الفصل السادس

19 7 3
                                    

أشرقت الشمس صباحاً في هذا الحي، الضوء يدخل من نوافذ البيوت ليتسلل و يضيئها.
الساعة الثامنة صباحاً، لم ينم إدوارد بشكل كافي، نهض من فراشه و أعاد ترتيبه، أخرج سلاحه من تحت فراشه و وضعه على الطاولة في غرفته.

خرج إلى المطبخ، كانت خالته تعد الفطور كعادتها كل يوم، جلسوا على الطاولة و بدأوا بتناول الطعام.

اليوم هو أول يوم عمل له مع سانتينو، البارحة و لأول مرة يقتل إنسان بحياته، لقد مان شعوراً غريباً لا يعرف ما هو، أن تقتل إنسان و تنهي حياته بتلك السهولة التامة لأمر صعب جداً.

لم ينبس بحرف طوال جلوسه على مائدة الطعام، سألته خالته:

- هل بك شيء يا إدوارد؟ ماذا بك؟ أنت لست بأفضل أحوالك هل حدث معك شيء البارحة؟

- لا لم يحصل معي شيء، إني بخير لكن رأسي يؤلمني قليلاً

- سأعطيك دواء

نهضت ليرونكا و ذهبت لتخرج له دواء لالم رأسه، لكنها  هل تمتلك دواء لألم روحه؟
أعطته الدواء فرشفه بسرعة الى فمه.

قال: شكراً

وضعه يده على رأسه و ضغط بقوة فألم رأسه كان قوياً.

نهض من المائدة و قال:

- شكرا لكِ على الفطور أنا سأذهب

قالت خالته:

- الى أين؟

- سأذهب الى العمل، لقد وجدت عملاً البارحة و سأبدأ عملي اليوم.

- أحسنت يا إدوارد، كنت سأسألك عما إذا وجدت عملاً لتعمل به، إذا ما هو العمل؟

- سأعمل  في مصنع تعبئة زجاجات الحليب، إنه بعيد عن هنا لذا سأتأخر ليلاً و قد لا آتي احياناً.

- حسناً، فليوفقك الله

-سأذهب إذاً

- إلى اللقاء

نهض إدوارد من على مائدة الطعام و ذهب إلى غرفته ليرتدي ثيابه، حمل مسدسه و دسه في بنطاله من الخلف و أخفاه بعبائته حتى لا يراه أحد.

ودع خالته و خرج من المنزل، نزل على الدرج بسرعة ليخرج الى الحي المكتظ بابناء الحي صغيرها و كبيرها جالسين مبعثرين يشربون الشاي و يلعبون شطرنج، لم يملك سيارة خاصة لكنه بالتأكيد سانتينو سيعطيه واحدة فهو لا يترك احداً يعمل لديه بدون سيارة او راتب وفير حتى لا يتذمر أحد، لكن سانتينو كان يمتلك شيئا خاصاً لم يمتلكه احداً فرجاله حتى لو لم يحصلوا على راتباً او سيارة لن يخونوا سانتينو فهم يحترموه و يحبوه كوالدهم و مستعدين لتعريض حياتهم للخطر او حتى التضحية بها مقابل سلامة سانتينو.

مشى في طرقات لندن ليصل إلى مكتب سانتينو الضخم، كان المكتب في وسط أحياء لندن و هو بالأساس مطعم يصنع به الطعام، كان مطعماً للحوم فسانتينو مشهوراً بمطعمه فمطعمه يصنع طعاماً لذيذاً لا يعلم أحد سر وصفته، مكتب سانتينو كان في قبو هذا المطعم.

إنتقام ضالحيث تعيش القصص. اكتشف الآن