٣٠~الفقدان~

6.5K 409 46
                                    

لايوجد ماهو اقوى من الفقدان

...................................

في أجواء مليئة بالتوتر، سُمع صوت خطوات سريعة تخترق الممر الهادئ المؤدي إلى مكتب لورينا. الباب انفتح بعنف، لتقف أمامها إحدى المساعدات، تتنفس بصعوبة وكلماتها تتدفق بعجلة.

"آنسة لورينا! القائد لي جون!"

رفعت لورينا عينيها بحدة، عينيها المتعبتين من السهر والعمل المكثف، لكن في أعماقها كانت هناك شرارة أمل تعيد الحياة إليها.

...................................

وفي مكان آخر، في السوق الشعبي بكوريا، كان رجل ذو شعر أشقر طويل، أنيق المظهر، يتفحص رداءً أسود يعرضه عليه أحد الباعة.

"سيدي، انظر إلى هذا الرداء! يناسب لون بشرتك الرائعة تماماً! سأمنحك خصماً خاصاً فقط لجمالك الفاتن!"

ابتسم الرجل الشاحب بابتسامة باردة وقال بصوت هادئ، لكنه مليء بالثقة.

"شكراً لك، سأدفع السعر الكامل."

ناول الرجل النقود، كمية كبيرة دفعتها يده بلامبالاة، وكأن الثروة بين يديه لا تعني شيئاً. كان ذلك الرجل هو رينيه، الذي ارتدى الرداء الأسود بإعجاب، ثم عاد إلى قصره الفخم الذي اختاره بدقة، محاطاً بالخدم والحراس الذين كانوا دائماً في خدمته.

جلس رينيه على وسادة ناعمة، الهانبوك المفتوح يكشف عن صدره، وشعره الطويل يسقط بانسيابية على كتفيه. كان يدخن سيجارته القديمة، متكئاً بجسده المتراخي وكأنه في سلام مع نفسه. خلفه كان يقف لوريس، الخادم الوفي الذي لم يفارقه لسنوات.

"مولاي، كما هو متوقع منك، في غضون شهرين فقط جمعت حولك هذا الجيش الهائل، والقصر ممتلئ بالخدم والأتباع الذين يبجلونك."

ابتسم رينيه بهدوء، عيناه تلتمعان بدهاء.

"لوريس، ألا ترى أن هذا العصر، برغم فقره في التكنولوجيا، أفضل بكثير؟"

"بلا شك، مولاي. العصر الحديث كان مليئاً بالإزعاجات."

أخذ رينيه شهيقاً عميقاً من سيجارته، قبل أن يستدير ببطء نحو لوريس.

"إذن، هل لاحظتَ أي أشخاص مثيرين للريبة في الخارج؟ أقصد أولئك الذين قد يكونون من العصر الحديث، القادمين عبر بوابة لورينا الزمكانية."

"ليس بعد، مولاي. البوابة التي صنعتها لورينا يبدو أنها ما زالت تحت السيطرة."

فــي حــضن الشيطـــانحيث تعيش القصص. اكتشف الآن