الفصل الثاني

5.8K 103 2
                                    

الفصل الثاني اكليل الصبار

الفصل الثاني
صداع يفتك في راسها يرافقه شعور بالانزعاج بسبب الكوابيس التي رأتها فتحت عينها على مضض تشعر بالثقل بهما ويؤلمها الضوء الساطع للنهار حاولت التحرك لتتخلص من تيبس جسدها ...لما تنام هنا انها ليست في سريرها ولما لا تزال ترتدي ملابس العمل نظرت حولها بشك متجاهلة الم راسها لما ام السعد هنا تنظر اليها
"ما الذي تفعليه هنا "سالت سما بصوت مبحوح
"امرني السيد مرعد ان أبقى معك عندما عدت متعبه ...هاك لقد قال ان اعطيك القهوة ودواء مسكّن اظن ان هذا هو "قالت مشيرة لقرص الدواء الموضوع في الصنية الى جانب القهوة
يا الهي لم تكن كوابيس لقد كان مرعد هنا فكرت سما بصدمة تضع يدها على راسها متذكرة احداث امس
***********
لقد كان قدوم الغجر الى المركز الصحي عامل إلهاء جيد لسما حاولت خلاله تناسي تلك الحادثة لكن هل ضربها فعلا وجود اثار حمراء أخفتها جيدا على وجهها يؤكد ما حدث تلوت في داخلها يا الهي ما الذي قالته لتسحق هذه الصفعة
*********
لقد مرت عدة ايام ولم تحضر أتراها تتذكر ما حدث وتشعر بالخجل فكر مرعد بانزعاج متذكرًا كلماتها ويدها التي لمسته ...يا الهي هتف غاضبا في نفسه
ليخرج من مكتبه يريد ان يذهب من جولة ميدانية عله يخرج هذه الصورة من عقله
********
لقد تاكدت من ان جميع الاطفال قد تم تطعيمهم وفحصهم غدا تبدا بالحوامل وكبار السن ثم الرجال والنساء كانت زيارتها للمخيم مثمرة فكرت سما سعيدة انها قامت بإنجاز وهي تتحرك الى سيارتها مغادرة المخيم بينما بعض الاولاد الصغار يلوحون لها ابتسمت لهم لكن سرعان ما اختفت وهي  ترى تلك السيارة التي باتت تعرفها جيدا يتبعها سيارتان شرطة ارادت ان تجلس في سيارتها وتنطلق بسرعة لكنه ليس تصرف لبق وستظهر انها تهرب هي فعلا تريد الهرب
يا الهي فكرت لو انها تتذكر ما حدث ذلك اليوم انها ترى بعض الصور لكنها مشوشة ولا يمكنها الاعتماد عليها لكن الشيء الوحيد الذي لا يمكنها تجاهله هي اثار الصفعة على وجهها مع انها تقنع نفسها انها ممكن ان تكون رضة اثناء نومها  تنهدت بيأس وهي ترى السيارة تقترب منها وتبطىء سرعتها
ترجل السائق ليفتح الباب لمرعد الذي نزل على مهل ينظر لها بمزيج من الغضب والاحتقار
تلهت سما كانها تبحث عن شيء في حقيبتها محاولة ان لا تنظر اليه
"ما الذي تفعليه هنا "
مكملة بحثها عن اللا شيء الذي لا تجده
"كنت في زيارة للمخيم "قالت ترفع عينها على مهل
"اريد ان آراك في مكتبي بعد أنتهاء دوامك في المركز  "امرها وابتعد مسرعا
ما الذي يريده منها ! فكرت سما بيأس تصعد سيارتها بينما تراقب سيارته وما خلفها يبتعد
مجرد ان راها ادرك شعورها بالذنب اذن هي فعلا مذنبة وهو لن يترك الامر يمر بسلام
********
جلست نساء العائلة وفتياتها الكبيرات في قاعة البيت الداخلية لشرب القهوة وتبادل الحديث
"عمي مرعد وصقر مشغولان هذه الفترة انهما لا يعودان الا في وقت متاخر "قالت راية بقلق
"وصخر ايضا "علقت فرحة
"لاحظت هذا ايضا قالت الجدة فوز فليعنهم الله خصوصا مع اللاجئين الفاريين من ويلات الحرب في بلدهم يحاولون تقديم كل ما يمكن لهم "
"ان القرية بالكاد تقدم لنا نحن اَهلها ما يلزم لياتي هؤلاء ...."قالت صبابة بأسلوبها الفظ كالعادة لكن الجدة قاطعتها "هؤلاء هم اخواننا وعلينا ان نستضيفهم في بيوتنا لو ان الحكومة لم تقدم لهم المخيمات كيف أمكنك قول هذا صبابة عنفتها "ليعم الصمت بعدها لكن صبابة الصغيرة قالت بحماس "اجل يا جدة فوز معك حق ان اوضاع المخيم سيئة حتى ان مدرستنا نظمت حملة مساعدات لهم والطبيبة سما تزورهم باستمرار لتقدم الخدمات الطبية احدى الفتيات تعرفت عليها  تاتي للدوام في الفترة المسائية هي وباقي فتيات المخيم بعد ان ينتهي دوامنا أخبرتني ان الطبيبة وبعض الجمعيات يقدمن لهم الغذاء والكساء "
"يجب ان نذهب في زيارة للمخيم "قالت فرحة
"الطبيبة سما ستساعدنا فهي تعرف احوال الجميع هناك "عادت صبابة الصغيرة لتوضح
"كفى ...هدرت بها صبابة الكبيرة الطبيبة ...الطبيبة لقد سمعت والدك لن يقترب احد منكم منها ..."
"لكن جدتي انها طبيبة جيدة بالفعل لقد ساعدت الغجر وسكان المخيم كما انها ..."
"قلت كفى "عادت صبابة لتهدر بغضب مجرد ذكر اسم هذه الطبيبة يتكهرب كل جسدها
"لكن انا اريد ان أراها الجميع يعلم انني اريد ان اصبح طبيبة وكنت افكر بان أساعدها في الاجازة حتى اتعرف على عملها عن قرب "
"هذا لن يحدث لانه هذه الطبيبة لن تبقى هنا هي سترحل "
قالت صبابة كلماتها وسط ذهول الآخرين
"هي تظن ان بامكانها ان تعيش هنا وتصنع لنفسها مكانة لكن هذا لن يحدث "
"لما كل هذا التحامل ضدها "تدخلت فوز
"لانها ليست منا ولن تحظى بان تكون "أدلت صبابة بكلماتها وغادرت المجلس بينما الأخريات ينظر لبعضهن بريبة لما تكرهها هكذا تنهدت فوز الكبيرة بيأس صبابة تصبح اكثر جفاءً وقسوة كل يوم  فهي ترى في اي شخص يصبح محبوبا في القرية تهديدا لها لقد كانت غلطة كبيرة تزويج ابنها منها بعد وفاة اخيه فكرت تفتح باب ذكرياتها القديم
***********
دخلت بخطواتها المتعبة المركز الصحي الخالي كالعادة
"هل أتى احد "
"لا "إجابتها ام السعد تكمل فنجان قهوتها بلا اهتمام زمت سما شفتيها بحنق الى متى يبقى هذا الحال لا يوجد سوى الغجر وأهل المخيم من يقبلون خدماتها رنين هاتفها قطع افكارها
"الطبيبة سما .."
"كيف انت يا طبيبة ...
"سليم ...قالت بلهفة كيف انت ولو انني غاضبة منك "
"معك حق اعلم انني لم اكن متواجد معك خلال تلك الفترة "
"ليس عذر كان يمكنك الاتصال "اجابته بدلال
"اسف عزيزتي ليس لي عذر الا انني انشغلت بالمؤتمرات لكني سأعوض عليك ذلك ساتي لزيارتك اخر الاسبوع القادم  عندما اعود "
"لا يكفي "
سمعت ابتسامته "احبك عندما تغضبي مني فهذا يجعل ترضيتك تحديا لي "
"أذن فكر جيدا بترضية مناسبة فانا غاضبة جدا متى تصل ..."
"الاسبوع القادم هل تريدي ان احضر لك شيء من باريس "
"اممم دعني افكر انت مسافر منذ ثلاث اشهر ولم تكن معي خلال ذلك الوقت العصيب ولست معي الان لتشجعني في حياتي الجديدة في هذه الصحراء ثم تسألني ان  كنت اريد شيء من باريس ؟!"
"الم اقل لك انا بحاجة لتحدي لأراضيك اممم الامر يحتاج لإبداع "
"انت بحاجة لكل مهاراتك "
"وانا لها يا طبيبتي اغلقت هاتفها بابتسام سليم دائما كان له تاثير جيد على مزاجها عندما يحدثها لو انه فقط يتوقف ولا يضغط عليها بأمر ارتباطهما
كان الدوام قد انتهى مع إنهائها الاتصال عندما اتى لها احد افراد الشرطة
"يا طبيبة لدينا إصابة في احد العناصر  نحتاج مساعدتك "
هبت سما من مكانها تستدعي الممرض حازم ليرافقها
٢
كان كل شيء هاديء و جولته تكاد ان تنتهي لا دليل على اي اختراق
"كل شيء هاديء"قال صقر يتابع اتصالات الوحدات الأمنية التي نشروها
"أبقي الوحدات في مكانها ولتوافينا بكل جديد "قال مرعد يتبع الموقع قبل ان يتحرك ليعود الى سيارته ويتبعه صقر وصخر الذي ما كاد ان يفعل حتى لاحظ الغبار المتصاعد من احد ثغور المنطقة الحدودية
"هناك اختراق "اعلن صخر مما جعل رجال الأمن وصقر يتاهبون اما مرعد امسك مكبر الصوت يأمر ثلاث سيارات من نوع الجيب بان تتوقف مكانها لكن ردهم كان إطلاق الرصاص مما جعل الوحدات الأمنية ترد عليها ليحصل اشتباك وتبادل للطلقات النارية اقترب صخر بحركة متهورة يصوب على احدى السيارات وقد اصاب احد راكبيها ولكن ردهم اتى سريعا ليصاب صخر بعيار ناري في ساقه قبل ان يلوذ المتطفلين بالفرار
اسرع مرعد الى ابن اخيه الذي صرخ متوجعا يحاول وقف نزف الدم بينما صقر يأمر احد العناصر بان يحضر الطبيبة قبل يلحق احدى وحدات الشرطة  في مطاردتها للفارين
"اليس من الأفضل ننقله للمشفى "تدخل احد افراد الشرطة ناصحا مرعد
" لقد أبلغت الاسعاف لكن وصول الطبيبة سيكون اسرع خصوصا مع هذا النزيف "اجاب مرعد غير واثق تمام من قدرات سما الطبية لكن ربما تستطيع إيقاف هذا النزيف حتى تاتي سيارة الاسعاف
خلال دقائق وصلت الطبيبة سما وبدات بمعاينة جرح صخر "احتاج لنقله "قالت سما مركزة على عملها
"ستاتي سيارة الاسعاف قريبا "اوضح مرعد
"سأحاول إيقاف النزيف لكن يجب ان يخضع لفحص وصور لنتأكد من خروج الرصاصة واي جسم اخر قد يكون دخل الجرح "
بدات ببتعقيم مكان الجرح ومحاولة لفه حتى تسيطر على الدم يساعدها الممرض حازم
"هل الامر خطير "سال مرعد
"لا اظن أجابت سما بمهنية لكن الرصاصة قد اصابت احد الشرايين الرئيسية  وهذا ما سبب النزف وقد يكون هناك كسر في شظية الساق "
قاطعها مرعد "قد يكون ؟!"
"لا يمكنني الجزم يجب ان تخضع  ساقه للتصوير "
قالت بصبر فهي تدرك انه لا يؤمن بقدراتها كطبيبة لكن كل ما يهمها هو حالة صخر المصاب والذي بدا يفقد تركيزه"اسمعني أبقى معي ما هو اسمك
"صخر أجابها بصوت بالكاد يخرج
"هل انت متزوج "
تدخل مرعد "ما شان هذا بجرحه"قال بنزق
"انا احاول ان ابقيه واعيا الصدمة والدم الذي فقده قد تجعله يفقد الوعي وهذا ليس جيدا "شرحت له بهدوء تتابع حديثها مع صخر بينما يدها تعمل بجد على جرحه صوت سيارة الاسعاف اراحها فقد ضغطت كثيرا على أعصابها محاولة ان تكون هادئة وان تجيب مرعد الغير واثق بها بمهنية دون ان تفقد أعصابها وتخبره بان يذهب الى الجحيم
ما ان وصل رجال الاسعاف بحمالة لنقل صخر حتى بدات بحديث جدي وسريع باللغة الانجليزية مع طبيب الاسعاف الذي هز راْسه متفهما قبل ان يأمر احد الرجال بان يحضر دعامة لتضع ساقه فيها ويتم رفع صخر الى الحمالة دخل الرجال الى  سيارة الاسعاف لتلحق بهم سما والممرض حازم
"الى اين "سالها
"ساذهب معهم لأتابع حالته"قالت سما تلاحظ حازم الذي استقل السيارة قبلها بينما مرعد قد منعها
"لا شكرًا لك يمكنك العودة الان المشفى سيقدم له العناية اللازمة "
كانت جملته الاخيرة المسمار الأخير في نعش تماسكها وهدوءها نظرت اليه بغضب واندهاش لم تتوقع منه هذا شاعرا بالانزعاج من تلك النظرة التي شملته بها هل لمح خيبة امل  ولوم في نظرتها لا يمكنها ان تعتب عليه على عدم ثقته بها ليس مع ماضيها وليس بعد ان أراها منتشية هو لن يجعلها تستقل سيارة ملآ بالرجال وحدها بعد موقفها معه أعطاها نظرة صارمة تدل انه لن يتراجع عن موقفه قبل ان يشيح عنها ويذهب الى سيارته ليلحق بسيارة الاسعاف بينما هي واقفة مكانها تنظر له بخواء ركب سيارته وأدارها لوهلة اراد ان يخبرها ان تعود فورا الى بيتها لكنه كان قد وعد نفسه بان لا يتدخل بما تفعل ومع ذلك رنا لها بنظره فرآها تجلس خلف عجلة القيادة لسيارتها وفي ضوء السيارات الشحيح رأى الفراغ الذي يحيط نظرتها كان روحها قد سحبت منها قبل ان تدير سيارتها بشكل الي وتنطلق عائدة الى القرية

٣
تشعر بقبضة تستحكم صدرها لا تعلم لما وضعت فوز يدها على قلبها تستغفر الله عل الضيق يفك عنها
"ما الامر "سالت صبابة التي بدورها تشعر بعدم الراحة منذ ان رات لا فكرت صبابة منذ ان دخلت تلك الطبيبة القرية وهي تشعر بان هناك أمرا سيحدث له علاقة بها
"لا شيء اشعر ببعض الضيق "أوضحت فوز تتمتم ببعض الادعية
********
تنهد مرعد بارتياح عندما اعلمه الطبيب ان وضع صخر جيد وقد توقف النزف ولم يكن الكسر كبيرا كل شيء بخير فكر مرعد متذكرًا الطبيبة التي عالجت صخر كان لإسعافها وتصرفها دورا كبيرا في مساعدة صخر ربما هي طبيبة جيدة عندما تكون في وعيها سخر مرعد وصورتها مترنحة تعود امامه
"يمكنك ان تراه الان "قال له الطبيب
"شكرًا "قال مرعد متجها الى غرفة صخر  ...بعد ان يطمئن عليه يجب ان يتواصل مع صقر او يلحقه يجب ان يتم القبض على أولئك المخربين
********
تشعر بالحنق والغضب لما يعاملها هكذا ضربت سما مقود سيارتها ناقمة على كل ما يحدث في حياتها
وصلت منزلها وترجلت القت نظرة على المركز الصحي المغلق قبل ان تزم شفتيها بيأس من مظهره المهجور توجهت اليه تفكر هل تعيد الأدوات ام تبقيها معها قبل ان تلحظ حركة وصوت مكتوم يأمرها بالتوقف
********
قوات الأمن تطارد الباقي منهم وهناك شرطي مصاب لذا هذه فرصة سانحة ليحصل على بعض الأدوية لاخيه المصاب فكر احد الفارين متجها الى المركز المهجور لقد راقب المنطقة لفترة طويلة قبل ان يستقر بها متخفيا هو ومجموعته الصغيرة لكن الأوامر قد وجهت لهم يجب ان يشتتوا الانتباه فهناك عملية نقل ضرورية عليهم القيام بها لم يظن ان رد قوات الأمن سيكون شرسا هكذا ولم يظن انه سيُكشف وتكون النتيجة إصابة اخيه تسلل خفية الى المركز يجب ان يحصل على بعض العلاجات بخبرته في الاسعاف سيتمكن من مساعدة اخيه ما كاد يصل حتى لاحظ سيارة الطبيبة التي توقفت واتجهت اليه مباشرة شد على شماغه يخفي معالم وجهه قبل ان يختفي ليفاجئها ربما يضغط عليها ليساعد اخيه
*********
تجمدت الدماء في عروقها شاعرة برعب حقيقي
"مم من انت "قالت بتلعثم تحاول ان تدير وجهها للشخص الواقف وراءها
لكن قبل ان تفعل كانت فوهة السلاح تزرع في ظهرها تجعلها تقف في مكانها غير قادرة على التنفس
"مكانك هدر بها الصوت بحزم لدي إصابة في الذراع وأريد الأدوات اللازمة للإسعاف "
"حسنا يمكنني ان أساعدك "
"هه سخر الصوت
"انا طبيبة "قالت سما محاولة ان تبعد الذعر عن صوتها
"اعلم من انت ..."
"اسمع حقيبة الإسعافات معي قالت ترفع يدها لتريه اياها يمكنني ان اقلك بسيارتي فنصل اسرع ونساعد المصاب"
"وبعدها تبلغي عنا هذا اذا لم تكن سيارتك وهاتفك مراقبان ويتم تحديد موقعنا منهم "
"انت من اهل المنطقة ...لابد انك تعلم كم وجودي هنا مرغوب فيه وكم انا محبوبة اجابته سما على كل كما تريد لكن عليك ان تعرف ان مهنة الطب توجب علينا إنقاذ الحياة مهما كانت ..."
"اذا شعرت باي خيانة منك صدقيني لن تتمكني من زفر اخر أنفاسك "قال مهددا قبل ان يجذبها من ذراعها "الى السيارة "قال مختفيا اسفل المقعد الخلفي بينما يده تمسك السلاح وتغرزه في خاصرتها "لا تتوقفي لأي سبب واتبعي إرشاداتي "
"حسنا قالت سما تلعن غباءها لما لم تعطه الإسعافات وتنتهي ....الان تندمي نهرت نفسها التي دائما تسقطها في المصائب
********
"انا لن أبقى دقيقة هنا "قال صخر ما استعاد وعيه
"لكن الطبيب امر ان تبقى تحت الملاحظة ل٢٤ ساعة على الاقل "اخبره مرعد بهدوء
"سأعود الى البيت ...هل تتصور مدى قلق جدتي وامي وفرحة ان لم اعد "
تنهد مرعد مدركا صحة كلماته "لكن جرحك بحاجة للعناية "
"هناك الطبيبة سما والممرض حازم يمكنهم المساعدة "اصر صخر
"حسنا سأخبر الطبيب "اجابه مرعد مغادرا غرفة
يجب ان ينتهي من هذه المسألة ليلحق بصقر الذي ما زال يطارد هؤلاء المخربين الماكرين
********
المنطقة منعزلة تماما لا حياة فيها مجرد صحراء جرداء نظرت سما حولها لو قتلت هنا لا احد سيجد جثتها
"توقفي امرها الرجل لتنفذ هي وتوقف سيارتها في اللامكان الوعر
"انزلي "
امتثلت سما لأمره امسك ذراعها يجذبها في اتجاه الجبال الصحراوية الوعرة
خائفة حد الموت "الى اين نذهب "
لم يجبها الرجل استمرت بالسير المتعثر بينما هو يسحبها فعليا كانها شاه تاخذ للذبح
اتجها صعودا الى احد الجبال حتى وصلا الى كهف  ياالهي فكرت سما كيف استدلوا على هذا المكان ناظرة للرجل المصاب الذي قد تمدد على كيس نوم للرحلات وقد غطي وجهه حتى لا تراه والرجل الاخر الذي تحفز ما ان راها تدخل
"هل جننت ؟!"سال الرجل  الذي في الكهف الرجل الذي كان معها "كيف تحضرها هنا"
"لا تقلق "اجابه الرجل قبل ان يدفعها "هيا قومي بعملك "
المكان غير مناسب للعلاج فكرت سما لقد مرت في تجارب هذه الفترة لم تكن تتوقعها طوال حياتها
الرطوبة قاتلة وضوء الشحيح يأتي من مصباح بطارية خلعت سما معطفها الطبي فالحرارة لا تطاق وهي تحتاجه لرفع راس المصاب
نظر للرجل الذي احضرها والاخر الذي وقف الى جانبه "ساعداني "هتفت بهما فتقدما وبدات معاينة جرحه وعلاجه
إصابته ليست خطرة لكن مكانها صعب فهي عند مفصل الكتف وهو دائم الحركة كما انه مجمع للعروق و التأخر في انقاذه ادى لفقدانه الكثير من الدماء لا رصاص في الجرح  ولا شرايين  رئيسية مقطوعة تاكدت سما بالمعاينة العينية واستخدامها للفحص باللمس فهي لا تملك غير هذه الأدوات
عمقت الجرح وأوقفت النزف وبدات بتقطيبه هذا أقصى ما يمكنها تقديمه بعد ان انتهت
"اتركي جميع الأدوات التي استخدمتها "
"ولكن ...!حاولت ان تعترض
"اتركيها وعودي الى سيارتك وغادري بأسرع ما لديك قبل ان اغير رايي وأدفنك هنا وصدقيني لن يجدك احد "نظرت سما اليه برعب قبل ان تغادر الكهف فورا لا تعلم أي اتجاه تتبع
٤
يا الهي ماذا اذا هاجمها ذئب او أفعى او اي حيوان فكرت سما برعب بينما كلمات مرعد تعود لها كم مرة حذرها من الخروج ليلا لكنها بكل عناد ترفض ان تطيعه وها هي ضائعة وسط الصحراء ما الذي تفعله نظرت الى هاتفها لا يوجد اشارة الساعة الان الثانية تبا متى يطّلع الفجر لترى مكان سيارتها سارت سما متذكرة الطريق التي اتت منها لكن لا فائدة الظلام حالك وضوء القمر  لا يساعدها ما الذي تفعله الجو بارد ام ان الخوف جعل اطرافها ترتعد ضمت ذراعيها لتدفىء نفسها متذكرة سترتها الطبية البيضاء لقد نسيتها هناك جلست على احدى صخور الجبل بانهيار ستموت هنا ولن بعرف عنها احد بكت بحرقة غباءها اللا محدود
فجاة نفضت عنها الضعف كيف لم تتذكر مكالمة الطواريء انها في منطقة حدودية لابد ان يلتقط جهازها شبكة ما حملت هاتفها النقال وأجرت مكالمة طوارىء مرة واثنان وخمسة لافائدة انتحبت ستموت لا محالة يا رب نظرت الى السماء ليس لديها شيء سوى الدعاء أمسكت هاتفها وحاولت لمرة اخيرة طلبت رقم الطواريء وفجاة سمعت صوت مشوش من الطرف انهمرت دموعها بلا رادع وهي تجيب اسالته انا في قرية حدودية في اقليم البادية تائهة في الصحراء .....
********
كانت الشمس قد بدات بالشروق عندما تم إنقاذ سما وإجراء فحص لها  والعودة بها وسيارتها الى بيتها هل انت بخير
سالها احد رجال الدفاع المدني يطمئن على حالها
اومات له سما
"انتبهي لنفسك ولا تخرجي مرة اخرى وحدك "قال وغادر
انسكبت دموعها فورا لقد نصحها مرعد الف مرة الا تفعل بخطوات تجرها غصبا اتجهت الى الحمام تزيل عنها اثار ليلة امس
*********
كان في طريق هادئا وهو يعود مع صقر ووحدات الأمن بعد المطاردة الفاشلة لقد تمكن المخربين من الفرار دون ان يعرف اي شيء عنهم او عما يريدون
لاحظ وجود سيارة الاسعاف ومركبة الدفاع المدني المركزي ما الذي احضرهم أوقف سيارته ليتقابل معه
بعد السلام اخبره رجل الدفاع المدني انه سلمه تقريرا عن انقاذهم للطبيبة سما التي تاهت في الصحراء الجهة الجبلية لكن كيف وصلت الى هناك المسافة بعيدة وليست في اتجاهها
********
وضعت راسها المثقل على الوسادة تريد ان تنام وتستيقظ وقد نسيت كل ما مرت به الليلة الماضية
********
طرقات متتالية مزعجة على بابها جعلتها تفتحت عينها نظرت الى الساعة انها الحادية عشر اليوم هو الجمعة من يطرق بابها
"من هتفت سما من الداخل
"انا ام السعد يا طبيبة يحتاجونك في بيت السيد مرعد لقد سبقك الممرض حازم الى هناك "
"حسنا ام السعد انتظريني عند لسيارة دقائق لأبدل ثيابي "
********
كان دخولها هذه المرة لبيت مرعد مختلفا فهم ينتظرونها
"طبيبة سما بادرها صقر ناسف لإزعاجك لكن اخي صخر لا يبدو بخير قال يرافقها الى الطابق الثالث من المنزل الذي بدا لها كمتاهة البيت كبير فيه الكثير من الغرف والكثير من الأشخاص والطوابق والذي لاحظته ان لكل عائلة طابق خاص بها لكن كل الطوابق مفتوحة بطريقة ما على بعضها وكلها تؤدي الى القاعة السفلية الداخلية المتصلة بالقاعة الكبيرة الخارجية المتصلة بالباب الرئيسي هزت سنما راسها الذي اصبح مشوشا وهي تصعد الدرجات وتحاول ان تتابع حديث صقر عن البيت
"لماذا هو هنا "سالت سما صقر عندما وصلا الى ما تعتقد انها غرفة نوم صخر كان هناك الكثير من الأشخاص شباب فتيات عندما دخلت لاحظت اكتظاظ الغرفة
اول ما خطر ببالها كان سؤالها "من هؤلاء ؟"قالت تخاطب صقر بيننا نظرها يتجه الى صخر النائم في سريره وعلامات التعب بادية على وجهه
"انهم ابنائي وابناء صخر قال صقر زوجتي راية زوجة صخر فرحة وامي وجدتي فوز وعمي مرعد عائلتنا"
"عائلتك ؟!"قالت سما "انهم شباب متى تزوجت وانت في العاشرة ؟!"
كلماتها سبب ضحكات الشباب والفتيات لكن صبابة نظرت لها بكره قائلة "اعوذ بالله قل اعوذ برب الفلق"رافعة كفها ‏في وجه سما
"لم اقصد "قالت سما
"تزوجت بعمر ال١٨وانا الان في ال٣٦ساعرفك على العائلة عندما تنتهي من فحص صخر "
قال معيدا تركيزها على سبب وجودها
"اذا لو سمحتم أخلو الغرفة وأريد الممرض حازم ان يأتي "
خرج الجميع بينما بقي مرعد والجدة فوز وصبابة وزوجة صخر فرحة
"لن نزعجك يا طبيبة لكني لن أتحمل ان اتركه قالت فوز بصوت باكي وهي تتذكر دخولهم عليها مع صخر المصاب عندها عرفت سبب ضيقها
"لا باس لكن لو سمحتم ابتعدوا قليلا قالت سما تشير لهم ان يتخذوا مكانا في الغرفة الكبيرة بعيدا عن السرير
اقتربت سما من ساق صخر المصاب "هل لديكم تقريرا من المشفى سالت صقر فهي تحاول ان تتجاهل وجود مرعد عن عمد بعدما حدث ليلة عودتها من حفل الغجر و ليلة امس عندما طردها ولم يسمح لها بالذهاب الى المشفى
أعطاها صقر التقرير الذي قراته باهتمام بينما الممرض حازم يدخل عليهم
"بما تشعر صخر "سالته سما
تنظر الى ساقه
"اشعر كان هناك حريق في مكان الجرح اريد ان أحكها بأظافري انهشها"
اومات سما راسها بتفهم قبل ان تلمس جبينه مما جعل صبابة تشهق نظرت لها سما تلاحظ نظرة الاستنكار في عيون مرعد
"هل هناك تشوش في الرؤية صداع اي الم اخر حازم اريد ان تاخذ درجة حرارته وضغطه قالت سما للممرض الذي سارع للعمل "
"لا فقط منطقة الجرح "
حدثها الممرض بالنتائج باللغة الانجليزية كالعادة المتبعة
"جيد حازم اريد ان تحضر لي من المركز هذه الوصفة قالت سما تسلمه الورقة حالا"أومأ الممرض مغادرا بينما تجلس سما على السرير بالقرب من ساق صخر المصاب
"اذن اخبري يا صخر اي جميلة من هؤلاء هي زوجتك "
"انها فرحة "
"فرحة اسم جميل قالت تنظر ناحية النساء انت لم تكمل لي عن بناتك التوأم هل هما شقيتان"
"انهما كذلك "
"وماذا عن عناد "
"انه كاسمه "
ضحكت سما "بارك آلُلُہ لك بهم هل ان اطلب شيء"
"بالطبع يا طبيبة "قال صخر
"اريد فنجان قهوة حالا او أنكم ستحضروا طبيبا اخر ليعالجنا نحن الاثنين "
ضحك صخر ناظرا لعائلته التي تراقب حديثهما بصدمة
"القهوة امي "
في دقيقة دخلت كانت نزهة تدخلت حاملة دلة القهوة ومتجهة اليها
"ااه لم اقصد هذه القهوة الا يوجد اميركان او اسبرسو او القهوة العادية المغلية ..."
"اشربي فنجانك امرها مرعد نزهة أغلي للطبيبة قهوة عادية "
"عمك متسلط قالت لصخر الذي ابتسم "انها اهانة اذا لم تشربي القهوة "
اومات سما بتفهم  تشرب القهوة دفعه واحدة مما جعل صخر يضحك
"ما الذي تفعليه "تدخلت صبابة وهي ترى سما تشرب فنجان قهوتها الثاني باستمتاع وتحدث صخر بكلمات بالكاد يسمعوها فقط يرون الابتسامات المتبادلة لقد نطقت صبابة بالسؤال الذي اراد طرحه ما الذي تفعله
التفتت سما ناحية صبابة
"انت والدته قالت سما باسمة اريدك ان تحضري لي ملائتان يفضّل ان تكون بيضاء ماء مغلي وأفضل ان تتركوا الغرفة فور وصول حازم "
نظرة الصدمة على وجه صبابة جعلت فوز تبتسم هذه الطبيبة تجيد ترويض صبابة وايقافها عن حدها
نزهة هتفت صبابة بصوت اقرب الى الصراخ قبل ان يفتح الباب بجلبه ويدخل رجل ركض الى صخر
"ما الذي حدث "
تقدم الرجل من صخر هاتفا "من فعل بك هذا "
"رعود انا بخير "قال صخر يحاول التنفس من عناق الدب الذي شمله به
"هلا ابتعدت عن مريضي ليتنفس"تدخلت سما "حاول ان لا تحرك ساقك صخر "
نظر رعود اليها من راسها الى اسفل قدمها تعلم انها ليست طويلة حسنا هي متوسطة لكن امام هذا الشخص هي تبدو قزمة
"من انت ؟!"
"انا الطبيبة سما الصافي اعمل في المركز الصحي "
"اه انت التي احضروك من المدينة لانك قتلت شخص بطريق الخطا ...كيف سمحت لها عمي بان تعالج صخر "
نظرت سما الى اُسلوبه الفظ
"لا يوجد غيرها وأخوك يرفض العودة للمشفى"قالت صبابة بطريقة موحية كانها تريد القول ما صبرك على المر الا الامر منه
"ارى ان العائلة الكريمة تعرف تاريخي الاسود كاملا "قالت سما تنظر الى مرعد الى اعاد لها النظر بصرامة
"هذا غلطتي يا طبيبة انا من أخبرتهم "تدخل صقر
اي كان رد سما فقد قاطعه دخول حازم
"أخلو الغرفة حالا قالت سما بحزم لا اريد اي احد فقط الممرض حازم "
"انا لن اترك ابني "تدخلت صبابة
"انت اول الخارجين سيدة صبابة او انني سأخرج من هنا واتجه الى المدينة لأقضي عطلتي ويمكنكم عندها اخذه الى المشفى لكني لا أعدكم بان يعالجوه او حتى يكتشفوا ما به القرار لكم "
"ما الذي تقوليه ؟"تدخل مرعد
"ما سمعته سيد مرعد ان اردتم المخاطرة بوضع حياة صخر بين يدي طبيبة قاتلة فانا أرجو منكم ان تخرجوا وحالا وانا هنا لست في مركزك الأمني لتأمرني او تتسلط علي انا هنا طبيبة وأسعى لمصلحة مريضي وفي هذا الحالة الطبيب هو صاحب السلطة والكلمة لي اخرجوا حالا والا فاني لن اتابع علاجه وذلك بسبب مضايقاتكم فلا شيء يجعلني أتحمل تنمركم علي"
لاول مرة يراها هكذا هي تأمره في بيته وليس هذا فقط بل تتهمه بإهانتها
كتفت سما يدها امام صدرها كانت كفتاة صغيرة معاندة
"سيكون لنا حديث عندما تنتهي "قال مرعد وبدت جملته كوعيد
خرج الجميع بينما سما ركزت على علاج صخر الذي اظهر حساسية مفرطة ضد الخيوط الجراحية وهذا ما سبب له تلك الآلام كما ان الخياطة لم تكن جيدة تنهدت سما تتابع عملها مستخدمة بنجا موضعيا على الجرح ومحاولة ان تخفف عن صخر بحديثها المستمر معه
٥
أعطت تعليماتها لحازم ليعطيه ابرة المضاد الحيوي والمهدىء قبل ان تكمل التخلص من الملاءات والماء الذي استخدمته لغسل المعدات التي استخدمتها قبل ان تضعها في الحقيبة تاكدت من كل شيء مستقر بالنسبة لصخر اخرجت احدى أوراق الوصفات الدوائية وكتبت تقريرها عن حالته ثم خرجت من الغرفة لترى العائلة بانتظارها توجهت بكلامها لمرعد
"هذا تقرير عن حالته اذا رغبتم بمراجعة طبيب اخر للتأكد هو سينام حاليا سأعود بعد ساعة  انا وحازم لفحصه واعطاءه حقنه مضاد حيوي اما بخصوص ما الذي كنت افعله نظرت الى صبابة انا كنت احدثه لاشغله عن التفكير بالجرح المتحسس لديه ليس بالضرورة ان تكون علاقة الطبيب بالمريض جافة وتقتصر على الفحص والعلاج هذا أسلوبي مع مرضاي "انهت سما كلماتها وارادت المغادرة
"انتظري ناداها مرعد ما الذي كان يعاني منه "
نظرت سما  الى الورقة التي معه يمكنها ان تخبره ان كل شيء هنا ليست مضطرة للشرح لكن حسها الطبي تغلب على تمردها
"صخر من الأشخاص الذي لديهم تحسس شديد ضد الخيوط الطبية التي تستخدم للتقطيب كما ان الجرح لم يغلق بشكل جيد لذا اضطررت ان أعيد فتحه واقطبه مرة اخرى "
"ماذا اذا كان لديه حساسية ضد الخيوط التي استخدمتها ؟"سال مرعد
"استخدمت خيوط طبيعية من النوع الذي يذوب وحده كما انني سأضعه تحت الملاحظة خلال يوم او اثنين لأرى ردة فعل جسمه ...سأعود بعد ساعة ل..."
"انت لن تغادري .."قاطعها مرعد
"لما هل تريد حبسي هنا حتى تطمئن ان لا يصيبه مكروه"تهكمت سما لكن مرعد نظر لها بغضب حقيقي
"توقفي عن إهانتنا يا طبيبة لولا علمي بانك لا تدركي خطورة ما تقولين وانك في بيتي لكان لي تصرف اخر معك ارجوك احترمي وجودك في منزلي قلت انك لن تغادري لانك في بيتي وقد حان موعد الغداء ومغادرتك الان تعد اهانة لنا انت ستبقي وتشاركنا "
"انا لست ضيفة سيد مرعد لذا أرجو ان لا تهينك مغادرتي"قالت بعناد لانها حقا لا تريد منه ..بل منهم شيء
"هذا لا يجوز يا ابنتي تدخلت الجدة فوز فقد ساءتها الحرب الدائرة بين الاثنين دون داعي تقدمت فوز منها تمسك يدها بحنو
"انت في بيتنا هذا يعني انك ضيفة وواجبنا اكرامك يجب ان تمحي كل تلك الأفكار السيئة التي خطرت ببالك عنا تعالي معي قالت فوز تأخذها الى القاعة الداخلية وتبعتها نساء العائلة
**********
تنهد مرعد ينظر الى رعود "هل كان يجب ان تكون فظا هكذا انها في بيتنا كيف قلت لها هذا "
"كنت قلقا على صخر لم اقصد إهانتها ..."
"متى ستتعلم ان تشغل عقلك قبل ان تتكلم "نهره مرعد مغادرا الممر متجها الى صخر يطمئن عليه
**********
أجلستها الجدة فوز الى جانبها
"أرجو ان لا تغضبي من رعود لا يغرك طوله وعرضه انه متهور ومتسرع يلقي كلامه دون تفكير لو اننا لا نثق بك لما كنّا لجأنا لك "
"لا باس سيدة فوز ..."
"ناديني جدة يا عزيزتي ...ساعرفك على نساء العائلة هذه صبابة  ارملة ابني الكبير و والدة صقر وصخر ورعود وهي زوجة ابني مرعد حاليا وهذه راية زوجة صقر وفرحة زوجة صخر رعود لم يتزوج بعد الفتيات هن صبابة ومزنة ابنتا صقر وراية و فوز وريحانة ابنتا صخر "
"اهلًا بكن تشرفت "قالت سما تفكر هذه زوجة مرعد الان فهمت لما هي اكبر منه لكن لما تزوجها ؟
تقدمت منها صبابة الصغيرة "اهلًا بك يا طبيبة كنّا نخطط انا والجدة فوز لزيارتك والتعرف عليك لقد سمعنا بمساعداتك لأهل المخيم وكنا نريد ان نساعدك وانا كنت اريد ان اكون معك فانا ارغب بان اصبح طبيبة مثلك وكنت اريد ان أتدرب لأرى عملك "
"اهلًا بك باي وقت لكن للاسف لا احد يزور المركز"
"لا باس يا ابنتي ما زلت جديدة هنا و انت امراة في مجتمعنا يجدون صعوبة في التعامل مع النساء"
"خصوصا ان ثبت أنهن قاتلات"قالت سما
"انت ما زلت غاضبة !قالت فوز تلومها لا تقلقي انا بنفسي سأساعدك وستري المركز الصحي لن يستطيع استيعاب زواره هذا وعد مني. واعتبريه اعتذار منا على ما حصل الن تقبلي اعتذار الجدة الفوز .."
نظرت لها سما بابتسام كيف لا تفعل وهذه الجدة اللطيفة تسترضيها
"ساكون شاكرة لك يا جدة لو حدث فهناك حالات تحتاج للمتابعة "
"اذن دعي جدتك تتصرف ولا تشغلي بالك ...نزهة نادت الجدة على المراة التي لبت فورا "نعم يا جدة"
"احضري الغداء"
"حالا"
كان الغداء حيويا وفتيات العائلة احتفلن بوجود الطبيبة ولم يمهلنها لحظة وهن يسألن عن دراستها وحياتها خصوصا انها أخبرتهم انها قضتها متنقلة بين فرنسا وسويسرا حيث نشأت هناك ودرست رغم معاملة راية وفرحة المتحفظة وصبابة المتجاهلة والتي قد تحجم غرورها بوجود الجدة فوز
نظرت سما الى ساعتها  بعد ان انهت كوب الشاي الذي اتى بعد القهوة لقد مر اكثر من ساعة يجب ان تطمئن على صخر
"يجب ان ارى صخر واعطيه الحقنة "قالت سما تقف
سنستدعي الممرض حازم ليلحق بك "قالت الجدة فوز
حرارته جيدة و ضغطه وقد أعطاه حازم الحقنة الامور مستقرة فكرت سما تضع ملاحظتها بينما فرحة تقف الى جانبها
"كل شيء بخير حمدا لله على سلامته لكن اريد منك ان تنتبهي له وان تغذيه جيدا حاولي ان لا تجعليه يستخدم ساقه المصابة هذا رقمي أعطتها بطاقة في اي وقت يمكنك الاتصال بي اذا تألم او شعرت باي شيء غير عادي  او ارتفعت حرارته "
"حسنا أجابت فرحه باختصار بينما سما تغادر الغرفة
عدلت فرحه الوسادة خلف ظهره "ما بك فرحة"سالها صخر عندما لاحظ تزمتها مع الطبيبة سما
"لا شيء!"قالت بجفاف
"يا ام عناد "قال يمازحها "ما هذا الجفاء تجيبي من تحت ضروسك "
"اها لا يعجبك كلامي بالطبع فانا لست الطبيبة سما لتضحك على كلماتها!!"
نظر لها باستغراب ثم ضحك عاليا "تغاري علي فرحتي "قالها مدلل مما جعل وجهها يحمر
"تعالي قال مشيرا على طرف السرير الى جانبه جلست امامه "لقد سقت اليك شيوخ عشائر البادية كلها لأحظى بك هل تظني ان في قلبي مكان لشخص اخر بعد ان احتللته"قال صخر يلامس خدها الدافىء
"انها والدتك قالت ان هذه الطبيبة محتالة وتحاول جذب الاهتمام ..."
نظر صخر بصدمة "والدتي ...فرحة انا اكيد انها لم تقصد قول هذا الطبيبة سما تعاملت معي باحترام لم اجد في سلوكها شيء خاطيء ثم المفترض انك تعرفيني قال يلومها
"معك حق لقد تصرفت بسخافة ...للواقع لقد حزنت عليها الجميع يهاجمها "
"هذه فرحتي الطيبة الطبيبة قد أنقذتني مرتان هي من أسعفني عند الإصابة وهي من أراحني من الالم الان لا يهمني ما حدث سابقا كل شخص يخطا لكنها لم تفعل اي شيء يجعلنا نعاملها بنفور"
"اجل لكن الان يجب ان ترتاح وانا سأفكر بطريقة مناسبة اشكرها بها على مساعدتك "قالت فرحة باسمة وغادرت
*************
قررت المغادرة فور خروجها من غرفة صخر لكن وجود الجدة فوز ومرعد في انتظارها
"حالة مستقرة لقد تركت رقم هاتفي من فرحة لا تتردوا اذا حصل اي شيء اتصلوا بي في اي وقت "
"شكرًا يا ابنتي تعالي لنأخذ فنجان قهوة اخر .."
"لا اسمحي لي يجب  ان أغادر احتاج لارتاح قليلا "قالت سما بصدق
"اعذريني لقد اتعبناك يوم عطلتك "
"لا يا جدة ليس هذا لقد تهت في الصحراء ليلة امس و...."
كانت تتحدث وتسير مع الجدة بينما مرعد يتاخر عنهم خطوة
"لقد اخبرني رجل الدفاع المدني كيف تهتي "
"لا ادري يبدو انني تشوشت واتخذت طريقا خاطئا وجدت نفسي وسط الصحراء ثم ترجلت من سيارتي وضعت ولم استطع العودة اليها فطلبت المساعدة"
"جيد انتبهي اكثر ويفضل ان تاخذي احد سكان القرية معك كام السعد فهي تعرف الطرق "
لم يأمرها او يسخر منها
"سافعل ..شكرًا لضيافتكم وأبلغوني باي طاريء "
"لا شكر على واجب يا طبيبة قال مرعد الشكر لك "
"لا داعي للشكر انه واجبي انا ايضا "كانت قد وصلت الى القاعة السفلية تنوي التوجه الى الباب عندما وقف امامها ذلك العملاق المسمى رعود
"دعيني أوصلك الى البيت ...على الاقل لاعتذر منك عما قلت "
"لا داعي معي سيارتي ولا تقلق لا شيء يستوجب الاعتذار "قالت سما باسمة وحيتهم وغادرت
كانت تشعر ان هذه الحادثة ستفتح فصلا جديدا في حياتها
توجهت الى منزلها تشعر بالتعب الشديد فقط تريد ان تنام
********
هناك أمرا ما غير صحيح كيف تقول انها تشوشت بالاتجاهات المنطقة التي تاهت بها موغلة في قلب الصحراء وبعيدة جدا عن اتجاه القرية من المكان الذي كانت فيه فكر مرعد قبل ان يقرر ان يتجه الى مكتبه ليطلع على تقرير الدفاع المدني
***********
كان صباحا مشرقا استيقظت سما تتمطى بنشاط بعد ان نامت معظم يوم امس اليوم عطلة ايضا يمكنها ان تقضيه عند الغجر او تقضيه في مخيم اللاجئين او الاثنين فكرت سما تشعر بسعادة كانها تنتظر حدثا شيقا
*********
كان لديه احساس انه هناك ما تخفيه وصدق حدسه فكر مرعد وهو يفتش مع القوات التي معه المكان الذي وجدوا به سما لكن لما كذبت أتراهم هددوها ام انها لا تريد ان تعاونهم لا باس مع وجود سترتها الطبيبة لا مجال لإنكارها
**********
طرقات على بابها جعلتها تنهي ارتداء ملابسها بسرعة "من ؟"
"ام السعد"
ذهبت سما وفتحت الباب لها كانت تحمل سلة كبيرة ملآ بطعام مختلف
"تفضلي انها هدية من الجدة فوز وهي تسلم عليك وتقول انك ستسعديها لو مررت وأخذت فنجان قهوة معها "
رائحة الخبز الطازج والقهوة الممزوجة برائحة الفواكه والتمر جعلت شهيتها تتحفز
"هذا مثير لم تكن بحاجة لفعل ذلك "
"الجدة فوز ام الكرم انها تحب المساعدة لكن منذ وفاة ابنها الكبير لم تعد كما كانت ولو انها تساعد الكثير من الأسر المستورة لكنها لا تخرج كثيرا الا للضرورة "
٦
"اخبريني ام السعد كيف يكون السيد مرعد عّم صقر وصخر لا يبدو الفرق بينهم كبيرا انهم يبدون كأخوة ثم كيف هو متزوج والدتهم ..."
سالت سما تريد معرفة المزيد عنه
تنهدت ام السعد قبل ان نبدا
"السيد مرعد هو الابن الاصغر للسيدة فوز اما اخوه الاكبر الذي كان متزوج من صبابة قبل ان يتوفى فهو اكبر منه ب١٤عاما انجبته السيد فوز ثم انجبت اربعة بنات عاشت اثنتين منهما وهما متزوجتان الان وكذلك انجبت ولدان وتوفيا وهما صغيران ثم السيد مرعد عندما تزوجت صبابة وأخو مرعد كان عمرها ١٤وزوجها ١٨اما مرعد فكان عمره ٤سنوات لذا فهو كأخ اكبر لصقر وصخر ورعود ثم ذهب اخو السيد مرعد في مهمة وتوفي خلالها كان عمر مرعد ١٨ عاما وقتها في سن العشرين تزوج ارملة اخيه لتبقى في منزل العائلة وتربى اولادها معهم كان عمر صبابة وقتها ثلاثون وبقيا معا حتى الان "نظرت لها سما ببلاهة مرعد تزوج ارملة اخيه وهو في العشرين من عمره وهي تكبره بعشر سنوات فقط ليبقى العائلة مع بعضها اي منطق هذا ثم ان اولادها كانوا شبابا وما لبثوا الا وتزوجوا والدليل إعمار ابنائهم لما يتزوجون في عمر صغير هكذا قطع افكارها صوت ام السعد
"طبيبة سما   طبيبة سما عادت تقول بإلحاح
"ما الامر ام سعد إجابتها دون ان تلاحظ رجل الأمن الواقف عن باب منزلها

"هناك من يريدك قالت ام السعد تشير لرجل الأمن
"لو سمحت طبيبة السيد مرعد يطلبك الان لو سمحت "
ما الذي يريده منها فكرت متذكرة تلك الليلة المأساة لقد اخبرها في بدايتها انه يريدها في مكتبه
لكن عندما كانت في بيته بدا انه نسي الامر لقد شعرت ان كل شيء قد تغير وانه وعائلته يرحبون بها
ربما يريدها ليقترح عليها ان يساعدها في الزيارات ؟؟
"حسنا سالحقك"
"لا ..السيد مرعد طلب ان اتى معك "
اصراره لا ينبأ بالخير فكرت سما وهي تنهر نفسها لا تكوني متشائمة لقد اهدتك والدته سلة خيرات منذ قليل
"حسنا قالت ناهضة وخرجت متجهة الى سيارتها
"لو سمحت طبيبة سترافيقنا في سيارة الأمن "
ما معنى هذا ؟!
سارت خلف رجل الأمن بتردد
جلست على المقعد المقابل لمكتب مرعد في انتظار قدومه
توجه مرعد الى مكتبه حساب هذه الطبيبة ثقل وهو بحاجة لتسوية
نظر لها بطريقته الغاضبة والباردة
"اذن طبيبة سما لقد تأجل هذا اللقاء اكثر من اللازم "
اه انه الحديث عن تلك الليلة
"انا لا افهم ما تقول "
"حقا قال لها يبتسم باستفزاز ماذا عن هذا اخرج سترتها الطبية  يال الغباء لابد انه وجدها في الكهف حيث كان يختبأ المخربون
"اجل انها سترتي قالت سما تحاول ان تأخذها
"هل لديك فكرة اين كانت "
"لقد أضعتها عندما تهت في الصحراء "كذبت
"هل حقا تهت في الصحراء؟سالها مرعد مشككا
"اجل بالطبع "
"هل يمكنك ان تتذكري اين نسيتي سترتك "
"للواقع لا اعرف "
"لا !" قال مشككا
"اعني لا اذكر كنت خائفة "
"حسنا يا طبيبة متى تنوي ان تعترفي بالحقيقة "
"اي حقيقة انا قلت لك "
"حسنا لما لم تقولي انك كنت في الكهف ولم لم تبقي داخله "
"كنت خائفة "هتفت وقد بدا صوتها يحتد وهي تقف
"غريب مع انه كان  لديك رفقة "
هبطت على الكرسي مرة اخرى كان ساقيها لم  تعد تقوى على حملها
"ما رايك ان نبدا من جديد وتقولي لي كل ما حدث"
"انا ...لا اعرف شيء كان هناك شخص مصاب وأنقذته "
"لما لم تخبريني من البداية "
"لم ارى ضرورة لهذا "
"انهم مطلوبين وانت ساعدتهم وتقولين انك لم تري ضرورة "
"انا طبيبة وظيفتي هي مساعدة الأشخاص دون الاطلاع على هوياتهم "
"وهل قدروا. مساعدتك لقد تركوك في الصحراء "
اجابته بتهكم "لا شيء جديد انه امر اعتدته منذ اتيت هنا البعض يطردني علنا والاخر بأسلوب مبطن وهناك من يطلق علي الكلاب والتيوس لا عجب ان اترك في الصحراء "
الهجوم افضل وسيلة للدفاع فكرت سما
"انهم خارجين عن القانون وخطيرون عليك ان تساعدينا في القبض عليهم "
تمادت سما "ليس لدي ما أقوله "
"حاولي ان تتذكري  "قال مرعد بصبر
"لقد أخبرتك بكل ما لدي "
"لا تجعليني اتصرف بطريقة لا تعجبنا نحن الاثنين"
ابتسمت سما بسخرية "حقا ماذا ستفعل ..ستسجنني؟! "
ابتسم مرعد بشر "اتعلمي فكرة جيدة "
"ما الذي تقصده لا يمكنك انا لست متهمة "تحفزت سما
"دعينا نرى يمكن ان اتهمك ازعاج سلطات إعاقة عمل جهاز امني وابتسم بتلك الطريقة المستفزة التعاطي.."
"تعاطي صرخت سما "
"اجل الا تذكري ذلك اليوم عندما عدت من حفل الغجر "
ارتفعت يدها لا إراديا الى خدها وهي تحاول تذكر احداث ذلك اليوم الساقط من راسها
قال بتهكم "اذن انت تتذكري "
"انا لا اتذكر شيء ثم لم اكن متعاطيه انها جوزة الطيب لقد شربت جوزة الطيب عادت لتأكد "
"وانت كطبيبة لم تدركي مدى تأثيرها ...قال بعدم تصديق لا باس يمكننا التجاوز عن هذا لكن لا يمكننا التجاوز عما فعلت بعدها "
"ماذا فعلت ؟انا لم افعل شيء؟!"
الا تتذكري ؟! ....ان ما فعلت قضية اخرى ماذا يمكن ان نسميه تحرش ..فعل فاضح ..."
قاطعته سما "هذا ليس صحيح انا لم افعل شيء"قالت
برعب 
نظر لها بتلك العينان لقد عرى روحها شعرت انها ضعيفة تنهار امامه لما يملك عليها كل تلك السطوة ما الذي فعلته سما حدثت نفسها لكن الجواب كان باديا في عينيه لقد فعلت شيئا مشينا وضعت يدها على فمها تمنع شهقة من الخروج
نهض مرعد من مكانه
"ها يا طبيبة هل ستقولي ما الذي تعرفيه "
"انا لا اعرف شيء "قالت بصوت مرتجف
"انت لم تتركي لي خيار "مرعد يمسك بطرف قميصها محاولا عدم لمسها ويتجه بها الى الطابق السفلي بعد ان خرج من مكتبه
"الى اين تأخذني "هتفت بصوت بالكاد يخرج اثر صدمتها
لكن لا رد وصل الى غايته ولم تحتاج سما لذكاء لتعلم اين هي انها في قسم الزنزانات
"لا يمكنك ذلك "
لا اجابة فتح مرعد الزنزانة عندما أومأ براسه لاحد الحرس الذي نفذ وألقى سما بها قبل ان يغلق الباب صدمت وهي ترى الغرفة الصغيرة المظلمة التي وضعت بها فهي مغلقة من كل الاتجاهات الا نافذة صغيرة عالية  بالكاد تاتي بالضوء الشحيح حتى في وسط النهار اتجهت الى الباب الذي كان في اخر مراحل اغلاقه طرقت على الباب بيديها الاثنتين ليفتح مرعد كوة صغيرة فيه بالكاد رات منها عينيه
"لا يمكنك ان تضعني هنا صرخت
"في الواقع بلى يمكنني وها انت داخل الزنزانة "
"أخرجني قالت بصوت امر
"هل لديك افادة اخرى "
"لااااا وستخرجني الان وحالا "
اغلق مرعد الكوة ليعود الظلام للزنزانة يا الهي لا يمكنه ذلك انها تكره الأماكن المغلق طرقت على الباب بكلتا يدها سيد مرعد ....أخرجني أخرجني
نافس صوتها ضربات يدها وهي تصرخ تشعر بان الجدران يتطبق عليها انها تقترب ستنهار عليها باي لحظة وايدي سوداء تسحبها الى الخلف تشعر بها على ظهرها ذراعيها سيجروها الى باطن الارض ضربت الباب وصرخت بهستيرية أخرجوني سيد مرعد أخرجني ...صرخت وصرخت لكن لا مجيب والأرض تميد تحتها  صرخت  بخوف مررررعددد لا تتركنيييي قبل ان تنهار على الارض التي رحبت بها في ظلامها
نهاية الفصل

اكليل الصبار الجزء الاول من سلسلة (أني عشقتك) بقلم زهرة سوداء ּسوسن رضوانحيث تعيش القصص. اكتشف الآن