان اليوم الخامس لابتعاده حين أتاه اتصالها وبصوت متردد أعلمته بما عرفت يشعر بحريق يندلع داخله لان ما عرف يجعل أصابع الشك تتجه الى شخص بعينه وهو اساسا كان يشك منذ البداية لكن الان تاكدت تلك الشكوك وليس عليه سوى ان يواجه ليعرف الحقيقة كاملة
تعلل بانه يريد ان يتفقد المركز الأمني ليترك رعود ويغادر يجب ان ينتبه لكي لا يعرف صقر وصخر بالأمر لذا لم يعلم احد بانه في القرية واتجه مسرعا الى البيت الذي يقصده  مساء ليضمن وجود غايته دخل بترحيب من عساف رجل البيت وجلس في ديوانه منتظرا ان يقدم له القهوة ليضع فنجانه امامه دون ان يمسه دلالة ان له طلبا عنه
"حياك يا شيخ مرعد اطلب ما تريد"
"اريد ان اتحدث الى زوجتك وابنتك بحضورك بالطبع "
نظر الرجل الى مرعد مستغربا الطلب
"لدي سبب مقنع لذلك فقط احضرهما ويمكن ان أحدثهما من وراء حجاب "
"لا اعرف سبب طلبك لكن حياك يا شيخ "قال عساف ناهضا ليطلب من زوجته ان تحضر وان تبلغ ابنتها كذلك الانتظار يكويه بحرارة فهو يريد التأكد من شكه الذي يشتعل في راْسه
دخلت المرأتان متشحات بالسواد وتغطيان نصف وجههما طريقة وقوفهما المهتزة جعلت مرعد يدرك تورطهما بعقله الأمني
"هل تعرفان عقاب من يذكر الأشخاص بالسوء "سمع شهقة خرجت من احدهما ليتأكد تماما بصحة حدسه
"اذن دعونا لا نطيل الامر أخبراني بِمَا  حدث بصدق وانا أعدكما بان لا اجلسكما للحق "
انهارت سهاد جالسة بينما صيتة نشجت باكية
"والله يا شيخ لا علاقة لنا بالأمر انها الشيخة صبابة من طلبت منا ذلك "محاولة ضبط نفسه
"بماذا إمرتكما "سال مدعيا الهدوء في صوته
بدات صيتة تخبره بانها طلبت منها ان تشيع في القرية ان الطبيبة قاتلة وأنهم يرغبون في طردتها وطلبت من الجميع عدم التعاطي معها والتضييق عليها
بينما سهاد أخبرته بما سمعت بين سما ووالدتها والذي نقلته لصبابة التي طلبت منها ان تشيع للجميع ان الشيخ يعوف زوجته ولا يريدها "
قابضا يده بغل يرغب بدّق عنقهما لكنهما نساء ومنذ متى نرفع يدنا على النساء لكن ما قهره اكثر هي صبابة هل يعقل ان يبلغ بها الحقد لان تؤذيه وتؤذي عشيرتها باكملها بتلك الكلمات التي أخرجتها  ...هل يعقل ان صيته وسهاد تكذبان لتبرآ نفسيهما ربما فكر مرعد وربما لا ، يمكنه الجزم
"حسنا ان ثبت صدق كلماتكما فانا لن أقاضيكما لكن ان ثبت انه كذب فلا شيء سينجيكما "
هبت المراة الاكبر من مكانها تريد الوصول ليده لتقبلها"ارجوك يا شيخ نحن لا نستطيع الرفض لاوامر الشيخة صبابة فهي ستطردنا"
"أنتما لن تدخلا بيتي بعد الان تعللا بالمرض التعب اي شيء لكن أياكما ان اراكما على عتبة بيتي وراتبكما سيأتيكما كالمعتاد ..."
بكت صيته وسهاد "اننا لا نستحق ذلك "قالت سهاد من بين دموعها
"هذا مؤقتا حتى اتاكد من صدق ما قلتما "
"والله انه الصدق "
"سنرى لكن أياكما ان يعلم احد بذلك وخصوصا صبابة او انكما ستخسران براءتكما من الامر وعندها لن يرحمكما شيء "قال ناهضا ليغادر
"يا شيخ القهوة "هتف عساف ليتناول مرعد الفنجان من يده ويشربه دلالة على انتهاء الاتفاق
********
نار ...نار تستعر داخله ابنة عمه تريد ان تضع رأسهم في الوحل وكل هذا من اجل مركز ومكانة لم يأخذها احد منها فهي ستبقى دائما ام الصقر الذي سيكون خليفته في العشيرة ودائما ستكون كرامتها محفوظة ما الذي تريده اكثر ايعقل انها بهذه الحماقة لتفعل ذلك يكاد راْسه ان ينفجر ربما صيته وسهاد تكذبان لكن لا شعوره يصدقهما يا ويل الويل لو كانت صبابة وراء الامر
٨*٢

ما ان اطمأن آلى ذهابها حتى مد يده لصبابة التى كانت تنظر
بشماتة وانتصار

ساحبا اياها الى مجلس الرجال حيث أعمامه وابناءهم وابنائها وإخوتها على اثر تصرفه الغريب لحقته والدته بعد ان أمرت زوجات أحفادها بالبقاء في اماكنهن
"الان يا صبابة حسابك ثقل معي كثيرا انت لم تكتفي بنشر الاقاويل والشائعات عني وعن زوجتي بل  تماديت لتهينيها في بيتها لم أعد احتملك اكثر ولن  افعل بعد الان انت طالق "
تعالت همهمات الرجال بين الاندهاش والاستهجان

بحقد وقلة تفكير "هل طلقتني لاجل هذه ...ولما انا لم اقل سوى الحقيقة "
شاعرا بغضبه يتضخم اكثر وأكثر
"عن اي حقيقة تتحدثي  ...دعيني انا اقول بعضا مما يجب ان يعرفه الجميع صبابة ليست زوجتي بين شهقة والدته ونظرات عمه والدها وابناءها  المصدومة اكمل  لقد عقدت عليها لكنها لم ترد ان يتم زواجنا لذلك خلال العشرون عاما الماضية كان كل ما بيننا مجرد ليلة نات بنفسها عني بعدها وانا تقبلت هذا لأجل ابناء اخي ..وعندما أردت الزواج عرضت عليها ان افعل ما تريد حتى لو ارادت ان أكون زوجا لها  لكنها رفضت وانا احترمت قرارها كرامة لأخي وكرامة لأبناءه الذين هم اولادي لم اقصر يوما معها في شيء وبعد كل هذا تاتي الطعنة منها تدور بين البيوت وتسيء لعائلتي لا هذا ما لن أتحمله والأكثر ان تشككي بعفة زوجتي هنا وننتهي ما حكم من يقذف الآخرين يا عمومتي "
قال ناظرا لعمومته ولوالدها خصيصا الذي اخفض راْسه مصدوما من ابنته لدرجة لجمت لسانه كان سيعاتب مرعد على قراره لكن الان كيف له ان يفعل
"لخاطرك عمي انا سأكتفي بطلاقها وجودها هنا سيسبب مشاكل اكثر "
تبع ذلك استهجان أعمامه الباقين بينما ابناء أخيه كان الصمت مخيما عليهم انها والدتهم وهو لن يهينها اكثر من ذلك فقط لو ياخذها والدها ويرحل
بدات تدرك ان الامور دارت عليها "لقد كسرتوني لما يموت زوجي لما احرم منه لما اتزوج من أخيه ولما يتزوج هو وياتي بامرأة اخرى تاخذ كل شيء ...لما لم تتركوني وحزني لما لم أبقى ارملة كبير الصخور لما لم أبقى الشيخة "
"انت مجنونة هتف والدها بها وهو يهزها  لابد انها معتوهة الا تدرك ما فعلت ... زوجك انتهى اجله انه شيء بيد  الله ولم يجبرك احد على الزواج من مرعد انت من صمم على البقاء في بيته لم ادرك وقتها لما لكن عرفت الان ان كل همك كان المكانة والجاه اتساءل كيف صبر عليك طوال تلك السنوات بينما انت تسكنين بيته وتحملين اسمه  وتطعنيه."والدها لم يعد يتحمل غرورها وتعنتها اكثر من ذلك لقد صغرته امام اخوانه ليس هو فقط بل اخوانها وأبناءها ايضا وهي لا تزال مع جنونها مستمرة بذلك
"خذ ابنتك مكرم لقد اكتفينا من ترهات النساء هذا موضوع طال وآن ان ننهيه ليس نحن من تلوكنا الالسن بسبب غيرة وكلام فارغ لنعلق الموضوع الان وللأبد من يمس مرعد يمسنا كلنا "
هدر الجميع بالموافقة ليجعلوا الامر بينهم يكفي فضائح  اعلن عّم اخر
والدته واقفة عند مدخل القاعة غير قادرة على الحراك لقد صدمت لسنوات وهي تمنى نفسها بابن لمرعد حتى باتت تشك انه يعاني من شيء لتكتشف انه طوال السنوات التى مرت كان يحرم نفسه لاجلها ولأجل ابناء أخيه
كم ارادت ان تهجَّم على تلك الشمطاء صبابة وتجرها من شعرها لكن انتقام الله اكبر لقد انتهت من حياتهم للأبد
البساط يسحب من تحتها ستخرج دون شيء بعد صبر كل السنوات السابق ولكن لا هو لا يستحق ان يكون كبيرهم كبيرهم زوجها المتوفي ومن بعده ابنه صقر مرعد لا يجب ان يبقى وهي ستفعل المحال لتبقى مكانتها كما هي
"حسنا ...انا لم تتزوجني لان لم أرد ماذا عن سما لما تعوفها لما لا تنام في جناحك عندها هل ابعدتك هي الاخرى ام انك لم تكمل جملتها امتدت يد اخيها لتصفعها قبل ان تكمل كلماتها المسمومة
لقد تجاوزت كل حد هذه الامور لا تقال كيف تجرأت
والدته رات ما يحدث كاتمة استهجانها بيدها تخشى ان تقول شيء
بينما تقدم احد ابناء عموته عندما رأى النار تكاد تخرج من عينيه
"فداك يا ابن العم لا تنصت لجنونها"
" لم اظن يوما ان اهلي لا يأخذون كلمتي كمرجع بل انهم يصدقون النقيصة علي"
"ما عاش من يفعل يا عمي "هتف رعود اصغر ابناء أخيه
"لقد عاش يا رعود  ...اجابه مرعد بقهر اني ارى التساؤل في عيونكم يا عزوتي  "
"حاش لله يا بني هتف عمه والدها مصعوقا مما يحدث  لو أردت ان أهدر دمها فعلت للتو  احكم عليها بالذي تراه ونحن معك انت كبيرنا ولن نرد كلمتك "
همهمات الموافقة طغت على المكان بينما ابناء أخيه يقفون الى جواره "نحن معك يا عّم في اي شيء "
"كلنا معه لقد أتت صبابة بهتانا كبيرا انت لم تهيني كبيرنا فقط بل حاولت ان تفرقي عشيرتنا لقد انتقصت من قيمتنا ستخرجين من بيتك وتعيشي في بيت في أطراف القرية "كان هذا حكم احد الأعمام بينما الباقيين يتحدثون بالموافقة  عليه هدر مرعد وقد طغى الغضب  على صوته يعرفونه هو لن يهدأ الان ولن يهدأ بسهولة صمت خيم على القاعة بينما والدته تراقب ابنها وهو يكاد ينفجر  غيظا "  لا..، هذا لا يكفي بكل وقاحة سالت زوجتي عن منديلها وجه كلماته لصبابة منديلها  معي وانت من ستعليقه على سطح المنزل بنفسك ...وحكمي عليك هو الجلوة  عن قريتي  كلها لا اريد ان اراك هنا ستخرجين غدا في وضح النهار ليعلم الجميع انك كذبت وخنت اهلك "
"وأبنائي ...حاولت ان تناور للمرة الاخيرة
"نحن مع والدنا مرعد هتف اكبر اولادها صقر وانا من  ساخرجك بنفسي "ملتفا هو وأعمامه وابناءهم واخوانه حول عمه يسترضون خاطره ويؤكدون انهم معه في كل شيء 
مشاعر الانهزام والانحطاط تعاظمت داخلها لم يعد لها شيء لا جاه ولا مكانة كل شيء انهار ما أبقته لسنوات أتت تلك الدخيلة وأخذته  حتى ابناءها خسرتهم للأبد فخطاها قاتل لقد اعتدت على عشيرتها وشوهت صورتها والان هي ستطرد وتبعد كحيوان اجرب لا يرغب به احد
٨*٣
حانقة غاضبة لقد تجاوزت صبابة كل الخطوط اليوم إهانتها وهو اكمل الباقي
لما يرسلها الى جناحها كطفلة صغيرة مشاغبة لن يمر الامر بسلام
انتظرت لوقت طويل قضته تذرع الغرفة ذهابا وإيابا تريد ان تعرف ما الذي يحدث في الأسفل كانت أعصابها على الحافة عندما سمعت خطوات تقترب من مدخل جناحها لابد انه هو
وقفت وسط غرفة الجلوس متحفزة تنتظر دخوله الذي اتي متباطئا
كان هناك غضبا يائسا رسم على محياه يبدو كانه فقد شخصا ما ألقى سلاما خافتا قبل ان يرمي نفسه على اول مقعد وجده في طريقه
"ما الذي حدث لما أرسلتني الى جناحي لما اسكتني ولم تدعني ..."
"سما كفى ...لا اريد التحدث الان دعي كل شيءللغد"قال دون ان يرفع راْسه الذي رماه الى الخلف باعياء
"بالطبع عندما يتعلق الامر بي يجب على ان اصمت يجب ان اهان واسكت ببساطة "
"سما قلت كفى "
"لا انا اريد حقي الذي منعتني من اخذه "هي تخرج كل غضبها وإحباطها " لا يوجد ما يبرر إهانتي بتلك الطريقة انت لا تتوقع مني ان ادع الامر يمر هكذا"
تنهد محاولا التمسك بقليل من الصبر هو فعلا يريد ان يهدأ لا يريد ان يخرج غضبه امامها ليتها فقط تترك الامر الليلة وغدا ستدرك كل شيء
"لا تخافي حقك سيصلك كاملا ..فقط دعي الامر الليلة"
"وعود..وعود لا ارى منها شيء انت لن تعاملي ابدا كما تعاملها انا بالنسبة لكم جميعا دخيلة ألقت نفسها عليك وانت بكرمك تقبلتني لكن عندما يجد الامر تختارها هي وابقى انا المتسللة كما دعتني حقي سيصلني وكأني سأصدق  لقد اكتفيت من كل هذا اعلم فرضت نفسي  انني تزوجتك دية وكل تلك الكلمات عن الزوجة الثانية وإني سارقة وبلابلابلا ...لكن كرامتي فوق كل شيء وانا أهنت ولن أتحمل ذلك "
هل لمحت نارا في عينيه نظرت الى مفاصل يديه التي انت وهو يقبضها على جوانب مقعده
"توقفي عن ترديد هذا انت زوجتي ولا احد يستطيع ان يمس كرامتك وحقك انا قادر على رده لك ام انك لا تثقين بذلك "
كورت فمها بغضب رافضة ان تجيب دائما يخدعها ويراضيها بهذه الكلمات الكبيرة ثم لا يحدث شيء والآن يرهبها بدور الغاضب الذي يتقمصه
عندما امتد الصمت لدقيقة بينما تلف ذراعيها امام صدرها رفع نظره اليها كان هناك شيء من الخيبة الاحتقار وهو ينظر لها فكرت سما كالعادة هي المخطئة وعليها ان تعتذر لكنها لن تفعل
فكرت بعناد
"جوابك وصلني يا طبيبة ...ما دامت الثقة معدومة فلا شيء اكثر ليقال"
"ما معنى هذا "
نظر لها قبل ان يحرك راْسه بيأس ويغادر

٨*٤

تحركت منزعجة اثر نومها الغير مريح رفعت راسها تمسد رقبتها ناهضة عن سريرها الساعة تجاوزت السابعة هو لم يعد ضربتها الفكرة لتجعلها تسيقظ تماما هذا يعني انه ذهب الى صبابة انتفضت مسرعة لتغير ملابسها وتخرج لتلحق بالباقيين
حركة المنزل غير طبيعية هناك أمرا ما   ، ما ان رأتها احدى العاملات حتى ابتسمت في وجهها باشراق "مبارك يا طبيبة"
مبارك ؟؟!!! على ماذا
"شكرًا لك "أجابت بحياد متوجهة الى الدرج المؤدي الى قاعة المنزل
استقبلتها حماتها بترحاب
"تعالي يا عزيزتي "
تقدمت تحت ذراعها الذي التف حول كتفيها محتارة لا تفهم شيء
فرحة وراية ابتسمتا بوجهها لكن كان يبدو ان هناك أمرا ما ليس جيدا كما يبدو هي لا تفهم شيء لما هذه التبريكات ما الذي يحدث
فكرت قبل ان تجفل من صوت الرصاص المتلاحق في الخارج
"ما الذي يحدث انا لا افهم شيء"توجهت بالسؤال لحماتها التي ابتسمت باشراق
"انت لا تعلمين ما حدث اجلسي لأخبرك وبدات تقص عليها ما غاب عنها من احداث الليلة الفائتة
*******
صبابة تطلقت وأبعدت ...وعلقت المناديل البيضاء على سطح المنزل لاجلها ما قصة المناديل معهم لا افهم.....

حسنا هذا ما جعله غاضب لانه استرد حقها لكن كيف لها ان تعلم انه فعل ....ام تراه غاضب لانه طلق صبابة تبا لما لا يخبرها اي شيء لما تكون دائماً اخر من يعلم .....فكرت وهي تنظر للنساء اللاتي أتين لاجل الوليمة المعدة على شرفها يبدو ان اليوم لن ينتهي 
مباركات مرة اخرى الان بعد مرور شهرين على زواجها فكرت بلا اهتمام قبل ان تعود وتدرك تبا كيف لم تنتبه كم مر على زواجها الفعلي لقد حدث ذلك في فترة إخصابها الاخيرة اي قبل أسبوعان وفترتها٢٥يوم  اي انها تأخرت  ....تأخرت فتحت هاتفها لتتأكد يا ألهي اربعة ايام  كيف كانت بهذا الاهمام ايعقل انها حامل ؟؟؟!!
*******
مرت الساعات كأنها لن تنتهي ابدا تريد ان تعود لجناحها لتتأكد ترى كيف ستكون ردة فعله هل سيسعده الخبر لابد انها تهذي انها لم تعرف بعد وها هي تفكر به ...لن اخبره قبل ان احصل على النتائج كاملة
*********
تحترق غيظا وهي تخرج من البيت الذي دخلته عروس  ولفترة طويلة كانت سيدته الان تغادره بعار تاركة كل المكانة والجاه لتلك الوصولية
كم تمنت ان يكون عنقها احد أعمدة السطح عندما كانت تلف المناديل البيضاء
لكن كيف متى أتم زواجه منها فكرت بغيظ لقد استطاعت الوصول اليه وتملكت كل شيء تجاهلت نظرات الجميع حولها حمدا لله ان سما غير موجودة يكفيها مذلة وبخطوات حاولت ان تبدو بها غير مبالية وان تظهر ان لا شيء مما فعلوا قد اثر بها
من تخدعي صبابة لقد انهزمت وطردت وها انت تغادرين وحيدة حتى اولادك تخلوا عنك ما ان دخلت سيارة صقر حتى انهار تماسكها الواهي تماما وانسابت دموعها بغزارة وهي تهاجم صقر بضراوة الذي قاد سيارته بسرعة مبتعدا بينما هي تلقى نظرة اخيرة على البيت الذي شهد افضل ايام  حياتها ولن تراه بعد الان ابدا
"لم تقف الى جانبي لقد بعت امّك واشترت تلك الحقيرة كيف تفعل بي هذا كيف "
صرخت به صبابة
"توقفي امي قال بهدوء  اولا زوجة عمي ليست حقيرة ...وانا محال ان أبيعك انت امي ولن استغنى عنك ابدا لكن عليك ان تفهمي ان ما فعلته كان خطا كبيرا انت لم تسيئي لسما فقط وانا اقول ذلك لان سما أصبحت منا قاطعها عندما ارادت الاحتجاج لا امي انها منا زوجة عمي لم يكن عليك الاساءة لها وبتلك الطريقة الهي قال غاضبا لقد اسأت لنا جميعا كيف لم تفكري بذلك ...ثم الم تفكري بعمي مرعد عندما قلت ما قلت انه والدنا وما يمسه يمسنا هل ظننتي انني قد أتخلى عنه وهو من رباني والأكثر بعد ان عرفت انك حرمته من حقه كرجل وحرمته من ان يكون له اولاد ضرب عجلة القيام ناقما كل تلك الفترة والجميع يظنه غير قادر على الإنجاب عندما اتذكر كيف كان الجميع  يدعون له بالخلف الصالح وهو يجيب ان يدعو له  بان يبارك له فينا ..... مهما فعلت لن اوفي عمي حقه يكفي صبره طوال تلك السنوات دون ان يسيء لك بكلمة   ...وبعد ذلك هل تعلمي ما قال لي ...لقد أوصاني بك قال مهما حدث هي امّك وعليك وصلها ماذا فعلت بِنَا امي انا حتى لا أستطيع رفع عيني به تنهد بغضب ... قاطعها مرة اخرى عندما ارادت التكلم فهو لا يريد ان يسمع شيء ...كفى امي ساوصلك لبيت  خالك لقد كلمته وسازورك انا وإخوتي اتمنى مع الأيام ان يزول اثر ما حدث وتهدأ الامور اما الان أرجوك انسي الامر ولا تبكي لانه الدموع لن تفيد بشيء "
مجترعة كاس الندم صمتت صبابة فأمامها ايام كثيرة ستقضيها وحيدة ومبعدة ...لقد خسرت كل شيء ولن يفيدها مهما قالت لم يعد هناك ما يقال
٨*٥
أمسكت الجهاز الصغير بأحكام تنظر له بمشاعر مختلط هي حامل ...ابتسمت تضع يدها على بطنها بحماية  وتمسدها برفق كانها تهدهد طفلها انها تحمل ابنه جزء منهما الاثنين يمنو داخلها وضعت يدها على فمها تكتم ضحكتها السعيدة ترى ماذا سيقول عندما يعرف كيف ستكون ردة فعله هل سيسعده ذلك
ام انه سيتلقى الخبر بطريقته الهادئة المعتادة فهو لا يمثل له اي فرق
هل وجود الطفل بينهما الان شيء إيجابي قد يزيد الامور تعقيدا اختفت بسمتها وتغيرت ملامح الفرح على وجهها ليحل مكانها الشحوب
يا الهي ماذا لو كان لا يريد ان يكمل معها لن أتحمل ان يبقيني لاجل الطفل فكرت سما بمرار تحاول ان تستجمع نفسها لتعرف كيف ستتصرف
لن تخبره اولا عليها  التأكد بتحليل مخبري ثم اجراء حديث مطول وبعدها ستقرر ماذا ستفعل
**********
تقدم من وقفته بخطى خجلى
"عمي مرعد "
"تعال يا صقر بدا ان صوته اخرجه من شروده
"عمي ...
بقلق "ما بك صقر هل ...حدث شيء لوالدتك "
تنهد صقر "لا عمي انها بخير ارجوك لا تكن مراعي بهذه الطريقة انا ....وإخوتي ...خجلين منك ..نحن ..
ملاحظا تلعثمه "كفى صقر كيف لا اكون مراعيا انتم اولادي ولا شيء يمكنه تغيير ذلك مهما حدث اما أنكم خجلين لما ؟؟! ما حدث لم يكن بيدكم انه شيء وانتهى  وانتم دائما ستبقون اولادي ...ابتسم ليخفف من حدة الموقف حتى لو كان الفارق بيننا صغير انا لا اريد ان اظهر عجوزا لكنكم فعلا كذلك "
رد صقر الابتسامة له فعمه يحتويهم كعادته ويخفف عنهم مهما كلفه الامر وحتى لو على حساب نفسه
"كنّا نفكر بترك بيت العائلة  لك ..."
"ماذا ؟"
"اعني ان عددنا كبير وانت وسما تريدان تأسيس عائلة ومن حقكما ان يكون لكما بيت يخصكما ولا اريد ان يكون وجودنا مصدر ازعاج لها  "
"انا لم اشتكي والبيت كبير ويكفينا جميعا  هذا بيتكم وبيت جدكم ووالدكم وبيتي ونحن سنعيش به معا  وجودكم لا يؤثر على حياتي مع سما هذا هراء لا اريد سماعه لا منك ولا من غيرك وهذه نهاية الامر "
اقترب صقر ليضم عمه شاعرا بان هما كبيرا ازيح عن كاهله كان قلقا بعد ما حصل ان يمثل وجوده وإخوته عبء على عمه لكن كالعادة مرعد يثبت كم هو عادل وقبل كل شيء كم هو ملتزم اتجاههم
"اه ...لقد نسيت قال صقر جدتي كانت تحاول التحدث إليك كانت قلقة عليك وعلى سما تقول انها في غرفتها منذ غادرت النساء الى الان وعندما سالت عن حالها أجابت انها متعبة "
سما فكر مرعد لابد انها تريد تفسيرا مفصلا لكل ما حدث انها مواجهة طال تأجيلها وعليه ان ينهيها اليوم
٨*٦
دخل جناحه لتلاقيه برودة جافة كانه فارغ لكن لا شيء تغير الاثاث مكانه وضوء شحيح من غرفة النوم وحركة بالكاد تسمع عرف منها وجود سما أغلق الباب بهدوء قبل ان يتوجه الى اقرب مقعد ليجلس منتظرا ان تكتشف وجوده فمتعة مراقباتها دون علمها لا يضاهيها شيء
****^
استغرقت بالنوم ايعقل ان أعراض الحمل بدات فكرت وهي تسحب نفسها من الفراش متجهة الى الحمام شاعرة باعياء وغثيان مريع الم يقولوا انه غثيان صباحي لما تشعر به الان ربما مائدة الغداء الدسمة هي السبب
أزالت الفوضى التي سببتها وأخذت حمام طويل دافيء خرجت بخطوات ثقيلة سببها الدوار الذي يجتاحها وبدات باختيار ملابس دافئة فهي تشعر ببرد لاتفهم سببه
*******
مراقبا تحركاتها البطيئة داخل الغرفة يوجد شيء غريب فهي تبدو فاقدة لحيويتها المعتادة كأنها تجبر نفسها على التنقل
هذه رابع علبة عطر لم تعجبها جميعهم يبدون بلا رائحة او يثيرون اشمئزازها بمجرد تنشقها لمحة علبة المسك الخاص بمرعد والتقطتها لسرعة لتغرق انفاسها برائحتها ودون شعور وجدت نفسها تضع منها كمية كبيرة فقد بدت شهية وغنية جدا حتى انها غيرت مزاجها المحبط وبدات تدندن لحنا سعيدا وهي ترتدي ملابسها بسرعة
مندهشا للتغير الذي طرأ عليها ابتسم هذه أشارة جيدة على الأقل هناك شيء تحبه يخصه
أمسكت شعرها لتضعه على كتفها وتبدا بتسريحة وجذبته لترفعه
متذكرًا ملمسه الغجري تحت يده
"اتركيه"
قال من مكانه لتنتفض هي مجفلة  من صوته الذي باغتها وتقف في مواجهته
"ستصيبني يوما بسكتة قلبية "
"ابعدها الله عنك "
يال خفة الظل فكرت سما يغيب وياتي ليمزح بكل بساطة
"اذن عدت اخيرا"
حوله بتسلية "يمكنك قول هذا "
"اين كنت بالامس بما انك لم تكن عند صبابة فأين ذهبت"
"كنت في خيمتي"
"حسنا !!"كل كلمة يقولها تزيدها غضبا وهو يعلم ذلك من وقفتها المتحفزة في مدخل الغرفة
"تعالي سما "قال متنهدا ..لمعت عيناه بطريقة تعرفها جيدا
"لا ...انت دائماً تنهي اي نقاش بيننا على طريقتك لكن ذلك انتهى قلت انك كنت في خيمتك وصمت أليس لديك شيئا تقوله لي عما حدث بعد ان أمرتني بالمغادرة "
تريد جدالا "ما الذي تريدين معرفته " قال بصبر
"كل شيء "
"لقد طلقت صبابة وتم ابعادها وبهذا اكون رددت لك حقك أليس هذا ما يهمك خصوصا انك لم تثقي بي جديا لارده لك "قال بشيء من العتب
"هل تسمي ما حدث اليوم ردا لحقي انها اهانة تعلق دليل عفتي على الملا قل لي كم امراة شوهد دليل عفتها هنا ثم تاتي بكل بساطة تعاتبني على عدم ثقتي بك ؟؟! ماذا فعلت لاثق بك انت لا تخبرني اي شيء  هل تتصور مشاعر الغيرة التي كانت تنهشني وانا اتخيلكما معا لقد مثلت دورك بكل براعة كنت تقضي يوم ويوم  على اساس انك عندها وانت لم تكن مضطرا لذلك بينما انا هنا احترق مع انه بكل بساطة كان يمكن ان تخبرني انكما ليسا زوجين انا لا اعرف عنك اي شيء لا اين تذهب ولا ما تفعل ولا شيء تاتي فجاة وتختفي فجاة وليس لي الحق بسؤالك حتى فلما اثق بك لقد حضرت بالامس وجلست في ذات مكانك هذا دون ان تخبرني اي شيء مع  ان ما حدث شيء مصيري ويمسني ويمسك ايضا ولكنك لم تكلف نفسك   عناء ذكره لي ...انا زوجتك مرعد ولست نفرا تحت أمرتك تخفي عنه اسرار عملياتك اني اتساءل احيانا ان كنت ستعود لي يوما ما مصاب كتلك الليلة او ربما ...قالت شاهقة بينما دموعها خنقتها فلم تستطع الإكمال انا لا أستطيع ان احيا هكذا لا أستطيع ان انام بجانبك وانا لا اعرف عنك شيء انت غامض بالنسبة لي ككتاب مغلق لا اعرف ما فيه وفوق كل ذلك لم تخبرني بما سمعت عني وتركتني اخرج الى القرية كل يوم اتابع عملي وعمل المدرسة دون ان تقلق نفسك بما قد يحدث لي لو سمعت هذا الكلام من احد او اذا سالتني احدا النساء عنه يا الهي انا حتى لن استطيع السير في القرية بعد كل ما حدث الخزي والعار يملأني "قالت تخرج كل ما داخلها
المته كلماتها بشدة بينما بقي هو جامد الملامح يحاول السيطرة على غضبه مما قالت زوجتك !! وكأنه لا يدرك ذلك انه الشيء الوحيد الذي يعرف ويجعله متماسكا هو الشيء الوحيد الذي يجعله حذرا متباعدا  بعض الاوقات لانه لا يريد ان يؤلمها او يجرحها يعلم ان حياته قاسية وهي معه تتنازل عن الكثير الذي تستحقه فعلا لكن ما يفعل هذه عاداتهم حياتهم  لقد حاول بكل قوته ان يمنحها كل ما لديه  وها هو يصل الى الحافة التي كان يخشى ان يصلها هاهي تقول انها لا تستطيع ان تحيا حياته هي ابدا لن تفهم اسلوبهم حاول مستميتا ان يهيئها لمكانتها كزوجة له شيخة لتأتي اليوم وتعتبر عاداتهم اهانة لها كم امراة في القرية شوهد دليل عفتها!! كلهن تقريبا  انها تشريف بالنسبة لهم لكنها لا تدرك وكيف ستفعل ؟!
**********
لقد حاولت فعلا ان تكون معه اعطته كل ما تستطيع ومع ذلك بقي مغلقا امامها  بعيدا  فقط لحظات مسروقة هو ما منحها اياه كم تمنت ان يشاركها اي شيء  غير الاهتمام بالمدرسة او المركز الصحي او اي امر عام  مع انها سعدت وقتها بتلك الحوارات التي تبادلا عن تطويرها هل هي بالنسبة له مجرد اداة لتساعد اهل قريته نكست راسها بيأس ...لا فائدة سما هو لم يردك ابدا هو تزوجك  مجبرا بسبب عاداته ولسانك الاحمق حتى انه لم يقربك الا عندما طلبت هل تريدي دليلا اكبر على انه لا برغبك ..صبابة التي تزوجها منذ عشرون عاما طلقها ببساطة وهي ابنة عمه وام اولاد أخيه ماذا عنك هل تظني انه قد يحتفظ بك اكثر ...ربما انه الان نادم على طلاقه ويتمنى عدم وجودك لانه لولاك لما حصل
كتم حنقه ونظر اليها وهي تُمسح دموعها بغضب قبل ان تفارق عينها وبعدها انزلت راسها ليغطي شعرها ملامحها لقد ملت وياست من الحياة معه كان يعرف انها ابنة مدينة راقية متحررة لن تتحمل ان تعيش في قرية صحراوية بسيطة بعيدة عن كل مباهج الحياة ما الذي يجبرها ان تبقى معه  ...كم تمنى لو يسطيع ان يضمها الان يبعد شعرها عن وجهها
"ما عاش من يبكبيك او يشعرك بالعار وانا على وجه الارض ...وما كان عليك ان تشعري بالغيرة منها لم أعطك سببا لتفعلي " وتقدم يضمها بينما هي تكافح ضده بغضب
"لقد عاشت مرعد وإهانتني وذلتني وانت ساعدتها"
"كيف تقولين ذلك "هدر مرعد بها
"انا لا استطيع ان احيا هذه الحياة لا يمكنني ان اكون مجرد شيء في حياتك "قالت من بين شهقاتها
"ما الذي تريديه سما ...خرج صوته خشنا  لا اظن انتي قد قصرت معك يوما هذه طبيعة حياتي القسوة والخشونة جزءا منها ولا يمكنني ان أغيرها"
عضت  على شفتها حتى المتها لا تريد ان تخرج شهقتها المجروحة لا يوجد سوى معنى واحد لما يقول هذه حياتي وان لم يعجبك فاذهبي لااا هي لن تتحمل ان تسمعها منه
"اريد العودة لبيت ابي"
"لا يوجد لدينا نساء تغضب الى بيت ابيها "قال مرعد واقفا يحاول ان يتحكم بغضبه
"ثم لدي امر اكلمك به أسرارنا لا تشاركيها مع احد سما انت أخبرت والدتك ان زواجنا لم يتم وهذا كان بداية الخطا "
"اها قالت سما بغضب القي علي اللوم الان لاصبح السبب "
"انا لم اقل ذلك "احتد مرعد فهو فعلا لا يريد الشجار معها هو يريد ان ينتهي من هذا الكابوس لقد تحملت كثيرا وهي لم تعد تطيق المزيد لا يريد ان يعيدها الى بيت والدها حسنا بحركة مجنونة قفزت سما لتصبح امامه أمسكت طرف شماغه بحركة مباغته "طلبت يا شيخ اعدني الى بيت ابي
قالت قبل ان تدخل الغرفة وتغلق بابها وتلقي نفسها منهارة باكية على السرير البارد

٨*٧
مجترعا ريقه يشعر بطعم المرار يكاد ان يخنقه  غير قادر على الكلام كيف فعلت ذلك الى هذا الحد لم تعد تطيق البقاء ...
تحرك  محدثا الباب المغلق بينهما كانها اغلقت كتاب حياته سعادته قصيرة العمر
"جهزي نفسك سأنتظرك في مدخل جناح..ن عاد وغير ال كلمة لم يعد جناحنا بعد الان الجناح"
لقد انتهى كل شيء هو حتى لم يحاول ان يغير رايها نهضت غاضبة لن يرى دموعها ان كان لا يهتم لاجلها هي ايضا لن تهتم
حضرت حقيبتها البسيطة وضعت بها ما وصلت اليه يدها بسرعة
وخرجت
"انا جاهزة قالت تنظر الى اي شيء الا هو تناول الحقيبة منها و
تحرك يسبقها على الدرج الذي بدها لها طويل بلا نهاية وهي تشعر بثقل خطواتها عليه كان اقدامها ترفض الانصياع لها ولا تريد المغادرة
متحاشيا النظر لها سبقها لتلاقيه والدته في القاعة نهضت مسرعة ما راتهما
"ما الامر سالت بقلق وهي تنظر الى الحقيبة التي يحملها
"سما متعبة قليلا وستذهب لبيت والدها "
"لكن لما لا ترتاح هنا سنهتم بك عزيزتي لا تقلقي "قالت والدته بحنان
"لا امي هناك سيكون افضل "
"كما تريد بني استسلمت والدته للهجته الحازمة قبل ان تضم سما لتودعها
"تحسني بسرعة سنشتاق لك "قالت تمسك يدها بدفء مما جعل الدموع تتجمع في عين سما وهي تومأ لها
"ان شاء الله "
سلمت عليها فرحة وراية متمنيات لها العودة السريعة والشفاء العاجل قبل ان تتحرك خلفه الى سيارته
الطريق طويل وامتد الصمت بينهما بينما هي منكمشة على نفسها تسند راسها على الزجاج البارد هل تخبره انها حامل لكنها ليست  متاكدة تماما ماذا لو لم تكن قد تخطأ الأجهزة المنزلية احيانا وعمر الحمل حديث ماذا سيفعل لو علم هل سيعيدها لاجل الطفل ماذا لو لم يكتب لها ان يستمر حملها هل سيعود ويبعدها
لاااا هي لن تخبره لن تتحمل ذلك ستبقى غير مستقرة وتشعر بالتوتر من ان يبعدها هي تريده ان يريدها هي لا لسبب اخر وهو لن يفعل اذن لم يريد طفلها الذي من المحتمل ان يكون غير موجود اساسا افكار وافكار تتضارب في راسها جعلتها تنام دون ان تشعر
بجواره لكن يفصل بينهما اميال غير قادر على عبورها كانت فكرة سيئة ان يغادرا الان  ...لو انها لم تعقد شماغه
ألقى نظرة جانبية عليها ليراها مستغرقه في النوم بدت صغيرة وحيدة منطوية ورقبتها ملتوية بطريقة مؤذية لها مد يده القريبة منها بينما الاخرى تحاول التحكم بعجلة القيادة يحاول ان يحرك راسها ويجعل نومها اكثر راحة فما كان منها الا ان ألقتها على كتفه الذي جفل  من لمسها له لتسقط على فخذه متخذة وضعا اكثر راحة لها بينما هدر دمه صاخبا وهي تتمتم دعني انام
قد تكون هذه اخر مرة ليحصل على قربها قد لا يكون هناك طلاق لكن قد تبقى بعيدة فكر بالم شاعرا بدفء راسها وانفاسها الهادئة المنتظمة وضع يده على وجنتها يبعد شعرها عن وجهها لااا لا يمكنه ان يتركها سيحاول استعادتها سيفعل اي شيء  ولكن عليه ان يتركها تذهب الان هي بحاجة لان تبتعد وهو بحاجة لان يطلقها لكي تعود اليه عند هذه الفكرة ابتسم مع انه يعرف ان طريقه طويلة
شاعرة بالدفء يغمرها وبيده التي تمسد شعرها بحنان ورائحته المسكية تغمرها صوته ينادي من بعيد
"سما لقد وصلنا "
تململت تشعر بشيء ما ينغز خاصرتها هناك شيء غير مريح في سريرها
"سما تردد اسمها في سمعها ابتسمت ممتعضة وفتحت عينها لوهلة لم تعرف اين هي هذا ليس سريرها ولا غرفتها سرعان ما ضربتها الحقيقة وتذكرت رفعت راسها مجفلة ...هل نامت طول الطريق بتلك الطريقة فكرت تنظر الى مكان راسها
"آسفة"تجاهل ردها المغيظ
"وصلنا ...اريد منك شيئا  انت هنا لترتاحي  وتهدئي أعصابك اريد ان تنسي حوارنا الأخير وتفكري جيدا في حياتنا  هل تعيدني بذلك "ما معنى هذا ؟؟ فكرت سما الا يريد ان يبعدها
"حسنا " أجابت تحاول ان تفهم
ترجل الاثنان من السيارة كانت الساعة تقارب التاسعة ليلا لكن كما يبدو ان منزل والدها عامر باحتفال او اجتماع ما
تنهدت بملل هي لا تريد ان ترى احدا فقط تريد النوم حتى أنها لا تريد ان تفكر باي شيء
دخل منزل والدها من المدخل الخلفي حتى لا يراها احد وطلبت من احد الخدم ان يخبر والدها انها في المكتب
مرت الدقائق بطيئة بينما هما الاثنان جلسان قبالة بعضهما لا كلام فقط تكات الساعة تكسر الصمت
التزم الصمت والهدوء كعادته فكرت سما لا يمكنها ان تفهم بما يفكر وهي لن تسأله لا يجيب ببساطة سيتحدث باي شيء وينسيها سؤالها الحائر في عقلها ان كان لا يريد ابعادها لما أتى بها الى هنا وان كان يريدها لما قال ما قال والآن يطلب منها ان تنسى تنهدت بضجر انها لا تفهم
رفع نظره اليها وهي تتنهد لقد اضجرها وجوده هل فعلا انتهى كل شيء ولا داعي للمحاولة امعن النظر في ملامحها حاجبيها معقودان عيناها هاربتان انها حائرة وهو لا يلومها هو ايضا حائر لكن فكرة واحدة في راْسه انه لن يستطيع ان يحيا دونها لا يمكنه ان يستوعب ان تمر أيامه دون رؤية ملامحها ان يمسح بيده الخشنة على وجهها الناعم ليمحو عنه الحزن والحيرة
لذا اختار ان يبعدها ربما بعدها يستطيع ان يقنعها ان تبقى ربما لو بذل جهدا اكبر توافق
دخول والدها قطع أفكارهما
"اهلًا اي ريح طيبة "حياهما والده بمودة
"لا اريد تاخيرك عمي لكن سما كانت مرهقة في الفترة الاخيرة وارادت ان تأتيكم زائرة لترتاح "
"ما الامر "تساءل والدها ينظر لملامح ابنته المتوترة فهي ليست بارعة بالكذب خصوصا على والدها
"لا شيء لقد أرهقت انت تعلم المركز الصحي والمدرسة ومرعد إرادني ان ابتعد عن جو القرية فهو يعلم انني لن أتوقف عن العمل ما دمت هناك "
"اه قال والدها مبتسما اعلم تنسين نفسك ...حسنا تفضلا هناك احتفال صغير على شرف احد رجال الاعمال هيا لتشاركونا"
"لا أستطيع عمي صدقا يجب ان اعود تعلم الطريق طويل "
"لا لا يمكنك العودة انت ستبيت هنا "
"لا يمكنني تعلم عملي والالتزامات "
"خذ اجازة انه حقك انت تتعب كثيرا في عملك "
"لا أستطيع صدقا ربما مرة اخرى "اجاب مرعد
"حسنا كنت  اتمنى ان تبقى معنا لكن لا باس انت وعدت انه سيكون هناك مرة اخرى ..سما غيري ثيابك لتشاركينا انت بعد ان تودعي زوجك "
"لا ابي انا ايضا متعبة وأريد النوم "
"حسنا ابنتي كما تريدين "
"ابي يمكنك العودة للحفل لا باس ساودع مرعد واصعد الى غرفتي "
"حسنا لكني ساراك في الصباح "
"بالطبع "
مرتاحا لفكرة انها لن تشارك في الحفل سلم على عمه الذي انصرف استدار بسرعة الى سما وقبل ان تدرك قبل جبينها
"لا تنسي ما وعدتني به ساراك قريبا "
وانسحب مغادرا قبل ان تخونه خطواته فهو لا يحتمل رؤيتها هشة. ضعيفة هكذا 
لن تفهمه ابدا فكرت سما وهي تتابع ابتعاده ما الذي يحدث
زفرت وهي تحمل حقيبتها وتتجه الى غرفتها لااا سما لن تفكري بشيء فقط اغلقي عينيك ونامي
*********
كان الوقت بعد الفجر دخل الى بيته قاصدا جناحه بعد ان صلى في المسجد القريب من بيته  عندما سمع صوت الهمهمة الآتية من الجهة المقابلة لجناحه أتراها سما فكر منذر يتجه الى جناح ابنته طرق الباب لكن لا مجيب اتاه صوت شهقات متتالية ونشيج مكتوم فتح باب جناحها ليفاجئ المنذر كانت ابنته ترتدي ملابس الصلاة جالسة وتبكي
"سما ...قال مدهوشا ما بك يا ابنتي
*******
ما ان وضعت راسها على الوسادة حتى غابت في نوم عميق لم تستيقظ منه الا على اذان الفجر ومنبه هاتفها نهضت بخطوات مثقلة وعينان بالكاد مفتوحة اثر بكاءها توضت وصلت وجلست تقرا الأذكار لقد قالت لها الجدة فوز انها ستريحها لكنها ما ان بدات بالدعاء حتى انهمرت دموعها من عينها بسخاء متذكرة تلك الاوقات التي كانت تقضيها معهم في هذا الوقت كيف استطاع ان يقبل ابتعادها فكرت سما باكية قبل ان يفتح والدها الباب عليها
من بين شهقاتها "بابا..."
"ما الامر لقد شعرت ان هناك شيء غير صحيح عندما أتيتما ما الامر ؟"
لقد تاخر نهضت رباب من مكانها كان يجب ان يأتي الان تحركت الى جناح ابنتها لتطمئن عليها
كان صوت الهمهمات واضحا عندما فتحت الباب ودخلت
"يا الهي سما هل جننتي "هتف والدها
"ما الامر قالت رباب عندما رات حالة ابنتها وحنق زوجها
"تعالي واسمعي ما فعلت ابنتك "
جلست رباب مقابلهما بينما تعيد سما لهما رواية ما حدث
"لقد اعاد لك حقك و اقتص منها وعاقبها ما الذي تريدينه بعد "قالت والدتها معاتبة
"لقد ...قالت سما تغالب خجلها اظهر المنديل للعلن "
"يا حمقاء هل تعلمي ان من تتزوج في قرية مثل قريته في يوم صباحيتها يحمل منديلها وتراه جميع نساء القرية علنا ويقمن حفلا عليه لكن مرعد راعى طبيعتك الخجولة وانك من بيئة مختلفة وجنبك الاحراج بان طلب منك ان تخبري والدته ان منديلك معه لكن عندما جد الامر فهو أظهره  هل تعلمي ان هناك نساء يورثن منديلهن لبناتهن واحفادهن دليلا على الشرف والنقاء ما فعله لم ينتقص منك ابدا في أعرافهم على العكس انه دلالة شرف والعفة ضرب والدها كفا بكف اتعلمي اشعر احيانا انه قد ظلم بزواجه منك "كان غاضبا
"منذر قالت رباب دعها لي لا داعي لغضبك انت تعلم ان كل هذا غريب بالنسبة لها "نظر والدها لهما ثم رفع كتفيه بعلامة قلة الحيلة وخرج
"والان استمعي الي جيدا سما اعلم اننا لم نكن والدين جيدين كفاية  لأبناءنا وخصوصا لك ، فانت على عكسهما عشت في قمم طوال حياتك وعندما خرجت منه تم الالقاء بك في عالم تحكمه عادات لم تسمعي بها من قبل المراة مجرد تابعه فيه ومع ذلك رجاله شديدي الحمية والدفاع عن نساءهم زوجك رجل بدوي حياتهم ليست سهلة ولا نشأتهم وفوق هذا هو رجل عسكري انهم يجيدون اخفاء مشاعرهم والتحكم بها وعدم جعلها تقودهم ..."
قاطعتها سما "لكنه لم يرغب بالزواج بي وهو لا يحبني .."
"يا حبيبتي الزواج بالنسبة لهم هو الاستقرار. والحصول على عائلة والمشاعر بالنسبة لهم شيء إضافي هم لا يسعون للحب يسعون للمشاركة لوجود نقطة ثابتة في حياتهم معظم الرجال هكذا حتى لو نشؤوا في بيئة منفتحة ...لقد عشت معهم بنفسك ورايت ان معظم الفتيات يقرر مصيرها وممن ستتزوج منذ الصغر فلا يكون امامها الا الموافقة على ذلك وتهيئ نفسها ومشاعرها لتحب ذلك الشخص لا اقول ان هذا تصرف صحيح وانه ينجح دائما لكن هذه هي أعرافهم بها بعض الظلم وقد يتمرد ضدها البعض لكن في النهاية الحياة تستمر اذا تم التوافق ، هذه ليست مشكلة القرية التي تعيشين بها انما مشكلة المجتمع الشرقي ككل بالطبع يوجد اشخاص يتعارفون ويتحابون ويتزوجون عن حب ومشاعر ويوجد اشخاص يتزوجون زواج الأعراف واخرون  يتركون الامر لوالدتهم لتختار لهم شريكة حياتهم ما اريد ان اقوله لك لا يهم كيف تزوجت المهم كيف تعيشين في ظل هذا الزواج اذا وجد التفاهم والاحترام والانسجام سينجح مما كان سببه "
"ماذا عن المشاعر ؟"سالت سما محتارة
"المشاعر امر معقد سما ..،لكن مما قلته ادركت ان مرعد يحترمك ويعاملك بلطف وتقدير ربما هذه طريقته لإظهار مشاعره لكن ماذا عنك هل تكنين مشاعر له "احمر وجه سما
"لا ادري امي انا ..، مشوشة انه ...لست ادري كيف اقول ذلك "قالت سما بارتباك
"هل هو حميم معك ؟"سالت والدتها مما جعلها تخجل اكثر غير قادرة على الاجابة اومات براسها
ابتسمت والدتها "عزيزتي مشاعر الرجل هي جزء من رغبته ان كانت رغبته واضحة بك فهذا دليل انه يهتم بك ويحب ان يكون قربك انا لا اقول ذلك عن اي رجل انما عن الزوج  ، اذا كان الزوج يصل زوجته ويرضيها فهذا دليل على انه يحبها ويسعى لإسعادها زوجك يفعل ذلك "
"لكنه يقسو علي احيانا امي  كل همه ان اتصرف بطريقة صحيحة ..."
"هذا لانك زوجة الشيخ كل ما تقوليه محسوب عليك "
"انت تتكلمين مثله "
"لان هذا هو واقع حياتك انت فتاة متعلمة وزوجك كذلك يجب ان تجدا نقطة للتواصل بينكما ومن ناحية اخرى المراة تعرفت كيف تجد مدخلا لزوجها"
"ولما علي انا اجد لما لا يجد هو مدخلا لي "
"لانه قد وجده بالفعل هو يحاول ان يتحاور معك ويعلمك اُسلوب حياته وكيف تتواصلين مع من حوله ويفهمك أعرافهم وعاداتهم عتبي الوحيد عليه انه يستعجل تعلمك وتأقلمك عليه ان يكون اكثر صبرا معك "
"لا اعلم قالت سما ربما انت على حق لكن لقد استأت منه لانه لم يخبرني عن حقيقة زواجه من صبابة ولم يخبرني عن انه طلقها .."
"هذه الامور تعتبر اسرار ولا يحق له ان يفشيها لك او لغيرك ، اما بشان طلاقه لها فقد ارادك ان تري بنفسك وتتحلي بالثقة به وانت أخفقت بذلك "
نظرت سما بصدمة
"لا تقلقي  كل هذا سيحل لكن اريد سؤالك هل ترغبي بالعودة له "
هل ارغب فعلا ان اعود  اليه
"لا ادري "قالت سما
"اذن من الجيد انك اتيت الى هنا لتفكري بوضوح في حياتك لكن علي ان اعلمك انه لا يوجد طلاق في حالتك "
"اعرف يا امي "
"حسنا اذن ارتاحي الان وسنتكلم فيما بعد "قال والدتها وغادرت غرفتها تاركة لها وحدها تفكر في كلماتها

الثامن جزء ثاني
اكليل
٨*٨
قاد بسرعة يريد العودة قبل موعد صلاة الفجر فلديه الكثير ليتحدث به مع عائلته واكثر ليفكر به بشان سما
عندما وصل كان ابناء اخيه يجلسون في مجلس العائلة يدورون حول بعضهم بدوائر مفرغة
دخل المجلس ليرى حالهم
"ما بكم هيا الى الصلاة "قال مرعد لكن ابناء اخيه بقيوا في اماكنهم
"هل تظن انه من الصواب ان نفعل "قال رعود مترددا
"أمشي يا ولد انتم ابنائي واذا نظر إليكم احد بنظرة لم تعجبني ساقتلع له عينيه "قال يجمعهم تحت كتفيه ويسير بهم الى الخارج
كان الافطار كئيبا بعض الشيء فمرعد يدرك ان خروج صبابة من المنزل سيسبب شرخا وخصوصا عند أحفادها الذين ينظرون الى بعضهم بامتعاض
"اريد ان اخبركم بأمر "قال مرعد ليلتفت اليه افراد عائلته
"لقد مررنا بظرف صعب وفي الظروف الصعبة يجب ان نتجمع لا ان نفترق نحن عائلة واحد ما يمس احدنا يمسنا اريدكم ان تعرفوا ان ما حدث لم يكن لاني افضل سما على صبابة انما لان صبابة اخطات خطا فادحا يمسنا جميعا لو كان هذا الخطا يمسني انا وحدي لما اهتممت لكنه يتعلق بِنَا بعائلتنا وعشيرتنا الشرف امر ليس من السهل التحدث عنه لو كان أمرا اخر كان ممكن ان أتهاون به لكنه يتعلق بكرامتنا وعزتنا جدتكم ووالدتكم رغم كل ما حدث هي جزء من عائلتنا انا لن أمنعكم عنها  على العكس عليكم ببرها ووصلها انها بحاجة لكم ووجودكم لكن علي ان أحذركم ان ما يحدث في هذا البيت يبقى فيه لا يخرج عنه لأي سبب "
قال مرعد كلماته وأعاد انتباهه الى الطعام قبل ان يوقفه سؤال فوز "لماذا ذهبت الطبيبة اذا كان الامر انتهى "
لتكمل عنها صبابة "انت اخذت لها حقها فلما غادرت ؟"
نظر صقر وصخر الى ابنتيهما
"توقفا "قال مرعد لابناء اخيه عندما لاحظ كلمات التعنيف التي تشكلت على شفتيهما
"اولا الطبيبة لم تغادر انها بحاجة للراحة كما ان لديها حالة تلك الفتاة لتهتم بها ثانيا ما حدث كما قلت سابقا لا يمس الطبيبة وحدها والتي هي جزء من عائلتنا انه يمسنا جميعا "
"اذن انت لن تطلقها "عادت صبابة لتسال
"لا ولم افعل هي لم تخطأ بشيء قال مرعد قبل ان يكمل للواقع هي ارادت ان تبتعد قليلا عن جو القرية بعد ما حدث وانا اردت ان ابعدها لأتمكن من ترتيب الجناح الخاص فانا انوي ان اضيف عيادة صغيرة اليه حتى تتمكن من العمل هنا ربما تساعديها لتكسبي بعض الخبرة " قال مرعد ناهضا ليغادر الى عمله
"ما الذي دهاك "هدر صقر بابنته
"انها جدتي لقد طلقها ورحلّها من اجل تلك الطبيبة"
"اصمتي صبابة هو لم يفعل ذلك من اجل سما انما بسبب غباء جدتك التي اقترفت خطا في حقنا جميعا وهنا وينتهي الحديث بهذا الامر لا اريد ان يفتح مرة اخرى ابدا باي شكل من الأشكال "هدرت الجدة فوز ناهضة من مكانها لتغادر هي ايضا المائدة
نظر صقر الى ابنته "هذا تحذير لك ولكم جميعا عاد ينظر الى باقي ابناءه وابناء اخيه اياكم ان يفتح الموضوع حتى بين بعضكم "
"ولكن ابي تدخل رعاد ما الخطا الذي اقترفته جدتي ليحكم عليها بالنفي والطلاق "
"لقد قالت عن الطبيبة انها بلا شرف "تدخل صخر لاول مرة "وما يكون الرجل الذي لا يرد كرامة زوجته ويعيد لها اعتبارها ..هل فهمت الان مقدار الخطا الذي ارتكبته جدتك "قال صخر حانقا من كل شيء وخصوصا من والدته التي وضعتهم في هذا الموقف بهت الأحفاد للحظة فهم لم يتخيلوا مقدار الضرر الذي تسببت به جدتهم
********
تتأرجح بأفكارها متذكرة كلماته وتصرفاته تارة يحبها ويشعرها بانها مميزة لديه وتارة يتصرف معها بالأوامر هي حقا لا تدري ما تفعل لكن شيء داخلها يقول لها ان الابتعاد عنه مستحيل فهي لن تقدر عليه ارتدت ملابسها لتذهب الى المشفى يجب ان تتابع حالة هنادة ما دامت هنا ولتترك كل شيء للوقت
٨*٩
الشوق جمرا في حنايا الروح لا يحرق فبعد الحريق هناك برد الرماد انما يكوي ليبقى مكانه نابضا بالألم لقد أضناه الشوق لوجودها قال ينظر الى جناحهما الذي جدده وأعاد ترتيبه ليحوي العيادة المصغرة فهو لا يريدها ان تتعب نفسها في العمل من الان فصاعدا يجب ان تنتبه لنفسها خصوصا عندما تصبح حاملا بطفله
اليوم سيذهب ليعيدها فلقد مر وقت كافي لتهدأ وتفكر جيدا حول حياتهما
***********
كان صباحا مشرقا نهضت سما بحماس بعد ان تراجعت نوبة الغثيان الصباحي الان بعد مرور اسبوعان  لقد تاكدت انها حامل بطفلهما طفل مرعد الذي لم يسال عنها ولو بهاتف او رسالة (واتس آب )حتى ارتدت ملابسها بسرعة وانطلقت الى مائدة الافطار لا تريد ان يتعكر مزاجها بشيء
كانت هي ووالدها ووالدتها وبالطبع كل واحد منهما يزرع راْسه في الصحيفة التي بين يديه
كم تفتقد صباحها معهم الجدة فوز والعائلة ومرعد الذي كان يأتي الى جناحها قبل الفجر ليخرجا معا احمر خدها تلقائيا عند التفاصيل التي اهملت تذكرها قبل خروجها هي حتى تفقد ذهابها معه الى العمل الامر الذي كانت تكرهه هي تشتاق اليه الان
أبعدت القهوة عنها لتلفت تلك الحركة نظر والدتها
"ما بك سما "
"لا شيء امي لدي امر ضروري ساذهب "
قالت سما ناهضة لكن والدتها لحقت بها قبل ان تصل الى الباب
"هل انت بخير "
"اجل قالت سما
"سما ...هل هناك شيء تريدي ان تخبريني به "
ازدردت سما ريقها "لا امي كل شيء بخير "
"هل انت حامل "فاجأتها والدتها بالسؤال لم تظن انها ستنتبه
"ماذا ؟...لا لست حامل "قالت بتأكيد
"ما الذي يجعلك متاكدة ؟!"
"لانني في فترتي "قالت سما بسرعة قبل ان تغادر لتصل الى سيارتها استقبلها السائق لا تعلم لما يصر والدها على ان تستخدم سائق فهي تستطيع ان تعتني بنفسها جيدا نفضت افكارها فهي لا تريد ان تفكر بانها كذبت على والدتها هي لن تخبر احد قبل مرعد هو سيكون اول من يعلم لكن ليس الان
تحركت بها السيارة متجهة الى المشفى كالعادة
لتتوقف خطواتها وهي تراه يقف امامها قفزت  منها ترفع نفسها اليه وتضمه لها اخيها ثائر قد عاد
أمضت وقتا طويلا تجلس في حضنه تخبره بما حدث لها ودون ان تدرك حل المساء بينما هما على تلك الحال
"لا اصدق كيف يوافق ابي على زواجك منه انه بدوي غير متحضر"
"لا اخي أرجو مرعد بعيد جدا عن هذا الوصف انه متعلم ومثقف الامر انها أعراف لا يمكنهم التطاول عليها "
"قوليها اختي قال ثائر يضمها اليه انت تحبيه "
غمغمت سما تحشر نفسها بين ذراعيه ليأتيها صوته هادرا "سما !!!"
لم يهياه شيء لهذا المشهد سما تتكور جالسة في احضان رجل يضمها اليه بينما هي تجلس على ساقه لا احد يحق له ان يضمها هكذا غيره هدر دمه في عروقه هاتفا "سما "ليخرج صوته هادرا غاضبا انتفضت على اثره تنظر اليه "مرعد "قالت ونبرة الذنب تلون صوتها "من هذا "هدر الرجل الذي كانت تجلس في حضنه عندما انتفضت مبتعدة عنه
"انا من يحق لي هذا السؤال "قال  مرعد غاضبا بدوره
"اهدا أنتما الاثنان "وقفت سما في المنتصف بين الرجلين اللذان تحفزا
"مرعد انه اخي ثائر  اخي انه زوجي مرعد "قالت سما تحاول راب الصدع بينهما "حتى وان كان اخيك لا يحق لك ان تجلسي هكذا بين احضانه "قال مرعد يجذبها من ذراعها ليتقدم اخيها ثائر ليجذبها من ذراعها الاخرى "اذن انت الرجل الذي حصل على اختي غصبا باي حق تصرخ بها ان لم تكن تلاحظ فهي اختي قبل ان تصبح زوجتك قال ثائر
"اهدآ أنتما الاثنان قالت سما صارخة لست دمية تجذباني بينكما اخي قالت سما اهدا رجاء لا شيء يستحق هذا الغضب "غضب مرعد لم يكن يحتويه اي شيء لما تستطيع ان تتكلم بكل هذه الأريحية مع اخيها بينما هو لا  ليس هذا فقط هي لم تهتم لكونه غاضب ولم تحاول تهداته
أمسكت بذراع اخيها لتقف الى جانبه بينما مرعد ينظر لها وهي تتحاشى نظراته
دخول والدها قطع تلك اللحظة التي كانت تهدد بالانفجار
"ما الامر "سال والدها وهو يرى الشحنات المتصاعدة من الواقفين "سما خذي زوجك الى غرفتك  ليرتاح لقد قاد لفترة طويلة "نظرت سما الى والدها الذي تجاهل حركتها المندهشة
"ثائر اريدك في مكتبي "قال منذر قبل ان ينظر الى مرعد "يجب ان تنال قسطا من الراحة يا بني وبعدها سيكون لنا حديث "
تاخذه الى غرفتها !! اي احراج هذا 
سارت امامه قائلة بصوت  بالكاد خرج من هنا
تفدم خلفها بخطوات تكاد تدك الارض ومفاصل يده تئن تحت وطأت ضغطه عليها
"تفضل "قالت سما ملاحظة المنامة التي وضعت على سريرها لابد ان والدتها التي تهتم بكل شيء قد حضرتها
"يمكنك ان ترتاح هنا وانا ساكون ..."
"ستكونين حيث اكون انا قال ناظرا لها بتصميم "
ارتبكت سما قبل ان ترفع راسها وتنظر له بتحدي "تغيب أسبوعان دون كلمة ثم  تاتي وتبدا بالأوامر "
"حسب ما اذكر انك انت من طلب الابتعاد ليس هذا فقط بل انك جعلته وعدا علي القيام بتنفيذه وانا احترمت ذلك لتريحي أعصابك وتهدئي ثم من قال لك انني غبت انا كنت اتحدث مع والدك يوميا وأطمئن عليك "
"مع والدي ؟! لما ليس معي "
"لانك اردت ان تبتعدي وترتاحي ما الفائدة اذا كنت الاحقك بالاتصالات "
صمتت عندما يتحدث بالمنطق لا يمكنها ان تجادله
"سأتركك لتغير ملابسك "
"لا داعي الا تريدي ان تساعدني "اخفضت راسها بخجل
"سأغير ثيابي في الحمام لكن لا تذهبي لأي مكان حتى اخرج "
كانت فرصتها لتخفي اثار حملها البسكويت الجاف الذي تحتفظ به بجانب سريرها لحالات الغثيان الصباحي صورة الالتراساوند الخاصة بطفلها التحاليل المخبرية الموضوعة في الدرج هو لن يصل لها لكن إخفائها افضل
ماكادت تنتهي مما تفعل حتى دخل مرعد الغرفة ينظر لها بشك "ما هذا ؟"سالها يحمل الابرة بيده كيف كانت بهذا الغباء وقفت مصدومة تنقل نظرها من الابرة اليه
"انها ...ابرة قالت بتردد "
"اعلم انها ابرة لم هي هل هي مانع للحمل "قال ناظرا لها بشك "كتب عليها حمل لكن باقي الكلمة غير واضح "
"يا الهي انها أمور خاصة بالنساء كيف اخبرك ذلك انها ...ليست خاصة بالحمل انها مجرد مضاد حيوي يعمل على تنظيف الرحم وهذه الامور قالت بصوت منخفض "
تدير عينها عنه في حركة فسرها على انها خجل مما جعله يبتسم "سعيد لانك تنتبهي لنفسك "قال ملقيا بالإبرة في سلة القمامة تعالي مد يده لها ليجلسا على السرير "لدينا الكثير لنتحدث به لكن اولا انا غاضب منك قلت لك ان لا تلمسي رجلا اخر غيري ورايتك تضمي اخيك اليوم "
"انه اخي قالت سما تشعر بالدوار انه يفقدها تركيزها بطريقته بين المد الجزر فهو لحظة غاضبا والأخرى هادئا وثانية محبا وهي تتقلب بينهم حائرة
"وان يكن سما انا أغار لا احب ان ينظر اليك او يلمسك احدا غيري "
قال واضعا يده في شعرها الحريري يحركه
"نامي حبيبتي لدينا غدا يوم حافل وطريق طويل"
"لكن انا ..."
قاطعها واضعا شفتيه على شفتيها بلمسة ناعمة "ماذا سما الم تشتاقي لي أسبوعان وانت بعيدة نظرت الى عيناه التي تعكس صورتها انه يسحرها بمجرد ان ينظر اليها هكذا بلمسه من يده وجدت نفسها مستلقية على السرير  متى حدث هذا لا تعلم مرعد يضمها الي صدره التي تجاهلته منذ خرج من الحمام عاري الصدر
حاولت ان تفتح فهما لتقول شيء لكنه اصمتها"اييشش سيكون لدينا وقت نتكلم فيه الان ارتاحي قال يقبل قمة راسها "ولدهشتها استكانت نائمة بين ذراعيه
في الصباح حاولت ان تخفي شعورها المتزايد بالذهاب الى الحمام حتى اطمئنت  ان والدها ارسل بطلبه   وخرج بعد ان قبلها اعلى رأسها أسرعت تنجز روتينها اليومي
كانت الافطار محنة اخرى فهي بالكاد تطيق الطعام جلست الى جواره تشعر  بعينيه الفاحصة لها
"اريد إذنك سيد منذر سآخذ سما ونغادر بعد الافطار تصلبت سما "لكن لدي التزام "
"ما هو التزامك "سالها مرعد
"هنادة أتذكرها "
"اذا نزورها ثم تخبريها بضرورة عودتك وتحددي لها يوما للزيارة وسأحضرك به "
"اظن هذا جيد كفاية قال منذر بينما عينا ثائر تراقب بامتعاض مع ان والده قد شرح له ملابسات زواج مرعد و سما وما فعل مرعد لها الا انه ما يزال يرى ان زواجهما اكبر غلطة
نهضت سما لتودع والديها بعد ان حضرت حقيبتها التي اختارت لها ملابس اوسع واكثر راحة بسبب حملها
"ستاتي لزيارتي "قالت لثائر الذي اكد لها انه سيفعل
"ربما ظروف تعارفنا اتت بغير ما احب لكني سعيد انها اتت شرفنا بحضورك قريتنا "
أومأ ثائر له "سيسعدني ذلك "قال ملاحظا نظرات مرعد لسما التي كانت تضم والديها هذا الرجل عاشق فكر ثائر بصدمة كيف لرجل بخشونته ان يعشق ومن اخته سما الرقيقة
الطريق طويلة وفكر مرعد ان يستغلها في الحديث مع سما لكنها الان بعينيها الدامعتين هدمت كل مخططاته
"لا تبكي يا سما ستزوريها وقت تشائين "
"لقد بدات تتحسن ولم تظهر انزعاجا عندما أخبرتها اننا عائدين الى القرية لا اريد ان تنتكس مرة اخرى "
"لا تقلقي لن يحدث انت ستبقي على اتصال بها وبالطبيبة التي تعالجها
"انا اذكر قبل اسبوعان عندما ذهبت لها اول مرة كانت يائسة وعندما سالتها عن اسمها قالت انه صوت البوم كما هي فعلا فهي وجه شؤم لكل اَهلها وروت لي الطريقة التي قتلوا بها امامها لم اتوقع او أتصور ان تتكمن من النجاة بعد ان قالت روايتها لكنها استطاعت انها تحاول ان تخرج نفسها من الحالة التي هي بها لكنها للاسف لا تتجاوب الا معي "
"لا تقلقي ستشفى ان شاء الله وانت ستكوني الى جانبها في اي وقت تريدين "
صمت قليلا قبل ان يرى أساريرها تنفجر عن ابتسامة شكر "شكرًا لك "
"فقط !!"قال مرعد ناظرا لها
"الطريق هتفت سما
"لا تقلقي لكن عندما نصل الى البيت ساريد شكرًا لائقا"عاد لابتسامته التي تذوب حواسها
والتي تحولت الى نظرة جدية "لقد مررنا باشياء كثيرة لكن بوجود التفاهم والمحبة بيننا سنتجاوزها"
محبة ...هل يعني ذلك انه يحبها
لاقى وصولها ترحيبا كبيرا من العائلة التي سرت لعودتها طال جلوسها في مجلس النساء  بعد العشاء مدركة انها بعملها هذا هي تؤخر المحتوم فقط
دخلت جناحها المجدد تنظر حولها للتجديدات التي حدثت
"هل أعجبك أتاها صوته من مدخل الجناح لتجفل
ويبتسم كالعادة "هل رايتي العيادة "قال يفتح الباب الجانبي والمنعزل عن جناحها "انها جيدة "
"هكذا لن تضطري للخروج كل يوم خصوصا عندما ...نرزق بأطفالنا "
أطفالنا هذا الكلمة جعلتها تجفل أتراه يعلم محال كيف له ان يعرف تقدم منها ليعودا الى جناحهما مد يده يخلصها من وشاحها و  يفك عقدة شعرها
"ماذا تفعل ؟"
"اجهزك للحمام "تخلصت من يديه
"استطيع وحدي "
وقف مكانه "حسنا "
راها تدخل غرفة الحمام وقبل ان تقفل الباب كان خلفها ليرى نظرة الاندهاش على وجهها
"اليس افضل من القديم "سالها
"انه جميل قالت سما تنظر للحمام الذي اصبح اكبر ويحتوي جاكوزي ولوحة ثلاثية الأبعاد تمثل أرضيته
ومرآة كبيرة بحجم نصف الحائط
"هذا كثير "قالت سما "القديم كان جيد"
"اردت بداية اخرى معك فقط نحن الاثنان "قال يضع جبينه على جبينها يا الهي انها تضعف امامه مهما حاولت ان تبدو متحفظة يكفي ان ينظر لها او يهمس لها حتى تذوب
"اذا اردت اخرج ..."
"لا قالت تتمسك به قبل ان يغرقها في عناق كانت قد حرمت منه مدة طويلة لا تعلم كيف وصلت الى حوض الاستحمام معه فقد كانت فعليا في عالم اخر  لا تشعر سوى بحرارة مشاعره التي صهرتها في تناغم رائع شعرت بجسدها الذائب ‏تحت  لمساته يمنحه الرضا ليلتحم معه شاعرة بموجات الماء حولهما تنثر على الارض قبل ان يسكن كل شيء وتتكا على صدره تشعر بالاكتفاء
دقائق او ربما ساعات بقيا على جلستهما هو يضمها وهي تضغط نفسها الى صدره مغمضة العين تشعر بان كل ما مرت به حلم تلك اللمسات والهمسات التي غمرها بها يا الهي كيف يستطيع ان يجعلها طيعة بين يديه كالعجينة
"سيبرد الماء"همس فوق راسها
لتتحرك تريد المغادرة
"لا"قال واقفا يلف نفسه بمنشفة بينما يتقدم منها ليلفها باخرى يجففها بها كانها طفلة لكن نظراته ولمساته بعيد كل البعد عن التصرف مع طفلة حملها بين ذراعيه ليضعها على الفراش
"استطيع السير "قالت تحاول طرد تلك المشاعر التي عادت لتتولد من جديد داخلها
"اعلم ..لكن ما دمت موجود انت ستتدللي والان الى النوم يجب  ان ترتاحي "
"هل ستعطيني كوب حليب قبل النوم  ولا تنسى ان تحضر لي دبا صغيرا أضمه عندما انام "قالت تحاول ان تبدي غضبها من معاملته لها
"اذا بقيت تثرثري و تنظري لي هكذا سأعطيك شيئا اخر قال بينما عينيه تلمع بمكر ثم اذا اردت ان تضمي شيء فانا موجود لانه غير مسموح لك ان تضمي او تلمسي اي شيء غيري "
"هل لي على الاقل ان ارتدي ملابسي "
"بالطبع "قال يضعها على طرف السرير لتنزلق متجهة الى الخزانة نظرت مرة واُخرى الى خزانتها
"اين مناماتي"
"عندك "قال مشغولا بارتداء بنطال منامته
"لا ارى الا قمصان النوم قالت تنظر الى خزانتها مرة اخرى المثيرة حدثت نفسها لا يوجد الا قمصان نوم مثيرة في خزانتها
"اذن ارتدي اي شيء مما عندك ربما قد اختلط الامر على المساعدة اثناء الترتيب "
قال مدعيا البراءة حاولت سما ان تجد اي شيء مقبول على الاقل فكان اختيارها على قميص اسود طويل لكنه شفاف لا يغطي شي من جسدها وفضفاض نظرت اليه قبل ان تلبسه في الحمام كان مرعد مستلقيا على سريره ينظر لها بين الحين والاخر مدعيا عدم الانتباه بينما شبه ابتسامة يداعب فمه
اذن السيد مرعد تعمد ذلك فكرت سما تاخذ مكانها على السرير وكالعادة مد ذراعه لها لتنام وتضع راسها على صدره دقائق قبل ان تطمئن انه قد استقر وضعت يدها على صدره وببطء نزلت لمساتها على جذعه بينما اصابعها ترسم خطوطا متعرجة على بشرته وصلت الى سرته شاعرة بشعيرات جسده تستجيب للمستها وصلت طرف بنطاله ثم أبعدت يدها بسرعة لكن يده امسك بها بسرعة"لا نحن متفقان ان من يبدا شيء ينهيه "قال بصوت أجش آخذا يدها الى صدره مرة اخرى لتبدامن جديد جولتها بينما يضع يده مثلها يلمسها بذات الطريقة التي لمسته بها مع فارق جرأته ووصوله لاماكن لم تصل هي لها توقفت يدها على بشرته تشد عليها شاعره باستجابة جسده بعد كل رجفة تقوم بها اثر اجتياح يديه كان عليها ان تعلم انها لن تنتصر عليه ابدا همست "مرعد"
"انا لم ابدا بعد "قال "تابعي "قال يأمرها ان تحرك يدها على جسده بينما هي تشعر فعليا ان جسدها سيتلاشى اشرف عليها بجسده
"والان ما الذي تريده يا سما "قال مرعد مدركا وصولها حد الانهيار تحت يده جسدها ينبض مفرغا  اثارتها مرة تلو الاخرى تلهث انفاسها "اريدك انت مرعد "
"ومرعد كله لك "قال مغرقا نفسه داخلها شاعران بانصهار جسديهما ليصبحا واحد
كان الوقت قبل الفجر بقليل  تشعر بالارتخاء شعور لذيذ بالخفة
شعرت انه يتحرك بجانبها مع صوت طنين قفز فعليا من سريره حركته جعلتها تتنبه
"ما الامر "تحرك مسرعا الى الحمام استحم في دقيقة نصفها الاخر كان يرتدي به ملابسه
"العمل سما لا تقلقي نامي انت "
"ولكن ما الامر "قالت تجلس على سريرها
"لا تقلقي نفسك قال متقدما اليها يقبل راسها قبل ان يغادر
مر يومان على ذهابه لا كلمة لا خبر وان سالت صقر يقول لها عمل
"هناك عاصفة قادمة يجب ان نستعد لها "قال صخر يحث اخاه على التحرك
ومضى يوما اخر كغيره دون مرعد جلست سما مع نساء العائلة تتبادل الحديث معهن حتى شعرت بالنعاس وصعدت الى غرفتها وحيدة لتنام
****
بعد صلاة الفجر مع الجدة وجلست القهوة صعدت تغير ملابسها لتتناول الافطار وتغادر الى عملها
رائحة المطر  الممزوج بالرمال كانت مغرية بطريقة غريبة تريد ان تتمشى في الخارج رغبة قوية سيطرت عليها فهي تعشق السير بينما حبات المطر تنهر على راسها خصوصا اذا كانت بمزاج مضطرب نظرت من نافذتها الى الطبيعة كم كان الطقس يشبهها
داخلها كئيب بينما الرياح تعوي بحزن والمطر بدا كدموع تسقط بسخاء لا شيء تغير فكرت بيأس وهي ترتدي ملابسها بسرعة تريد ان تخرج هي بحاجة الى هواء بعد موجة الغثيان التي عانت منها ترغب بالابتعاد ....
ما ان خطت خارج غرفتها حتى رأته امامها بكامل ملابسه الرسمية
"الى اين بادرها "
"الى عملي أجابت بسرعة دون ان تنظر اليه
"لا لا يمكنك الخروج اليوم الطقس في الخارج ينذر بعاصفة وانا أعلمت الجميع ان اي حالة طارئة يمكنها ان تاتي الى هنا والعيادة المصغرة مجهزة بكل شيء كما رايتي"
"لكني اريد ان اخرج انا بحاجة لذلك "
أجابت حانقة
"لا تجادلي سما ابقي هنا لدي بعض الامور انهيها وسأعود لن أتأخر ...نظر لها بحزم لا تخرجي"قال مغادرا بينما هي تتلوى استياءً يغيب ثلاث ايام ثم يعود ليامرها بعدم الخروج دون حتى ان يوضح سبب غيابه
الساعة الان التاسعة لقد مرت ثلاث ساعات منذ غادر سأعود سريعا هراء فكرت سما هو كعادته لا يخبرها بشيء ارتدت معطفها الشتوي ذو الطبقة العازلة للماء وحذائه عالي الرقبة ستخرج وستذهب الى عيادتها لأنها ببساطة لا تريد ان تطيعه والأكثر انها تشعر بالاختناق هنا في جناحها المجدد الذي ظن انه سيراضيها به كان المزيد من الجدران والرفاهية هي ما ستحل مشاكلهما
مستخدمة المدخل الخاص لجناحها وانطلقت مسرعة
*******
الطقس ينذر بعاصفة قوية عليه ان يبقى بعض الأنفار على اهبة الاستعداد لواجهة اي طارىء ومساعدة الرعاة لنقل مواشيهم الى الحظائر المبنية لحمايتهم وكل ذلك يجب ان ينجز بسرعة فلسبب ما يشعر بانه يجب ان يعود الى البيت  و يحادثها فهي بالكاد قالت اي شيء في الامس تنهد يتابع العمل متقدما الى حصانه لينقله مع باقي الماشية  ملتفتا الى الغيوم السوداء التي تقترب بسرعة مع الرياح التي تزار بلا هوادة
"هل أخبرت الجميع ان يتوجهوا الى بيوتهم خصوصا الرعاة سال صقر
"الجميع في بيته وتم توفير اللازم لكبار السن لا تقلق لا اظن ان احدا عاقلا يبقى في الخيمة في هذا الطقس بالكاد اقنع نفسي ان زجاج النوافذ سيصمد في وجه هذه الريح ما بالك بقطعة صوف "
"اتمنى ان تمر العاصفة بِسلام ...لقد أرسلت المؤن اللازمة الى البيت ستصل الان اذهب انت وانا سالحق بك ما ان اطمئن الى ان كل شيء قد استقر "
"حسنا عمي لكن لا تتأخر ...سأفعل جهاز اللاسكي عندما أصل حتى نبقى على اتصال مع الجميع ومع المركز ايضا "
أومأ له يراقب ابتعاده اتجاه البيت وعندها لمح  ظلا نحيلا يرتدي معطفا وردي بالكاد يقاوم الريح متجها الى العيادة بخطى غير ثابتة
لا يعرف احدا يرتدي اللون الوردي في وسط الصحراء مجنونا كفاية ليخرج في هذا الطقس. مخالفا تعليماته الا شخصا واحدا
سما
فكر خانقا غاضبا الا يمكنها ان تطيع اوامره مرة واحدة فقط مرة هو لا يطلب اكثر أمسك رسن اول حصان وجده أمامه  وامتطاه بسرعة
شعر الحصان بغضب راكبه عندما لكزه بقوة لينطلق مع الريح بينما مرعد يحاول ان يسابق العاصفة التي ستصل باي لحظة تلك الحمقاء ستكون في وسطها وفي افضل الظروف سينتهي بها الامر اما تحت ركامها او غارقة في السيل الذي ستصنعه
عند تلك الفكرة شعر بغضبه العارم الذي بدا يتحكم به رغم محاولته للسيطرة عليه فهذا ليس وقت الغضب فقط عندما تنجو وعندها لكل حادث حديث
**********
ما ان غادرت قدمها اخر درجة في السلم المؤدي الى جناحها حتى ادركت انها اخطات في خروجها وجدت نفسها في جو عاصف لم ترى مثله من قبل لقد سمعت كثيرا عن قسوة الصحراء لكنها لم تعشه من قبل كانت تظن ان هذه القسوة تتمثل فقط بالحرارة وبعض الغبار لم تكن تعرف ان شتائها سيكون هكذا بخطوات ثقيلة حاولت ان تتقدم مع انها تشعر انها بكل خطوة الى الأمام تعود خطوتان الى الخلف ومع ذلك برعونة مع انها تدرك ان وضعها لا يسمح لها بهذه المخاطرة اكملت طريقها تحاول ان تتحدى الرياح التي عصفت بها وكأنها تجبرها على التوقف والعودة وعدم مخالفة امر مرعد هزت راسها ترفض ان تفكر بردة فعله عندما يعرف انها خرجت قاتلت نفسها لما تعودين لذلك انت اساسا خرجت لكي لا تطيعيه انت تريدي ان تستفزيه....فجاة صوته هدر من طيات الرياح سمااااا
دون ان يفكر وجد نفسه يمسكها رافعا اياها عن الارض لتستقر أمامه على الحصان الذي انطلق يسابق الريح والعاصفة التي بدا هجومها
"الم اطلب منك البقاء في المنزل الا يمكنك ان تدركي خطورة الطقس "
صوته الغاضب اخرجها من الصدمة التي احاطتها فهي وجدت نفسها تطير عن الارض لوهلة ظنت ان الريح هي من رفعتها لكنها تدرك الان انه لم يكن سوى مرعد الغاضب جدا منها كالعادة وهذا ما وسع إدراكها لخطورة وضعها انها تمتطي حصان في اول شهور حملها اي غباء هذا صرخ بصوت عالي يغطي على هدر الريح وغضبه
"انزلي الان "
لابد انها مجنونة نظر لها مرعد "هل جننتي "
"لا عليك ان تنزلي ان ما تفعله هو الجنون "قالت تتفلت من قبضته تريد النزول لكن ما فعلت جعله يضيق ذراعيه حولها أكثر مما جعلها تتلوى بغضب على ظهر الحصان
شاعرا بغضب راكبيه وخائفا من العاصفة التي تنبئه غريزته انها ستكون قوية وقاسية وبردة فعل طبيعية لحيوان مثله اراد الهرب والتخلص من كل هذا الجو المشحون رفع ساقيه الأمامية بحركة تنم عن الغضب كانه يصرخ بهما ان يتوقفا عما يفعلان مهارته جعلته يمسك بالرسن بينما يده الاخرى ربتت على رقبة الحصان يهدئه
مستغلة ان قبضته أرتخت حولها ودون ان تفكر بخطورة الوضع ارادت الترجل عن ظهر الحصان الذي اجفل من حركتها ليباغتهما ويرفع ساقيه مره اخرى قافزا في الهواء
في ثوان معدودة وجد مرعد نفسه على الرمل بينما الحصان الجافل يبتعد متجاهلا وجعه اثر السقطة ادار نظره في المكان باحثا عنها ليراها متكومة حول نفسها في اللحظة الثانية كان عندها كانت ملطخة بالرمال والغبار بدا يثور حولهما ابعد شعرها عن وجهها ليرى عده خدوش  ملئته وجرح كبير غائر في جبينها نزف منه الدم بوفرة هتف بها بحنق فهي على عكسه قد تدحرجت على الرمال والصخور القاسية بينما هو سقطت مكانه على ظهره
"سما "يهزها بينما هي لا تجيب سوى ببعض الأنين ونشيج باكي مكتوم عندها ادرك ان اصابتها اكبر مما يرى شعر كان شيء قبض قلبه وكالممسوس هزها بقوة كان حركته ستجعلها تفيق
شاعرة بالم يقصف أسفل ظهرهاوفي مناطق متفرقة من جسدها الذي كومته تريد حماية طفلها راسها يدور غير مستوعبة لما حدث شعرت بيده تهزها
"سما اجيبيني ما بك سما افيقي سماااا "
انين خافت خرج من بين شفتيها بينما يدها تتقلص بالم على بطنهاويشعر بها تتشنج بين يديه متألمة "الطفل ..."
غير مدرك لما قالت او ان استيعابه توقف نظر لها مصدوم
شعرت بالسائل الدافىء ولحظة ادركت ان أسوأ توقعاتها قد حدث الم غير محتمل احتواها فاستسلمت له بينما يسحبها الى هوة سحيقة
شعر بها ترتخي بين ذراعيه فاقدة للوعي اسرع يحملها عندها فهم ما كانت تقول عندما لاحظت الدم اللزج الذي لوث كمه ومصدره من بين ساقيها صرخ بالم ينافس صوته صوت الريح التي تزار حوله حمل جهاز اللاسكي وسارع لطلب سيارة الإسعاف في اول خطوة واعية له بينما يتلمس وجهها ولذعة حارقة تغرق عينيه سما هتف بلوعة محاولا فعل اي شيء يعيدها اليه يضمها اقرب الى قلبه يهمس لها ان لا تفعل به ذلك ان لا تتركه وفِي صدره حرقة تلوي قلبه انه يفقدها وليس وحدها بل طفله الذي لم يعرف بوجوده سوى لحظة فراقه

اكليل الصبار الجزء الاول من سلسلة (أني عشقتك) بقلم زهرة سوداء ּسوسن رضوانحيث تعيش القصص. اكتشف الآن