الفصل الخامس

18 8 2
                                    

يقود غوستافو السيارة بسرعة بالغة ليصل بأسرع وقت الى منزل سانتينو حتى يلحق به قبل أن يقتلوه، مر عبر شوارع لندن و عبر السيارت بسرعة هائلة غير معطي أهمية لأحد غير هدفه.

وصلوا الى منزل سانتينو، كان قصراً كبيراً يحاوطه العشب من كل الإتجاهات ليتوسط هذا العشب القصر الذي يبلغ ثلاث طوابق بالقرب منه مسبح متوسط الحجم، عندما وصلوا نزل غوستافو بسرعة ليلحق به إدوارد، أخرجوا أسلحتهم بسرعة و ركضوا بإتجاه المنزل و فور وصولهم الى باب القصر و جدوا ثلاث سيارات كبيرة سوداء واقفة أمام القصر يختبئ خلفها رجال مسلحين يطلقون رصاص بإتجاه قصر سانتينو، بدأ غوستافو بإطلاق الرصاص نحوهم بسرعة فسقط الأول و الثاني، لم يستطع عدهم فكانوا كثر لكنه كانوا محاصرون من قبل غوستافو و رجاله فرجاله وصلوا و دخلوا إلى منزل سانتينو لحمايته و فور وصول رجال ميل بدأوا بالعراك الذي مازال مستمراً، إضطر إدوارد لمساعدة غوستافو و بدأ يطلق النار غلى رجال ميل، لم يكن يريد قتل أحد الى أنه فعل ذلك حتى يثق غوستافو به و يسهل عليه الوصول لسانتينو، إستمر العراك حوالي عشر دقائق و إستطاع غوستافو و رجاله القضاء على رجال ميل و أردوهم جميعاً قتلى.

مشى غوستافو و إدوارد وراء ظهره بإتجاه العربات الثلاثة ليروا إن كانوا تخلصوا منهم جميعاً، عندما إنتهوا من ذلك خرج رجال غوستافو من منزل سانتينو حيث كانوا مختبئين يطلقون الرصاص، نظروا جميعاً الى إدوارد بإستغراب ليلتفوا إلى غوستافو و يتحدث واحد منهم يدعى ميكي.

- غوتستافو هل أنت بخير

ليرد غوستافو عليه و أعينه نحو الجثث

- نعم بخير، ماذا عنكم؟

- نعم بخير، هل أسألك عن من معك ام ستخبرنا؟

- إنه رجل جديد سينضم الينا لا تكثروا الأسئلة، المهم أين السيد سانتينو؟

- في الداخل مع زوجته و ابنته.

-حسنا إحرسوا المكان هنا جميعا و لا تأتوا الى الداخل إلى إذا كان الأم مهماً، لا تنسوا أن تحملوا الجثث و ترموها بعيداً و خذوا السيارات أيضا أصلحوها و إستخدموها.

- حسنا

هبوا مسرعين في حمل الجثث و وضعوها في السيارات و أخذوا السيارت بعيدا عن القصر فبقي ثلاث أشخاص هنا في القصر إصطفوا مبعثرين ليحرسوا المكان.
نظر غوستافو إلى إدوارد و قال له:

- أنت تعال معي لترى السيد سانتينو

- حسنا

دخلوا الإثنان إلى الداخل، إتجهوا إلى غرفة الجلوس حيث عاد اليها سانتينو مع ابنته و زوجته عند الإنتهاء من إطلاق النار، دخل غوستافو و إدوارد إلى الداخل فلما رأى غوستافو سانتينو إنهالوا على بعضهم بعناق كبير ليعادو سانيتنو الوقوف قرب عائلته، كان سانتينو رجلاً يبلغ السبعين، كبير الجسم نوعاً ما فكان طوله حوالي المئة و ثمانين سانتيمتراً، شعره شائب و طويل بعض الشيء ومربوط من الخلف، أما ابنته فكان جميلة جداً، كانت تمتلك جسداً رائعا متكاملاً و شعراً كستنائي اللون، طولها مئة و سبعون سانتيمتراً، عيونها بنية اللون مكحلة من جميع الإتجاهات، أما زوجته فكانت تمتلك شعراً قصيراً أشقر اللون لامع في وسط هذه الغرفة المظلمة.

نظر سانتينو الى إدوارد و سأله من أنت ايها الشاب؟
تقدم إدوارد بخطا ثابتة متزنة وقال:

- إسمي مايكل.

ليكمل غوستافو و يقول:

- إنه شاب أنقذ حياتي و حياتك أيضاً، فلولاه لكنا ميتين الآن.

قال سانتينو:

- أنت تعلم اني لا أموت، ليضحك ضحكة عالية سمع صداها في أرجاء الغرفة كلها.

ارتسمت علامة إبتسامة على وجه غوستافو وقال:

- أعلم ذلك صحيح أنت لا تموت أبداً

ليكمل

- لقد خاننا ميل، أراد قتلي ليتخلص مني فلم أن أستطع أن أخبر رجالي ليأتوا و يقتالوا هنا و يحموك، أن تعلم أنه كان يعلم بشأن عملية التبادل فكان معنا و لكني لم أشك به أبداً، لقد درس كل شيء في خطته و كادت أن تنجح الا أن مايكل كان حاضراً و إستطاع قتله، أنا مدين له بحياتي.

نظر سانتينو إلى إدوارد وقال له:

- أحسنت يا مايكل.

نظر إدوارد الى سانتينو و عيونه تلتهب، قلبه يؤلمه يعتصره الألم، الم الفقدان، تذكر أبويه، أمه التي كانت تعد له طعامه المفضل كل يوم و تستلقي بقربه عندما لا ينام تحكي له حكاية، والده الذي يعود من عمله فيضمه الى صدره اولاً و يثبله جبينه و يعطيه مالاً ليشتري ما يريد، عقله يحترق يقول له: ها هو الرجل الذي يجب عليك قتله يا إدوارد، إنه قاتل أبويك، أمر بقتلهم بدم بارد، هل ستقتله الآن؟ لا ستموت إنك قوي ستستطيع الوقوف أمامه كل يوم ساعات لتنتظر اللحظة المناسبة لقتله، فجر رأسه برصاصتك و خذ ثأرك و إرحل، أرسله إلى جهنم و تخلص منه، اقتله يا إدوارد اقتله و امسحه عن هذا الكوكب، أنت الآن بدأت رحلتلك بدأت هنا و لن تنتهي حتى يكون سانتينو تحت التراب و في قاع جهنم، هذا ما تعيش من أجله يا إدوارد، هكذا أصبحت حياتك فقط للإنتقام، فقط لقتل سانتينو.

أدار غوستافو وجهه الى إدوارد و قال له:

- يمكنك الذهاب الآن، غدا تعال صباحاً لتبدأ بالعمل معاً.

- حسنا، شكرا لكم و ليلة هنيئة.

خرج إدوارد من منزل سانتينو بهدوء، يمشي الى الخارج ليبدأ رحلته الآن، غداً اول يوم له تحت إمرة سانتينو، متى ستكون تلك اللحظة حين يقتله؟ كيف سيقتله؟ هل سيفجر رأسه برصاصة ام يحرقه و هو حي؟ أسألة طرحها سانتينو على نفسه و هو خارج، عاد سانتينو الى منزله سيراً على الأقدام، صعد الدرج على رؤوس أصابعه و فتح باب المنزل بهدوء حتى لا تستيقظ خالته و تسأله أين كان، ستستغرب بالطبع عماذا يفعله إدوارد خارج المنزل في هذا الوقت المتأخر، دخل إلى الداخل لينظر الى الساعة، الساعة قرابة الرابعة فجراً، مسح جبينه بيده و دخل و علق ثيابه، أمسك بمسدسه و نظر إليه، مسحه و دسه تحت الفرشة التي ينام عليها، القى نفسه على السرير و نام بصعوبة فرأسه يؤلمه بكثرة الأسئلة التي تأتيه،أصبح رأسه كشبكة عنكبوت مليئة بخيوط و سيناريوهات عن طريقة قتله لسانتينو و كيف سيختلي به، يفكر به دائماً و يتخيل شكله، ها هو الآن رآه و أخيراً، يقول في عقله أنه سيقتله لا محالة.

إنتقام ضالحيث تعيش القصص. اكتشف الآن