الدجال نعمان

173 21 1
                                    


طرقت الباب, فتح لي رجل في الخمسينات من عمره, قلت له هل أنت الشيخ نعمان؟ قال لي أنا لست شيخاً ولا أي شيء من هذا القبيل ولكنني أحاول أن أفعل ما بوسعي لمساعدة الناس!, قلت: أنا اسمي عادل, أنا أسكن قريباً منك في المزرعة التي كانت معروضة للبيع, لقد قمت بشرائها و حصل معي أمر غريب فيها, و

قد دلني بعض الناس عليك ... قاطعني قائلاً: هل ظهروا لك يا بني؟ وقفت مصدوماً! ماذا تقصد؟ أجبت, أقصد الأطفال الأربعة, ثم أشار إلي بالدخول, أدخل يا بني و أنا سأشرح لك, لم يكن منظر منزله من الداخل مريحاً جداً بل ربما أثار في نفسي الريبة تماماً كالأحداث التي تجري معي, طلب مني الجلوس على أريكة في وسط الغرفة و أكمل حديثه: هذه المزرعة كانت ملكاً لشخص ثري, و لم يكن له أي عائلة, لا أخوة و لا أخوات, كانت أمنية حياته أن يكون له أطفال, أطفال كثيرون, أنجبت زوجته ثلاثة أطفال, كان لكل طفل غرفته الخاصة في ذلك البيت, لكنه كان يريد المزيد من الأطفال و كان يقول: لدي العديد من الغرف و سأنجب طفلاً لكل غرفة!, كان دائم الشجار مع زوجته حول هذا الموضوع, لكن زوجته كانت 


مريضة ولم تكن في وضع صحي يسمح لها بالإنجاب, لكنه كان يصرّ على رأيه و هددها بالطلاق, لكنها لم تستجب و قالت له أنني لا أكترث لذلك فأنت تقضي عليّ بطلبك هذا إن صحتي لم تعد تحتمل أن أنجب المزيد من الأطفال, كان الرجل محتاراً بين الأمرين فهو يحب زوجته و لا يريد أن يخسرها لكنه بنفس الوقت يرغب بأن ينجب طفلاً آخر, فلجأ لسحر زوجته, الأمر الذي سلب إرادتها فحملت طفلها الرابع, لكنها ماتت و هي تنجب طفلها و كان آخر ما تلفظت به "ستندم على مافعلته بي", لم يرى أحد الطفل لكننا سمعنا من الناس أنه كان مشوهاً نتيجة السحر, ظل الأب يقوم بإخفاء هذا الطفل في المنزل بعيداً عن أعين الناس و يمنع أي أحد أن يراه حتى إخوته, إلى أن سمعنا في يوم أن الطفل قد 
مات و أنه قد قام بدفنه في مكان لا يعلمه أحد, بعد وفاة إبنه أصاب الرجل الجنون و قام بذبح كل أطفاله و قام بدفن كل واحد منهم في غرفته الخاصة, قاطعته: هل تعني أن المنزل الذي أسكن به يوجد فيه أطفال مدفونة؟ تابع حديثه: لاحظ الناس غياب أطفاله و الحالة الهستيرية التي أصابت الرجل فقاموا بإبلاغ الشرطة, اكتشف رجال الشرطة ما حصل بعد أن دخلوا المنزل و لاحظوا وجود رائحة سيئة فيه, الغريب في الأمر أن الرجل لم ينكر فعلته بل اعترف مباشرة و دلهم على مكان الجثث الثلاثة, و في غفلة من رجال الشرطة دخل إلى إحدى الغرف و أطلق النار على نفسه, قامت الشرطة باستخراج جثث الأطفال من المنزل لكن الشيء الذي لم يعرفه الناس إلى يومنا هذا هو المكان الذي دفن به


الابن الرابع, هذا البيت تسكنه اللعنة من ذلك اليوم, هل تعني أن الذين أراهم هؤلاء هم أطفاله, قلتها و أنا أكاد لا أتمالك نفسي من وَهلِ ما سمعت, هز رأسه بالإيجاب, لكن ماذا سأفعل بهذا المنزل الآن؟ فأنا لم أعد أملك أي نقود لشراء منزل آخر, هل يمكن أن تجد حلاً لهذه المشكلة؟ قال لي: سبق و أن طرحت فكرة لفك لعنة هذا المنزل على أهل البلدة لكن أحداً لم يعرني الاهتمام, الحلّ هو أن نجد جثة الطفل الرابع لأنها هي سبب كل المشاكل التي تحدث في المنزل, إن أردت يمكنني أن أساعدك لكن أولاً يجب أن ترسل زوجتك و الأطفال ليبيتوا عند أحد أقاربكم ريثما ننتهي, لم يكن لدي حل آخر, وافقت على مقترحه, عدت إلى المنزل و أخبرت زوجتي بضرورة مغادرة المنزل

لحين انتهائنا و أنها يمكنها المبيت في بيت أهلها للفترة القادمة مع الأطفال. في ذلك المساء و بعد مغادرة زوجتي وجدت نعمان يطرق باب المنزل, أدخلته, بدأ بالعمل مباشرة

... 


صاحب اللعنةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن