٢٢~مرارة موقف~

9.5K 593 60
                                    

للخالدين طرقهم في التعبير عن الحب والكره ربما

...................................

"رينيه، ماذا فعلت بحق الجحيم؟!"

صرخت لورينا، وصوتها يرتعش بالخوف والصدمة، وضعت كلتا يديها على فمها، وعيناها مفتوحتان على وسعهما. لم تستطع تصديق ما رأته.

أمامها كان جونز ورينا مرميين على الأرض، والدماء تتسرب من جسديهما ببطء، ترسم خطوطًا قاتمة على البلاط البارد.

"أنا... أنا... رينيه، أخبرني ما هذا؟!"

صوتها كان خليطًا بين الذهول واليأس، بينما خطت خطوة نحوهما، لكن رينيه كان أسرع. التقطها من خصرها بعنف، وجذبها نحوه، عانقها من الخلف كأنه يهمس أسرارًا قاتلة في أذنها.

"ألا يبدون رائعين؟"

همس وهو يقترب من أذنها، أنفاسه باردة كالموت.

"ما رأيكِ؟"

بدأت لورينا ترتجف بين ذراعيه، لكنها لم تستطع الإفلات. عيناها متسعتان بالهلع وهي تراقب جونز الذي بدأ يعود إلى وعيه ببطء، عيونه غائمة بالألم، لكنه يحاول بكل قوته أن يرفع جسده عن الأرض.

جلس جونز بصعوبة، مسندًا نفسه على يديه، محاولاً تجاهل الدوار الذي سيطر عليه.

"رينيه! ابتعد عن لورينا!"

صرخ بصوت مبحوح، موجّهًا نظرات غاضبة نحو رينيه.

"إذا كان لديك حساب لتصفيته، فلتكن معي أنا وليس معها!"

ضحك رينيه بهدوء، ضحكة باردة لا تحتوي على أي مشاعر.

"آه، أيها المحقق الشجاع... كم أنتَ رائع. تجرؤ على تقبيل امرأتي وأنتَ لا تعبأ بي حتى؟"

أبعد رينيه شعر لورينا عن عنقها ببطء، كأنه يستمتع بكل لحظة، حدق في عنقها بتفحص، ثم رفع نظره نحو جونز.

"ما رأيك؟"
قال ببرود مرعب.

"ماذا لو قتلت المرأة التي تحبها، والتي ربما أحبها أنا أيضاً، أمام عينيك؟"

جونز رفع رأسه بتحدٍ رغم ضعفه.
"لن تقتلها، أنا أعرف هذا."

توقف الزمن للحظة. ثم دفع رينيه لورينا بعيدًا بقسوة، جعلتها تسقط على الأرض. ترنحت لورينا للحظة قبل أن تلتقط أنفاسها وتنهض. ركضت نحو جونز الذي كان يحاول الوقوف، وأمسكت بذراعه بقوة، محاولة مساعدته على الثبات.

فــي حــضن الشيطـــانحيث تعيش القصص. اكتشف الآن