٢١~ هديه~

11.9K 607 143
                                    

ما اجمله ولكن ما أقساه على قلبي

...................................

في صباح اليوم التالي، وقف المحقق جونز بجانب نافذته، عينيه الخضراء الباردة تراقب الشارع الهادئ، بينما أشعة الشمس تنعكس على وجهه ذي البشرة الناعمة كالعاج. كان جسده الطويل المتناسق يوحي بجمود أقرب إلى تمثال حي، متأملًا بنظرات صامتة تحمل في طياتها حذرًا وترقبًا. وضع يديه في جيبيه ببطء، وكأنه يمتص كل التفاصيل حوله بعمق قاتل.

ثلاث طرقات خفيفة على باب المكتب، كسرَت السكون، ليدخل شاب في العشرينيات ويضع ملفات على المكتب بحركة سلسة.

"هذه الملفات التي طلبتها، سيدي."

غادر الشاب دون أن ينبس ببنت شفة، مغلقًا الباب خلفه بهدوء مخيف. بلمح البصر، جلس جونز على كرسيه وأخذ يتصفح الملفات بعينيه الحادتين، تركيزه المذهل يكاد يحرق الصفحات. كل تفصيل، كل كلمة، كانت تلتهمه عيونه بشغف الباحث عن الحقيقة المخفية.

رن هاتفه فجأة بجواره. لم يتردد، التقطه وأجاب سريعًا.

"أليخاندرو، كيف الأمور؟"

"بخير، وأنت؟ ما الأخبار؟"

تنهد جونز بخفة وهو يتكلم بنبرة هادئة لكنها مشحونة بالتفكير.

"لقد حصلت على خيط. ستيفن يزور معملًا خاصًا باللامونيوم يوميًا. المعمل مهجور منذ فترة، لكن رجالنا لاحظوا حركة غريبة هناك. سأذهب بنفسي للتحقق من الأمر ومعرفة سبب ارتباط رينيه بستيفن."

على الطرف الآخر، جاءت تحذيرات أليخاندرو بوضوح وحذر.

"خطوة جيدة، لكن انتبه، قد يكون هذا فخًا من رينيه. لا يمكننا قراءة تحركاته بسهولة."

ابتسم جونز بسخرية خفيفة

"لو كان ذكيًا حقًا، لاكتشف المسجل المخفي في حقيبة لورينا. مع ذلك، سأتحرك بحذر. أما بالنسبة لك، ما الذي توصلت إليه؟"

صوت أليخاندرو تردد بنبرة جادة

"ما زلتُ أتحقق من المبنى الذي يسكنه رينيه. المبنى مسجل بإسم أحد رجال الكونغرس، إما أن الرجل تحت سيطرة رينيه أو أن هناك علاقة صداقة قوية بينهما. سأواصل تحري الأمر."

"فعلًا، استمر في البحث. سأتابع ستيفن وأعرف ما يخبئه هذا المعمل."

أغلق جونز الهاتف، وعاد إلى ملفاته، مشحونًا بطاقة جديدة، مُدركًا أن كل خطوة يأخذها تقرّبه أكثر من كشف حقيقة هذا الرجل الخارق الذي يتلاعب بالسلطة والناس كما يشاء.

فــي حــضن الشيطـــانحيث تعيش القصص. اكتشف الآن