الفصل التاسع

6.4K 102 2
                                    


التاسع
ذبذبات اللاسكي أعلمته ان هناك خطبا ما شيء قد حدث لكنه لا يعلم ما هو فتح جهازه ودخل عليه اخيه صخر في ذات الوقت
"عمي يطلب الاسعاف هناك إصابة "
"ساذهب اليه "هب صقر من مكانه
"ساذهب معك "عاد صخر ليقول
"لا انت أبقى هنا مع رعود قد يحدث شيء وانا ساذهب لأرى عمي "انطلق مسرعا يتصل بعمه ليعلم ما يحدث لكن لا مجيب عاود الاتصال عن طريق اللاسلكي ليعرف ان هناك حادث وقوع لامرأة والإسعاف تتحرك بالفعل لمكان الحادث
دار حول القرية التي هبت عليها العاصفة مثيرة الغبار والرمال وتعذرت الرؤية امامه لكن اضواء سيارة الاسعاف هدته الى المكان الذي توجه اليه مسرعا
الم يكن من الأفضل الاتصال بسما لتعالج المراة فكر صقر يحاول التحكم بقيادة سيارته وسط الغبار الى ان وصل ترجل من سيارته يحمي عينيه ليفاجأ بالمشهد الذي بدا يتضح امامه كلما تقدم وصوت عمه الذي ارتفع وغطى على صوت الريح
يضمها اليه بينما هي غائبة عن الوعي يحاول وقف الدم من راسها وقلبه واجف وهو يرى اثار الدم بين ساقيها وصلت سيارة الاسعاف بسرعة فلكية فالنداء الذي وجهه يحوي خطورة قصوى تقدم الطبيب المسعف والممرض  بالكاد يريان امامهما ليتم فحص الحالة لكنها لم يستطيعا ان يلمسانها فقد كان مرعد يضمها ويحميها كاسد مفترس
"لن يلمسها احد "هدر بصوت عالي "احضر الحمالة "عاد وأمر الطبيب نظر صقر لعمه ليعرف ان المصابة لم تكن سوى سما وهي غائبة عن الوعي بين يدي عمه المعفر بالرمال والغبار
"عمي "نادى صقر لتطالعه نظرات مرعد الكسيرة لم يراه في حياته بهذا الشكل سوى مرة واحدة يذكرها جيدا يوم وفاة والده عديّ
"صقر انهما لا يفهمان احضر لي الحمالة قبل ان احطمها فوق راسيهما"صرخ مرعد بغضب
"احضرا الحمالة "امر صقر الممرض والطبيب
"لكن قد تكون مصابة بشكل اخطر مما يبدو علينا فحصها اولا "تدخل الطبيب
"لن يلمسها احد "عاد مرعد للصراخ بطريقة اقرب للهستيريا
"نفذا "قال صقر يقترب من عمه "عمي دعه يفحصها فهذا عمله..."
"لا هتف مرعد  مقاطعا له يشد من ضمها اليه بينما الطبيب يحضر الحمالة لينهض مرعد حاملا لها يكافح ضد الرياح وضد خدوشه وإصابته التي تجعله مترنحا تقدم صقر من يدعمه بينما مرعد يضع سما على الحمالة ويأمره بحملها معه الى سيارة الاسعاف التي ركبها أمرا الباقين بالابتعاد ما ان دخلها حتى اغلق بابها أمرا السائق بالتحرك الى المشفى الرئيسي قفز الطبيب ليجلس الى جانب السائق فهو لا يستطيع ترك الحالة وحدها مع شخص غاضب ومصاب بينما ركب الممرض مع صقر الذي قاد سيارته خلف سيارة الاسعاف
"سيد مرعد "نادا الطبيب من كرسيه الأمامي
"لا تقلق لدي اجازة بالإسعاف الأولي والطواريء قال مرعد دون ان يلتفت اليه ممسكا ببعض النشادر الطبي ليضعه على انف سما لتسيقظ
بحركة دائخة أدارت راسها قبل ان تشهق نفسا خرج زفيرا باكيا امسك المعقم وبدات يديه تعمل على تعقيم جرحها الذي في راسها فتحت عينها لتنظر اليه لترى نظرته القاسية والباردة كانها بلا روح فتحت فمها لتتكلم لكنه أعطاها نظرة صارمة أمرا اياها "اصمتي وابقي مكانك "شاعرة بالم رهيب بأسفل بطنها وظهرها اعادت راسها الى مسند السرير ووضع يدها على بطنها لينظر اليها مرعد نظرة أوقفت الدم في شرايينها و كانها تلقت دلوا من ماء مجمد صب عليها غير قادرة حتى ان تأن من الالم الذي يجتاح جسدها في الأسفل ولا الالم الذي تتلقاه من يده الخشنة الباردة التي تُمسح جروحها وتلذعها والاهم الالم الذي بداخلها والذي تركها خاوية باردة كانها بلا روح اغلقت عينها سامحة لدموع باردة كالجليد تسقط منها لقد اخطات وهو لن يسامحها
********
ناااار ناااار تشب داخله بينما يديه تعمل على جراحها بينما كل همه هو الاطمئنان على طفله الذي في أحشائها مدركا انهما ليسا لوحدهما ونظرات الطبيب تخترقهما في حال ارتكب اي خطا بمعالجتها يرغب بمسكها وهزها حتى تتكسر عظامها الويل لك سما الويل لك ان فقدته الويل لك لكذبك وخداعك لقد خانته خانت ثقته بها وهو لن يسامحها ابدا على ذلك ولو بكت كل دموع العالم فكر يرى دموعها المنهمرة
وصولهم الى المشفى أنقذهما من تلك المشاعر الحارقة
ما ان توفقت السيارة حتى فتح الباب يحضر الحمالة محولا لها لسرير متحرك عندما اقترب احد الممرضين منه "لا تقترب هدر به بزئير غاضب
سحب السرير الى مدخل المشفى ليصرخ بالممرض في قسم الاستقبال
"اريد طبيبة نسائية حالا "قال بعلو صوته ولهجة امرة جعلت  المراجعين والممرضين الذين حوله يبتعدون عن طريقه بينما ممرض  الاستقبال يبتعد منفذا أمره و هو يجر سريرها الى اقرب غرفة طواريء ليهدر بمن فيها ان يخلوها حالا والجميع نفذ شهقت سما خائفة من شدة غضبه ليقترب منها ينظر في عينيها بنظرات مشتعلة
"ادعي آلُلُه ان لا تفقديه والا فالويل لك سما لن ينجيك شيء من يدي "
نشجت سما بالبكاء منكمشة على نفسها بينما الطبيبة تدخل
"ما الامر لما تتصر...ف"قطعت الطبيبة كلماتها عندنا عرفت شخصية مرعد
"الطبيبة سما "قالت الطبيبة "ما الامر ؟!"
"عالجيها واياك ان تفقد الطفل "قال مرعد خارجا ليغلق الباب عليهما بينما صقر يصل اليه
"ما الذي حدث عمي ؟!"ساله صقر بلهفة لينظر اليه بخواء كانه شخص في رمقه الأخير تسحب منه روحه ببطء
"لاشيء صقر طمئن اهلنا لانك لن تعود الان بسبب العاصفة "
"ماذا عنك عمي "سال صقر
"لن أتحرك حتى اطمئن عليها "
ذهب ليقف في الممر الخالي فكما يبدو لا احد يستطيع ان يقترب منه بعد دخوله العاصف
استغفر الله كيف جعل الغضب يجرفه بتلك الطريقة مسح وجهه بكفه ستجن يا مرعد كيف تعترض على قضاء الله وقدره وفوق هذا ترعبها وهي بتلك الحالة مهما كان خطاها سلامتها الان اهم وبعدها لكل حادث حديث
عند تلك الفكرة حول اتجاهه عائدا للغرفة التي وضعها بها فتح الباب مقتحما نظرت له الطبيبة التي تفاجات من حضوره
"لو سمحت "هتفت ما ان رأته يدخل
"انها زوجتي "قال مرعد متقدما من سما الذاهلة والتي انكمشت عندما اقترب منها
"لا تخافي "قال برقة "ستكونين بخير "قال يضع يده على وجهها يمسح دموعها التي انهمرت اكثر بعد كلماته
"لم اقصد ذلك حاولت ان اقول لك ..."
"اييش اهدئي الان لا تفكري بشيء ما يهم الان سلامتك ...وانت نظر الى الطبيبة التي تقف تشاهدهما باندهاش قومي بعملك "حثها مرعد لتتحرك تقوم باكمال فحصها وعلاجها لسما بينما مرعد يمسك يدها بيد والأخرى تُمسح الباقي من دموعها هامسا لها ان لا تبكي
"هيا سما انت طبيبة تشجعي قال يحثها بينما الطبيبة تضع لها مصلا في يدها ثم توجهت لجهاز الفحص (الالتراساوند) وبدات بتجهيزها
"سيد مرعد هلا انتقلت للجهة الاخرى "طلبت الطبيبة ليتحرك مرعد بعدها عندما كشفت عن الطبيبة عن بطنها ليرى اثار الدم تلوث بنطالها اخذ نفسا عميقا يحاول ان يهدا به قبل ان يبعد نظره وينظر في عينها
"كل شيء سيكون بخير "وجد نفسه يقول كانه يحاول ان يمحي من ذهنها ما قال قبلا استغفر آلُلُه مرة اخرى ذاكرا قدر الله وما شاء فعل لا راد لحكمك يا الله
شاعرة لاضطرابه ونظرة الحزن في عينيه كيف كانت بكل تلك القسوة والغباء كان يجب ان تخبره عن الحمل منذ عادت تبا لعنادك سما هتفت في داخلها قلبها يؤلمها لما سببته له وهي لا تملك شيء سوى الدعاء ان يكون حملها بخير او على الاقل ان يهبها آلُلُه اخر بعد فترة قصيرة
وضعت الطبيبة جل على بطنها ثم الاداة التي تسمح لهم برؤية الصورة
"متى كانت اخر دورة لك "سالت الطبيبة
"ان عمره شهر واحد بالتمام "أجابت سما "انا أكيدة قمت بحساباتي"شاعرة بيده التي شدت على يدها بينما عيناه معلق بالشاشة المرفقة بالجهاز شهر ولم تفكر ان تبلغه او حتى تلمح ضغط على يدها مستمسكا بالصبر ليس هذا وقت الغضب
اشارت الطبيبة على الشاشة لتخرجهما من أفكارهما المتضاربة
"هذا كيس الحمل "قال الطبيبة "لا يزال في مكانه لا  وجود لجلطات دموية لاشيء واضح عندي في الرحم الحمل ما زال في مكانه "
"ما معنى هذا ؟"سال مرعد بأمل ينظر الى الشكل المتمثل امامه طفله عض مرعد على شفتيه يمنع تنهيدة من الخروج من جوفه طفله هذا الشيء الصغير
"طوله جيد وزنه جيد السائل حوله جيد الحمل ثابت ...حتى الان "عادت الطبيبة تقول
ليهتف الاثنان وعيناهما معلقة بالشاشة مرعد يمسك يدها ويضغطها وهي تتمسك بكفه "ما معنى هذا "قال الاثنان بذات الوقت
"انت نزفت لكن مما ارى قالت تنظر لبنطالها الدم سائل في حالات الإجهاض الدم يكون عبارة عن تجلطات وقبل ان تسألا ما معنى هذا- فالت الطبيبة عندما لاحظت تحرك شفاههما- قد يكون السبب مشيمة نازفة او التهاب او نقص هرموني او تكيس المبايض لهذا سنبدأ بعمل تحاليل لك وبعد الحصول على النتائج سنتأكد لكن اعود واؤكد الحمل سليم حتى الان قد يحدث اي شيء ويغير ذلك كما ان اي من أسباب النزيف التي ذكرتها اذا لم نعتني بها قد تؤدي لا سمح الله الى الإجهاض لذا سانقلك الى غرفة لانك ستمكثي هنا بضعة ايام حتى نطمئن على سلامتك والان سآخذ صورة للجنين لتحتفظا بها كاول صورة له اثناء نموه الذي سيتم على خير باْذن الله "فالت الطبيبة باسمة تنفذ وعندما اخرجت الصورة تناولها مرعد منها بلهفة
"أعطني اياها "هتف يتناولها منها وينظر لها بابتسام غافلا عن تلك التي ترك يدها وعينيها تلتمع بدموع الندم
٩*٢
ستكون ليلة صعبة "قال صقر بينما يحضر كوب القهوة لعمه واقفان في الممر ينتظران اتمام نقل سما الى غرفة طلب مرعد ان تكون خاصة لا يشاركها بها احد بعد ان تم اخذ العينات لإجراء الفحوصات اللازمة لها
"هل اطمئنت عليهم في البيت "سال مرعد
"الجميع بخير لم تحصل اي حوادث لكن الجدة قلقة اخبرتها ان الطبيبة انزلقت اثناء سيرها لكن العاصفة هي ما يبقينا "
"جيد اجاب مرعد متنهدا وصمت بينما عينا صقر تتابعه "سأخبرك بكل شيء في حينه "اردف مرعد يوقف فضول صقر "لاشيء خطر حتى الان"
"حسنا "قال صقر واتجه الى الاستراحة بينما مرعد يتلمس جيبه حيث وضع صورة الجنين قرب قلبه  لابد ان الفحص انتهى فكر مرعد عائدا الى غرفتها ربما تعود الطبيبة لفحصها ويرى الجنين مرة اخرى
********
نقلتها الطبيبة على غرفة خاصة بعد اخذ بعض العينات منها ما كادت تستقر حتى عادا اليها الطبيبة لتطلب منها اخذ مسحة من عنق الرحم
"لكن لماذا ...الا يشكل هذا خطورة "
"سنحاول ان نفعل ذلك دون استخدام اي آلة فقط فحص بسيط باليد "
"لكن ..."
"ما بك طبيبة سما انت تريدي هذا الطفل "سالت الطبيبة بنبرة تاكيد
"بالطبع اريده "أكدت سما
"اذن دعينا نقوم بهذا الفحص لنطمئن على سلامتكما"
اوقفت كلمات الطبيبة تقدمه لطرق الباب عندما سالتها ان كانت تريد الطفل ليأتيه تأكيدها كيف شك في فورة غضبه انها يمكن ان تقدم على عمل كهذا زفر مرعد يا الهي هذه السما ستقوده الى الجنون طرق الباب على عجل ثم فتحه ليرى الطبيبة تتقدم من سما
"سيد مرعد انا لم اكمل فحوصاتي"قالت الطبيبة بتأنيب
"خذي راحتك يا طبيبة "قال مرعد متخذا من المقعد البعيد مكانا لجلوسه مما جعل الطبيبة تغلق الستائر المحيطة بسرير سما لتحجب عنه الرؤية
"لم ارى رجلا متملكا كزوجك انه لا يكاد يفارقك لحظة "همست الطبيبة لسما مما جعلها تبتسم
ويبتسم هو الاخر  متملك ! يا الهي هما لا تعلمان ما الذي شعر به  عندما سقطت حتى قبل ان يعلم بأمر الطفل لقد احس ان العالم حوله ينهار مجرد رؤية الدم النازف من راسها جعله يرى كل ما حوله بلون اسود تنهد يحمد آلُلُه ان كل شيء مر بخير بالنسبة لها وسيمر بخير بالنسبة للطفل
قطع تفكيره خروج الطبيبة من خلف الستائر
"انتهينا ...قالت تضع شيء داخل علبة سآخذها للفحص لكن اريد ان اسالك شيئا طبيبة سما اكملت تنزع القفازات عن يدها "
"تفضلي إجابتها سما "
"هل قالت تنظر الى مرعد هل تستخدمي مطهرات شخصية او شيء من هذا القبيل انت تفهمين ما اعني "ارتبكت الطبيبة تحت نظرات مرعد المراقبة
"اجل !" أجابت سما بتررد
"هل تبالغي باستخدامها اعني كم مرة تستخدميها"
"في الحقيقة انا استخدمها أجابت سما مرتبكة ولم يخفى على مرعد نظرت الذنب التي اطلت من عينها كثيرا مع كل استخدام للحمام ..."
"وبعد ال...قطعت الطبيبة كلماتها باشارة من راسها
مما جعل سما تعض شفتيها
"كنت أبقى في الحوض نصف ساعة او اكثر "
تنهدت الطبيبة تهز راسها "لا ادري ماذا اقول لقد سبب ذلك تهيجا في ...انت تعلمي لابد انك أدركت ما الذي اريد ان اقوله ربما استخدامك المفرط هو ما سبب التهيج وبالتالي الالتهاب والنزف لكن لا يمكنني ان اجزم حتى تظهر باقي النتائج سأتركك الان لترتاحي ستاتي الممرضة لوضع المصل لك يجب ان تاكلي شيئا سامر لأراك مرة اخرى "قالت الطبيبة تاخذ العلبة وتكتب بعض الكلمات على لوح المريض وتغادر
ما ان اغلقت الباب حتى نظر لها مرعد الذي تابع حديثها مع الطبيبة عاقدا حاجبيه حمل المقعد مراقبا اياه من سريرها ليصبح قريبا منها
"حسنا "قال ينظر في عينيها الهاربة منه
رطب شفتيها التي شعرت فجاة بجفافهما
"عن ماذا كنتما تتحدثان ؟"
وضع مرفقيه على جانب السرير ليصبح وجهه مقابلها تماما ازدردت سما ريقها "انها أمور نسائية "قالت تزم فمها وتطرق راسها موجهة نظرها الى اصابعها ويدها التي تعاني من الخدوش المضمضة
"سما..ما الذي كانت تتحدث عنه الطبيبة الان "عاد مرعد ليقول بلهجة اكثر حزما وأقرب للامر رفعت نظرها له لتطالعها عيناه التي بدات تلتمع بشيء من الغضب
"عدني ان لا تغضب !"قالت سما بذنب
الا يوجد شيء تفعله ولا يثير غضبه وضع يده على فمه كانه يمنع نفسه من اخراج سيل الكلمات الحانقة داخلة اخذ نفسا عميقا وزفره بمهل
"حسنا "قال بهدوء قدر استطاعته
"انها ..لقد ...اعني قالت سما بارتباك لا تعلم كيف تبدا الموضوع آه تاوهت بيأس لقد كنت استخدم بعض منتجات العناية الشخصية انها كالمطهرات ويبدو انها قد سببت لي نوعا من التحسس وبالتالي الالتهاب وربما النزف الذي حصل بسببها "قالت كلماتها دفعة واحدة بصوت كالهمس لكنها ارادت ان تنتهي من هذه المِحنة بأسرع وقت
"لقد قالت استخدام مفرط وسالت ان كنت تستخدميها بعد ال ..وانا اظن ان ال ..هنا هي الجماع اليس كذلك "
اومات سما براسها تشعر ان خديها يحترقان خجلا وذلك الجرح في راسها بدا ينبض بالم مما سبب لها صداع
"وسبب لك التهابا في ال ..قال مشيرا بعينيه اسفل بطنها يا الهي هتفت سما بداخلها هو لن يرحمها ابدا "عنق الرحم "أجابت بهمس تتحس جرح راسها
"ولماذا كنت تستخدمي تلك المستحضرات بشكل مفرط والمفترض انك طبيبة وتعلمي جيدا ان استخدامها فوق الحد قد يسبب ...تهيجا !"
عضت سما شفتيها وتنهدت بصمت
"لماذا كنت تعقمي نفسك بشكل مفرط بعد ان نكون معا "سال بصوت محتد يا الهي نظرت سما له بصدمة الامر ليس كما يظن
"الامر ليس له علاقة بك "دافعت سما عن نفسها
"اذن ؟!"عاد ليسال
"افهمني ارجوك ...قالت سما برجاء لقد كنت متزوج من صبابة ايضا ...وظننت بدات تتردد بطبيعة الحال ان بينكما علاقة ...ف...خفت ان "
"ان انقل لك مرضا او ما شابه "اكمل مرعد عنها الى هذا حد  الهوة كبيرة بينهما فكر مرعد يشعر بالاشمئزاز من الفكرة
"الم تفكري ان تسأليني او حتى على الاقل تخبريني بشكوكك "
"انه امر محرج ..."قالت سما
"انا زوجك والمفترض ان لا يكون بيننا اسرار او شكوك لكن كما يبدو انك تعيشين عالما بمفردك يا سما لقد قدرت انك عشت حياتك وحيدة وبعيدة وهذا ما جعلك منطوية على نفسك لذا لم أشأ ان اضغط عليك لكن هذا انتهى أنفاسك سأشاركك بها يا سما قال بوعد وتهديد بذات الوقت
"انت غاضب و..."حاولت ان تبرر لكنه قاطعها
"بالطبع غاضب ...قال يزفر أنفاسا حارة ارتطمت ببشرتها الجليدية غاضب لاخفاءك امر حملك لعصيانك طلبي منك بعدم الخروج لاخفاءك اسرارا عني لكن هذا ليس الوقت المناسب اهدئي الان وبعد ان تتحسن حالك سيكون لنا حديثا مطولا وانا لن ارضى بإنصاف الحلول "قال كلماته وخرج تاركا لها مصدومة كلما تحسنت الامور بينهما يحدث شيء ويفسدها
**********
خرج من غرفتها قبل ان يشتعل غضبه اكثر كيف تفكر كل تصرف تقوم به يجعل يرغب بهزها حتى تتحطم عظامها اتجه الى مطعم المشفى يجب ان يحضر لها الطعام لكن اولا سيذهب الى الطبيبة ليعلم منها ما الذي يحضره لها
طرق باب الطبيبة بعد ان استعلم عنه من الاستعلامات
"سيد مرعد تفضل "قالت الطبيبة
"كنت اريد ان اسالك هل هناك طعام محدد أقدمه لسما ام ..."
"تفضل سيد مرعد قالت تشير للكرسي امام مكتبها لقد أوصيت لها بالطعام المناسب لكني اريد الحديث معك "
تقدم مرعد الى الداخل تاركا مدخل الغرفة والباب مفتوح
"انا سأتحدث اليك كطبيبة سيد مرعد أرجو ان يتسع صدرك لما ساقول "
"تفضلي"
"السيدة سما حامل كما تعلم بالتاكيد المراة عندما تحمل تتغير احيانا طريقة تفكيرها نفسيتها تصبح حساسة متوترة زيادة عن المعتاد بسبب هرمونات الحمل مع سما الوضع مضاعف لاني أراها اسمح لي بقول ذلك ...هي مضطربة قليلا ليس نفسيا انما ..انت تعلم سما طبيبة وابنة مدينة مما عرفت عنها انها عملت وتزوجت والان ستصبح اما كل ذلك خلال اشهر قليلة هي لم تعدت بعد فكرة حياتها هنا لتجد نفسها زوجة وام ايضا ..عليك ان تساعدها لتتأقلم مع وضعها الجديد الحمل والأمومة ليست شيئا سهلا انا اعلم انك لن تقصر معها بشيء لكن عليك إشعارها بالامان والاهتمام اكثر ليس بشكل مبالغ انما ان تشعر بأهمية الحدث المقبلة عليه هل تفهمني"
أومأ مرعد براسه لخصت الطبيبة الكثير من حقيقة حياة سما هنا ليس كلها ...فهناك الكثير المخفي داخل طيات عقلها
"انا سابقيها حتى الغد في المشفى بعده يمكنها المغادرة فعليا انا اعتقد ان سبب النزف هو خارجي لكن لا ضير من بعض التحاليل لأتمكن من إعطاءها الفيتامينات اللازمة سيكون عليها القدوم للفحص الدوري مرتان في الشهر وخلال الشهرين القادمين عليها التزام الراحة التامة جسديا ونفسيا ايضا ..وانصح خلال هذه الفترة ان تكون علاقتكما الزوجية اهدا ..اعني "
"مفهوم قال مرعد يبعد عنها الحرج لانه ادرك ما تريد ان تقول عن علاقتهما الزوجية التي يجب ان تتوقف الان على الاقل حتى يطمئن على استقرار وضع الجنين "
"هذا كل شيء ...لكن اظن انها قد تصاب ببعض الحالات العصبية لانها ستأخذ بعض الهرمونات للتثبيت لذا أرجو ان تتنبه لذلك ولا تعرضها لأي مؤثر "
"حسنا شكرًا لك يا طبيبة قال مرعد مغادرا
وهو يفكر سما مجنونة دون مؤثر خارجي ما الذي ستفعله الان مع وجوده
٩*٣
كان قد تاخر بالفعل عن صلاته ذهب الى مصلى المشفى مستغنيا عن سترته التي ما تزال تحمل دماء سما توضأ وبالكاد لحق بصلاة الظهر بقي في المصلى   اراد ان يكون وحده سجد شاكرا لله بعد ان استغفر فترة لغضبه  يشعر ان هناك شيئا ما يحدث له شيء في داخله لقد كان يوما صعبا عليه مع انه يحمل اسعد خبر سمعه في حياته الا ان ذلك الشعور بالقبضة ما زال ملازماً له استمر في عزلته يبث قلقله بينه وبين نفسه ولله الذي وكله أمره حتى اذن العصر ليطل عليه صقر ويصلياه معا
جلس مع صقر في الاستراحة فكما أخبرته الممرضة ان سما ستنام مع المصل وعندما تستيقظ سيحضرون لها الطعام
"لماذا لا تعود الى المنزل "قال مرعد لصقر
"لا ..سابقى هنا "
"حالها الان افضل لكن ستبقى حتى مـْساء الغد"
"لابأس سابقى معك ما دمت هنا ..الا تريد ان تخبرني ما الذي حدث "
"لا شيء لقد خرجت في العاصفة وعندما رايتها حملتها على الحصان حتى نبتعد عنها لكن الحصان جفل وأسقطنا وعندما اتينا هنا عرفنا انها حامل لذا ارادت الطبيبة إبقاءها للاطمئنان عليها وعلى الجنين "
"ماذا ؟!! حامل ولم تفكر ان تخبرني من قبل "سال صقر ينهض ليضم عمه "مبارك قال صقر سعيدا بالخبر لماذا لم تخبرني "
ضمه مرعد رادا تهنئته "لقد كان الوضع خطيرا وظننا انها ستفقده لكن حتى الان كل شيء بخير "
اغتمت معالم صقر "السقوط قد اثر عليها ..."
"الطبيبة تقول ان كل شيء بخير حتى الان بعض الانتباه وان شاء الله يتم "
"ان شاء الله الجدة لن تصدق نفسها ولن تسامحنا على اخفاء الخبر حتى الان "قال صقر مبتسما
ضحك مرعد لاول مرة اليوم عند ذكر والدته
"ستقرص آذاننا "
"وما شأني انا تقرص إذنك واذن سما "
لم يحب لفظ صقر لاسمها مجردا لا يجب ان يناديها احد باسمها غيره
"كل شيء سيكون بخير باْذن الله لا تقلق " ظن صقر ان سبب صمته هو القلق
"باْذن الله"تنهد مرعد وغير الموضوع "لم نتلقى اي خبر "
"لا  ، لا احد مجنون في هذه المنطقة ليخرج في مثل هذا الطقس سوانا انا وانت وسما "علق صقر ضاحكا ليبتسم مرعد للواقع جنون سما هو ما أوقعهم جميعهم في هذا الموقف
"لا تخبر احد حتى افعل لا نريد ان تجرهم الجدة الى هنا "
"لا تقلق لن اخبر احد انت عليك ان تفعل لتتحمل النتائج وحدك "
" لكني ساطمئنهم ان كل شيء بخير "قال صقر رافعا هاتفه النقال "اذهب لتطمئن عليها لابد انها استيقظت الان "
مقدرا تصرف صقر الذي يعلم رغبته بالبقاء الى جوارها نهض متجها الى كافيتيريا ليشتري الماء والعصير لابد انها ستكون عطشى عندما تستيقظ فكر مرعد يحمل مشترياته الى غرفتها دخل اليها بدت معتمة بعض الشيء فالوقت الان مغرب لقد قضى وقتا طويلا مع صقر دون ان يشعر وهذا التوقيت من العام الليل يطول ونهار يقصر أضاء الضوء من جانب الباب ليتقدم من سريرها الذي صدم عندما رآه فارغا دار حول نفسه كانه يمكنها الاختباء في احدى زواياها ! ليسقط نظره على باب الحمام المرفق للغرفة اقترب ليرى الضوء الشحيح الصادر من أسفله وأنّة بالكاد مسموعة
"سما طرق على الباب سما "
**********
تشعر بالضعف بعد كلماتها معه ما هذا الحظ العاثر الذي تعانيه كلما اقتربا خطوة يحدث شيء ليبعدها
تذكرت نظرته الغاضبة وارتجفت لا إراديا يا الهي كان سيقتلها أتراه صمت من اجل الطفل قالت تمد يدها الى اسفل بطنها لاا سما لقد عاد وأبدى قلقه واراد الاطمئنان عليك لكنه اكد لي انه غاضب مني عادت تحدث نفسها اجل انه غاضب ومع حقه لو انني أخبرته عن الحمل او لو انني سمعت كلماته ولم اخرج لكني لم اكن اعرف ان الطقس سيكون بهذه الشراسة ستجني سما اذا بقيت تحدثي نفسك هكذا نهرت نفسها اهدئي المهم ان الطفل بخير قال تمسد بطنها مبتسمة ستصبح اما وليست اي ان ام ابن مرعد هل سيكون مثله يملك عينان بلون العسل وغمازة في الذقن أغمضت عينيها تحاول تخيل شكله لكن طرقات الباب قطعت تفكيرها عندما دخلت الممرضة لتضع لها المصل
"هذا المصل سيجعلك تنامين وهذه التحاميل نسائية تضعينها ...."
"اعرف قالت سما للممرضة مختصرة عليها التفاصيل الا تعلم انها طبيبة ! هاتيها مدت سما يدها لها تاخذها
"ستضعيها عندما تستيقظي مباشرة واذا واجهت صعوبة اضغطي الجرس وسآتي اليك بعد ان ترتاحي سنقدم لك الطعام فقط اعلميني عندما تريدي تناوله "فالت الممرضة بعملية وغادرت بعد اخذ نبضها وضغطها ودرجة حرارتها لم يمر وقت على اخذها المصل حتى غابت في سبات عميق
استيقظت بعد لترى انها نامت معظم النهار والشمس قد بدات بالغروب تشعر بجفاف ريقها لا يوجد ماء حولها بحثت في عينها اين مرعد تساءلت تحاول النهوض يجب ان تدخل الحمام بتثاقل رفعت نفسها تشعر كان عظامها قد تكسرت  نزعت ابرة المصل واخذت التحاميل واتجهت الى الحمام تجر نفسها جرا
صدمت عندما رات نفسها في المراة وجهها شاحب الكدمات تملا ذراعيها وساقيها وذلك الجرح في راسها قد تورم لحجم بيضة قد تشوهت فكرت تعد الخدوش التي تملا معالمها
سمعت صوت نداءه لتصدم ما الذي اتى به  الان فكرت تنظر الى مريول المشفى الذي ترتديه والذي فعليا لا يغطي شيء وهي لا ترتدي شيء تحته جلست تسند نفسها الى ظهر المرحاض يجب ان تعود الى السرير  بأقرب وقت
"سما هل انت بخير "عاد مرعد يقول بقلق "لما دخلت بمفردك لما لم تنتظريني او تنادي الممرضة لمساعدتك ....سما "
تنهدت وتخلت عن الأداة التي معها "انا بخير سأخرج بعد قليل قالت بتعب لتنهض وتغسل يدها ما ان أمسكت مقبض الباب حتى سبقها لفتحه
"لماذا نهضت من السرير قال ينظر لها بذلك المربوط الكريه الذي ترتديه يكره لباس المشفى
"تعالى "اقترب ليحملها لكن اعترضت "سأسير "
فاسندها اليه غير راغب في جدالها خطوتين وكانت عند السرير "هلا أدرت ظهرك قليلا"طلبت سما تحاول المناورة لتصعد الى السرير دون ان يراها فهي تعلم جيدا ان ظهر المريول مفتوح ولا يخفي شيء
"بالله عليك سما "قال مرعد بصبر نافذ لكنه عاد وصمت ليدير راْسه بعيدا عنها جلست تسحب الغطاء عليها لتستلقي عاد يساعدها بتغطية نفسها عندما لاحظ العلبة في يدها
"ما هذا قال يمد يده اليها
"انه دواء "فالت محاولة إخفاءه
"كيف اخذته دون ماء ؟"
"تدبرت امري "
"كيف ؟"
"اخذته دون ماء"
"لماذا لم تطلبي الممرضة ما بك سما أعطني اياه أضعه في الدرج "
"سأضعه انا "قالت تحاول التهرب منه
"ما بك تثيري جدالا بلا سبب "
"لا شيء فقط ...سأضعه انا " ملاحظا انها تخفي شيء وراء هذا العناد الاحمق المعتاد منها
"لا هاتيه قال يمد يده  باصرار فهو لن يسمح لها بممارسة عنادها بعد الان
الا يعرف متى يتوقف ابدا مدت يدها باستسلام له اخذه منها وفورا قرا ما هو مكتوب عليه ليدرك سبب تصرفاتها الغريبة
"لما لم تنتظري قدومي كنت ساعدتك "قال مبتسما يضعه في وحدة الإدراج التي بجانبها
"توقف عن ذلك "
"هل وضعته جيدا "عاد يقول مستمتعا بانزعاجها
أدارت وجهها عنه رافضة ان تنساق وراء خفة ظله
شعرت بوجهه قد اصبح قريبا منها انفاسه تضرب خدها بينما يده تمتد الى جرحها
"ليس خطيرا كما يوحي شكله "قال يتفحص جرحها عن قرب
"اشعر انني بشعة مع كل هذه الخدوش "
"هل تقولي ذلك لاقول لك  انك جميلة ؟"
نظرت له تحديدا في عينيه التي تنظر لها بتحدي لا يفصل بين وجهيهما سوى مسافة قصير ان انحنى او رفعت هي نفسها ستنتهي مرت كفه على وجهها
"انت جميلة وانت تعرفين ذلك "قال مقتربا منها أغمضت عينها تنتظر عناقه لكن فجاة شعرت بغيابه ودفء انفاسه يبتعد مع يده عن وجهها فتحت عينها لتراه ينظر لها بينما يده تمتد الى الزر فوق راسها يستدعي لها الممرضة
قبل ان يبتعد الى الجهة الاخرى
تشعر بالحرج وتعلم انه يتعمد فعل ذلك أدارت وجهها  بعيدا عنه
تتصرف كطفلة غاضبة فكر مرعد وهو سيعلمها ان لا تفعل
اتت الممرضة الى غرفتها
"كيف انت تقدمت منها الممرضة ترى المصل المنزوع من يدها لماذا لم تناديني لانزعه"
"لا باس لقد تدبرت امري"إجابتها سما
"نريد طلب الطعام "تدخل مرعد
"حسنا سأحضر بعد قليل "قالت الممرضة
"كنت اريد ان اسال هل يتوفر غسالة في المشفى فكما ترين قال مشيرا الى سترته وأثر الدماء عليها
"بالطبع أعطني سترتك "نظرت سما الى الممرضة لم تعجبها من البداية والان لم يكلمها مرعد كلمتان حتى ذابت وها هي تنظر له بعينين براقتين
"لا أريد ان اتعبك لو ارشدتني الى مكانها ساكون شاكرا "
"لا تعب يمكنك ان تعطني ملابسك وسأعطيك شيء مريح اكثر للنوم "
سعال سما جعل مرعد ينظر لها "لا السترة فقط وسأكون شاكرا "
أعطاها سترته باسما وغادرت تحتضنها في حركة لم تخفى على سما "لما لم تسألها عن اسمها !؟ "قالت سما غاضبة
"اسهما رنده وهو مكتوب على البطاقة التي تحملها"
أجابها ببراءة "ساذهب لصلاة المغرب واعود "
قال وانسحب قبل ان تجيبه سما الغاضبة هل سيلحق بالممرضة لقد كانت ترف له بعينها بمجرد ان تحدث معها
ابتسم بمجرد ان خرج من الغرفة المجنونة !
عند نهاية الممر رأى الطبيبة التي بدلت ملابسها
"سيد مرعد "قالت باسمة عندما رأته
"طبيبة ..."هو لا يعرف اسمها
"رفيدة "
"طبيبة رفيدة هل انت مغادرة "
"اجل انتهى دوامي لليوم كنت ذاهبة للاطمئنان على الطبيبة سما قبل مغادرتي"
"انها بخير طلبت لها الطعام قبل ان أغادر "
"جيد سأراها .."
"كيف ستغادري بهذا الطقس "
ابتسم الطبيبة "زوجي طبيب يعمل في قسم العظام سنغادر معا وانت تعلم اسكان الأطباء خلف المشفى مباشرة "
"اجل ...راقفتكما السلامة اجاب بعد ان اطمئن الى انهما سيكونان بخير طبيبة رفيدة اريد طلب شيء منك "
"بالطبع تفضل "
"لا تخبري سما بخصوص ما قلت لي عن علاقتنا "
لوهلة لم تفهم الطبيبة ما المقصود ثم أدركته
"لكن لماذا ؟"
"سما حساسة جدا و ستشعر بانها مقصرة وستلوم نفسها وانا لا أريدها ان تحزن ساخبرها انني اخاف عليها لا أريدها ان تعرف ان وضعها هو السبب "
نظرت له الطبيبة بتعاطف "ما الطف ذلك ! حسنا لن  اخبرها اطمئن "قالت الطبيبة تذهب الى سما تحدث نفسها كم هو مراعي لها
دخلت غرفة سما المتاففة
"كيف انت الان قرات الطبيبة لوحها الطبي
"بخير "
"تناولي الطعام غدا ستكون النتائج قد ظهرت لكن وضعك جيد الطبيب المناوب لديه فكرة عن وضعك لا تتواني في طلب المساعدة ان شعرت بشيء "
"هل ستغادري "
"اجل هناك طبيب سياتي ليمر عليك لا تقلقي قالت الطبيبة عندما رات توترها ثم ان زوجك اللطيف لن يتركك لقد أوصاني ان أبقى معك حتى يعود انه مراعٍ للغاية "
زوجي اللطيف !! فكرت سما هل يملك هذا التأثير على كل النساء
لم تكد الطبيبة تنهي كتابتها على اللوح الطبي حتى طل اللطيف يحمل ابتسامته الألطف فكرت سما تنظر اليه والى الطبيبة التي ابتسم كل وجهها له
"شكرًا لك طبيبة رفيدة "قال مرعد
"لا شكر على واجب انتبه لها قالت الطبيبة وانت اسمعي كلامه "وجهت كلماتها لسما التي نظرت لها مندهشة هل تفقد اي امراة عقلها بمجرد ان تتحدث له اين ذهبت الطبيبة الصارمة
"ماذا هل تخليت لها عن القميص هي ايضا لتبدوا منبهرة بك هكذا !"قالت سما بمجرد ان غادرت
"سما !!نهرها مرعد كيف تقولين شيئا هكذا "
"كل امراة تحدثها تصبح مبهورة وعيناها تبرقان ..."
"كل امراة حتى انت هل تنبهري وتبرق عيناك اذا تحدثت لك "قال مقتربا منها
"لا تنظر لي هكذا "قالت سما عندما رأته يقترب منها وضع الكرسي اقرب الى السرير وجلس عليه ليصبح مقابلها
"كيف ؟!"قال بصوت منخفض
تنهدت سما تغمض عينها قبل ان تشعر بدفء شفتيه على جبينها لأقل من ثانية حتى انها ظنت انها تتخيل لولا انها رات ابتعاده عندما فتحت عينها لما صدقت انه فعلا قبلها
طرقات على الباب جعلته ينهض ليفتحه كانت تلك الممرضة قد اتت معها الطعام وسترته التي قدمتها له باسمه "تفضل "قالت الممرضة
"شكرًا لك تناولها مرعد مبتسما
"اذا احتجت شيء ناديني "قالت قبل ان تذهب هي حتى لم تسال عني فكرت سما من المريض هنا اذا احتجت شيء
نظرت له سما "اذا احتجت شيء ناديني"قالت سما تقلد صوت الممرضة "هي حتى لم تسال عني ان كنت احتاج لشيء وانا المريضة "
"هي كانت تقصد ان احتجنا شيء انا وانت "
قال يقرب طاولة الطعام منها ليضع الطعام عليها
"لست جائعة لا اريد ان آكل "
"لااا يجب عليك تناول الطعام سما انت لم تاكلي شيء منذ الصباح "
قال يفتح علب الطعام "لا شهية لدي "
"لا باس تناوليه بمهل لا داعي للاستعجال "
قرب منها الطاولة حمل طبق الشوربة وبدا يطعمها
"يمكنني ان آكل لوحدي "
"لكني اريد ان اطعمك بنفسي اجاب ببساطة ينفذ
"كفى قالت سما بعد رابع او خامس رشفة
"حسنا وضع مرعد الطبق ليتناول قطعة الدجاج الصغيرة المرفقة ببعض الخضار المسلوق كانت بلا طعم بالنسبة لسما التي تذمرت
"لا باس سما بعض لقمات اخرى "قال مرعد بصبر
اكلت لقمتان وتوقفت بها تغمض عينها تحاول دفع حالة الغثيان التي ألمت بها
"اريد تفاح "قالت سما بهمس
"ماذا ؟"
"تفاح اشم رائحة التفاح "
اعاد مرعد الطعام الى مكانه "حسنا سارى ان كان متوفرا "قال يخرج بسرعة من الغرفة متجها الى الممرضة
"هل يوجد تفاح "سال مرعد
"تفاح !!"سالت باندهاش "سارى ان كان في المطبخ"
قالت تتحرك بسرعة لتعود بعض قليل بتفاحة حمراء صغيرة "لا يوجد الا هذه "قالت تقدمها له
"لابأس اتمنى ان تفي بالغرض "
عاد بها الى سما التي تناولتها منه تأكلها بنهم راقبها مرعد تقضمها بتلذذ مصدرة همهمة مستمتعة كانها تاكل أشهى شيء تناولته في حياتها لعقت شفتيها في حركة اثارت جنون ذلك النابض في صدر ما بك مرعد انت الذي تتباهى بقدراتك الفذة المسيطرة تفقدها بكل بلاهة امام هذه السما العنيدة وكأنك كنت في سبات عميق منذ دهور وهي فقط من أيقظتك
طرق الباب "من "قال مرعد غير مرحب باي كان الذي قطع عليه لذة مراقبتها
"الطبيب راشد "اجابه الصوت
"لحظة "قال مرعد متجها الى سما "غطي نفسك قال يأخذ ما تبقى من التفاحة منها لتعترض
"لماذا اخذتها "
"غطي نفسك سما قال مرعد مخرجا وشاحها لتضعه على راسها وضعته كيفما اتفق بينما رفع غطاء السرير حتى ذقنها
"غطي شعرك سما "
"حسنا "قالت بعدم اهتمام
ذهب لفتح الباب "طبيب راشد بادره الطبيب مادا يده ليسلم لابد انك السيد مرعد تشرفت بمعرفتك"
"اهلًا بك "قال مرعد بينما الطبيب يتقدم من سرير سما اخذ لوحها وقراه
"كيف انت سيدة سما "
"بخير ...لقد أعطوني وبدات حديثها بالإنجليزية شارحة للطبيب وضعها الذي ابتسم "عندما يكون المريض طبيبا فانت لن تعاني أخبرتني الطبيبة رفيدة عن حالتك لكن كما يبدو انك تدركي الوضع تماما لذا لن اقول شيء سوى اذا شعرت باي شي انا موجود وكذلك الممرضات "كان يتحدث لها غاضا بصره الامر الذي أراح مرعد قليلا ضحكت سما
"شكرًا لك "قالت تهز راسها مما جعل وشاحها يتحرك عن راسها مظهرا مقدمته تقدم منها يشده الى الامام
"شكرًا طبيب راشد "عاد ليقول بعدها راغبا بخروجه
"هذا كل شيء حمد لله على سلامتها قال الطبيب موجها حديثه الى مرعد
الذي اغلق الباب خلفه واستدار ليرى سما تتناول ما تبقى من تفاحتها وتكمله باستمتاع
نظر لها بصدمة "الم اقل لك ان تغطي نفسك "
"لقد فعلت "
"وبخصوص مقدمة رأسك التي ظهرت كلها اقسم لو لم يكن الطبيب غاضا بصره لكنت نتفت لك شعرك"
"واصبح صلعاء "اجابته ببرود انها تتعمد إعاظته اذا هي تحدثت مع الطبيب بتلك المصطلحات العجيبة والضحكة التي أخرجتها لتغضبه
"لولا وضعك لكنت افهمت معنى ان تغضبيني سما لا تظني انني لا ادرك انك فعلت ذلك فقط انتقاما مني "
"انا نظرت له ببراءة "
"نامي سما قبل ان اغير رايي قال وخرج قاصدا صقر الذي كان يتابع مسلسلا مملا كما قال في الكافتيريا
صلا معا العشاء ثم تابعا سهرتهما  حتى وقت متاخر  عندما عاد الى غرفتها كانت غارقة في الظلام بينما سما تمسك هاتفها تظاهرت بانها لا تراه
بينما ينزع قميصه ويستقر على الأريكة الوحيدة في زاوية الغرفة دون اي كلمة
"تغيب كل هذا الوقت ماذا لو حدث لي شيء "قالت عندما لاحظت لامبالاته
"كنت خبرتني على الهاتف الذي في يدك "
"كانك تهتم "
صمت لا يريد جدالها
"لو كنت تهتم لما تركتني وحيدة والان تاتي وتتصرف ببرود كاني انا المخطئة "
"بالطبع انت المخطئة لولاك لما كنّا هنا الان خرجت لاني خفت عليك منك غضبي الذي اكبحه عنك بكل قوتي فلا تختبري صبري سما لقد فعلت الكثير  اليوم كفى وضعك ومكاننا لا يسمحان لنا بالجدال دعي هذه الليلة تمر على خير وغدا لكل حادث حديث "
صمتت تعلم سيبقى يلومها على كل شيء
٩*٤
مع اول تباشير الصباح تحديدا الساعة السادسة صباحا كانت عائلته  قد اتت الى المشفى والدته راية فرحة وصخر ورعود يتبعهم صقر المشعث اثر نومه في الكافيتيريا
طرقات على الباب جعلته ينهض لقد نام منذ برهة فقط عندما تاكد إنها نامت أمضى  باقي الليل ساهرا الى جوارها تنهد يرتدي قميصه لابد أنها عائلته غطى سما خلف ستائر السرير
انها اللحظة التي اجلها طوال امس
فتح الباب كانت والدته اول الداخلين يتبعها الباقين
"ما الذي حدث كيف لا تخبرنا ان سما تعرضت لحادث "قالت تعاتبه الجدة ما دخلت الغرفة ملاحظة سرير سما الذي اختفى خلف الستائر دخلت النساء بينما بقي الرجال في الخلف اقرب الى الباب الذي اغلقه صقر ناظرا الى عمه بتضامن
"اهدئي امي نحن في مشفى - لا يدري هل يخبرها الان ام ينتظر -اجلسي "قال يوجه والدته الى الأريكة حيث كان نائما
"اريد ان اطمئن على سما "قالت الجدة ابتعدت عن ذراع ابنها
"انها نائمة ولا يوجد شيء صدقيني مجرد خدوش وجروح بسيطة "عاد ليهداها ويجلسها يجب ان تهدا قبل ان يخبرها
"مجرد خدوش وأذن لما نقلتها للمشفى اذا كانت مجرد خدوش ولما تخفيها ما الذي تخبئه عني يا ولد "
"اهدئي لأخبرك "قال مرعد يجلس عند ركبتيها
"صدقيني سما لا تعاني من شيء مجرد جروح بسيطة لكن الطبيبة ارادت الاطمئنان عليها لذا أبقيتها في المشفى كما ان العاصفة لم تسمح لنا بالمغادرة "
"كف عن المراوغة مرعد ما الذي تخفيه عن امّك انت لن تحضر سما الى المشفى الا اذا كان الامر خطيرا "
"الامر ليس خطير يا ام عدي لكن سما تحتاج لرعاية خاصة لانها حامل .."قال مرعد مراقبا ردة فعل امه التي نظرت له بصدمة كانها لم تسمع لوهلة ثانية قبل ان تفيض عينها بالدموع "ماذا !!"قالت بنفس متقطع لا تصدق ما تسمع "ماذا قلت انت لا تكذب ماذا قلت يا مرعد قالت الجدة فوز تمسك بمقدمة قميصه كلماتها كانها هذيان "
"اهدئي امي ارجوك "قال مرعد يمسك يديها
"سما حامل في الشهر الاول "وضعت الجدة يدها المرتجفة على فمها تمنع شهقة من الخروج بينما عينيها تفيض بالدموع وابتسامة شقت وجهها المغضن "يا ويل قلبي يا مرعد عشت و شفتك  اب قالت تضع يدها وجه مرعد الذي بالكاد يكبح تلك الحرقة القاتلة في عينيه من الإفلات الحمد لله الذي مد بعمري اويلي ربي جبر نفسي بعد كسرها ربي أعطى فوز بعد صبرها  صوت بكاء فرحة وراية ودمعات الجدة المنهمرة جعلت صخر ورعود يمسحان عينهما مراقبين الجدة التي نهضت تسجد شكرًا لله ثم تنهض لتضم مرعد كاتمة شهقاتها في كتفه
"يا قلب امّك عوضنا آلُلُه "قالت تغمض عينها تتذكر سنوات طوال ناجت ربها ليلا ونهارا طالبة منه العوض والخلف الصالح لابنها عمرا كاملا بكت في كل ليلة تمر دون ان يكون لابنها ولد الحمد لله تمتمت فالله عِوَض عليها وأعطاها ورزقهم
ضم والدته اليه "الحمد لله "قال يشعر بشهقات والدته تهدا بينما تتمت بالحمد جسدها ارتخى بين يديه في ردة فعل توقعها حملها على الأريكة
يرفع قدميها بينما ينزل راسها اخفض من مستوى جسدها تحرك صخر ورعود وصقر الى جدتهم ارفع ساقيها امر مرعد يسرع الى الزر فوق راس سما ليستدعي الممرضة
حركته فوق راسها جعلتها تستيقظ
لتشعر بالجلبة حولها والسرير مغطى بالستائر
صوت صقر وصخر اعلمها بان العائلة هنا ما الامر فكرت سما
"مرعد نادت "
"لحظة سما "أجابها لتتحرك راية اليها
"حمد لله على سلامتك "قالت راية لتنظر لها سما وترى عينها الباكية "ما الامر سالت سما
"لقد اخبر العم مرعد الجدة انك حامل وكما يبدو انها لم تتحمل فرحة الخبر فقد اغمى عليها والممرضة تهتم بها مبارك لكما قالت رايك بصدق انت والعم مرعد تستحقان كل خير  ...لقد احضرت لك ملابسك "
يا الهي كان يجب ان بصبر قليلا قبل ان يخبرها لما لم ينتظر ان تكون معه فكرت سما بامتعاض
"شكرًا لك يا راية هلا ساعدتني في ارتداء ملابسي "
قالت سما
"بالطبع تحركت رايك تنفذ
ارتدت ملابسها في ثواني حامدة الله على حسن اختبار راية لملابسها فهي عباءة بسيطة وبنطال خفيف تحتها لفت الوشاح حول وجهها وتقدمت خارجة من خلف الستائر لتذهب الى الجدة التي التف حولها أحفادها وابنها يمسك يدها جالس على ركبتيه
"اذا مت الان ساموت مرتاحة البال "قالت الجدة
"يا الهي  ما الذي تقوليه قالت سما ابتعدوا عنها قليلا لتتنفس عادت لتوضح بينما تتقدم منها وانا التي اعتمد عليك في مساعدتي في تربية ابني خصوصا اذا كان مثل مرعد فانا لن استطيع السيطرة عليه قالت سما تضحكهم  بينما تقترب منها مبتسمة هل تريدي ان تخيفني انا وحفيدك عليك "عادت تحاول اخراجها من الصدمة التي تعرضت لها "كلي هذه قدمت لها قطعة شوكولا كانت ضمن الأشياء التي احضرها مرعد امس جلست الى جوارها على الأريكة كانت الممرضة قد غادرت بعد ان قاست لها الضغط واطمأنت انها استعادت وعيها "يا وجه الخير والسعد يا سما " فالت الجدة
"أسعدك آلُلُه يا جدة هيا تقوي لنعود الى البيت والا فانهم
سوف يبقوننا "
"لا انا بخير قالت الجدة ترفع نفسها
"الطبيبة لم ترك بعد "تدخل مرعد
"انا طبيبة واشعر انني بخير "
"لا لن نغادر الا بعد ان نطمئن عليك "تدخلت الجدة لترجح الكفة لصالحها
********
دخلت بالبيت وسط زغاريد الجدة التي ردت عليها كل من راية وفرحة بينما المساعدات يردن في الداخل
لقد استعادت الجدة عافيتها بسرعة وبدات فورا باعداد التجهيزات للوليمة والاحتفال الذي تعده خصيصا لها
الطبيبة أخرجتها بعد ان اطمإنت على نتائج التحاليل التي أكدت شكوك الطبيبة السابقة وصفت لها بعض الأدوية مع إلزامها بالمراجعة الدورية للمشفى والالتزام بالراحة التامة
"سأقدم لك طلب اجازة "اخبرها مرعد ما ان خطت غرفتها اما الان ارتاحي حتى موعد العشاء"
قالت سما  "حسنا "دون ان تجادل فقط كان هذا الصباح وقتا طويلا وصعبا استلقت على السرير تشعر بالتعب فعلا
"شكرًا لانك أسعدت والدتي "
"الجدة فوز من يستطيع ان يقول لها لا انها الطف وارق شخص عرفته في حياتي حفظها آلُلُه"
احيانا وفي لحظات نادرة تتصرف بعقلانية فكر مرعد قبل ان يطّبع قبلة على جبينها ويغادر
***********
صوت الزغاريد هو ما جعلها تستيقظ كان الوقت مغرب رات مرعد ينظر لها
نهضت من سريرها"هل هناك شيء "
"لا لكن من الأفضل ان تنهضي الان حتى تستعدي "
"حسنا قالت تنهض شاعرة بالدوار أسندها مرعد
"هل انت بخير "
"اجل قالت تسير اتجاه الحمام فهي تعلم التالي بعد الدوار حاولت السيطرة على غثيانها حتى وصلت الى الحمام أسندها مرعد يمسح وجهها بعد ان انتهت "كان عليك ان تتركني "قالت سما محرجة لانه شاهدها
قال يمسح على راسها المفترض ان تهدا حالات الغثيان مع الدواء ثم لا تتوقعي اني سأتركك منذ الان وصاعدا ساكون معك كخيالك "
"ابتسمت سما بينما هو يكمل تنظيف وجهها والفوضى التي فعلتها
"أبقى هنا ساخبرهم انك متعبة وبحاجة الى الراحة"
"لا انهم سعداء لأجلنا يجب على الاقل ان نشكرهم "
"عديني  اذا شعرت بالتعب ستخبريني "
اومات براسها
ارتدت ثيابها وأكملت مكياجها الذي ثقلته ليخفي التعب والخدوش في وجهها
خرج من الحمام ليرتدي ملابسه
"انت لن تخرجي هكذا "قال ينظر لها في المراة
"ما بي "
"خففي هذا المكياج وارتدي شيئا اقل بهرجة وغطي شعرك جيدا "
نظرت له سما لقد اصبح يشد على لبسها كثيرا
"لا تنظري لي هكذا ستكون هناك رجال اخرون وانا لن اجعلك تنكشفي عليهم
بمعجزة حصلت على موافقته اخيرا لتخرج وتلاقيها الزغاريد وأهازيج الحاضرين كانه عرسا اخر لها
عانقتها أخواته والحاضرات سعيدات لاجلها لكن لا احد تفوق سعادته سعادة الجدة التي استقبلتها بقلادة ذهب واجلستها حتى لا تتعب فوجئت سما بوجود والدتها التي هناتها بعين دامعة "سأصبح جدة "قالت تضمها لاول مرة تشاركها والدتها مشاعرها ربما هو العمر او عدوى المكان فهنا الجميع يعبر عن مشاعره مهما كانت بكل تلقائية بعد العشاء اجتمع من بقي من الرجال وهم المقربون جدا والنساء في المجلس الكبير كان عّم مرعد وأبناءه حاضرون ترى هل سيخبر صبابة فكرت سما لا تدري لما اتت على بالها
استقبلها والدها بحضن كبير تلاه عقدا البسها اياه
ليتبعه أخاها الذي ضمها
"ستجعلني خالا مبارك لكما لكن لنتفق من البداية اريده شبهي فثلثا الولد لخاله اما ان كانت فتاة لابأس ان كانت شبهك ضحكت سما من اخيها الذي ضمها اليه واجلسها الى جانبه
"اذا تعبت يمكنك او ترتاحي "سالها مرعد لا يدري سبب انزعاجه وهو يراها تجلس الى جانب اخيها الذي يضع يده على كتفها بتملك
"لا باس "اجابته سما تنخرط في حديث ودي وسعيد مع اخيها.
******^
الايام التالية اتت مشابهة بعض الشيء لهذا اليوم لكن بمقدار اقل فالجدة نذرت سبعة ايام تطبخ بها كل يوم ثلاث وجبات لله وبالطبع البيت لم يخلو من الزوار لكن سما كانت تشارك بشكل اقل لان الجدة حرست راحتها بكل قواها مانعة اياها من ان تتعب نفسها اما مرعد فقد عاد الى عمله كان يستيقظ في الفجر يطمئن عليها والى تناولها الافطار الذي كانت تصمم على ان تشاركه مع العائلة رغم اصرار مرعد والجدة ان ترتاح في غرفتها لكنها كانت ترفض
بعدها ترتاح في غرفتها حتى الغداء وتجلس مع الجدة في مجلسها التي كانت سعادتها لا توصف احيانا تشعر بها تقيس كبر بطنها بالسانتيمتر رغم انه مسطح حاليا كل العائلة سعيدة حتى ابناء اخيه يخرجون عن تحفظهم احيانا في جلسة بعد العشاء التي لا تقضي منها سوى القليل لان مرعد يصمم على ضرورة راحتها لتصعد الى غرفتها بينما هو يتبعها بعد قليل ليكمل وصلة اهتمامه بها فهو لا يكاد يتركها تقريبا حتى العمل لم يعد يتاخر به على العكس انه يقضي معظم وقته معهم او معها ان ارادت الدقة رغم ذلك اذا اتى الليل وارادت النوم كان يبتعد بهدوء تاركا السرير لها بحجة ان تبقى مرتاحة
تشعر بتصلب ظهرها ورقبتها لقد ملت الجلوس في السرير كان يستلقي على تلك الأريكة التي اتخذها مقرا له
"مرعد "همست بصوت منخفض ليهب من مكانه
"اجل هل هناك شيء ؟"
"اشعر بالم هنا قالت تشير الى اعلى كتفيها هلا مسدته لي "قالت تفسح له مكانا بين ظهرها والوسائد المتكئة على ظهر السرير جلس مرعد خلفها وضع كفه على بشرة كتفها العارية بسبب قميص النوم الفضفاض الذي ترتديه
"هنا "سال لتجيبه بهمهمة
يده خشنة بملمسها لكنها ناعمة بلمستها على بشرتها بدات بحركة رتيبة ثم اشتدت قليلا كتفها متصلب فعلا لكنه يعلم ان وراء هذا شيء اخر
أسندت راسها الى الخلف الى كتفه
"هذا مريح "قالت بهمس تضع راسها على كتفه وتدس راسها في تجويف رقبته
وضع ذراعه على كتفها يقربها منه
"أبقى جانبي "قالت سما ليعدل مرعد استلقاءهما
"حسنا "قال متخذا وضعا اكثر راحة لهما الاثنان
انتظرت دقيقة والثانية كان تنفسه هادئا هل نام كيف استطاع بينما هي تنبض حواسها بصخب بجانبه
مرت عشرة ايام منذ الحادثة وهو لم يقترب منها يهتم بها حولها دائما يحيطها بعنايته لكنه لم يقترب منها ...يا  كيف لم تفكر بذلك من قبل
"هل طلبت منك الطبيبة الا تقترب مني "سالت سما
ترفع راسها عن كتفه وتتكا بها على صدره
"ليس تماما قالت ان تكون علاقتنا اهدا "
"يعني انها لم تمنعنا !"لا تصدق انها تقوم بهذا الحوار المخجل لكنها تريد ان تعرف سبب ابتعاده
"لا "
"اذن !"سالت سما "انت خائف على الجنين لذلك .."
انها اللحظة التي كان يبتعد عنها لم يشأ ان يبدا حوارهما هكذا خلال الفترة الماضية حاول قصارى جهده ان لا ينجرا الى هذا الحوار هو يريد ان يطمئن عليها اولا  يريدها ان تشعر بوجوده معها وجوده المعنوي وليس العاطفي "بالطبع انا خائف على الجنين لكن ليس هذا هو السبب سما .."
نظرت له بعدم فهم لا فائدة عليه ان يخوض في الامر الان فهي لن ترضى بنصف اجابة  "سبق واخبرتك ان علاقتنا تكمل زواجنا لكنها ليست كل شيء انها جزء من حياتنا سيصبح افضل وأجمل اذا تكلل بالتفاهم والاحترام فيما بيننا زواجنا تم بسرعة هناك الكثير من الفراغات بيننا يجب ان تملا لتصبح حياتنا مكتملة سما انا اريدك ان تكوني زوجتي شيختي التي ستكبر الى جانبي وتنجب اولادي الذين سنربيهم معا .."
"زوجتك !؟ وماذا اكون انا الان ؟"قالت بصدمة
"انت امرأتي طفلي ينمو في إحشاءك المراة التي أحب لكني اريدك ان تكوني اكثر من ذلك بكثير ان تكوني كل شيء كل النساء بالنسبة لي ..."
"انا لا افهم ؟"قاطعته
"وهذا هو بيت القصيد يا سما عندما تعرفي الفرق بين ان تكوني امرأتي او زوجتي عندها ستدركي ما اعني ... امتد الصمت بينهما كان يتمنى ان تسأله ان تطلبه منه ان يفهمها لكنها سما بعنادها ولن تتغير بسهولة ...الان نامي يا سما أريحي عقلك فلدينا حياة طويلة نفهم بَعضُنَا من خلالها "
قال يضمها اليه بينما هي تنظر بصدمة فما عاد صدره رحبا  ولا بشرته ناعمة تحت خدها وحتى رائحته التي كانت تسكر حواسها حتى الثمالة أصبحت مزعجة رفعت راسها تشعر بالغثيان وضعت يدها على فمها قبل ان تنهض مهرولة الى الحمام تفرغ كل ما في معدتها  وداخلها إحباطها المها من كلماته دموعها التي انهمرت بسخاء في المرحاض بينما هو يمسك راسها يبعد شعرها عن وجهها لقد جرحها يعلم  لكنها الطريقة المثلى ليحصل على ردة فعلها هو يريد ان يدفعها الى أقصى درجات تحملها لتتحدث لتخرج ما يعتمل في نفسها نظر الى دموعها التي انهمرت تعكر صفحة بشرتها "لا تبكي سما يا حمقاء انا لا اريد جرحك انا اريدك ان تكوني كل شيء اريدك فخري وقوتي كل شيء في حياتي لا اريد ان يكون ما بيننا لحظات نقضيها في السرير اريد ان نكمل بَعضُنَا ان تكوني زوجتي يعني ان تكوني قرينتي شريكتي في كل شيء الأفكار الهموم والسعادة تفهميني وافهمك حتى لو لم نتكلم "
بكت سما اكثر "لما تبكين "قال عندما عادت الى الانفجار
"لاني حمقاء وأحبك وانت احمق دائما تجرحني بكلماتك لو كنت تفهمني حقا لعرفت انني لا اعرف شيء عن حياتك ولا عن عملك انت دائما مغلق حول نفسك وانا عشت حياتي وحيدة لم اعتد ان أشارك احد افكاري ولا خصوصياتي لو انك فقط حاولت التقرب مني التحدث لي بتفاهم لكنا وصلنا لحل انت تريد زوجة عاملني كزوجة وستحصل عليها حاول ان تلاقيني وانا سأسير معك توقف عن طريقتك الآمرة  وعن انزواءك قل لا تفعلي ذلك  يا سما لاجل كذا وكذا اقنعني لا تأمرني وانا سأوافق لاني بلهاء كفاية لاتقبل  منك كل شيء لاني احبك وانت ..."تقطع صوتها في البكاء ضمها الى صدره باسما اخيرا حصل على ردة فعلها التي يريد اخيرا نطقت بما تمنى ان تقول
حملها ليعود بها الى السرير وضعها برقة
"اششش "لا تبكي الشيء الممتع الوحيد الذي قلتيه هو انك حمقاء لانك كذلك فعلا اخيرا ادركت ما اريد اخيرا نطقت بما في داخلك الان فقط استطيع ان اكلمك وأقول لك ما اريد ...انا لا انكر غضبي عليك كان ممكن ان اقتلك لا تعلمي مقدار الغضب الذي يعتمل في نفس الرجل ان شعر  بالخداع وانت خدعتني لقد رايت الابرة في بيت والدك وسالتك لكنك اخفيتي عني الامر وفوق ذلك لم تسمعي كلماتي لقد تعمدت ان تخرجي فقط نكاية بي هل تعلمي مقدار خوفي عليك عندما رايتك تسيري في الصحراء والعاصفة خلفك لقد شعرت بان قلبي توقف عندما سقطت ورايت الدم على رأسك يا الهي لو اني فقدتك لمت بعدك يا سما كل هذا بسبب عنادك وتصرفاتك الطفولية انت لم يعجبك اني عدت من العمل لأمرك بعدم الخروج معي طلبت ذلك لانه خطر عليك فقررت الانتقام مني بعصيان أوامري مع انه كانت يمكنك فقط ان تصرخي كما فعلت الان وتطلبي مني الايضاح عن سبب منعي لك للخروج "
شهقت بين دموعها هي لا تصدق مقدار العاطفة والحب والصدق الذي يخرج من كلماته
"كنت غاضبة منك لانك خرجت الى العمل دون اخباري بشيء لا اين كنت ولا ماذا فعلت "
"انت تتهميني باني غامض ولا اخبرك بشيء عن عملي دعيني اذكرك عندما سألتك عن حالة هنادة رفضت ذكر شيء لانها اسرار مرضى وانا احترمت ذلك لانه عملك انا عملي اسرار دولة وأمنها لا يمكنني اخبارك شيء ولا حتى التواصل معك اثناء مهمتي هذه حياتي وهذا عملي لا اقول لك انني لا أواجه الخطر لكني لا استطيع قول اي شيء احترمي  خصوصية عملي كما احترم عملك كل ما اريده منك هو بعض الثقة وعدم اخفاء الأسرار اسرار العمل تختلف عن حياتنا وجود طفل ليس سر وليس أمرا يخصك وحدك لتخفيه انه طفلنا معا كان عليك اخباري بمجرد ان عرفت خففي من عنادك في كل مرة تعاندي تحدث مصيبة والتاريخ بيننا يشهد
"اجل اذكر حبسك لي "
"هذا كل ما تتذكرينه لي "
"يوم ضربتني بعد عودتي من عند الغجر "
"سما !"فال معاتبا "كنت وقحة يومها وتغزلت بي "
ضربت كتفه "ليس صحيحا "
"لن تعلمي ابدا ..قال مغيظا
"حقا هل فعلت شيء .. تذكري لي شيء جيد "
"يوم أنقذتني من الحريق وخباتني في عباءتك "
""يومها بالذات شعرت انك لي كانك دخلت الى قلبي اردت ان اخبئك عن عيون الجميع انت هنا يا سما وضع يدها على قلبه وراء عوج الضلوع استقريت "
بكت مرة اخرى تضم نفسها اليه
"لاا يكفي بكاء ما انت تفرحي تبكي تحزني تبكي توقفي "قال يضمها اليه "ولا كلمة قال عندما حاولت التحدث نامي يجب ان ترتاحي يكفي سهر طفلي يريد ان يرتاح ولا تنظري الي هكذا كقطة بريئة انا لن اقترب منك حتى تؤكد لي الطبيبة انك بخير تماما "
ابتسمت تدس نفسها اليه اكثر  بينما يلف ذراعه حولها يشعران ان حياتهما بدات تخط كتابا جديدا بينهما كتاب لا يوجد فيه الا حبهما
**********
اخر لحظات الليل تنقضي تشعر بالحريق يلهبها نار مستعرة داخلها حامل ستنجب له طفل تلك العلقة ثبتت جذورها قالت تنظر الى النار المستعرة في المدفاة ستحرق قلبهم جميعا كما حرقوا قلبها لن تكون صبابة ان لم تجعلهم يدفعون الثمن كاملا ...كاملا وعدت نفسها وخصوصا منك يا مرعد
نهاية الفصل

اكليل الصبار الجزء الاول من سلسلة (أني عشقتك) بقلم زهرة سوداء ּسوسن رضوانحيث تعيش القصص. اكتشف الآن