الفصل ال16
وصلت كاميليا للصالة التدربيبة.. وجدت مالك السمج حاضر بابتسامته المستفزة..
كاميليا في نفسها: ياربي على الكائن السئيل ده.!
مالك: صباح الخير.!😆
لم تعقب كاميليا بل تعدته و اتخذت مقعد لترتب حاجتها..
مالك: منفوخة على ايه بس ده احنا كلنا ولاد تسعة.!كان مالك يتصبب عرقا نتيجة جهده المبذول في التمرينات الرياضية التي يؤديها قبل وصول كاميليا..
اخرج زجاجة مياه من حقيبته.. شرب نصفها..ووقعت الزجاجة أرضا فلم يعبأ بس تحرك لوجهته..
بعد بضع لحظات تحركت كاميليا.. لم تنظر الأرض لذلك لم ترى المياه المسكوبة.. ولم تسمع جيدا مالك وهو يصيح بها : حسبي..!!
ولم تشعر بشئ بعدها..
كان مالك يراقبها من بعيد.. رآها تتجه و لمح المياه المسكوبة.. صاح بها لتتجنب الوقوع و لكن فات الأوان.. تزحلقت كاميليا و وقعت على الأرض بظهرها بقوة.. خفق قلبه بسرعة و تملكه الرعب عندما رآى الدماء تتدفق من رأسها.. كاميليا فاقدة الوعى على الأرض و الدماء تجري كالنهر من حولها..!!
****
-في المشفى-
يمسك مالك بيد كاميليا الفاقدة للوعى،، و رأسها التي ربطت بالاقمشة الطبية..
يشعر بتأنيب ضمير.. هو من أسقط الزجاجة أرضا، لو كان غير مهمل لتلك الدرجة ماكان إصابتها تلك الإصابة..
وضع رأسه بين كفيه في حزن.. تنهد بعمق محاولا ان يخفف من شحنه حزنه..
سمع همهمات كاميليا وهى فاقدة للوعى: يا و** ه..همووتتكك ضرب..!!
ابتسم بخفة: ملحقتيش تتهنى يا غالية.!
كاميليا بين همهاتها: سئيل، س سممجج.!
مالك بضحك: تشكري يا محترمة يا متربية. !😂😂
توقف عن الهمهمات و بدأت تتآوه فقط وهي تحرك رأسها للجانبين..
اقترب مالك منها و اخفض راسه لمستواها: طيب قومي بالسلامة بس يا لمضة وانا ادفن نفسي قدامك.!
حركت كاميليا يدها بقوة بدون وعى فصدمت بوجنة مالك: اييي، بقولك لما تقومي انت متسرعة كدة دايما.!!
.
.
خطر اهل كاميليا على بال مالك الآن..
مالك: وبعدين.! اعمل ايه انا دلوقتي.؟!
اتصل بأمي و هى تتصل بامها..ولا اوصلها للبيت وهما ينصدموا مع نفسهم.!
قطع تفكيره كاميليا و هى تفوق.. بدأت تحرك رأسها لليمين ولليسار بتآوه.
كاميليا: آه، راسي.. ثم نظرت لمالك الذي ينظر لها و ابتسامته الخفيفة لم تفارق وجهه..
مالك: حمدلله على سلامتك يا غالية.!!!
كاميليا بصوت منخفض بتعب: الكائن السمج ده تاني.. كدة كتير ياربي.!
نظرت له مرة ثانية وجددته يبتسم أكثر: هو بضحكته المستفزة دي.!
مالك بضحك: سامعك على فكرة.!
كاميليا: و متأثرتش بالشتمية ولسا قاعد.؟!
مالك: ياستي خليني انا الاحسن.! عاملة ايه دلوقتي.؟
كاميليا: احسن منك اكيد.!
مالك بسخرية: اه ما هو واضح.!
كاميليا: هو ايه الي حصل بالظبط.؟ انا آخر حاجة فاكراها ان تقريبا كانو بيسيقو(ينضفو) الصالة و اتزحلقت.!
مالك بتعلثم:اآ اتزحلقتي ودماغك اتفتحت، جيت بيكي بسرعة على هنا وبقالك مدة نايمة.
كاميليا:وماما.؟
مالك بتوتر: معرفتش اعمل ايه، اتصل بمامتي وتقولهم ولا استنى لما تصحى.. معرفتش اتوترت.!
كاميليا: خلاص كدة تمام، متقولش حاجة. الساعة كام.؟
مالك:10 وربع
كاميليا بصدمة: ايه.؟؟ زمان ماما هتموت عليا.! فين موبايلي.؟
مالك:ااآ أعتقد هناك في الصالة مع شنطتك، انا ماخدتهمش معايا.!
كاميليا: اوف،انا لازم امشي حالا.!
مالك: طب استني نشوف الدكتور.!
كاميليا: لا انا مش هستنى، سلام.!
هرولت كاميليا للخارج غير عابئة بآلام رأسها..
قابلت الممرضة في الطريق
الممرضة: الحساب يا آنسة بس.!
وقفت كاميليا ونظرت لمالك الذي يحاول الحاقها،،
كاميليا: ممكن موبايلك اعمل مكالمة.؟
مالك:اكيد اتفضلي.!
****
كانت ملك تواسي امها وتطمئنها.. بينما رقية تصرخ وتولول على غياب ابنتها..
رقية: اتأخرت كدة ليه بس.؟ دي عمرها ما عملتها.! اكيد خطفوها و هيبيعو أعضائها يااااالااهوي.!
.
.
و ليلى كانت في غرفتها تحرك قدميها بعصبية.. غاضبة بشدة من البيئة المحاطة بها..
ليلى: عائلة ضاربة وبيت ضارب.!
رن هاتفها..📞
ليلى:وده مين الي بيتصل دلوقتي ده.!هو اليوم ده باينله غبي من أوله.!
ليلى: الو..؟
كاميليا: ليلى.! انا كاميليا
ليلى بلهفة: كاميليا.! انت كويسة يابنت حصلك حاجة.؟؟
كاميليا: كويسة
قاطعتها ليلى: انت فين دلوقتي.؟
كاميليا: انا في المستشفى ب..
ليلى: مستشفى.!!! حصلك حاجة.؟ اخدو اعضائك وباعوها.؟ قوليلي ايه الي حصل.. أوعى تكوني حامل.!
كاميليا بعصبية: تعرفي تخرسي.! اسمعيني وانت ساكتة مش عايزة كلام.! امك جنبك.؟
ليلى: ماما برا على آخرها وفضلها تكة وتبلغ البوليس.!
كاميليا: طب اسمعيني كويس، هاتي فلوس و تعاليلي على مستشفى***** عارفاها.؟!
ليلى: أيوة بس ليه.؟ وازاي هنزل دلوقتي اصلا.!
كاميليا: بصي، قولي لماما اني اتصلت بيكي.. و اني نسيت فلوسي في البيت، و العربية عطلت، و موبايلي فصل شحن.. و انك هتنزليلي على آخر الشارع عشان تحاسبي التاكسي.!ليلى: ايه كل ده انت.؟! انت لو مخططة من سنتين مش هتجيبي الحجج دي و بعدين.
كاميليا: ليلى اخلصي، اعملي الي قولتلك عليه و بسرعة.!
ثم اغلقت الهاتف..
كاميليا في نفسها: احسن ماتحوج للكائن السمج التاني.!نظرت حولها فلم تجده..
كاميليا: اهو شكله خلع اصلا.!
نزلت كاميليا الدرج وتوجهت لمقعد حديدي لتجلس..
استندت بمرفقيها على فخذتيها بتعب..
ليس جسدي، بل نفسي.. والدتها"رقية" لن تسمح بأن تذهب للتدريب ثانية.. و بالطبع لن تسلم من اسطواناتها اللاذعة.. يا إلهى.!! عادت من شرودها على صوت السمج"مالك 😂"..
مالك: مش هنمشي.!
كاميليا: ما تمشي، وأنا مسكاك.؟!
مالك: مش همشي واسيبك اكيد، يلا هوصلك.!
كاميليا: توصلني ايه انت مجنون، يلا يا بابا من هنا روح نام.!
مالك: يا بابا.! اموت واعرف انت واخدة في نفسك علقة كدة ليه.!
كاميليا: اهو كيفي كدة.! امشي بقا.!
مالك: انسي،مستحيل.! رجلي على رجلك مش هسيبك لوحدك.!
كاميليا: احسنلك تمشي بدل ماكسرهالك.!
مالك: هى ايه دي.؟!
كاميليا: رجلك.!
مالك: يا شيخة اتلهى انت شايفاني اصلا عشان تضربيني بالعمامة الي ملفوفة حوالين راسك دي.!
كاميليا وهى ترفع رأسها لتحاول رؤية مالك: اه على فكرة اهو شايفاك..!
تاملها مالك و تأمل منظرها.. ثم ضحك بهستيريا.. ضحك كثيرا حتى ادمعت عينيه..
نظرت له كاميليا بضيق..
كاميليا: مبحبش حد يتريق عليا.!
نظر لها مالك مرة أخرى.. ثم بدء في نوبة ضحك جديدة.! كانت الأقمشة الطبية تغطي جبهة كاميليا كاملة.. وتسقط على اعلى اعينها، فكان من الصعب ان ترى بشكل طبيعي.!تأملته هذه المرة كاميليا، يضحك بشكل جنوني كأنه طفل صغير لم يتعدى الثلاث سنوات.. من يراه كذلك صعب ان لا يضحك.. حاولت كاميليا ان تمنع نفسها من الضحك أمامه..
مالك من بين ضحكاته وهو يعمل تلك الاشارة: طب دول كام✌.؟!
ثم أخذ يضحك بقوة أكثر.!
لم تستطع كاميليا ان تسيطر على نفسها هذه المرة أمام ذلك الطفل المشاغب.! ادارت وجهها للجهة الاخرى وهى تضحك بخفة معه.!
توقفا الاثنان عن الضحك،، أصبحت ملامح مالك جدية، و توتر قليلا..: اآنا عايز اقولك حاجة.!
وضعت كاميليا يد فوق الاخرى وهى تعقدهم تحت صدرها.. وتومئ له ان يتحدث..
مالك:-------------------