الفصل الرابع والخامس

6.7K 116 2
                                    

نهضت جالسة في فراشها  تتأمل المكان حولها.. فهي لم تستطع ذلك قبلا لأن كل ما حولها كان ضبابيا وغير واضح..
تذكرت سما ما مرت به قبل ساعات... مرعد هو من أحضرها هنا ثم أخذتها الجدة وساعدتها مع باقي العائلة وأحضروا لها الملابس وها هي تجلس في جناح الضيوف ..للواقع هو منزل صغير غرفة نوم وجلوس ومطبخ وحمام خاص.. لا تعلم لو لم يكن قريبا منها ما كان سيحدث.. لقد خرجت من نافذتها حافية بملابس النوم وكان هو الوحيد هناك ولولا وجوده لكانت القرية كلها رأتها بملابس نومها وعندها سيكون معه حق باتهامها بفعل فاضح مع كل ظنه السيء بها..
إلا أن عليها الاعتراف أنه من أنقذها من موقف محرج كانت ستتعرض له رغم تفتحها واختلافها مع عادات أهل القرية الا أنها تدرك أن خروجها بملابس النوم شيء مرفوض في أي مكان مدينة أو قرية ...ثم كان قد أحضرها إلى بيته وقال لها أنها ضيفة رغم كلماتها السابقة عن عدم رغبتها في التواجد به.. يحيرها موفقه منها رغم إنها تشعر بأنه يرفض وجودها إلا أنه للواقع الشخص الوحيد الذي وقف إلى جانبها عندما تعرضت للأذى..
تنهدت سما تتقلب بين الأغطية.. لقد حان وقت الاستيقاظ.. نظرت إلى الساعة لقد نامت بعمق أمس رغم كل ما مر بها... رتبت سريرها واغتسلت ثم عادت لارتداء ذات الثياب ولا يمكنها الخروج من غرفتها بها رغم حالتها بالامس إلا أنها تتذكر كيف غطاها مرعد ببشته وكيف غض بصره عنها هو وصقر... هي لا تريد إحراج نفسها مرة أخرى.. لن تخرج حتى ترى أحد من نساء العائلة وتطلب منها أن تعطيها شيء لتتمكن من المغادرة إلى منزلها..
دخلت المطبخ ربما تجد شيء تشربه وَيَا حبذا لو كانت قهوة فهي تكاد تموت من اجل فنجان منها..
*********
خرج من غرفته  مرتديا بدلته الرسمية ليراها هناك تقف أمام غرفتها في ممر الجناح الخاص به
"أراك ترتدي الزِّي الرسمي اليوم!" قالت صبابة
نظر اليها ببرود اعتاده كلما رآها في سنوات زواجهم العشرون "لدي اجتماع اليوم"
"ما السبب ؟!" عادت تسأله بينما يتجه الاثنان للقاعة الخاصة بالعائلة
"منذ متى تسألينني عن عملي صبابة؟ وأنتِ تعرفين جيدا أنني لو أردت قول شيء لقلته من البداية "
"لا يعجبني ما يحدث.. كل تصرفاتك..."
قاطعها مرعد بحزم "كفى ...بتِ تتصرفين بغرابة في الآونة الاخيرة ، تعليقاتكِ ، كلماتكِ ، هذا لا يليق بكِ لا بقدركِ ، ولا بمكانتكِ.. احترمي الاسم الذي تحمليه أنتِ أم الصقر، فتصرفي بما يوجبه سنكِ ومقامكِ" قال مرعد خارجا قبلها من باب جناحهما وهي تتبعه غاضبة... فهو الوحيد القادر على وضعها عند حدها
*********
جلست العائلة لتناول إفطارها الصباحي.. الساعة لم تتجاوز السادسة والنصف ومع ذلك عليهم الإسراع ليذهب كل الى مسعاه بعضهم الى الجامعة والاخر للمدرسة والأخير للعمل
"صباح الخير" تبادل الجميع التحية بينما يأخذ كل واحد منهم مكانه ملاحظا عدم وجود الضيفة.. سأل مرعد والدته
"أين الطبيبة ؟" قبل أن تجيب كانت صبابة ترد
"إنها نائمة ولم أشأ ازعاجها "
نظرت الجدة لها مستغربة.. متى فعلت؟ لقد أرسلت حفيدتها  لها بملابس حتى تلحق بهم..
لما تكذب صبابة؟!
**********
طرقات على باب الجناح جعلتها تتنبه من جلستها على الأريكة بعد أن يئست من إيجاد أي شيء تشربه في المطبخ.
فتحت الباب لتطل عليها صبابة الصغيرة "صباح الخير يا طبيبة.. أرسلتني جدتي لأحضر لك الملابس لتلحقي بِنَا على الافطار "
نظرت لها سما "شكرًا لك ولها " قالت بامتنان "سأعيد لكنّ الملابس ما أن أصل إلى المنزل "
"لا داعي من الجيد أن مقاسنا واحد وأنتِ ضيفتنا" قالتها صبابة بشيء من التقدير ونظرة إعجاب بسما لا يمكنها أن تنكرها ...لا تقلقي بشأن شيء.. سأترككِ الآن لتبدلي ملابسكِ " قالتها صبابة منصرفة
بينما سما أخذت الملابس المكونة من قميص يصل لحدود الركبة وبنطال واسع بعض الشيء وحذاء ومجموعة من الملابس الداخلية الجديدة... عضت سما على شفتيها ... إنهم يغمروها بكرمهم وهذا شيء تشعره لأول مرة... أول مرة تجد أشخاص غريبين عنها يعاملونها بهذه البساطة
**********
عادت صبابة الصغيرة إلى العائلة التي كادت تنهي إفطارها "الطبيبة سما ستلحقني" قالتها صبابة الصغيرة بينما يتحرك إخوانها وأبناء عمها ليغادروا الى مدارسهم "أنتِ لم ترتدي ملابسك بعد؟!" سأل رعاد اخته صبابة "أنا لن أنتظرك"
"دقيقة واحدة واستعد" قالتها صبابة الصغيرة بحيوية تختطف قطعة خبز وبعض الجبن لتغادر المائدة..
بقية  العائلة بقيت جالسة تنتظر قدوم الطبيبة التي لم تظهر بعد
نظرت الجدة فوز الى صبابة زوجة ابنها ملاحظةً الامتعاض الذي رسم على وجهها... سيكون لها جلسة معها
*********
تائهة بين دهاليز البيت  لا تعرف أي باب تختار؟.. هناك ثلاث أبواب أحدهم يؤدي إلى مخرج يجعلها تغادر المنزل والثاني والثالث احتارت من تختار منهما.. فتحت أحدهما لكنها رأت ممر طويل لا تعلم إلى أين تؤدي لذا عادت وأغلقته.. وعادت للباب الثالث وحاولت فتحت الباب الأخير الذي كان موصدا... ما العمل الان سما؟؟ حدثت نفسها متراجعة هل تغادر إلى بيتها؟ عندما فتح الباب المرصود ليقطع أفكارها
طالعتها نزهة مبتسمة "صباح الخير يا طبيبة.. كيف أنتِ اليوم؟؟"
تنفست سما الصعداء أخيرا أحد سيخرجها من هذه المتاهة
"أنا بخير لكني لا أعرف كيف اصل للعائلة "
ضحكت نزهة "تلك الفتاة صبابة لابد أنها نسيت أن تخبركِ..."  أشارت إلى الباب الذي فيه ممر "هذا هو الباب الموصل لقاعة العائلة وهذا هو الباب الموصل للمطبخ يتم إغلاقه من جهتنا وإذا أراد الضيف شيء ما عليه إلا ان يطرقه.. أما الباب الثالث فهو يؤدي إلى خارج البيت "
"لقد لاحظت لكني خفت استخدامه بدا لي الممر طويل وخفت أن أدخل أحد الأجنحة الأخرى" أوضحت سما..
"لا تقلقي هو يصل إلى أبواب أحدهم قاعة النساء" قالت نزهة تسير معها وتشير لأحد الأبواب ذو اللون الذهبي والاخر لونه بني غامق "هذا لقاعة الرجال.. والأخير باللون البيج هذا لقاعة العائلة نطرقه" قالت  نزهة تنفذ ما تقول وسمعت صوت أحد الرجال ميزته على انه لصقر يقول ادخل ثم ندخل
فتحت نزهة باب القاعة لتجد العائلة قد غادرت المائدة ويجلسون في مجلس العائلة الذي زارته مرة من قبل وقف مرعد وباقي رجال عائلة حتى أصغرهم فارس ما أن رأوها
بتردد قالت سما "صباح الخير"
"صباح الخير يا ابنتي.. أتمنى أن تكوني بخير" قالت الجدة
"بخير شكرًا لكِ" قالت سما تتقدم الى داخل المجلس
"كنت أريد محادثتك سيد مرعد" أردفت سما تنظر له بزيه الرسمي وهناك مليون نيشان موضوع على صدره غير كتيبة التيجان والسيوف على كتفيه كأنه ينقصه الهيبة والسلطة ليأتي لباسه فيتممها..
شعرت بأنها تلميذة صغيرة أمامه.. فحاولت أن تنظر إلى أي مكان اخر لتطالعها صورة صقر الذي لا يختلف عنه حتى رعود كانت يرتدي زيه الذي يختلف عنهما باللون... اما الباقين فارتدوا الزِّي المدرسي كما يبدو إلا رعاد الذي كان يلبس زيا عسكريا قدرت أنه زي الجامعة
"حسنا نحن سنغادر" هتف رعاد ليقبل  كتف كل من مرعد والجدة فوز وصبابة الكبيرة وصقر ورعود ووالدته راية ويسلم على زوجة عمه فرحة ويتبعه الآخرون كل حسب عمره وحسب والديه وعندما وصلوا لها خاطبها الفتيان بالسلام والفتيات بابتسامة وعندما جاء دور فايز الصغير لم تمنع سما نفسها من أن تنزل له وتقبل رأسه مودعة اياه
مشهد مهيب.. كل شيء في هذه العائلة مهيب ويجعلك تشعر بالفخر وقد اعتبروها جزءاً منهم وودعوها عند مغادرتهم التي لحقهم بها رعود فاعلا ذات الشيء قائلا "سلام عليكم نراكم الاسبوع القادم" عندما وصل لها
ما زالت واقفة.. صقر ومرعد واقفان أيضا ينظران لها
وهي مشدوهة من الموقف حتى أنها لا تقوى على الكلام أو نسيته لم ترى في حياتها شيء كهذا
النساء تنظر لها كأنهن ينتظرن منها شيء
"لقد قلتِ أنكِ تريدين  الحديث يا طبيبة " قالت الجدة تذكرها
"تناولي إفطارك أولا ثم سنرى بعد ذلك ..." قال مرعد قبل أن تقاطعه سما
"أنا لا أريد إفطاراً كنت أريد أن أخبرك ..."
"اعتادي ان تسمعي ما يقوله الآخرين لكِ قبل مقاطعتهم.. وتوقفي عن إهانتنا يا طبيبة.. أنتِ ترفضين ضيافتنا.. بالأمس رفضتِ دخول بيتنا والان ترفضين تناول طعامنا وهذه اهانة... أنا أقدر أنكِ لا تعلمين ذلك لذا سأتجاوز عنها" قال مرعد ينظر لها بتحذير
هو مخيف دون هذه النظرة ناهيك عن زيه الرسمي.. للحظة فكرت سما أنه قد يعتقلها أو يستخدم سلاحه الموضوع على جانبه معها إذا فكرت ان تعصي أوامره
"أنا ..لم أقصد" قالت سما
تدخلت الجدة فوز ناهضة "نحن نعلم أنكِ لا تقصدين ولا تعلمين الكثير  من عاداتنا... كنت سأجلس معكِ اليوم وأتحدث معكِ حول ذلك وبما أن الموضوع فتح.. وضعت الجدة فوز يدها على ذراع سما.. سأكون سعيدة بأن أعرفكِ عليها تعالي معي" قالت الجدة فوز تأخذ بيدها لتغادر
"لكني أريد أن ..." اعترضت سما شاعرة أنها في دوامة... هي لا تريد أن تبقى عليها أن تغادر
"أعلم" قالت الجدة فوز تغادر بها القاعة متجهة إلى قاعة النساء "مرعد لن يغادر الآن... سنجلس قليلا وتتناولين إفطارك وبعدها سيكون لكِ وقتا لمحادثته" لحقتها كل من فرحة وراية بينما صبابة تلكأت خلفهم تسير بغير رغبة بعد أن أعطت مرعد نظرة امتعاض دليل عدم إعجابها بالأمر
**********
"اجلسي يا ابنتي" قالت لها الجدة فوز ما أن دخلوا مجلس النساء
"أنتِ الان ضيفتنا وللضيف في عاداتنا قدر كبير... انت ستشرفيننا بمشاركتنا الطعام الجلوس... لذا منذ اليوم ستنتقل النساء لتناول الطعام في مجلس النساء والرجال في مجلس الرجال"
"لكن يا جدة.." حاولت سما أن تعترض
"اسمعي يا ابنتي.. أنا أعلم أنكِ لا تعرفين شيئاً عن عاداتنا.. أنتِ ضيفة لكنكِ في ذات الوقت غريبة عن رجال أهل البيت ولا يجوز أن تجلسي معهم... لذا أنا أخبرتك أن جلوسكِ من اليوم سيكون في هذه الغرفة... أما إذا أردتِ شيء من ابني مرعد يمكنكِ أن تطلبيه مني وأنا اخبره أو أن أذهب معكِ لرؤيته "
"أنا لا أعترض على عاداتكم... كل ما أريد قوله أنني لست ضيفة أنا سأغادر الى بيتي "
"هذا لا يجوز... ما دمتِ دخلتي بيتنا أنتِ ضيفة فيه.. هذه عاداتنا وإلا ستكون إهانة لنا... فالضيف متى قدم على صاحب البيت يُستقبل بالحفاوة والترحيب... (فهو  إذا أقبل أمير وإذا جلس أسير وإذا قام شاعر) ومعنى ذلك أنه يجب على المضيف أن يستقبل ضيفه بالحفاوة اللازمة والترحيب الحار على قدومه وإظهار الوجه البشوش والفرح لمقدمه وهو يتساوى في ذلك بمنزلة الأمراء.
وإذا جلس أسير، أي أسير لمعازيبه أصحاب البيت لا يستطيع أن يعمل أي شيء إلا بإذنهم فلا يخرج إلا عند سماحهم له ولا يستطيع أن يمنعهم في تأديتهم الواجب له من كرم الضيافة.
وإذا قام شاعر عند ذهابه سيذكر أصحاب البيت بما قدموا له من إكرام وتقدير أو العكس.... أما الآن فتناولي إفطاركِ وبعدها لكل حادثٍ حديث"
نظرت سما للمائدة التي أحضرتها لها نزهة والعامرة بكل ما لذ وطاب
"سم بالله يا طبيبة" قالت الجدة تشاركها هي وراية وفرحة وصبابة المعتصمة بالصمت
*******
"يجب أن نخبرها أن بيتها لم يعد آمن بعد الآن" قال صقر
"يجب أخذ الأمور بروية معها فهناك حادث يجب أن يحقق فيه... لقد أرسلت بعض الأنفار لتفتيش البيت والمركز هناك من دخله وقام بسرقة بعض الأدوية... الطبيبة ستساعدنا بمعرفتها.. وهذا يدل على الشبهة الجنائية للحريق أي نحن نواجه جريمتان الاعتداء على المركز والاعتداء على الطبيبة"
"هل ستسالها قبل ان نغادر؟!" سأل صقر
تنهد مرعد "لا اظن أنها تملك شيء لتقوله ومع ذلك سأسالها"
قالها مرعد متناولا فنجان قهوته قبل أن يسمع طرقا على باب المجلس لتدخل والدته تتبعها سما
التي  أنهت إفطارها بسرعة فهي بحاجة للتحدث معه..
دخلت سما المجلس.. رائحة القهوة ملأت انفاسها
وهي بحاجة حقا لفنجان وهذه الحاجة جعلتها تنسى ما كانت ستقوله
أشار مرعد بيده التي تحمل فنجان قهوته "تفضلي يا طبيبة" مشيرا لها لتجلس بينما سما كل ما شاهدته من حركته هو فنجان القهوة اللامعة في يده... تقدمت منه بينما يهم هو بالجلوس مدت يدها لفنجان قهوته لتأخذه من يده
"شكرًا لك" قالتها بلهفة بينما هو يتحاشى لمسة يدها له ويستغني عن فنجانه لها الذي رحبت به وشربته دفعة واحدة بينما تأخذ مكانها وتجلس قبالته تحت نظرات والدته فوز وابن اخيه صقر المندهشة..
هل شربت من فنجانه من بعده غير منتبهة للنظرات التي حولها بين مستغربة وشيء اخر اكثر عمق من الاندهاش
ببراءة رفعت الفنجان أمامها لتقول لمرعد "هل لي بفنجان آخر لو سمحت ..في ذات الفنجان لا داعي لتغييره"
أضافت ابتسامة طفولية لمعالمها لتزيد من إحراج الموقف الذي لا تدركه..
تدخلت والدته لكسر الفوضى التي فعلتها سما  دون أن تقصد "أعطيني إياه يا طبيبة سأملأه لك بينما تتحدثين أنتِ ومرعد"
ارتدت سما ثوب الجدية وقالت "أنا أقدر ضيافتك لي لكن لا يمكنني أن أبقى هنا..."
غابت باقي كلماتها عن ذهن مرعد فهو لا يستطيع أن يستوعب كلماتها التي تطلب فيها الابتعاد بعد أن فعلت شيئا حميما... بل أكثر شيء حميمي قد فعلته امرأة له شربت من فنجانه !
*********
ما تزال محتارة من تصرف الطبيبة... قد لا تكون تدرك الكثير من العادات هنا لكن ما فعلته لا يحتاج للإدراك... فكرت الجدة فوز وهي تدخل مجلس النساء بعد أن أرسلت نزهة بفنجان القهوة لسما
"ما الأمر بالغ الأهمية الذي تريد أن تحادث الطبيبة مرعد به؟!" قالت صبابة بشيء من النزق
لتخرج الجدة من أفكارها مقضبة الحاجبين
"فرحة, راية اذهبا الى للإشراف على الغداء" قالتها الجدة وسارعت الاثنتان للتنفيذ مدركتان أن هناك أمرا تريد أن تناقشه الجدة مع صبابة
بعد أن تأكدت من أنهما وحدهما
"اسمعيني جيدا صبابة.. تصرفاتكِ لا تعجبني مؤخرا ولا كلماتكِ التي تلقينها جزافا... ما زلت فوز الصخور كبيرة البيت ووالدة الشيخ مرعد وسكوتي عنكِ ليس قلة حيلة إنما أنا لا أريد إحراجكِ ولا إحراج أولادكِ... بينما أنتِ لا تفكرين أبعد من أنفكِ الكبير الذي تحشرينه بأشياء لا تعنيكِ..
لقد حاولتِ إهانة الطبيبة أكثر من مرة... والآن بتِّ تتدخلين بأمور لا تخصكِ.. منذ متى؟!" سألت الجدة مستنكرة
"طوال سنوات زواجكِ من ولديّ وأنتِ مكتفية بمكانتكِ ككبيرة العشيرة... تتمتعين بالامتيازات التي تمنحكِ إياها دون أن يكون لكِ علاقة بأي شيء... ولكن مؤخرا أصبحتِ تكثرين التعليق على أشياء تافهة بل أنكِ تصغرين نفسك... وهذا يضركِ ويضر صورة أولادكِ... احترمي البيت الذي تُعتبرين كبيرته.. احترمي أولادكِ ومكانتهم... واحترمي صورتكِ أمام زوجات أبنائكِ واعتبري هذا تحذير مني لأني فعلا لن أصمت إن تجاوزتِ الحدود مرة اخرى"
أتمت الجدة فوز كلماتها ناهضة بينما عينا صبابة ترمقها بصدمة شلت الكلمات على لسانها
********
انتهى الجزء الاول من الفصل الرابع


أكيل االرابع الجزء الثاني

٤*٤
تتناول القهوة في فنجانه من ذات موضع شربه غير منتبه لتصرفها يراقبها مرعد لتعود لذهنه صورتها وهي خائفة في ذلك اليوم الذي حبسها فيه انها طفلة في الكثير من تصرفاتها نظر الى صقر الذي يجلس الى الجانب الاخر رافعا كتفه انهما لا يعلمان ماذا يفعلان بها  لقد طلبت محادثته وهي الان تجلس تشرب القهوة كانها تقوم بأكثر مَهَّمة ممتعة مُهِمة في العالم تنحنح مرعد فهو حقا قد تاخر لترفع عينها له
"لقد كنت تريدين محادثتي "
وضعت فنجان قهوتها الفارغ على الطاولة الجانبية التي بجانبها "اه اسفة لقد آخرتك ويبدو ان لديك عمل مهم اليوم "قالت تشير الى زيه الرسمي
"لدينا اجتماع مع القيادة اليوم "أجابها مرعد
"هل لما حدث بالامس علاقة ؟!"سالت سما
"اجل ، والاحداث السابقة ايضا"قال مرعد
"هل تظن ان الحريق مفتعل وان الفاريين هم من فعلوا ذلك "عادت سما لتسال
قال مرعد محاولا شرح الامر لها "انا متاكد من ذلك لقد دخلوا المركز الصحي واعتقد ان بعض الأدوية قد  سرقت "
نهضت سما "يجب ان اذهب الى المركز "
"اهدئي يا طبيبة لقد ارسل عمي فريقا امنيا ليعاين بيتك والمركز "تدخل صقر
"طبيبة سما كنت ساحادثك قبل الحريق بيتك لم يعد امنا كما ان وجودك في منزل وحيدة وبعيدة نسبيا عن القرية غير مقبول كنت سأقترح ان تتاجري منزلا هنا في القرية وَيَا ليت ان يكون مع اشخاص اخرين ..لكن بعد الحادثة تغيرت الامور وبما انك في بيتنا فاهلا بك لتقيمي معنا "صرح مرعد عما يفكر به مما جعل سما تنظر له باستغراب
"هل فهمت جيدا ؟! ما الذي تعنيه بغير مقبول قالت بشيء من الحدة "
تدخل صقر يشرح لها بينما مرعد ينظر لها مندهشا من غضبها "اهدئي يا طبيبة ..لو لم تكوني وحدك لما وصل اليك المخربين ولما تعرضت للخطر لذا كنّا سنقترح ان تستأجري غرفة بملحقاتها عند احد العائلات التي تمتلك بيت كبير لكن ها انت هنا مرحب بك للإقامة معنا وذلك لاجل مصلحتك "
"وأمنك "علق مرعد
"هل انا في خطر ؟!"سالت سما بخوف
"بالطبع ما معنى محاولتهم احراق منزلك وسرقة المركز هم حتى ليسوا خائفين لقد اطلقوا العيارات النارية ليلفتوا نظرنا لعملهم ...امال مرعد ظهره الى الامام ليقترب من الطبيبة دلالة على أهمية ما يقول انهم خطيرين ولقد وصلوا اليك مرة والمركز الصحي هدف مهم بالنسبة لهم هذه المرة الله سلمك لكن ما أدرانا ما قد يحدث بعد "
"انت تريد ان تاجرني جناح الضيوف "سالت سما
ليضحك مرعد وصقر معا"لا انت الان ضيفة لدي يا طبيبة الم تطلبي الحماية؟"تساهل مرعد معها يفهمها
"اجل انت رجل امن "قالت سما ببديهية
"عند البدو حتى لو كنت راعي غنم وطلب احد حمايتي فساحميه هذه عاداتنا يا طبيبة نحن لا نرد احد يطلب مساعدتنا مهما كلفنا ذلك وضعك مختلف انت تعرضت لحادث كما ان وجودك وحدك خطر عليك وبعدها طلبتي المساعدة مني وانا وعائلتي سنكون سعيدين بتقديم هذه المساعدة وبقاءك معنا "
اجابته سما بتردد "يمكنني ان انتقل !"
راغبا برفض كلماتها عن الرحيل لا يدري لما لكن مرعد تدارك نفسه واجابها "اذا كان هذا ما تريديه يا طبيبة يمكنك فعله لكن حتى يحدث انت ستكوني ضيفة لدي "
"الان يجب ان تعذرينا لاننا سنغادر "قال صقر منهيا الحوار
"هل رايتي شيء قبل الحادثة ؟"سالها مرعد ناهضا
"لا فقط شعرت بالحرارة ثم عرفت انه حريق وانت تعلم الباقي خرجت من نافذة الغرفة "
أومأ مرعد براسه يحمل القبعة الخاصة بزيه الرسمي ليضعها على راْسه يلحق به صقر خارجين من القاعة
"ان كانوا خطرين كما قلت اليس هناك خطر عليك ..اعني عليكم "قالت سما بخوف
ابتسم مرعد لا يدري لما فكلماتها لا تدعو الى الابتسام "هل انت خائفة علينا ؟! بدا كانه تقريرا وليس سؤالا لا داعي لذلك اكمل مرعد قريبا سيتم القبض عليهم ..سأرسل احد رجال الشرطة ليصحبك الى المركز بعد انتهائهم من التفتيش لتسجيل الأشياء المفقودة من المركز الصحي وبعدها تدلي بشهادتك في التحقيق قال مرعد مغادرا
ملاحظا ما يحدث عن بعد فكر صقر تصرفات هذه الطبيبة غريبة والأغرب ردة فعل عمه هل يعقل ان يستلطفها ولكن لما لا فعمه لم يتزوج بطريقة اعتيادية يا ترى كيف ستكون ردة فعل والدته صبابة على ذلك حمل صقر تساءلاته وخرج خلف عمه تاركين الطبيبة سما خلفهما
٤*٥
"ان تصرفات هذه الطبيبة غريبة "قال صقر ما ان استقر في السيارة جوار عمه
"انها لا تعرف الكثير عن حياتنا ..كان من الخطأ إرسالها الى هنا ربما ينقلها والدها الى مكان اخر "اجابه مرعد بلا اهتمام
"هل ستوافق على رحيلها "عاد صقر يسأله
"وما شاننا برحيلها او بقاءها هذا امر عائد لها ولا اظن ان والدها سيتركها تبقى هنا اذا علم ما قد تعرضت له "
لقد كان مخطئا فكر صقر كيف ظن ان عمه قد يهتم لوجود الطبيبة
قاطع مرعد أفكاره "لدينا اجتماع علينا التفكير به الان دعك من امر الطبيبة فبقاءها او رحيلها امر لا يهمنا حاليا مع انني اعتقد ان رحيلها افضل وأأمن لاجلها "ايعقل ان صقر يهتم للطبيبة فكر مرعد متمنيا العكس فهو امر غير مناسب البتة وسيزيد تعقيد الامور ..لما يشعر بالانزعاج لمجرد التفكير بان صقر يحمل اهتماما خاصا بالطبيبة بات وجودها يشتت تفكيره وتفكير عائلته صبابة الرافضة وصقر المهتم وهو لا يدري الى اين قد يصل به هذا الاهتمام وهو منزعج ولا يعرف سبب هذا الانزعاج
*********
عادت الى المجلس النسائي حيث تجلس الجدة فوز توزع المهام في البيت "تعالي يا طبيبة قالت الجدة ما ان رأتها تدخل سنذهب الى المطبخ لنتمم تحضيرات الغداء نهضت الجدة تتبعها سما وصبابة تراقب باهتمام فكرة مرت في بالها لما لا ابتسمت لنفسها تخطط للقادم
كان المطبخ حديث  نظرت حولها تلاحظ الباب المفضي الى الخارج نظرت من خلالها لترى شيء يشبه الفرن وشيء اخر كالقبة الصغيرة ونار وضع عليها إبريق كبير
"ما هذا ؟"الجدة التي تتابع تحركاتها
"هذا فرن للطابون ‏وهذا صاج وهذا الإبريق لغلي القهوة "
"ما هو الطابون والصاج ؟"عادت تسال سما
"الطابون هو الخبز الذي ناكل نحن نصنعه بنفسنا والصاج لعمل خبز الشراك وهو ايضا نوع من الخبز لكنه خفيف ورقيق اما إبريق القهوة فهي تكون الذ عندما تغلى على الحطب "
تهز راسها تخزن المعلومات التي عرفتها
"جميل اذا انتن تصنعن كل شيء في المنزل "
"اجل يا طبيبة "
"ارجوك ناديني سما فقط "قالت سما مبتسمة تنظر بانبهار لما حولها لتعود وتدهش اكثر بحجم القدر الكبير الذي وضع على الغاز ليبدا التحضير للغداء
"يا جدة هل قررتي ماذا سنطبخ اليوم "سالت راية التي كانت قبلهم في المطبخ
"اجل سنطبخ منسف يجب ان تتذوق الطبيبة طعامنا "
"لكن لابد انها تعرف المنسف "تدخلت فرحة
لتسال الجدة سما "هل تذوقتي المنسف من قبل ؟"
"اه ..مرة واحدة في احد الفنادق .."
"كيف هذا الا يقيم والدك دعوات لرجال الدولة انه عين ؟" عادت الجدة تقول
"انا لم اكن أقيم مع والدي حتى تخرجت كنت اعيش في الخارج وعندما عدت الى هنا التحقت بوظيفتي وبدات في التخصص وكنت أبقى في المشفى ولا أغادره الا نادرا وعندما يحدث كنت اعتزل في غرفتي للقيام بالأبحاث او النوم لذا فانا لا اعرف الكثير عن الحياة الاجتماعية هنا "قالت سما بابتسامة مترددة
"لا تقلقي هنا سنعلمك كل شيء ولن تتركي وحيدة ابدا "ربتت الجدة على كتفها مما جعل سما تبتسم "انا اريد ان اجرب صنع الخبز ‏"تنظر متحمسة للفرن "هذه رضوة المسؤولة عن الخبز قالت الجدة فوز تشير الى المراة الجالسة امام الفرن والتي اومات لسما وحيتها
وهذه نزهة تعرفينها المسؤولة عن جناحي والمجالس وجناح الضيوف وهذه حمدة  تساعدها الى جانبها سمية التي تطهو الطعام ‏صيتة ورحمة وحسنية  كل واحدة منهن تهتم بقسم من المنزل جناح مرعد وصقر وصخر "لم تتصور سما ان يكون لديهم هذا العدد من الخدم او كما أسمتهم الجدة مساعدات فهي لم ترى الا نزهة خلال زيارتها الى البيت
"الان يمكنك ان تساعدي رضوة في الخبز اذا اردتي يا سما ونحن سنذهب الى اعمالنا "قالت الجدة مبتسمة لها بينما سما ترد لها الابتسام دون ان تخفي حماسها
جلست سما على المقعد الخشبي الصغير الى جانب  رضوة التي كانت تعجن وتغني  وسما تتابعها باهتمام "انها اغنية حزينة لكني لم افهم كلماتها سالت سما تلاحظ حركات يدي رضوة التي تتبع اللحن الذي تغنيه اريد ان افعل مثلك "عادت تقول في فضول
"العجن صعب عليك في البداية لكني سأجعلك تخبري معي ما رايك يا طبيبة"قالت رضوة باسمة بينما تلتفت الى عاملات البيت وراية وفرحة من ضمنهن "وانتن كل الى عمله حتى لا ابلغ الجدة "كلماتها جعلتهن يبتعدن مسرعات وضاحكات
********
توجهت الجدة الى مجلس النساء كان هناك بعض الاتصالات عليها ان تجريها تهنئة بمولد احدى نساء القرية الاطمئنان على سلفتها واتصال اخر تهنئة برجوع ابن ابن عّم لها عاد من الدراسة دخلت صبابة عليها بينما تنهي اتصالها الأخير
"لدينا اسبوع حافل "علقت صبابة ثم اكملت "اتصلت بزوجة اخي سيصل ابنها بعد يومين لقد أنهى دراسة الطب وفكرت بانه من ابناء المنطقة فلما لا نجعله يأخذ مكان الطبيبة سما وترحل هي الى مدينتها "
"لما تشغلي بالك بهذه الامور يا صبابة منذ ان اتت هذه الطبيبة وانت لا تطيقين حتى ذكر اسمها لما كل هذا ؟"حاورتها الجدة بمنطق "هل هو كيد النساء هل تخافين على مرعد منها "زادت الجدة متعمدة
لتبتسم صبابة بغرور "اخاف على مرعد قالت تضحك في سخرية لا يا ام عديّ انا لا اخاف على مرعد لو اراد ان يتزوج لفعلها منذ زمن لكنه لن يفعلها ولن يتزوج علي لآخر يوم في حياتي هل تظني انني لا اعلم انك عرضت عليه الامر منذ سنين وهو رفض وبشكل قاطع قالت صبابة تغيظها مرعد لن يحضر لي ضرة مهما حاولتي ...انا اخاف على اولادي منها وخصوصا رعود هي بالنسبة لهم شيء جديد لم يروه من قبل لباسها تصرفاتها شيء غريب وانا اخاف ان يفتنهم ذلك لذا ارغب في ابعادها انا لن اخفي عليك "
قاطعتها الجدة "هذا يعني انك لاتخافي ان تدخل البيوت هنا وتصبح لها حظوة لدى اهل القرية"عالمة بانها تضرب على الوتر الحساس لدى صبابة "لا أخفيك انها فاتنة وبسيطة وقريبة من القلب جدا قليل من التعديلات واراهنك ان اهل القرية كلها سيحبونها ويرحبون في وجودها وانا ساساعدها على ذلك "حرب باردة تدور بين الاثنتان نظرت لها صبابة بتحدي"لن تتمكن من ذلك فوقتها بات قصيرا "إجابتها صبابة بوعد فلقد عزمت هذه الطبيبة أيامها باتت معدودة هنا "سأجهز نفسي هناك بعض الزيارات علي القيام بها كما ان المجلس النسائي سيجتمع قريبا ويجب ان احضر له "اخرجت كلماتها وغادرت المجلس بغرورها المعتاد بينما الجدة فوز تتابعها استمتعي بذلك صبابة فغرورك وأنانيتهم سيكونان سبب نهايتك فلا يجدر بشخص حاقد مثلك ان يكون كبيرا
********
جلست سما تتابع حركات العجن التي تقوم بها رضوة وهي تغني
"ما معنى من هول ما جرى  "قالت سما تحاول ان تفسر الكلمات التي تسمعها
"هذه القصيدة هي قصة يا طبيبة " إجابتها رضوة
"تبدو حزينة ما قصتها "
إجابتها رضوة "ليست حزينة تمام تقول القصة ان هناك فارس نشمي يضرب فيه المثل بالرجولة وكان من قبيلة كبيرة مشهود لها بالكرم والجود كان خيّالا يسافر في الصحراء وخلال سفر ذهب الى قبيلة اخرى استضافوه وراى ابنتهم احبها وهي أحبته وتعاهدا على الزواج الفارس كان له ابنة عّم وفي عرفنا ابنة العم تتزوج ابن عمها لذا الفارس عاد الى قبيلته وحلل ابنة عمه اي انها تستطيع ان تتزوج من اي شخص غيره لكن ابنة عمه كانت تحبه ولم تقبل بان يتركها اتفقت مع فتاة اخرى ان تتهمه بانه كلمها وامسك يدها اتت الفتاة صائحة نائحة الى والد الفارس واتهمته بانه كلمها وامسك يدها رغما عنها وهذا في عرفنا مصيبة كبيرة هرب الفارس واستنجد بالشيخ مشهور واصبح في وجهه" قاطعتها سما " ما معنى هذا"
"دخل عند الشيخ مشهور وقال له انه في وجهه والشيخ مشهور كان رجلا حكيما وقاضيا وله كلمة مسموعة نصب المجلس العشائري وطلب الشيخ مشهور من اهل الفتاة الصلح وطالب الفارس بتبيض وجهه لانه بريءطبعا الفتاة تمسكت بموقفها وطالب اَهلها بحقهم ولم يرضوا التنازل وطالب الفارس ببراءته الشيخ مشهور حكيم ويعرف عن الفارس انه رجل نخوة ولا تصدر العيبة منه لذا طلب من الفتاة ان تروي ما حدث مرة واثنتان وثلاثة وجد في حديثها خلل وفي كل مرة تسرد القصة تهفو عن بعض التفاصيل شك في الامر فتدخل مع والدها وأخبره ان هناك أمرا خاطئا فالمعروف ان الفارس يحب فتاة من عشيرة ثانية وانه كان مسمى لابنة عمه من قبل فلماذا ينظر لفتاة ثالثة اتفق مع والدها ان يخفف عنهم وان لا تجر الفتاة لمجلس رد الشرف اذا اعترفت بالحقيقة ومع اصرار والدها وإخوتها اعترفت الفتاة ان ابنة عمه هي من أجبرتها على فعل طبعا القضية اخذت اشهر وصبر حتى حلت وتسود وجه ابنة عمه والفتاة لكن الشيخ مشهور اتفق مع الفارس ان يكتفي بإعلان براءته ولا يقاضيهما وهكذا كان وبعد اعلان براءته تزوج من الفتاة التي احبها اما عن ابنة عمه فقد لجات الى شيخ اسمه عواد طالبة منه الحماية وان تكون من اهله فتزوجها الشيخ عواد وحماها ضد اَهلها  اما أهل الفتاة فقد تم إجلاءهم من القبيلة وبقوا منبوذين حتى اخر حياتهم "
نظرت سما لرضوة بانبهار من القصة التي سمعتها والتي دون ان تدري تخيلت الفارس بطلها هو مرعد مندهشة من التفاصيل التي روتها رضوة وكيف انه مع ان ابنة عمه والفتاة قد ظلمتاه الا انه اختار ان لا يقاضيهما واكتفى ببراءته
"كان يجب ان يعاقبهما على ما فعلتا هذا ليس عدلا لما الفتاة تعاقب وابنة عمه لا  "قالت سما
"الرجل النشمي يكتفي بأخذ حقه ولا يزيد عليه والفارس كان نشمي ومن اهل الجود  أما عن ابنة عمه فهي أصبحت بحكم الميتة بالنسبة لاهلها وحرم عليها دخول القبيلة "
ابتسمت سما تشعر بان الحق اخذ مجراه ولو انها كانت تفضل ان ابنة عّم الفارس تنبذ هي الاخرى "قولي لي قصة اخرى "
"ليس اليوم يا طبيبة هيا لنخبز الخبز الان وفي الغد ساقول لك قصة جديدة "
سعيدة بمعرفتها الجديدة ومتحمسة لتعرف اكثر عن العالم الذي أصبحت جزءا منه نهضت تساعد رضوة وتصنع اول رغيف لها في حياتها
مسكت سما رغيف الخبز الذي صنعته ووقفت تنظر له بفخر اول شيء تصنعه بيدها ارادت ان تركض الى الجدة فوز لتريها اياه وكأن الاخيرة عرفت بتلك الرغبة ظهرت امامها قائلة"مرتد قد ارسل نفرا ليرافقك الى المركز الأمني "
"هل رايتي رغيفي "قالت سما متحمسة كطفلة صغيرة بينما الجدة تبتسم لها "سلمت يدك يا طبيبة مع الايام سنأكل خبزا من صنع يدك بالكامل"
"اجل لقد وعدتني رضوة ان تعلمني العجن "قالت سما سعيدة تطبق رغيفها وتطلب كيسا لحفظه
"سآخذه لاريه لسيد مرعد "قالت سما بحماس بينما عيون الجدة تراقبها هذه الطبيبة تتصرف بعفوية دون ان تدري ما تفعل
خرجت سما من المطبخ لتقف حائرة "من اين اخرج "قالت للجدة التي تتبعها
"اتبعيني يا طبيبة "تبعتها سما الى الممر ثم الباب ثم القاعة الرئيسية التي تفضي الى المدخل الرئيسي للمنزل "لن اعرف ابدا دهاليز المنزل "قالت سما محبطة
"لا تقلقي يا طبيبة قريبا ستتعلمي وتتعرفي على كل إرجائه "
"اتمنى ذلك قالت سما ارآك قريبا يا جدة"
"وعليك السلام يا ابنتي "قالت الجدة
ابتسمت لها سما بإحراج تخرج لتجد رجل الأمن الذي سيرافقها الى المركز خلال الطريق تفاجات سما بعدد من نساء القرية توقفنها وتطمنئن على حالها بعد حريق منزلها لقد تم تقبلها فكرت سما بسعادة تدخل المركز الأمني وتتجه الى مكتب مرعد
"تفضلي يا طبيبة سنذهب الى المركز الطبي لتتعرفي للأدوية والأدوات الناقصة "
جلست سما في المقعد امامه "هل وجدتم شيء؟"
"لا لا دليل انما قد تأكدنا ان الحريق بفعل فاعل قد احرق الستار في غرفة منزلك ومنها انتقلت الى باقي الاثاث هل كانت النافذة مفتوحة ؟"سال مرعد
"اجل قالت سما بنبرة مذنبة وقبل ان تخبري اعلم انه ليس تصرف صحيح مني لكني كنت مشوشة ولم انتبه "
أومأ مرعد براسه"الاعتراف بالذنب فضيلة وصمت قليلا هل أخبرت والدك بِمَا حدث "
"لا ..لم افعل سيخرجني من هنا لو قلت له "
"لكنك ترغبي بان تنتقلي "علق مرعد على كلماتها
"لا ..لم اعد ارغب بذلك للواقع متذكرة كلمات رضوة عن الحماية انا اطلب حمايتك سيد مرعد لأبقى هنا انا اريد ان اكون في حمايتك ومن اهل بيتك "
لوهلة صدم من كلماتها ونظر لها عل تدرك ما تطلب منه نظرت سما اليه عندما صمت "هل طلبي غير مناسب بالنسبة لك ؟"سالت سما
"لا يا طبيبة قد سبق واخبرتك انك مرحب بك في بيتي وسيسعدني ان تقيمي معنا "
"لكني لا اريد ان اكون ضيفة انا اريد ان اكون من اهل البيت قالت سما تخرج رغيفها من الكيس حتى انني بدات اتعلَّم عاداتكم وبدات اليوم بالخبز قالت تمد له الرغيف تذوق اول رغيف خبزته في بيتك "
"تحتاجي للكثير لتتعلمي قال مرعد يحاول ان يفهمها انها تطلب شيء ابعد من كلماتها "
"وانا مستعدة لذلك لقد قدر علي ان اتي الى هذه القرية وهنا سيصبح بيتي وحياتي وانت والجدة فوز ستساعداني على ذلك ..تذوق رغيفي لقد شربت قهوتك صباحا وانت ستتناول رغيفي الان اظن انه هذا عادل كفاية "قالت سما باسمة
اي عدل نظر لها مرعد يمد يده للرغيف ويقسم منه ويتذوقه كانه مسير هي تطلب الكثير دون ان تعلم او حتى تدرك الى اين يؤدي طلبها
٤*٦
تتضارب الأفكار بعد كلمات الطبيبة هل يخبر والدته ام يتعامل معها كما يعتقد انها تفكر بكلماتها هي بالطبع لا تدرك ان طلبها هذا يعني ان يتزوجها بالطبع هي لا تريد ذلك وضع مرعد يده على جبينه كل ما تريده ان تبقى معهم وتحتويها عائلته وهذا ما سيفعله وسينسى طلبها الغريب نهائيا وقف مرعد وقد اتخذ قراره يعود الى حيث كانت تقف في المركز الصحي تجرد الأدوية التي تم سرقتها
"هل انتهيتي "
"اظن ..اجل لقد تم اخذ مضادات حيوية حقن مسكّن شاش ضمادات أدوات لعمليات بسيطة يمكنك ان تقول انه اختار مواد الاسعاف الأولي "
"حسنا فلنثبت هذه المواد في التحقيق "قال مرعد للكاتب الذي نفذ
"حسنا لم يبقى لنا عمل هنا سيتم ترتيب المركز حتى يبدا دوامك غدا فيه كالعادة وسيتم وضع حارس عليه ليلا نهارا "
"هذا جيد ماذا بالنسبة لبيتي سابقا اريد اخذ ما تبقى من أغراضي "
"سيصبح منزلا للحراسة ما ان تخليه "
"حسنااذن ساذهب لاخضر ما يمكنني حمله في سيارتي "قالت سما
أومأ مرعدا لها طالبا من احد أنفار الأمن ان يساعدها امتلات سيارتها الكبيرة بكل ما استطاعت حمله اما الباقي فقد استغنت عنه وركبت سيارتها التي انطلقت خلف سيارة مرعد
كان المساء قد حل عندما وصلا عند المدخل طلب منها مرعد ان تتجه الى مجلس النساء وهو سيرسل من يفرغ سيارتها
*********
كان العشاء متعة بين نساء العائلة شاعرة بالسعادة كونها جزء منهن ما ضاع منها في طفولتها وحياتها سابقا عاد ليعوض بدفء هذه العائلة فكرت سما تشارك فتيات العائلة المبهورات بها الحديث
اطمئنت على جرح صخر فقد بدا يلتئم وغادرت الى جناحها
ايام توالت على إقامتها عند مرعد وكل يوم كان يجعلها تشعر بصواب ما فعلت عندما بقيت عنده المركز الصحي اصبح ممتلا بالمرضى والمراجعين ونساء القرية يبادلونها السلام اذا ما تقاطع طريقها معهن لقد تغير كل شيء للافضل
********
مرت عدة ايام ولم يراها كان هذا جيدا بالنسبة له فكر مرعد هاي تتابع حياتها في سلام ومن اخبار والدته يبدو انها قد استطاعت كسب ود الجميع ابتسم وهو يسمع صوت الضحكات الصادرة من سطح منزله حيث تجلس النساء في ايام الحر
جلس مع ابناء اخيه يتجاذب أطراف الحديث عندما اخبره صخر "غريب ان لا احد من عائلة الطبيبة قد سال عنها ولا هي ذهبت اليهم "
"هي سعيدة معنا هنا يبدو انها اخيرا قد استقرت وآلتهت بعملها "علق صقر مما جعل مرعد يتذكر كلماتها عن كونها ترغب بان تكون من اهل بيته لقد تناسى الامر وقرر انها لان تدرك ما تقول لكن عليه ان يطلب منها ان لا تخبر احد بذلك فالأمر لا يحتاج تعقيدات اكثر
"اظن انها لم تخبر والدها لانها تعلم انه سينقلها وهي لم تعد ترغب في ذلك "قال مرعد ناهضا "ساذهب لمجلس الشيخ راضي "قال يدعو ابناء اخيه
"انا سأرتاح لا رغبة لي بالسهر اليوم "قال صقر وتبعه صخر الاخر
**********
أمضت سهرة ممتعة معهن ثم توجهت الى جناحها ابتسمت لنفسها وهي تتذكر كيف ضاعت بين اروقة المنزل ولولا مساعدة صبابة الصغيرة لما عرفت طريق العودة عند ذكر اسم صبابة تذكرت صبابة الكبيرة ونظراتها صحيح انها لم تعد تهاجمها كما السابق الا ان نظراتها لها قاتلة هزت سما راسها تطرد هذه الأفكار ما همها منها الجميع يتقبلها وهذا المهم
*******
كان الوقت متاخرا نسبيا عندما عاد الى منزله ولا يعلم لما لف في اتجاه جناح الضيوف ليرى أضواءه منارة عليه ان يكلم الطبيبة ايستخدم الهاتف النقال  ام ينتظر الى الغد ربما يطلبها في المركز رجح الفكرة الثانية وسار عائدا الى طريقه عندما لفت نظره حركة عند سياج مدخل جناح الضيوف بلا تردد تقدم ليرى ماذا هناك ليراها تقف بمنامتها صحيح انها وضعت على مئزرا طويلا الا انه كان مفتوح يسمح لأي كان ان يرى جسدها
*******
ترددت عندما لاحظت اسم اخيها مؤمن يطلبها فهي من فترة لم تكلم احد منهم كنوع من الغضب لانهم لا يسالوا عنها لكن تحت إلحاح رنين الهاتف واصرار مؤمن رضخت وإجابته "ما الذي يحدث معك لما لا تردي"بادرها مؤمن غاضبا منا جعلها ترد عليه الإرسال ضعيف في الداخل لذا وضعت مئزرها عليها كيفما اتفق وخرجت تحدثه
كانت غاضبة وأخذت تسرد عليه ما حدث معها وهو يهداها ولم ينهي المكالمة الا عندما اخذ عنوانها طالبا زيارتها على مضض اعطته ما طلب وأقفلت الهاتف ووقفت تتنفس بعمق عندما لاحظت خيالا يهبط عليها
"ما الذي تفعلينه هنا "قال مرعد بصوت خشن  منا جعلها تنتفض
"كنت اجري مكالمة والإرسال ضعيف في الداخل "لا ليس هذا اوان اغضاب مرعد لقد انتهت من تلك الحقبة الى الايد
"استري نفسك يا طبيبة"قال مرعد مما جعلها تجذب أطراف مئزرها وتلفها حول جسدها "الم نتفق ان لا تخرجي ليلا وحدك لأي سبب كان "
"اسفة لكني اضطررت لذلك "
"حسنا عودي الى الداخل ...وَيَا طبيبة كنت اريد ان اخبرك انها فرصته ليكملها لا اريدك ان تخبري احد انك طلبت ان تكوني من اهل بيتي ولا حتى والدتي"
"لماذا "قاطعته سما
"هذا افضل اوضح لها مرعد والان عودي الى جناحك ولا تخرجي منه وحدك ابدا "
*********
كان قد عاد الى البيت متجها الى جناحه عندما سمع صوت صراخ قادما من جهة جناح الضيوف فاسرع ليعود الى هناك وفي لحظة كان صقر وصخر والجدة وصبابة الكبيرة هناك كانت احدى المساعدات تولول بطريقة غريبة خرجت سما عندما سمعت الصوت تلف المئزر حولها تقدمت الى المساعدة تطمئن عليها "ما الذي حدث"نطقت سما بالسؤال الذي يريد الجميع طرحه
"خرجت لأخرج القمامة لاحظت سيارة سوداء تحوم حول المنزل "
"متى حدث هذا ؟"سال صقر بينما سما تسيقها كاس ماء وتضع يدها على رسغها تراقب نبضها
"الان قبل ربع ساعة "
نظرت سما "هذا غريب لقد كنت والسيد مرعد في الخارج منذ قليل ولو نرى شيء "قالت تنظر الى مرعد
"لم نلاحظ شيء "عادت تؤكد بينما العيون تتجه الى مرعد الذي أومأ براسه انها تزيد الامور تعقيدا "لم يكن هناك شيء عندما عدت من مجلس الشيخ  راضي كانت الطبيبة في الخارج ايضا ولم ترى شيء"
نظرت صبابة الى سما كانت مع مرعد في الخارج لأي شيء"ربما انه احد اهلك يا طبيبة قليلون الذين يملكون سيارة فخمة هنا  "
رفعت سما نظرها اليها "ولماذا سياتي احد أقاربي؟"
"اتعلمون ماذا اظن اعتقدت ان المساعدة متعبة وقد تهيأ لها انها رات ...شيئا ما لذا اذهبي وارتاحي حاليا ولا تفكري بالأمر قالت سما في وجه المساعدة باسمة بارتباك انسحبت المساعدة الى قسمها
"لا داعي لكل ذلك يبدو انه تهيأ لها فعلا "قال مرعد "كل الى جناحه ونفذ الآخرون بينما مرعد يسير الى جانب والدته
"امي قال مرعد بينما والدته تنظر له بحيرة اشياء كثيرة تحدث في هذا المنزل "اريدك ان تحدثي الطبيبة بشان ملابسها "
قال وذهب تاركا امه في حيرة اكبر وصبابة تنظر لهم بحقد
٤*٧

جاء النهار عاديا وذهب كل الى علمه الا هي بقيت في جناحها تتاكلها الأفكار ماذا كان يفعلان في الخارج وكيف فشلت خطتها ببذر بذور الشك بها فكرت صبابة بحنق بينما تستمع لمساعدتنا تدعوها الى الغداء
*******
كان باب البيت الذي وصفته له مشقوقاً فتحه ودخل ليطالعه الصمت بدا لوهلة انه فارغ كان لا احد فيه  فتقدم الى داخله ليلاحظ هيكل فتاة تقف في ركن تلك القاعة وبدت كانها لم تشعر بدخوله فهي شاردة ولا تنظر اليه فقد اعطته ظهرها اقترب منها حتى بات خلفها وتنحنح لكنها لم تعر وجوده اهتماما فما كان منه الا ان نكزها في كتفها 
******
كانت قد انتهت صبابة الصغيرة من الغداء وخرجت الى القاعة المرفقة بمجلس النساء في هذه الفترة تشعر بالإحباط الشديد فاخوها لا يقتنع بان تذهب الى الجامعة وضعت السماعة على اذنها لتسمع سورة ياسين فكلما كانت في ضيق تستمع لها أدارت ظهرها تتكا على الطاولة العالية في المدخل عندما شعرت بنكزة على كتفها
لتسحب السماعات من اذنها قبل ان تطالعه عينان سوداوان فتحتها على آخرهما في صدمه مع شهقت مرعوبة خرجت منها قبل ان تدفعه بيدها لتحاول الهرب من الجهة الاخرى لكنه اسرع ليمسك ذراعها مندهشا من الرعب الذي بدا عليها
"انتظري لو سمحتي"هتف بها لتصرخ وفجاة قبل ان يدرك رأى امراة تدخل القاعة ونظرت لهما بجمود قبل ان تصرخ الاخرى"ويلاااااااه"في ثانية كانت القاعة قد امتلات بالعيون والأشخاص من حوله وهو كالابله يقف ممسكا بتلك التي كما يبدو قد شل لسانها من الرعب من بين العيون كان عيون سما هو ما لاحظه والتي لم تبدو اقل منهم صدمة "يا ويلي"هتفت سما قبل ان تتقدمه مما جعله يترك الفتاة التي ركضت للمرأة الاكبر كانها تحررت من الرهن بينما سما وقفت امامه تنظر له بمشاعر مختلطة كل هذا في اجزاء من الدقيقة قبل ان يسود  القاعة البكاء وشيء من العويل نظرت سما له برعب قبل ان تقف وتحميه خلفها من العيون التي تقدح شرارا وغضبا
"انتظرن ارجوكن هتفت سما الامر ليس كما يبدو ثانية قبل ان يدخل مرعد عليهم ليرى المشهد يتبعه صخر ورعادوبعض الرجال الآخرين ميزت منهم الشيخ جضعان يا الهي صرخت في ذاتها لن تنتهي هذه المِحنة على خير ابدا مرعد  كشر عن اسنانه كانه مفترس مستعد ان ينقض عليها مما جعلها تهتف في محاولة يائسة لإنقاذ الموقف مما تعلمته عنهم وعن عاداتهم "نحن في وجه الشيخ جضعان "صرخت سما لا تعلم ان كان ما تفعله صحيح ام خاطىء لكنه على الاقل أوقف تقدمهم منهما مما جعلها تتنفس الصعداء
جحظت عينا مرعد الا يوجد حد لغبائها لقد وضعتهم الان في موقف سيّء اكثر مما كانوا فيه الان هم مضطرون لعقد محكمة ولن تنتهي على خير
"حياكم قال جضعان انتم في وجهي "
ثم نظر الى مرعد "اختر الوقت الذي تريد لنلتقي اما عنهما فهما سيبقيا عندي "
"الامر لا يستحق "قال مرعد رغم معرفة بعدم جدوى تعليقه
"كيف لايستحق هتفت صبابة لقد تهجم على حفيدتي"
تظر لها مرعد مما جعلها تصمت بينما صخر امرها هي ومن معها بالانصراف
"من هذا ؟"سال مرعد سما التي بدت مرتبكة وما تزال تحمي الرجل خلفها الذي لا يبدو عليه انه يفهم شيء مما يحدث حوله
"انه اخي "قالت سما بهمس "لقد دعوته لاني اردت مساعدته فهو طبيب ايضا "
فعلا لا حد لغباءها فكر مرعد يحاول ان يقدر الكارثة التي ألقيت عليهم بسبب تصرفاتها عندما لمعت في راْسه فكرة عرف  ما الذي سيطلبه الم تخبره انها تريد ان تبقى في حمايته عاد للشيخ جضعان "يجب ان يحضر والدهما"
غير مستوعبة ما الذي يحدث حولها رات ان الشيخ جضعان يرافقها هي واخيها خارج منزل مرعد لم تكن تعلم او تقدر وقتها انها قلبت حياتها رأسا على عقب


جلس مرعد وأولاد اخيه  منذر الصافي   والشيخ جضعان الذي  كفل سما واخيها مؤمن وباقي وجهاء العشيرة
تنهد مرعد كان بغنى عن كل ذلك لو لم تتسرع سما  لكن الان هي قد وضعتهم جميعا في موقف لا يحسدون عليه فكر كثيرا في مخرج فهو يعلم الحكم قبلا لكنه سيحاول قصار جهده ليتدارك الامر وهو ما سعى اليه مع الشيخ جضعان ووالدها
"الطبيبة سما واخيها مؤمن ووالدها منذر الصافي في وجهي أتوا يطلبون الصلح من الشيخ مرعد وهو مشكورا وافق ولم يرفض لكن يا شيخ منذر الشيخ مرعد له حق عندكم فما قولك بحق الشيخ مرعد  "
"قال القاضي جضعان
ليرد منذر الصافي  "يا وجوه الخير انا اقر واعترف بان اولادي اخطؤوا بحق الشيخ مرعد وال بيته انا مستعد لأي شيء يأمر به "
تدفع الفدية"ساله مرعد
"ادفع ما تريد يا شيخ مرعد بوجه الشيخ جضعان "قال منذر
"العين التي نظرت لابنتنا تعمى واليد التي امتد لها تقطع واللسان الذي كلمها يقطع "
صدم منذر والشيخ جضعان وهم بالكلام
"انتظر يا شيخ جضعان انا لم أطلب حقي من ابنته التي ادخلت رجلا الي بيتي دون ان تخبرني وهي في حمايتي"
"اطلب ما تريد يا شيخ مرعد "قال جضعان
"عليك ان تبيض حرمة بيتي "
"يا شيخ مرعد وكرامة لوجوه الخير ولوجهي "قال جضعان يستعطفه
"مهر ابنتنا دينار ذهب عن كل كليومتر من بيتها الى بيتك"
"عندي "اجابه منذر
"مئة ناقة وضحاء"
"عندي"
"فرستان اصيلتان"
"عندي "
"لكل دقيقة وقفها ابنك في بيتي خمسون دينار ذهب"
"عندي"
"ابنة تفدي عين ويد ولسان أخاها تكون لنا كما أخذتم ابنتنا "
"عندي "قالها منذر بتردد فليس له ابنه الا سما
"قم "قال مرعد  "اعفيك من الفرستان"وقف منذر وقال"أوقفتني بفرستان اصيلتان بما تجلسني"
"اعفيك من المئة ناقة"
"يا شيخ مرعد اليس لديك كرامة لوجه الله"قال الشيخ جضعان
"لا اله الا آلله قال مرعد وأعقب "اعفيه من ثمن دقائق وقوف ابنه"
"وكرامة لصاحب البيت "عاد جضعان
"يدفع نصف دينار ذهب لكل كيلومترا من بيته لبيتنا مهرا لابنتنا"
صمت جضعان فهو لن يضغط على مرعد اكثر زواج مؤمن من ابنة صقر سيرد كرامتها  وزواج مرعد من سما سيبيض حرمة بيته
نظر الى منذر الذي أومأ براسه له انه موافق
"لنقرأ الفاتحة "
" زواج ابنتنا سيكون بعد عام من الان حتى تنهي دراستها المدرسية" قال مرعد
"توكلنا على الله قال جضعان يتبعه منذر الذي بدا يقرا الفاتحة لإنهاء الإتفاق بينما يفكر ما الذي سيقوله لأبناءه مؤمن الذي سيتزوج فتاة لم يرها في حياته وسما التي ستكون زوجة ثانية وستتزوج فدوة لأخيها ولخطئها  بحق مرعد
الخامس اكليل كامل
الفصل الخامس اكليل الصبار
فركت يدها بتوتر تشعر بالانقباض هناك أمرا ما ليس جيدا تشعر بالسوء جلست في غرفتها تتذكر ما حدث قبل يومان  بعد وقوفها امام اخيها وذكرها انها في وجه الشيخ جضعان انقلب العالم حولها اخذها الشيخ جضعان مع اخيها وطلب منها ان تفهمه ما حدث "هل أخبرت احد عن قدوم اخيك "سالها جضعان
"لا"ملاحظة امتعاضه
"يجب ان يحضر والدكما "قال جضعان موجها كلامه لسما واخيها مؤمن
"انا لم افعل شيء لقد دخلت من باب المنزل وهي لم تكن تسمعني وعندما رأتني اصيبت بحالة هيسترية حاول ان أخفف عنها لكن لا اعلم ما الذي حدث "اوضح مؤمن يشعر بان كل من حوله اصيبوا بالجنون ما الخطا الذي اقترفه وجعلهم مستنفرين هكذا
"لقد اخطات يا استاذ مؤمن اخبره جضعان للبيوت حرمة لا يصح ان يدخلها الغريب دون اذن ولنساءنا حرمة لا ينكشفن على غريب وانت فعلت الاثنين اما الخطا الاكبر انك لبيّت دعوة اختك الطبيبة التي لم تأخذ إذن الشيخ مرعد ...الامر معقد ولن يمر على خير علي أن أقابل والديكما لنحل الامر وما دمتما في وجهي فأنا سأتصدر مجلس الصلح لكما "
نظر الاثنان له كأنه يتحدث لغة أخرى لم يفهما ما الذي يعنيه بكلماته لكنهما إتصلا بوالدهم وأبلغاه بضرورة قدومه
*********
حالة من الاستنفار الجميع يقفون على حد سيف سمعة بيته ونسائه على المحك وهو لا يعلم ما الذي يفعله الدماء تغلي بعروقهم يريدون حقهم ممن دنس حرمة بيتهم أعمامه وابنائهم أخواته الثلاثة وأزواجهم الجميع حوله والوضع  اصبح اشبه بسيرك
"سأقتله لن اكتفي الا برؤية دمه "صرخ رعاد ابن صقر
"رعاااد ..هتف مرعد به مما جعله يصمت
"انهم في وجه الشيخ جضعان وقد طلب مني مهلة حتى المغرب  ليقدم عطوة  وانا وافقت على طلبه بعدها لكل حادث حديث "
"هل ستقبل الصلح معهم "سأله عمه الاكبر مكرم والد صبابة قبل ان يتدخل  عبد الله زوج اخت مرعد الكبرى ثرية "ابي ... لقد علمت من مصادري ان هناك عطوة امنية  دعونا نرى ما سيقدمون حتى المغرب وبعدها سنتصرف "عبد آلُلُہ ابن عّم مرعد وزوج اخته الكبرى لواء في الجيش ويعمل في العاصمة
ايده عديلاه مسلم وهو رئيس قسم امني في اقليم البادية الوسطى وزج اخت مرعد الثانية سارة "لا يمكننا رد وجاهة الشيخ جضعان انه منا "وتدخل ساري زوج اخته الصغرى غدير الذي يعمل في وزارة الخارجية السلك الدبلوماسي
"نحن رجال امن وكبار العشيرة علينا التصرف بطريقة تليق بِنَا "
همم الجميع على مضض موافقين على كلماتهم  التي امتصت جزء من غضبهم  تنهد مرعد من الجيد وجود بعض الاقارب مما يتصفون ببعض العقلانية
**********
اتصاله بوالد سما ومؤمن اتى بثماره فالحمد لله انه يدرك ما اقحموا  أنفسهم فيه
*********
عند المغرب نصب المجلس ... مرعد أعمامه نسائبهم ابناء عمومته وعشيرته وباقي كبار القرية الجميع حاضر الوجوه واجمة وبالكاد مرعد يضغط على ابناء اخيه ان يلتزموا الصمت ويحاولوا التصرف بتعقل ويتحكموا بغضبهم
*******
ما ان أنهى منذر الصافي اتصاله مع جضعان حتى هب من مكانه مسرعا يحاول ان يجري اتصالاته بأسرع ما يمكنه سما ومؤمن قد وضعاه في موقف لا يحسد عليه
كان عليه التوجه الى بيت الشيخ جضعان اولا ليتفاهم معه ومع الذين احضرهم على العطوة التي سيعرضونها علي مرعد وعشيرته
جلس في المجلس وتم شرب القهوة وتباحثوا بالأمر حتى اعلن جضعان انه سيتولى الامر ما دام مؤمن وسما في وجهه وانطلق الجميع في موكب مهيب
******
صوت السيارات الهادرة اعلم الشيخ مرعد ومن معه عن قدوم جاهة العطوة
في العادة لا يحضر ذوي المعتدي لكن كما يبدو ان منذر الصافي قرر ان يحضر بنفسه ليري مرعد وعشيرته ان لهم مقام كبير بالنسبة
كان الشيخ جضعان اول الداخلين يتبعه رئيس الوزراء ووزير الداخلية وعدد كبير من الأعيان وشيوخ العشائر ومنذر بنفسه  وكبار عشيرته نظر مرعد وعشيرته اليهم وتأكدوا ان منذر وجضعان يعمدان الى الصلح  وأنهما يدركان حجم الخطا الذي حصل وأنهما ينويان ان يعطوه ما يريد ليتم الانتهاء منها
بدا الشيخ جضعان كونه كفيل الدفا
"نحن هنا لنقدم لكم عطوة امنية وعطوة اعتراف فقد اعترف كل من مؤمن والطبيبة سما بخطئهما ونطلب من الشيخ مرعد ووجوه الخير عطوة إقبال ومجلس صلح "
نظر مرعد لهم قبل ان يومأ براسه "حياك يا شيخ جضعان انت ومن معك العطوة الأمنية لكم لمغرب غد وبعد الاعتراف نحن نطالب بعطوة الحق  ولكم عطوة الإقبال "
تدخل احد الوجوه وكان وزير الداخلية "يا شيخ مرعد العطوة الأمنية ثلاث ايام "
"لا ارى داعي للمماطلة"
قال رئيس الوزراء وهو من عشيرة كبيرة ووجه من وجوه البلد "حياك ياشيخ مرعد وانا كفيل ألوفا "
"بيت مشرع في وسط القرية يكفي خمسة آلاف رجل بضيافتهم ينصب قبل شروق الغد ليكون مجلسا للصلح "قال مرعد
"حياك يا شيخ مرعد انت ووجوه الخير "اجابه رئيس الوزراء
"صب القهوة يا مقرن "قال جضعان في دليل على الانتهاء من العطوة وقبول الطرفان اللذان وقعا على صكها
**********
عاد جضعان ومنذر ومن معهم الى بيت جضعان الذي استقبل الضيوف فيه تمهيدا لمجلس صلح الغد طلب منذر منه رؤية ابناءه قبل ان يعيدهم الى المدينة حسب طلب جضعان
"اين كان عقلك عندما فعلت ما فعلت ؟"قال منذر يؤنب ابنه مؤمن
"انا لا افهم انا لم افعل اي شيء خاطيء "قال مؤمن غير مدرك فداحة فعلته
"لم تفعل شيء خاطيء ؟! قال منذر تدخل بيتا دون استئذان وتكلم فتاة ولم تكتفي بذلك بل تمسك يدها ولا ترى شيء خاطيء !"
"ابي ارجوك ان اخي لا يعلم تقاليدهم ..."تدخلت سما تحاول ان تهدا والدها
"اصمتي انت فأنت حكاية اخرها كيف تدعي اخيك دون اخبار مرعد وهو يستضيفك في بيته ثم كيف لم تخبريني بما حدث لك هل كبرتما انت وأخيك واصبحتم تتصرفان وحدكما دون ان تعودا الي "
"ابي..."حاول مؤمن ان يتحدث
"كفى ...سترحل أنتما الاثنان الان الى بيتنا حتى يتم الصلح ونعرف طلبات الشيخ مرعد "
قال منذر كلماته عائدا الى رئيس الوزراء الذي تكفل بالوفاء بما يقرر مرعد وقد بدا العمل بطلب نصب بيت شعر ليكون مجلس للصلح
*********
دخل مرعد وابناء اخيه الى بيته بعد ان انتهى المجلس يرى وجوه نساء بيته بعضها باكية والأخرى واجمة وصبابة تبكي وتنوح
"لقد أخبرتكم انها وجه شؤم ولن يأتي من خلفها سوى الخراب "
هبت تهتف ما ان رأتهم يدخلون القاعة العائلية
"انها فاسدة وس..."
"صبابة هتف مرعد بها
"اهدئي امي تدخل صقر والذي اصبح اكثر هدوءا الان بعد ان رأى رغبة منذر بالصلح وتصميم عمه على اخذ حقهم غدا سيعقد مجلس الصلح "
"هل ستصالحوهم هذه الطبيبة يجب ان تجلى من هنا لم يعد لها بقاء في هذه القرية "كان صوتها يقطر كرها
"كفى صبابة تدخلت فوز الجدة منذ متى تتدخل النساء بأحكام الرجال .."
"لقد قدموا عطوة امنية وعطوة اعتراف "شرح صخر
"نحن لا نريد اعتراف ..."عادت صبابة تؤكد
"نحن لدينا حق عندهم وسنأخذ كاملا واي حديث بهذا الأمو سيتوقف الان حتى يبت فيه الى الغد "
اعلن مرعد قبل ان يكمل "والان الجميع الى الفراش لا اريد التحدث بهذا الامر "كان متعبا فعلا ويعلم ان غدا سيكون صعبا
ما ان اختلت راية بزوجها الحانق لكنه يحاول التماسك
"ما الذي سيحدث الان قالت راية باكية انا خائفة"
"ولما الخوف ابنتك لم تخطأ بشيء "
"ليتنا لم نقم مجلس الصلح وكنا حللنا الامر بيننا دون ان يعلم احد اتعلَّم الان ماذا سيقولون عن ابنتنا "
هب صقر واقفا "هل جننتي راية اذا انت امها تقولين هذا ماذا يقولون الآخرون الم تفكري بخوفها قلقلها هي هي المعتدى عليها كل همك كلام الناس ابنتي تضيف للشرف شرفا اذا ذكر اسمها معه وانا لن اترك حقها ولا يعمني ما سيقولون الآخرون "
"لكن ...."
"لا يوجد ولكن حقها ستأخذه كاملا وسيدفع ذلك المجنون ثمن كل لحظة رعب عاشتها "
***********
كانت صبابة الصغيرة في غرفتها تضمها اختها مزنة وحولها بنات عمها فوز وريحانة باكيات
"ماذا سيحدث الان "سالت ريحانة بقلق فهي دوما كانت الطرف الهاديء المسالم والقلق من التوام المكون منها ومن اختها فوز
"ما الذي سيحدث قال فوز باستنكار سيرد عمي مرعد لها حقها بالطبع "قالت فوز بثقة
"لكن الن يؤثر ذلك عليها فأنت تعلمين ما سيقال..."
عادت ريحانة لتقول لكن اي رد توقف عندما علت طرقات على الباب لتضع كل فتاة وشاحها على راسها ليدخل بعدها رعاد اخو صبابة كالعاصفة
"اسمعي جيدا منذ اليوم انت لن تخرجي من هنا ولن تذهبي الي المدرسة ولن ...."
صوت صرخات صبابة المستهجنة قطع كلماته بينما بينما وقفت فوز امامه
"كيف لك ان تقول هذا واي ذنب فعلت "
"اصمتي ريحانة لا شان لك ..."
"انا فوز ولست ريحانة واعلم انه في كل مرة يخرج من فمك كلام غير معقول ساكون انا فوز من تقف في وجهك "قالت كلماتها بحنق كيف له ان يعاقب اخته  على شيء لم تفعله
صوت الصراخ جعل الجدة فوز وصقر  وزوجته ويتبعهما صخر وفرحة
"ما الامر هتفت الجدة فوز "
"رعاد اتى يصرخ على صبابة ويمنعها من الذهاب الى المدرسة "
"هل جننت تدخل عمه صخر بينما والده يرمقه بغضب
لكن صوت مرعد أوقف اي كلمات ستقال
"هل هذه هي الرجولة يا رعاد تمارس سطوته على اختك المجني عليها "هتف مرعد
"لكن يا عماه ..حاول رعاد ان يشرح
"كفى عندما يتكلم الكبار الصغار يصمتون عمك مرعد سيكفل لأختك حقها ولن يستطيع احد ان يرفع عينه بها "قالت الجدة فوز "وهذا نهاية الكلام"
"صقر عقل ابنك واجعله يهدا "
بعد كلمات الجدة خرج الجميع  بينما بقيت الفتيات
"كل واحدة الى مخدعها اريد البقاء مع صبابة وحدنا "قالت الجدة فوز بينما الباقيات يغادرن بصمت
اقتربت الجدة من صبابة لتضمها وهي انهارت باكية
"كفى يا حبيبتي اريدك ان تعلمي شيء ما حدث ليس خطاك ولا ذنبك وحقك سيأخذه عمك مرعد"
"لقد انتهيت يا جدة ..."
"لا يا حبيبتي اياك وقول هذا ..(عسى ان تكرهوا شيئا ويكون خيرا لكم) الله رحيم ولن يضيمك ابدا فهو يرى ويعلم انك ما اخطات ثقي بان كل ما يكتبه لك هو خير "كلمات جدتها المهدئة وتمتمتها بالدعاء جعلتها تهدا وتنام في أحضانها
عند عودته كانت صبابة تتحرك باتجاه جناح صقر
"ما الذي يحدث "
"لا شيء مهم "أجابها مرعد
"هذه الطبيبة واخيها يجب ان يدفعوا الثمن يجب ان ..." قاطعها مرعد
"نحن رجال كفاية لنأخذ حقنا صبابة ولا ننتظر من النساء ان تدلنا على كفية ذلك "قال مرعد كلماته وابتعد تاركا لها
بينما تنظر له وابتسامة شماتة تعلو فمها ستتخلص من هذه الطبيبة بأسرع مما توقعت
*********
اليوم التالي
جلس مرعد وأولاد اخيه  منذر الصافي   والشيخ جضعان الذي  كفل سما واخيها مؤمن وباقي وجهاء العشيرة
تنهد مرعد كان بغنى عن كل ذلك لو لم تتسرع سما  لكن الان هي قد وضعتهم جميعا في موقف لا يحسدون عليه فكر كثيرا في مخرج فهو يعلم الحكم قبلا لكنه سيحاول قصار جهده ليتدارك الامر وهو ما سعى اليه مع الشيخ جضعان ووالدها
"الطبيبة سما واخيها مؤمن ووالدها منذر الصافي في وجهي أتوا يطلبون الصلح من الشيخ مرعد وهو مشكورا وافق ولم يرفض لكن يا شيخ منذر الشيخ مرعد له حق عندكم فما قولك بحق الشيخ مرعد  "
"قال القاضي جضعان
ليرد منذر الصافي  "يا وجوه الخير انا اقر واعترف بان اولادي اخطؤوا بحق الشيخ مرعد وال بيته انا مستعد لأي شيء يأمر به "
تدفع الفدية"ساله مرعد
"ادفع ما تريد يا شيخ مرعد بوجه الشيخ جضعان "قال منذر
"العين التي نظرت لابنتنا تعمى واليد التي امتد لها تقطع واللسان الذي كلمها يقطع "
صدم منذر والشيخ جضعان وهم بالكلام
"انتظر يا شيخ جضعان انا لم أطلب حقي من ابنته التي ادخلت رجلا الي بيتي دون ان تخبرني وهي في حمايتي"
"اطلب ما تريد يا شيخ مرعد "قال جضعان
"عليك ان تبيض حرمة بيتي "
"يا شيخ مرعد وكرامة لوجوه الخير ولوجهي "قال جضعان يستعطفه
"مهر ابنتنا دينار ذهب عن كل كليومتر من بيتها الى بيتك"
"عندي "اجابه منذر
"مئة ناقة وضحاء"
"عندي"
"فرستان اصيلتان"
"عندي "
"لكل دقيقة وقفها ابنك في بيتي خمسون دينار ذهب"
"عندي"
"ابنة تفدي عين ويد ولسان أخاها تكون لنا كما أخذتم ابنتنا "
"عندي "قالها منذر بتردد فليس له ابنه الا سما
"قم "قال مرعد  "اعفيك من الفرستان"وقف منذر وقال"أوقفتني بفرستان اصيلتان بما تجلسني"
"اعفيك من المئة ناقة"
"يا شيخ مرعد اليس لديك كرامة لوجه الله"قال الشيخ جضعان
"لا اله الا آلله قال مرعد وأعقب "اعفيه من ثمن دقائق وقوف ابنه"
"وكرامة لصاحب البيت "عاد جضعان
"يدفع نصف دينار ذهب لكل كيلومترا من بيته لبيتنا مهرا لابنتنا"
صمت جضعان فهو لن يضغط على مرعد اكثر زواج مؤمن من ابنة صقر سيرد كرامتها  وزواج مرعد من سما سيبيض حرمة بيته
نظر الى منذر الذي أومأ براسه له انه موافق
"لنقرأ الفاتحة "
" زواج ابنتنا سيكون بعد عام من الان حتى تنهي دراستها المدرسية" قال مرعد
"توكلنا على الله قال جضعان يتبعه منذر الذي بدا يقرا الفاتحة لإنهاء الإتفاق بينما يفكر ما الذي سيقوله لأبناءه مؤمن الذي سيتزوج فتاة لم يرها في حياته وسما التي ستكون زوجة ثانية وستتزوج فدوة لأخيها ولخطئها  بحق مرعد
٢*٥
طلب منذر من الشيخ جضعان ان يغادر الى المدينة ليجهز ما اراد مرعد على ان يعود قبل انتهاء المهلة
********
كان الكثير قد غادر بعد ان تم الاتفاق ولم يبقى الا ابناء عموته وأعمامه  اي المقربين من العائلة في انتظار الخطوة القادمة من منذر 
"هل وصلك حق ابنتك "سال مرعد صقر 
"وصلني يا عّم "
"لعلكم تتساءلون عن سبب طلبي ان تفدي أخاها حاول صخر التكلم فهم يعلمون حكمة مرعد ويعلمون ان ما طلبه ليس مستغربا فزواج الدية معروف في الأحكام العشائرية والفتاة تفدي أخاها او والدها كما في غرة الميّدة في حالات القتل
اسمعني يا صخر أوقفه مرعد ولا يهون السامعين تعلمون جيدا ان لا رغبة لي في الزواج لكن الطبيبة بعد ان الحادثة التي تعرضت لها طلبت ان تكون في حمايتي وان تكون من اهل بيتي وقتها اردت ان أمهلها لعلمي انها لا تعلم عاداتنا وربما لا تدرك مهية طلبها لكن بعد ما حدث زواجها سيكون فدية لخطا اخيها وتبييض حرمة بيتنا وحرمة ابنتنا ابنتك يا صقر لذا زواجها سيكون ممن ستختارون "
قاطعه صقر "لا هِنت يا عمي لكن الطبيبة كانت في حمايتك وهي اخطات بحق بيتك فأنت كبيرنا لذا زواجها سيكون منك انت "
همهم الجميع بينما عمه مكرم قطع صوتهم "كلام صقر صحيح يا شيخ مرعد هذه عاداتنا وأعرافنا ونحن لن نغيرها "استحسن الباقين قرار مكرم مؤيدين له بيننا أومأ مرعد براسه دليل انتهاء الامر
*********
"ما الذي حدث ابي "هبطت سما درجات منزلها بسرعة ما ان رات سيارة والدها تدخل المدخل لتلتقي به عند الباب نظر لها والدها بصرامة مشيرا بعينيه للحرس الأمني ان يبتعدوا ثم تقدم وامسك يدها ليحضرها خلفه الى المكتب
"ما الذي حدث ابي ؟!"سالت سما مستهجنة خشونته
"هل طلبت الحماية من الشيخ مرعد وطلبت ان تكوني من اهل بيته"سال والدها حانقا لتنظر اليه باستغراب
"لقد طلبت ..اجل "قالت ببساطة
"يا الهي الا يمكنك لمرة واحدة في حياتك ان تفكري قبل ان تتصرفي او تتكلمي "
نظرت له بعدم فهم "لقد كنت واضحا عندما ارسلتني قلت ان حياتي ستصبح هناك الى الأبد بعد الحادث لم يكن لدي خيار اما العودة الى هنا او البقاء في حماية مرعد ومن غيره سيحميني!"
"طلب الحماية شيء وطلب ان تكوني من اهل بيته شيء اخر ولم يكن هذا كافيا لياتي أخاك ويفعل ما فعل "قال والدها بغضب لاول مرة تراه
"انا لا افهم ..."قاطعها والدها
"ومنذ متى وانت تفهمي !"
على صوت صراخهم اتى اخيها مؤمن "ما الامر ؟!"
"ها قد اتى اخر صبري الاخر اتركينا وحدنا سما فلدي شيء اخبره لأخيك "
"لا انا سابقى اريد ان اعلم كل شيء"اجابته سما بعناد
"حسنا تريدي ان تعرفي ما الذي حدث لقد عقد مجلس عشائري وتم الحكم مؤمن سيتزوج من الفتاة التي امسك يدها وانت ستتزوجي فدوة له "
"ماذا ؟!"هتفت سما واخيها بذات الوقت
"هذا غير ممكن "قال مؤمن "كيف اتزوج من فتاة لم ارها في حياتي "
"انه حكم عشائري او رقبتك الجميلة ستكون هي الثمن "
"وانا ما دخلي بهذا ؟"سالت سما باستنكار
"دعيني ابسط لكما الامر كونكما لا تعلمان شيء عن الأحكام العشائرية انت دعوت اخيك الى بيت مرعد دون أذنه ثم اخيك تحدث الى احدى نساءه وامسك يدها وهذان يعدان انتهاك حرمة الحكم اتى بان تعمى عين اخيك وتقطع يده ولسانه انا انت فأنت خنت ثقة صاحب البيت الذي حماك وهذه لها حكم اخر لكن للحق الشيخ مرعد كان حكيما وطالب بان يتزوج اخيك من الفتاة التي اساء اليها وانت ستتزوجي لتفادي أخاك وتردي كرامة البيت الذي اعطاك ثقته"
"هذا لن يحدث لا شيء يجبرني على ذلك يمكنني ان اسافر ببساطة و..."قاطع منذر ابنه
"انه ميثاق رجال وعهد التزمت ان اوفي به وان لم تفعل هناك انا وأختك لدفع ثمن ذلك ...انت رجل يا مؤمن كن على قدر مسؤوليتك وتحمل تبعات خطاك "
"لكني لا ارى انه خطا "
"انه خطا في أعرافهم ...لا شيء سيحللك من ذلك الا دمك "هتف منذر مما جعل سما تشهق ومؤمن ينظر اليه بفزع
"لكن يا ابي..."
"كفى سما لقد تم الامر والان علينا التحرك لإنجازه حقا للدماء والغضب هل تعلم لو وصل احد من اهل الفتاة اليك ما الذي سيحدث ؟"
"ماذا عني ابي .."قالت سما تشعر بانها في دوامة لا تدرك ما يحدث
"انت ...سنرى ما سيحدث عندما اذهب انا وأخيك اليهم لعقد القران الزفاف سيتم بعد ان تنهي الفتاة دراستها نهاية العام اذا تم الامر كما اخطط سيكون كل شيء على ما يرام "
"هيا مؤمن .."قال والدها ساحباً أخاها المصدوم خلفه
بينما هي تقف لا تعلم ما الذي تفعله ما معنى هذا ولكن الاهم من الذي ستتزوجه والدها لم يوضح
"امييييي" صرخت سما تخرج من المكتب متجهة اليها
********
مشاعر من القهر والغضب تستولي عليه ليس هو من يجبر على شيء لا يريده وهذا الزواج لا يريده وسيجعلهم يدفعون الثمن لذلك يريدونه رجلا وهل هناك رجل يجبر
********
مازال المجلس منصوبا بانتظار انتهاء المدة اجتمع الوجوه والكبار وجلس الجميع بانتظار قدوم منذر الصافي الذي اطل عليه الان مع ابنه المتبرم دخل منذر المجلس جلس منذر وقدمت له القهوة التي وضعها امامه
"جيئك يا شيخ مرعد اوفي ما علي نسبك يشرى بالمال والذهب ولو طلبت وزن كريمتكم ذهبا خالصا لقدمته "قال منذر يقدم بين يدي مرعد والحاضرين "هذا سياق ابنتكم ولو طلبت أضعافا لقدمت "
"ثلاثمئة وخمسون دينار ذهب ثمن المسافة من بيتي لبيتك ومئة ناقة وضحاء وفرستان اصيلتان وخمسمئة دينار ذهب ثمن كل  دقيقة وقفها ابني في بيتك وتخليعة عقد قران وبيت تختاره كريمتك لها وخادمة تقوم بشؤونها ومئة الف مهرا لها مقدما ومليون دينار متاخر  "
تبادل صقر وأخوه صخر النظرات مع عمهما مرعد
"لقد سبق وحللناك من بعض ما قدمت اشرب قهوة يا سيد منذر وحياك "
لكن منذر لم يفعل نظر له مرعد"حياك يا سيد منذر اطلب ما تريد "
"ابنتي الطبيبة سما باتت حليلة لك واتتك بمهرها وسياقها مني لكما لكن لي طلب عندك وانت شيخ ابن كرم وجود اريد لابنتي ما لكريماتكم "
ارتفعت ألهمهمة بين الحضور والشيخ جضعان علم ان ما قاله منذر قد اغضب مرعد فاسرع ليتدارك الامر "السيد منذر يقصد ان تبقى الطبيبة على راس عملها بعد زواجها كما سيضمن هو وابنه ان تكمل كريمتكم تعليمها في الجامعة التي تريد  "
صمتت بعض الكلمات ونظر الحضور لمرعد ينتظر رده
"لولا انك في مجلسنا وتدعس بساطته لكنت طالبتك بالحق يا سيد منذر فليس نحن من يسال هذا السؤال ابنتك أصبحت منا لها ما لنساءنا وعليها ما عليهن ليس نحن من يضام من يدخل بيته ولست اكرم منا فيما قدمته لابنتنا اشرب قهوتك وغدا نأتيك بجاهة وسياق ابنتك "
شرب منذر القهوة واتى الشيخ لعقد القران وبعدها تبادلوا التبريكات اقترب جضعان من منذر وابنه
"الحمد لله ان الشيخ مرعد يتصف بالتعقل والهدوء  ...مبارك يا عريس نظر الى مؤمن الذي اعتصم بالصمت والجمود رغم تبادله التهاني مع أقاربه وأهل العروس يمكنك ان تطلب الان الذهاب ورؤية العروس"
"لا رد مؤمن بشكل قاطع يشعر بالقهر لقد سيقَ الى هذا الزواج مرغما وليس هذا فقط بل ان والده ومن معهم لا يصدقون أنفسهم ان عشيرة مرعد وافقت على نسبهم حتى ان والده لم يدخر جهدا ليقدم لها ما يليق بمقامها فتاة لم تتجاوز الثامنة عشر بسبب انه كلمها تتغير كل حياته انها مجرد طفلة كيف يفكرون انه قد يقترب منها حتى انه لا يتذكر سوى عينان سوداوان كلجة الليل تنظر له برعب انتبه من أفكاره الى عينين ابيه والشيخ جضعان اللذان ينتظران شرحا منه لسبب الرفض
"افضل ان أراها فيما بعد الامور الان لا تزال ثائرة "قال مؤمن مشيرا الى من عرف على انه اخيها رعاد الذي ينظر اليه بكره وحقد كانه سيقتله
"في هذه معك حق الايام قادمة لكما "قال جضعان باسما
"حاول ان تكون مرنا اكثر مع اهل زوجتك نحن لا نريد مشاكل "
"اكثر من هذا ابي الا ترى لقد احضرتلها جاهة وسياق لم يساق الى اميرة "
"توقف عن ذلك واحمد آلُلُه ان الامر تم بخير "قال والده يبتعد عنه يجامل الوزراء وأقاربه وكبار العشائر الذين أتوا معه أقيمت الولائم وسمع صوت عيار ناري يؤكد عقد قران صبابة الصغيرة
********
منذ الامس لم يدخل الرجال بيتهم فقد بقي المجلس معقود حتى اتى منذر وانهى جانبه من الاتفاق دخل الرجال الى البيت بعد ان ودعوا الجاهة مع وعد باللقاء غدا  في بيت منذر لعقد قران سما على مرعد
تبع دخولهم وصول الصناديق المتتالية التي امر مرعد بإدخالها إلى قاعة العائلة الداخلية التي ما ان دخلها هو وابناء اخيه حتى رأى نساء عائلته ووالدته أولهن تنتظرن
********
كان يوما صعبا منذ ان غادر الرجال صباح اليوم وهن لا يعرفن شيء عما قد تقرر للواقع لقد قضين اليوم في الانتظار والوجوم رغم ثقتهن بان صبابة لم تخطأ وان لاشيء يمكن ان يحدث ويسيء اليها لكن الان ومع رؤية الصناديق المحملة لها عرفت ان هناك أمرا ما حدث صبابة الصغيرة الباكية نظرت متوجسة عندما دخل أعمامها وعمها الكبير مرعد الذي تجاهل نظرات والدته وجدتها وحتى امها وزوجك عمها ونظر اليها مبتسما يقف والدها الى جواره
"تعالي يا صبابة "
اقتربت منه مترددة فرقت نظرة مرعد لها بينما يتجه الى الى الجلوس "اجلسي يا ابنتي ..وهي فعلت بينما الباقين يجلسون حولهما ووالدها يتابع اريدك ان تعرفي ان ما حدث لم يكن خطاك باي شكل لقد كان قدرا كتبه الله عليك لكن لكل حادث حديث وتبعات وانت تعلمي ان لدينا أحكاما وأعرافا مقيدون بها لقد تم عقد قرآنك اليوم على الطبيب مؤمن منذر الصافي اخو الطبيبة سما ...."
شهقت صبابة الصغيرة ونشجت باكية تتبعها والدتها التي انهمرت دموعها على خدها بصمت مدركة ان اي شي تقوله لن يغير الواقع  بينما عيون فرحة وفتيات العائلة تنظر بوجوم اما صبابة الكبيرة انتفضت من مكانها "هذا لن يحدث كيف أمكنكم ذلك ..."
"كفى يا ام صقر "هتف مرعد بها
"دعوه  يكمل  "قالت الجدة فوز هاتفة ليصمت الجميع
"اهدئي يا ابنتي انا لن افعل ما يضرك انت عقد قرآنك لكن الزواج لن يتم حتى تنهي دراستك المدرسية وليس هذا فقط لقد حصلت على وعد منهم بان تكملي دراستك الجامعية في الجامعة التي تريدي وليس هذا لقد اثبت السيد منذر كرم اصله وقدم لك سياقا لم يقدم لفتاة من قبل حتى انه قدم لك بيتا لك تختاري مكانه بنفسك وخادمة خاصة بك وتخليعة كاملة وثمانية مئة وخمسون دينارا ذهبيا ومئة الف دينارا مهرا ومئة ناقة وضحاء وفرستان اصيلتان وجاهة حضرها كبار الدولة ما اقصده انه ربما زواجك منه اتى كإجبار بحكم أعرافنا لكن الطبيب واهله اثبتوا انه سعيدون بنسبنا لا اريدك ان تفكري بان ما حدث كانه عقاب على العكس انه قدر اختاره آلُلُه لك وكما تعلمي لا يختار الله لنا الا الأفضل "
نظرت راية الى زوجها عندما سمعت ماقدم الطبيب واهله مندهشة تتنقل نظراتها بين الصناديق
اي افضل فكرت صبابة الصغيرة هي لا تريد اي شي لا مال ولا ذهب هي تريد ان تكمل تعليمها "لما لم تؤجلوا كل هذا حتى انهي تعليمي انا لا اريد شيئا انا اريد ان اتعلَّم "
"سيكون لك ذلك يا صبابة "قال والدها يعلم ان عقلها لن يستوعب ان مسالة زواجها هي حكم عشائري لا يمكن العودة عنه يضمن صون سمعتها
"لا هي لن تخرج من البيت "قال رعاد اخيها
"كفى ..هدر مرعد بحزم هذا ليس وقت تصرفات الاطفال وخصوصا انت رعاد اختك باتت على  ذمة رجل هي امانة عندنا وما دام زوجها يوافق على تعليمها هي ستكمله ثم عليك ان تكون اكثر تعقلا لا تتصرف بطيش ما دمت انا وأعمامك ووالدك موجدون هل هذا مفهوم .."
"مفهوم "اجاب رعاد يقاتل نفسه قهرا
عادت نظراته الى صبابة الصغيرة
"اذهبي الان لغرفتك وارتاحي لقد انتهى كل شيء وغدا تذهبين الى دراستك كان شيئا لم يحدث "
"ماذا عن عريسها هل سياتي "تدخلت والدتها
"لا لقد رحلوا لكنه سياتي قريبا وسأخبرك "اجاب والدها صقر "حسنا هيا لكل الى جناحه وارسلي نزهة واحد ليساعدها لنقل هذه الصناديق الى مخدع صبابة تحرك الجميع مغادرين بينهم الكثير من الاسئلة والحيرة والدهشة والاهم التفكير  شغل بال صبابة الصغيرة
"ابقي امي قال صخر لوالدته وانت جدتي "
نظرت صبابة الكبيرة بنزق فهي لم يعجبها ما حدث ولا فكرة زواج اخو سما من حفيدتها
انتقل مرعد وابنا اخيه وصبابة والجدة فوز الى مكان اكثر خصوصية دخل الجميع جناح الجدة فوز
بدا مرعد بالتكلم "هناك حكما اخر بخصوص الطبيبة سما لقد تقرر ان تتزوج وتكون منا كما ستكون ابنتنا منهم كانت صبابة جالسة هبت تقف من مكانها "ما معنى هذا "
"كما فهمت يا صبابة سما ستاتي الى بيتنا عروس"الجدة فوز تدخلت
"لاااا هذا لن يحدث "قالت صبابة تنظر باستنكار الى مرعد
"امي انه زواج دية الطبيبة سما ستفيد أخاها "شرخ صخر يوضح لوالدته
"انا لن اوافق على ..."عادت صبابة تقول بغضب
"انا لا اسالك رايك صبابة الحكم قد تم انا فقط اعلمك انت ووالدتي نظر مرعد الى والدته امي جهزي جناحا للعروس غدا مساءً سيتم زفافنا "
قال مرعد كلماته وانصرف
**********
وضعت راسها في حضن والدتها تبكي 
"لا اريد امي انا لا اريد الزواج لا يمكنهم ان يجبروني هكذا عليه "
"اهدئي صبابة لا تنظري للامر بهذه الطريقة الم يكن حلمك ان تصبحي طبيبة ربما آلُلُه قدر الأقدار لتحصلي عليه فكري بالأمر انت تزوجت طبيب متعلم ستعيشي في المدينة وتحصلي على تعليم في الجامعة التي تريدين وحتى يمكنك ان تتعلمي في الخارج قد يكون زواجك بهذه الطريقة أمرا صعبا لكن من ناحية اخرى هناك مميزات حصلت عليها ثم انظري لسياقك لم يقدم لفتاة من قبل هذا ايضا يرفع من قدرك واي كلمة ستقال بعد ذلك لا شيء كل القرية ستتكلم عن مقدار مهرك وما قدم لا احد سيتكلم عن سبب هذا الزواج "
نظرت صبابة الى والدتها كيف لم ترى الامور بهذه الطريقة ابتسمت تُمسح دموعها بينما والدتها تربت على شعرها
*********
"هذا لن يحدث امي انا لن اتزوج بهذه الطريقة "صرخت سما
"اهدئي سما قالت والدتها التي تراقب ابنتها المتوتر من ساعات تذرع الغرفة ذهابا وإيابا وتردد ذات الكلمات عندما يأتي والدك سنرى ما سنفعل لابد من وجود مخرج "

اكليل الصبار الجزء الاول من سلسلة (أني عشقتك) بقلم زهرة سوداء ּسوسن رضوانحيث تعيش القصص. اكتشف الآن