الصدمة

154 22 0
                                    


بعد أسبوع من دفن أخي أصابتني حمى و ظللت ممدداً على السرير, في الليل كنت أسمع أصوات غريبة, أصوات أشياء تحتك بالأرض, و في النهار أسمع أصوات أناس تتكلم, أصوات همس في أذني, كنت أستيقظ في الليل لأجد قططاً سوداء على السرير بجانبي, لم أكن أعرف إن كانت هذا مجرد هلاوس ناتجة عن الحمى أم أنها حقيقة, بدأت بالتعافي من الحمى و قررت أن أذهب لناصر من الممكن أن أجد حلاً, نعم أخي قد مات, لكن ربما أجد حلاً لننهي هذا الموضوع تماماً, ذهبت و وصلت للعنوان, بيت قديم متهالك في منطفة غير مأهولة بالسكان, باب البيت كان من الخشب, طرقت الباب, فتح لي رجل عجوز, قلت له هل الشيخ ناصر موجود؟ قال لي 

تفضل يا بني إنه يجلس بالداخل, اجلس على هذا الكرسي و انتظره حتى ينتهي مما يفعله, كنت أسمع صوت 

إمرأة تصرخ من الداخل, و بعد قليل صوت رجل يصرخ, كنت أسمعه يقول: "بحق العهد الذي أخذه كبيركم عزازيل عند الهيكل العظيم ببابل بحق هاروت و ماروت" و يرددها باستمرار, كانت الصرخات تعلو كل ما ردد هذه الجملة, بعد قليل فتح الباب خرج رجلين وكانو يحملون بنتاً كانت فاقدة للوعي كانت في عمر العشرين تقريباً, خرجت خلفهم إمرأة كبيرة في السن, من الواضح أنهم عائلة الفتاة, دخلت للشيخ ناصر و قلت له: ماذا هناك؟ ماذا حدث لتلك الفتاة؟ لاشيء يابني إنها مسحورة, سحر عن طريق تسليط جن عاشق, لقد حاولت كثيراً أن أخرجه و لكنه كان رافضاً و متمسكاً بها, فقمت بحرقه, لا تقلق سوف تصبح جيدة فهذا أمر أتعامل معه كثيراً, و الآن لنرى ماذا عندك لقد كنت أعتقد أنك ستأتي إلي قبل أن يموت أخوك, أخبرني بكل شيء, أكرر كل شيء ... رويت له القصة كاملة, سكت لفترة وجيزة و كأنه يصغي 
إلى شخص ما! ثم قال يجب أن يدفن الطفل, ولكن الشيء الذي لا تعلمه أنه هو من يختار المكان الذي سيدفن به ... قلت له ماذا تعني؟ قال هو من سيختار القبر الذي سيدفن به هو الذي سيختاره بنفسه ... كيف سيختاره بنفسه و هو ميت يا شيخ ناصر؟ قال لي سترى الآن ... نادى الشيخ ناصر للرجل المسن الذي في الخارج و قال له أحضر لي أسامة, ذهب الرجل و عاد و معه طفل صغير عمره حوالي السبعة أعوام و أحضر وعاء كبيراً من الماء, و طلب من أسامة أن يقف فيه, وطلب منه أيضاً أن ينظر له و يركز معه و أن لا تفارق عيناه أعين الشيخ كان الطفل مسلوب الإرادة و ينفذ كل ما يطلبه منه الشيخ, بدأ الشيخ يتمتتم بكلمات لم أفهمها و كأنها بلغة قديمة, بدأت عينا الطفل تتحرك يميناً و يساراً بسرعة, و بدا و كأن الماء يغلي من تحته ... قلي لي يا أسامة ماذا ترى الآن؟ قال أرى طرقاً, طرقاً في المقابر, قال ناصر هل


هناك أي قبر مميز بينهم أو أي علامة؟ أجل هنالك قبر فوقه نبتة صبار لونها أسود و هنالك طفل مثلي يقف بجانبها ... لم أستطع منع نفسي من السؤال فقلت لأسامة: أيوجد أي شيء مكتوب على القبر؟ قال اسم إمرأة, أنا أعلم من هي, إنها أم الطفل أنا أذكر اسمها جيداً, بعدها قام الشيخ ناصر بعدة حركات لم أفهمها و تمتتم بكلام بصوت منخفض, ثم أخبر الطفل أن يخرج, نظر لي و قال الآن نحن نعلم أين سندفن الطفل و الخطوة القادمة أن نذهب لندفنه أريدك أن تأتي إليّ غداً و معك الجثة لنقوم بدفنها, خرجت من عنده و ذهبت إلى المزرعة لأجهز نفسي, قمت بلف الجثة بقماش وبعدها ذهبت للنوم, في ذلك اليوم حلمت أنني أمشي بمفردي وسط القبور, كان كل قبر يقف حوله مخلوقات مشوهة و يرددون جمل غير مفهومة تشبه التعاويذ, كنت أشعر أن هنالك شخصاً خلفي, كنت أنظر خلفي و لا أجد أحداً, كل ما كنت أراه كان

...

صاحب اللعنةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن