عـــشـــرة

314 37 17
                                    

تطايرت الايام ومر شهران منذ افتراق الاميرة والعقيد،
كانت ليالًا طويلة، اصبح تايهيونغ مسؤولًا عن حرس الحدود
اصبح مطفئ الروح كل وقته جالسًا فوق سور الحدود ناظرًا لبلاد اميرته.

ناداه احد جنوده متقدمًا باتجاهه واقفًا باعتدال
«سيدي، هنالك جندي قادم من اوتاوا مع برقية طارئة، رفض اعلامنا ما هي، قال: على القائد فقط رؤيتها»

هز تاي رأسهُ متفهم كلام الجندي، ربت على كتفه واعطاه المنظار الذي كان ينظر به، اتجه الى السلالم نازلًا الى ذلك الجندي الغريب

فور دخولهِ إلى مقره، وجد رجلًا ملتثم بملابس جنود كندا، فور ان احس بوجود تايهيونغ استقام يرحب به بتحية عسكرية.
اشار تاي بيده له لاجل ان يستريح الجندي، واتجه الي كرسيه جالسًا اليه.
قبل ان يتكلم قاطعه الجندي الجالس يزيح لثامه، ومن شدة صدمة تايهيونغ بما رآه شعر ان الدم توقف في شرايينه والقشعريرة سارت في جسده
«جونغكوك!، اهذا انت»

ابتسم المعني بالكلام بشدة مظهرًا اسنانه البيضاء، أومأ براسه له، لم تكن الا لحظات وانهمرت دموع تايهيونغ، نهض معانقًا لصديق طفولته، انه حي!، لم نكذب آثينا ولا أملها، كان عناقًا مطولًا يخمد غليان شوقهم لبعض بعد هذه السنين، كم سنة مرت سنة سنتان اربع خمس لا يعلم سوى انها مرت عليهما مثل القرن.

فور ان فصل جونغكوك عناقهما اتجه مقفلًا الباب وعاد الى تايهيونغ
«اشتقت لك أيضًا يارفقي، لكن لا وقت أمامنا لاجل استرداد الماضي وطرح الاسئلة»
عقد تاييونغ حاجبيه على كلام جونغكوك الغريب لما هو على عجلة؟
« ساخبرك اين كنت وما حدث في طريقنا، لكن اولًا علينا مغادرة المكان والتوجه إلى اوتاوا، الى القصر الملكي تحديدًا»

فهم أن هنالك غاية من طلبه، لعل ما يريد فعله هو ما كان يخطط له منذ سنين، انهاء هذه الحرب.

هز رأسهُ متفهم لكلامه واتجه إلى الباب، اعاد نظرهُ إلى جونغكوك وجده يعيد لثامه الى وجهه مخفي ملامحه، فتح الباب وخرج
اعلم جنوده أن هنالك طلب بذهابه إلى العاصمة، وان مساعده فينورد سوف يحل مكانه.

صعد الي العربة بعد اعطاء تعلمات إلى جنوده ومساعده فينورد، وجد جونغكوك جالسًا امامه في العربة منتظرًا له.
تحركت العربة واعتدل جونغكوك بجلستهِ ليملأ فضول صديقه الذي يبرق من عيناه.
«سوف أحاول اختصار كلامي اخبرك التفاصيل لاحقًا، في يوم اختفائي لم اختفي بإرادتي الخاصة، لقد تم تصويبي في الحرب، والذي اصابني كان جاي بنفسه، لم يقصد ذلك لكن لم يكلف نفسه عناء انقاذي ولن ألومه انها حرب، ان ساعد احد فيها سيموت هو بدلًا عني، فور انسحاب جنودنا سحبني احد الجنود لم اذكر من هو لكن كان يرتدي زينا العسكري، بسبب جرحي نمت قرابة الثلاث اشهر وفور ان استفقت لمحت الامير الثاني لبلادنا واقفا قرب سريري ينظر لي، وبعد ايام من شفائي واسترداد صحتي، اطلعني على خطته لايقاف الحرب، كان قد اتفق مع جاي من قبل ان يصيبك وياخذك مكاني، لكن لتشابهنا من الخلف اصبت أنا ولم يستاء الامير فلقد قال اننا بذات المستوى المطلوب»
رغم دهشته من كلامه، لم يستطع كبح سؤاله
«إي مستوى؟»

ألاول من أيـلـول || T.L ✓حيث تعيش القصص. اكتشف الآن