الفصل السادس

7.5K 119 0
                                    

جهاز التنبيه يطن الى جانبه التقطته بسرعة فهو يعلم ان هناك أمرا ما باشارة منه لصقر وصخر اللذان لاحظا ما ان امسك الجهاز هبا من مكانهما
"علينا المغادرة "قال مرعد
"هل هناك خطب "سال الشيخ جضعان
"أمور في العمل "شرح مرعد بطريقة مقتضبة تدل انه لن يقول المزيد واتجه خارجا عائدا الى المنزل يرافقه ابنا اخيه في لمحة كانوا قد بدلوا ملابسهم العادية الى ملابس العمل وانطلقوا دون ان يلمحوا احد من نساء العائلة
"لقد كانت هناك تحركات مريبة في الفترة الاخيرة هل تظن ان هناك شيء قد حدث "سال صخر
"لا اعلم على وجه التحديد لكن ما هناك استدعاء للتعزيزات من حرس الحدود اذن لابد ان هناك شيء" اقر مرعد
*********
عيناه تراقبان بطريقة محمومة لقد آذوا اخاه وقيدوا توغلهم يجب ان يكون هناك ردا يجب ان يشعروا بزعزعة أمنهم الذي يتفاخرون فيه امسك جهاز الإرسال ليلقي تعليماته
"ساعة الصفر اقتربت كل الى موقعه عندما تتجمع القوات اعطيكم الامر "
صرح ينظر بشر الى التعزيزات التي بدات فعلا بالتوافد فهو قد القى الطعم ويعلم انهم سيتحركون لكنهم لا يعلموا فعليا ما الذي سيواجهوه
*******
المعبر الحدودي عادي نسبيا والحركة طبيعية سوى من بعض المتسللين لكن لا شيء خطير فعظمهم اشخاص عاديون من لاجئون هاربين من ويلات الحرب حالة او اثنتان فقط هي المشكوك في امرها نظر مرعد الى السجل يرافقه رئيس حرس الحدود في المنطقة
"لا افهم تهريب مخدرات وسلاح يدوي الصنع بطريقة ساذجة عن طريق المعبر الحدودي هناك امر لا يعجبني ليس وكأنه صحيح هناك خلل "
قال مرعد يراقب الحمولة المضبوطة والتي استدعت التعزيزات
"فكرت في الامر ليس هذا اسلوبهم الثغور الحدودية في هذه المنطقة كثيرة لما يستخدمون النقطة الحدودية الرسمية ..."اقر رئيس الحدود
"الا اذا ...فكر مرعد لكنه لم يكد يكمل حتى رأى الحافلة  الصغيرة التي اتت مسرعة من الجهة الاخرى للحدود تتجه مباشرة الى موقع تمركز التعزيزات في ثواني كانت قد اصطدمت بعربة نقل الجنود ملاحظا الشخص الذي قفز مد يده لسلاحه قبل ان يدوي الصوت الصاخب للانفجار ليرى امامه الأشلاء المتتطايرة معدات وعربات وأشخاص جعلته يرتفع عن الارض ليسقط مرتطما بها مرة اخرى بقسوة لكنه ليس وقت الاستسلام للألم الذي الم به  وقف مسرعا مجترعا العجز الذي احتوى أطرافه واطلق العيار الناري من سلاحه اتجاه الشخص الذي خرج من الحافلة وسقط الان بسبب الانفجار لم يكد يفعل حتى شعر بنار تعبر اعلى كتفه الأيسر ليعود ويسقط وسط زخم إطلاق النار الذي اخذهم على غفلة بعض الرجال من التعزيزات اعادت ترتيب صفوفها وبدات ترد
حرب شعواء حولهم الرصاص يتساقط كالمطر تحرك صقر بعد خروجه من صدمة الانفجار باحثا عن عمه الذي رآه على الارض يكافح بسلاحه ليرد
ليرد على المعتدين اقترب منه زاحفا
"هل انت بخير ؟"سال صقر ليجيبه عمه باشارة من إصبعه ويرد بطلقات من مسدسه اتجاه إطلاق النار
كان فخا من المخربين وسقطوا به لكن التعزيزات الأمنية رجحت الكفة لهم وسرعان ما تلاشى وجودهم بعض العربات لحقت بأفول المخربين ليقبضوا عليهم وآخرين بدؤوا بجمع المصابين سيارات اسعاف وتعزيزات طبية ميدانية   ملات المكان لتحمل  المصابين وتسعفهم وتنقل من يحتاج الرعاية الى اقرب مشفى وقف صقر يطّلع على إجراءات اخلاء المنطقة كان اخاه رعود من ضمن حرس الحدود المصابين لكن إصابته بسيطة اخيه صخر سليم ويشعر بالقهر لان هناك اشخاص تمكنوا من الفرار
"لا تقلق سيتم القبض عليهم اخبره صقر يساعد معه في نقل المصابين ملاحظا وقوف عمه الغير سوي عاد اليه
"عماه هل انت بخير ؟"
"اعدني الى البيت "قال مرعد بصوت مرهق قبل ان يلاحظ صقر بقعة الدم التي بدات تنتشر على سترته
"انت مصاب !"هتف صقر
"اصمت قال مرعد لا اريد الذهاب الى المشفى خذني الى البيت "
"لكن إصابتك يجب ان تذهب الى المشفى "
"لا خذني الى البيت سما ستعالجني لا يوجد وقت والمشفى سيكون مكتظا الان هناك من هم احق بالاهتمام مني ان ذهبت سيتاهب مدير المشفى ليعالجني وهناك إصابات كثيرة تستحق المتابعة "
"ولكن ..حاول صقر ان يعترض لكن مرعد قاطعه
"افعل ما اقوله "قال هذه المرة بحزم  محاولا التشبث بوعيه مما جعل صقر يساعده لينتقل الى سيارتهم التي حمد آلُلُه انه ركنها بعيدا مما جعلها لا تتاثر بالانفجار انطلق صقر سريعا بعد ان اطمئن ان عمه استقر الى جانبه عائدا الى القرية ورفع هاتفه متصلا بسما
*******
هتفت سما تشعر بالضيق لا تدري لما عندما سمعت إصابة تخيلت صورة مرعد أمامها
"لا داعي لان تاتي ساوافيك انا الى هناك فالمركز مغلق الان "
"ما الامر ؟" هتفت فرحة بقلق بينما راية تعلق خلفها "هل صقر بخير ؟"
"صقر هو من كلمني وقال ان هناك إصابة ويحب ان اذهب الى المركز "
"هل هو صخر "عادت فرحة تسال بلهفة وتجمع البنات حولها ينتظرن جواب سما بقلق
"لا ...لا اظن هو لم يخبرني لكني اشعر انه ليس صخر ...لا اعلم لم يخبرني "قالت سما بتشوش والقلق بدا يتسرب اليها
"يجب ان اذهب "قالت مغادرة بينما عينا صبابة تراقبها هي ايضا تعلم انه ليس احد ابناءها لانه لو كان لكان مرعد هو من تكلم المصاب هو مرعد نفسه ....أتراه التاريخ يعيد نفسه وهذا المرة يدور حول مرعد ...اذا مات الان لن يكون له ذكر لا ولد يحمل اسمه ولا زوجة فكرت صبابة بصمت تراقب راية وفرحة وبناتهما "إهدأن كل شيء سيكون بخير"
ربما اكثر مما تتصور
**********
وصلت سما الى المركز  بعد ان اتصلت بالممرض وفتحت قسم العمليات الصغرى وجهزته منتظرة قدوم صقر الذي لاحت سيارته مع قدوم الممرض
أسرعت الى السيارة لتقف  مسمرة عندما عرفت ان المصاب هو مرعد لقد شكت لكن لا شيء هيهأها لرؤيته نازفا يتكا على صقر والممرض الذي هرع لمساعدته وأدخلاه الى الغرفة
"هيا يا طبيبة "قال صقر يحثها عندما راها جامدة
"عمي يحتاج مساعدتك "هتف بها مما جعلها تلقي الجمود جانبا وتدخل معه
"ما الذي حدث قالت سما تحاول ان تتدارك الامر بينما الممرض يكشف عن اعلى كتفه النازف
"لقد أصيب بطلق ناري "قال صقر بينما مرعد يئن متألما
"يا الهي انا لا يمكنني ان اجري له جراحة يجب اخذه الى المشفى "
"لا قال مرعد بصوت خافت
"ولكن انا لا يمكنني مساعدتك قالت سما تقترب منه انا لا ...."
قاطعها مرعد "انا اثق بك سما "قال مرعد بصوت بالكاد يخرج
"لكني لا استطيع ...انا لا يمكنني اجراء اي جراحة "
"يا طبيبة انها بالكاد  جراحة قال مرعد باسما يحاول اخفاء ألمه
اقترب صقر "يجب ان تساعديه "هتف بها اقتربت مترددة "لقد فقد كمية دم كبيرة "اوضح الممرض بينما سما تنظر له وكانها نسيت كل شيء يخص الجراحة "هيا شجعها مرعد قبل ان يغلق عيناه بتشنج يدل على الالم
اعطته ابرة مهدئة وبدات بكشف الجرح الغارق بالدماء الرصاصة خرجت تاكدت من ذلك وبالفحص الأولي ومراقبة النزيف لا يوجد شريان رئيسي مصاب بدات بتنظيف مكانه وتعقيمه لتقدر الإجراء الذي يجب عليها اخذه ما ان أمسكت قطع القطن حتى بدات يدها ترتجف يا الهي ماذا لو كانت الرصاصة تحركت لأسفل قليلا لكانت سببت ضرارا كبيرا وربما اكثر فكرت سما تكمل عملها بقلب واجف مع ابرة المهدأ وإبر التخدير التي اخذها حول الإصابة فلا يتوفر لديها التخدير الكامل لكنها تصرفت بأكثر الطرق مثالية لتوفر له الراحة ولكي لا يشعر بالألم لقد نام مرعد الان وهي تنهي اخر اجراء في الجراحة التقطيب قصت طرف الخيط وأعطته ابر ضد التسمم ومضادا حيويا وتأكدت من كل شيء بخير قبل ان تنهار على اقرب كرسي الى جانبه ترتعش باول ردة فعل انسحابية للصدمة
لاحظ صقر حركتها أشار الى الممرض ان يخرج قبل ان يقترب منها "اهدئي يا طبيبة عمي اقوى من ان ترديه رصاصة "
كانت ترتعش تشعر بالبرد يحيطها وحرارة تجتاح داخلها في ذات الوقت "لو تحركت سنتيمترات قليلة لكانت ...أوقفت كلماتها تنظر الى يدها التي ما زالت ترتدي بها القفازات والدم ما زال يلوثها ازالتها بسرعة تئن "يا طبيبة عمي سيحتاجك يحب ان تكوني قوية انت جراحة يجب ان يكون هذا ليس جديد عليك "
"انه زوجي قالت سما بشيء من الحدة كان يمكن ان يموت "
"لكنه بخير هيا انهضي وساعديني لننقله الى  البيت"
"لكن يجب ان يبقى تحت المراقبة "
"انت ستراقبيه ما بك "قال صقر يحثها على التحرك
كيف ستراقبه وهو لا يبقى في جناحها
حمل مرعد على النقالة يعاونه الممرض ووضعاه في السيارة متجهين الى المنزل
كانت صبابة اول من رآهم تقدمت من المدخل عندما رأتهم يدخلون وناحت  بعلو صوتها ما ان رات مرعد على الحمالة
"امي هتف بها صقر لكن الاوان قد فات واجتمعت النساء جدته فوز لم تستطع تمالك نفسها انثنت ساقيها تحتها وهبطت الى الارض
"كل هذا بسببك انت وجه الشؤم "هاجمت صبابة سما
"امي ما هذا الذي تقوليه "قال صقر "جدتي هتف عندما راها تنهار ركضت سما اليها تخرج من فقاعة الصدمة
"أحملها صقر "قالت سما ترفع ساقيها على طرف الأريكة وأنزلت  راسها عن مستوى جسمها اخذت جهاز الضغط من حقيبتها وقاسته لها ثم استخدمت بعض الكحول لتنعشها
"خذه الى جناحنا صقر يجب ان يرتاح "قالت سما تمسك بزمام الامور عندما رات الارتباك يعم على الجميع
"ولما جناحك "تدخلت صبابة
"اسمعيني جيدا هذا ليس وقت الجدال الا تري ما نحن فيه استغرب احيانا باي طريقة تفكري "
تحرك صقر سريعا مع الممرض تتبعهم سما بعد ان اطمئنت على الجدة
"كل شيء بخير انها مجرد إصابة بسيطة "قالت لها سما تهدئها ستكونين بخير اذا تركتك الان لانني يجب ان اذهب اليه لأطمئن على وضعه "
اومات الجدة براسها بينما عينيها تدمع "لا تقلقي صدقيني كل شيء بخير عادت سما تطمئنها صبابة نادت سما صبابة الصغيرة اهتمي بجدتك حتى اعود لا تجعليها تنهض "أوصتها سما تتبع صقر والممرض الى جناحها نقلت مرعد من الحمالة الى السرير بمعاونة صقر والممرض
"ساعدني صقر بخلع ملابسه "قالت سما تتحرك تخلصه من حذائه وجواربه بينما صقر يخلعه باقي قميصه المقصوص وبنطاله غطته سما واقتربت من الممرض "احضر لي هذه الأدوية والحقن  وهذا المصل وحامل له "كتبت ما تريد على ورقة الوصفة وأعطتها للممرض الذي اسرع لتلبية طلبها
"صقر دعنا نطمئن على جدتك "قالت سما تخرج من الجناح وتتجه الى القاعة حيث تركت الجدة
حضرت حقنة  وأعطتها لها "انها تحتاج للراحة"قالت سما
"هل نأخذها الى غرفتها "سال صقر مما جعل الجدة تتحفز "لا اريد الذهاب الى مرعد "
"انقلها الى غرفتي "قالت سما واتبعت "ارجوكم يجب ان نكون هادئين لا نريدها ان تتوتر وضع مرعد جيد إصابته ليست بالسوء الذي تبدو عليه لكن الراحة والهدوء هما ما يجب ان نوفره
"لم يبقى غيرك ليعلمنا "
"امي ارجوك كلام سما صحيح توقفي عن المشاحنات التي لا طائل منها "
في تلك اللحظة دخل صخر الى البيت "طبيبة سما يحتاجونك في المشفى "
"ماذا ؟لكن مرعد والجدة "قالت سما
دخل الممرض الذي عاد بالأدوية التي طلبتها سما
"لا تقلقي يا طبيبة سأهتم بها حتى تعودي "
"هيا يا طبيبة لا يوجد وقت "قال صخر يحثها لتلحق به الى سيارته قاصدين المشفى
"ماذا؟حدث سال صقر صخر قبل ان يغادر "
"لقد تم لا تقلق "اجابه صخر متابعا مغادرته
*********
كان المشهد في المشفى شنيعا دماء اشلاء مصابون ومتوفون
"طبيبة سما"هتف مدير المشفى ما ان راها
"جيد انك حضرت لقد اخبرنا رعود انك جراحة نحن بحاجة ماسة لك هناك الكثير من الحالات بحاجة للجراحة والكادر الطبي لا يكفي واسرع تعزيز  سيحتاج ليوم حتى يصل لنا "
"لكن انا ..."حاولت سما ان تعترض لكن صخر "هيا يا طبيبة الكثيرين بحاجة لمساعدتك "
في دوامة العمل فقدت سما الاحساس بالوقت لقد اجرت عدة عمليات غير الاخرى التي أشرفت عليها وبعض الحالات التي ساعدت بإسعافها بعد ان أعطت تقاريرها عن الحالات التي عالجتها وخلعت معطفها الابيض تحدثت قليلا الى مدير المشفى الذي اثنى على مساعدتها وهمت بالمغادرة عندما رات صخر ورعود ينتظرانها
"ما الذي اصابك "قالت لرعود عندما رأته يلف يده بجبيرة ويضع بعض الضمادات على راْسه
"كسر بسيط وبعض الخدوش "
"هل كل شيء بخير "
"اجل هيا لنغادر "قال صخر يصحبهما الى سيارته
عندما عادت الى البيت اتجهت مع صخر ورعود الى جناحها الذي كان مزدحما العائلة كلها تقريبا تقطن الجناح افسحوا الطريق لدخولها
"لقد وضعت المصل له وانتهى قال الممرض مشيرا  للحامل بجانب السرير حرارته ضمن المقبول بعض الإصابة سالته سما شيئا بالإنجليزية ليرد عليها باقي الاسئلة بذات اللغة بكلمات مختصرة
"نريد ان نعرف ما الذي تفعليه به ..وما أدرانا ربما تؤذيه "قالت صبابة لم تهتم سما لما قالته سنوات التدرب على عملها كطبيبة تجعلها تحتفظ بهدوء أعصابها لدرجة البرود احيانا  لكن الجدة تدخلت"احيانا اتمنى ان أقص لسانك صبابة"
"لا تغضبي يا جدة يجب ان تحافظي على هدوءك لاجل مرعد قالت تتابع عملها تضغط على رسغه لتقيس نبضاته اعلم ان صبابة ربما ..وركزت على ربما قلقة عليه لذا تتصرف بهذا الشكل الهستيري أعطت صبابة نظرة من فوق كتفها هل اعطيك ابرة مهدئة ستنفعك صدقيني "قالت سما تتابع فحصها لمرعد الغائب عن الوعي بينما صبابة تزم فمها بقهر
"هل هو طبيعي ان يبقى نائما هكذا "سال صقر يكسر حدة الموقف عليه التحدث الى والدته فهي تتصرف بشكل غريب والأفظع انها تفعل ذلك بوجود الممرض وهو شخص غريب
"لقد اعطيته مهدئا قويا فهو لن يتحمل الالم خصوصا دون تخدير على الأغلب قالت تنظر الى ساعتها ساعتان ربما ثلاثة بعد ويستيقظ لكن سأعطيه مهدئ بجرعة اقل حتى يتحمل الالم وبعدها نستغني عنه قالت تفتح الشيء الصغير الذي معها يبدو كعلبة حفظ صغيرة قالت تنظر حولها لا مجال للحركة في غرفتها صخر كان اول من لاحظ "افسحوا الطريق قليلا "قال لعائلته التي ابتعدت عن مجال سما علقت كيس الدم الذي أحضرته من المشفى "هل هي كافية "سال الممرض
"اعتقد كبداية سنرى في الغد "قالت سما "ضغطه جيد  بالنسبة لإصابته ...نظرت للممرض يمكنك ان تغادر يجب ان ترتاح لقد كان يوما صعبا وقد يحتاجونك في المشفى غدا لديهم عدد إصابات كبير  "
"الن تحتاجي لي ؟"سال الممرض "لديك هاتفي يمكنك ان تتصلي بي "
تدخل صقر "لا تقلق نحن موجود هنا اذا احتاجت مساعدة وكما قلت يمكنها الاتصال بك ..عاد ليخفف الحمية في لهجته يجب ان ترتاح كما قالت الطبيبة لديك عمل في الغد "
أومأ الممرض وغادر بعد ان شكرته سما
"ونحن ايضا يجب ان نغادر قال صقر هيا الصغار كل الى سريره و الكبار كل الى جناحه يجب ان ترتاح الطبيبة ونرتاح نحن ايضا فغدا سيكون يوما حافل هيا يا جدة سابقى معك صقر يساعد جدته على الوقوف عندما تسمرت صبابة"انا لن اترك زوجي ..."
"انه ابني ايضا يا صبابة وها انا اتركه ليرتاح لان وجودنا لا يحقق شيء لقد طمئنتنا سما عليه وهي ايضا تريد ان ترتاح لقد كان يوما شاقا عليها "
"ولما يبقى في جناحها هي"علقت صبابة غير راغبة بالتنازل لكن صقر قاطعتها يحب ان يتحدث اليها
"تعالي امي انت ايضا تحتاجين الى راحة كما ان رعود بحاجة لمن يهتم به هيا "قال ساحبا لها الى الخارج
"ان احتجت اي شيء اتصلي بي ساكون عندك انا لن انام "قال صخر مغادرا مع زوجته تتبعهما راية
"لا تقلقي بشان يدي اذا احتجت لشيء ناديني "قال رعود
"وانت اذا شعرت باي شيء تطلبني فأنت بحاجة للرعاية والراحة لا تبقى ساهرا "اجابته سما باسمة
نظرت الى ابنها النائم ثم الى سما "انتبهي له "قالت الجدة "لا تقلقي إصابته ليست خطيرة وهو قوي ساناديك عندما يفيق "
"بوركت يا ابنتي "قالت الجدة تغادر الجناح
وتتجه الى جناحها توضات وصلت لله تطلب منه ان تشفي ابنها ثم جلست تمسك المصحف لتقرأ فيه تنتظر وعد سما بان تناديها
"ما بك امي انت لست على  غير عادتك تتصرفين بطريقة غريبة "قال صقر ما ان دخل جناح والدته معها واغلق بابه
"تلك المراة تريد الاستحواذ على كل شيء "
"لم تفعل شيء خاطئ عمي زوجها كما هو زوجك ثم انها طبيبة وبقاءه معها افضل لرعايته ...امي انت سيدة كبيرة لك مقامك انت جدة لا يجب ان تتصرفي هكذا هذا يسيء لك اعلم ان زواج عمي منها ضايقك لكن لا ارى ان عمي قد اساء لك باي شكل  ثم لا يجب ان تقولي عنها مثل تلك الامور التي قلتها انام الممرض"
احترقت غيظا لم يسيء لها وإحضاره لها لتصبح سيدة البيت ماذا يسمى
"انا لا افعل الا ما تستحقه تلك العلقة .."
نظر الى والدته غير مصدق ايعقل ان والدته تغار من سما لكن امراة في عمرها ومكانتها لا يجب ان تفعل ثم ان عمه لم يُنقصها شيء هو يعاملها بالمثل حتى احيانا انه يتجاوز عن الكثير مما تفعله والدته على عكس سما "امي ..لديك انا وإخوتي حولك لا يستطيع احد ان يقلل من قدرك ولا حتى زواج عمي الذي لم اره يوما ينتقدك او يسيء لك ارجوك امي اعلم انك تكرهين وجودها لكن لأجلنا ولأجل عمي حاولي ان تتناسي ذلك  على الاقل امام الآخرين "
نظرت له صبابة مدركة لمجرى تفكير ابنها ...ما أضيق تفكيرك يا ولدي انا لا اهتم لمرعد ولو تزوج عشرون امراة كل ما يهمني هذا البيت والمكانة انا لن اسمح لاحد بان يشاركني بها
"انا لا أتحمل رؤيتها ولكن سأحاول ...."قالت صبابة بجلافة بينما تفكر في نفسها حتى انتهي منها ومن وجودها
٦*٢
كل عظامها تئن بالم فعلا كان يوما رهيبا فكرت تسحب نفسها من حوض الاستحمام الذي دخلته مباشرة ما ان غادر اخر شخص الجناح ارتدت منامتها وسرحت شعرها بسرعة عائدة اليه
لقد عاشت رعبا حقيقيا عندما رأته مصابا رائحة الدم لا تريد ترك انفاسها احضرت قطعة قطنية وبعض الكحول الطبي وبدات تنظف حول جرحه ويده وامتداد ذراعه المصاب ملامحه وهو نائم هادئة مسترخية بدا اصغر من عمره لكن مع بعض ملامح التعب لون غامق قليلا تحت عينيه ستعالج هذا بعض التغذية الصحية و الراحة سيتحسن نزعت ابرة نقل الدم لقد انتهى الكيس عقمت مكانها وأغلقت (الكانيولا) فهي ستحتاج لها قريبا لوضع مصل مضاد حيوي جديد
قربت المقعد من السرير وجلست عليه تراقبه
*********
يشعر بالظلام يحيطه عقله في حالة سكون تام شيء وحيد هو ما يشعر به الم نابض اعلى كتفه كان نارا تخرج منه ثقل في جفنيه والم في ذراعه فتح عينيه على مضض يشعر بحلقه جاف كانه في صحراء اول ما لفت نظره عندما بدا وعيه يتخلل خلايا عقله هو الابرة المزروعة في ذراعه هل هو في المشفى لقد طلب منهم ان يأخذوه الى البيت نظر حوله الى الغرفة انها مألوفة بطريقة ما صوت التنفس الهاديء والأنفاس الحارة التي تضرب بشرة ذراعه جعلته يتنبه لوجودها تضع كفيها على طرف السرير وتضع راسها فوقهما نائمة بعمق لا يصله الا من كان مرهقا حقا شعرها يغطي وجهها القريب من كفه الذي رفعه يبعد خصلاتها  لتنكشف معالم وجهها امامه وضع كفه على خدها يشعر بنعومته ضد بشرته الخشنة رغم الالم في ذراعه من تلك الأنبوبة الصغيرة الموصولة الى وريده والالم الذي في كتفه الاخر يا الهي لقد أصيب بعيار ناري تذكر مرعد مدركا انه في جناحهما ولأول مرة ينام في سريره وهي الى جانبه لما تنام جالسة وتؤذي رقبتها بهذا الشكل مسد راسها بيده "سما"نادى بصوته المرهق شاعرا بجرح في حنجرته الجافة وحركته عندما حاول ان يرفع نفسه على ظهر السرير جعلته يئن بالم
شعورها بشيء يتحرك حولها على راسها وصوت الأنين الخافت جعلها تنتفض من مكانها
"هل انت بخير "قالت بالكاد تستطيع فتح عينها والم قاسي يضرب عنقها لقد لوته
"لماذا تنامي على جانب السرير ؟"سالها يلاحظ محاولاتها للاستيقاظ وتحريك رقبتها المتيبسة توقفت حركتها مستغربة سؤاله
"لما لا تنامي في سريرك حتى لا تلوي رقبتك بهذا الشكل "
استيقظت تمام الان "انت مصاب و..."
"و؟!قال رافعا حاجبيه "
"خفت ان اؤذيك "
"لا تقلقي إصابتي في الكتف البعيد نامي انت بحاجة للراحة ايضا "
قال مشيرا الى المكان الفارغ بجانبه
"لكن وعدت الجدة ان اخبرها عندما تستيقظ "
"لا تزعجيها الان سأراها عند صلاة الفجر بعد قليل ملاحظا ترددها ..هيا سما انك تنامين بجوار زوجك ليس شخصا غريبا" قال بجدية مما جعلها تتحرك لتنفذ ما بدا انه امر وليس طلب
تاركة مسافة أمنة بينهما تأملت السقف فوقها متحاشية النظر اليه
أعطاها نظرة عرضية قبل ان يحدق هو الاخر بالسقف ...الموت كان قريبا منه ما الذي سيحدث لها ان كان مات هي زوجة بايقاف التنفيذ كان سيحكم عليها ان تبقى هنا الى الأبد انه زواج دية رغم محاولاته لتجميله ، من كان سيتزوجها بعدك شاعرا بالحنق لمجرد تفكيره بذلك ...صقر على الأغلب ربما رعود لا لن توافق صبابة يا الهي ستتفنن لإذلالها ووالدتك سيكسرها غيابك  تنهد ينظر اليها  في الضوء الشحيح تحاول إغماض عينها دون فائدة مدركا لارتباكها
"سما اشعر بان حرارتي مرتفعة "قال عالما ان اهتمامها الطبي فيه سيطغى على ارتباكها او خجلها
نهضت مسرعة تضيء الضوء وتمسك ميزان الحرارة الذي وضعته في فمه ثم أمسكت جهاز الضغط تقيس ضغطه يتابع حركتها السريعة باهتمام غافلة عن مدى قربها منه في هذه اللحظات انها اقرب مما كانت اثناء نومها لكنها لا تفكر بذلك لانها تتصرف بمهنية أمسكت رسغه تقيس دقات قلبه
"هل هي اسرع من المعدل "سالها عندما رأى حاجبيها ينعقدان
"قليلا "
"ليس للامر علاقة بالإصابة "قال مرعد بشبه ابتسامة على شفتيه يقرب يده التي تمسكها من وجهها "انه انت "
طرفت سما بعينها تشعر بان ضربات قلبها تتصاعد هل يغازلها شاعرة بالحرارة تغرق وجهها
"يجب ان تاخذ ابرة "قالت بصوت بالكاد علا عن الهمس تبتعد عن لمسته
"واين ستعطيني اياها ؟"قال مستمتعا بخجلها
ما باله فكرت سما لاول مرة تراه يتصرف بهذه الطريقة
الجسم البشري ليس غريب بالنسبة لها انها طبيبة وجراحة لكن بالنسبة لها كل جسد رأته هو حالة لكن مع مرعد وهو ينظر لها بهذه الطريقة الامر مختلف
"في ذراعك بالطبع "قالت تنظر لا إراديا الى جسده الذي تلاحظه لاول مرة اللون الإسمر لبشرته لقد نظفت جرحه وذراعه لكنها لم تلاحظ ان له عضلات ولا اصابعه الطويلة التي تمسك ذراعها وهي تعطيه الابرة مسحت بقطنة معقمة بعد ان نزعت الابرة
"ساعديني لأصل الى الحمام "قال دون ان يتركها
"سأتخلص من الحقنة "قالت مشيرة الى الابرة في يدها مما جعله يتركها على مضض بتوتر توجهت الى سلة القمامة لماذا يريد ان يدخل الحمام هل سيطلب مساعدتها هناك سالت سما نفسها تحاول تحاشي نظرته المسلطة عليها
"هيا سما اريد الوضوء "قال يحثها مدركا ارتباكها
"سيحين وقت صلاة الفجر قريبا ..وانت الن تصلي "
سال مرعد بينما سما تقترب منه تسنده لكن للواقع هو ليس بحاجة للإسناد هو ارادها قريبة منه الحادثة جعلته يتنبه كم ممكن ان يكون الوقت قصير وهو لم يساعدها لتعتاد وجوده ربما الله جعل من الحادثة اشارة ليتنبه
فعليا لا عندما دخلت المدرسة الداخلية وانتقلت للمرحلة الثانوية تعرفت الى صديقة عربية مثلها وهي من علمتها عن أمور دينها ولو انها أمور بسيطة الا انها قد افهمتها الصلاة الصيام بعض الممارسات الدينية البسيطة واستمرت صداقتهما حتى الجامعة وعندها تفرقت طرقهم لاختلاف دراسة كل منهما وعندما عادت الى هنا لم تلتزم بشيء اكثر من الصيام في شهر رمضان اما الصلاة فقد اهملت بها
"ليس دائما "قالت بتردد
"كيف هذا عليك الالتزام "
"سأحاول "
"لا سأساعدك على ذلك "قال مبتسما هناك أمرا غريبا هل اثرت الإصابة على عقله فهو مختلف تماما فكرت سما تقرب منه هي لا تعلم ما الذي تفعله الى جانبه فهي فعليا لا تسنده انما هو يقرب جسدها الضئيل الى جسده الطويل والعضلي والذي تلاحظه لاول مرة منذ زواجهما قبل تقريبا أسبوعان ونصف لديه شعر على صدره ايضا هذا شيء جديد لم تلاحظه من قبل فتحت باب الحمام وتوقفت عند عتبته بينما هو يدخل إلى المكان المخصص للوضوء
"هيا سنتوضا معا "اخفضت نظرها يا الهي كيف لم تنتبه لهذا من قبل انه شبه عاري بلباسه الداخلي عادت ترفع نظرها تنظر الى اي شيء الا هو
بدا وضوءه محاولا الا يحرك ذراعه المصابة قدر الإمكان ملاحظة الالم الذي ارتسم على وجهه
"هل أساعدك "سالت لا تعلم ما تفعل
"لا انا بخير "قال مكملا وضوءه وعند انتهاءه "هيا لتتوضئي "قال تاركا لها المكان عائدا الى الغرفة
وقفت تنظر في اثره لكن صوته حثها "هيا سما "
أسرعت وعندما خرجت وجدته يكافح لارتداء ملابسه الذي اختارها من الخزانة التي تحتوي على القليل من الملابس له
"انتظر سأساعدك "قالت مقتربة منه
وجودها بهذا القرب منه يربكها لم تعلم ان الإصابة ستجعلها تقاسمه ادق خصوصياته
"شكرًا لك "قالها بامتنان يرتدي سرواله الابيض تحت عباءته ثم حمل غمد سلاحه يضعه على كتفه مما جعله يزفر عندما اتى طرفه على مكان الإصابة
"هل يجب ان ترتديه "قالت مشيرة الى السلاح
"لا يمكنني الاستغناء عنه "
كلماته ذكرتها بالحادث
"كيف أصبحت سالته "
"سأخبرك عندما اعود من الصلاة الان غيري ملابسك حتى نذهب الى والدتي "
نظرت الى مئزرها الطويل وتحركت لتأخذه
"لا ،لن تخرجي هكذا ارتدي عباءة فأنت ستصلي "
"ولكن لبسي ساتر"
"انها منامة لن يراك احد بملابس النوم "
"لكني سأرتدي مئزري "
"ملابس النوم للغرفة سما خارجها سترتدي ملابس مناسبة "نظرت له ترغب بالجدال لكن نظرته المصممة جعلتها تتراجع وتتجه الى خزانتها و منها الى الحمام لتغير ملابسها
خرجت يضع يده السليمة على كتفها انه لا يستند عليها انه يضمها بحركة تملكية فكرت سما تسير الى جانبه متجهان الى مجلس والدته
*****
قضت الجدة الوقت بقراءة القران بعد ان صلت قيام الليل متجهة بدعائها الى الله ان يسلم ولدها الذي دخل عليها مع زوجته الان اغلقت المصحف تهلل وتحمد آلُلُه ناهضة متجهة اليه بينما هو يتحرك اليها بذات السرعة
"حمدا لله على سلامتك يا بُنيّ"قالت تضمه دامعة العين
"قدر الله وما شاء فعل يا ام عديّ ، سليمة الحمد لله لا تقلقي يا غالية "قال مقبلا يدها ورأسها
"لا ضرنيً الله بك يا حبيبي "قالت والدته تضمه "لقد نذرت عشرة خرفان لوجه آلُلُه "
"تم مع إشراق الصباح ستكون فد وزعت باْذن الله "
"انتظر قالت تعود الى مكانها تمد يدها اسفل الوسادة وتعطيه رزمة من النقود "انه نذري "سلمته له ليأخذه متنهدا "سأخرج للصلاة سما ستصلي معك حتى اعود "قال مغادرا ليتلاقى مع ابناء اخيه الذين هنؤوه بسلامته قبل ان يغادروا الى المسجد
انتشر خبر الحادثة وإصابته التف المصلين من سكان القرية حوله بعد انتهاء الصلاة ليهنئوه بسلامته ويتلقون منه دعوة الغداء بمناسبة سلامته وسلامة رعود
*******
نظرت لها الجدة ملاحظة حيرتها
"ما بك يا ابنتي هل ما زلت قلقة على إصابة مرعد "
"لا إصابته بخير "قالت سما تبدد ارتباكها الحاصل بسبب تصرفات مرعد
"الحمد لله "قالت الجدة لتعيد من وراءها سما بذات الشيء
"هيا لنصلي يا ابنتي الصلاة ستريحك وادعي الله فهو وحده القادر على إراحة قلبك "
قالت الجدة ناهضة لتاخذ مكانها للصلاة بينما سما تتبعها لتقف الى جوارها وتنتظر ان تبدا الجدة بالصلاة فهي تئم بها ولسان حالها يردد أخرجني من حيرتي التي لا اعرف ما سببها يا الهي
جلست بعدها الجدة تقرا الأذكار بينما سما تراقبها
"اقرئيها ستريحك"قالت الجدة تناولها الكتيب الصغير بأذكار المسلم في اليوم والليلة "اذا اعتدت عليها ستجدي فيها سكينة كلما رددتها "عادت تؤكد عليها بابتسام جعل سما تمد يدها اليها وتبدا بقرأتها تعلم ان حياتها مع ابنها لم تبدا بطريقة ما وهناك غموض يحيط علاقتهما وشكلها الذي ايا كان قد بدا يتغير على الاقل بالنسبة لمرعد ما رأته على وجهه  يشي بشيء ما
كان الشروق قد بدا عندما عادوا أنّ مرعد عندما نزع حامل سلاحه عن كتفه
"قلت لك انه سيؤذيك "قالت سما تتحرك نحوه
تساعده في نزعه بينما والدته تطلب منه ان يرتاح
"ما كان يجب ان تخرج "علقت
مشهد لم يروه من قبل سما ومرعد لم يكونا متقاربان منذ زواجها حتى انها لم تشاركهم وجبات الطعام الا من فترة قريبة "اه مسكين انا مصاب ولا احد يسال عني بينما عمي يحظى بكل الرعاية الجدة ووالدتي والطبيبة سما ...فكر قليلا  طبيبة سما انا الى الان لا اعرف ماذا أناديك هل أناديك عمة" قال باسما بينما سما تحدجه
"جرب ذلك ونادني عمة وسوف اجرب عليك مهاراتي باستخدام سلاح عمك "قالت مازحة مشيرة الى السلاح الذي معها
"حسنا لا تغضبي ساناديك خالة "قال رعود يرفع يديه علامة الاستسلام
"ظريف "قالت سما ببسمة شاركها بها الآخرون
"اذن ماذا أناديك لا يجوز ان تكوني زوجة عمي واناديك طبيبة"
جلس مرعد الى جوار  والدته "ناديها ام عديّ"
"هل هذا صحيح "قالت والدته غير مصدقة سعيدة بالخبر
بينما صخر الذي اخذ دلة القهوة ليصب لهم
"هكذا خبر لا تشرب معه قهوة "
حاولت سما ان تتحدث لكن مرعد الجالس الى جوارها سبقها "مهلكم انا اقول على اعتبار ما سيكون بالطبع بعد موافقتك امي ان رزقني آلُلُه ساسمي طفلي عديّ"
"بالطبع بنيّ رزقك الله بالذرية الصالحة "اجابته الجدة يتنهد وداخلها يدعو ان يكون ذلك قريبا
"صب القهوة يا صخر " أردفت شاعرا بخيبة والدته فهي تنتظر طفله منذ عشرون عام
"أعطني فنجانا كبيرا لدينا يوم طويل سيبدا الطاه بإعداد الطعام قريبا "
"انت لن تشرب القهوة على الاقل ليس الان يجب ان تاخذ دواءك يجب ان أضع لك المصل "قالت سما تبعدهم عن موضوع انجابها "ثم لماذا لديك يوم حافل يجب ان ترتاح "
"لقد أقام عمي وليمة بمناسبة سلامته وسلامة رعود والزائرين للاطمئنان عليهم سيبدؤوا بالتوافد خلال ساعة على الاكثر "شرح صقر
"لكن ...قالت سما وترددت تعلم ان كونه شيخ عشيرته سياتي كل اهل القرية وباقي العشيرة للاطمئنان عليه ، على الاقل ارتاح خلال هذه الساعة"قالت برجاء
"وانت ايضا يجب ان ترتاحي كانت ليلة مرهقة عليك "أجابها مرعد
"سأرتاح اذا اطمئنت عليك "
"وانا من رايها عمي لما لا ارتاحا أنتما الاثنان وعندما يبدا الزوار بالتوافد نخبرك "اقترح صخر
"اجل حاليا كل شيء تم ترتيبه "اردف صقر
"وسأتمكن من نزع الابرة من ذراعك "شجعته سما عندما رات التردد على وجهه
" حسنا ،احضري المصل "قال باستسلام
"هنا ؟!"بدا سؤال سما استنكار
"كلا بني انت قلت ان سما ايضا تحتاج للراحة أصعدا الى جناحكما "
نظر مرعد الى والدته "ما بال هذه العائلة ارتاح  ارتاح من قال انني متعب "
"انت مصاب "قالت سما ببديهية "وتضيع الوقت "
"مطلب راحتي اصبح قوميا "قال ناهضا من مجلس والدته متجها الى جناحه تتبعه سما
"لماذا كل رجال هذه العائلة عنيدين "قالت الجدة تهز راسها
"الا انا يا جدة انا  حفيدك الصغير الظريف العاقل "قال رعود يجلس الى جورها ويضع ذراعه السليمة على كتفها
"ليس لوقت طويل قريبا سياتي حفيدا ابن لعمك مرعد الذي بالمناسبة لن يمرر امر تكاتفنا ضده على خير وقريبا سينتقم منا "قال صقر منا جعل صخر ورعود يضحكان بصخب "اتذكر نظراته ونحن نقول له اذهب وارتاح "
"هو من لمح للامر على اعتبار ما سيكون "عاد صقر يضحك
"اتعلَّم زواجه من الطبيبة سما نعمة في السابق لم نكن نستطيع ان نرد له تعليقاته بسبب امي اما الان من تفكيره بإنتاج عدي الصغير انا لن أتخلى عن حقي خصوصا عندما رزقت بتوأم "
"اه قال صقر مقاطعا لصخر في هذه كان معه حق "وعاد الى الضحك ملاحظة نظرة الامتعاض على وجه اخيه
"عديمو الحياء هتفت الجدة بهم هل تسخرون من ابني "
"لا يا جدة حاشا لله انما هي بعض الحقوق نحاول استراجعها "قال صقر مما جعل جدته تضحك ميؤوس منهم
"على ذكر والدتي اين هي حتى انها لم تسال عني مسكين انا "قال رعود يدعي الحزن
بينما صقر غابت ضحكته وهو يتذكر حواره مع والدته "لا بد انها ترتاح "عاد ليجيب ..هيا انا ساذهب لأرى التحضيرات وانت اذهب الى المركز وجه حديثه الى صخر ثم عاد لرعود عندما تنتهي من مسرحية ألمك الحق بي "
"انا مصاب وأتألم كيف تقول عني هذا "اعترض رعود ليجيبه صقر "عمك مصاب اكثر منك وها هو يرتاح في جناحه "قال باسما
"تصور لو تذهب امي لترتاح معه "قال رعود يضحك بصخب
"قليلو الادب اخرجوا من مجلسي "قالت الجدة تطردهم بينما ضحكاتهم تملا المكان
*********
دخلا الى جناحهما عليه دلائل الاستياء لكنها لاتعلم سبب هذا ايعقل لانها طلبت منه الراحة
"هل انت بخير "سالت تتخلص من الوشاح الذي تضعه على راسها
"بخير ...هيا لتضعي لي المصل وتنامي فورا النساء لن يأتين قبل العاشرة سترتاحي خلال هذا الوقت "
قال مبعدا استياءه من ابناء اخيه الذين استغلوا الفرصة ليردوا له بعض تعليقاته عليهم
"حسنا قالت باستسلام فهو فعليا تكاد تنام وهي وافقة
"على فكرة ضمادتك ضد الماء اذا اردت الاغتسال"
"اعلم يا طبيبة لدي خبرة بالضمادات اكثر مما تتصوري "
"لا تقل لي انها درست الطب ايضا "قالت ترفع حاجبيها بتهكم
"لا لكن لدي اجازة اسعاف اولي والطوارىء وإدارة الكوارث "نظرت له باندهاش
"لم تخبرني ذلك من قبل "
"لقد سقط سهوا والان هذا الحوار لا داعي له ضعي المصل والى النوم "
تحركت سما ترفع كمه بعد ان استلقى على السرير وتضع له المصل بعد ان أخرجته من المبرد الصغير الخاص بالأدوية
تاكدت من ان كل شي بخير ثم دخلت الحمام تغير ملابسها خرجت بتمهل تتجه الى الغرفة الخارجية
"الى اين ؟"سالها مرعد ملاحظا انسحابها
"سأنام على الأريكة حتى ترتاح "
"نامي هنا سما على سريرك "
"لكن ..."ياالهي انه يربكها اجل هو زوجها لكن انها تحتاج وقت لتعتاد عليه وكما يبدو انه لن يمنحها ذلك
"سما "عاد يقول  ، نهرت نفسها كفى مراوغة لقد اعطاك وقتا وانت استغلتسه بالابتعاد عنه وكما يبدو ان صبره نفذ وبدا هو بالتحرك الذي لن تقدمي انت عليه
وضعت راسها على وسادتها تنظر الى السقف تاركة مسافة آمنة بينهما متجاهلة النظر له
تنهد داخليا مد يده السليم عبر الفراش بينهما "تعالي "قال قبل ان يمد ذراعه تحت راسها ويضمها اليه
شهقت من حركته المباغتة "اشش نامي "قال يضغط راسها في كتفه السليم


سادس ج ٢
٦*٣
انفاسها مضطربة وضحلة يشعر بها عبر عباءته تصل الى بشرته وتتغلل  داخلها وضع كفه على شعرها يربت عليه حتى شعر انها استلمت اخيرا للنوم
حركته فاجأتها لكنها تدرك تماما ما يفعل هو يحاول هدم الحواجز بينهما وأخذ زمام المبادرة عندما التزمت هي الصمت والابتعاد لما  لا تستسلم لذلك وتدع الامور تاخذ مجراها فكرت ترخي راسها على كتفه تتنفس رائحة العود الخاص به مع انفاسها وَيَال العجب تشعر بالراحة كلما انتشرت تلك الرائحة داخل خلاياها
********
استيقظت صبابة لترى ان المنزل في حالة تأهب
"ما الذي يحدث "سالت وهي تدخل مجلس النساء وترى الجدة وحولها فرحة وراية
مقهورة من تصرفها اللامبالي لقد ادعت بالامس اهتمامها بمرعد فقط لتناكد سما لكن في الحقيقة هي لا يهمها
"اننا نعد وليمة لوجه الله بسبب عودة أبناءك وزوجك بالسلامة بعد الحادثة "
أومأت برأسها "وانا اخر من يعلم "قالت بنزق
"لقد غبت طوال الليل ولم نرك عند الصلاة "قالت الجدة بعدم اهتمام
"وماذا عن ضرتي الغالية هل ..."
"سما لم تنم حتى عاد مرعد من صلاة الفجر قضت وقتها ساهرة الى جانب زوجها طبعا بعد ان اجرت جراحات لا تحصى "
"اليست طبيبة وهذا عملها "أجابت صبابة
"وهي تقوم به على اكمل وجه "قالت الجدة تتحدى صبابة ان ترد عليها ما قالت وأكملت "اذهبي الى المطبخ وتابعي عملهن هناك افضل من وقوفك هنا لا تفعلين شيء سوى التذمر "
********
"سما "همس فوق رأسها اجابته بهمهمة
"اسيقظي "عاد يقول بينما هي تدس نفسها اقرب اليه لتدرك فجاة انها نائمة على صدره حاولت ان ترفع نفسها لكن ذراعه التي تحيطها كانت تشدها لتبقى
"صباح الخير "قال مقبلا اعلى رأسها المدسوس في صدره
حمدت الله ان شعرها يغطي وجهها حتى لا يرى اللون الاحمر الذي غزاه
همست صباح الخير شاعرا بحركة شفتيها القريبة من صدره اخذ نفسا عميقا "فقط"عضت شفتيها ماذا تفعل بالتاكيد هي لن تقبله ماذا يعني بفقط ابعد ذراعه عنها لتتحرك ببطء مبتعدا عنه رنين هاتفها أنقذها مما جعلها تتحرك بسرعة اليه
"نعم "قالت بينما سيل الكلمات ينهمر على اذنها التي بالكاد استيقظت
"ابي إهدأ قليلا حتى افهمك"
"ماذا ؟كيف أهدأ لما لم تخبريني باصابة زوجك "
"لقد حدث كل شيء بسرعة وانشغلت "
"سما ما بك تتصرفين بغباء .."
يعلم انها تشعر بالخجل منه حتى انه يعتقد انه خجل مبالغ به رنين الهاتف قطع عليه ما كان سيقوله عن كونه زوجها ويحب عليهما تخطي مرحلة الخجل التي بينهم ويجب ان يكون هناك نوع من التواصل بينهما بطريقة ما
ملاحظا ارتباكها عندما أجابت وصوت والدها الهادر بها أشار لها ان تعطيه الهاتف عندما سمع والدها يقول انها تتصرف بغباء
"السلام عليكم "قال ما ان اخذ الهاتف منها
"مرعد لقد قلقت عليك لما لم تخبروني "
"انا بهير انها مجرد إصابة بسيطة شرفنا على الغداء اليوم سنكون بانتظارك "قال مرعد
"بالطبع انا اساسا في طريقي لكم "
"اهلًا بك "قال مرعد منهيا الاتصال ليعطي الهاتف لسما الاي نظرت الى الساعة
"يا الهي انها الثامنة والنصف لقد تأخرنا "
"لا باس لقد أخبرت والدتي انك متعبة ...هلا نزعتي الابرة قال مشيرا الى ذراعه الموصول بالمصل "
"اجل بالطبع "وتحركت مقتربة من ذراعه نزعت الابرة وعقمت مكانها واضعة "سأعطيك ابرة الان "قالت تحضرها بينما هو يجلس على طرف السرير اعطته اياها وعندما همت بالابتعاد امسك يدها ليقبل "شكرًا لك "قال يجلسها الى جانبه تصلبت كالتمثال مصدومة من تصرفه بينما هو يمد يده الى جيب عباءته ويخرج مبلغا من المال ويعطيه لها
"ستاتي امراة لتهنئة بسلامتي زوجة الشيخ جضعان اعطيها هذا المال وقولي لها ان تخرجه لوجه الله هي تعلم ما تفعل به "
أومأت برأسها غير قادرة على الكلام بينما عينها تنظر داخل عينيه ذات اللون العسلي الفاتح انها ذهبية تومض بطريقة غريبة "ارتدي شيئا جميلا شيء يليق بشيخة "ابتسم لملامحها
المشدوهة اقترب وقبل جبينها "لا تتاخري امي أعدت لها إفطاراً متأخرا سأنتظرك في الخارج وتركها وغادر الجناح بعد ان قبل حالها رأسا على عقب كالمسحورة نهضت من مكانها تنفذ ما قاله لها
**********
توجه الى جناحه الاخر مباشرة الى غرفته استحم وغير ثيابه ارتدى عباءة بيضاء وفوقها (بشته)الاسود وشماغه الاحمر المهدب وخرج لتلاقيه صبابة عند باب غرفته "تبدو كعريس"قالت بتهكم
"سلمك آلُلُه يا ام صقر "قال بعتب لعدم تهنئتها له بالسلامة
"إصابتك بسيطة لا تستدعي كل هذا القلق "
"الحمد لله قدر ولطف ...هل تريدي شيء"
"وما عساي اريد؟"اجابته بنزق
"اذن اعذريني فسما تنتظرني لنفطر معا انضمي الينا "قال ونظر لها قبل ان يغادر تاركا لها تحترق غيظا "صيتة هتفت بمساعدتها التي اتت بسرعة من جناحها احضري ابنتك سهاد بسرعة "
أمرتها تدخل غرفتها واغلق بابها بغضب لِم لَم يمت مثل جوزها فكرت بقهر
*********
دخل جناحهما وجلس على الأريكة في الغرفة الخارجة فتحت باب غرفة النوم ما ان انتهت لتجده جالسا امامها بكامل هيبته  لقد ظنت ان يشع سلطة بالزي الأمني لكن الان يبدو لها ك ...انها لا تجد وصفا انه سلطان هذا اقل ما يجب ان يقال عنه وقف عندما راها تدخل بقفطانها الأخضر والفضي الذي عزز لون عينيها التي تطالعه الان لم يرى في حياته عينان محيرتان اللون كعينيها في كل مرة ينظر خلالها يرى لونا جديدا ابتسم لها فعرفت ان اختيارها قد لاقى استحسانه"مذهلة "قال لها جاعلا قلبها ينسى نبضه من نبضاته ليس بسبب الكلمة ولا صوته الذي هز كيانها انما نظرته التي غزتها كانها ترى داخلها ترى قلبها الذي يترنح الان تحت وطأت حضوره مد يده لها لتضع يدها داخل كفه ويخرجا معا
لم يفعل ذلك في حياته لم يتقرب من امراة من قبل هذا دون احتساب المرة الوحيدة والمريعة مع صبابة لم يكن يعلم ان اقترابه من امراة يريدها سيحرك داخله كل هذه المشاعر والاضطرابات الجديدة عليه لقد قضى عمره يتدرب وثباته الانفعالي فوق الممتاز لكن بوجوده قرب سما ومحاولاته لكسر الحاجز بينهما يشعر باشياء غريبة لم يعرفها سوى من قراءته وعلوم النفس التي درسها شاعرا بنعومة يدها الصغيرة داخل يده دخل مجلس والدته التي أعدت لهما الافطار وحدهما جلسا معا لحظات دون ان يقترب اي منهما من الطعام هي مرتبكة تنظر الى اي شيء الا هو وهو لا يرى شيء سواها
"كلي سما ليس لدينا وقت "قال يحثها مادا يده الى فنجان القهوة الذي ارتشف منه تنبهت له
"لا تشرب القهوة يجب ان تشرب العصير اولا انت بحاجة للغذاء بعد الدم الذي فقدته "عرف ان حسها المهني سيتغلب على اي شيء اخر ابتسم عندما اخذت منه الفنجان  "القهوة لي العصير لك "قالت تقدم له الكوب بينما تشرب هي من فنجانه غير مدركة لتصرفها وما يفعل به
"ساشرب العصير اذا شربت منه انت اولا "قال يقدم لها الكوب الذي اخذته بعد ان وضعت الفنجان لتشرب منه رشفة صغيرة وتعيده له بينما هو يديره ليشرب من ذات المكان الذي شربت منه ويلعق شفتيه بتلذذ جعلها  تحدق بها قبل ان ترفع عينيها له لتراه ينظر لها "لم اكن اظن انك خجولة لهذه الدرجة "قال يراقب حركت عينيها الاي أشاحت عنه واللون الذي غزا وجهها ليجعلها فاتنة لم يتأمل ملامحها بقرب كما الان انها جميلة بطريقة يعجز عن وصفها فهو للحقيقة لم يحدق بمرآة من قبل الا والدته واخواته والان سما التي باتت تأسر نظراته
"هل هذا شيء جيد ؟"سالت بهمس
"انه فاتن ..لكني احب ان تكلميني حتى لو خجلت لا ان تعتصمي بالصمت "
"انا لا اعرف ما اقول !"قالت مما جعل ابتسامته تتحول لضحكة "الطبيبة سما التي كانت تقف امامي كل يوم تجادلني لا تعرف ما تقول !"
"كان ذلك شيئا اخر  انا لست معتادة عليك ك ..زوج انت تفهمني"
"بالطبع ، وانا احاول جعلك تعتادي علي كزوج لكن يجب ان تساعديني انت ايضا ان تلاقيني في منتصف الطريق "
"سأحاول "قالت تخفض نظرها الى مائدة الطعام
"لا المحاولة لا تكفي انا عند وعدي لك سأنتظر ردّك عندما تريدي ان تصبحي زوجتي فعلا ما عليك سوى قول ذلك لكن في المقابل انا لن اتوقف عن التقرب منك وأريدك ان تحاولي انت ايضا ان تتقربي مني "
أومأت برأسها "تناولي طعامك الان "قال يبدا هو بدوره
كيف يريد منها ان تتناول الطعام بينما تشعر بعينيه التي تراقب كل شاردة وواردة تقوم بها
مد يده لها بلقمة عندما لاحظ انها لم تاكل شيء مدت يدها تاخذها منه "لا ، بيدي "قال يقربها من فمها الذي فتحته على مضض  لمس إصبعه طرف شفتها ناعمة تشبه أوراق الورد عندما يتفتح
ابتلعت بصعوبة دون ان تجرا للنظر له لكنها فكرت هل فعل ذلك لتفعل مثله مدت يدها الى الطعام تاخذ لقمة وتقدمها له كما فعل معها تصرفها فاجأه لكنه أسعده اخيرا حصل على ردة فعل منها امسك يدها يوجهها الى فمه بينما عيناه لا تفارق ملامحها عينيها اللتان اغمضتهما عندما لمست شفتيه انها تذوب من مجرد لمسة ماذا ستفعل لو اقترب اكثر وعانقها اكملا الطعام بصمت هو يطعمها وهي ترد بالمثل وفي كل مرة تشعر بنبضها السريع ما ان يمسك يدها ليرد قلبه بدوره بصخب اكبر
كانت اخر لقمة هو لا يستطيع ان يتاخر اكثر تناولها من يدها ثم امسك كفها وقبل باطنه
"لقد شبعت يجب ان أغادر قال ناهضا لتنهض بدورها وضع ذراعه حول كتفها يتجه الى الباب
"دواؤك "قالت تعطيه له يجب ان تاخذه الان "ثم عادت للمائدة تحضر كوب الماء الذي تناوله منها
"سلمت يدك"قال لها وانحنى يقبل جبينها "انتبهي لنفسك ولا تنسي ما اوصيتك به "
"حسنا اجابته وانت ايضا انتبه  ولا تتعب نفسك "
"ان شاء الله"قال ثم وقف قليلا مما جعل نظراتها الحائرة تعود اليه بعد ان سرحت في كل مكان حوله هل يريد منها ردا على قبلته اخذت نفسها تشجع نفسها به اقتربت منه انها بالكاد تصل الى كتفه رفعت نفسها لتصل الى خده بالكاد لمسته شفتيها دافئة تحمل معها نسيم برائحتها التي تشبه إشراق الصباح منع نفسه مرغما من للان يلف ذراعيه حولها يضمها اليه مطالبا بها كما يجب لكن إصابته والالم النابض بها ورغبته بعدم التسرع منعاه ابتسم لها وغادر ما ان اغلق الباب خلفه حتى وضعت يدها على قلبها العاصف بجنون ما كان هذا  انها ترغب بان تقترب منه لقد تمنت ان يضمها اليه ان يرفعها بين ذراعيه ما بها بما تفكر
*********
انخرطت مع النساء اللاتي بدأن بالتوافد على المنزل اخوات مرعد ووالدتها التي نظرت لها بطريقة تقيمية كنّ من ضمن الحاضرات
محاولات صبابة لاستفزازها بطريقتها الغير مبالية بها ومحاولتها لإحراجها كونها غريبة عنهم بائت بالفشل خصوصا عندما تقدمت سما من زوجة الشيخ جضعان وأخذتها جانبا لتعطيها المال كما قال لها مرعد جحظت عينا صبابة عندما رأتها بينما الجدة فوز ابتسمت لها تضمها اليها وفرحة و راية بنظراتها لها بطريقة جديدة تقدمت منها اخت مرعد الصغرى 
"يا حبيبتي قالت لها المنطقة باكملها تتحدث عنك وعن مساعدتك التي قدمتها والان بتصرفك هذا انت تثبتين انك زوجة الشيخ "ابتسمت سما هو من فعل هذا اراد ان يظهر للجميع مكانتها كان والديها محقان معه لن يضرها شيء حتى وان كانت تزوجها دية
********
ذبح والدها عشر جمال الى جانب خراف الجدة فوز وذبائح مرعد التي وزعت كلها لوجه الله وأقيمت الوليمة التي دُعي لها كل أهل القرية رجالا في مجلس مرعد المنصوب دائما وسط القرية و النساء في بيته
كانت تدور بين الموائد المنصوبة تضع اللبن وتقدم ما ينقص بنفسها كما رات  النساء في الحفل الذي حضرته منذ فترة
"دعي عنك حبيبتي قالت اخت مرعد المساعدات يفعلن تعالي وتناولي الطعام "
ترددت سما "انه دسم وانا ..."
شقهت اخته مبتسمة "هل انت حامل ؟"سالتها عيناها تنظر لها بأمل
"ليس بعد انا لم اكمل ثلاث اسابيع "
"ليس بعد بالتاكيد ام انك تعنين ان الوقت لم يحن لتتاكدي "
"الوقت لم يحن بعد "إجابتها سما غير راغبة بإحباطها
"رزقك آلُلُه بالخلف الصالح انت واخي "قالت لها بصوت مرتفع مما جعل عينا صبابة واخت مرعد الكبرى تنظران لها واحدة بحقد والأخرى بلا مبالاة
"لما تكرهني اختك"
"دعك منها انها تقف في صف صبابة لانها زوجة اخيها تعالي لنأكل قالت تسحبها وتجلسها الى جوار والدتها رباب
"كيف انت "سالتها والدتها ما ان اقتربت منها
"بخير "
"اريد ان اكلمك على انفراد"قالت والدتها
"حسنا "نهضت سما واقتربت من الجدة
"جدة فوز بعد إذنك والدتي تريد محادثتي "
"بالطبع ابنتي اذهبي الى مجلسي او الى جناحك اذا اردت "
أومأت لها شاكرة تعود الى والدتها وتنسحبان الى جناحها معا رقبتهما صبابة و نظرت الى صيتة مساعدتها التي فهمت ما المطلوب منها ونفذت
********
"ما الذي تعنيه بانه لم يتم "هتفت والدتها بها عندما سالت سما عن زواجها علمت ان هناك أمرا ما سما تبدو ذاوية ليس عليها بهجة العرائس لذا ارادت ان تسألها وليتها لم تفعل
"لا ادري امي لقد قال انه لا يريد ان يستعجلني يريد ان اعتاد عليه "
"وانت بالطبع استغليت الفرصة وابتعدت "
"امي قالت سما بارتباك انها أمور شخصية وعي لم تعتد ان تشارك احد في خصوصياتها فهي عاشت عمرها وحيدة
"اسمعيني جيدا هذا زوجك لا يوجد اي نوع من الحرج معه ان كان مراعيا وارادك ان تعتادي محيطه لا تكون طامعة وتستغلي ذلك عليك التقرب منه من كلامك يبدو انه يحاول ان يتدرج معك لكن ثلاث اسابيع فترة كافية أنتما تعيشان معا تحت سقف واحد تنامان على ذات السرير جدي طريقة للتواصل معه سما انت زوجته "
"حسنا سأحاول "
"لا يوجد شيء اسمه سأحاول انت ستتصرفي "
قالت والدتها "واياك وجعل تلك الأفعى ان تستفزك تصرفي بعقلانية ومهما فعلت لا تفقدي أعصابك اجعليها هي تفعل "
***********
ذهبت صيته الى ابنتها سهاد التي تعمل كمساعدة لسما لقد اختارتها صبابة بنفسها لتعرف كل شيء عنها وعندما نادتها صباحا اتفقت معها على ذلك وكل خبر تقوله سيكون لها به عطية مجزية من صبابة
تحركت سهاد بسرعة متجهة الى جناح سما لتسمع ما ستقولا سمعت الجزء من الحوار وعلمت ان خيرا مثل هذا سيفرح صبابة
***********
عادت سما ووالدتها وسرعان ما تفرقت النساء بعد ان سلمن عليهن وغادرن
أسرعت صبابة الى جناحها تريد معرفة ما حدث بين سما ووالدتها
الخبر يستحق مليون دينار مرعد يعوف زوجته والى الان لم يلمسها ابتسمت صبابة بانتصار
"اريدك ان تنشري الخبر في القرية مرعد يعوف زوجته ولا يقربها لانها ليست كما يجب "
قالت سما لسهاد مخرجة مبلغا كبيرا اعطته لها بينما سهاد عيناها تلمع بطمع وتومأ لصبابة
"غدا ستكون كل القرية على علم بالخبر "
"اليوم"قالت صبابة بتأكيد
"تم "قالت سهاد تخرج من جناح صبابة بيننا الاخيرة تبتسم اخيرا تمكنت منها
*********
جلست النساء انتهت اسرع من الرجال سلمت والدتها على الجميع قبل ان تنتهي بسما
"لا تنسي ما قلته لك "همست لها وغادرت
********
نظر مرعد لابناء اخيه
"تبدو افضل يا عمي الراحة اتت بثمارها "قال رعود ليضحك أخواه بتآمر مما جعل مرعد يرفع عينيه له ابن اخيه الوقح
"آلن تتزوج وتريحنا منك ومن لسانك "
"لا ما زلت راغبا بالتمتع بعزوبيتي قليلا "
"صقر وصخر جهزا نفسيكما لان اليوم لديكما مناوبة "
"ماذا ؟"هتف صقر عالما ان طريقة عمه للانتقام منهم
"يومان قال مشيرا بأصبعيه وكلمة اخرى اجعلها اسبوع تلفان خلاله جميع ثغور المنطقة "
"عمي ..."تدخل صخر
"انه امر نفذ انت وهو "قال بحزم ولهجة يستخدمها في عمله
"امرك سيدي "اجابه كلا من صقر وصخر وسارعا للتنفيذ بينما رعود يطالعهما بشماتة "لذلك اخترت ان اعمل في حرس الحدود بعيدا عن سلطاتك"
"كلمة اخرى واسلمك للمشفى ولا اجعلك تخرج الا بعد فك جبيرتك "
"امرك سيدي قال رعود مؤديا السلام العسكري مما اثار ضحك الشيخ جضعان والرجال القليلين الباقين *********
اجتمعت العائلة على مائدة العشاء بغياب صقر وصخر
"اين الباقين "سالت الجدة
"لديهما عمل "أجابها مرعد
"ما العمل الذي يجعلهما يغيبان عن المنزل " تدخلت صبابة
"عمل مهم "قال مرعد "ولا تكثري الاسئلة صبابة لست جديدة على ظروف عملهما"
كلماته اسكتتها حتى انتهى العشاء وجلس الكبار في مجلس العائلة بينما الصغار غادروا كلٍ الى جناح والديه
"صبابة "نادت سما عليها وهي تغادر "انتظري قليلا توقفت الفتاة تنتظر سما التي احضرت علبة مخملية اخرجت منها قلادة من الماس والذهب المشغول بدقة ونعومة
"انها من والدتي حماتك ارادت ان تعطيك اياها لكنك كنت في المدرسة "
نظرت لها الفتاة مبهورة بالقلادة  وبالقلب اللامع الذي تحمله "استديري لالبسك اياها"
فعلت صبابة لتشكرها وتغادر الى غرفتها بسرعة تشعر بالخجل
"اخي سيعود بعد شهرين من بعثته لذا اراد ان يأخذ إذنك ويطلب رقمها ليستطيع مكالمتها خلال تلك الفترة "
"اليس اخيك رجلا ليطلب ذلك من رجال البيت ثم نحن لا يوجد لدينا فتيات تتحدثن على الهاتف"
"صبابة هذه الامور لا تتحدث بها النساء كما قلت ثم نظر الى سما البت في ذلك يعود الى والدها ساكلمه عندما يعود "
"حسنا ..سأحضر دواءك "قالت تتحرك مغادرة المجلس متجهة الى المطبخ
"تعلمي ان تحكمي في لسانك لانه سيوقعك بمشكلة كبيرة يوما ما "انبت الجدة صبابة التي لم يبدو عليها الاهتمام فهي متخمة من انتصارها الذي حققته وبدا بالانتشار
********
غادروا المجلس بعد ان فحصت سما جراح رعود واكدت انها بسيطة
في جناحهما  أوصلها مرعد "اراك فيما بعد "
"ماذا الن تدخل ؟ قالت مما جعله يرفع حاجبيه اعني يجب ان اغير على الجرح عادت لتشرح "
"ساتي "قال مغادرا
انتظرت قدومه  تفكر في كلمات والدتها هل تفعل وتقترب ام تنتظر ، شيء ما داخلها جعلها تقول لما لا تنتظر لحظات الشوق هي الاجمل يمكنها ان تتمتع باهتمام مرعد قليلا
بعد ساعة كان قد غير ملابسه الى منامة كما فعلت تجلس في الغرفة الخارجية
"لقد احضرت لك شيئا "قال عندما راها تقف لاستقباله
"ما هو "
"اخبرني والدك انه نوعك المفضل "
قال مخرجا علبة الشوكولا التي تفضلها هبت من مكانها "كيف حصلت عليها فهي تعلم استحالة توفرها هنا حتى في المدينة توفرها نادر احيانا"
"لدي طرقي "قال باسما
"شكرًا لك قالت تمد يدها له ليدير راْسه بعلامة رفض قبل ان يعطيها خده "كلمة  شكرًا لا تكفي "
اقتربت منه ترفع نفسها على أطراف أصابعها وتتكا بيدها على ذراعه لا يلعب بإنصاف وهي لن تفعل ضغطت شفتيها على خده بقوة ولمدة اطول من اللازم وقبل ان تبتعد كان يمسكها من ذراعيها واقترب منها يضع جبينه على جبينها
"قريبا سأعلمك كيف تشكريني بطريقة مناسبة "ثم تركها لكن نظرة الوعد في عينيه جعلتها تتسمر في مكانها
"هيا الن تغيري لي على الجرح "
قال يحثها بينما يخلع الجزء العلوي من منامته
ويجلس على طرف السرير قضت وقتها في الاهتمام بجرحه قبل ان تضع الضمادة عليه
"ان جرحك جيد "
"لدي طبيبة ماهرة تهتم به "أجابها بينما هي تنظف مكان التغيير
استلقى على السرير في مكانه مادا ذراعه كما الامس
"هيا الى النوم "قال يلاحظ ترددها عندما عادت تقدمت تلاحظ صدره العاري لقد كان يرتدي عباءته جلست على طرف السرير ترفع قدمها بمهل بينما هو يراقبها "سما"قال يحثها مشيرا لها لتنام على ذراعه وما ان فعلت حتى ضمها اليه كما فعل سابقا
وضعت خدها على صدره الشعور ببشرته الدافئة شيء اخر هي تحس به بكل خلجة من دقات قلبه تنفسه وحرارته التي تنتقل اليها من خلال صدره وذراعه وكفه الذي يرتاح على شعرها
"هل علمت قريبا سينتهي العمل على مركز محو اللامية وتجديدات المدرسة بدات بالفعل لقد وافقوا على طلب إنشاء مركز للتدريب المهني ايضا للطلاب قليلو الحظ الذين لا يتمكنون من الذهاب الى الكليات والجامعات "
"هذا جيد تعلم سيوفر الكثير من العمل للفتيات والشباب هنا "
"اجل "
"انت لم تخبرني كيف أصبت"عادت تسأله
"لقد كان كمين قال يشرح لها ما حدث "
"لا اعلم كيف يفكر هؤلاء اي فائدة تعود اليه بقتل الأبرياء وترويعهم اتمنى ان تكونوا قد اتخذتم تدابير لازمة لردعهم "
"اجل ...واستمر الحديث حتى شعر بها تغفو دون ان تدري استطاع ان يشغلها عن التفكير في وضعها وها هي تنام في ذراعه باستسلام
استمرت الحال هكذا بينهما لكن زاد الامر محاولتها لإغاظته كان تقترب اكثر تظهر اهتمامها في أماكن لا يستطيع فيها ان يلمسها بدات تستمع بالأمر فكر مرعد يراها تغادر المنزل عائدة للعمل بعد ان اقتربت منه وهمست له ان يهتم لنفسه انه اكثر من همس للواقع تعمدت ان تلمس أذنه بشفتيها أومأ لها مبتسما لكن لم تفتها نظرت التحذير من عينيه
*******
جلس في مكتبه العمل دون عمه مرعد ممل انه كتلة حيوية تدور في المكان حسنا انه اليوم الأخير لإجازته فكر صقر بينما الحارس يدخل اليه معلنا وصول فتاتان يطلبن رؤيته
"سارة عرفات ونورهان مـحمد عضوتان في جمعية لحقوق الانسان تريدان ان تذهبا الى مخيم اللاجئين ورؤية طبيب او طبيبة المنطقة
فكر سريعا لما لا يأخذهما الى المنزل للقاء سما هناك تحرك بالفعل بعد ان اتصل بوالدته ليفهمها عن الامر
استقبلتهما صبابة ببشاشة عند مدخل النساء معرفة عن نفسها كونه زوجة الشيخ مرعد مامور المنطقة وكبير العشيرة المصاب والذي ستاتي الطبيبة قريبا لرؤيته راية وفرحة اندهشتا من تصرف حماتهما فهي اظهرت سما كعاملة اكثر من طبيبة ليس هذا فقط وتجاهلت ان تقول ان هذا بيتها
بعد جلوس الفتاتين في المجلس وتعرفهما على الجدة "طلبتا ان تريا مرعد كونه ناجي من الحادث الإرهابي الأخير مما جعل الجلسة تنتقل الى مجلس العائلة لينضم اليه رعود وراية وفرحة
ضحك مرعد على قول احدى الفتاتين انها تخيلت انها ستراهم يعيشون في خيم والفرس مربوط الى جانبها ليكمل عنها مرعد وبعض الغنم يرعون حولها منا جعل الباقين يشاركونهم الضحك


دخلت القاعة العائلية تستمع لصوت الضحكات
انه مرعد خرج من غرفته فكرت سما تسرع خطواتها اليه عندما أوقفها الصوت الأنثوي الرقيق
"لم اعتقد ان الناس هنا يتمتعون بحس فكاهي"
حس فكاهي !! رفعت سما حاجبيها ومرعد يضحك من هي هذه المتحدثة فتحت باب القاعة دون ان تطرقه
لترى مرعد جالسا في مقعده المعتاد حوله الجدة وصبابة ورأية وفرحة  ورعود وفتاتان تراهما لاول مرة وكما يبدو انهما ليستا من المنطقة
"ها قد اتت الطبيبة "قال مرعد باسمها
"مرحبا قالت سما توجه نظراتها الى الوافدتين
"مرحبا بك يا طبيبة سارة عرفات عرفت الاولى عن نفسها لتتبعها الثانية نورهان مـحمد "
"اهلًا بكما "
"لقد ذهبنا الى مركز الأمن لنستدل على مكانك طمعا بمساعدتك "قالت نورهان واردفت "دلنا السيد صقر الى هنا واستضافنا السيد مرعد وزوجته السيدة صبابة مشكورا مؤكدين انك ستاتين الى هنا "
"وهذا ما حدث قالت سما تزم شفتيها بابتسامة مرة "اذن كيف أساعدكما"قالت سما
"يمكنك ان تنهي عملك هنا ثم ننتقل الى منزلك "قالت سارة
"لا باس عملي يمكن ان يؤجل ليس هناك شيء مُلح"
ملاحظا الحوار الدائر "يبدو ان هناك سوء فهم "تدخل مرعد
"على العكس لا يوجد اي سوء "قالت  سما تنظر له بتحدي
"وانت اشارت الى رعود عقابا لك لمخالفتك تعليماتي سيكون لي تصرفا اخر معك "قالت تشير الى الفتاتان
"يمكننا المغادرة الان "
"سما "هتف مرعد في ذات الوقت الذي تكلمت فيه  نورهان "لم اظن ان الأشخاص هنا يتمتعون بهذه الكياسة والتواضع لقد رسمت صورة مرعبة عن قسوتهم ...اسفة لقول ذلك لكن عندما رايت كيف تتعاملين معهم وانت امراة فاجأني ذلك اعذروا صراحتي "عادت تقول بخجل
"اليس كرم اخلاق منهم ان يعاملوني هكذا "قالت سما ساخرة
عاد مرعد ليهتف بها لقد جنت ولابد "هناك سوء فهم ...سما "قاطعته سما
"لما تسميه سوء فهم لما لا تعطيه اسمه الحقيقي سقط سهوا لعدم الأهمية قالت سما بشيء من الحدة ناظرة الى الفتاتان اللتان نظرتا الان باستغراب كما يبدو ان السيد مرعد  غفل ان تفصيلة بسيطة غير مهمة ابدا وهي ان يذكر لكما  ان الطبيبة سما زوجته "قالت بابتسامه واهية جعلت عينا مرعد تلتمع  بغضب والفتاتان تنظران في خجل اما صبابة فكانت الوحيدة المبتسمة بسعادة
"اسفة لقلة ذوقي قالت سما للفتاتان هل ادهشكما ما قلت ضحكت  لنعيد التعارف انا فعلا زوجة مرعد الثانية واعمل طبيبة في المركز الصحي وسعيدة بالتعرف بكما وبمساعدتكما والان دعونا نذهب الى جناحي لأرى ما الذي تريدان ان اساعدكما به "قالت سما بسرعة تاخذ الفتاتان معها راغبة في الهرب فهي تعلم ان مرعد لن يمرر الامر هكذا لكن لا باس المهم لنها انتقمت منه ومنهم لتجاهلها
"لم اكن اعرف انك زوجته ...والثانية "قالت سارة باندهاش
"انت لست من هنا لما تزوجتيه اذن "سالت نورهان
بينما الثلاثة يجدن طريقهن الى جناح سما التي تفكر كيف ستشرح لهما الامر والاهم كيف ستنفذ من غضب مرعد
"القصة طويلة ومعقدة قالت سما "
"لكنك تحبيه "قالت نورهان باسمة تاخذ مقعدها في الجناح
"لا تنكري لقد ظهر هذا جليا عليك عندما دخلت ورايته يضحك ثم عندما علمت انه لم يخبرنا من انت "قالت سارة   مما جعل سما تنظر لها باستغراب تحبه لما هذه الكلمة وجدت صدا لها داخلها تحبه !!!
"للحقيقة السيد مرعد لا يلام انها السيدة صبابة هي من اوحت لنا انك مجرد طبيبة ستاتي لزيارتهم والكشف على مرعد والشاب الاخر اظن اسمه مرعود"
"رعود "قالت سما خارجة من افكارها السابقة فلديها شيء اهم  يا الهي كان يجب ان تعرف ان صبابة هي وراء هذا الامر الان مرعد غاضب منها لتصرفها امام الضيوف ولتحديها له
"دعونا من ذلك ما الامر المطلوب مساعدتي به "
"اللاجئين نعلم ان هنا في هذه المنطقة اكبر مخيم للاجئين في المنطقة لذا نريد  ان نقدم دراسة حول اوضاعهم .. انت طبيبة ولابد ان لك صلات بهم ستسهل تواصلنا معهم "قالت نورهان
"نحن عضوتان لجمعية غير ربحية وخاصة للاهتمام باللاجئين وتعلمي مع ويلات الحرب والتشرد نريد ان نهتم بهم ونوصل طلباتهم "شرحت سارة تكمل عنها
"لابأس أعطوني دقيقة لأغير ملابسي وننطلق "قالت سما تتجه الى غرفة النوم وما ان اغلقت الباب حتى شعرت باليد التي أمسكت معصمها تكبله كانها من حديد
شهقت سما وهي ترفع راسها لترى من لتفاجأ بعيني مرعد الكهرمانيتين اللتان قد تحول لونها الى احمر
"يا الهي كيف دخلت !"سالت سما
"هل هذا ما يهمك كيف تجرأت وفعلت ذلك  امام ضيفتينا تتحديني يا سما ؟!"قال بسؤال استنكاري ومندهش بذات الوقت
"انا ...قالت سما بارتباك ارجوك انهما في الخارج "
"لا شيء يعفيك سما "قال بحزم
"انا اسفة قالت بهمس لقد غضبت عندما علمت انك لم تقل انني زوجتك .."قالت دامعة
"لا ...لا تتعللي بالدموع لقد اخطات انت حتى لم تحترمي وجود والدتي ولا غيرها كيف استطعت ؟"
"انا ...اسفة لم اقصد "قالت تحاول فك يدها منه
"لا ..الاسف ليس كافيا سما "قال يهز راْسه بتحسر نافضا يدها كانها قذرة وخرج من الباب الاخر تاركا سما ترتجف من نظرته المشمئزة التي منحها لها
فترة التفاهم الذي حصلت عليها معه تبخرت فكرت سما تلعن غباءها وتسرعها وتلعن تلك العقربة المسماه صبابة
تنهدت يائسة وأسرعت ترتدي ملابسها فهناك من ينتظرها
***********
اخذت الفتاتان معها وانطلقت الى مخيم اللاجئين
كانت الجولة مفيدة فقد استمعت لبعض القصص شيء مؤسف ومؤلم ما مروا فيه
"لقد استفدنا كثيرا من هذه الجولة "قالت سارة
"وانا ايضا للواقع عقبت سما هناك بعض الحالات التي يجب ان اخذها بالاعتبار واهتم بها شخصيا "
"هل سمعت هذا "قالت نورهان
"ماذا ؟"سالت سارة
"اششش "قالت سما تحاول ان تصغي للصوت المكتوم
تحركت تتبعها نورهان التي سمعت ذات الصوت وسارة خلفهما "كانه صوت بكاء"قالت تتقدم في اتجاه الصوت الذي اصبح اوضح عندما وصلوا الى احدى الخيم
"انها لا تقبل ان يدخل عليها احد "قالت احدى النساء من الخيمة المجاورة مما جعل سما تلتفت لها "هل هي وحدها "
"اجل لقد اتت من شهر تقريبا ولا تتعامل مع احد فقدت كل عائلتها في احد الانفجارات ويقولون انها قد تعرضت للاغتصاب واذا حاول احد الاقتراب منها تنزوي بعيدا نضع لها الطعام عند باب الخيمة احيانا تاخذه وأحيانا لا "
اقتربت سما من الخيمة فهتفت المراة "لا انصحك بذلك في الليل تكون منفعلة في النهار تكون اهدا "
لم تستمع لها سما ورفعت باب الخيمة لتدخل كان جسد الفتاة ضئيل متكورة حول نفسها وتبكي بحرقة اقتربت منها سما بهدوء "مرحبا "تشنج جسد الفتاة وتقلصت حول نفسها اكثر فاقتربت سما منها اكثر ما كادت تلمسها حتى قفزت الفتاة من مكانها وبهستيريا بدات تدفع بيدها كانها تدفع اشخاص وهميون من حولها "اهدئي "حاولت سما ان تحدثها لكن لا فائدة بينما سارة ونورهان مصدومتان مما تريانه
حمدت سما الله انها دائما تحمل حقيبتها الطبية أينما ذهبت فتحتها وأخرجت حقنة مهدئة بهدوء وحضرتها مشيرة لسارة ونورهان ان تساعدانها في السيطرة على حركة الفتاة الصاخبة واللتان أبدتا تفاعلا وحسن تصرف وكانتا عونا لها أعطتها سما الحقنة رغم الحالة الهستيرية التي زادت ما ان اقتربت منها سارة ونورهان اللتان ما ابتعدتا عنها حتى عادت تكور نفسها في زاوية الخيمة وتنشج بصوت مخنوق حتى هدأ اخيرا واستسلمت للنوم بسبب المهدا الذي اخذ مفعوله
بصمت اشارت سما لهما ان تغادرا الخيمة خلفها
"يا الهي  تنهدت سارة مصدومة ما ان خرجن من الخيمة ما الجحيم الذي تعرضت له هذه الفتاة لتتصرف هكذا "
"لقد راينا حالات سيئة لكن هذه كانت الاسوء على الإطلاق هل رايت يدها لقد تعرضت للتعذيب "
سما كانت صامتة تفكر يجب ان تساعد هذه الفتاة شيء ما جعل قلبها يحترق لرؤيتها لقد رات حالات كثيرة خلال زيارتها للمخيم لكن هذه الفتاة  شيء اخر لا تعلم ما هو لكنها تشعر بانها تعرفها بطريقة ما تشعر بان هناك صلة بينما ولا تعلم بما تفسر هذا الشعور
نظرت الفتاتان إليهما عندما طال صمتها
"هذه الفتاة بحاجة لمساعدة لا يمكن ان تبقى هنا في المخيم يجب ان انقلها وبأسرع وقت "
"هل يمكن ذلك اعني ان سكان المخيم حركتهم محدودة خارج المخيم "قالت نورهان
"انها حالك إنسانية "أكدت سارة
"بالطبع يمكننا ذلك يجب نقلها الى المشفى بأسرع وقت "قالت سما تتبع كلماتها باتصال اجرته مع اقرب مشفى لهم تخبرهم عن الحالة وتطلب منهم الدعم لنقلها
**********
كان يوما طويلا ومرهقا  ارتمت سما على أريكة غرفة جلوس جناحها ما ان دخلت اليه لقد ودعت سارة ونورهان اللتان انطلقتا عائدتان الى المدينة رغم إصرارها على بقائهما في ضيافتهم لكنهما أكدتا لها ضرورة عودتهما لتقدما تقريرهما الى الجمعية المضمومتان  اليها بعد ان اطمئنت على الفتاة ونقلها الى المشفى وتابعت الكشف عليها وتأكدت انها ستكون بين أيد امينة كما اكد لها الطبيب المسؤول في المشفى مع وعد بعدم اقتراب اي طبيب ذكر منها في الوقت الحالي خصوصا بعد إثبات انها تعرضت للاعتداء  والتعذيب بطريقة وحشية يجب ان تتابع حالتها مع انها ليست من اختصاصها لكن ذلك الشعور ما يزال يسيطر عليها هناك امر ما يجعلها ترغب بان تقترب منها وتساعدها بكل طريقة ممكنة
نهضت واغتسلت سرعان ما سيحين موعد العشاء
********
على مائدة العشاء عادت لها ذكرى ما حدث ظهيرة اليوم لقد أغضبت مرعد بتصرفها لكن ماذا بشأنها نظرت من تحت رموشها اتجاه مرعد لقد تحاشاها وها هو يجلس مقضب الجبين وعاقد حاجبيه وهذا يدل على غضبه وكما يبدو ان الليلة لن تنتهي على خير
كان هناك حديث دائر حول المائدة بين رعود  الذي يملا المكان بصخبه كالعادة عندما يكون في البيت كذلك صخر وصقر ينجرفا وراءه ضحكت راية على تعليق القاه رعود عن ابنها رعاد الذي بدا كالعادة ممتعض لكن ايضا كالعادة تركض عيناه الى توام بنات عمه احيانا تشك سما انه محتار في أيهما يحب هو بالطبع يحب احدهما لكن من لم تستطع ان تحدد ولا التوام أظهرتا اي اهتمام تشف منه من المعنية فأحدهما خجولة حد الانطواء احيانا والأخرى تنظر له بتحدي وأحيانا تباعد اما عناد ومزنة فهما قصة اخرى الإعجاب واضح بينهما لكنه مكتوم مع انه ولابد مقدر لهما ان يتزوجا فهما ابنا عمومه لكن لما التكتم والسرية لم تفهم سما ربما تحتاج وقتا اطول لتستوعب عاداتهم  نظرت الى صبابة الصغيرة لقد باتت منطوية اكثر من قبل صحيح انها تتعلل بدراستها لكنها تعلم ان جزء من ذلك سببه اخيها مؤمن الغائب 
انتهى العشاء وانتقل الكبار الى المجلس بينما الصغار ذهب كل واحد الى شقة والديه فغدا يوم دوام كالعادة في الآونة الاخيرة اخذت حبوب دواء مرعد وقدمتها له اخذها منها دون ان ينظر لها جلست بصمت وامتعاض تراقبه يتناول دواءه
"ساذهب الى المشفى غدا " قالت سما لكن احدا لم يعلق فالمفترض انها توجه كلماتها الى مرعد الذي يبدو متمسكا بالصمت
"لما يا ابنتي هل هناك شيء "علقت الجدة التي كما يبدو لاحظت الفتور الذي يعاملها به مرعد
فانطلقت سما تسرد عليهم ما حدث عندما ذهبت والفتاتان الى المخيم وما حدث مع فتاة المخيم التي نقلتها للمشفى وستتابع حالتها
"يا ويلي كم تكلف الحروب ناهيك عن الأشخاص الذين يتوفون الأشخاص الناجون تبقى اثارها تؤثر بهم تاركة ندوبا قاسية لا تمحى "علقت راية متاثرة بقصة الفتاة
"عوفيت يا ابنتي يا ليت لو نستطيع مساعدة الجميع "قالت الجدة بينما صبابة تتابع الحديث بصمت كسرته عندما نظرت الى سما
"ما دامت في المشفى وتحت رعاية أطباء حقيقين وشددت على كلمة حقيقين ما حاجتك لتذهبي اليها "
نظرت لها سما تهم بالرد لكن مرعد كان اسرع
"وما شانك انت يا صبابة ؟ قال مرعد محتدا لا شان لك بسؤالها ما دمت موجودا ...."
"انا لم اقصد "قاطعته صبابة
"اسمعا أنتما الاثنتان قال مرعد بحزم ما حدث اليوم لن يتكرر  انت قللت من شان سما عندما لم تعرفيها كزوجة لي للفتاتان اللتان حضرتا لرؤيتها وتعمدت ان تظهريها انها مجرد طبيبة اتية لآداء عملها وانت قال ناظرا لسما قللت من شاننا جميعا بتصرفهم الأرعن وكلماتك الغير مدروسة لذا سأقولها لمرة واحدة وأخيرة اي منكما ستتصرف بهذه الطريقة لن تبقى في بيتي لدقيقة بعدها هل هذا واضح "
انكمشت سما من تاثير كلماته "حسنا "همست
بينما صبابة تنظر لكليهما بغل نظر لها مرعد "واضح "قالت بامتعاض
"والان كل منكما الى جناحها "قال مرعد يصرفهما كطفلتان مؤنبتان
دخلت سما جناحها لا يمكنها لومه لقد أوقف صبابة عند حدها مع انه عنفها لفعلها لكنها فعلت ذلك كردة فعل
"وأنتما قال مرعد موجه كلماته الى راية وفرحة عندما تريان تصرفا خاطئا لا تصمتا عنه سواء من سما او من حماتكما صبابة هناك والدتي تخبرانها لا ادري اي جنون احتل هذا المنزل "
ابتسم رعود وتمتم بشيء ما مما جعل مرعد ينظر له بغضب "اتعلَّم انك سمج "قال مرعد
"اعانك آلُلُه يا عماه انها ضريبة الزواج من اثنتين"عاد رعود يقول ضاحكا
مما جعل الباقيين يبتسمون "اشعر احيانا انني في رياض اطفال لا احد يتحمل المسؤولية "قال مرعد واقفا
"اهدا ياعمي انا اشعر ان والدتي تغار قليلا سنكلمها بهذا الشأن فهذا تصرف لا يليق بها اما بالنسبة للطبيبة للحقيقة انها تضبط نفسها في كثير من الأحيان التي تستفزها فيها والدتي لكنها احيانا تفقد السيطرة ما تزال جديدة على الامر "قال صخر الذي يكون في احيان كثيرة الاكثر حكمة في اولاد اخيه
"اذهب لترتاح بني "قالت فوز له قبل راسها وذهب لا يعلم الى اين يستقر


اكليل ج٣فصل سادس
دخلت جناح صبابة هذه المرة يجب ان تضع حدا لها لقد صمتت لفترة طويلة وها هي تدمر التفاهم الذي بدا بين ابنها وزوجته سما
"حسنا قالت صبابة ما فتحت باب جناحها لترى الجدة فوز
"كلمتان لا ثالث لهما صبابة لقد سبق وان حذرتك لكن كما يبدو انك لا تريدي ان تفهمي سأعتبر ما حدث اليوم فرصتك الاخيرة لان اي خطأ جديد سيكون النهاية بالنسبة لك صدقيني سأسعى ليكون يومك الأخير هنا وانت تعلمي ما سيحدث ان تدخلت "قالت الجدة فوز كلماتها ورحلت تاركة صبابة تكتوي غلا وحقدا لكن لا باس انتم لا تعلمون اي مفاجاة احضر لكم
*********
تدور في الغرفة لقد دمرت كل شيء حذرها من قبل ان لا تنجرف وراء غضبها وتتصرف بحكمة ليتها فعلت لقد أغضبته يا الهي تذكرت نظراته الغاضبة لتصرفها ماذا تفعل
سحبت هاتفها اول مرة ذلك لكن لابد ان تبادر بشيء
كتبت "انا أسفة لا اعرف ما افعل  اعلم انك غاضب لكن على الاقل دعني اغير على الجرح "
نظر الى هاتفه وزفر "انا في مجلس الرجال لا تقلقي استطيع الاهتمام بنفسي "ارسل لها
ثم وضع هاتفه بعيدا قبل ان يدخل عليه ابناء اخيه
نظر رعود بتسليه الى وجه عمه وهو يتخذ مكانه
اراد قول شيء لكن تنبيه الرسائل على هاتف عمه أوقفه
ابتسم بتسلية عندما رفع عمه الجهاز وعقد حاجبيه
"على الاقل دعني احضر لك الدواء او تعال لتاخذه"
"لا إرسليه مع احدى المساعدات "
وعاد لالقاء الهاتف بعيدا رفع عينيه الى أنباء اخيه ليرى النظرات المتغامزة بينهم
"ان سمعت تعليق من احد منكم اقسم انني سادق عنقه " قال مرعد بينما الباقين ينفجرون بالضحك
"ما كنّا سنعلق انما نحن هنا لتسلية عمنا المهجور"قال صقر ينظر الى عمه ببراءة
"لست مهجور وانت تعلم ذلك ولا كلمة إضافية بخصوص الموضوع "قال بحزم يغير دفة الحديث بالسؤال عن اخر مستجدات الحادثة لقد تم تصفية بعض العناصر من المخربين لكن هناك من هرب وهناك شخص واحد في المشفى يعالج تحت الحراسة ومنه عرفوا ان هناك عددا لا باس به منهم يحومون حول الثغور الحدودية
طرقات الباب أوقفت الحديث كانت سهاد مساعدة سما احضرت الدواء وحقنه وإبرة "أكدت الطبيبة على وجوب اخذ هذه الابرة مع الدواء "قالت سهاد لصخر الذي فتح لها الباب آخذا منها الدواء والإبرة ليعطيها لعمه
الذي تناولهم بصمت ثم ملا الابرة ليغرزها في كتفه
"هل اعطيك اياها "تدخل صقر
"لا "قال مرعد متابعا عمله
أعطى هاتفه أشارة لرسالة لكن مرعد تجاهلها
"على الاقل طمئنها انك اخذت الدواء "تدخل رعود لينظر له مرعد بغضب
"اخرجوا قال عودا الى زوجيتكما وانت الى جناحك هيا الان "
ونتركك وحيدا قال صقر ليرد صخر ابدا نخشى عليك ان تضعف الالحاح يغلب السحر "
"يجب ان اعلم والدتي إرسال الرسائل أتصور الوضع عندها "قال رعود يحرك يده كالمفقرعات "سينتحر هاتفك "
قال ضاحكا بينما مرعد لم يستطع ان يبقى غاضبا ليضحك هو الاخر من محاولات ابناء اخيه لتسليته والنيل منه
*********
افتقدت وجوده حتى انه لم يجب رسالتها الاخيرة ان كان يجيد الابتعاد لما جعلها تعتاده
الصباح اتى نكدًا فهي لم تستطع النوم ذهبت الى مائدة الافطار دون حيويتها المعتادة وبالطبع تصرف مرعد بِما يجيده اللامبالاة لم تتناول شيء سوى فنجان القهوة ثم اعتذرت ناهضة لتغادر فهي لن تتحمل ان يغادر دونها فكما يبدو انه سيعود لعمله اليوم وبزيه الرسمي لا هزت راسها وهي تركب سيارتها ليس وسيما ولا جميل قالت تنهر نفسها فهي لن تفكر فيه سار اليوم على ذات الوتيرة الغداء الذي لم تتناول منه شيء وكذلك العشاء الذي انسحبت به الى غرفتها قبل ان تذهب العائلة الى المجلس
ملاحظة الجو النكد الذي يخيم على ابنها وزوجته سما اما تلك الافعى فقد لدغت لدغتها وعادت الى جحرها غير عابئة بما يحدث بل انه يسعدها
"هل تعاني زوجتك من شيء لم تتناول طعامها اليوم  "تلهى مرعد بفنجان قهوته "ليس على حد علمي "قال مرعد يكبح لهفته عند ذكرها
"نزهة نادت الجدة حضري مائدة وخذيها الى جناح سما "
نفذت نزهة بسرعة لكن سرعان ما عادت "لقد رفضت ان تاكل واعادتها يا جدة "قالت واقتربت من الجدة التي رفعت حاجبيها ونظرت الى مرعد بتأنيب قبل ان تنهض مغادرة
"الجدة ستشد لك إذنك "همس رعود له يحرك حاجبيه باغاظة
"حسنا انت تحبسين نفسك هنا وتتركي ابني في الخارج يتظاهر بان وجودك من عدمه امر لا يهمه "
قالت الجدة ما ان دخلت الى جناح سما ذات العينين الدامعة "وتبكي !! وانا التي ظننت انك امراة قوية لا تتنازل عن حقها ماذا يعلموكن في المدينة ان تكون هشة وغبية "
تفاجات  سما من دخولها العاصف "انا ..."
"انت سترتدي ثيابك وتخرجي معي لا علم ما تفعلي ان غضب زوجك هل تتركيه يفعل ما يريد "
"ماذا افعل "
"تجبريه ان يأتي اليك ما بك يا طبيبة الا تعرفين حيل النساء "
هزت راسها بلا
"البدوي لا يستطيع رد طلب ايا كان انت لا تستاذني اطلبي ما تريدي وهو سيوافق وان استعصت الامور اعقدي له طرف شماغه عندما لو طلبت حياته سيقدمها لك "طرفت سما بعينها تستجمع المعلومة التي أهدتها لها الجدة قبل ان تتحرك تنفذ طلبها
دخلتا الى مجلس العائلة واجلستها الى جانبها بينما تحضر لها نزهة مائدة الطعام
"هيا ستاكلي هذا كله "
"لا استطيع "
"لا احد يقول لا للجدة وغدا سيكون يوم اجازة انت تتعبين نفسك في العمل "
"غدا لا استطيع لدي زيارة للمشفى تلك الفتاة التي أخبرتك عنها بدات تستجيب لوجودي على الاقل أخبرتني اسمها ...هنادة كما اظن "
تنبهت حواسه عند ذكر الاسم "هل هي شقراء وعينيها خضراء ولديها ندبة فوق جبينها "
نظرت سما اليه "اجل ..هل تعرفها "
مرتبكا "لا ، ليس بالمعنى الحرفي لكن كنت موجود عند دخولها الى هنا كانت مصابة وطريقة تصرفها بدت غير طبيعية لقد أسقطت حقيبتها وإبقيتها عندي ظانا انها قد تعود لأخذها "
"حقا هل هي معك "قالت سما بلهفة
"اجل يمكنني ان احضرها لك في المشفى "
"لا ، انصح بذلك انها لا تتعامل بشكل جيد مع الغرباء وخصوصا الرجال "
"ما الذي تعانيه"
"انها صدمة .. قوية احاول اخراجها منها لكن تقدمها ضعيف لقد كان يوما عصيبا قالت سما تُمسح وجهها احيانا اكره كوني طبيبة لانني ارى هذه الحالات اكره ان ارى كل العلم والتقدم الذي وصلنا له يقف عاجزا ولا نستطيع ان نقدم شيء اليوم فقدت طفلا صغيرا بعمر السنتين لم استطع فعل شيء "قالت سما دامعة
"انه أجل و كل نفس لها موعدها انت تفعلي ما تستطيعي لكن في النهاية هي إرادة الله"قالت الجدة تربت على راسها
غافلين عن ذلك الذي شرد بعيدا في عينان خضروتان تحملان خوفا ودموعا اخترقت قلبه
******
نظر لها تتناول طعامها من يد والدته التي تعاملها كانها طفلة متذكرًا مشهدا مشابها لهذا عندما تناولا إفطارهما وحدهما
لم يكن يعلم انها حساسة لهذه الدرجة لقد تمنى ان تُمسح تلك الدمعة التي تأرجحت بين جفنيها وهي تتحدث عن الطفل ادار راْسه بعيدا لينظر الى ابن اخيه رعود متذكرًا كلماته والنظرة الشاردة على وجهه ايعقل ! فكر مرعد هل تلك الفتاة تمثل شيئا  لرعود
**********
بدا الجمع بالانسحاب وفعلت سما بالمثل لكن قبل ذلك اقتربت من مرعد "اريدك في امر "قالت مغادرة متجهة الى جناحها
بعد ان غادر الجميع تحرك متجها الى جناحها كانت تنتظره في الغرفة الخارجية ترتدي ثوب نوم ابيض كانها اميرة من عصور غابرة هل تحاول ان تغريه
"هل انت بخير "سالها
"اجل ..كنت اريد ان اطلب منك شيء الفتاة التي أخبرتكم عنها انها تحتاج لرعاية دائمة وان تختلط بأشخاص اخرين هي لا تستجيب الا لي كنت اريد ان اطلب لو بإمكاني ان احضرها الى هنا "
"مما تعاني "
"ان وافقت سأخبرك لانها اسرار مرضى "اجابته
"يجب ان استشير الباقيين تعلمي البيت ليس لنا وحدنا "
"حسنا ...ماذا بشان صبابة واخي "
"سأعطيك الرد غدا "
اومات براسها تهرب من نظرته "هل ما زلت غاضبا مني "
"الامر ليس له علاقة بالغضب انها مكانة سما انت شيخة زوجة شيخ كل ما تقومي به محسوب عليك انت متعلمة ويجب ان تدركي ان الحياة لا تاخذ بالتصرفات العشوائية عليك دراسة كل كلمة كل قرار تقومين به "
"حسنا أعدك انني سأفكر قبل ان اتصرف "
واهم قرار هو ان اصبح زوجتك فعليا فلقد اكتفت من دور الأرجوحة الذي تعيشه
٦*٥
تقدمت منه بخطوات غير واثقة بينما عينيها تشي بالكثير
تعلم ان ترددت فان كل شيء سينتهي وهي لن تفعل ليس بعد كل ما تقاسماه همست وهي تمسك طرف شماغه تحاول ان تكون عقدة
"اريد منك طلب "
سحب شماغه من يدها مما جعلها تجفل لكن ما ان نظرت الى الرقة في عينيه حتى تبددت كل مخاوفها
"لست بحاجة لتعقدي شماغي سما ما عليك سوى ان تطلبي فأنا لن ارفض لك اي طلب ولتطمئني رفع يده لعقاله ليميله "
نظرت اليه بعدم فهم مماجعل ابتسامة تسلية ترتسم على وجهه
" تحاولي ان تتعلمي عاداتنا لكنك كالعادة تاخذي جزء منها وتتركي الباقي ..ملاحظا تبرمها من كلماته ..أمزح لا تاخذي الامر بشكل جدي استرضاها سريعا لا يريد ان يقسو عليها اكثر  هذا معناه ان طلبك تم مهما كان ..." هل تراجعت وافسد الامر وها هي تنغلق على نفسها وبخ نفسه ملاحظا ترددها
لن يسمح لها بان تنسحب الان خلال فترة إصابته شعر بتقاربهما لقد عاش معها لحظات كزوجين طبيعيين لا يريد ان يعود كل شيء للبداية 
اقترب منها ورفع يده لوجهها "لقد سبق وأخبرتك اني اثق بك الا تثقين بي ؟"
ترددت لحظة "انا ...لقد قلت لي يوم زفافنا ...انت تذكر "
بالطبع يذكر ذلك الوعد الذي قطعه لها والذي لولاه لكانت الان زوجته فعليا لكن هل هذا ما تقصده آخذا خطوة اقرب اتجاهها
"اذكر وأتمنى ان يكون ما تريدي هو ما اتمنى ان اسمع "
أغمضت عينيها متذكرة كلمات امها -انه زوجك لا حرج ان أخبرته -هكذا كان الوعد بينهما
اومات برأسها بموافقة
سحب نفسا عميقا وزفره ببطء "انظري الي سما فتحت عينها لترى صدى مشاعره في عينيه التي ارتسمت صورتها فيها انا ايضا أريدك انتظرت طويلا حتى تقوليها لي وانا الان بحاجة لأسمعها منك قال يحتضن وجهها بين يديه قوليها سما "
بدون تردد همست "اريد ان اكون زوجتك "
كلماتها كانت كالمفتاح الذي فتح أبواب توقه المختزن ليس من اليوم بل من سنين
ضمها اليه في عناق تاق اليه منذ زمن لم يكن عنيفا رغم رغبته الصارخة رغم شعوره بها تذوب حرفيا بين يديه يخشى عليها من قوة مشاعره لكنها فاجأته بان تعلقت به تبادله شغفه يدها وصلت الى كتفيه تسند نفسها الى جسده كانها لا تقوى على الوقوف دونه وفعليا هي تفعل لقد عرف انها لا تتحمل لمسته فهي تصهرها لكنها حاليا تحترق طالبة بجسدها الذي اقترب منه الارتواء من هذا القرب قطع عناقهما ينظر لها بعينين تطلق الف شرارة والف معنى توق كبت لسنين منذ اول سنوات رجولته وهو ينتظر هذه اللحظة التي تصبح له فيها امراة وشاء قدره ان تكون هي سما وهو يعلم الان انه لن  يكون ولن يتمنى غيرها فهي ابعد وأبهى من كافة خيالاته وأحلامه انها هي التي تعرف يده خريطتها كل نبض في جسدها  يستجيب جسده له كل اه تخرج منها يزرعها في صدره يحبسها في انفاسه هي المراة التي خلقها آلُلُه لتكون له ويكون لها
لا شيء يشبه ما يحدث لها لا شيء قراته او تعلمته انه اجتياح مسموح يمارسه عليها بكل حواسه الشم والتذوق واللمس والبصر وحتى السمع فانفاسه وهمساته تصهرها حتى النخاع كيف ظنت يوما انه قاسي وجلف بينما كل لمسه منه تميتها رقة رغم شدتها وحواسها تعمل فقط لاجله تنتفض لمسته التي تحتلها غازية لكنها في ذات الوقت محررة تمسكت به واقترب منها انها اللحظة التي تصبح فيها امراة زوجة شيخة والاهم تصبح له ضمها مرعد معترضا اناتها التي ذابت في حرارة شفتيه
لوقت طويل بقيا يضمان بعضهما كان الزمن توقف في اللحظة التي سلم كل منها نفسه للاخر يده تُمسح شعرها بينما هي تندس في صدره غير راغبة في الابتعاد حرك يديه ليرفع وجهها اليه يقبل جبينها عينها انفها وتمهل عند شفتيها
"طبيبتي الحلوة "قال لها لتبتسم بخجل
"انا بخير ان كنت ستسأل "قالت مما جعل يضحك
"مع ذلك يجب ان تنهضي الان انت بحاجة لذلك "
قال منفذا التقطت سرواله بسرعة ذاهبا الى الحمام غاب دقائق ليعود بعدها اليها "هيا "قال يحملها "استطيع السير "
"لكني لا اريدك ان تسيري "قال يكمل سيره بها الى حوض الحمام ليضعها في الماء الدافيء "استرخي حتى اعود "قال مشيرا لها ان تجلس عندما حاولت الوقوف
عاد الى الغرفة نظر بسرعة الى دليل زواجه منها سحب الشرشف الابيض ليقطع ذلك الجزء منه ويحتفظ به داخل جيب عباءته ثم سحب شرشفا نظيفا من الخزانة ووضعه على السرير معيدا ترتيبه قبل ان يعود لها ليجدها تتكأ بظهرها على طرف الحوض
"الان افضل "
"افضل بكثير  "قالت وكلماتها تحمل اكثر من المعنى المقصود
"ذكريني ان نسيت يوما ان اشكرك كفاية لانك أعطيتني اجمل شعور يمكن ان احس به "
"حسنا قالت سما  بخجل لما لا تعطني شكرًا صغيرا الان "ضحك مرعد "ظننت انك لن تطلبي " تحرك ينضم اليها ليغيبا في عالمهما الخاص

اكليل الصبار الجزء الاول من سلسلة (أني عشقتك) بقلم زهرة سوداء ּسوسن رضوانحيث تعيش القصص. اكتشف الآن