الفصل الحادي عشر

15 1 2
                                    

كان انطونيو واقفا قرابة 20 مترا من منزل غوستافو، قابعا خلف أحد جدران الحي ينتظر خروجه لينهال عليه بطلقات تخترق جسده، لم يكن بما يحصل مع مايكل ابدا بل كان بيظن ان الخطة على حالها و أن سانتينو في عداد الموتى و غوستافو سيلحق به قريبا.
مضى نصف ساعة كاملة لم يرى فيها غوستافو يخرج من منزله، أضواء المنزل مغلقة ولا يبدو أن هنالك أحد في البيت، شعر بأن أمر ما يحصل، قال لنفسه أن ثمة شيء قد خرج عن السيطرة او ان مكروهاً حصل لمايكل، لكنه حاول الا يفكر بأفكار سلبية في موقفه هذا، الا أنه لم يستطع بل في كل مرة حاول أن يبعد عنه هذه الأفكار أحس أن الأمر يحدث حقاً و أن مايكل هو من أصبح في عداد الموتى، فكر كثيراً و اتخذ قراره بأن يذهب الى مستودع غوستافو ليرى إن كان غوستافو هناك الليلة فلعله لم يعد الى منزله و لحسن حظه فإن المستودع كان قريبا من منزل غوستافو.
ركض انطونيو بسرعته القصوة نحو مستودع غوستافو، و فور وصله توقفت سيارة غوستافو السوداء الكبيرة و نزل منها رجلين ثم تبعهم جيمي و لينصدم انطونيو بما رآه، أصابته رعشة في جسده و قلبه بدأ بالخقان كآلة لا تتوقف عن العمل، عقله لم يستودعب ما يراه الآن، كان مايكل غريقاً بدمائه الحمراء يحمله رجلان بخفة و يدخلان به إلى داخل المستودع، ظل جيمي واقفاً في الخارج لبضع ثواني يتفقد من خلو الشارع من الناس، ثم دخل الى المستدوع ليغلق الباب خلفه.
كام الأمر كصاعقة كهربائية أصابت أنطونيو، كان كل شيء على ما يرام، الخطة كانت تسير بهدوء، بدأ يهذي و يكلم نفسه كالمجنون و يسأل نفسه كيف حدث هذا، تساؤلات ملأت رأسه الخالي من أجوبة لايٍ منها، ظل يهذي و يهذي و الدموع بدأت تترقرع من عينيه و تلمع في وسط الظلام الدامس.
كان و لابد منه القيام بشيء بشأن هذا الأمر، ها يتصل بالشرطة؟ هل يتصل بوالدته؟ لا يعلم ماذا عليه فعله و هكذا بقي حائراً لا يعلم بما عليه القيام به.
كان يجلس القرفصاء يضع كلتا يديع على رأسه و يضغط، خارت قواه للحظة لكنه أحس بأن للشجاعة مكان في علقه و جسده، أحس أنه ولو مات اليوم في الدفاع عن مايكل سيكون فخراً له، لم يعلم لما أصابه الحماس فجأة، لم يعلم لما عليه القيام بهذا لكنه أكد لنفسه أن هذا هو الخيار الوحيد فإن لم يفعل شيء في هذا المزقف فمايمل سيموت بلا محالة.
أمسك بحجر صغير و مشى بخطوات خفيفة الظل على رؤوس أصابعه ليصل قرب المستودع، بحث عن باب خلفي للمستودع و لحسن حظه فكان هنالك باب يقبع خلف المستودع هذا، أمسك بالحجر و رماه إلى أحد النوافذ لتنكسر و تصدر صوتاً مرتفعاً أفزعت من في داخل المستودع، علم أن أحد من الرحال سيذهب للإطلاع عن هذا الصوت، لذا دخل بسرعة الى داخل المستودع في محاولة منه لإنقاذ مايكل.
بدأ يمشي بخطوات متزنة لا صوت لها، و على خواطه البطيئة تلك أحس كأن لن يصل أبدا و أن مايكل يبعد عنه كما يبعد القمر عن الأرض، قلبه كان يخفق بسرعة كبيرة و أحس كأنه سيخرج من جسده، الرعب يملأه و رعشةٌ تصيبه من رأسه الى أخمص قديمه.
رأى باب يقبع أمامه، ذهب اليه محاولا الا يصدر اي صوت، كان الباب مفتوحا قليلا، نظر من شق الباب ليرى مايكل على الأرض يغرق بدمه و جيمي واقفاً امامه يكلم ماكيل بصوت مرتفع و يصرخ فيه و يقول:
- اللعنة عليك يا مايكل، كيف فعلت هذا؟ أحسبت نفسك ذكي و أنت ستنال من الدون سانتينو، لقد كانت فكرة قوية، جريئة و تحتاج الى المخاطرة، لكن أنظر الى نفسك الآن، ها أنت ستموت بتلك الرصاصة التي شقت جسدك أو ان الدون سانتينو سيأتي بنفسه ليقتلك و يعذبك حتى الموت.
ثم ضحك ضحكة بصوت مرتفع هزت أرجاء المستودع.
سعل مايكل قليلاً، بدا كأنه يريد أن يتحدث لكنه لم يستطع من الم الإصابة.
أحس أنطونيو ان عليه فعل شيء ما،فكر كثيراً،و بظا يهذي و يقول يعقله إنها طلقة واحدة من مسدسي و يمكننب قتل جيمي و إنقاذ مايكل ريثما يعود ذلك الرجل الآخر الذي الهيته.
أخرج مسدسه من جيبه مع رجفان و رعشة تصيبه في جسده كله، نظر اليه لثواني و قبض عليه بيظه و عصره بقوة ثم صوبه نحو جيمي، حاول أن يثبت يديه و أن يصوب فوهة المسدس على جيمي كان لكنه يفشل بذلك، الخوف يعتريه و فشله الآن يعني موته و موت مايكل، أراح قبضة يده قليلة و أخذ نفساً عميقاً و عاد تصويب المسدس نحو جيمي، وضع إصبع على الزناد، يكلم نفسه و يقول: إنها رصاصة واحدة، طلقة واحدة صحيحة، لا تخطأ، لا تخطأ، اللعنة على الرعشة لن تتوقف، لماذا أنا خائف هكذا؟
أغمض عينيه لبرهة و تخيل نفسه يقتل جيمي، فتح عينيه ببطئ و نظر اليه لضغط على الزناد و تنطلق رصاصة من فوهة مسدسه بسرعة أصابت كتف جيمي ليسقط على الأرض و الدم يخرج من جسده بغزارة و بلا توقف.

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Nov 23, 2020 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

إنتقام ضالحيث تعيش القصص. اكتشف الآن