chapter 5

739 89 14
                                    

خرج تايهونغ من الحمام بعد ان انتهي من الاستحمام وهو لايضع سوي منشفه بيضاء نظيفه تخفي النصف السفلي من جسده،كان جسده يبدو قويا وقد تشكلت عضلاته التي نحتها الزمن بضرباته القاسيه ،توجه للمرآه ووقف امامها يتأمل جسده المبلل.

، لا تزال قطرات الماء الساخنه تلمع علي جسده يتصاعد منها بخار شبه شفاف ، مسح بيده البخار الذي يتكثف علي المرآه وهو ينظر بعينه متأملاً جسده قبل ان يمد يده ويلمس احد الندوب التي تركت اثراً غائراً ، تأمل الندوب التي تركت في جسده خريطه تحكي مأساته التي عاشها حتي وصل لهذا السن وهذه القسوة،الندبات التي كره بسببها كل مسببات الحياه واصبح ناقماً عليها .

كل ندبه تحكي قصه وتقص سبباً لوجوده في مركزه الآن..رغم مرور كل تلك السنوات لم يستطع ان يسامح المتسببين فيما هو فيه حالياً،تحسس رقبته وعيناه تلمعان في استمتاع ونشوة،مشي بعيدا عن المرآه وتوجه للنافذه ،فتحها وترك نسمات الهواء البارد تلمس جسده وترك قبضه الطبيعه الحانيه تربت عليه وكأنها تواسيه علي مافعلت به من قبل.

شعر بأنه يريد ان يسمح بصرخه ضخمه بداخله ان تخرج لولا خشيته ان تملأ المكان عليه فلا يجد مكاناً ينام فيه من ضخامتها وضخامه حجم الالم،شهيق حاد بلا زفير اخذه قبل ان يغلق النافذه ويقرر ان يدخل غرفته،اغلق الضوء واستدعي ملك الظلام ليسيطر عليه عليه بمساعده وزيره المخلص...الصمت.

لحظات مرت قبل ان يشق الصمت صوت بكاء مكتوم مصحوبا بألم مريع...لكنه ليس ألماً عضوياً..بل أشد قسوة..الم نفسي.

الم نفسي قاسٍ شعر به كسكين يشق جوانب ذاكرته بحثاً عن تلك الذكريات المريعه،حاول ان يقاومه بشده،الا انه كان اضعف بكثير.

بدأت بدايه ذكرياته تتضح امامه وهو يحاول ان يتدارك الموقف ويطردها بعيداً..إلا انه فشل..في النهايه القي جسده بلا حراك علي الفراش وترك عينيه تعرضان له تلك الذكري كما لو انها فيلم سينيمائي..برغم شعورة بالبرد الا انه لم يتحرك وترك عواطفه بالكامل تغوص بداخل الذكري.

يجد نفسه ملقي في نهايه مظلمه لزقاق مهجور، يختفي جسده خلف صندوق قمامه ضخم يحتل ثلثي الشارع فوقه انبوب صديء قديم،مسح المياه القذره علي جسده ليفاجأ بأنه عارٍ تماماً،اعتدل وهو يتفحص الشارع بعينيه

حاول ان يتذكر كيف وصل الي هنا ولكن ذاكرته كانت منهكه فلم تهتم بالرد علي تساؤلاته.

مشاعر عديده تتصارع بداخله ... الخوف والحيره والجوع والبرد ينهشون في جسده في معركه من طرف واحد ،وقف علي قدميه يقترب من بدايه الزقاق قبل ان يلقي نظرة جائعه علي صندوق القمامه الا انه قرر الاحتفاظ بالبقيه الباقيه من كرامته لحين اشعار اخر،مشي قليلا حتي الصق جسده بالحائط تاركاً برودته تغتصب الدفء من جسده العاري وهو يمسح الشارع بعينيه ...موقفه صعب جدا.

Violet || أرجواني [مُكتمله]حيث تعيش القصص. اكتشف الآن