يمشي وحيدا في عتمة الليل بين اغصان الأشجار مبتعداً عن منزله الذي يحترق، اكلته النيران و قتلت كل حي في فيه سواه، البرد القارس في عتمة الليل ينهش عظم الطفل الصغير و المطر يغسل الأشجار و يساعد في إطفاء الحريق، يبتعد عن منزله و هو يرجف بكثرة هل هو خائف ام يشعر بالبرودة؟ بدأ الركض وسط الغابة مبتعدا عن منزله وجهه للأمام يحاول الا ينظر خلفه لكنه لم يستطع، التفت بسرعة ليرى لون احمر يشع من بعيد و دخان فضي فوقه نتيجة الاحتراق، يقف فجأة و يبدأ بالبكاء حتى يسقط مغشيا عليه.
أصبح الصباح و حضرت الشمس لتعيد الوان الأشجار اليها مرة اخرى، بدت الغابة كانها جنة بالوانها الزاهية، اوراق الشجر الأخضر اللامع و الزهور الملونة منتشرة بعشوائية في وسط الغابة.
فتح عينيه بهدوء ليدخل ضوء الشمس اليها لتكعس لون عينيه البنية.
نهض و بدأ بتنظيف ثيابه المليئة بالطين و مسح وجهه بماء كان قربه في بركة صغيرة.يتضور جوعا و الجوع ينهش معتده كوحش قاتل فهو لم يأكل منذ البارحة.
بدأ بالسير الى المجهول، خطوات بطيئة اخرجته من الغابة الى شارع عريض كبير تمر منه سيارات بمختلف الأحجام و السرعات فيقف قرب الشارع و يحاول أن يوقف احدى تلك السيارات.
يقفز و يلوح بكلتا يديه لأية سيارة تمر بقربه ولكن لا احد يأبه به، بقي هكذا قرابة نصف ساعة ليتعب أخيرا و يتوقف عما يفعله و لكن لحسن حظه توقفت شاحنة صغير أمامه نظر اليها الى انه لم يستطع رؤية السائق لقصر طوله.
فتح السائق الباب لينادي عليه و يسأله- ماذا تفعل هنا يا طفل هل تهت عن أبويك؟
- نعم، هل يمكنك توصيلي الى وسط المدينة؟
- نعم انا ذاهب الى هناك لكن اجبني اين رأيتهم اخر مرة؟
- لقد نسيت لكني أظن انهم عادوا الى المدينة حتى يخبروا الشرطة.
- اجبني ما اسمك؟
-ادوارد
-حسنا اصعد ايها الطفل لأوصلك
صعد ادوارد بصعوبة فعلى الرغم من صغر الشاحنة الى انه كان قصيرا و ضئيل الحجم فكان يصعب عليه الصعود الى الكرسي.
عدل جسلته و جلس صامتا طوال الطريق حتى قال له السائق
- هل تريد تفاحة يا ولد؟
- نعم فلم أكل منذ البارحة و معدتي نخر من الجوع
- علمت ذلك
فتح السائق كيس كان بقربه و اخرج منه تفاحة خضراء زاهية اللون كبيرة الحجم اعطاها الى ادوارد و ما ان مسكها ادارود حتى انهال عليها بقضمات سريعة لم يستطع التوقف من فرط الجوع الذي هو فيه، ابتسم السائق و اكمل قيادة الشاحنة.
أنت تقرأ
إنتقام ضال
Mystery / Thrillerإنه يريد الإنتقام لا شيء آخر لكن هل سيصل اليه هل سيقتل من قتلوا أبويه هل سيدخل في حياة ضالة كإنتقامه؟