الفصل التاسع

17 7 5
                                    

أشرقت الشمس و دخل ضوئها إلى عينيه، فتح عينيه فدخل للضوء اليها ليغلقهم بسرعة للأمر ذاته، نهض من فراشه، أحس أنه يحتاج ألى ساعات راحة أكثر، خرج من غرفته و تناول الفطور مع خالته كالمعتاد، إتصل بأنطوني فهو لم يكلمه منذ مدة، رن الهاتف لخمس ثواني ليرد أنطوني عليه:

- أهلا يا إدوارد كيف حالك؟

- جيد، كيف حالك أنت؟

- لا بأس اعمل بجد و أحاول أن انتهي بسرعة حتى أعود، أخبرني ماذا حصل معك بشأن ساناينو هل تعمل معه الآن؟

- نعم من يومين، لقد أصبحت رجلاً لديه ولهذا السبب اتصلت بك

- ماذا تريد أخبرني

- تعال الي، لقد قررت أن أقتله قريباً و لكني أحتاجك بقالرب مني حتى لو حصل شيء لا يقتلوا خالتي.

- تمام، سآتي اليوم مساءً و أكون عندك

- هل ستترك العمل؟

- لا، سآخذ عطلة و اتيك بسرعة.

- حسناً، لا تنسا إجلب معك سلاحك فستحتاجه.

- حسنا، لم تخبرني كيف ستقتله؟

- يوجد عرس سيقام في أحد الأحياء، إنه مدعو و لحسن حظي أنه لن يجلب معه الكثير من الرجال فغوستافو لا يأتي معه إلى هذه الأماكن و جيمي قد يذهب وقد لا، لو طلبني لأذهب معه سيكون افضل لكن لو لم يفعل سأسبقه إلى هناك و أختبأ بين الزحام و أطلق رصاصة عليه و أهرب فلن يستطيع معرفة من قتله و لو عرف فلن يستكيع اللحاق بي.

- تبدو منطقية لكن الا يوجد فرصة أخرى غير هذه؟

- لا للاسف و يجب علي فعل ذلك للآن فلن تأتي لي فرصة أخرى أستطيع فيها قتله بهذه السهولة.

- ماذا بشأن غوستافو، بالتأكيد سينتقم له و سيأتي لقتلك.

- غوستافو لك.

- ماذا؟ أنا؟ كيف سأقتله؟

- ستذهب الى منزله و تقتله هناك الامر سهل.

_ كيف سأستطيع قتله بهذه السهولة؟

- انظر، سأتصل به و أخبره أنني خارج المنزل فسيخرج هو بالتأكيد بلا سلاح و هنالك ستكون تنتظره ليخرج و تطلق النار عليه.

- حسناً هكذا الآن يبدو الأمر منطقياً، سآتي اليوم و أنهي هذا الأمر معك، لن تكون لوحدك سأبقى معك دائماً.

- أكيد، الى اللقاء.

- الى اللقاء.

أغلق إدوارد السماعة و ذهب ليشرب كوب شاي كانت  قد اعدته خالته من قبل.

جلس على الطاولة و هو يعاصر دماغه من التفكير، هل سينجح ام لا، هل الوقت مبكر ام لا، يسأل نفسه هل سيحصل على فرصة كهذه فيجيب بلا، يعلم أنه لن يجد فرصة كهذه في حياته.

نهض و ذهب ليرتدي ملابسه، أمسك بسلاحه و تفقده
عد الرصاص الذي فيه، أمسك وأغمض عيونه و قال بصوت هادئ: لأجلك يا أبي، لأجلك يا أمي.
وضع السلاح في بنطاله و خبأه جيداً، كان اليوم هو يومه الأخير قبل أن يقتل سانتينو، غداً سيقوم بفعلته و ينتهي من هذا الأمر الذي يلاحقه منذ أعوام، يلاحقه دائماً في أحلامه و أينما ذهب.

في هذه الأثناء كان سانتينو يجلس في المطعم يفكر بباقي أعماله و إذ يدخل عليه غوستافو عيونه حمراء كالدماء، يهمس له و يقول:

- الأمر عاحل و يجب أن تكلم في المكتب، إنه بشأن مايكل.

- ماذا به هل هو بخير.

- يجب أن نذهب إلى المكتب بسرعة

- حسناً حسناً.

نهض سانتينو و مشى نحو مكتبه ففتح الباب غوستافو له و دخلا تباعاً.

جلس سانتينو خلف مكتبه أما غوستافو بقي واقفاً قبالته ينتظره.
قال سانتينو:

- اخبرني الآن عن مايكل ماذا به؟

- عندما أخبرتني بأن ان أبحث عن مسكن مايكل و عائلته، بحثت لكني لم أدقق في المعلومات فأنت تعلم أن الناس أخبرونا بأنه يسكن مع خالته و والداه قد توفيا في حادث سيارة، لم أسأل اولاً عن إسم خالته لكن اثارني الفضول و أحببت أن أعرف فعلمت أن إسمها ليرونكا روكس.

بدأت علامات الغضب على سانتينو و صرخ:

- و ماذا يعني هذا، أسرع و أخبرني.

- نعم سأخبرك تمهل، لقد اذكرت أحداً بإسم الروكس و هي زوجة القاضي هنري و الذي تغير إسن عائلتها إلى إسم عائلة هنري بعد الزواج، هذا يعني أن ليرونكا هي أخت ساشا روكس…

لينهض سانتينو من كرسيه و يقاطع غوستافو و يقول بسوت مرتفع:

- و ساشا روكس هي زوجة هنري ماكفيل القاضي الذي قتلناه منذ خمس سنوات لأنه أراد وضعي بالسجن، وهذا يدل على أن ماكيل هو ابنه، ابنه اللعنة، أتى لينتقم لوالديه، لقد إنضم لي لينتقم و يقتلني، كيف لم تعرف هذا.

بظأ يصرخ و يقول:

- سأقتل هذا الوغد اليوم سأقتله.

ليقول غوستافو بهدوء:

- بل هو من سيقتلك.

نظر سانتينو إلى غوستافو وقال:

- ماذا تقول؟

- بالتأكيد أنه سيحاول قتلك، أعتقد أنه سيقتلك عاجلاً فهو لن ينتظر و يبقى مع قاتل عائلته كل هذا الوقت، فكر اليوم في العرس قد يختبأ بين الحشد و يطلق النار عليك.

- نعم من الممكن أن يفعل ذلك، وقد لا يفعل هذا فهو يحتاج لوقت أطول حتى يتمكن من فعل ذلك، لكن سنأخذ الاحتياطات، كن موجوداً هناك و خذ معك قناصاً و اختبأ في أحد المباني قرب العرس، و انا سآخذ معي جيمي.

- اليس من الأفضل الا تذهب؟

- لا لقد وعدت ذلك السخص و يجب علي حضور عرس إبنه، بالإضافة الى أني أنا الأب الروحي لإبنه.

- حسناً سآخذ معي القناص.

- إذا اتصل بك رد عليه و اخدعه و احعله يظن أنك تنفذ ما يقوله.

- حسنا سأذهب.

خرج غوستافو من المكتب أما سانتينو فكان واقفاً و هو يلتهب من الغضب، يرجف من كثرة غضبه الذي يفجر رأسه من التفكير و يتوعد اليوم إدوارد بأن يقتله و يتخلص منه و يجعله عبرة لمن يعتبر.

إنتقام ضالحيث تعيش القصص. اكتشف الآن