إباؤه
الإباء شدة الامتناع، يقال في اللغة:
أبيت الشيء، إذا أنفت منه، والإباء هو سمة الأبطال الذين يمتنعون عن كل وصمة تمت عنوان شجاعتهم، فلا يرضخون للظلم والمذلة، ويضحون بأنفسهم في سبيل حفظ الكرامة وصون المجد والأخلاق السامية، وقد أبى الإمام الحسين الرضوخ لإمرة يزيد و أعوانه فقال:لا والله لا أعطيكم بيدي إعطاء الذليل، ولا أقر لكم إقرار العبيد...)
وعلى هذا النهج السامي سار قمر بني هاشم حيث أبى الأمان الذي بذل له ولإخوته الأشقاء خاصة؛ وذلك لما كان يوم الطف ...
قال شمر بن ذي الجوشن الكلابي:
أين بنو أختي ؟أين عبد الله وعثمان و جعفر والعباس بنو علي بن أبي طالب ؟
فسكتوا، فقال الحسين : أجيبوه ولو كان فاسقا فإنه بعض أخوالكم..
فنادوه: ما شأنك وما تريد ؟
فقال: يا بني أختي أنتم آمنون، فلا تقتلوا أنفسكم مع أخيكم الحسين، والزموا طاعة أمير المؤمنين يزيد بن معاوية، فناداه العباس بن علي:
تبت يداك يا شمر، لعنك الله ولعن ما جئت به من أمانك هذا، يا عدو الله أتأمرنا أن نترك أخانا الحسين ابن فاطمة، وندخل في طاعة اللعناء وأولاد اللعناء،
فرجع شمر إلى عسكره مغيظا.وهكذا فضل العباس السلام الشهادة وتحمل الجراح ومكابدة الآلام على الحياة في طاعة اللئام، وهو يرتجز ببسالة ويقول:
لا أرهب الموت إذ الموت رقی
حتى أواري في المصاليت لقا
نفسي لنفس المصطفى الطهر وقا
اني أنا العباس أغدوا بالسقا.