٣٣~تجهيز ومواجهة~

6.1K 408 37
                                    

بعض الأحيان تأتي الصدمات ولكنها جيدة

...................................

تواجهت لورينا مع مصاص الدماء المخيف والمريب، عينيه تلمعان بجنون، وأنفاسه تتسارع كما لو أنه يكاد يلتهم الهواء. ابتسمت لورينا بشيء من التحدي وهي تقول ببرود.

"يبدو أنني سألهو معك قليلاً قبل أن أتابع طريقي."

اندفع مصاص الدماء نحوها بسرعة خاطفة، يداه الطويلتان تتحركان بشكل غير طبيعي، كأنهما مخلوعتان من جسده. لكن لورينا لم تتردد، بل اندفعت نحوه هي الأخرى. وقبل أن يقترب منها، انزلقت بمهارة بين قدميه، وفي لحظة خاطفة، لفت السوط حول عنقه وشدته للخلف بقوة.

لكنه لم يتأثر كما توقعت، استدار نحوها ببطء، وكأن السوط مجرد خيط لا يعوقه.

"يبدو أن سوطي هذا لن يقتلك بسهولة..."

تمتمت لورينا بينما تقف في مواجهة مباشرة معه،

"إذًا، سأضطر إلى استخدام طريقة أخرى."

بدأت بالجري، تتقدم بخطوات سريعة وهي تستدرجه خلفها، بينما هو يلاحقها دون توقف، عيونه الحمراء مثبتة على فريسته. استدارت نحوه بابتسامة متهكمة.

"تعال إلى هنا أيها الأحمق! هل تعتقد أنك ستنالني بهذه السرعة؟"

لكن مصاص الدماء توقف فجأة، ثم نظر إليها بعينين مليئتين بالسخرية.

"أيتها الصغيرة... هل تعتقدين أنكِ تستطيعين خداعي؟"

توقفت لورينا وضحكت بسخرية.

"يبدو أنني قللتُ من شأنك... لكن، لا تقلق، سأكون أكثر تهورًا هذه المرة."

اتخذت موقفًا أمام الجدار، وضعت ظهرها عليه ببطء، بينما جرحت كف يدها بحدة. بدأت قطرات الدم تنزل على الأرض. توسعت عينا مصاص الدماء، وبدأ لعابه يسيل بجنون وهو يراقب الدماء، وكأن الجوع الذي بداخله اشتعل أكثر.

انطلق نحوها بسرعة فائقة، متوجهًا نحو الدماء المسيلة وكأنه وجد كنزه الثمين. لكن لورينا استغلت تلك اللحظة، في حركة سريعة لفّت السوط حول عنقه مجددًا. وبينما كان مندفعًا نحوها بسرعته الجنونية، قفزت فوقه لتستقر على صدره. اصطدم رأسه بالجدار بقوة، لتناثر الدماء في كل مكان، جاعلاً المكان أشبه بساحة معركة دموية. كانت ملابس لورينا مغطاة بالدماء، لكنها لم تتأثر.

"أنت غبي، يا سيد مصاص الدماء. يبدو أن جشعكم أقوى حتى من غرائزنا البشرية."

فــي حــضن الشيطـــانحيث تعيش القصص. اكتشف الآن