٣~مخالف للقوانين~

19.8K 1.1K 131
                                    

كل شيء لا يخضع لأي قانون

...................................

بربك؟ لا تعرف كيف تغلق أزراراً؟ إنه يمثل فقط، يحاول التقرب مني.
أفكار عديدة تتدافع في رأسي، ماذا علي أن أفعل الآن؟ حسناً، سأغلق الأزرار... ليس وكأن جسده قبيح حتى أرفض.

تقدمت لأغلق الأزرار، وبدأت بواحدة تلو الأخرى. كان القميص متسعاً بشكل يكشف عن التفاصيل الدقيقة لعضلاته، فصعدت على الأريكة لأتمكن من الوصول إلى ياقة القميص.

آه، نعم، إنه طويل جداً، وأشعر دائماً أن رأسي يصطدم بصدره. طولي لا يتجاوز كتفه بمسافة قصيرة، مما يزيد من إحساسي بالفجوة بيننا.

بينما كنت أرتب له الياقة، شعرت بتوتر يسيطر على جسدي، خاصًة مع تلك الابتسامة الغامضة التي ارتسمت على شفتيه. كان ينظر إلي بنظرات جعلت القشعريرة تسري في عمودي الفقري.

أنهيت مهمتي أخيرًا، ونزلت من على الأريكة لأجلس بارتباك على الأريكة المجاورة، وأخذت أقلب قنوات التلفاز محاولًة تجاهل وجوده بجانبي. جلس بقربي، وأطلق تنهيدة وكأنه يراقب كل حركة أقوم بها، مما زاد من شعوري بالقلق.

"ما هذا الشيء؟"

"آه، تقصد التلفاز؟"

نعم، إنه يسألني عن التلفاز... يبدو أن هناك الكثير ليتعلمه عن هذا العالم، ولا أريد أن تتحول هذه المهمة إلى مسؤوليتي.

"هذا ما نسميه تلفاز، يعرض قنوات فضائية... أعني... كيف أشرح لكَ؟ صحيح أنني عالمة، لكني أفشل في شرح أمور بسيطة كهذه."

"لا بأس."

قالها بأبتسامة جذبتني ونهضت على الفور، متوجهة إلى الثلاجة.

"لكني أشعر بالجوع، هل يمكنك أن تحضري لي وجبة؟ أي شيء، من فضلك."

تلك الابتسامة جعلتني أتحرك بسرعة، رغم أنني لا أعرف لماذا أطيعه. فتحت الثلاجة فوجدتها فارغة.

"آه، الثلاجة فارغة... ماذا سأفعل الآن؟"

لم يكن هناك خيار سوى التوجه إلى المطبخ، وبدأت في تحضير شوربة له. وبينما كنت أقطع الخضار، توقفت للحظة ورفعت السكين ببطء.

"لماذا أقوم بما يطلبه؟"

استدرت فجأة لأرتطم بصدره. كان يقف قريباً جداً مني، لدرجة أنني لم أتمالك نفسي وصرخت.

"ألا يمكنك بحق الجحيم أن تبتعد عني قليلاً؟ لماذا تستمر في الظهور هكذا دون أي تحذير؟! سأصاب بجلطة إذا لم تتوقف عن هذا التصرف!"

فــي حــضن الشيطـــانحيث تعيش القصص. اكتشف الآن