بداية اللعنة

165 22 0
                                    

 بدأ بالعمل مباشرة, قام برسم نجمة على أرض الحجرة, قام بكتابة أرقام و حروف بداخلها, ثم طلب مني أن أجرح نفسي حتى يسيل دمي على السكين, ثم وضع السكين في وسط النجمة, أخرج من حقيبته كتاباً, كان غلافه مصنوعاً من الجلد و يبدو أنه كتاب قديم جداً, بدأ بالقراءة من الكتاب: " أقسمت على أكابر دولة إبليس مزلزل الجبال رسول الجن ياقوت يأجوج و مأجوج عابد النار و كاره الدار" ... ظل يكرر هذه الجملة و في كل مرة كانت نبرة صوته تختلف عن المرة السابقة, من داخل النجمة بدأ جسم بالتكون كان في بادئ الأمر على هيئة

سحابية, لكنه كبر و أصبح على هيئة طفل صغير بقرنين عيناه سوداء تماماً, بجانبه تكون جسم آخر لرجل, من المؤكد أنه الزوج و الابن الرابع, قلت في نفسي, كان الأمر أشبه بمشاهدتنا لعرض سينمائي مجسّم لما حصل مع الرجل و الإبن الرابع, فجأة وقع الطفل على الأرض, هكذا إذا مات قال نعمان, قام الزوج بحمله وراح يمشي بخطوات غير مستقرة, قال نعمان سنعرف الآن أين قام الأب بدفن الطفل, توجه الأب نحو الحمام, وضع جثة الطفل الصغير على الأرض, أحضر مطرقة كبيرة و بدأ بتكسير حوض الاستحمام ثم حفر تحته وقام بدفن الطفل في الحفرة و ردمها, يبدو أنه يوم آخر فالأب في لباس مختلف, إنه يقوم بوضع حوض آخر مكان الحوض الذي كسره, قلت ماهذا الفعل الذي ارتكبه؟ قام بدفن الطفل في 


الحمام لقد قام بخلق شر ليس له حدود!, تلاشى الدخان اختفى الزوج ليتركني في في دهشة مما رأيت, اصطحبني نعمان إلى الحمام وقال يجب أن نخرج الجثة! بدأنا بتكسير الحوض و الحفر حتى وجدنا ما تبقى من عظام الطفل, لاحظت وجود ما كان يشبه القرنين على جمجمة الطفل, قلت: أين سأدفن هذا الطفل؟ قال نعمان اترك لي هذه المهمة, أصبح منزلك آمناً الآن, جمعت رفات الطفل و أعطيتها له و غادر. في اليوم التالي ذهبت لإحضار زوجتي و أنا أشعر براحة تامة, لقد عاد الهدوء إلى المنزل. 


مرّ شهر على تلك القصة, حتى جاء اليوم الذي شعرت به أنني لن أستطيع التخلص من هذه اللعنة, فقد فاجأتني زوجتي بخبر حملها, ربما كنت سأكون سعيداً لو لم تكمل 


حديثها عن الكوابيس المرعبة التي تراها, قالت أنها تحلم بأنها سوف تنجب طفلاً, لكنه طفل بقرنين ... حاولت التخفيف عنها بقولي أنها مجرد كوابيس و أنا أعرف في قرارة نفسي أنها أكبر من كونها كذلك, أردفت: إن الطفل يتكلم معي و يطلب مني أن أوصل لك رسالة, رسالة! لي أنا؟ و ما هي هذه الرسالة؟ سألتها, قالت أنا لم أفهم معناها و لكنه يقول لك: " لماذا لم تدفني؟" نهضت من مكاني, نظرت إلى ساعة الحائط, كانت الساعة تشير إلى الثانية عشرة, يجب أن اذهب لنعمان لأرى ماالذي حصل بالضبط! ولماذا عاد هذا الشر إلى المنزل مرة أخرى؟ خرجت من المنزل بعد منواشات عديدة بيني وبين زوجتي لأنها لم تردني أن أذهب له في مثل هذا الوقت, سرت إلى منزله, الطريق لم يكن طويلاُ و


لكني كنت أحسه يمتد إلى ما لا نهاية, طوال الطريق و أنا أشعر أن هناك من يلاحقنني أو يراقبني, كنت أنظر خلفي باستمرار و لا أجد أحداً, بدأت بسماع صوت شخص و كأنه يدمدم, مازلت أمشي و أنظر في كل الأرجاء حولي و لا أرى أحداً, حتى وقعت عيناي على الغابة المظلمة, هناك شاهدت وجه أشبه بوجه شيطان من خلف الأشجار عيناه حمراويين, وجه أسود شاحب, اختفى فجأة, أكملت طريقي, رأيته مره أخرى, لقد عرفته, إنه شبح الأب و حوله الأطفال الثلاثة, اختفى الأب من بينهم, عندها شعرت بيد تمسكنني من كتفي, التفتت لأجده خلفي, بصوت أجش قال لي كلمة واحده فقط "ادفنه" و اختفى, أكملت طريقي و أنا مذعور, لم أعرف يوماً خوفاً كالذي يصيبني في هذه الفترة, وصلت لبيت نعمان,

طرقت الباب مراراً و تكراراً, لم يجب أحد, من الظاهر أنه ليس في البيت, قمت بدفع الباب قليلاً فانفتح! دخلت المنزل كان معتماً, ناديت عليه يا شيخ نعمان هل أنت هنا؟ يا شيخ نعمان ... سمعت صوت الدمدمة مرة أخرى, لكن من داخل المنزل هذه المرة, كان هنالك صوت يهمس باسمي من داخل أحدى الغرف, دخلت لأجد نعمان يجلس على السرير, كان وجهه أسود و شاحب, عيناه حمراء دموية, على عنقه آثار أصابع واضحة بشكل مخيف, بدأ بالاهتزاز إلى الأمام و الخلف و هو جالس, قلت له ماذا دهاك ياشيخ نعمان؟ من الخارج سمعت صوت نعمان يصرخ من هناك؟ من الذي قام باقتحام منزلي؟ أجب, مالذي يجري؟ قلت في نفسي و أنا أشيح بنظري نحو باب الغرفة, إن كان نعمان في الخارج فمن هذا على السرير؟ التفت مرة


 أخرى للسرير لأجده خالياً, جريت خارجاً من الغرفة بسرعة ناحية نعمان و أنا مفزوع بدأ يصرخ لاقتحامي منزله, طلبت منه أن يستمع لي و شرحت له ما حدث, ظل صامتاً لبرهة, رأيت في عينيه نظرة شرحت لي كل شيء, نعمان ماذا فعلت برفات الطفل؟ قال لقد دفنتها مثلما اتفقنا, نعمان لن أكرر سؤالي مرة أخرى ماذا فعلت برفات الطفل؟ قال لي أهذا هو جزائي؟ لقد أردت مساعدتك و أنت تتهجم عليّ, قلت له أنت كاذب, الطفل عاود الظهور في المنزل لزوجتي مرة أخرى و نظرة عينيك تقول أنك لم تقم بدفنه ماذا فعلت بالرفات؟ أخبرني, اسمع قال لي: أنا أقوم بعمل سحر كبير برفات الطفل لكنني على وشك الانتهاء, أعدك أنني سأدفنها حالما أنتهي, هذا العمل سوف يعود عليّ بالكثير


من الأموال, سأعقد معك اتفاق, سوف أعطيك نصف هذه الأموال إن أنت تكتمت على الموضوع, أنا لا أريد أي أموال, أجبته و أنا أكاد أنفجر غيظاً من أسلوب كلامه, أنا أريدك أن تتوقف فوراً و تقوم بدفن الرفات, أفعالك هذه سوف تتسبب بضياعي أنا و عائلتي بالكامل و حتى سيتسبب بضياعك أنت أيضاً, أجابني بكل برود: لو أردت ضياعك, كنت فعلت أشياء أخرى, ماذا تقصد بأشياء أخرى؟ قلتها و أنا أكاد أطبق على رقبته, لا داعي أن تعرف يا عادل, طلبت منه أن يخبرني بمكان رفات الطفل لنقوم بدفنه و ننتهي من الموضوع, كان جوابه المتكرر: لا أقدر على فعل ذلك, قال: إن أنا فكرت مجرد تفكير بإخراجه سوف أموت في الحال, هنالك الكثير من السحر على هذا الرفات و لا مجال للعودة, قلت له:


إذا كنت تريد المال سوف أعطيك إياه و لكن أنهي هذا كله أرجوك, ليس عندي استعداد أن أفقد أحد من أطفالي أرجوك, أنهي هذا كله, قال لي سوف أنهي الموضوع غداً و عندما أذهب لإخراج الرفات لدفنها سأصطحبك معي و سوف تدفنها بيديك, خرجت من عنده مع بزوغ أولى خيوط الشمس, دخلت المنزل و أنا مجهد تماماً, دخلت الحمام لأفاجأ 

...... 

صاحب اللعنةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن