انقلب السحر على الساحر

532 21 0
                                    


زوجتي تجلس في إحدى أركان الحمام, كانت تتمتم بكلمات غير مفهومة واضعة رأسها بين قدميها و على يديها آثار طين أسود داكن ممزوج بالدم, شعرت بالخوف من الاقتراب منها, رفعت رأسها وقالت لي و هي تبتسم لقد قمت بدفنه لقد فعلتها يا عادل, فقلت لها دفنتي!؟ ... من هو الذي دفنتيه؟ أشارت لي على قدميها, كانت تحتها بقعة من الدم, كانت بقعة الدم تتوسع, يا إلهي ... زوجتي كانت حاملاً, هذا يعني أن هنالك نزيفاً ... رحت أصرخ: ماذا فعلتي؟

قالت لقد انتهينا يا عادل لقد دفنته, الدم كان يتحرك في اتجاه واحد, كان يجري باتجاه حوض الإستحمام!, حملتها و توجهت مسرعاً إلى المستشفى, تم إدخالها إلى غرفة الإسعاف, في هذه اللحظة تذكرت, الأطفال, يا إلهي إنهما لوحدهما, عدت مسرعاً إلى المنزل, لم أجدهما في غرفتهما, رحت أنادي بأسمايهما حتى خرجا من تحت السرير, قالا لي أنهما رأيا أمهما و هي تحمل سكين و دخلت بها إلى الحمام و أنهما كانا يسمعان صوت صراخ مما أرعبهما و دفعهما للاختباء تحت السرير. يجب أن أنهي هذا الموضوع اليوم و بأي ثمن هذا ما كانت أردده و أنا أصطحب الطفلين إلى منزل أهل زوجتي, تركتهم هناك و عدت مرة أخرى إلى نعمان فنحن على موعد في الساعة التاسعة مساءً. وصلت منزله, الباب كان مفتوحاً, ناديت 

عليه لكنه لم يجب, دخلت المنزل لأجده ميتاً ... جثته لا تبدو كجثة شخص مات منذ فترة قريبة, إنها تبدو و كأنه مات منذ شهور!, إلى جانبه ورقة كان قد كتبها لي, مكتوب فها: أنا سوف أخرجه و لن أنتظرك, سامحني إن مت ... كانت عيناه قد خرجت من مكانها و فمه مفتوح إلى أقصى درجة, من الواضح أنه رأى مالم يستطع تحمله, أعدت النظر إلى الورقة لأنتبه إلى كلام آخر مكتوب على ظهر الورقة, كان هنالك ملاحظتين إحداهما تقول: إذا مت فافتح الرسائل الموجودة على هاتفي!, بحثت عن هاتفه, كان موجود على الطاولة القريبة, وجدت الكثير من الرسائل من أشخاص تريد ان تتعالج, رسائل من أشخاص أخرى تقوم بشتمه لما فعله بهم, أثناء تقليبي في الرسائل وصلت رسالة صوتية جديدة, فتحتها و سمعتها, كانت تقول: ما الأخبار يا نعمان؟ هذه ثالث 


رسالة أرسلها لك و أنت لا تجيب! ماذا فعلت مع هذا الأحمق؟ عن من يتحدث هذا الشخص؟ قلت في نفسي, هل استمع لبقية الرسائل؟ فربما عرفت شيئاً, قمت بسماع أول رسالة بين نعمان و هذا الشخص, كان محتواها: المبلغ الذي طلبته يا نعمان كبير, بالإضافة أن ثروته لا تساوي هذا المبلغ أصلاً أريدك أن تخفض السعر قليلاً. الرسالة الثانية: كل ماعليك فعله أن تجعله يشعر بالجنون و يقوم بقتل إمرأته و أطفاله. الرسالة الثالثة: لقد أخبرتني أنك إن قمت بعمل السحر على الرفات الذي وجدتماه فسوف يظهر له و يقوم بقتله, لماذا تعقد الموضوع؟ هل ستنتحل دور الشريف يا نعمان؟ الجميع يعرف حقيقتك و مدى خبثك حتى هو أخبرني بذلك؟ هذه الجملة الأخيرة استوقفتني, ماذا


يعني بقوله حتى هو أخبرني بذلك؟ لحظات من التفكير و استجماع لذكريات, هذا الصوت ... أنا أعرفه جيداً, هذا صوت مألوف جداً, أكملت باقي الرسائل, الرسالة الرابعة: هذا لا يعنيني يا نعمان, لا تقل لي أنه أتى إليك, إنه يشعر بالشك تجاهك, اليوم يا نعمان, و أكرر كلامي اليوم يجب أن تنتهي من هذا الموضوع و إذا أخرجت الرفات من مكانه فأنا الذي سيأتي لدفنك حياً. الرسالة الخامسة: أجل هو أخي و لا يعنيني شيء, مايهمني أن أرثه, أن آخذ كل ما يملك, زوجته و أولاده يجب أن يموتوا, أفعل أي شي, ما يهمني أن تظهر روح هذا الطفل و تقوم بالإنتقام منه, ألم تقل لي أن زوجته سوف تقتل جنينها بنفسها؟ لم أسمع أي أخبار عن هذا الأمر! من الواضح أنك لم تعد تملك أي سلطة على


الأرواح خاصتك و من الواضح أنه يجب أن آتي بنفسي لأقتلك. لقد عرفت من صاحب هذا الصوت ... إنه صوت أمجد أخي! أجل إنه صوته إنه وراء كل المصائب التي تحدث لي! لقد اخبرته من قبل بكل ما يحدث لي و أخبرته عن نعمان و الطفل, لقد استغل كل ذلك من أجل مطامعه الشخصية. لا أعرف لماذا و مالذي دفعني لذلك, كل ما أعرفه أنني و بدون وعي قمت بإرسال رسالة لأخي من هاتف نعمان و كتبت فيها: أنا أشعر بالدوار و من الواضح أنهم يلعبون بي, يبدو أنا أخاك قد علم بمكان الرفات, أو قام بتسخير أحد عليّ, أحس أني أفقد الذاكرة, لقد نسيت مكان الرفات, أخبرني يا استاذ أمجد بالمكان الذي أخبرتك أنني دفنت الرفات به لكي أخرجها وأدفنها بمكان أخر لا يعلمه أخوك, نحن مازلنا على نفس الاتفاق

......... 

صاحب اللعنةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن