21
الموسم الثانى
الجزء الخامس
صفات شيطانيهوسألت نفسي حائرا
انا من اكون ؟
مالي عشقت السير في طرق الظلوم
فاذا جنوني صار بعض تعقلي
واذا بافكاري يغلفها الجنون ..
انا .. من اكون ؟استيقظت نادين من النوم في الصباح الباكر، فهي أحيانًا تحب أن تستقبل أول خيوط الفجر، حيث يشعرها ذلك بالأمل والصفاء الذهني، كأن أشعة الشمس الأولى تحمل معها وعدًا بيوم جديد. قامت بتحضير كوب من النسكافيه وجلست في البلكونة، تستعيد كل ما جرى وتفكر فيه وتتساءل. كانت تساؤلاتها تدور حول سؤال واحد ملحّ: لماذا تتعلق بآدم إلى هذه الدرجة؟ لماذا تجد لذة في خضوعها له؟ لماذا تهوى ضعفها أمامه وانكسارها وانسحاقها؟
لو أرادت نادين أن تحدد صفات الشخص المثالي الذي ترتبط به، لما كانت صفاته تشبه صفات آدم. فهو كالنار المحرقة، يتبع شياطينه وقد يكون هذا ما أسرها فيه؛ تلك الشخصية التي لا تميل إلى القوة بل إلى قسوته الشيطانية، ولا إلى ثقته بنفسه بل إلى غروره الذي يشتعل كاللهب، وإن كان غير مبرر. لا تتعلق بقدرته بل بجبروته الذي يظهر كلما استطاع، هي تتعلق بقلبه الميت، بروحه الشيطانية، وبقدرته على بث الخوف؛ كسيف مسلط على عنقها. تلك السادية البحتة المجردة التي لا يغلفها الحب والاحتواء. تعشق تلك الصفات كما لو كان شخصًا خرج من الجحيم.
نادين تشعر بأن هناك جزءًا منها يتماهى مع هذه القسوة والظلام، كأنها تجد في ضعفها أمامه نوعًا من التحرر من قيود المجتمع والتوقعات. هناك شيء غامض ومثير في هذا الانسحاق تحت وطأة شخصيته، كأنها تنسحب من قيود العقل إلى حقل مفتوح من الرغبات والغرائز. تشعر بأن هذا الخضوع يعيد تشكيلها، يحطم القواعد التي تربت عليها ويعيد بناءها من جديد بشكل أكثر تعقيدًا.
كانت تعلم أن شرح تلك الأفكار لأي شخص آخر سيجعلهم يعتقدون أنها مجنونة. ولكنها لم تكن تعفي نفسها من ذلك الشعور. متى كانت تصرفات البشر لا يكسوها الجنون؟ البشر يفعلون الأفاعيل ثم يبحثون لها عن المبررات. من يعتقد أن البشر يقودهم العقل فهو واهم، بل تقودهم الرغبة والشهوة، ثم يأتي العقل ليبرر تلك الرغبة والشهوة كأنه القائد، ولكنه ليس سوى محامٍ يدافع عن مدان ويظهره بمظهر الملاك.
نادين تعلم أن آدم ليس سوى مرآة تعكس أعمق مخاوفها وأشد رغباتها. هي لا تنجذب إلى صفاته الحميدة، لأنها ببساطة لا ترى فيها نفسها. هي تجد نفسها في قسوته، في جموحه، في حريته المطلقة من أي قيود أخلاقية. هذه الحرية التي تكاد تكون خيالية بالنسبة لها، شيء تتوق إليه ولكنها لا تستطيع أن تحققه. تشعر بأنها تعيش حياتها من خلاله، كأنه نافذة تطل على عالم لا يمكنها دخوله إلا من خلاله. هو يمثل لها ذلك الجحيم الذي تتوق إليه، تلك النار التي تحرقها ولكنها لا تستطيع الابتعاد عنها.
عندما تجلس في البلكونة، تستعيد تفاصيل كل لحظة قضتها معه، كأنها تسترجع فيلما سينمائيا. تتذكر كيف كان ينظر إليها بنظراته الحادة التي تخترقها كالسيف، وكيف كان صوته العميق يملأها بالرهبة والإثارة في آن واحد. تتذكر كيف كانت تشعر بالضعف والانكسار أمامه، وكيف كان هذا الشعور يعيد تشكيلها. تتساءل في داخلها ما إذا كانت ستتمكن يومًا من التحرر من هذا الشعور، أم أنها ستظل حبيسة له إلى الأبد.

أنت تقرأ
21 الموسم الثانى
Misterio / Suspensoقصة سادية الخيال هو قلم كل كاتب فقد كانت هذه القصه هى أول قصه أكتبها ولذلك لما وجدته بها من مساحه للخيال أردت ان أكتب جزء جديد منها أتمنى ان يعجب كل من يقرأها تغوص نادين من جديد فى عالم الساديه .. فهل ستغرق ام ستنجو