فــي حــضن الشيطـــان

٨~تحركات مخفيه~

ربما البقاء قوياً ليس بالأمر السهل.

...................................

"أيها العالم، ستيفن، تلك الآلة التي زعمت أنك ستصنعها، هل أنت متأكد أنها ستحول الزومبي ومصاصي الدماء إلى بشر؟"

جلس المحقق جونز في مكتب ستيفن، وعيناه تتجولان بين الأبحاث المبعثرة والأوراق التي تناثرت على سطح المكتب. كانت نبرة صوته تحمل قلقًا عميقًا، محاولاً فهم مدى خطورة التجربة التي كان ستيفن يسعى لتنفيذها.

استند ستيفن إلى الوراء، واضعًا يديه على رأسه، وعينيه مغمضتين كأنه يحاول حجب الواقع عنه. بدا مضغوطًا، لكن تألق الأمل كان يتلألأ في عينيه حين قال.

"لدي كل ما أحتاجه. أنا فقط بحاجة إلى وقت وفريق لمساعدتي في صنع تلك الآلة. يمكننا تغيير العالم."

رد المحقق جونز بنبرة هادئة، لكنه كان متشككًا للغاية. كانت جملته مثل رصاصة تنفذ في صميم طموحات ستيفن.

"حسنًا، إذاً، لكن عليك أن تجرب الآلة على نفسك أولاً."

تجمد ستيفن في مكانه، وصدمته الكلمات حتى تجمدت ملامح وجهه. ضحك بضحكة استهزائية، كأنما لا يستطيع تصديق ما سمعه، وكأن المحقق يحاول استجوابه في مسألة تافهة.

"أيها المحقق، لا تتدخل في عمل لا تملك عنه أدنى فكرة، من فضلك!"

كانت هذه الكلمات تتدفق من فمه وكأنها تعكس استيائه العميق من تدخلات المحقق في مجاله. نظر إلى جونز بتحدٍّ، لكن عيني المحقق كانت ثابتتين، تحملان قلقًا متزايدًا وخوفًا على ما قد ينتج عن هذه التجربة.

حاول جونز أن يخفف من التوتر.

"أنا فقط أقول إن المخاطر مرتفعة جدًا. نحن نتحدث عن تحويل كائنات ليست بشرًا. هل فكرت في العواقب؟"

صمت ستيفن للحظة، وكأنه استوعب ما قاله المحقق. كان الصوت في داخله يتردد، لكنه سرعان ما استعاد ثقته.

"لن أفشل، هذه فرصتنا. إذا كنت تخشى ما لا تفهمه، فهذا ليس مشكلتي."

استمرت نظراتهم في التبادل، حيث كان كل واحد منهما يتحدى الآخر، وسط الغرفة المليئة بالأبحاث والآمال والأوهام.

...................................

"جلالتك، يجب أن ترى هذا التسجيل."

اقترب أحد مصاصي الدماء بخطوات صامتة من الرجل الأشقر الذي كان يجلس على كرسي فاخر في غرفة مظلمة بلا نوافذ، كل ما فيها يعكس هالة من السلطة والغموض. وضع اللابتوب أمام الرجل الأنيق وشغل الفيديو قبل أن يتراجع بخطى منتظمة ليقف على بعد مترين خلفه.