الفصل الخامس٢

6.3K 112 4
                                    

بادرته صبابة ما ان رأته يخرج من غرفته بعد ان تركها مع والدته وأبناءها تقف حائرة لا تدري ما تفعل وغادر كما يبدو غير ملابسه وأخذ هاتفه الذي علمت من طريقة حديثه انه يتصل على العمال ليحضر الجناح الجديد  "نحن لم نتفق على هذا "
"نتفق على ماذا ؟؟"
"هل حقا تريد الزواج منها؟"
نظر لها مطولا قبل ان يقول بهدوئه المعتاد"على ماذا تتعرضين صبابة على فكرة الزواج ككل ام على زواجي منها هي بالذات "
زمت فمها بطريقة يعرفها جيدا عندما لا يعجبها أمرا ما "الاثنان مرعد لا يمكنك ان تتزوج منها"
أخذ نفسا طويلا بمهل لا يريد ان يفقد أعصابه فعائلته كلما كما يبدو اصيبت بالجنون في اللحظة التي أعلن بها رغبته بالزواج
"لا يوجد شيء اسمه لا يمكنني صبابة اذا أردت ان افعل شيء فسأفعله"
تأجج الغضب داخلها لايمكن ان يحدث هذا الزواج لن يتم "انت وعدتني "
"الامر ليس بإرادتي انه حكم "قال ببروده المعتاد تتمنى احيانا ان تراه غاضبا منفعلا
"ولن تستطيعوا ان تعدلوا بين النساء وان حرصتم "..هل ستتحمل وزرا كهذا "
كان يعلم انها ستقول هذا فهو يعرفها والاهم يفهمها هي تظن ان بزواجها منه بتلك الطريقة قد امسكته وضمت انها ستكون الوحيدة لا تعلم انه لم يتزوج سابقا لانه لم يكن هو يريد ذلك كان مكتفيا بأولاد أخيه كعائلة له ولم يرغب بوجود امراة في حياته ولم يرغب بان يحزنها فهي ابنة عمه والدة ابناء أخيه دمه ولحمه كان مستعدا لعمل اي شيء لتبقى ضمن دائرته فهي ملزمة منه لكنها قد تمادت في الفترة الاخيرة وعليه وضع حد لكل هذا الهراء
"اكملي الآية الكريمة ..فلا تميلوا كل الميل "..انه لامر مؤسف ان ان تسيء انت المتعلمة فهم الآية وتلحقي بالركب الذي يفسر الامر على هواه ...هذه الآية وانت خير من يعلم لا تؤل بهذه الطريقة
المقصد ..فإن خفتم ألا تعدلوا بين الزوجات في القَسم وحُسن العشرة ونحوهما، فانكحوا واحدة، ولا تزيدوا على ذلكº وإنكم - أيها الناس - لن تستطيعوا أن تساووا بين النساء من جميع الوجوه، فإنه وإن وقع القَسم الصوري منكم، فلا بد من التفاوت في المحبة والشهوةº فمن كان منكم أميل بالطبع إلى إحدى
الزوجات، فليتقِ الله في البواقي منهن، وليعدل بين من كان تحت عصمته في الحقوق الشرعية، ولا يدعوه الميل القلبي  إلى إحدى
الزوجات إلى عدم إعطاء باقي  الزوجات ما لهن من حقوق شرعية
ما كان الله ليحاسبنا على أمور لا نستطيع السيطرة عليها ان ميل القلب في يد الله تعالى وحده لا نملك نحن عليه سلطان
اما الشيء الاهم ...فهذا كان شرطك من البداية ام انك غيرت رايك  انا مستعد لذلك وأكثر ان رغبت في زفاف ايضا انا لن اعترض انه حقك "
هل يتعمد قتلها قهرا نظرت له بمزيج من الاندهاش والحنق والرفض الصريح تريد ان تصرخ
"فكري جيدا صبابة لا تعطيني ردّك الان "
قاطعها متجاوزا لها ليأتيه ردها من خلف ظهره
"لا ...ابدا يا مرعد لن يحدث هذا ...لن"
عاد لمقاطعتها بلهجة صارمة تعرفها جيدا قد يكون هادىء الطبع لكن عندما يريد فبإمكانه ان يكون بركان هادر ينفجر في وجه من يواجهه
"اذن هذا نهاية الموضوع ..ومع ذلك ستبقين على عصمتي ومسؤولة مني في كل شيء وحتى لو غيرت رايك في يوم ما انت زوجتي وهذا حقك علي "
غادرها متجها الى الجناح  الذي سيبدا العمل فيه  على قدم وساق لتجديده لعروسه الجديدة
٥*٤
كان يوما مرهقا وعصبيا لكن مر بخير الحمد لله
ما ان عاد من القرية حتى دخل في دوامة اعلان زواج ابنه وابنته دون إيضاح الأسباب فكان عليه ان يعلن ان زواجهما هو نتيجة اختيارهما الخاص
غاب حتى انقضاء الليل فإلى جانب ذلك عليه ان ان ييتاكد من ان التزامه لعشيرة مرعد قد وصل دخل البيت مرهقا هي ساعات معدودة وتاتي الجاهة لابنته دخل المكتب سعيدا بنوم اهله فهو بحاجة لبعض الوقت لالتقاط انفاسه
كما توقع لم تكد الشمس تشرق حتى بدا رجال عشيرته بالتوافد بانتظار وصول مرعد ومن معه
توقع ان يرد مرعد له ما قدم لكنه لم يتوقع ان يحضر رئيس الأركان رئيس الأمن العام المخابرات ورئيس الديوان ومفتي الديار ليقوم بعقد قران ابنته وتخليعة عقد القران ثوب ابيض مطرز بالذهب الخالص حسنا لقد فاق توقعاته بدا جضعان بتقديم طلب الخطبة ثم طلب ان تحضر سما ليتم العقد
ما ان اختلى بزوجته حتى بادرته مندفعة "كيف  توافق على هذا الهراء منذر ؟!!"
أشار لها ان تخفض صوتها حتى لا يسمعها احد "اهدئي رباب ما بالك  عن اي هراء تتحدثين ابنتك ستتزوج من عائلة عريقة انهم الصخور "
"يا الهي الا يكفي اني وافقت ان تذهب وتتركني حتى تنتهي تلك المِحنة  الان انت ستحكم على ابنتي ان تمضي حياتها في تلك القرية الصحراوية ابنتي الطبيبة التي تعلمت في ارقى مدارس وجامعات العالم تتزوج من بدوي  ليس هذا فقط ابني انا يتزوج من طفلة لا تفقه شيء "
"تلك المِحنة لن تنتهي ابدا ابنتك كانت ستبقى تتنقل بين القرى لم يعد بامكانها ان تكون طبيبة هنا احمدي الله ان هذا البدوي سيتزوجها ويرفع حظها على الأقل لن يتساءل احد عن سبب وجودها هناك ولن يفتح موضوع قضيتها التي كلفتني الكثير ليتم ابعادها فقط دون طردها من نقابة الأطباء او التشهير باسمها  اما عن ابنك احمدي الله ان المشكلة انتهت على هذا الشكل "
"ما معنى هذا "
"هذا معناه ما فهمتيه ابنك كان سيقتل لولا لطف الله بِنَا  ابنتك لم تعد تستطيع ان تفتح عيادة او ان تعمل في اي مشفى هنا الجميع يعرف  لكن هناك في القرى يبقى الوضع افضل والآن بزواجها من شخص مهم وأهل للثقة سينسى الجميع هذا فهم سيثقون بموقف كبيرهم ثم انه ليس اقل قدرا منها انه شخص متعلم له مكانته وكلمته فلا تبدي مأساوية هكذا بل اشكري الله واسعدي لاجلها والآن نادها لاني سأعود الى الرجال ونبدأ المراسم "
هرولت فعليا الى غرفة ابنتها لم تكن تعلم حقيقة الوضع والان بعد ان عرفت عليها ان تسكت تلك الغبية وتجعلها توافق
"امييييييييي لا اصدق حتى انت ايضا "
صدمت من تبدل راي والدتها التي أمرتها ان تنزل في الحال لتجيب طلب والدها
"ابي انا لم اقصد ... "
"لقد اخبرني مرعد بكل ما جرى  "
"لكني لم اعتقد ان الحل سيكون  الزواج "
"ماذا تظني انه سيفعل انه مجلس عشائري احمدي آلُلُه انه انتهى الى ذلك  "
"لم أكن اعلم عادت سما تردد كالمجنونة  "
"وها هو حدث يا ابنتي مرعد رجل جيد لم أكن لاوافق على زوج لك افضل منه وهو يريدك والا ما كان قد جمع كل هؤلاء الرجال لياتي الى هنا مع انه غير  مضطر نحن من يجب عليهم إرسالك"
لا تعلم لما أسعدتها  كلمات ابيها  مع انها لا تستوجب ان تسعد لما هي فيه حتى ان سعادتها تنغصت بجملته الاخيرة انها زوجة بحكم المجلس  يا الهي اي جنون تلبسها لتفعل لكن لا يجدي اللوم والندم الان  شيئا ليس امامها سوى الموافقة وبعد ذلك لكل حادث حديث
"حسنا ابي افعل ما تراه مناسبا"
"كلا مرعد يريد سماع موافقتك صريحة وامام الجميع "
عاد الغضب يغلي في داخلها كم هو مهم له ولقومه وكم يسعى لإرضائهم وإرضاء عاداتهم هل يجب عليها ان تنطقها امام الجميع   هل يمعن باحراجها حسنا لن تسامحه ابدا على ذلك اي ورطة غبية حمقاء وضعت نفسها بها
وقفت تنظر الى نفسها في الثوب الذي احضره مرعد لعقد قرانها لا يمكنها ان تتهمه بقلة الذوق فثوبها الابيض اشبه بقفطان مغربي يكسوها بالكامل مع غطاء للرأس هل يعتبر ثوب زفاف  مبالغ بأناقته  وبساطته ترى هل اختاره هو ام صبابة يا ويلي فكرت سما صبابة لم تقبلها كضيفة كيف ستقبلها كضرة
نزعت الفكرة من بالها وتقدمت من مجلس والدها الذي كان ينتظرها امامه مع اخيها مؤمن الذي نظر لها "يبدو انه قدر علينا ان نتزوج مجبرين "
"توقف عن الامتعاض مؤمن وهيا لندخل اختك وحذار من اي تصرف غير لائق التزما الصمت فهذا افضل ما تقدما "
دخلت سما الى المجلس الذي كان ممتلاً بالرجال عمها واولاده وأقاربها وبعض اخرون ميزتهم وزراءواعيان وبعض وجوه القرية مرعد وابناء اخيه وعند مرعد توقفت نظراتها هل كان عليه ان يرتدي زيه الرسمي فهو يبدو كسلطان يجلس بين الرجال الذين بدو كصور باهتة بجانبه جلس الى جانب والدها واخيها في الوسط جلس الشيخ مع كتابه الكبير والى جانبه من الناحية الأخرى مرعد وابناء اخيه
"هل توافقي سما منذر الصافي على الزواج من مرعد رعاد الصخور على المهر المسمى مئتان الف دينار مقدم ومليونان مؤخر على سنة الله ورسوله وعلى مذهب الامام الشافعي "
"اقبل "قالت سما بهمس
"من وكيلك "
"والدي "قالت سما ليتقدم والدها الذي وضع يده بيد مرعد يعيدان قول الصيغة التي يلقنها لهما الشيخ
غاب باقي ما حدث عن ذهن سما فقد سمعت التبريكات وهي غادرت الغرفة بعد ان اخبرها والدها تشعر بانها فارغة هل تم الامر هل أصبحت زوجة مرعد ساقتها قدمها الى والدتها التي نظرت لها "لا باس يا ابنتي "قالت والدتها
"لما يحدث لي كل هذا ؟سالت سما مستنكرة
"لا تحزني يا سما عزيزتي الامر ليس بالسوء الذي تظنيه"
"كيف امي انا متزوجة زواج دية وفوق هذا الجميع يعلم اني ألقيت نفسي عليه  تريدي اكثر انا منفية الى قرية صحراوية لاني طبيبة فاشلة "قالت سما صارخة قبل ان تذهب الى غرفتها وتغلق الباب عليها وترتمي على سريرها غير قادرة حتى على البكاء تشعر بالفراغ يتسلل اليها كظلمة ليل حالكة

٥*٥
طلب منذر من مرعد ان تبقى سما الليلة عندهم على ان يتم ايصالها غدا الى القرية لكنه رفض
"ساتي انا لأخذها بعد الظهر "ابلغه مرعد قبل ان يغادر ومن منعه
تنهد منذر براحة لقد انتهى كل شيء يمكنه ان يرتاح الان ويطمئن ان اسمه او عشيرته لن يمسها اي سوء وان مستقبل ابنته قد استقر بزواجها اما ابنه فهو قصة اخرى سيتركها لوقتها لتعالج
**********
تشعر بنار مشتعلة داخلها حريق عاصفة غضب هوجاء لقد فعلها ابن الصخور ، وها هو يكسرها
الا يكفي حسرة القدر التي حطمت قلبها
تريد ان تصرخ ان تنوح  ان تبكي ضياع حبها ...ما زالت تذكر ذلك اليوم الذي دخلوا اليها به يحملون الخبر المشؤوم بوفاة زوجها ابن عمها حبيبها
ذلك اليوم الذي اعلنت فيه موت قلبها لما القدر قاسي معها هي بالذات لما يخطف الموت زوجها لما يكتب عليها الترمل وعلى اولادها اليتم ولما يفرض عليها ان تتزوج اخاه لتبقى في بيتها
ولما يسوق الزمن لها طبيبة الشؤم لتأتي وتنازعها مكانتها ...هي الاحق بها هي الاحق بان تكون  كبيرة البيت شيخة الصخور هي صبابة ابنة الحسب والنسب زوجة عدي الصخور كبير العشيرة وابنة عمه تاتي تلك النكرة وتاخذ مكانها لااا هزلت هي ومن معها ان ظنوا انها ستصمت فهم واهمون
انه حقها حتى وان تزوجت من مرعد هي لن تكون سوى دخيلة علقة التصقت بهم  ، وهي لن تسهل شيء عليها
عن تلك الفكرة ارتدت صبابة افضل ملابسها وخرجت من جناحها تنظر بكره الى باب غرفته الموصد قبل ان تتوجه الى خارج الجناح
عمل وتحضيرات حولها جعلت الخدم ينظرون لها بريبة كانهم لم يتوقعوا حضورها اتجهت الى مجلس العائلة حيث تعلم جيدا ان مرعد ووالدته الجدة فوز سيكونان هناك
دخلت ليطالعانها بنظرة تسآل من مرعد و ترقب من الجدة تعشق ان تفاجأهم بتصرفاتها
"لا ادري ما الداعي لكل هذه التحضيرات انه زواج دية كما اعلم "خاطبتهما بأسلوبها المترفع
"انه زواج دية ..لكن هذا لا ينفي انها ستصبح زوجتي وستكون من ال بيتنا كما ستكون صبابة الصغيرة  من ال بيتهم لذا عليك ان تدركي اننا لن نعاملها بجفاء لان هذا الزواج لن ينتهي بمدة ولا بحدث هو زواج دائم وكما انت ستكون هي
صبابة لا تفعلي شيء ينقص من قدرنا او يسيء له
نحن عشيرة معروف عنها الكرم والجود  السيرة الطيبة ولا يضام من يدخل بيتنا "
مع كل من كلماته لم تسمع سوى كما انت ستكون هي
هذا لن يحدث ابدا أقسمت صبابة في داخلها لن تكون صبابة ان لم تخرجها من هنا خروج ليس بعده عودة نظرت الى مرعد بكشرة تجيدها "هل ظننت انني قد أغار منها ان كنت ..."
قاطعها مرعد "لااا ، انا لا اظن ذلك لكني اردت ان اوضح لك ..ان تصورتي ان تعامليها باقل من قدرها كزوجة لي فأعيدي التفكير لان ذلك لن يحدث
ما دمت حيا وما دامت تحمل اسمي "
فكرت صبابة بغيظ وهي تغادر المجلس بينما عينا الجدة ومرعد تراقبها
ما دامت زوجتي !! حسنا مرعد فلنراهن على ذلك
٥*٦
ليلة قض المضاجع  سما ما عرفت للنوم طعم وهي تفكر بِمَا  سيحدث كيف ستكون حياتها الان
مرعد يسهر مفكرا بعد ان اطمئن ان العمل انتهى في جناحه الجديد ترى ماذا ستكون ردة فعل سما عند دخولها اليه كزوجة له
مؤمن يحضر اوراقه لقد اتخذ قرار سيرحل ان كانوا زوجوه مرغما فان قبوله له هو خياره
صبابة الصغيرة تشعر بالراحة لا تعلم لما ربما كلمات والدتها وجدتها هدأتها وربما تفكيرها بان مستقبلها قد تغير للافضل
جلست فوز الجدة تنهي دعواتها وتلاوتها لربما ان آلُلُه قد غير الحال بما حدث ولربما انه اشفق عليها اخيرا وسيجعلها ترى ابنا لمرعد
صبابة الكبيرة وقفت تنظر الى الفراغ في غرفتها تتذكر ماضي بعيد بعد ان توفي زوجها اتى والدها لأخذها لكنها رفضت وصممت ان تنهي عدتها في بيتها مع اولادها مر عام وآخر قبل ان تلاحظ ان وجودها بدا بالانحسار ولم تعد صبابة زوجة الكبير وأخو زوجها بدا يخطو نحو الرجولة وياخذ مكانه ككبير العشيرة ماذا تفعل لتبقى مكانتها كما هي ولتضمن ان لا تاتي اخرى وتنازعها عليها ويبقى آبناءها كبار العشيرة من بعد عمهم فكرت لليالي حتى توصلت لحل تطلب منها كل ذرة جرأة منها لتلتقي بمرعد وتطلب منه ان تتزوجه حفاظًا على عائلتها لانها لا تنوي الرحيل عن بيت العائلة ولا تنوي ان يكبر اولادها بعيدا عنهم كان شابا صغيرا بالنسبة لها لن تجد صعوبة بإقناعه الحمية ستأخذه لاجل ابناء اخيه فهو بمثابة اخ اكبر لهم تم الزواج سريعا وبصمت فقط اعلان صغير يثبت انها أصبحت زوجة مرعد ليلة زفافهما حملت نفسها اكبر قدر من التحمل لتصبر على اقترابه منها كزوجة الشيء الوحيد الذي لم تتجهز له هو ردة فعله بعد ان ابتعد عنها
"لما طلبت ان تتزوجيني مني صبابة ام انك لم تتوقعي ان تكون حياتنا طبيعية واياك قول العكس فكل خلية فيك ترفض حتى ان تشاركني ذات الهواء الذي اتنفسه ما الذي تريدينه ... هل ظننتي اني لن اقترب منك كان يمكنك ان تطلبي ذلك انا لم اكن لاجبرك على شيء لا ترغبيه انت تزوجتني لتبقى هنا وتبقي الكبيرة كان يمكنك ذلك دون ان تتزوجي لكان ذلك خيرا لك "
"ليس الامر هكذا سرعان ما ستكبر وستتزوج وعندها سيغيب ذكر زوجي وانت لن تعود تهتم بابنائي سيشغلك أبناءك عنهم سيكون مجرد أيتام يتسولون اهتمامكم نظر لها مرعد بغضب اي عقل ملتوي تملك -لا تنظر الي بغضب هذا ما سيحدث اردت ان امنحك حياة زوجية تغنيك عن الزواج وابنائي هم أبناءك لكني لم استطع خيال عدي ما زال يسكنني "
"انه امر رائع ان تخبريني بهذا الان "قال مرعد غاضبا "ما الذي تريديه ؟"
"ان أبقى زوجتك وانت تبقى تهتم بأولادي وخصوصا رعود انه صغير وان تعدني ان لا تتزوج علي قالت تمسك طرف شماغه الذي ارتداه الان متاهبا للخروج أعطني وعدك "
"لا تقلقي بعد تجربتي معك لااظن انني ارغب باعادتها مرة اخرى انا لن اتزوج ما دمت لست مرغما على ذلك وبالنسبة لك ،اعطيك وعدي اني لن اقترب منك ابدا الا في حالة واحد اذا طلبت انت وارجوك عندما تفعلي تأكدي مما تريدي فعلا " قال كلماته وغادر مخدعها ولم يدخله بعدها ابدا لا هو اقترب ولا هي طلبت وطوال عشرون عاما حافظ على وعده ولم يفكر بان يتزوج عليها كان كل شيء بخير حتى ظهرت طبيبة النحس عرفت انها تجلب الشؤم منذ رأتها وها هي قد جلبته ومدت جذورا لها داخل البيت لكنها لن تصمت ولن تقبل بان تنافسها على مكانتها
٥*٧
الصباح ولادة يوم جديد امل حياة تشرق الشمس وتملأ الارض بالضياء بعد ان كساها السواد لفترة طويلة تجلي الغشاوة عن عيوننا ونرى اشياء لم نكن نراها من قبل فكرت رباب والدة سما وهي ترى زوجها المنهك يدخل الى غرفته لم يسبق لها ان تدخلت في شؤونه هي فقط زوجته ام اولاده والواجهة الاجتماعية التي يلتقي بها رجال الدولة تحركت من مكانها تتقدم اليه بعد المواجهة التي سبقت عقد قران سما هي لم تره ولم توجه له اي كلمة
"انت متعب "قالت تساعده على خلع سترته
"انا منهك يا رباب خلال اليومين الماضيين مررت بالكثير كدت ان افقد ولدي ومكانتي وسمعتي "
"لم يسبق لي ان تدخل في شؤون عملك لكن اجد صعوبة بهذا هذه المرة انهم اولادي لا اعلم او حتى ادرك ما الذي حدث لكني لست مرتاحة وانا ارى ابنائي يعانون القهر  والامتعاض "
"اهدئي رباب انهم ابنائي ايضا لا تظني انني يمكن ان افعل شيء ضد مصلحتهم "
"افهم ذلك بالنسبة لسما لكن مؤمن ..."
"مؤمن تم انقاذه بهذا الزواج اعلم انها صغيرة وربما لن تناسبه فهما من بيئتان مختلفتان لكن انت موجودة ستساعديها لتكون مثلك وتكون ذات فائدة له "
"هل هكذا ترى الزواج منذر لا اصدق فائدة !! ليكن آلُلُه في عون ابنائي"قالت رباب متبرمة لكن للحق هي لا يمكنها الاعتراض فلطالما اولادها كانوا الشيء الأخير الذي قد يتهما له هي او زوجها لقد تركوهما في مدارس داخلية منذ كانوا في سن السادسة لا يمكنها الان ان تشكي قلة التواصل او القلق على مصيرهم
*************
انطلق الى المدينة ما زالت أفكاره ثائرة الكثير من الظنون تتضارب داخله يعلم انه مقبل على خطوة صعبة انهما من عالمان مختلفان سيطلب منهما وقتا حتى يعتادا على بعضهما لكن كم سيستمر هذا الوقت فكر مرعد يشق طريقه متجها الى الصائغ
*********
لقد حضرت كل شيء سنوات للتدريب التي تعلمتها جعلتها تتعامل مع اي طاريء بسهولة لقد وزعت الدعوات واتصلت بشركة التنظيم كل شيء معد لحفلة بسيطة يحضرها بعض الصحافيون لإعلان زفاف ابنتهم فكرت رباب تنقل نظرها لتعطي رايها في اخر التجهيزات قبل ان تنتقل الى القسم الاخر من المنزل حيث ينتظرها مندوبين ثلاث دور ازياء ستحضر من خلالهم كسوة ابنتها في حياتها الجديدة كزوجة رجل بدوي
*********
طرقات على بابها جعلتها تخرج من شرودها الفارغ
"ادخل "قالت سما بصوت متعب ليطل اخيها مؤمن عليها من باب الغرفة نهضت سما من سريرها فقد اكتفت من تمثيل دور الناعسة
"اتيت لاودعك "
"ماذا ...هل ستسافر سالت سما باندهاش "
"اجل ساذهب في بعثة ربما تمتد لعامين ...."
قاطعته سما "ماذا عن صبابة "سالت تلاحظ عدم الفهم على وجه اخيها"زوجتك خطيبتك لقد قال ابي ان الزفاف سيتم نهاية العام "
"لقد أرغموني على عقد القران لكن لا شيء يرغمني على اتمام الزفاف ..."
"لا اصدقك مؤمن هذا ليس تصرفا مسؤولا منك ما ذنب الفتاة انها مجرد بنت بريئة مليئة بالأحلام كيف تستطيع ان تؤذيها هكذا "
"رائع انت لم تصبحي زوجة عمها بعد وها انت تدافعي عنها باستماتة"
"لا شان لزواجي بدفاعي عنها انا أدافع عنها لاني اعرفها جيدا هي لا تستحق ذلك انها فتاة متفوقة تتمنى ان تصبح طبيبة وتسعى لتحقيق حلمها ..."
"جيد لها فلتعمل لتحقق هذا الحلم "قال ساخرا
"هي لا تنتظرك لتخبرها اسمعني مؤمن افهم رغبتك بالابتعاد انا لا ألومك لكن ليس من حقك ان تحكم عليها دون ان تعرفها حتى وانا لن اسمح لها بان تؤذيها باي شكل هل تفهم اذهب ابتعد الان لكن عندما يحين وقت زواجك صدقني لن أتوانى لحظة عن سحبك وجرك جرا لتتمة انا لن اسمح لك بان تهينها بهذه الطريقة "قالت تلتمع عيناها بحنق
"هل تهدديني من اجلها "قال مؤمن مندهشا
"واكثر مؤمن فعلى عكسك يا اخي الذي تدير ظهرك لي في يوم زواجي في اليوم المفترض ان تقف في جانبي انا تعلمت عندهم ان من يأكل مع شخص في ذات الطبق مرة فان له عليه حق الوفاء والاخلاص وهذا ما سأفعله بغض النظر عن ظروف زواجي انا ادين لهم بالوفاء وخصوصا لمرعد "قالت سما تدرك فجاة عمق كلماتها هي فعلا تدين له بالوفاء لمرات كثيرة كان هو منقذها بها
نظر مؤمن الى اخته التي يراها لاول مرة بهذا الشكل اقترب منها وقبل جبينها "اعلم انني لست الأخ الذي تفخرون به ..."
"اخرس مؤمن انت لست في قلبي او عقلي لتفسر تصرفاتي انت اخي بعض النظر عن طريقة حياتنا وعن ابتعادنا عن بَعضُنَا انت اخي وانا لن اريد لك الا الخير فكر فيما قلته لك اعط نفسك ولها فرصة "
أومأ لها مؤمن قبل ان يبتعد الى الباب "على فكرة لم اكن سأسافر الان سفري بعد سيكون في ساعات الليل  فانا لن اتركك وحدك في يوم زفافك "
قال مؤمن مغادرا وكلمات اخته تعود الى راْسه قبل ان يهز راْسه ليبعدها حتى وان كانت مثل ما قالت اخته الا انها لا تزال طفلة بالكاد تخطو اولى خطواتها في الحياة
***********
الطرقات الثانية على بابها جعلتها تنتفض من افكارها لمرة ثانية نهضت تفتح الباب هذه المرة لترى والدتها تقف تحمل ثوبا "هيا علينا ان نحضرك سياتي زوجك قريبا لاخذك "
نظرت سما الى والدتها ...كانت دوما عملية تنجز وتحضر ما يوكل اليها بكل براعة لكنها ولا مرة اظهرت رايها او قالت كلمة خارج المساق تنهدت سما بيأس فلا فائدة من مجادلة والدتها فكما يبدو انها مصممة ان تتم كل شيء على اكمل وجه
***********
وصل الى بيت والدها الحركة امامه أعلمته ان هناك احتفالا مقاما يبدو ان هذا سبب تأجيل والدها له دخل البيت ممتعضا فهو يدرك كيف عي احتفالاتهم لكن على كل انه وضح النهار
استقبله والدها عند الباب يرافقه اخيها مؤمن الذي لسبب ما لا يشعر  بالراحة له كان هناك عمها وبعض الاقارب
"اردنا إقامة حفل صغير بمناسبة الزفاف "قال والدها يبتسم له رغم علمه انه من عشيرة كبيرة وأنهم ظاهريا يحافظون على التقاليد الا ان عليه الاعتراف ان اهل المدينة يمتازون بحب المظاهر المفرط وقف الى جوار منذر الذي اصبح حماه الان وبعض رجال العائلة ليأخذوا صورة معا
"كنت اريد ان ارى سما "قال مرعد لمنذر
"ستخرج بعد قليل "
"لا اريد ان أراها على انفراد "
"حسنا قال منذر تفضل صحبه الى الداخل متجهان الى الصالون الصغير في قصره وقف مرعد في المدخل ينظر بصمت قبل ان يتنحنح حماه "سما لقد حضر زوجك "
**********
لقد ارتدت ثوبها الأنيق الذي اختارته والدتها لها طويل له كمان يبدو ان والدتها قد ادركت ان حياتها القادمة ستحمل معها تغيرا جذريا بملابسها ونمط حياتها وهذا ما جعلها تختار خزانة ملابس كاملة لها تم إرسالها الى بيتها الجديد ولابد ان المسؤولة قد انهت ترتيبهم الان
دخل الى الصالون الصغير ينظر لها بعتب "اذن صغيرة العائلة تتزوج وابن العم الحبيب اخر من يعلم هل هذا مقصود لكي ابتعد عن الطريق بصمت "قال سليم ابن عمها بطريقته المشاكسة المعتادة
"تعلم جيدا انك لم تكن ابدا على طريقي سليم "ردت بمشاكسة اكبر
وضع سليم يده على قلبه بطريقته المسرحية "انت قاسية سما كنت اظن اننا نحب بَعضُنَا "
"انا افعل لكنك اخ لي سليم "
"تنهد سليم لم اكن لامانع لو تزوجت بك "
"توقف الان هذه الامور لا تتحمل المزح "
"حسنا اني اتحدث بجدية "
"هلا سمحت لا داعي لهذا الحديث الان "
"اذن هل تسمحي لي بضم العروس وتمنى السعادة لها قال يفتح ذراعيه قبل ان تخطو سما بينهمويضمها سليم اليه كانه مسافر يسلم على حبيبته بعد طول غياب سمعت سمانحنحت والدها مما جعلها تلتفت اليه لترى عينين مرعد التي ترمقها بتسلط ابتعدت عن سليم الذي لاحظ الان وجود عمه ومرعد "اه ...مبارك يا عريس "تقدم سليم منه يمد يده ليسلم عليه نظر مرعد الى يده لثواني قبل ان يمد يده ليبادله السلام "شكرًا لك "
"انتبه الى ابنته عمي فهي غالية علينا"قال سليم كلماته يقصد التخفيف من حدة الموقف "نحن لا نوصى على نساءنا ...مع ذلك اطمئن "قال مرعد باقتضاب أشار منذر الى ابن اخيه ليخرجا معا
"حسنا ...نراكم "قال سليم وهو خارج
نظرت سما اليه بارتباك فهو يقف مكانه بضع يده خلف ظهره ولا يبدو عليه انه يريد ان يتحرك
"تفضل "قال سما تشير له بان يجلس لكنه لم يجيب سوى بان رفع نظره اليها نظرته قاتمة لا تنبا بالخبر زم شفتيه كانه يسطر على نفسه "اياك ان يتكرر هذا المشهد مرة اخرى "
نظرت له سما باندهاش "انه ابن عمي وبمثابة اخ لي "
"اذن لتحافظي على ابن عمك سليما احرصي ان لا تجاوز اقترابه منه السلام العادي فأنت لا ترغبي بان انتزع ذراعاه اذا رايته يضمك مرة اخرى "
صمتت سما تحاول ان تستوعب سبب تصرفه
"تعالي"قال لكنها وقفت بارتباك تنظر اليه
"سما "قال بنفاذ صبر تحركت خطوتان باتجاهه مد يده لتقدم يدها له "الاخرى "قال عندما اعطته يدها اليمين اخرج العلبة من جيبه ليقدم لها خاتما ومحبسا ويلبسها اياهم في خنصر يدها اليسرى بعد ان انتهى "جهزي نفسك سنغادر "قال خارجا
لاقاه والدها عند المدخل "سيد مرعد اريد ان اكلمك قليلا"بادره منذر واتجها الى غرفة مكتبه
"تفضل قال منذر ..انا لن اطيل عليك لكني أريد ان اخبرك شيء بخصوص سما هي وأخويها وخصوصا مؤمن لم يعيشا حياة أسرية عادية كنت دائم السفر والانشغال عندما كانوا صغار لذا فقد أدخلتهم مدارس داخلية في الخارج ولقد عاشوا مل حياتهم هناك لك نتواصل معهم الا بأوقات قليل وكان ذلك في مبنى المدرسة قد يكون ابنائي عرب لكنهم لا يعلمون شيئا عن عاداتنا ولا حتى عن ديننا انا اخبرك هذا حتى تصبر على سما وتعلمها لانها فعليا لا تعرف شيء "
نظر مرعد اليه اي اب هو هذا الذي يترك ابناء ينشؤون بعيدا عنه حتى لو كان مشغولا بالعمل
"اعلم انك تظنني أسوا اب لكن ..."
"لا انكر ذلك سيد منذر لكن من الجيد  انك أخبرتني لأعرف كيف اتعامل معها هلا أخبرتها اننا سنغادر "
"اجل بالطبع قال منذر تبدو عليه علامات الراحة لكن لدي طلب نريد اخذ صورة عائلة قبل ان تغادرا"
"حسنا "قال مرعد على مضض 
٥*٨
ركبت سما السيارة معه وجلست هادئة بعد قاما بجولة بين المدعوين اعادت طرف الوشاح الذي تضعه على راسها متذكرة آنه رفض ان تخرج دون وضعه حتى الصورة صمم على ان تضعه فيها
"انت صامتة" قال مر عد متسائلا فهما فد غادرت منذ عشر دقائق كاملة وسما ما تزال صامتة
"لا يوجد ما اقوله"
"غريب الطبيبة سما لا تجد ما تقوله "عاد أسلوبه الظريف مرة اخرى فكرت سما قليلا ثم قالت
"ما كان رد فعل صبابة على زواجنا "
"ستعرفي عندما تصلين "ظريف
"لما طلب الزواج مني ؟"سالت سما السؤال الحائر في عقلها والذي ينتظره مرعد منها
"انا لم اطلب ... كما اذكر انك انت من طلب ان تكوني من اهل بيتي "
قضبت سما حاجبيها الغضب لن يفيد حدثت نفسها
"لم أكن اعرف ..."
"هذا لم يعد مهما الان انت زوجتي مهما كان السبب "
"سيد مرعد انا ..."
"سيد ! اظن اننا تجاوزنا ذلك اسمعي سما اتركي التفكير باي شيء الان اخبريني عن نفسك اين درستي الأماكن التي زرتها الأشياء التي تحبيها..."
"لقد درست في مدرسة داخلية في سويسرا وفرنسا منذ ان أتممت السادسة حتى تخرجت "
"اين كنت تقضين العطل "
"اما في المدرسة او ترتب لي رحلة لإحدى المزارع او المنتجعات عندما أصبحت اكبر "
"الم تكوني تري اهلك "
"لا والدي كان دبلوماسيا ينتقل من بلد الى وما ان استقر حتى أصبحنا اكبر واعتدنا ان نكون وحدنا لكن كنت ارى اخواني عادة كلما سمحت الظروف لنا "
"وكيف كانت حياتك هناك "
"لم يكن لي الكثير من الأصدقاء تعلم كوني عربية  البعض كرهني فقط من اجل اصلي "
"هل كانوا يؤذوك "
"لا يمكن ان تصنفه كأذى فهم اذكياء في هذه النقطة ..نظر لها مرعد بعدم فهم ابتسمت بمرارة تعلم هناك غرف ألعاب خزائن نضطر احيانا لوضع او اخراج شيء منها عندما كنت ادخلها كان الباب يغلق بطريقة ما وابقى في الداخل محجوزة في الظلام وأحيانا كانوا يبدعون في المؤثرات المرعبة ليزيدوا خوفي وعندما علموا مدى تأثري وخوفي من الأماكن المغلقة والمظلمة كان هذا بمثابة جائزة لهم "
"كم كان عمرك عندما فعلوا بك هذا اول مرة "
"كنت في السابعة ربما اقل قليلا "
يا الهي نظر مرعد لها متخيلا سما الطفلة ضيئلة الحجم خائفة ووحيدة في خزانة معتمة ومغلقة ولا يوجد احد يساعدها
"لابد ان يكون لك اصدقاء يساعدونك "
"اجل لكنهم قليلون وعادة يكون الأغلب لجانب الأشرار فهم اقوى "
"ليس صحيحا "
"اوه بلى صدقني لقد عشت ذلك بنفسي ...حسنا لقد أخبرتك عن نفسي اخبرني انت "قالت سما تنهي الحديث فهي لا تريد ان تتعمق اكثر في ماضيها وان تخبره بكل الحوادث الماساوية التي تعرضت لها كحادثة التحرش مثلا
رفع مرعد كتفيه "تعلمي اعمل مامورا في المتصرفية كان لدي ثلاث اخوان توفوا اثنان في عمر الطفولة واخي عدي كان في الثلاثين ولدي ثلاث اخوات بنات سترينهم بالتاكيد درست علوم عسكرية وقانون وحاصل على ماجستير علم النفس والجريمة ..نظر الى اندهاشها هل هذا لائق كفاية لكونك طبيبة "قال ساخرا
"انا لم اقصد لكنك أدهشتني لم اعتقد انك درست كل هذا "
"لقد كان لدي الوقت فاستغللته"
"هناك فرقا كبيرا بينك وبين اخيك عدي تقريبا اثنا عشر عاما هذا غريب "
"لا ليس غريبا لقد أخبرتك ان لي اخوة توفوا ولي اخوات انا الاصغر بينهم "
"اه أخواتك متزوجات "
"اجل ثريا الكبيرة تزوجت من ابن عمي عبدالله اخو صبابة اما الباقيتان فقد تزوجتا ممن أقارب ابعد "
"هل الجميع يتزوج الاقارب "
"على الأغلب "
"اذن ما كانت ردة فعل اقترب عندما تزوجت صبابة الصغيرة من اخي "
"لا شيء ..نظرت له بعدم فهم زواج صبابة من مؤمن هو حكم يا سما لا يمكن ان يعترض علي احد"
"وزواجنا؟!"
"ذات الشيء "قال منهيا كلامه فقد وصلوا الى بيته نظرت سما مستغربة متى انقضى الوقت ووصلوا
أوقف مرعد السيارة امام بيته
"قبل ان ندخل اريد منك شيء ...والدتي اريد منك ان تطيعيها فهي ستساعدك على الاستقرار هنا وصبابة ..تعاملي معها بهدوء اعلم ان لها اسلوبا استفزازيا لكنها اكبر منك تجاوزي عن تصرفاتها "
نظرت له ترغب بان تسأله هل اوصيتهم بي اومات براسها قبل ان تفتح الباب "انتظري "قال مرعد ينزل من سيارته ويتجه الى بابها لتنزل وتسير معه
دخلا البيت ليرووا افراد العائلة مجتمعين والوجوم هو الصفة البارزة على وجوهم
نهض رعود من مكانه"كيف يحدث كل هذا وانا اخر من يعلم لما لم يخبرني احد "يا الهي كيف تجرا اخيك ودخل بيتنا "قال رعود متقدما من سما مما جعلها تفزع بطريقة مبالغ بها وتتمسك بذراع مرعد
نظر مرعد مستغربا ردة فعلها تراجع رعود "انا لم اقصد "كنت احاول المزاح لقد اردنا عمل مقلب بكما "
تقدمت الجدة فوز من سما تقبل خدها اهلًا بك في بيتك "قالت لتتبعها الباقيات كان منهم ثلاثة عرفن عن أنفسهن أنهن اخوات مرعد كانت صبابة اخر من تقدم من سما تبارك لها
"اتمنى ان تدركي ما اقحمتي نفسك به "قالت عندما مالت تقبل خدها مما جعل سما ترتعش جلست سما في مجلس النساء وتبادلت الحديث معهن الا انها لم تغفل عن نظرة صبابة التي تراقبها كنسر مستعد ان ينقض عليها باي لحظة
***********
"لم اقصد ما حدث اردت ان امزح "عاد رعود ليبرر ما فعل
"متى تكبر وتصبح رجلا لقد أصبحت في الثلاثين وما زال عقلك صغيرا "علق صقر
"وانتم لستم افضل منه لقد ظننت ان هناك حدثا جللا قد حدث عندما دخلت ورايت الوجوم مسيطر على وجوهكم "
"اراهن انك فكرت في امي "قال رعود ضاحكا لكن النظرة الصارمة التي رماه بها مرعد جعلته بصمت
"اتمنى ان تفكر قليلا قبل ان تنطق "قال مرعد
مر الوقت سريعا
"لا بد انك متعبة يا ابنتي هيا لتدخلي الى جناحك "
"انا سأوصلها "قالت صبابة تبتسم "انها ضرتي "
نظرت لها الجدة بحذر لكنها لا تريد ان تقلق سما
"حسنا تصبحي على خير اراك غدا "
سارت معها الى جناحها وعندما تاكدت انهما بعيدتان عن مرمى السمع "لست ادري بما كنت تفكرين عندما عرضت عليه الزواج هل غرك مركزه كان يمكنك ان تتزوجي من اي شخص اخر لا يقل عنه مركزا لما هو وانت تعلمين انه متزوج لقد ضررر نفسك انا اشفق عليك فأنت لا تعلمي ما الذي أقحمت نفسك به "
نظر لها سما غاضبة "اولا انا لم القي بنفسي عليه ثانيا هل حقا تظني انني طامعة بمركزه ابتسمت سما ساخرة الا تعرفي من انا قم ما الذي أقحمت نفسي به "
"تعلمي ان مرعد بلا اولاد ولم يكن يرغب بالزواج لإنجازهم لانه لا توجد فتاة عاقلة تتزوج من رجل متزوج من ابنة عمه لانها ستكون دوما الثانية وفي المرتبة الاخيرة عنده بعد امه واخواته وابنة عمه لذا عندما لم نرزق بهم اكتفى مرعد بأولادي لانه يعلم جيدا انه لن يجد فتاة تقبل بالزواج به لكن يال القدر لقد ساق آلُلُه له فتاة غبية كفاية لتعرض نفسها عليه وليضمن اكثر ان لا يكون هناك فكاك من زواجك منه قرر ان يضيف الحكم عليه مع انه كان كافيا ان يحكم على اخيك لذا انا اقول لك هل تعلمي ما اقحمتي نفسك به ولازيدك هو لن يحضر لك الليلة حتى يطمئن على والدته واخواته وعلي انا وبعدها سيأتيك  انت تعلمي انا ومرعد متزوجين من عشرون سنة نفهم بَعضُنَا ولدينا حالك من الاعتياد هل تظني انك قادرة على تغيير ذلك ستكوني انت دوما شيء ثانوي في حياته تعودي لانه هذه ستكون حياتك "
فتحت لها باب جناحها وتركها تدخل ثم أقفلت مبتعدة سعيدة بنظرة الصدمة التي علت محيا سما
مرت ساعة والثانية وهي تنتظر والانتظار جعل مشاعر الغضب والقهر تتخمر داخلها وتتضاعف يا الهي كيف كانت بهذا الغباء لقد كانت ستسلمه نفسها لقد أقنعت نفسها بزواج العقل هذا وفكرت ان اي مشاعر قد تنمو بينهما مع الوقت لكن لا هي لن توافق ان تكون في المرتبة الاخيرة ابدا
فتح باب جناحه ودخل لقد تعمد أقاربه وابناء اخيه المشاكسين السهر طويلا حتى يبقى معهم ويبعدوه عن عروسهكك
كانت كم تجلس على السرير لا تزال بكامل ثيابها
"سما "قال وهو يدخل غرفة النوم التابعة للجناح
لكنها لم تتحرك بقيت كما هي
"سما هل انت بخير "قال متقدما منها كان يريد ان يعتذر على تركها
"هل هناك احد في القرية لا يعلم باني ألقيت نفسي عليك ام ان هذا الخبر هو الشغل الاساسي لمجالسكم وانت تتوسطه متباهياً بذلك "
"ما الذي تقصديه "سال مرعد بريبة
"اقصد انك لم تترك احد القرية لم تخبره بانني انا من طلب منك ان تتزوجني"
"وهل تظني اننا من الأشخاص الذين يتباهون بنسائهم هل جننتي قال مرعد مستنكرا نحن لدينا أموراً اكبر من ذلك لنتباهى بها ككرمنا وحسن اخلاقنا وجودنا وصبرنا الذي لولاه لكن لي تصرفا اخر معك "
"ماذا كنت ستفعل ستحبسني لقد فعلت من قبل "
فكر مرعد ربما توترها هو ما يجعلها بهذه الحالة العصبية "اسمعيني جيدا سما هذه حياة طويلة نحن زوجان سنعيش معا حتى يفرق الموت احدنا يجب ان يكون بيننا نوع من التفاهم انا ادرك ان كل هذا جديد عليك وغريب لا تقلقي انا لن استعجلك بشيء خذي وقتك لتعتادي علي وعلى حياتنا "
نظرت له بازدراء يريدها ان تعتاد ان تكون الاخيرة في حياته  "هذا لن يحدث انا لن اعتاد شيء "
"هذا رايك الأخير يا طبيبة لكن فكري جيدا هذا الزواج ابدي لا يمكننا الطلاق لانه اتى حقنا للدماء انا لن أجبرك على شيء ولم اعتد ان اخذ شيئا غصبا لذا انا اترك لك القرار وعندما تعرفي ما تريدين اخبريني "قال وخرج من الغرفة غير ثيابه ثم فتح نافذة جناحه واطلق ثلاث طلقات عاد اليها وحدها كما هي على حالها "ان سألتك امي عن المنديل أخبريها انه معي "نظرت له بعدم فهم قبل ان يعود صوت الرصاص لكن هذه المرة من الخارج
انكمشت سما حول نفسها "ما هذا ؟"
"انهم يحتفلون بِنَا "فال بنبرة ساخرة وخرج لقد عاد اليها فكرت سما بقهر معها حق ستكون هي دائما في الدرجة الاخيرة
كانت قد خرجت من الحمام عندما طرق جناحها
ودخلت الجدة فوز و راية وفرحة وأخوات مرعد وفي النهاية صبابة التي نظرت لها بسخرية
علت الزغاريد "اين المنديل ؟"سالت والدته
"انه مع مرعد "أجابت سما دون ان تدرك عن ماهية السؤال
ابتسمت والدته ومن معها بحياء وعدن يزغردن مرة اخرى "هيا يا عروس ارتدي ثيابك وليمة الصباحية ستجهز  عما قريب وسياتي المعازيم "
"حسنا"قالت سما
"ارتدي ثوبا ابيضا يا عزيزتي "قالت الجدة فوز بينما صبابة تراقبها بسخرية
خرج الجميع وبقيت هي "ارتدي الابيض كما يبدو انك سترتديه طويلا ابيض كما منديله الذي لم يمس "
قالت صبابة كلماتها السامة وخرجت تاركة سما تغلي بعد كلماتها السامة
حسنا ان كانت هي تعرف فان الباقين لا ارتدت سما اجمل أثوابها وتزينت تنوي الخروج عندما أوقفتها عند الباب
*******
الجميع سينظرون لها كزوجة قديمة مهملة كبيرة ميؤوس منها لكن لا ان ظنوا انها قد تنحني فهم مخطئون اخرجت عصا زوجها هي كانت ومازالت ارملة عدي الصخور كبير العشيرة اخذت عصاها وعادت متجهة الى سما فهي لن تمنحها حق الدخول وحدها
أوقفتها بعصاها ما ان رأتها تقف عند المدخل
"انت لن تخرجي بثوب النوم هذا ارتدي شيئا اكثر حشمة
"ماذا وقفت سما معترضة "من تظني نفسك لتامريني "
"سيدة المنزل والتي ستطيعيها بكل ما تامر "
اخذت سما نفسا عميقا قبل ان تدخل الى غرفة نومها وتغلق الباب بقوة بقيت صبابة تنتظرها في غرفة جلوس جناحها
حملت سما هاتفها الخلوي وأتصلت به ما ان رأى اسمها على الهاتف علم ان هناك أمرا ما
"مرعد تعال حالا او لن اكون مسؤولة عن النتائج"قالت سما اغلق الهاتف ونظر الى صقر
"هل هناك شيء"
"اتمنى لا لكني مضطر للذهاب قليلا "
"حسنا لا تقلق "اخبره صقر الذي وقف يُستقبل الضيوف عنه
دخل جناحه ليفاجىء بصبابة تقف حاملة عصا زوجها
"ما الذي تفعليه هنا "
"حمدا لله اني قد اتيت والا لكنا سقطنا في فضيحة لها اول وليس لها اخر "
"ما الذي حدث "قال مرعد بقلق
"سما ارتدت ثوبا غير لائق بالمرة وكادت ان تخرج الى النساء به لكن الحمد لله رايتها وعندما اعترضت وقولت لها انه ثوب نوم يصلح للنوم اتصلت بك "
خرجت سما من غرفتها ترتدي او لا ترتدي شيء لم يعرف ما الذي يصفه به
"هذا هو ثوب النوم يا صبابة ان كنت لم تعرفيه أما الثوب الذي كنت ارتديه فهو محتشم ولائق وانا لن انتظر منك انت ان تعلميني ماذا ارتدي "
نظرت صبابة الى جسدها الفتي والحرير الاسود المخرم يغطيه بنعومة هو لا يغطيه للواقع هو يكشفه زيادة
"انت قليلة الحياء"قالت صبابة وخرجت
"كيف تخرجي امامها هكذا "هاجمها مرعد "انت لا ترتدي شيئا تقريبا "
"لقد ارادت ان ترى ثوب نوم ولقد اريتها اياه حتى لا تتهمني مرة اخرى بقلة الذوق وعدم الحشمة "
"وهل ما ترتديه هذا يدل على الحشمة "
"انه ثوب نوم لا يفترض به ان يكون محتشما "قالت سما ببراءة
"حقا اتساءل لما "قال مرعد لتدرك سما انها تقف امامه شبه عارية تقريبا وهو ينظر لها عن كثب شهقت لتغادر الى غرفة النوم وتغلق الباب عليها بينما مرعد يبتسم "ارتدي ثيابك بسرعة ليس لدي اليوم كله " هذه الطبيبة ليس اكثر من طفلة صغيرة مشاكسة طفلة !! لا تذكر مرعد رؤيتها بثوب النوم هي بعيدة جدا عن كونها طفلة على الاقل جسديا
أوصلها الى باب مجلس النساء
"حاولي ان تكوني اكثر حكمة ولا تتصرفي بتسرع كما حدث قبل قليل "حسنا "عاد وأكد
"حسنا "اومات سما تدخل الى المجلس لتبدا الزغاريد والتهاني من حولها
حسنا هذا شيء لن تستطيع ان تنافسها صبابة به فكر سما انها فقط البداية وتعلم ان حياتها مع صبابة لن تكون سهلة ابدا


٥*٩
جلست وسط المجلس تتلقى التهاني والبعض أعطاها نقوطا احتفالا بزواجها هو لم يعاملها كزوجة دية والا لما حدث شيء من هذا نظرت صبابة وشردت تتذكر عندما دخلت هذا البيت ويوم صباحيتها ...هي العروس الوحيد لهذا البيت وهذه الطبيبة لن تبقى هنا لو كان هذا اخر ما تفعله في حياتها
**********
كان يوما طويلا ومرهقا لقد جلست لساعات تتلقى التهاني من أقارب مرعد وأهل القرية وعينا صبابة ترمقها بكره لقد حاولت اكثر من مرة إحراجها بسبب جهلها بعاداتهم خصوصا عندما قدمت لها الجدة فوز قلادة ذهبية رفضتها سما في البداية مما اثار استهجان من حولها وهذا ما استغلته صبابة التي علقت بسمية "ربما الطبيبة ترى انه لا يوجد شيء يستحق ان تحصل على قلادة من اجله "
نظرت لها الجدة فوز باستهجان مما جعلها تتراجع وتقول انها تمزح فقط
بعدها افهمتها الجدة ان القلادة تمنح للعروس البكر بعد ليلة زفافها لما لم يخبرها مرعد بذلك فكرت سما وهي تغير ثيابها وتتجه الى مجلس النساء تنهدت قبل ان تطرق الباب لتدخل تضع الوشاح على راسها كيفما اتفق فقد اصرت عليها الجدة ان تضعه وهي تتنقل في المنزل ويبدو ان والدتها كانت تعرف ذلك لان كل ملابسها التي اختارتها كان باكمام طويلة وأوشحة تليق بها يبدو ان هذا اللباس الرسمي لحياتها في هذا البيت عليها ان تغطي شعرها دخلت تلقي التحية الجدة فوز هي الوحيدة التي ردت عليها لا احد يرحب بوجودها فهي تلاحظ هذا من نظراتهم لها راية تنظر لها بتوجس هي لا تلومها بعد الذي حدث لكن ان تتلاشاها صبابة وفوز الصغيرة وريحانة هذا امر لم تفهمه حتى فرحة زوجة صخر تتعامل معها بشيء من التحفظ
جلست تحاول ان تتابع حديثهم الذي ينؤون بأنفسهم به عنها ثم نهضت متعللة بالتعب لتعود الى غرفتها جلست لساعات تعاني الملل دخلت المطبخ التابع لجناحها ولم تجد فيه سوى القهوة والشاي وبعض المشروبات الجاهز والفواكه أعدت فنجان قهوة لنفسها وجلست تقلب التلفاز على غير هدى
*********
بعد ان غادر اخر الضيوف وكان الشيخ جضعان جلس مع ابناء اخيه بتابع معهم اخر المستجدات
"غدا سنخرج في جولة لنرى "قال مرعد بينما صقر وصخر ينظران له لكن الوحيد الذي نطق بما يفكران هو مرعد
"اليس من المفترض ان عطلة الزواج ثلاث ايام "
"لقد اخذت يومان وهما كافيان اجابه مرعد عندما تتزوج خذ اجازة لمدة اسبوع عني وعنك "
"لا انا سآخذ اجازة لمدة شهر لاني انوي قضاء شهر عسل كامل مع زوجتي "قال رعود باسما
"قليل الحياء "قال صقر له
"اين قلة الحياء في الامر اريد ان أقضي بعض الوقت مع زوجتي "
"ارى انك تتحدث عن الزواج ...يبدو ان هناك شيء لا نعرفه هل هناك عروس تنتظر في مكان ما"ساله صخر
مما جعل رعود يرتبك "انا اقول في المستقبل "قال متنهدا متذكرًا عينان خضراوتان شابها بعض الدموع لو انه يعثر عليها
غافلا عن عيون عمه التي تراقبه رفع رعود راْسه يطرد شرودهاتسقط نظراته على عيني عمه "يبدو ان المستقبل قد اخذ شكلا في بالك يا رعود"قال له مرعد مبتسما قبل ان ينهض وقف عندما خرج قاصدا غرفته وقف مترددا اين يذهب فهو في كلا الاتجاهان مرفوض لكن عليه الذهاب الى سما طرق باب جناحهما
"ادخل "قالت سما وهي ما تزال جالسة مكانها على الأريكة امام التلفاز وقد ربعت ساقيها ترتدي منامة قصيرة وردية اللون
"كيف كان يومك "
نظرت اليه "جيد "قالت تتناول فنجان قهوتها
"ما الامر "
تنهدت "متى يمكنني العودة الى عملي "
"ليس قبل يومين "
"لماذا ؟"
"عندما تزوجني وبالطبع انتقالي الى هنا لم يعد هناك داعي لوجود طبيب اخر وبالتالي ليس هناك داعي لوجود سكن له فاقترح والدك على رئيس الوزراء عندما كان هنا ان يحولوا السكن لمشفى مصغر تجرى فيه العمليات البسيطة لاختصار الوقت على المرضى وفعلا قد بدا العمل فيه اليوم"
"تفكير جيد "قالت بعدم اهتمام
"ما الذي يزعجك "سال يحاول ان يفهمها
زفرت بتأفف "لقد مللت هل علي ان أشارك كل يوم في جلسة مجلس العائلة "
"كنت تشاركي فيها من قبل ما الذي تغير "
"انا لا اريد ان أشارك فيها كما انني اريد ان يجهز مطبخي بالطعام "
"لماذا لكلا الأمرين "
"اريد ان أتناول طعامي وحدي ..."قاطعها مرعد
"لا نحن نتناول الطعام معا "
"واذا كنت لا ارغب في ذلك "
"عليك ان تعتادي "
"رائع الا يكفي انني مجبرة على الزواج انا ايضا مجبرة ان أشارك تفاصيل حياتي مع الآخرين "
"لا احد يجبرك على شيء سما مسالة زواجنا انتهت وانت تعلمي كيف حدث الامر اما بالنسبة الوجبات نحن عائلة نحب ان نتجمع معا ... ما الذي يزعجك سما هناك أمر ما وانت تنفسي عنه بطريقة خاطئة"
نظرت سما له "لما لم تخبرني عن القلادة ولم تخبرني انني سآخذ نقودا كنقوط لزواجي "نظر لها مرعد مندهشا من قلة معرفتها "لقد ظننت انك تعرفي "
"ومن اين لي ان اعرف "
"حسنا بهذه حقك علي ولهذا قد اتيت الان لأعطيك هذه اخرج رزمة من المال ومدها اليها "
"انا لا احتاج مال "
"انه ليس لك هذا هو نقوط ستقدميه غدا لابنة ابن عمي فقد تخرجت من الجامعة ستذهب والدتي وصبابة وانت وباقي نساء البيت لحفل يقيموه بهذا المناسبة عادة ترتدي النساء ملابس للحفلات وفوقه عباءة وغطاء الرأس وعليك ارتداء القلادة التي أعطتك اياها والدتي "شرح لها ونظر  لوجهها الجامد
"اسمعي سما اعلم  انك دخلتي حياة جديدة غريبة ولا تعرفي شيء عنها ...في السابق كنت ضيفة اما الان انت من اهل البيت حاولي ان تندمج معهم اكثر اساليهم عما لا تعرفين سيتعاونون معك حتى صبابة قد تكون فظة قليلا لكنها ستساعدك اذا طلبتي "
كانت تستمع له لكن عندما ذكر صبابة وطيبتها وانها ستساعدها هبت واقفة"شكرًا للعرض الكريم انا لا ارغب بالاندماج او مشاركة احد شيء صدقني ساكون اكثر من سعيدة في عزلتي هنا في غرفتي " وذهبت الى المطبخ تضع فنجان القهوة
"سما"ناداها وعلمت من صوته الحاد انها أغضبته
عادت بمضض وقفت تستند على حافة باب المطبخ نظر لها بالشيء الذي ترتديه وهو بالكاد يخفي جسدها
"عندما اكلمك لا تديري ظهرك لي هذا اولا اما ثانيا هناك اسلوبا مؤدبا اكثر من هذا الذي تستخدميه في حديثك معي وثالثا لا اريد ان يراك احد بهذا الذي ترتديه غير ذلك افعلي ما شئت طلما انك لا تغضبي امي ولا ترفضي لها طلبا اصنعي ما شئت اعتزلي  في غرفتك كلي وحدك هذا شانك "
كلماته زادت غضبها "وماذا عنا "
"عندما تتعلمي كيف تعامليني وتعاملي عائلتي سنتحدث في الامر "قال كلماته وخرج كانه لا يطيق ان يبقى معها لقد ذهب الى صبابة ويقول لها اندمجي اذا كان هو زوجها يرفضها
ارتمت على الأريكة بقهر
************
في الصباح التالي ارتدى مرعد زيه وخرج من غرفته
القديمة رأته صبابة عن باب غرفتها
"ارى انك هنا "سالته بسخرية
"واين ساكون "
"هل مللت من عروسك بهذه السرعة "
"اهتمي بشؤونك صبابة اهتمي بابنك رعود فكما يبدو انه يبحث عن عروس وجهي اهتمامك اليه افضل ودعيني انا وعروسي خارج نطاقك "قال باسما بنزق وخرج متجها الى جناح والدته
دخل عليها ووجدها تجلس في يدها المصحف كالعادة في هذا الوقت من الصباح قبل يدها
"كيف انت يا ام عدي "
"بخير يا بني نظرت له بتمعن ما الامر "
تنهد مرعد "كل شيء بخير لا تقلقي نفسك اتيت اقول لك انني اعطيتك سما نقوطا لتقدمه اليوم لقد أعلمتها بشان الحفل "
"ليس هذا ما تريد ان تخبرني به "قالت والدته تربت على يده
"لا اريدك ان تدعيها على الوجبات ولا حتى المجلس "
نظرت له والدته بعدم فهم "لماذا ؟!"
"فقط تفعلي ذلك لأجلي "
نظرت له بقلق "هل هناك شيء بينكما هل تشاجرتما"
ابتسم مرعد ان ما حدث لا يرتقي حتى للمجادلة
"لا تقلقي امي كل شيء بخير "قال مقبلا راسها ونهضا ليلحقا بمائدة الافطار
رغم عدم حضورها الا ان باقي العائلة لم تعلق ربما لانها عروس لكن  الجدة فوز و صبابة كانتا تعلما ان هناك شيء غير صحيح
********
لم يناديها او حتى يرسل لها حسنا وهي لن تخرج فكرت سما تعود لتضع راسها على المخدة فلتنعم بإجازتها مر وقت قبل ان تسمع طرقات على بابها
نهض من الفراش وفتحت الباب
كانت الجدة فوز ومعها فتاة لا يتعدى عمرها العشرين عاما
"صباح الخير يا ابنتي "قالت فوز مبتسمة
"صباح الخير يا جدة تفضلي قالت تفسح لها لتدخل
"هذه سهاد ابنة صيته ستكون المسؤولة عن جناحك "
"انها صغيرة "قالت سما تنظر للفتاة الضئيلة
"عمرها واحد وعشرون ولديها ثلاث اطفال "شرحت الجدة فوز "ستهتم بك منذ اليوم يحب ان تحضري نفسك لنذهب الى الحفل "
"حسنا لقد اخبرني مرعد سأجهز نفسي "
نظرت فوز الى سهاد "اذهبي وابدئي عملك "ناظرة الى الجناح الذي لا يحتاج الى عمل فكل شيء فيه في مكانه ومرتب
"انا اعمل بنفسي أوضحت سما عندما رات نظرات الجدة
"الاحظ هذا لكن لا عليك عندما تعودين الى العمل ستحتاجي للمساعدة ...هل انت بخير سالت الجدة اعني امورك هل انت مرتاحة "
"اجل مرتاحة قالت سما لا تقلقي نفسك سأجهز نفسي والحق بك "
"هذا يعني اهتمي بشؤونك يا جدة"قالت الجدة فوز باسمةً
"لا ...لم اقصد ذلك انا ..كنت اعني ان أموري بخير وكنت اريد ان استعد حتى لا اؤخركم "
"لا باس يا ابنتي حضري نفسك "قالت فوز تغادر الجناح عروس ابنها لا تزال كما هي هناك خطبا ما بينهما
*******
كان الحفل تغيرا بالنسبة لسما استمتعت به وبرؤية الفتيات يرقصن لاحظت نظرات الإعجاب التي القت عليها من النساء حولها بثوها الاسود البسيط لكنه كان يظهر جمال وتناسق جسدها والقلادة الذهبية التي تزينت بها اثارت نظرات وفضول النساء جلست اخت مرعد الصغيرة هي ليست صغيرة  فعليا فقد كانت اكبر من مرعد بعام وهذا يجعلها في الثانية والأربعين لكنها كانت الأقرب عمرا من سما والأكثر مَرَحا بين أخواته فالاثنتان كانتا اكبر عمرا وقدرا وقد اصبحتا جدات
"كيف هو الزواج من شخص بدوي "سالتها ضاحكة
نظرت لها سما مبتسمة "ااه عروس اخي خجولة اخبريني كيف هو اخي هل هو حنون "
"لا اعلم عما تسألين "قالت سما بخجل
"هيا الان لطالما عرفت ان اخي مرعد حنون رغم مركزه وعمله وزواجه من صبابة للواقع قالت تقترب منها كانها تقول لها سرا لطالما تساءلت كيف يتعايشان لابد ان اخي قد عانا جفافا عاطفيا معها"قالت سارة تضحك مما جعل نظرات صبابة تتركز عليها
هزت سما كتفها بعلامة عدم العلم "هيا انه ليس سرا هي اكبر منه وكانت زوجة اخيه حتى وان تزوجها لكن انت الامر مختلف فأنت كنت بكرا وهذا يجعلك الزوجة الاولى له حتى لو كنت قد اتيت بعد عشرون عاما والبكر دائما يكون لها معزة خاصة "
كل ما تقوله سما لا تعلم شيء عنه لو انها تعلم ان الزواج لم يتم للان
"انا لم أناقش معه أمور زواجه من صبابة "
"بالطبع لم تفعلي فأنتما لديكما أموراً اخرى لتناقشوا او تفعلوها "قالت سارة غامزة بعينها
هزت سما راسها ما الذي تقوله انه أموا مرحجا
"انه حنون "قالت سما لها تريد ان تنهي الموضوع
"كنت اعلم قالت سارة كانها فازت بجائزة ما
"هيا اخبريني"عادت تشجع سما
"لا هذه الامور لا يجب التحدث عنها "قالت سما مندهشة من جرأة اخت مرعد التي ضحكت
"ما الذي ظننتي اني اسال عنه يا الهي هل ظننتي اني اسال عن ...وضحكت هذا محرج انا كنت اسال هل هو مهتم بك يسال عنك يطمئن على اخبارك يأتي ليتفقدك فقط وليس الامور الاخرى "
"اجل انه يفعل "قالت سما
"لا باس كل هذا جديد عليك واخي عاش حياة قاسية بسبب عمله وحتى في زواجه ليس سهلا ان يتزوج من زوجة اخيك بسبب الواجب لذا انا كنت اسال لأطمئن انه لم يتغير عما عرفته قبل ان اتزوج اخي رجل بكل ما للكلمة من معنى دائما ما اهتم لكل من حوله قد يكون زواجكما اتى بطريقة غريبة لكني اتمنى ان تسعدا فهو يستحق السعادة "
قالت تربت على يد سما بمحبة
"مرعد شخص جيد "قالت سما تشعر بالذنب فهي بطريقة ما تساهم بتعاسته
"ساذهب لأقدم النقوط "قالت سارة تنهض مما جعل سما تتنبه اشارت لها الجدة فوز فذهبت اليها
"تعالي سنقدم نقوطنا "
وقفت الجدة فوز وخلفها صبابة التي صدمت عندما رات سما تقف الى جانبها وخلفها راية وفرحة
"لما تقف سما معنا "سالت صبابة بهمس حتى لا تثير انتباه الباقيين
"ستقدم نقوط كونها زوجة مرعد "إجابتها الجدة
"وما الداعي لذلك انا هنا "قالت صبابة
"وهي كذلك "إجابتها الجدة فوز "هيا وتعالوا"قالت تنهي الحوار وتتقدم من الفتاة
لكن الحوار لم ينتهي ما كدن يدخلن المنزل حتى بدات صبابة حربها
"لا افهم ما معنى ان تقدم سما نقوطا هي اساسا ليست من أقاربنا "
"هي كذلك الان كونها زوجة مرعد "اجابة الجدة فوز "واهدئي يا صبابة لا يوجد داعي لكل ما تفعلي
"الا يوجد داعٍ انها تضع راسها براسي اسمعيني جيدا هناك امراة واحدة لهذا البيت وهي انا "
"كفى يا صبابة انا لم أمت بعد لتنصبي نفسك كبيرة المنزل "قالت الجدة فوز بغضب
"كفى صرخت سما فهي ما عادت تتحمل اكثر "فرحة راية هلا أخذتم الفتيات "قالت سما فما ستقوله لا يجوز ان يقال امام فتيات صغيرات
"ساقول هذا لمرة واحدة فقط وستسمعيني جيدا انا زوجة مرعد مثلي مثل بغض النظر عن الطريقة التي تزوجته بها وبغض النظر عن المدة انا زوجته وما يحق لك يحق لي نحن لسنا صغارا صبابة كلما ادركت ان وجودي هنا دائم كلما كان هذا افضل للجميع "
*********
سمع عودة النساء وها هو صقر يدخل عليه بعد ان أوصلهم لم يكد صقر يخبره أنهن عادوا حتى سمعوا الأصوات قادمة من القاعة الرئيسية تقدم هو وصقر وصخر ليدركوا انه شجار هل جنوا أنهن حتى لم ينتظرن ان يدخلن الى القاعة الداخلية سمع كلمات سما الاخيرة وادرك ان صبابة لابد ان فعلت شيء لكن الم يحذرها من قبل
دخل القاعة وراى سما المستنفرة وصبابة الغاضبة ووالدته المتحفزة
"سما اذهبي الى جناحك "قال مرعد أمرا نظرت له سما هل يمزح لكن نظرته الثانية لها أعلمتها بوجوب ذهابها دخلت تتجه الى جناحها تدك الارض غضبا حسنا اغلب الباب بطريقة جعلت يزلزل اركان البيت ثم اتبعته بالمفتاح هي حقا لا تريد ان ترى احد لا سيما هو
أشار الى والدته وصبابة بالدخول
"حسنا ما الامر الذي لم تنتظري ان تدخلي الى الداخل لتثيريه صبابة "
"تلك الطبيبة تضع راسها براسي لقد قدمت نقوطا ..."
قاطعها مرعد
"تلك هي زوجتي ولها اسم وأنا من اعطيتها لتقدم النقوط ورأسها مثل رأسك تماما في هذا البيت واياك ان اسمع منك انك كبيرة البيت مرة اخرى
ما دامت امي حية هي كبيرة البيت وكلمتها ستنفذ كيف تجرأت على مجادلتها"
"انا لم اقصد  قالت صبابة تحاول ان تهدا الامر لكن زوجتك لا يحق ...."
"زوجتي يحق لها ما يحق لك اياك ان تفكري بعكس ذلك هذه المرة ساتغاضى عن الامر تمنى ان لا يحدث هذا مرة اخرى لاني ما سأفعله لن يعجبك "
ادار ظهره لها متجه الى والدته
"ولكن .."قالت صبابة
"صقر ارى ان تاخذ والدتك الى بيت جدك فهي بحاجة لإراحة أعصابها "قال مرعد منسحبا مع والدته
"لاا هتفت صبابة مرعد انا لا اريد ان اذهب " قالت برجاء من خلف ظهره أجابها
"اذن اذهبي الى جناحك وارتاحي وفكري جيدا قبل ان تقدمي على شيء في المرة القادمة "
سمعت كلماته وذهبت مسرعة الى جناحها بينما صقر وصخر يراقبان ما بال والدتهما لما تتصرف بهذه الطريقة
"كيف سمحت لهما امي ان تتطاولا بهذه الطريقة "
"اولا انا لم اسمح ثانيا لا تجمع صبابة مع سما فهي لم تتطاول على العكس ..."
"لقد سمعت ما قالت امي لكني قلت لها ان لا تكترث لكلمات صبابة "
"لكنها إهانتها وهذه ليست اول مرة وسما لم تخطأ لا تعاقبها بسبب غضبك من صبابة ،..لقد تهاونا كثيرا معها لاجل ابناءها انهم رجال ويكبر علي ان تجادل والدتهم أمامهم لكنها لا تخجل ولا تفهم "
لقد قالت والدته ما كان في نفسه هو يظهر لا مبالاته في كثير من الأحيان أتجاه تصرفات صبابة فقط من اجل اولادها لكنها تتمادى احيانا لو انها تفكر قبل ان تتصرف
اطمئن على ان والدته بخير خرج مرعد متجها الى جناح سما طرق على الباب لكن لا مجيب هل هي نائمة او ربما في الحمام امسك مقبض الباب لكنه وجده موصد لقد اغلقت الباب دونه !! وقف مرعد مصدوما غاضبا انسحب خارجا الى خلوته غافلا عن العينين التي تراقبه بصمت والتي انتقلت الى جناحه القديم ما ان ابتعد
*******
عرفت انه غادر ولابد انه غاضب لكنها لن تتنازل هو  وصبابة اخطآ بحقها وعليها ان يدفعا الثمن
********
تغلي كان الف نار تحترق داخلها لن تصمت ستنتقم منها فكرت صبابة بقهر
*********
اتى الصباح وهي لا تزال مستيقظة تشعر بالندم لما أقفلت الباب لما لم تفتحه له ربما كان قد اخبرها بشيء او طيب خاطرها
لا هو لم يكن ليفعل فكرت سما بقهر تغطي راسها لتعود الى النوم
*********
الجميع مستيقظ ويذهب الى مائدة الافطار راقبت صبابة من بعيد الا هي هل ستعتصم في جناحها لا انها فرصتها لتنغص عليها فمما عرفت انها قضت ليلتها وحيدة
طرق بهدوء على بابها هبت سما من مكانها تظن انه مرعد فتحت الباب بسرعة لتطالعها صبابة التي وضعت عصاها في وجهها
"تستري فلي كلاما معك "نظرت الى نفسها ترتدي قميص نوم عادي صحيح انه فوق الركبة لكنه عادي
"انا لا اريد الكلام معك "دخلت صبابة وأغلقت الباب "انت ستسمعيني...لقد قلت ان لك ما لي في هذا البيت اذن فعليك ما علي ايضا فأنت ضرتي والضرة ليست سارقة أزواج وهادمة للبيوت فقط كما هو حالك انما عليها واجبات عليها ان تهتم بها وبقاءك هنا تمثلين دور العروس المعززة بينما انا وانت ندرك جيدا انك عروس مهجورة فهو لم يقضي معك ليلة كاملة في جناحك انزلي من علياءك الفارغة ....وضاع باقي تقريع صبابة عن سمعها فهي لا تصدق انه يذهب لصبابة ليشتكي لها منها ليس هذا فقط بل انه اخبرها انه لم يلمسها لا تدري متى غادرت صبابة لكن لم يفتها النظرة الشامتة في عينها لكن هي لن تكون سما ان تركتها تنتصر عليها
٥*١٠
متفاجئا من ظهورها المتألق وحضورها لتشارك عائلته الافطار بعد ان نات بنفسها عنهم فقد كانت واضحة جدا عندما أخبرته انها قد اجبرت لتكون جزءً من هذه الحياة
قال قاطعا النظرات التي تحولت عندما وقفت قرب المائدة "انت مبكرة "
مجرد ان نظرت اليهم عملت ما الذي رمت اليه صبابة هي ارادتها ان ترى ان لا مكان لها بينهم فالواضح لعينها ان المائدة مكتملة ولا يوجد حتى متسع لها لتجلس ارادتها ان ترى انها دخيلة ...ولكن منذ متى كانت سما تتنازل وتنسحب اذا تم تحديها قد تكون جرت الى هذه الحياة عنوة ودون اردتها فعليا فكرت  كوني واقعية سما ليس عنوة انت تعلمي جيدا انك انت من جررت نفسك اليها لذا انت هنا الان ابتسمت باشراق قبل ان تقول
"صباح الخير معطية نظرة شملت الجميع قبل ان تتوقف على تلك التي تنظرلها بكره ...صحيح انا أردت ان اذهب الى عملي باكرا حتى أتمكن من ان اعود وقت الظهيرة فلقد تطوعت صبابة شاكرة بشرح معنى الزوجة الثانية او الضرة كما أخبرتني  فهي اضافة الى  انها سارقة أزواج تسرق الزوج من بيته وعائلته لديها مهام اخرى كان تطبخ وتنظف وتهتم بشؤون زوجها وبيته في يوم دورها كما أطلقت عليه وبما انه يوافق اليوم كونك كنت عندها بالامس لذا كما ترى علي ان انهي واجبات عملي لاعود وأقوم بواجباتي كضرة جيدة والآن  -ألقت نظرة على ساعة يدها - اذا عذرتموني يجب ان أغادر حتى لا أتأخر "
"لا داعي لذلك "تدخلت والدته
"كلا ...اني اصر انه واجبي وسأكون سعيدة لقيامي به ...نهاركم سعيد "
وغادرت تاركة اعين الجميع في اثرها بينما هو ابتسم بصمت ابتسامة التقطتها صبابة بقهر قبل ان يرفع عينيه اليها مدركا ان الجميع ينتظر ردة فعله على ما حدث
"لم يكن هناك داعي لذلك وجه كلماته لصبابة ولكن يسعدني انك تساعديها في الاستقرار بيننا من الجيد ان ارى إنكما تتفقان ....امي نظر الى والدته الذاهلة من الموقف كله ومن كلماته بشكل خاص
ستكون بحاجة لمساعدتك فهي لا تعرف سوى القليل عن حياتنا"
"بالطبع بني لا تقلق "أجابت بسرعة
قبل ان ينهض مغادرا الى عمله "هيا صقر "هب ابن أخيه يتبعه ليلحقهما أخواه كل الى عمله
لا شيء تفعله يكسرها فكرت بقهر قبل ان تلاحظ عيني حماتها عليها وكذلك زوجات ابنائها
"ماذا ...هي لن تبقى في برجها العاجي للأبد عليها ان تعرف ان هناك واجبات يجب القيام الم ترد ان تكون منا وتعيش معنا اذن فلتفعل "
قالت كلماتها بأسلوبها الفج المعتاد ونهضت بينما عيني حماتها وضحة تراقبها باستياء لا تنفك هذه المراة تصيبها بالسام  إحسانا تشعر بالندم لتزويجها من مرعد فهو يستحق الأفضل ولكن ربما الله قد استجاب دعواتها اخيرا وأرسل سما له انها فرصة  قد تكون الأخير لرؤية حفيد لها من ابناء مرعد وهي لن تجعل صبابة تفسدها ابدا
"هيا يا بنات لدينا عمل كثير اليوم "قالت ناهضة الى المطبخ لتحث العاملات على البدا بيومهم الجديد
*******
مرت الايام ثقيلة فمرعد لم يأتي الى جناحها منذ ذلك اليوم الذي أغلقته به مع انها بدات تدخل المطبخ وتشارك في أعماله وتساعد رضوة في الخبز وحتى انها تشارك في الوجبات وتجلس في كرسيها الذي يأتي الى جانب كرسي صبابة لكنه فعليا لا ينظر لها مجرد نظرة وحتى الباقيين يعاملونها بتحفظ حسنا بالنسبة لابناء اخيه هي ضرة والدتهم وبالنسبة لرأية وفرحة هي ضرة حماتهما وبالنسبة لفتيات العائلة هي ضرة جدتهم الامر معقد بالطبع سيكون هناك تحفظ نظرت بصمت للجدة فوز التي تشاركها جلستها مر أسبوعان منذ تزوجا وتقريبا عشر ايام لم تره فيها هل يعاقبها هل هو غاضب
"ما بك يا ابنتي "
"مرعد ..اعني ..."كيف تسال عنه دون ان تثير الشك
"انه مشغول بالعمل يبدو ان لديهم بعض الضغوطات هذه الفترة "
"اجل انا افهم ساذهب الى جناحي بعد إذنك "
٥*١١
جلس في مجلس خيمته كالعادة حوله ابناء اخيه وأفراد من العشيرة الشيخ جضعان تتسامرون ويتبادلون الأخبار التي معظمها يكون عن سوق الماشية والوضع الأمني أنتهى الحديث عندما دارت دلات القهوة وامسك مقرن ربابته وعزف مطلقا ابيات شعر على لسانه
حبيبتي مرّت على بالي اليوم
وقفت تقديرٍ لها يوم مرّت
جابت لي الفرحة وأنا كنت مهموم
الظاهر انها عن علومي تحرّت ..
وفراقها كوّن في خفّاقي غيوم
أمطارها على الفيافي لومرّت
تنبت من الأزهار ماكان معدوم
وتسرّ نفسٍ من زمن ما استسرّت ..

في حبّها حسادي تكثر اللّوم
وهي ورا عوج الضلوع استقرّت
أحلم بها واطيح في النوم واقوم
فرحان لكن فرحتي ما استمرّت ..
إلَى صحيت أعاتب الحظ وألوم
الأيام والأيام منها تبرّت
الهجر طعنة خاين بسيف مسموم
نفسه على فعل الخيانة تضرّت ..

ومن يحرم من العشق يعيش محروم
كم روح من قلّ الوصال استضرّت
لاجيت أنام النفس ماتعشق النوم
حاولت أقنعها لكنها أصرّت ..
تبغى حبيبة قلبي الغالية دوم
تمرّ في بالي و أوقف لامرّت
حبيبتي مرّت على بالي اليوم
وقفت تقديرٍ لها يوم مرّت ..
كلمات: فزاع
وكأن الكلمات موجهة له اطرق مرعد وابواب حنين غير مألوفة تفتح داخله مر أسبوعان منذ زواجهما ولا يزال يذكر يوم صباحيتهما ... ذلك الشيء المسمى ملابس نوم الذي اردته ليته لم يرها فيه عدم رؤية الشيء تساوي جهله لكن الان وقد راها لا يمكنه نزع صورتها من راسه  ...ابتعد خلال الفترة الماضية اشغل نفسه بالعمل ليس لشيء لكنه إنسان ايضا وهي لم تعطه جواب ناجع لا هي صدت ولا اقتربت وهو كان غاضبا بعد ان أوصد الباب دونه صحيح انها تحاول ان تصلح الامر لكن لا هو لن يتساهل بذلك  ...ابتسم عندما سمع مقطع الشعر
جابت لي الفرحة وأنا كنت مهموم
الظاهر انها عن علومي تحرّت .
اجل لقد فرح عندما علم من والدته انها سالت عنه اليوم وذهب اليها  بعد ان ضغطت والدته عليه وللحظة ربما تمنى ان تعطيه اجابة او حتى اشارة اغمض عينيه ثانية واحدة يتذكر عندما دخل اليها كانت مرتبكة وعندما رأته زاد توترها
"ما بك قال ما ان راها تفرك يدها ببعض أخبرتني والدتي انك سالت عني "
جلست على الأريكة "لم ارك منذ ايام ...و ان..مرعد انا لا اعرف احد هنا ولا يبدو ان احد يتقبل وجودي .. انا اشعر  بالوحدة قالت بصوت باكي مما جعله‏ يقترب منها امسك يدها يبعدها عن وجهها أوقفها "لما الدموع ...سما انت زوجتي ما بيننا ..شيء خاص بِنَا ولا يعلمه احد اخرجي من عزلتك هذه وتصرفي كما كنت من قبل "
انهمرت دموعها اكثر بينما تضع راسها على كتفه
قالت بصوت مكتوم بينما تغرق وجهها في صدره "احاول لكن .."
وضع يده على راسها يربت عليه "لا تقولي ولكن  اخرجي واندمجي مع الجميع انت لم تجدي مشكلة من قبل ولن تجديها الان "
هل تعلقت ذراعها به وهل قبل جبينها او ان خياله صور ذلك فكر يراها تدخل الى غرفة النوم لتبدل ملابسها كما اقترح ليخرجا معا الى مجلس العائلة حيث تركها هناك  ترى باي حال ستلقاه عندما يعود هل ستعطيه جوابها المؤجل وهل سيكون الجواب الذي يتمنى ام انه كتب عليه كما في القصيد
كم روح من قلة الوصال استضرت
تنهد مع انتهاء القصيدة
لينظر الى مقرن "يبدو انك عاشق يا مقرن "قال مرعد باسما
"من يحرم من العشق يعيش محروم يا شيخ مرعد"
اجابه مقرن مثيرا ابتسامات من حولهم
*******
تدور بلا نهاية في غرفتها لقد أبعدته لكنه عاد هل ستقترب منه ام تنتظر ان يبادر هو  التفكير جعل انفاسها تضيق ارادت ان تخرج ارتدت ثيابها تقصد السطح حيث خلوة النساء كانت فتيات العائلة يجلسن هناك ومعهن فرحة وراية
"هل تمانعن ان جلست معكن "قالت سما تقف على المدخل
"بالطبع تفضلي "قالت فرحة بينما راية نظرت لها بصمت انا صبابة الصغيرة فكانت تتحاشاها منذ عادت كزوجة لمرعد عّم الصمت لفترة عندما جلست قدمت لها فرحة فنجان القهوة "تفضلي"قالت تكسر الصمت
"شكرًا  كيف دراستك صبابة "
"جيد "إجابتها بتحفظ
"عليك ان تجتهدي ان كنت تريدي ان تصبحي طبيبة اي تخصص تريدي "
"لم اقرر بعد "
"انا متخصصة بالجراحة اما اخي فهو متخصص بالأعصاب انه ماهر عمره ثلاثون لكنه أبدى تقدما ملوحطا تصوري لقد اصبح رئيس قسم يجري كبرى الجراحات ..."لاحظت سما الوجوم الذي بدا عليهم عند ذكر اخيها
"مؤمن رجل جيد سيهتم بدراستك "
"هو حتى لم يسال عنها بعد الخطبة "تدخلت راية
"انه مسافر في بعثة طبية اعلم ان الظروف لم تسعفكما لتتعرفا الى بعضكما جيدا لكن اخي يظن ان صبابة ما تزال صغيرة ولا يجب ان يشتتها شيء عن دراستها ما ان تنهي الثانوية حتى يتغير كل هذا"قالت اخيها العنيد يجب ان تتحدث اليه
"وانت يا فوز ماذا تريدي ان تدرسي "
"انا ريحانة "قالت الفتاة بخجل بينما اختها فوز تجلس الى جانبها انهما متماثلتان تماما في الشكل لا احد يستطيع التفريق بينهم لكن في الشخصية هناك فرق واضح احدهما خجولة ومنطوية والأخرى العكس تماما
دار الحوار بينهم حول المدرسة وأمورا اخرى في القرية
"لقد كلمت والدي اليوم المركز الصحي الان اصلح اكثر تطورا الان انه عبارة عن مشفى صغير كما انه يسعى الى تطوير المدرسة وإنشاء مركز محو الأمية بعض الجهد ويمكننا تحسين الأوضاع في القرية "
"واين كان والدك من قبل "أنى صوت صبابة من مدخل السطح ها قد اتت المتاعب
"لم يكن يعلم عن اوضاع القرية لكن عندما اتيت لها تغير الوضع كما انه هناك حملة تطالب الحكومة بتحسين اوضاع القرى  النائية "
"وبالمقابل يحصل والدك على المدح وأصوات اهل القرى"
"ابي ليس بحاجة للأصوات فهو ليس نائب .."
"لكنه يدعم بعض النائبين "إجابتها صبابة هذه الحرب الكلامية لن تنتهي فكرت سما بامتعاض قبل ان يرن هاتفها
"طبيبة سما "كان صوت صقر هو من حادثها "ما الامر صقر .."
"جهزي نفسك ساتي لأخذ الى المركز لدينا إصابة "

اكليل الصبار الجزء الاول من سلسلة (أني عشقتك) بقلم زهرة سوداء ּسوسن رضوانحيث تعيش القصص. اكتشف الآن