الفصل العاشر

5.3K 87 0
                                    

كان موعد الفحص الدوري لها وللجنين اتجهت سما مع مرعد الى المشفى خلال الفترة الماضية لم تعاني من اَي مشكلة طبعًا بفضل الراحة التامة  والتغذية التي احاطاها بها مرعد ووالدته ..دخلت سما الى غرفة الطبيبة التي تهلل وجهها عندما استقبلتهما قائلة "كيف انت طبيبة سما ..سيد مرعد "مبتسمة في وجههما "بخير "أجابت سما باقتضاب لا يعجبها ان تبتسم اي مراة تراه في وجهه ببلاهة "نبدا الفحص ان كنت مستعدة "بادرت الطبيبة تنادي الممرضة لتساعد سما في تحضير نفسها استلقت على سرير الفحص بينما الممرضة تجهز الجهاز وتضع الغطاء عليها مدت سما يدها للستار الذي يفصل السرير عن الغرفة لترى مرعد الذي كان يقف بعيدًا عند النافذة بينما الطبيبة تكتب شيئا ما على مكتبها "انا جاهزة قالت سما تحث الطبيبة القدوم ابتعدت الممرضة لتحل الطبيبة مكانها "كيف حالك الان هل شعرت بشيء غير اعتيادي خلال الفترة الماضية "سالت الطبيبة تضع الجل على بطنها وأخذت ذراع جهاز الفحص لتبدا "كل شيء على ما يرام فقط الغثيان الصباحي والدوار احيانا أفقد شهيتي للطعام "قالت سما تتذكر احداث الفترة السابقة وحالات الغثيان التي لم تكن تفارقها تقريبًا "لابأس "قالت الطبيبة "هذا طبيعي مع دواء التثبيت اذا كانت امورك جيدة ‏سنوقفها أو نقلل منها "قالت الطبيبة تركز انتباهها على عملها والشاشة بينما سما تنتظر قدوم مرعد الذي تسمع همهمته مع تلك الممرضة عادت تحرك الستارة لتراه واقفا يتحدث اليها اعادت الستارة بغضب في حركة لم تخفى عن الطبيبة "الهدوء اهم شيء في المرحلة القادمة "اخذت سما نفسا عميقا وزفرته "لا تعطيه صورة الجنين "قالت بحنق طفولي مما جعل الطبيبة تبتسم "حسنًا لنفعل ذلك الان قبل ان يأتي "صورت الطبيبة الجنين وأعطتها الصورة ثم بدا الفحص "هل تري هذا انه القلب وقد بدا ينبض انت الان في منتصف الشهر الثاني تقريبا نظرت سما الى الكتلة الصغيرة رات أجنة من قبل خلال دراستها وعملها لكن اي منهم لم يكن طفلها الذي يكبر في أحشاءها هي ...ابتسامة اقرب الى ضحكة ارتسمت على وجهها "انه جميل" ابتسمت الطبيبة "انظري يده الصغيرة قدماه عند نهاية الشهر ستكون أطرافه اكتملت المعدة الرئة دعينا نرى طوله ووزنه لنتأكد ان كل شيء بخير " عندما رأى الممرضة تخرج  اراد الذهاب الى سما ليتابع فحصها لكنه انتظر ان تدخل الطبيبة وهذا كان خطاه فالممرضة انتهزت الفرصة كما يبدو لتحدثه بشان احد أقربائها الذي يحتاج لمنحة علاج "حسنا دعيه يذهب الى المركز واذا كانت حالته تستدعي التدخل السريع سيضعون في بداية القائمة "قال مرعد بسرعة يريد ان يذهب ليرى طفله لكن كما يبدو ان الممرضة لديها راي اخر فقد اخذت تشكره وتطلب  منه ان يهتم بالأمر شخصًا فهو حالة إنسانيةالكثير من الإيماءات والوعود بانه سيفعل قالها مرعد لينهي هذا الحديث الذي لا ينوي ان ينتهي ابتسم لها بتسامح قائلا"لا تقلقي سأتابع الموضوع" قال متحركًا اتجاه سرير الفحص خلف الستارة ليعبر عن رغبته بإنهاء الحديث كانت الطبيبة تنهي الفحص "ماذا انا لَم أراه"قال مرعد معترضًا بينما سما تنظر له بامتعاض عادت الطبيبة تضع الجهاز على بطنها مرة اخرى "ها هو قالت تشير الى الجنين راْسه يده وقدماه انظر لقد حرك يده اليمنى"مرعد ينظر الى الشاشة مبهورا "لقد كبر"قال مرعد بصوت مبحوح "النمو سيصبح اسرع من الان وصاعدا "وضحت الطبيبة رفيدة "ستلاحظا ذلك سيكبر بطن سما وقليلا بعد وتشعر بحركته "ازالت الجهاز تُمسح بطن سما "لم تصوريه اعترض مرعد لايزال معلقا نظره في الشاشة التي بدات صورة طفله تغيب عنها ذلك الكائن الصغير مجرد رؤيته تفعل داخله الأعاجيب اراد التقدم لمس الشاشة كانه بذلك سيكون قريبا اكثر منه ان فعل "الصورة معي"قالت تحركها امامه باغاظة مما جعل الطبيبة تبتسم "اعطيني اياها"اومات سما بلا لينظر لها مرعد مندهشا "لماذا ؟"تنحنت الطبيبة "أمور الطفل وسما جيدة يبقى كل شيء كما كان حتى الزيارة القادمة لكن يجب ان تقوم سما بفحص الدم"تحركت سما على عجل لتنهض "على مهلك قال مرعد يحاول ان يساعدها لكنها ابتعدت عن يده "شكرا لك "قالت الطبيبة تسرع بحمل حقيبتها لتضع الصورة بها وتحملها قريبة منها نظر مرعد غير مدرك لتصرفها "هل سنذهب الى المختبر ام لا يزال لديك حديث لم ننهيه بعد "قالت تنظر الى الممرضة قبل ان تتجه الى الباب ليتبعها مرعد المتفاجىء "ما سبب هذه التصرفات قال عندما لحق خطواتها السريعة ستؤذي نفسك "نظرت له سما بامتعاض وهل تهتم. اذهب وأنهي حوارك مع الممرضة فهي اهم من رؤية طفلك "قالت تدخل الى المختبر وتعطي الموظف ورقة الفحص بينما يتابع حركتها مصدوما ما الذي ترمي اليه. تابعها ليرى الممرض يحضر الابرة "اريد ممرضة "قال ليسرع الممرض ويعطي الابرة لزميلته مدت يدها للممرضة التي بدات عملها "غريب قالت انا لا اجد وريدك هل انت خائفة ؟" تنهدت سما "انا اكره الإبر قالت بصوت اقرب للبكاء "نظر لها مرعد ليقترب منها يمسك يدها الجليدية "كيف ذلك انت طبيبة "قال يمسد يدها لتدفء "أعطاء الإبر شيء وأخذها شيء اخر "قالت بحزن "لا تنظري اليها انظري الي"قال يضع يده  على وجهها وينظر الى عينها "كانت الصورة جميلة هل رايت كم كبر اصبح لديه يدين وقدمين "ابتسمت سما "لقد حركها "أشار مرعد الممرضة التي وضعت الابرة في ذراعها لتشهق سما ويضم هو راسها اليه "لقد انتهينا تقريبا "قال يربت على كتفها لتنسى امر الابرة
١٠*٢
كان طريق العودة صامتا "ما بك سما هل الابرة ما تزال تؤلمك "
لا للحقيقة هي لا تؤلمنا مع وجوده معها وضمه له نسيت كل شيء حولها لكنها لم تجبه
"سما!؟"
"كانك تهتم لقد بقيت تتحدث مع الممرضة اثناء فحصي ونسيت وجودي تماما هل أعطتك رقم هاتفها "قالت بحنق
"ما الذي تقوليه قال بشيء من الصدمة والحدة هل هذا ظنك بي لقد كانت تطلب مساعدة "
"حقا وهل طلب المساعدة يتطلب الهمس "
"ربما هي محرجة "
"وربما ان حديثها اعجبك لذا طال اكثر من اللازم "
"سما ... لست انا من ينظر لنساء غيره عليك ان تثقي بذلك فلا داعي لغيرتك "
"غيرة !! من قال انني أغار انا فقط ممتعضة لانك لم تكن الى جانبي "
"قلت لك لقد كانت تطلب مساعدة "قال مرعد "ثم من يسمعك يظن انك تغاري علي لذلك فانت ممتعضة "
"لا ليس صحيحًا "
"لما لا ؟ قال يبتسم بتسلية انا اغار عليك لا اطيق ان يقترب احد منك "
"لاحظت بينما انت تقرب وتحدث من تريد "
"انت لا تغاري فلماذا يزعجك ذلك ؟ ثم انا لا اقترب من احد لا تكوني ظالمة الممرضة هي من حدثتني"
نظرت له سما غاضبة هل يمزح "لن تحصل على صورة الطفل حتى تتلهى مرة اخرى عني" قالت تدير وجهها عنه بينما يبتسم سعيدا الحمقاء تغير عليه الا تعلم ان عيناه لا ترى غيرها
صعد معها الى جناحها دخلت الى الحمام لتنعش نفسها وخرجت لتراه ما يزال جالسًا على الأريكة
تجاهلته متجهة الى منضدة المراة "اين الصورة سالها يتابع حركتها
"لن تحصل عليها "قالت تسرح شعرها
لايمكن ان تكون قد أخفتها كانت في الحقيبة وهي ذهبت مباشرة الى الحمام فكر مرعد قبل ان يقف متجها اليها وقف خلفها يضع يده على بطنها التي بالكاد قد برزت "لا تكوني عصبية هذا ليس جيد لك ولا للطفل "قال يقرب ظهرها من صدره
"لا تفعل اشياء تغضبني "وضع ذقنه على جانب رقبتها تشعر بشعر ذقنه الخشن ضد نعومة بشرتها
"لم اقصد قلت لك كانت تطلب مساعدة "
"كان يمكنك ان تختصر الحديث معها "
"حاولت قال يضع شفتيه هذه المرة لتشعر بجسدها يستجيب للمسته "لن التهي عنك مرة اخرى "وعد
"لا احب ان تتحدث اليك اي امراة "قالت تشعر انها تذوب من حرارة انفاسه ولمسته لبطنها التي اصبح الان دون عازل لا تدري كيف وجد كفه طريقًا تحت المئزر "لماذا ؟! قال بهمس جعل سؤاله مثيرًا
"تبا لانني اغار لا اريد لأي امراة مهما كانت ان تقترب منك او ان تتحدث اليه "مخفيًا ابتسامته
"وان قلت لك ان عيناي لا ترى ولا تسمع غيرك انت فقط "قال يضغطها الى صدره لتشعر بقلبه الهادر "هل تشعري بذلك انه ينبض لك فقط "شفتيه الدافئة تتنقل بنعومة على عنقها الذي اصبح مكشوفا الان تنهدت سما تغلق عينيها وتسند نفسها اليه في لحظة كان قد ابتعد شاعرة بالبرودة لفقدانها دفئ ذراعيه وجسده فتحت عينها لترى الفوضى التي عليها في المرآة مئزرها مرتخي عند كتفيها وجهها احمر وعيناها ناعسة وشعرها مشعث
نظرت له لتراه على بعد خطوة منها ينظر لها بانتصار بينما صورة الطفل بين يديه عقدت حاجبيها باستنكار لقد خدعها ليأخذها منها كيف لم تشعر بيده التي انزلقت الى جيب المئزر "انت ...!"
قبل ان تكمل اقترب منها وطبع قبلة سخية على شفتيها "انا احبك قال يضع جبينه على جبينها لكن لا يمكنني التمادي اكثر لأجلك ولأجل الطفل "
"لقد فعلت ذلك متعمدا لتحصل عليها "قالت تبعد نفسها عنه
"ليس عليها فقط وعلى اعترافك الصغير قال باسما يمسكها اقرب اليه وعلى شيء قليل أطفأ به شوقي لك "قبل راسها "ارتدي ثيابك والحقي بي الى مجلس والدتي ستسر لرؤية الصورة قال وابتعدت كانه طفل صغير سعيد بحصوله على لعبته المفضلة
١٠*٣
كانت نهاية الاسبوع هادئة جلست سما ومرعد مع الجدة فوز فباقي افراد العائلة ذهبوا لزيارة صبابة وفق توصيات مرعد
"لماذا يزورونها "سالت سما مما جعل مرعد ينظر لها مندهشا
"انها والدتهم وجدتهم كيف يقاطعونها وهي رحمهم "
"انا اقصد بعد ما فعلت فهي لم تضرني وحدي لقد اضرت باسم العائلة كلها "
"مهما كان فهي والدتهم ولا يجوز ان يقاطعوها مهما فعلت ذلك حرام ويعد عقوقًا "شرح مرعد
بينما الجدة فوز تتابع "عندما تصبحي أما ستفهمي ذلك سما انت لن تقدري ان تبتعدي عن ابنك او ابنتك سيُصبِح جزءا من قلبك وعقلك مخصوصا لهم انت لن تاكلي لن تنامي لن تفعلي شيء الا اذا اطمئنت عليهم هذه هي الام "
"لكن صبابة لم تفكر بأولادها "
"ان كانت هي قاصرة التفكير فنحن لا هي لم تهتم ولم تدرك خطورة ما فعلت بالنسبة لأولادها لكننا ندرك ما معنى ان يهجرها اولادها ومدى سوءه هذا ما يجب ان يكون عليه الشيوخ يفكرون قبل ان يتصرفوا او يتكلموا لان تصرفهم قرار وكلمتهم قانون عليهم ان يراعوا حق آلُلُه وحق من حولهم به"أوضحت الجدة مما جعل سما تنظر الى مرعد هل هذا ما يريده منها ان تفكر بمن حولها ان تهتم بهم والاهم ان تكون جزءا منهم
*********
جلسوا حول والدتهم التي نظرت لهم بلوم وعتب
"نسيتم والدتكم وأخذتم صف سما "قالت صبابة بعتب
"بالطبع لا امي انت والدتنا ولا شيء يمكن ان تفعليه او تقوليه سيغير ذلك او يجعلنا ننساك ثم اننا لم ناخذ صف سما نحن اخذنا جانب الحق وانت اعذريني لهذه الكلمة اخطات الامر لا يتعلق بسما وحدها بل بِنَا جميعا انت اسأت لعائلتنا كلها"
"منذ متى أصبحت من ضمن عائلتنا ثم الامر ليس له علاقة بكم لو كان عمك يعقل لكان تنازل بالمشيخة لك يا صقر فانت احق بها منه وذهب مع زوجة وعاشا بعيدا "نظر اولادها الثلاثة لها بصدمة
"ما الذي تقوليه عمي مرعد كبيرنا انه أبانا اخونا صديقنا"تدخل رعود مستنفرا ليتبعه صخر
"امي عمي مرعد هو الاحق هو من تحمل سنوات طويلة دون زوجة او ولد لأجلنا "
"ثم اي مشيخة هذه التي تتحدثين عنها عائلتنا عشيرتنا وسمعتنا اهم من كل هذا وانت كنت ستلطخينها بالتراب "اعرب صقر عن انزعاجه من تصرفات والدته "يا للاسف يا امي انت تبحثي عن المكانة والمنزلة الم تفكري ...ما فائدتها ان خسرنا بَعضُنَا ان تفككت أسرتنا اين ستصبح هيبتنا ونحن لم نحترم كبيرنا الرجل الذي أفنى عمره من اجلنا "
"اي عمر لقد تزوج من امراة تصغره ابنة مدينة لا تعرف عاداتنا...."
"كفى امي ...انه حقه الذي أنكرته عليه سنوات عشرون عام وهو صامت بالاسم هو زوجك لم يجرحك ولم يهتم ولم يشعر اي منا بالنقص ولا حتى انت مع كل تقصيرك بواجبه سامحك آلله لقد وضعتنا في موقف سيء احيانا اشعر بالخجل لا استطيع النظر له "قال صقر كلماته يشعر بان الجو حوله اصبح مسموما لا يطيق البقاء فيه اكثر
"ليهديك آلُلُه عمي لا يستحق منك هذا بعد كل ما حدث ما زال يوصينا بك ويحثنا على زيارتك وانت تقلبي افكارنا ضده كانه عدو ..."
قاطعت صبابة كلمات ابنها صخر "هو عدو الرجل الذي يعادي والدتكم ويخرجها من بيتها ..."
تدخل رعود "هو لم يخرجك انت من فعل انت من قللت احترامنا واهنتنا جميعا لقد صغرتنا احمد آلُلُه ان عمي لم يعزرك واكتفى بما فعل ولم يعلم عن فعلتك الا القليل المقربون والا لكنا أصبحنا سيرة تلوكها الالسن ..."
"رعود ...هدر صقر بأخيه اصمت "اسكته صقر فهو لن يقبل ان يعلو صوت اخيه في حضور والدته
"امي عمي مرعد كبيرنا وسيبقى هكذا ونحن سنبقى معه كتفنا بكتفه وانت والدتنا وحقك علينا البر والإحسان والوصل هذا شيء لن يتغير مهما حدث "قال كلماته وصمت بينما صبابة تراقبه تغلي نارًا حارقة لن تصمت ان كانوا يظنوا ذلك فلينتظروا ويروا
مر الشهر الثاني من الحمل بسلام لكن الطبيبة طلبت من سما ان تستمر بتناول الدواء حتى نهاية الثالث الذي قد بدات سما اول أيامه ومع ذلك لم تنتهي بعد نوبات الغثيان بالنسبة لها كانت مرهقة بعد ان عادت من الحمام يسندها مرعد استيقظت قبل الفجر تشعر بالعطش وبعد شربها الماء شعرت بالغثيان نهضت الى الحمام محاولة ان لا تصدر صوتا لكن دون فائدة لا تكاد تتحرك على السرير حتى تراه قافزا بكامل صحوته يطمئن عليها
"هل أصبحت افضل "سالها يضع بعد الكحول الطبي على يدها ويفركها لتشم رائحتها فقد لاحظ انها تفعل ذلك لتقضي على شعور الغثيان عندها
"افضل "قالت سما تتكا عليه
ضمها اليه كالعادة فهي تتخذ من كتفه الأيمن وسادة لرأسها اخذت نفسها عميقا وزفرته
"مرعد "
"امّمم هل تشعري بشيء "
"اريد شيئا.."
"ماذا قال يرفع نفسه "
"شيء حامض حلو ومالح"
نظر لها مرعد يحاول فهم ما تقوله "ما هو هذا ؟!"
"لا اعرف لكني اريده"قالت بصوت باكي
"لا اعرف شيئا كهذا "
"ااااه تاوهت سما بيأس انت لا تريد ان تحضره لي"
"ما هو  ؟! قولي لي عن اسم له وانا سأحضر "
ابتعدت عنه غاضبة نظر لها مرعد لا يدري ما يفعل
"سمـا ! هل احضر لك كرز اجابته بلا كرز اخضر لا
برتقال لا تفاح اخضر لا ااااا"
"لا اعرف ...قال مرعد قبل ان يفكر ويقترب انا اعرف ما تريدي "
التفتت له "حقًا"
"اجل حلو حامض ومالح ...انه انا "قال مرعد بثقة
مقتربا منها ليضمها
"توقف عن ذلك "لكن باقي كلماتها غاب في عناقه الذي رحبت به ابتعد عنها يلتقط انفاسه ويعاود تقربيها منه "كيف ؟!"
تجاهلته سما "توقف عن ذلك "بدلال
"لا تنكري لم تعودي ترغبي بشيء لقد اكتفيت "
نظرت له "هل اكتفيت انت ؟!"
ابتسم لها فهي في الآونة الاخيرة تغيرت أصبحت اكثر انفتاحا وتعبيرًا "انا لن اكتفي منك ابدا " أجابها وفي عينيه ما يؤكد كلماته
ضمت نفسها اليه "ولا انا"قالت تبتسم له
"ولا انت ماذا "قال يشرف عليها
"كفى "قالت بخجل
"لا اسمعيني اياها كاملة "
تنهدت سما "انا لن اكتفي منك ابدا "قالت تغرق وجهها في صدره لكنه لم يمهلها ضمها في عناق قوي يبثها فيه كل أشواقه "يجب ان نذهب الى الطبيبة غدا "قال ناهضًا ومبتعدا عنها "سأنام على الأريكة "ضحكت وهي تراه يبتعد ثم توقفت فجاة بعد شهقة منها ووضعت يدها على بطنها تمسكها
"ما الامر هل انت بخير لقد اذيتك "قال مقتربا منها
"يا الهي ما بك سما تكلمي "عاد يحثها بقلق ولهفة عندما راها صامتة
"ايششش"قالت سما تمسك بيديه وتضعها على بطنها "اشعر بهذا "قالت بهمس تضع يدها على فمها وعينها فيها بسمة دامعة لم يفهم مرعد ما الذي تعنيه لكن النبضة الصغيرة التي عبرت يده من بطنها فتح عينيه على وسعها "ما هذا "قال بنفس لاهث
"انه يتحرك "قالت سما لا تخفي دموع الفرح من صوتها
اقترب مرعد اكثر يضع أذنه على بطنها ليشعر بحركته مرة اخرى وسط ضحكاتهما
١٠*٥
الافطار كان دائماً محطة مهمة للعائلة  التي اجتمعت حول مائدة في جو شتوي مرت الشهور بسرعة سما في اخر شهرها السادس والجدة فوز لا تكاد تصدق نفسها متى ستلد تغمرها بعنايتها هي ومرعد دون ان يتركا شاردة او واردة
"لا ليس موال كل يوم "قالت الجدة فوز ضاحكة
"فنجان واحد من القهوة لن يضر "قالت سما جملتها المعتادة بينما الآخرين يضحكون بمرح لقد اقتربت في الفترة الاخيرة من الجميع حتى عناد ورعاد دائما الكشرة لم يقاوما لطفها معهما اما صبابة فكانت قصة اخرى احيانا تكون هادئة وذلك بسبب تصرف سما العاقل ولكنها في الأحيان الاخرى تعاملها بجمود ادركت سما ان اسبابه هو تدخلات صبابة الكبيرة المستمرةًوالتي تقلب مشاعر وافكار الصغار ضدها لكنها لم تهتم ولم نشتكي هي تصرفت وعالجت الامر بحكمة الامر الذي فاجأها حقًا هو ان مرعد يعلم بكل ذلك وكان يتابع تصرفها دون تدخل ليرى ماذا ستفعل وعندما سالته"هل انا في اختبار "
"لا انا اعطيك حرية الخيار لتفعلي ما تريدي وانت لن تخيبي لي املي ابدا "
"اذا هل استحق ان اكون زوجتك "قالت تضع يدها على كتفه
"هل عندك شك  ! عُديّ على يدك انت زوجتي وحبيبتي وعقلي وجنوني ووو طفلتي "
"لااا لست طفلتك "
"بلى انت مدللتي وصغيرتي لذا انا لا اريد فتيات حتى لا تشاركك أنثى في قلبي "ضحكت سما
"هذه خدعة حتى لا تقول انك تفضل الذكور على الفتيات "
"ما عاذ الله الحمد لله على رزقه لكني فعلا لا اريد لأنثى ان تشاركك قلبي وان رزقت بفتاة فاعذريني ان تربعت على عرشه "
"وماذا عن ام الفتاة "قالت سما بحنق
"ستكونين في قلبي لكن فتاتي ابنتي شيء اخر "قال يغيظها
"حسنًا خذ انت الإناث وانا سآخذ الذكور "قالت ببرود
"لن تتمكني من السيطرة عليهم انهم بدو جامحون كرمال الصحراء "
"هذا ليس عدلًا احمل وأتعب تسعة اشهر وتاتي انت وتأخذهم ذكورا وإناثا "
هز كتفه لها باغاظة قبل ان يخرج بعد ان ارتدى زيه قاصدًا العمل
**********
أمضت النهار تتناقش هي والجدة فوز وفرحة ورأيك حول التجهيزات للطفل القادم فكما يبدو انه سيكون مدللا على افراد العائلة جميعا فكل واحدة فيهن بدات بتجهيز ملابس له على طريقتها الخاصة ما بين اشغال الصوف والخياطة اما شباب العائلة فهم يجهزون غرفة نومه التي صمموا على صنعها بأنفسهم بينما ريحانة وفوز ومزنة تولين تجهيز الغرفة بورق الحائط والديكورات
"ماذا سافعل انا ؟"قالت سما
"ستنتبهي لنفسك وترتاحي حتى يحين موعد الولادة "
"كالدجاجة عندما ترقد على البيض "قالت سما ساخرة
"لا كام عاقلة مدللة انها فرصتك لانك بعد الولادة لن تجدي وقتا لتفعلي"
"دائما تغلبيني بالحجة والبرهان "قالت سما ضاحكة بينما الآخرون يشاركونهم ذلك
*********
عاد مرعد قبل الآخرين في موعد الغداء كان يشعر بضيق لا يعلم سببه دخل مجلس والدته ليراها تتحدث الى الهاتف بينما وجهها مشرق كالعادة عندما تراه تقدمت منه تقبل كتفه ما ان دخل بينما هو يضمها بوضع ذراعه على كتفها ليجلسا راقبت الجدة ابنها وزوجته  لم تكن تظن انها سترى ابنها مرعد بهذه السعادة لقد حقق آلُلُه لها أمانيها بان رزقه الزوجة الصالحة والذرية
"مع كنت تتحدثين "سال مرعد ما ان جلسا
"انها هنادة "قالت سما "لقد تحسنت كثيرا لا اصدق خلال الأشهر الماضية ابدت تجاوبًا كبيرًا في كل مرة ازورها اجدها افضل "
عند اخر كلماتها دخل رعود القادم من خدمة على الحدود "ما هو الأفضل ؟"دخل بضجيجه المعتاد مسلما على جدته وعمه ونساء اخوته
"انها هنادة "مجرد ذكر اسمها جعله يتاهب
"أصبحت افضل قال رعود اذن يمكنني "
لكن مرعد قاطعه "رعود ...سبق وتحدثنا عن ذلك "
وضعت سما يدها على كف مرعد "مرعد "قالت تهداه
"ارجوك دعني أكلمه "قالت سما تنظر الى رعود
"اسمعني رعود لطالما اعتبرتك اخا لي انا اريد ان اكلمك كأخت وكطبيبة ...لا اعلم كيف احببت الفتاة من مجرد نظرة "
"الامر لا يحتاج اكثر من ذلك "
"يا الهي بلى انه يحتاج ليس الامر انك أحببتها من اول نظرة المشكلة انك بنتيت احلاما حول هذا الحب بل انك تتوقع انها تبادلك اياه فحين انها حتى لا تعرفك "
"ستحبني اذا تزوجتني "قال رعود باقتناع
"ما الذي يجعلك متأكدا رعود هنادة فتاة مدينة لن تتزوج من اي رجل يتقدم لها يجب ان تتعرف عليه قبلا وفي أعرافنا هذا لا يجوز هذا اولا. اما الاهم من كل هذا هنادة لن تقترب من اي رجل ليس في الفترة الحالية على الاقل هي لا تدخل مكانا فيه رجال فهو يسببون لها الخوف "
"لماذا سال رعود مستهجنا"
"لانها تعرضت لصدمة وتحتاج لوقت طويل لتبرأ منها هنادة تعرضت لاشياء  كثيرة في الواقع لا يمكنها ان ترتبط او تفكر بذلك الان ..كنت افكر ان تاتي هنا لتعيش معنا لاني اعلم انها ستكون آمنة ومستقرة بعيدا عن الرجال لكن بعد قولك ذلك انا ..."
"لا احضريها وأعدك أنه لا تراني ابدا اذا كان بيتنا هو مصدر حمايتها واستقرارها اذن احضريها "
"وتعدنيج ان تنسى ما تفكر به عن الزواج لان الامر لن يسير بهذه الطريقة "
"أعدك قال رعود فقط معرفته بانها ستكون تحت ذات السقف معه سيكون كافيًا
"حسنًا لكن ذلك لن يحدث الان ليس بهذا الوقت انها تحتاج بعض الوقت اكثر لتعتاد وجودنا حولها "
قالت سما كلماتها لتنهي الموضوع بينما يدخل باقي افراد العائلة وينتقلوا لمواضيع اخرى
جلست العائلة الى مائدة الغذاء بينما الصغار بدؤوا بسرد قصصهم "سيكون لدينا رحلة بعد ثلاثة اسابيع رحلة سفاري الى  وادي زرقاء ماعين "قالت فوز بحماس
"لا أحبذ هذه الرحلات "قالت والدتها
"لا ارجوك امي اريد ان اذهب "قالت فوز باكية
"ماذا عنك ريحانة "تدخلت سما عندما رات امتعاض الفتاة الصامتة
"لا اعلم ان ذهبت فوز ساذهب "
الصغيرة المسكينة انها لا تفعل شيء سوى اتباع اختها فكرت سما يجب ان تكلمها
انتهى الغداء وانسحب الصغار الى دراستهم الشباب الى ما يفعلونه والكبار الى المجلس
"عمة سما "مد فايز الصغير راْسه من الباب
"نعم يا عزيزي قالت سما تشير له بالدخول
"لقد اخبرني سلطان صديقي في المدرسة ان ابن عمي ضعيف لانه يتحرك فقط خمس حركات في كل يوم بينما اخيه يتحرك اكثر من عشرة "
قال الطفل بحنق بينما عيون الكبار تراقبه ضحكت سما "وما أدراه "
"لا اريد لاحد ان يكون اقوى من ابن عمي فانا سأعلمه كل شيء "
"لا تصغي له "قالت سما بينما مرعد المبتسم تدخل
"وما ادراك ان طفلنا يتحرك خمس حركات "
"لقد عددتها بنفسي كل يوم أضع يدي على بطن عمة سما واعد حركاته"
نظر له مرعد كانه ارتكب جريمة "ماذا ؟؟"
لم يستطع رعود حبس ضحكاته على تعابير مرعد
"هل اهدرت دمك يا فتى "قال ضاحكا بينما صخر وصقر يشاركانه
"كيف يضع يده على بطنك "قال مرعد مستهجنا
"لا تهتم لما يقوله سلطان انت وعدي ستكونان اقوى اثنان في القرية كلها اذهب الان وادرس جيدا حتى تتمكن من تعليم ومساعدة عدي عندما الده "قالت سما تصرف الولد ثم نظرت الى مرعد
"ما بك انه طفل "
"وان يكن "قال مرعد ينظر الى صخر
"لا شان لي يا عم "قال متبرئا من ابنه مما جعل الجميع يضحك بما فيهم مرعد دخلت نزهة الى المجلس
"شيخ مرعد الشيخ مجحم هنا ويريد رؤيتك "
تبادل الأربعة رجال النظرات بينما الجدة فوز وضعت يدها على صدرها فزيارة الشيخ مجحم ليست بشير خير
خرج الأربعة الى مجلس الرجال ورحبوا بالشيخ مقدمين له فنجان القهوة الذي وضعه امامه لتحقق اسوء توقعاتهم
"اشرب قهوتك يا شيخ مجحم وحياك بالذي جئت به"
"جئت بطلبك للحق يا شيخ مرعد "
نهض صقر واقفا ليس نحن من يطلبوا للحق ان لاحد حقًا عندنا فنحن لا ننتظر من احد ان يطالب به "
"الامر يتعلق بعمك يا صقر عمك مطلوب للحق لانه ادلى بحكم ظالم وخان العهد "نظر مرعد اليه عيناه تكاد تخرج من محجريها
"ما كنت يوما ظالم ولا خائن يا شيخ مجحم "
"حجتك وحجة غريمك ستعرض وعندها سنحكم "
"ان كانت والدتي هي من طلبت منك فانسى الامر يا شيخ مجحم "قال صخر مستشيطا بينما صقر يكاد ينفجر
"والدتك دخيلتي وهي من طلبت مني ان أعيد حقها "
راغبًا بتحطيم كل ما امامه مرعد بالكاد تمالك اعصابه
"نحن نحلك من دخالة والدتنا انسى الامر "قال رعود بوعيد اكثر منه طلب
"الامور لا تحل هكذا هي ستبقى دخيلتي حتى أعيد حقها او تطلب هي العكس "
"اعتبرها طلبت غدًا ستكون عندك تحلك من طلبها" وعد صقر ينهي الامر
"اشرب قهوتك يا شيخ ليس نحن من ترد قهوتهم "تناول الشيخ مجحم فنجانه مدركًا انه لن يرغب بان يصعد الامر بينهم اكثر من ذلك فكما يبدو ان صبابة قد استغلته فها هم اولادها يكادوا ينفجرون غيظا من تصرفها انهم الصخور ومن المحال ان يقبلوا الظلم لوالدتهم الا اذا كانت بالفعل قد فعلت امرأ ما
خرج الشيخ مجحم مغادرا بينما تحرك صقر بعده مباشرة "انا ذاهب الى والدتي "قالت يتحرك بسرعة بينما صخر ورعود ينظرون الى عمهم
"عمي ارجوك ..."قال صخر
"ما بك يا ولد متى كانت تصرفات النساء تؤثر على حكمنا اذهب وعقل والدتك التي لا تفكر ابعد من انفها وقل لها ان تجلس وتهدأ يكفي فضائح تثيرها هنا وهناك "قال مرعد ناهضا لكن هاتف صخر الذي رن قطع خروجه تحدث صخر بإيجاز بينما تعاليم وجهه تشكي بالكثير
"لا ادري ما اقول ...قال صخر بعد ان اغلق الهاتف "
ما الامر سال مرعد مدركا ان هناك أمرا جللًا
"الطبيبة سما مطلوب لأمن العاصمة "قال صخر بينما مرعد ينظر اليه مندهشا وصقر يضع يده على راْسه ان كان ما يظن صحيحا فان اسوء كوابيسهم تتحقق

اكليل الصبار الجزء الاول من سلسلة (أني عشقتك) بقلم زهرة سوداء ּسوسن رضوانحيث تعيش القصص. اكتشف الآن